28 - 06 - 2014, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المسيح ابن الله سؤال: لماذا تقولون أن المسيح إبن الله؟!الإجابة: كبداية، كلمة أو مصطلح "ابن الله" لا يعني الولادة الجسدية من الله -حاشا- ولا يعني أن الله له صاحبه كما يفهم بعض البسطاء.. ولكنه مصطلح لاهوتي، وها هو عرض عام له.. # المسيح إبن الله لحقيقتين:* الأولى: المسيح أصلًا هو كلمة الله المولود من الله منذ الأزل وقبل خلق العالمين. وحيث أن كل مولود هو إبن لِمَنْ ولده، فيكون المسيح هو إبن الله. لذلك كل من يؤمن أن المسيح كلمة الله فبالضرورة يؤمن أنه ابن الله. أما حقيقة أن المسيح كلمة الله فترجع إلى أن أول صفة تؤكد ألوهية الله هو أنه الخالق. وإذا لم يكن الله خالقًا ما استحق أن يكون إلهًا للكون! لأن إله الكون بالضرورة هو خالقه. والخلق لا يصدر إلا من قوة عاقلة والقوة العاقلة تخلق بالكلمة. إذًا الله كخالق هو قوة عاقلة وله كلمة هو قدرته الخالقة الصانعة. وكلمة الله قدرته الصانعة قائم في ذات الله ومولود منه منذ الأزل، وبه خلق الخلق وبع تعامل مع الأنبياء وبه بتجسده فدى العالم. فإن كان المسيح حسب اعتقاد الكل أنه هو كلمة الله فيكون مولودًا من الله، ومن ثم هو ابن الله بالضرورة. وهذه الحقيقة يؤكدها ويوضحها الإنجيل المقدس "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله. كل شيء به كان والكلمة صار جسدًا. الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" (إنجيل يوحنا 1:1-18). * والحقيقة الثانية: إنه لما جاء الوقت المناسب لخلاص العالم، نزل الكلمة من السماء وحلَّ في بطن العذراء مريم وولدته من غير أب بشري، فلذلك تُنْسَب بنوّته لله. إذًا المسيح هو ابن الله الأزلي بالطبيعة والجوهر ككلمة الله. وهو ابن الله المتجسد في الزمان من القديسة مريم. ونستنتج من هذا أن ابن الله ليس ولدًا ولده الله من زوجة أو امرأة كما يظن البعض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.الأمر الذي لا يقول به ولا يعتقد به أبسط المسيحيين معرفة بدينه. لأن الله كما قلنا جوهرٌ روحي وكلمته جوهر روحي أيضًا. ولذلك ولادته ولادة روحية، وهى ولادة أزلية. أما تجسده من القديسة مريم وظهوره لنا في شخص المسيح فهو أمر حادث في الزمن بغرض قيام الله كما سبق وقلنا برسالة معينة هي خلاص العالم. إذًا المسيح وُجد في الزمن بتجسده، ولكنه هو السابق على الزمن في جوهره الروحي كابن الله الأزلي. وبنوة المسيح لله هذه إنما هي بنوة فريدة من نوعها ولا تضاهيها أو تناظرها بنوة أخرى في الوجود. لذلك يسمى المسيح كلمة الله "الابن الوحيد الجنس" monogenyc `Uioc ولا أحد من البشر يملك أن يدَّعى لنفسه ما هو للمسيح في أزليته وبنوته لله. لأن جميع البشر حادثون في الزمن لأنهم مخلوقون من أب وأم بشرييْن، ولا تنطبق على أحد منهم صفة البنوة لله أو صفة الأزلية أو أنه موجود قبل الخلق. وإن صار ادعاء بوجود مثل هذا الإنسان لصار المؤمنون به يؤلهونه، ومن ثم يصيرون مشركين بالله. وفي الاعتراف بالمسيح ابنًا لله مجد وغنى عظيم. فقد أعلن لنا الكتاب أن "من اعترف بيسوع المسيح هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله" (1يو15:4). كما أعلن أيضًا "كل مَنْ ينكر الابن ليس له الآب أيضًا. ومن يعترف بالابن فله الآب أيضًا" (رسالة يوحنا الأولى 23:2). وهذا يعني أن من يؤمن بابن الله فإنه ينال عطية أبوة الله. ومن لا يؤمن بابن الله فسيخسر أبوة الله له وهي خسارة عظيمة. لأنه فرق كبير بين إيماني بالله كخالق فقط وسيد كل الخليقة فلا أعدو بإيماني هذا أكثر من أن أكون أحد مخلوقاته مثل البحر والجبل والشجرة والبهيمة، وبين إيماني به كأب يمتعني بأبوته لي. لأنه إن كان الله أبي فأنا ابنه. وإن كنت ابنًا لله فأنا أعظم وأغنى من كل أبناء رؤساء وملوك الأرض. ولكن ليس غنى وعظمة أرضيين إنما غِنى ميراث أبدي لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحل محفوظٌ لي في السماء (رسالة بطرس الرسول الأولي 4:1). |
||||
28 - 06 - 2014, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الفصل الثالث: التجسد، والفداء بالصليب
|
||||
28 - 06 - 2014, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
هل التجسد يليق بكرامة الله؟! سؤال: كيف يتجسد الله في صورة إنسان؟! وهل هذا يليق بكرامته؟الإجابة: أولًا: إن التجسد سر عظيم ذكرته اليهودية و المسيحية و الإسلام، عندما تكلمت عن ولادة كلمة الله من العذراء مريم. وهو سر لأن ولادة المسيح كلمة الله من مريم بدون رجل هو أمر يفوق العقل. لأنه على خلاف الطبيعة، ويؤكد أنه عمل إلهي لا يقدر عليه سوى الله الخالق. وإن كان التجسد يخص قدرة الله وتدبيره، فليس للبشر أن يتعالوا بفكرهم لكي يفحصوا أعمال الله أو يعترضوا على تدبيره الذي تمَّ بقضاء منه. ثانيًا: إن كان الله موجودًا بذاته إلا أنه موجود في كل موجود. لذلك لا يضيره أن يكون في صورة إنسان. ثالثًا: إن طبيعة الله اللاهوتية أقوى من طبيعة النار، وبهذه الطبيعة يُطهِّر ويُقدِّس الإناء الجسدي الذي يتحد به ولا تلصق به أدناس هذا الإناء. وذلك كما تتحد الشمس بالنفايات فتطهرها ولكن قذارتها لا تلصق بها. رابعًا: إن كان التجسد لا يليق بكرامة الله. ولكن الله رأى أنه ضرورة من أجل خلاص البشر، وقد قبله على نفسه من أجل خلاصهم وإن دل هذا على شيء إنما يدل على عظيم محبته لهم وفائق اتضاعه من أجلهم. ولعله أمر يدعو إلى العجب أن الله عندما أراد أن يتقرب إليَّ بمحبته ويفكني من قيودي ويحررني من عبوديتي أن أحاسبه وهو الله على الوسيلة التي اتخذها لخلاصي أو أن أستنكرها! |
||||
28 - 06 - 2014, 01:08 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
كيف يحد الجسد المحدود الله غير المحدود؟! سؤال: كيف أن الله الغير محدود يصير في جسد محدود؟الإجابة: إن الله لا يتجسد بذاته، ولكن كلمة الله هو الذي له خاصية التجسد. وهو يتجسد ليعمل عمله في الطبيعة أو مع الإنسان، وحيث أنهما أي الطبيعة والإنسان مخلوقات محدودة؛ فلابد أن يكون تجسده فيهما بصورة محدودة كذلك. لذلك كلمة الله يتجسد في فعل أو في قول أو بصورة إنسانية، تمامًا مثل العقل الإنساني الذي يتجسد في كلمته: مقروءةً أو مسموعةً أو مترجمةً في فعل منظور ومحسوس. وكما أن العقل الإنساني كلمته لها خاصية التجسد فهكذا أيضًا كلمة الله. وتجسد الله في أي صورة من هذه الصور لا تحِد لاهوته، لأن قدرته تظهر في كل صورة حسب غاية وجودها. فهو يحدد الصورة التي يُظهِر فيها قوته الخالقة ولكن الصورة لا تحده. وفي علاقة الله بالعالم ظهر بصورة محدودة في كل مخلوقاته وفي علاقاته بالأنبياء. حيث ظهر بلهيب نار في شجرة عليقة، وفي عمود سحاب ونور، وظهر كثيرًا في صورة شبه إنسانية. لذلك لم يكن غريبًا أن يظهر للعالم بصورة إنسانية كاملة. وإن كان الله جوهره نور؛ فكما أن النور خاصيته الانتشار ويملأ المكان الذي يحل فيه دون أن يحده المكان. هكذا الله حلَّ بلاهوت كلمته في بطن العذراء مريم واتحد بجسد كامل منها دون أن يحد هذا الجسد لاهوته. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الحاجة إلى التجسد الإلهي سؤال: لماذا يتجسد الله في صورة إنسان؟!الإجابة: أولًا: إن كان الله سيقوم بعمل يتحتم معه أن يعيش بين الناس ويكون له صلة مباشرة بهم ويتعامل معهم وجهًا لوجه، فهذا يتطلب أن يظهر في صورة إنسانية من اللحم والدم، تتناسب مع طبيعة الإنسان، حتى لا يشعر الإنسان بخوف أو باستغراب في التعامل معه وحتى يتقبل رسالته. وكثيرًا ما تعامل الله بشبه الصورة مع رجال العهد القديم. أما تجسده بكمال هذه الصورة فقد أعلنه لهم فتنبأوا عنه، وكان لا بُدّ أن يتم هذا التجسد في الوقت المناسب. ثانيًا: إن الإنسان هو أسمى مخلوقات الله إذ صنعه على صورته ومثاله وجعل فيه نسمةً من فيه ولم يكن أنسب من هذه الصورة لكي يظهر بها الله ويتعامل بها مع الإنسان. ثالثًا: كان تجسده من أجل القيام برسالة عامة لكل العالم، وهي رسالة الخلاص والفداء، التي تحتم على من يقوم بها أن يجمع في شخصه بين الإنسان والله. وحيث أنه لا يقدر إنسان أن يصير إلهًا، ولكن الله قادر على كل شيء فهو قادر أن يتحد بالإنسان من أجل صالح الإنسان، ولذلك تمم تجسده بإنسانية كاملة لكي يتمم خلاص الإنسان. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الخلاص في المفهوم المسيحي سؤال: ما هو الخلاص الذي تتكلمون عنه؟!الإجابة: اليهودية Judaism والمسيحية Christianity والإسلام Islam يؤمنون بأن الله خلق الإنسان على أحسن تقويم دون عيب أو شر، وكان مقامه في جنة، وكان على علاقة طيبة بالله، وأن الشر دخل إلى الإنسان بغواية إبليس، فتغيرت حياته بالكامل كما تغيرت علاقته بالله. وهذه كانت شهوة إبليس إذ أنه عندما رأى الصورة الكاملة التي خُلِقَ عليها الإنسان ومجد علاقته مع الله، حسد الإنسان على كماله ومجده اللذين كانا له (أي لإبليس) أصلًا من قبل سقوطه. لذلك عمل على إفساد علاقة الإنسان بالله، وبحيلته ودهائه استطاع أن يُسْقِط الإنسان في العصيان، ويخرجه عن طاعة الله، ويجلب عليه غضبه ويوقِعه تحت طائلة العقاب الإلهي. أما نتائج السقوط فكانت انفصال الإنسان عن الله، طرده من الفردوس Paradise، عبوديته لإبليس، وقوعه تحت سلطان الخطية، خضوعه لحكم الموت الأبدي، مصيره المحتوم إلى الهاوية مكان الظلمة وانتظار العذاب. هذه الصورة المحزنة التي وصل إليها الإنسان بسبب انفصاله عن الله، وعبوديته لإبليس والخطية والهاوية والموت الأبدي، تشير بقوة إلى مدى احتياجه لمن ينقذه ويخلصه منها ويُرجِع إليه صورته الأولى، وهذا ما نطلق عليه حاجة الإنسان إلى الخلاص. والخلاص هنا يعني التحرير والعتق من العبودية. والمستعبِد الرئيسي هنا هو الموت الذي تسلط على جميع البشر، والذي أصبح السلاح في يد إبليس الذي يشتكي به أمام الله على جنس البشر بسبب خطاياهم وتعدياتهم. فإذا سقط هذا السلاح من يد إبليس فسوف تنكسر شوكته وينعدم سلطانه على أرواح البشر التي كان يتلقفها بعد خروجها من أجسادها ليلقي بها في الهاوية والجحيم السفلي. وقد جاء السيد المسيح إلى العالم وتمم هذا الخلاص بإبادته الموت بموته نيابة عن كل البشر. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
علاقة موت المسيح بخطية الإنسان وخلاصه سؤال: ما هي علاقة موت المسيح بخطية الإنسان و خلاصه؟الإجابة: 1- إن كانت الخطية تفصل الإنسان عن الله، وتسبب له الموت الأبدي. ولا سبيل للعودة إلى الله ونوال الحياة إلا بمغفرتها. فيكون أوجب شيء للعودة إلى الله عون مغفرة الخطية التي بها يتصالح الإنسان مع الله وتعود علاقته به. 2- ليس من له سلطان على مغفرة الخطية سوى الله وحده، لأن الخطية موجهة في الأصل إليه وحده. وإذ هو رحوم غفور فإنه يغفر. وإذ هو عادل أيضًا فلابد أن تكون مغفرته بمقتضى عدله. أي لا بُدّ أن يقتص من الخاطئ حال خطيته تمامًا مثل حال بره طالما لم نله قصاص عن خطئه. ولاستوى الخاطئ أيضًا مع البار في المعاملة على الاستمرار في خطئه ومحبطًا للبار في بره. وإن كان البشر في دعوتهم إلى السلام والمصالحة يشترطون أن يكون سلامًا وصلحًا مبنيين على العدل. فليس أقل على الله من أن يقيم سلامه مع الإنسان على عدله خصوصًا عندما يخطئ الإنسان إليه ويعصى وصاياه. 3- إن خطية واحدة تستحق موت صاحبها. فكم هي الخطايا التي يرتكبها الإنسان، ثم كم هي خطايا ملايين البشر. ومن ثم كم هي عدد الميتات التي تستحقها البشرية كلها. وإن كانت أجرة الخطية هي الموت حسب تصريح الكتاب (رومية 32:6). وحسب ما أنذر الله به آدم قبل سقوطه (سفر التكوين 17:2). فلا ثمن لها يغفرها سوى الموت. ولا موت يتسع لرفع حكم الموت عن هذه الأعداد التي لا تُحصى من البشر، بل الأعداد التي لا تحصى من خطاياهم سوى موت كائن غير؛ أي سوى الله نفسه غير المحدود. والله روح غير قابل للموت، ولذلك لا بُدّ أن يتجسد لكي يقبل الموت في جسده. ولابد أن يتأنس لكي ينوب عن الإنسان بموته. 4- وحيث أن الله لا يمكن أن يتجسد بذاته، فلذلك كلمته المساوي له والذي يمكن أن ينوب عنه، والذي له خاصية التجسد، تجسد بحلوله في بطن العذراء مريم وولادته منها. وبهذا التجسد صار ممكنًا له أن يذوق الموت وصار مناسبًا أن يكون موته قانونيًا في خلاص الإنسان وذلك لأنه جمع في ذاته صورة الإنسان الذي يستحق الموت والله الذي به يحمل قوة قادرة على صفح ومغفرة لا نهائية لخطايا جميع البشر في كل زمان ومكان. إذًا كلمة الله بتجسده وتأنسه وتقديم ذاته للموت قدَّم غفرانًا للخطايا ورفعًا لحكم الموت وإعادة للحياة لكل العالم. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
هل كان من الممكن أن يغفر الله لآدم مباشرة بدون الحاجة إلى التجسد والفداء؟ سؤال: ماذا لو أن الله غفر لآدم دون الحاجة إلى تجسد كلمته وموته؟الإجابة: لو كان الله قد غفر لآدم خطيته لصار هذا مبدأ لدى الله أن يغفر لمن يخطئ دون جزاء أو عقاب ولاستوى حال الإنسان في بره وخطئه، كما استوى حال الأبرار مع الأشرار، ونتج عن هذا: 1- تمادي الأشرار في شرورهم حيث لا يوجد عقاب رادع. ومن ثم يزيد الشر والأشرار في العالم وينعدم اطمئنان الإنسان على حياته في مجتمع مملوء بالشرور والجرائم. 2- إحباط الأبرار في برهم وتشجيعهم على انتهاج الشر لشعورهم بأن الله ظالم إذ يستوي لديه الشرير مع البار. وإذ تحول الأبرار إلى أشرار لأضحى الله إلهًا على خليقة كلها شر وفساد. 3- لم يكن لله أن يغفر خطية سبق أن حدد عقابها من قبل وقوعها. وإلا لا تكن له كلمة ثابتة فيه ولعرَّض الإنسان على عدم الصدق في أقواله ولانعدم سلطانه على الإنسان. 4- عندما نطالب الله بمغفرته خطية الإنسان من أجل رحمته به مع إغفال عدله في معاملته للإنسان، فإننا نخرج عن الإيمان بكمال الله في صفاته. إذ كما هو رحوم فهو عادل أيضًا. وكمال الصفات يظهر في الممارسة والمعاملة أي في التطبيق العملي لها، وليس في مجرد الإقرار بوجودها في ذات الله. فالذين يطالبون الله بمغفرته للخطية دون قصاص فإنهم يتجاوزون منطق العقل والعدل، ويهينون الله بانتقاص صفاته ولا يكرمونه. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
لماذا كان عقاب الخطية هو الموت؟ سؤال: لماذا كان عقاب الخطية هو الموت؟الإجابة: لأن الخطية تحمل الموت في طبيعتها: 1- فالخطية والله في طرفيّ نقيض. فالخطية ظلمة ودنس ومادية جسدية، أما الله فنور وقداسة وروحانية. والنقيضان لا يجتمعان أي أن الخاطئ والله لا يجتمعان. إذا من يخطئ يفصل نفسه عن الله فيصير في موت لأنه انفصل عن الله مصدر حياته. 2- والخطية باعتبارها تعدٍّ على وصايا الله فهي تحمل عدم اعتبار لسيادة الله وسلطانه الذي يوجب طاعته والخضوع لوصاياه. وعدم الاعتبار هذا يحوي في داخله كبرياء الإنسان وتعاليه على الله ووضع نفسه ندًا له ونظيرًا مستقلًا عنه. وهذا الكبرياء يفصل الإنسان عن الله مصدر حياته يصير الإنسان في موت. 3- كما تحمل الخطية أيضًا عدم إدراك محبة الله فيما أعطاه من وصايا. فالله باعتباره خالق الإنسان، والذي يخلق كائنًا يحيطه برعايته، ومن واجبات الرعاية التوجيه والإرشاد والتزويد بالنصائح اللازمة لحفظ الحياة. فيكون إعطاء الوصية نابعا من محبة الله للإنسان ومن واجبات رعايته له. لذلك من يهمل هذه الوصايا أو يعصاها فإنه يشير إلى أنه لم يدرك بعد محبة الله له في إعطائه الوصية لرعايته أو أنه هو بذاته لا يحب الله، لأنه لو كان يحبه لصار حريصًا على حفظ وصاياه. ومن لا يحب الله أو لا يحس بمحبة الله له فلا سبيل لتعايشه معه. ومن ضل معايشة الله ضل طريق الحياة، ومن ثم يحيا في موت. 4- كذلك تحمل الخطية عدم استساغة وصايا الله للحياة بها بسبب مستواها الروحاني السماوي. وذلك نتيجة الاكتفاء بمستوى الحياة العادية والجسدية والارتياح لها، وعدم التطلع أو الطموح إلى حياة الروح الكامنة في الوصية، والتي تعد النفس للحياة في السماء مسكن الأرواح الملائكية وأرواح الأبرار والقديسين. فمن لا يقبلون حياة الروح فسوف لا تناسبهم حياة السماء. وإن كانت السماء هي مسكن النور مع الله وملائكته فخارجها تكون الظلمة وهي مسكن الأبالسة حيث الموت الأبدي. 5- وتحمل الخطية أيضًا عدم قبول وصايا الله لأنها تتمركز جميعها حول المحبة،أما الخطية فهى أنانية وتمركز حول الذات لإشباعها وتضخيمها بغير حدود. والأنانية وتضخيم الذات لا تتفق مع الحياة في وسط السمائيين حيث المحبة والخدمة وإفناء الذات. ومَن لا يحتمل حياة المحبة والخدمة لا يقبل بطبيعته الحياة في السماء، فلا يكون له نصيب فيها ويكون نصيبه خارجها، وخارج السماء لا توجد حياة بل موت. 6- وإن كانت الخطية تقوم بجملتها في العصيان، فالله لا يقبل العصاة والمتمردين على وصاياه في ملكوته السماوي. لأنهم إن كانوا هم هكذا في تمردهم وهم على الأرض، فسوف يكونون كذلك في السماء. وخصوصًا أنهم بعصيانهم لله يكونون قد باعوا أنفسهم لإبليس واستغنوا به عن الله خالقهم. ومن باع أبوه الله واستطاب صُحبة إبليس فسوف تدون صُحبته له في النار الأبدية وهذا هو الموت الأبدي. من كل هذه النتائج التي للخطية والناجمة عن عصيان وصية الله، يتضح كيف تحمل الخطية الموت في ذاتها. وكأن حكم الله بالموت على الخاطئ إنما هو تقرير من الله للنتيجة الحتمية للخطية وليس حكمًا جائزًا من الله على الخاطئ. |
||||
28 - 06 - 2014, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
لماذا الله هو الذي يموت عن العالم؟ سؤال: لماذا الله هو الذي يموت عن العالم؟الإجابة: لأسباب أولها: إن الذي يموت عن العالم لا بُدّ أن يكون بلا خطية. لأنه لا يصلح أن يموت خاطئ عن نفسه أو عن خاطئ آخر. لأن أي خاطئ هو مديون بخطيته ومحكوم عليه أصلًا بالموت. وحيث أن جميع البشر أخطأوا حتى الأنبياء، فلا يصلح واحد منهم أن يموت عن نفسه ولا عن آخرين. ثانيًا: عندما أخطأ الإنسان كانت خطيته موجهة إلى الله، لأنها كانت خروجًا عن طاعته. ولا يفي الله حقه سوى كائن معادل لله. وليس من البشر من هو معادل لله. ثالثًا: حيث أن خطية الإنسان الأول سرت في ذريته جميعها فلا يوجد إنسان يستطيع أن يموت من أجل البشر جميعهم. إذًا، حيث يوجد إنسان بلا خطية أو يرتقي إلى مستوى الله ليوفيه حقه أو يحمل صفة اللانهائية لكي يموت عن خطايا الأعداد التي لا تُحصى من البشر، وحيث أن الله وحده هو الذي بلا خطية والمكافئ لذاته واللانهائي فيكون هو القادر وحده أن يموت عن العالم. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حرب الأفكار (القمص صليب حكيم) |
سؤال وجواب مهم |
خطاب سؤال وجواب |
كتاب معجزات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لأبونا القمص صليب متى ساويرس |
سؤال وجواب عن الاجبية |