عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد

[Mary Naeem]

وصف الكنيسة لمارمرقس

†† سبق أن كلمتكم على وصف الكنيسة للقديس مارمرقس. فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تصف مار مرقص 5 صفات:

• ناظر الإله
• الإنجيلي
• مرقس الرسول
• الطاهر
• الشهيد.

†† وصف الروح القدس لخدمة مار مرقس††

† فالآيات التي بدأنا بقراءتها في أشعياء 19 هي وصف الروح القدس لخدمة مار مرقس.

† حيث وصف الروح القدس خدمة مار مرقص على لسان أشعياء النبي كما يلي:

† مار مرقس سيأتي إلى مصر

† وستتكلم مصر لغة كنعان لغة السماء وسيكون هذا ثمرة كرازة مارمرقس

† وتحلف لرب الجنود، أي أن مصر ستؤمن بالله. ففي العهد القديم كان الحلفان علامة الإيمان بالله.

† "وفي ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر".

† والعجيب أن دير المحرق يقع في وسط أرض مصر بالضبط. ودير المحرق هذا مكث فيه الرب يسوع والعائلة المقدسة 6 شهور. فهو فعلًا مذبح في وسط أرض مصر.

† "ويصرخ المصريين للرب ويقدمون نذور" وذلك ثمرة خدمة مارمرقس.

[Mary Naeem]

وصف المسيح لمارمرقس

موضوع عظة اليوم

†† وصف السيد المسيح لمار مرقص ††

(إنسان حامل جرة ماء)

† اليوم نريد أن نتكلم عن نقطة جديدة في حياة مارمرقس وهي وصف السيد المسيح نفسه لمارمرقس. وسنجد ذلك في إنجيل مار مرقص الإصحاح 14 آية 13 حيث يقول:

فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا» (إنجيل مرقس 14: 13-15).

† وهذه الجملة التي قالها الرب يسوع عن مار مرقس "إنسان حامل جرة ماء" تحمل وصفين لمارمرقس.

الوصف الأول: مار مرقس "إنسان محب للخدمة"

الوصف الثاني: مار مرقس "إنسان"

وسنتكلم اليوم عن هذين الوصفين بالتفصيل.

[Mary Naeem]

مارمرقس المحب جدًا للخدمة

††† الوصف الأول: مار مرقس المحب جدًا للخدمة†††

†† مارمرقس هو "حامل جرة الماء" وهو "رب البيت":

† التقليد يقول أن الرجل الحامل جرة ماء هو القديس مارمرقس.

† وطبعًا نحن نعلم أن البيت الذي أكل فيه السيد المسيح الفصح هو بيت مارمرقس، فمارمرقس هو رب البيت.

† والقديس إمبروسيوس ربط بين الوصفين حيث قال أن حامل الجرة هو نفسه رب البيت. وهذا يتفق مع التقليد.

† أي الذي كان يحمل الجرة هو مارمرقس. والبيت الذي دخلوه والذي نعرفه جميعًا هو العلية التي في بيت مارمرقس.

† وهذه القصة كشفت لنا روح مارمرقس المحبة للخدمة. فرغم أنه رب البيت، وهو السيد ولديه الكثير من الخدم، ولكنه يقوم بنفسه بمثل هذا العمل الذي يمكن أن يوكله لأي من الخدم.

† منظر غير تقليدي أننا نرى في إسرائيل رجل يحمل جرة الماء لأن هذا العمل عمل النساء. فعندما أعطى الرب يسوع علامة للتلاميذ وقال لهم ستجدوا رجلًا حامل جرة مياه، هذه علامة لم يعتاد الناس أن يروها.

† ما الذي يجعل مارمرقس يعمل هذا العمل الشاذ عن القاعدة العريضة إلا روح الخدمة.

†وهناك أحداث كثيرة في حياة مار مرقس تكشف لنا مدى محبة مار مرقس للخدمة وسنوضح ذلك فيما يلي:

†† مارمرقس خدم مع القديس بطرس في أورشليم:

† عندما صعد الرب يسوع بدأ القديس بطرس يكرز باسم الرب يسوع في أورشليم وكان مار مرقس في أورشليم فوجدنا مارمرقس بمحبة شديدة للخدمة يلازم القديس بطرس ويخدم معه.

† لم يطلب منه أحد ذلك، ولكنه إنسان قلبه مملوء بمحبة الخدمة وغيور على الخدمة. إنسان لديه روح الخدمة.

[Mary Naeem]

مارمرقس خدم مع بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى

† أيضًا رأينا روح الخدمة في حياة مار مرقص في الرحلة التبشيرية الأولى التي قام بها القديس بولس والقديس برنابا ففي "أعمال الرسل اصحاح 13" نجد الكتاب يحكي لنا عن دعوة الروح القدس لبولس وبرنابا:

"وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ.» فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا" (سفر أعمال الرسل 13: 2، 3).

كان ذلك في أنطاكيا.

† وبالرغم من أن دعوة الروح القدس كانت لبرنابا وشاول إلا أن مارمرقس من نفسه أراد الذهاب معهما. دون أن يطلب منه أحد ذلك، كان الدافع الوحيد للذهاب معهما هو محبته للخدمة. ويقول لنا الكتاب المقدس في نفس الإصحاح آية 5:

"وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِمًا" (سفر أعمال الرسل 13: 5).

[Mary Naeem]

مارمرقس يخدم مع برنابا في قبرص

† أيضًا في الرحلة التبشيرية الثانية كان مارمرقس يريد أن يذهب مع بولس وبرنابا الرحلة التبشيرية الثانية ولكن نجد الكتاب يقول لنا أن بولس رفض ذلك:

"وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعًا مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ. فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ" (سفر أعمال الرسل 15: 38-41)

† ويتضح من الآية حدوث خلاف بين بولس وبرنابا، وقرر برنابا أن يذهب إلى قبرص، ووجدنا أيضًا مارمرقس يلازم برنابا للخدمة في قبرص.

† فمارمرقس إنسان يحب الخدمة.

[Mary Naeem]

بولس الرسول يشهد لمارمرقس أنه نافع للخدمة

†وقد شهد معلمنا بولس الرسول فيما بعد لمارمرقس بأنه كان نافعًا له للخدمة وذلك في الرسالة الثانية لتيموثاوس حيث قال لتلميذه تيموثاوس:

"خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة".

† وكان ذلك قبل استشهاد بولس الرسول بوقت قصير.

[Mary Naeem]

روح الخدمة عطية من عطايا الروح القدس لمارمرقس

† كل هذا يؤكد لنا أن روح الخدمة كانت الصفة الظاهرة في مارمرقس.

† هناك إنسان تلح عليه ليقدم خدمة ولكنه لا يستجيب لك. بينما آخر بمجرد أن يشعر أن هناك من يحتاج إلى خدمته يقدم نفسه للخدمة دون أن يطلب أحد منه ذلك ودون تأجيل.

† والكتاب المقدس علمنا هذا: "وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ، أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ، أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُور"ٍ (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 6-8).

† فروح الخدمة عطية من عطايا الروح القدس للناس. "الخادم فللخدمة". وكان مارمرقس من هذا النوع.

[Mary Naeem]

ماريمرقس يتكلم عن المسيح الخادم

†† من محبة مارمرقس للخدمة تكلم عن المسيح الخادم††

†مارمرقس الذي لديه روح الخدمة عندما تكلم عن المسيح في إنجيله تكلم عن المسيح الخادم. لقد انجذب مارمرقس لهذه الصفة في المسيح فركز عليها في إنجيله.

† ولذلك مارمرقس هو الذي قال لنا الكلمة الجميلة التي قالها السيد المسيح عن نفسه: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (إنجيل مرقس 10: 45).

† وجاء إنجيل مارمرقس كله يدور حول المسيح الخادم.

† وهذه النقطة كشفت لنا كيف أن الروح القدس يشبع جميع النفوس، وسنوضح فيما يلي.

[Mary Naeem]

الروح القدس يتعامل مع كل النفوس وشبعها

† كل منا له موهبة والروح القدس يستخدمه حسب الموهبة التي فيه.

† فالقديس يوحنا كان يتكئ على صدر المسيح، فعندما كتب إنجيله كتب لنا عن الابن الوحيد الذي في حضن الآب (عن المسيح الذي في حضن الآب).

† والقديس متى بطبيعته يميل للدراسة والبحث والتعامل مع السجلات فهو رجل لاوي (جابي ضرائب) وأينما تبحث عنه تجده غارقًا في الكتب لذلك استخدمه الروح القدس للتفتيش في الكتب وفي العهد القديم ليكلم اليهود من النبوات التي يعرفونها جيدًا.

ولذلك نجد إنجيل القديس متى طويل حيث جمع فيه أمثال المسيح وجمع أحاديث المسيح في يوم الثلاثاء الأخير وجمع الموعظة على الجبل فموهبته التنظيم والترتيب.

† أما مارمرقس فهو إنسان له روح الخدمة فعندما كتب عن المسيح كتب عن المسيح الخادم، و"المسيح الخادم المتألم" ذكر كنبوة في العهد القديم على لسان أشعياء النبي حيث تنبأ عن مجيء المسيح.

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا" (سفر إشعياء 52: 13).

[Mary Naeem]

مار مرقس قدم لنا السيد المسيح الخادم المنكر لذاته

† في كل معجزات السيد المسيح التي عملها أثناء فترة وجوده على الأرض كان ينكر نفسه إنكار عجيب، فمثلًا في معجزة إخراج الشياطين يقول الكتاب:

فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَلَمْ يَدَعِ الشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ (إنجيل مرقس 1: 34)

"وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (إنجيل لوقا 4: 41).

† معجزات كثيرة صنعها الرب يسوع وكان يطلب ممن شفاه عدم الكلام عن المعجزة، فالسيد المسيح جاء ليخدم الآخرين وليس بهدف الاستعراض بالقوة. جاء ليبذل نفسه من أجل الآخرين.

† وهناك ثلاثة معجزات ذكرها القديس مرقس صنعها السيد وطلب عدم التكلم وهي:

1) معجزة شفاء الرجل الأبرص في إنجيل مرقص الإصحاح الأول:

† فبعد أن شفى الرب يسوع الأبرص طلب منه ألا يقل لأحد شيئًا:

"َقَالَ لَهُ: انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا" (إنجيل مرقس 1: 44).

2) معجزة شفاء الأصم الأعقد في إنجيل مرقس الإصحاح السابع:

† وعندما شفى الأصم الأعقد يذكر الكتاب المقدس:

"فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ" (إنجيل مرقس 7: 36).

3) معجزة شفاء الأعمى في إنجيل مرقص الإصحاح الثامن:

† وعندما شفى الأعمى أيضًا قال له:

«لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ» (إنجيل مرقس 8: 26).

فقد قدم لنا مارمرقس المسيح الخادم الذي يبذل نفسه من أجل الآخرين بلا هدف، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره.هدفه راحة الآخرين.

† فعلًا كما قال بولس الرسول أخذ صورة عبد.

"لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7).