منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2014, 07:41 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

مواهب العهد الجديد

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
إنها مواهب ما كان يحلم بها أحد، وليس فقط أن يطلبها. ولعل في مقدمة كل هذه المواهب: التبرير والتجديد، والتقديس. وكل ما نناله في المعمودية المقدسة. وكما قال بولس الرسول: "الذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو 8: 30). بل أننا نقف مذهولين أمام قول هذا الرسول:
"لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27).
وقوله أيضًا إننا أعضاء جسد المسيح "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء جسد المسيح" (1 كو 6: 15). من ذا الذي يطلب، أو يفكر أن يطلب، أن يكون جسده هو أعضاء المسيح، أو أن يلبس المسيح؟! ولكن الله يهبنا دون أن نطلب.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
بل من كان يطلب أن يكون جسده هو هيكل الروح القدس؟!
ولكن هوذا الرسول يؤكد لنا هذه الحقيقة (1كو 6: 19) ويكررها أيضًا قائلًا: "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16). إنها حقًا هبة مقدسة معطاة لنا من الله، دون أن نطلب.. كذلك أعطانا أن نكون شركاء الروح القدس (1 كو 13:14) وشركاء الطبيعة الإلهية (2 كو 1: 4) في العمل.. كل ذلك دون أن نطلب.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وموهبة أخري أعطينا إياها أن نصير أولاد الله.
أنظروا أيه محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله" (1 يو 3: 1)،بل أن ندعي أيضًا أخوة المسيح. وأصبح هو لا يستحي أن يدعونا أخوة (عب 2: 11، 12). وهناك موهبة أخري عظيمة جدًا أعطينا إياها في العهد الجديد وهي:
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
أعطينا أيضًا سر الأفخارستيا، دون أن نطلب..
في ساعة لم يكن يتوقعها التلاميذ، وهبهم المسيح سر الأفخارستيا (متي 26: 26-28). أعطانا أن نأكل جسده ونشرب دمه (يو 6: 54-56) لكي نثبت فيه وتكون لنا فيه حياة. أكنا نتخيل أن نطلب طلبًا كهذا. ولكنها منحة مجانية فوجئنا بها، كسائر نعم الله التي يهبها حسب عمق جودة، دون أن نطلب.
رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:44 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

كرم الله في عطاياه

أقصي ما كانت تطلب القديسة أليصابات، أن يكون لها ابن. ولعلها نسيت هذه الطلبة بعد أن شاخت، بل أن زوجها زكريا الكاهن استصعب هذا الأمر حينما بشره به الملاك ولم يصدقه (لو 1: 18) كأن أوان طلبه قد فات.
ولكن الرب وهب زكريا وأليصابات، أعظم من ولدته النساء.
وهبهما هذا الأمر العظيم دون أن يطلباه. وهبهما الملاك الذي يهيئ الطريق قدامه (مر 1: 2). وهبهما إنسانًا يكون عظيمًا أمام الرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس، ويتقدم أمام الله بروح إيليا وقوته (لو 1: 15-17). وهبهما إنسانًا قال عنه المسيح إنه "أعظم من نبي" وأنه "لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (متي 11: 9-11).

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
كل هذا ما كانت تطلبه أليصابات، ولا طلبه زكريا..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
أنه عظم كرم الله الذي يعطي بسخاء فوق ما نطلب.. مهما طلبنا ستكون طلباتنا أقل بكثير من مستوي جود الله وكرمه، الذي يعطي بسخاء.
كل ما تطلبه العاقر أن يكون لها ولد. ولكن الرب يقول لها في سفر إشعياء النبي: "أوسعي مكان خيمتك، ولتبسط شقق مساكنك.. لأنك تمتدين إلي اليمين وإلي اليسار. ويرث نسلك أممًا، ويعمر مدنًا خربة" (إش 54: 1-3). كل هذا يعطيه لها دون أن تطلب.
ألعل هذا يشير إلي كنيسة الأمم العاقر التي لم تطلبه؟!
وألعل هذا يشير إلي أيه أقلية ضئيلة، أو إلي أيه نفس خالية من الفضائل، عاقرًا من جهة عمل الروح فيها..!
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومثال أخر تلك الخاطئة المدوسة بدمها في سفر حزقيال.
لعل كل ما كانت تطلبه أن يغسلها الرب فتطهر، مجرد أن تتوب ويقبل توبتها أما الرب الحنون الكريم في عطاياه فيقول لها: "حليتك بالحلي.. ووضعت تاج جمال علي رأسك.. وجملت جدًا جدًا فصلحت لمملكة. وخرج لك أسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز 16: 11-14).
إنها درس في الرجاء. التي لم تنتظر شيئًا، نالت كل شيء..
إن الله لا يستح من بنوتنا له، إن وجد نفوسنا مطروحة علي الحقل، مدوسة بدمها، عارية ومكروهة (حز 16: 5، 6). بل إنه يغسلنا ويطهرنا، وينزع عنا عارنا، فنصير له، ويطرح علينا بهاءه.. ويضع تاج جمال علي رؤوسنا.. حقًا ما أعظم الرجاء بالرب.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
إن الله لا يعطي بمكيال، بل يسكب سكبًا، بسخاء، إنه يفتح لنا كوي السماء، ويفيض علينا بركه لا توسع (ملا 3: 10)،حتى نقول له: كفانا كفانا.. كل هذا دون أن نطلب..
إنه لا يغسل الخاطئ فقط، بل يجعله أبيض من الثلج..
لم يسمح فقط بقبول الابن الضال، بل أغدق عليه من كرمه وحنوه، حتى جعل خاتمًا في إصبعه، والبسوه الحلة الأولي، وذبحوا له العجل المسمن، وأقاموا فرحًا برجوعه (لو 15: 22، 23). أكان هذا الابن يطلب شيئًا من هذا كله، وهو الذي فكر أن يقول لأبيه "اجعلني كأحد أجرائك" (لو 15: 19). ولكن أباه أعطاه كل هذا دون أن يطلب، وفي وقت كان يستحي فيه أن يطلب شيئًا..
إن الله لا يعطي من أجل طلباتنا أو استحقاقنا.. إنما يعطي من أجل جوده وكرمه، وزمن أجل احتياجاتنا.
طبعه هكذا كريم وحنون وطيب. وطبعه هذا يغرس في قلوبنا الرجاء مهما كان حالنا، ومهما كنا غير مستحقين لشيء. وقصص الكتاب لا تنتهي في هذا المجال، إنما نحن نذكر منها مجرد مثال أو بعضًا من مثال..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
يوسف الصديق كل ما كان يطلبه أن يخرج من السجن.. ولكن الله جعله الوزير الأول في مصر والثاني في المملكة..
أكان يوسف الصديق يطلب هذا أو يحلم به، كلا بلا شك. ولكن الله الحنون يعطي دائمًا دون أن نطلب. وقصة يوسف تبعث الرجاء في كل قلب.. هذا الذي ساءت حالته إلي أبعد حد وبيع كعبد، وألقي في السجن، وطالت به المدة في سجنه، ولاحقته تهمة هو برئ منها.. ومع ذلك أصلح له الله كل أموره، وأعطاه ما لم يخطر له علي بال..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ويظهر كرم الله وعطاياه في مواعيده العجيبة.
هذا الذي قال: "ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر" (متي 28: 20) "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (متي 18: 20). إنه يعطينا هذه الوعود المعزية كلها دون أن نطلب.
وتظهر محبة الله لنا أيضًا في دعوته الإلهية.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:45 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

في الدعوة الإلهية

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
كل تلاميذ المسيح أعطاهم شرف الرسولية، دون أن يطلبوا.. أكان يطلب هذا بطرس واندرواس وهما مشغولان بالصيد والشباك؟! أكان يطلب هذا متى وهو في مكان الجباية؟!.. وهكذا كل الباقين. والرب قد وضح هذا الأمر حينما قال لتلاميذه: "لستم أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم" (يو 15: 16).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وكذلك أيضًا الأنبياء نالوا جميعهم النبوة، دون أن يطلبوا..
داود، وهو صبي صغير يرعي الغنيمات القليلات في البرية، أكان يفكر أو يطلب أن يصير مسيح الرب، وأن يختاره الرب دون أخوته الكبار ودون كل الشعب ليصير نبيًا له.. أما اختاره الله دون أن يطلب؟! وكذلك أرمياء الصغير الذي قال: "لا أعرف أن أتكلم لأني ولد" أكان يحلم أن يصير نبيًا للشعوب، أو كان يطلب هذا. أم أن الله دعاه دون أن يطلب؟! وهكذا إبراهيم أبو الآباء، الله هو الذي دعاه (تك 12: 1) وبالمثل كل الأنبياء، الذين انطبق عليهم قول الكتاب: "الذي سبق فعرفهم، سبق فعينهم.. والذين سبق فعينهم، هؤلاء دعاهم أيضًا" (رو 8: 29، 30) هو الله الذي اختار كل هؤلاء دون أن يطلبوا..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومثال واضح جدًا هو شاول الطرسوسيس الذي كان يضطهد الكنيسة.
أكان شاول يفكر أن يصير رسولًا من رسل المسيح؟! مستحيل. بل إنه كان يقاوم المسيحية بإفراط. ومع ذلك نقرأ أن السيد المسيح ظهر له في الطريق دمشق، ودعاه دون أن يطلب، وأختاره رسولًا للأمم،ونسمع الروح القدس يقول للرسل: "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (اع 13: 12).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وبالمثل، هل كانت راعوث تفكر أن تكون جدة للمسيح؟!
قطعًا ما كان يخطر لها هذا ببال، وهي امرأة أممية غريبة الجنس! ولكن الله "يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة" (رو 4: 17). ألا يعطي هذا الرجاء للناس؟!
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وأكثر من هذا راحاب. أكانت تطلب أن تصير جدة للمسيح؟!
لعل أقصى ما كانت تطلبه الأمان لنفسها ولأهلها في وقت اقتحام أريحا. أما أن تصير ضمن شعب الله، فقد كان هذا كثيرًا عليها جدًا. ولكن أن تصير جدة للمسيح فهذا لم تطلبه إطلاقًا، بل لم يخطر علي بالها، ولم تحلم به ولكن الله الحنون يعطي دون أن نطلب. يحتاج الأمر أن نؤمن بمحبة وكرمه واهتمامه بنا
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:49 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

العطاء والإيمان

القديسون لإيمانهم بأن الله يعطي دون أن نطلب، كانوا يخجلون أن يطلبوا شيئًا. طلبتهم الوحيدة كانت هي الله نفسه..
ولهذا يقول داود النبي في صلاته: "طلبت وجهك، ولوجهك يا رب التمس. لا تحجب وجهك عني" (مز 26). ويقول في نفس المزمور "واحدة طلبت من الرب وإياها التمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر نعيم الرب وأتفرس في هيكله" (مز 26). أما باقي الأمور فهي بسيطة يقضيها لنا الرب دون أن نطلب أليس هذا هو ما قاله لنا السيد الرب:
"اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره. وهذه كلها تزاد لكم" (متي 6: 33) لم يقل: "وهذه تطلبوها بعد ذلك "وإنما قال: هذه تزاد لكم. أي يعطيها الله لكم دون أن تطلبوا ولهذا أيضًا كانت كل طلبتنا في الصلاة الربية، هي صلوات روحية تتعلق بملكوت الله وبره. والباقي يزاد لنا من الله دون أن نطلب. هو يعلم أننا نحتاج إلي هذه كلها، فيعطيها لنا من عنده كأب شفوق يعرف احتياجات أولاده، دون أن يجشمهم الإلحاح عليه في طلبها..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومع ذلك، أعطى الله الضعفاء أن يطلبوا ما يشاءون..
اطلبوا تجدوا (متي 7: 7) فتفرح قلوبكم بالله الذي يعطي، ويزداد إيمانكم به. وكلما تعمق إيمانكم في أن الله يعطي كل شيء، حينئذ سوف لا تطلبون سوي الله وحده، وملكوته وبره.. "أطلبوا تأخذوا، لكي يكون فرحكم كاملًا" (يو 16: 24). وكل طلبه يسمعها الله منكم يتقبلها بحنو، كما من أفواه أطفاله الصغار. عجيب هو إلهنا الحنون، المعطي، والمستجيب لطلبه أولاده.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
أن الذي يؤمن بالله وعطائه، ينام في حضن الله ويستريح..

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ويكون واثقًا أن الله يدبر له كل شيء... كما كان بطرس نائمًا في السجن مطمئنًا إلي عمل الله من أجله، كما وكان نومه ثقيلًا لدرجه أن الملاك الذي أنقذه، لكزه أولًا وأيقظه (أع 12: 7) بينما كان هيرودس مزمعًا أن يقتله (أع 12: 4). ومع ذلك نام، واثقًا أن الله مستيقظ وساهر علي خلاصه. ولهذا أيضًا نسمع داود النبي يقول في المزمور:
"الرب يرعاني، فلا يعوزني شيء" (مز 23: 1) ومادام لا عوزه شيء، إذن فهو لا يطلب، لأن الله لم يتركه معوزًا شيئًا يطلبه ولهذا نقول نحن أيضًا في القداس الغريغوري: "لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك".
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
فإن قال لك الله ماذا تطلب، أتراك تجيب قائلًا:
وهل تركت لي شيئًا أطلبه؟! إنني لو قضيت عمري كله شاكرًا، فلن يكفي. لذلك أن رأيتني يا رب احتاج شيئًا، أعطني إياه.
إنك أغرقتني بعطاياك، وأعطيتني فوق ما أطلب. ولم تدعني معوزًا شيئًا.. كما إنك أدري بما ينقصني، إن كان هناك شيء ينقصني.
عملي الوحيد هو أن أشكر وان أسبحك علي كرمك، لا أن أطلب..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ولعل البعض يسأل: ماذا إذن عن الضيقات؟ نقول: إن أولاد المؤمنين برعايته وعطاياه، لا ينزعجون ولا يقلقون. ويرون أنه مادام الأمر في يد الله، فهذا يكفي..
هذا يكفي لاطمئنانهم وسلامهم. لأنه لا يوجد أحب من الله لهم، ولا يوجد من هو أكثر عناية منه بهم. مادام الله قد تسلم كل أمورهم، لم يعد لهم شيء يقولونه أو طلب يطلبونه.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
يكفي للإنسان أن يطلب محبة الله، لأنه يريد قلوبنا.
هو لا يرغمنا علي محبته. يريدنا أن نحبه برضانا. وأن أحوجتنا المحبة نطلبها منه. وهو يسكبها في قلوبنا بالروح القدس. إنه لا يرهبنا بلاهوته، بل يجذبنا بمحبتها ويريدنا أن نبادله حبًا بحب، لذلك يقول: "يا أبني أعطني قلبك" (أم 23) والذي تملك محبة الله علي قلبه، لا يشتهي في العالم شيئًا ليطلبه.
بل هو يقول للرب: "معك لا أريد شيئًا علي الأرض" (مز 23: 25) ويقول مع القديس بولس الرسول: "خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح وأوجد فيه" (في 3: 8، 9).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
هذا هو طلبك الوحيد: الله ومحبته وملكوته وبره، وكفي وكل الأمور الأخرى، يمتلئ قلبك بالرجاء أن الله سيحلها دون أن تطلب. هو يعلم ما تحتاجه، له المجد في محبته ورعايته.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:51 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

الله يعمل معنا

هناك أسباب جوهرية.. تجعل عمل الله معنا ضرورة:
منها قول الرب "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلي الحياة.. وقليلون هم الذين يجدونه" (متي 7: 14)، فإن كان الأمر هكذا، فإن العدل الإلهي يقتضي أن توجد معونة إلهية، يمكننا بها أن نجتاز الباب الضيق.. ولهذا يقول الرب:
"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5):
مادام الأمر هكذا، إذن لابد أن يكون الله معنا في كل عمل نعمله، وإلا فإننا سنقف عاجزين تمامًا في كل ما تكافح فيه إرادتنا سواء في الجهاد ضد الخطية، أو في خدمتنا للملكوت، أو في اكتساب أيه فضيلة.
وبخاصة لأننا مطالبون بالقداسة ومطالبون أيضًا بالكمال.. إذ يقول الكتاب "نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أن قدوس" (1 بط 1: 15، 16) نحن لسنا مطالبين بالقداسة فقط، بل أيضًا بالكمال في هذه القداسة... وذلك حسب قول الرب "كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متي 5: 48) ولكي نصل إلي القداسة والكمال، لابد بالضرورة أن معونة إلهية تحملنا في الطريق.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
يضاف إلي هذا أن عدونا قوي.. وحيله كثيرة وماكرة.

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
قال عنه الكتاب "إبليس عدوكم مثل أسد زائر.. فقاوموه راسخين في الإيمان" (1 بط 5: 8، 9). تري بأي إيمان نقاومه؟ بالإيمان أن الله هو الذي يغلبه في حربه معنا.. كما قيل في سفر أيوب "الله يغلبه لا الإنسان" (أعي 32: 13). نعم إننا لا نستطيع بغير عمل الله معنا أن نغلب تلك الخطية التي قيل عنها إنها طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26) الضرورة إذن تلزم وجود معونة لأنه بالإضافة إلي قوة عدونا طبيعتنا أيضًا ضعيفة.
وهكذا فإن داود النبي في حديثه عن عظم مغفرة الله، يقول "لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 14). ويقول في كثير من مزاميره "ارحمني يا رب فإني ضعيف" (مز 6: 2). هذا الضعيف الذي بسببه تحدث الكتاب عن أخطاء الأنبياء.. فإن كان هؤلاء العظام قد أخطأوا، فماذا يحدث لنا، أن لم تسندنا معونة الله.. وهي لابد تفعل، حسب قول الرسول:
"حيث كثرت الخطية، ازدادت النعمة جدًا" (رو 5: 20).
نعم تزداد النعمة، لكي تنقذنا من هذه الخطية.. وهكذا يصرخ داود النبي إلي الرب ويقول "وأنت يا رب عرفت سبلي.. في الطريق التي أسلك، اخفوا لي فخًا.. تأملت عن اليمين وأبصرت، فلم يكن من يعرفني. ضاع المهرب مني، ولي سمن يسأل عن نفسي.. فصرخت إليك يا رب وقلت أنت هو رجائي وحظي في أرض الأحياء.. نجني من الذين يضطهدونني لأنهم قد اعتزوا أكثر مني" (مز 141) واحمني من قوتهم ومن ضعفي.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومن ضعف الطبيعة البشرية: الجهل والشهوة وعدم الإرادة.
أحيانًا يجهل الإنسان الطريق إلي الله، يجهل الوسيلة التي بها يخلص. لهذا يقول المرتل في المزمور "علمني يا رب طرقك.. فهمني سبلك" (مز 119) "علمني يا رب الطريق التي اسلك فيها.. علمني أن اصنع مشيئتك" (مز 143) ويتغني بإرشاد الرب فيقول: "الرب صالح ومستقيم.. لذلك يرشد الذين يخطئون في الطريق.. يعلم الودعاء طرقه" (مز 25) إذن لابد أن يتدخل الله، ليرشد الإنسان في الطريق.
والإنسان قد يعرف.. ومع ذلك إرادته لا تساعده.
أما أنه لا يريد الخير، بسبب محبته للخطية، وإما انه يريد ولا يستطيع.. وهكذا يقول القديس بولس الرسول "إني اعلم أنه ليس ساكنًا في -أي في جسدي- شيء صالح. لأنه الإرادة حاضرة عندي، وأما إن أفعل الحسني فلست أجد، لأني لست افعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل.. لست بعد أفعله أنا بل الخطية الساكنة في" (رو 7: 18 - 20).
لذلك فإن الله بنعمته يعمل في الإنسان.
وهكذا فإن القديس بولس الرسول ينسب كل ما يعمله إلي نعمة الله العاملة فيه فيقول "ولكن لا أن، بل نعمة الله التي معي".. "ولكن بنعمة الله أنا ما أنا.." (1 كو 15: 10).. ولأهمية النعمة.. فإن الآباء الرسل يبدأون بها رسائلهم. هكذا في رسائل القديس بولس تتكرر في مقدمتها عبارة "نعمة لكم وسلام" (رو 1: 7،1 كو 1: 3، 2 كو 1: 3) غل 1: 3، أف 1: 2، في 1: 2).. والقديس بطرس الرسول يقول في بدء رسالتيه لتكثر لكم النعمة والسلام (1 بط 1: 1، 2 بط 1: 2)، والقديس يوحنا يقول للسبع الكنائس في مقدمة سفر الرؤيا "نعمة لكم وسلام" (رؤ 1: 4) ويميز النعمة التي نلناها في العهد الجديد بقوله الجديد بقوله "لأن الناموس أعطي.. وأما النعمة والحق، فبيسوع المسيح صارًا" (يو 1: 17).
هذه النعمة هي قوة من الله تعمل معنا وفينا.
وهي أيضًا التي كانت تعمل في آبائنا الرسل، حتى أمكنهم أن يقوموا برسالتهم، ويشهدوا للرب "وبقوة عظيمة كانوا يؤدون الشهادة.. ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" (أع 4: 33) والقديسة الطاهرة العذراء مريم، حياها الملاك بعبارة: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك" (لو 1: 28).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
الله يعمل فينا بنعمته.. وبشركة روحه القدوس.
فالروح القدس يشترك معنا في العمل، ويعطينا قوة.. ولذلك السيد المسيح لتلاميذه القديسين "ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وحينئذ تكونون لي شهودًا" (أع 1: 8).
وبهذا كانت "شركة الروح القدس" بركة توهب للمؤمنين إذ يقول القديس بولس الرسول في آخر رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2 كو 13: 14)، وهذه هي البركة التي تمنحها الكنيسة لأولاده في أخر كل اجتماع.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وبالإضافة إلي شركة الروح القدس، يقول لنا السيد المسيح:
"ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر" (متي 28: 20).
إنه وعد عظيم يمنحنا رجاء أن يكون الرب معنا كل الأيام،ويقول أيضًا "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (متي18: 20). وقد صور لنا سفر الرؤيا السيد الرب في وسط الكنائس السبع ورعاة هذه الكنائس عن يمينه (رؤ 1: 13، 16: 20). إنه معنا، يعمل فينا، ويعمل بنا، ويعمل معنا.. هذا عن الابن، وماذا عن الآب؟ يقول الرب:
"أبي يعمل حتى الآن، وأنا أيضًا أعمل" (يو 5: 17).

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
إن عمل الله لم ينته بالخلق، حينما استراح الله في اليوم السابع! فالله يعمل باستمرار يري كل شيء ويرقب، كضابط للكل.. وهو يعمل في رعاية هذه البشرية، ويسند ويساعد ويعين ويحفظ.. وقد قيل عن الآباء الرسل "فخرجوا، وكرزوا في كل مكان. والرب يعمل معهم، ويثبت الكلام بالآيات التابعة" (مر 16: 20). وقال داود النبي عن عمل الرب "ما أعظم أعمالك يا رب.. كلها بحكمة صنعت" (مز 104: 24).
الثالوث القدوس إذن يعمل معنا، وتعمل معنا ملائكته.
قال الرسول عن الملائكة، أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14) ملاك من السارافيم طار بسرعة وأخذ جمرة من علي المذبح ومسح بها شفتي اشعياء النبي لما سمعه يقول "ويل لي قد هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين" (اش 6: 5-7) وملاك آخر وقف يدافع عن يهوشع الكاهن لما رأي الشيطان وقال له "لينتهزك الرب" (زك 3: 2). ويعوزني الوقت إن تحدثت عن عمل الملائكة من أجل البشر بأمر من الرب: مثل قول دانيال النبي "إلهي أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود" (دا 6: 22)، ومثل إنقاذ الملاك لبطرس من السجن (أع 12) ومثل قول الكتاب "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7). ومثل قول الكتاب عن عمل الله من أجلنا في ضيقتنا "في كل ضيقهم تضايق وملاك خلصهم" ((اش 63: 9)
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
الله يعمل لأجلنا في كل ضيقاتنا وتجاربنا..
إنه يقول لكل منا "لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 1: 5، 9). وقال لإرميا النبي "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك" (أر 1: 8). وقال القديس بولس الرسول "لا تخف، بل تكلم ولا تسكت، لأني أنا معك. ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 9، 10).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
حتى في الكلام، الله يكون معنا، ليتكلم علي ألسنتنا.
إنه يقول لنا "لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لأن لستم انتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (متي 10: 19، 20). وبولس الرسول يطلب صلاة أهل أفسس لكي يعطي له كلام عند افتتاح فمه (أف 6: 19)، وداود النبي يقول "افتح يا رب فتي، لكي يخبر فمي بتسبيحتك" (مز 50) وأرمياء النبي قال له الرب "ها قد جعلت كلامي في فمك" (ار 1: 9).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومن جهة التوبة، الله هو الذي يعمل فينا لنتوب، لذلك يقول الكتاب:
"توبني فأتوب، لأنك أنت الرب إلهي" (ار21: 18)
روح الله هو الذي يبكتنا علي خطية (يو 16: 8) وهو الذي يرشدنا إلي طريق البر. والمرنم يقول عن عمل الرب في التوبة "انضج علي بزوفاك، فاطهر واغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 50). ونحن نصلي في قداستنا ونقول "طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا" (والله هو الذي منحنا في المعمودية غسيل الميلاد الثاني (تي 3: 5). ووعدنا في سفر إشعياء بهذا التطهير (اش 1: 18)، وكذلك في سفر حزقيال (حز 36: 25) ومن العبارات التي تستحق شيئًا من التأمل قول المرتل في المزمور:
"قلبًا نقيًا أخلق في يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي" (مز 50).
إذن فوجد هذا القلب النقي هو من عمل الله، يخلقه خلقًا من لا شيء، ويجدد الروح.. ويقول الرب في سفر حزقيال "وأعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم.. وأجعل روحي في داخلكم.. وأجعلكم تسلكون في فرائضي. وتحفظون احكمي وتعلمون بها" (حز 36: 26، 27) واضح أنه عمل الرب فينا.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
"أنه الله الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4).
وهو لا يريد فقط، وإنما يريد ويعمل علي خلاصنا. وهو الذي دبر طريقة الفداء والكفارة.. وهو الذي أخلي ذاته وتجسد.. هو الذي أحب "أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 14 9).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
هو الذي أعطي الرسل المصالحة.. ليصالحونا معه. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول".. الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا.. نطلب عن المسيح: تصلحوا مع الله" (2كو 5: 18، 19).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
هو الذي قال: أنا واقف علي الباب وأقرع (رؤ 3: 20).
إنه يقرع علي باب كل نفس ويبحث عن خلاص علي كل نفس، كما بحث عن الخروف الضال والدرهم المفقود (لو 15) وهو من أجل هذا الخلاص أرسل الأنبياء والرسل، والرعاة والمعلمين، وأرسل لنا كلامه بالوحي الإلهي.
الله أيضًا يعمل لأجلنا بالحفظ الإلهي..
وبهذا يتغني المرتل فيقول في المزمور "لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء.. مبارك الرب الذي لم يسلمنا لأسنانهم.. نجت أنفسنا مثل العصفور من الصادين" (مز 123)، وداود النبي يقول لجليات "الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا" (1 صم 17: 47). وموسي النبي قال للشعب "قفوا وانظروا خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر 4: 14، 14).
إن الشيطان يريد أن يوقعنا في اليأس.. بأن ينسينا عمل الله من أجلنا.
ومن السهل أن نرد عليه. إن قال لنا أن طريق الرب صعبة نقول له يكفي أن الله معنا في الطريق.. وهو يجعل الصعب سهلًا.. وإن قال لواحد منا أن نفسك لا تريد التوبة، نقول له: يكفي أن الله يريدها لنا وهو لا شك سيقودنا إليها.. وإن أخفنا من الأعداء الكثيرين نقول له: إن الذين معنا أكثر من الذين علينا.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
إن الله يعمل لأجلنا. ولكن يجب علينا الاستجابة له.. والشركة معه.
وفي هذا يقول الرسول: "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 8) الله يعمل.. ولكن ينبغي أن نشترك معه في العمل.. هو يرسل روحه القدوس لأجل تقويتنا، وإرشادنا. ولكن ينبغي لنا أن ندخل في شركة الروح القدس.
وبهذا يكون الخلاص هو نتيجة عمل الله فينا.. ومعه قبولنا لهذا العمل.. واشتراكنا مع الروح في وسائط النعمة.
وكل ذلك يبعث الرجاء في النفس. ولكن..
لعل إنسانًا يقول إنني طلبت من الله وهو لم يستجب! ومازلت في ضيقة، والله لم يتدخل! فأين الرجاء إذن؟ لمثل هذا الإنسان، قال المرتل في المزمور:
"انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وأنتظر الرب" (مز 27).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:52 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

نوعية الانتظار للرب

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
الذي ينتظر في رجاء، إنما ينتظر الرب بقلب مملوء بالإيمان وبالثقة. في غير شك وبغير قلق ولا اضطراب ولا تضايق. ينتظر وهو مؤمن أن الرب لابد سيتدخل، ولابد سيعمل، وأن الأمور لابد تنتهي إلي خير، حسب قول الكتاب:
"كل الأشياء تعمل معاص للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28).
وهكذا يصف لنا الكتاب الرجاء العظيم لمنتظري الرب فيقول "وأما منتظرو الرب فيجدون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون ويمشون ولا يعيون" (أش 40: 31)،القوة التي هزتها الضيقة، تتجدد بالرجاء، بانتظار الرب. كما قيل في المزمور "يجدد مثل النسر شبابك. إذن ينبغي إن الإنسان ينتظر الله، بقلب قوي متشدد، بإيمان واثق.
واثق أن الله لابد سيعمل. وسيظهر عمله واضحًا وقويًا. والله يعمل في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة النافعة.
ليس من اللائق أن نفرض علي الله وقتًا معينًا أو أسلوبًا خاصًا. فقد قال الرب "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه وحده" (أع1: 7). يكفي أن تترك مشكلتك في يد الله وتنساها هناك، وأنت واثق أن الله سيحلها.. أما متى؟ فهذا ليس لك أن تفحصه. يكفي أنها ستحل بيد الله، فلي الحين الحسن. وما عليك إلا أن ننتظر الرب.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:53 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

ثلاثة أمور يرتكز عليها انتظارك للرب

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
1- رجاؤك في انتظار الله يرتكز علي إيمانك بمحبة الله لك.
الله الذي يحبك، أكثر مما تحب أنت نفسك. والذي يعمل من أجلك الخير، أكثر مما تستطيع أن تعمل أنت من أجل نفسك. الله الذي يريد أن الجميع يخلصون، وإلي معروفة الحق يقبلون" (1تي 2: 4). الله الذي نقشك علي كفه، وحفظك في يمينه الحصينة، والذي يقول لك "لا أهملك ولا أتركك" (يش 1: 5).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ب- رجاؤك أيضًا في انتظار الرب، يرتكز علي إيمانك بحكمته:
حكمته غير محدودة، التي هي فوق مستوي تفكيرك، وفوق مستوي تفكير غيرك الحكمة التي تعرف ما هو الخير لأنها تري كل شيء، وتبصره مالا تبصره أنت هذه الحكمة التي أدركها أيوب الصديق أخيرًا، فقال "قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي لم أعرفها" (أي 42: 3). تأكد إذن أن الله يدبر أمورك بحكمة، سواء فهمتها أم لم تفهمها.. سلم قلبك لحكمته وانتظر..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ج- رجاؤك أيضًا في انتظار الرب، يرتكز علي إيمانك بمواعيده:
مواعيده التي قال فيها "ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر" (متي 28: 20)،إن نسيت الأم رضيعها أن لا أنساكم (اش 49: 15) "نقشتكم عب كفي" (اش 49: 16). "تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب. لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 1: 9) "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك" (يش 1: 5) "أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:54 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

لا تلجأ إلي الطرق البشرية

الذي ييأس من انتظار الرب، قد يلجأ إلي الطريق البشرية. يعتمد علي الذكاء أو المكر والدهاء. كما فعلت رفقة، عندما ظنت أن الوقت قد فلت، وسوف تضيع البركة التي وعد بها ليعقوب (تك 25: 23)، فلجأت إلي طريق بشري، خدع فيه يعقوب أباه القديس اسحق (تك 27). وأيضًا أبونا إبراهيم لما يئس من انتظار الرب، لجأ إلي الطرق البشرية، فأخذ هاجر لتلد له ثم عاد إبراهيم واخذ قطورة (تك 25: 1). وكانت طرقًا مرفوضة من الرب.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
والبعض حينما ييأس من انتظار الرب، قد يلجأ إلي السحرة والعرافين، وإلي طرق بشرية كاللجوء إلي استشارة الموتى!!
الأمر الذي اعتبره الرب من رجس الأمم. وقال في ذلك".. لا تتعلم أن تفعل مثل رجس تلك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو تبنته في النار، ولا من يعرف عرافة، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر. ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانًا ولا تابعة ولا من يستشير الموت. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث 18: 9-12) كلها طرق بشرية مرفوضة من الله. وبعضها طرق شيطانية.

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
ومثل ذلك من يلجأ إلي التنويم المغناطيسي، وما يعرف بالسلة. ومن يؤمن بالعمل وإبطاله، ومن يلجأ إلي من يقرأ الفنجان، ومن يقرأ الكف، ومن "يضرب الرمل "ومن "يعرف البخت"، وأمثال هذه الطرق..
إن الله يريدك أن تكون تحت قيادته: تأخذ معرفتك منه. وكثيرًا ما تغني داود النبي بأن خلاصه من عند الرب أو أن الرب نفسه قد صار له خلاصًا. والعجيب أن بعض الذين يلجأون إلي هذه الأمور يريحون ضمائرهم الثائرة عليهم أو ضمائر الناس الساخطة عليهم، بأن هذه الأمور تدخل تحت نطاق العالم، وأن الكنيسة لا يجوز لها أن تقاوم العلم!!
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
في الكتاب المقدس يقول الرب إن استشارة الموتى هي من رجس الأمم، وأنها مكروهة عند الرب، فيقول البعض إنها علم، ولا يجوز للكنيسة أن تقف ضد العلم!!
حتى إن كان علمًا، فهو رجس ومروه عند الرب.
والعجيب أن السحر نفسه، الذي هاجمه الكتاب. وقال الرب "لا تدع ساحرة تعيش" (خر 22: 18)،وقال أن خارج الملكوت".. السحرة وعبدة الأوثان.. نصيبهم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" (رؤ 21: 8).. السحر يري البعض أن هناك نوعًا مقبولًا خنه يسمونه "السحر الأبيض" ولم أقرأ في الكتاب إطلاقًا عبارة "السحر الأبيض"!!
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
أما أنت فلا تلجأ إلي أمثال هذه الطرق، إنما لجأ إلي الله وانتظره. ومهما تأخر لا تلجأ إلي السحر وأشباهه.
إنها تعبير إما عن فشل ويأس أو هي دليل عملي علي اللجوء إلي غير الله. أو هي ضيق في القلب لا يستطيع أن ينتظر الرب. أو هي استهانة بأمر الله الصريح الوارد في (تث 18). لقد ضرب الرب شاول الملك وأماته لأنه لجأ إلي مثل هذا الطريق.. (1 صم 28). أما أنت فاستمع لأمر الرب الصريح. ولا تلجأ إلي طرق خاطئة كهذه مهما ظننت أنه قد تأخر عليك. ولكن لعل إنسانًا يسأل: إلي متى أنتظر الرب؟..
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:57 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

إلي متى ننتظر؟

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
يقول المرتل في المزمور "صبرت نفسي للرب. صبرت نفسي لناموسك انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح حتى الليل" (مز 129) ويضيف بعدها "لأن الرحمة من عند الرب، وعظيم هو خلاصه".. وربما عبارة "من محرس الصبح حتى الليل" -في معناها الرمزي- تعني العمر كله، أو تعني الوقت كله. أو عبارة "حتى الليل قد تعني: حتى الظلمة، حتى عمق اشتداد المشكلة.. ننتظر الرب، ونحن متأكدون تمامًا أنه لابد سيجيء ويصنع خلاصًا. أما متى يجئ؟ أصباحًا، أم ظهرًا، أم في نصف الليل، أم في الهزيع الرابع؟ لسنا ندري..
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
لا نعرف متى يجئ. ولكن ما يسعدنا حقًا،أنه لابد سيجيء..
الوقت أو الميعاد، نتركه لحكمته الإلهية. ولكن نفرح بانتظار مجيئه، حسب وعده الصادق "لا أترككم يتامى. أني آتي إليكم" (يو 14: 18). "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). إن الصليب قد يحمل ألمًا. والقيامة معها فرح الرجاء..
وكل صليب لابد بعده قيامة. والوعد بالقيامة يحمل الرجاء..
لذلك كن واثقًا، ولا تيأس. وانتظر الرب في عمق السلام الداخلي. وكلما أحاطت بك ضيقة، قل: إنني اسمع صوت حبيبي "هوذا آت، ظافرًا علي الجبال قافزًا علي التلال" (نش 2: 8).
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
وإن صادفتك مشكلة، لا تجعلها تتعبك كما يحدث لفاقدي الرجاء. بل قل في ثقة: أن الله لابد سيحلها. وإن لم تحل في هذه الأيام، ستحل في الأسابيع المقبلة. وإن لم تحل في هذه الأسابيع، ستحل في الشهور المقبلة. أنها لابد ستحل، مهما مر الوقت عليها. أنا واثق يا رب في تدخلك. واثق في حكمتك وفي عملك، وأنك لن تتخلي. لذلك مهما مر الوقت، نحن لا نحزن، كما قال الرسول:
"لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1 تس 4: 13).
إن ثقتنا بعمل الله، لا تسمح أبدًا للحزن أن يدخل إلي قلوبنا،فلنثق به إذن. عجيب أننا نثق أحيانًا بالطرق البشرية، وبالوسائط العالمية، ونثق بالأخريين، ونثق بأنفسنا، بذكائنا وفهمنا وقدراتنا.. أما الله، فكثيرًا ما تهتز ثقتنا ونحن ننتظره!! فلماذا؟ ألعله (التأخير) في الاستجابة هو الذي يجعلنا نشك أو نحزن.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
إذن فلنبحث موضوع التأخير هذا لنفهمه جيدًا.. وكمقدمة له نقول: إن الله يعمل، مهما بدأ لنا أنه قد تأخر علينا..
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2014, 07:58 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

مهما بدا أنه تأخر

الله لا يتأخر مطلقًا. عبارة "تأخر" هنا لها معني نسبي، بالنسبة إليك! وكذلك عبارة "لا تبطئ" (مز 69). أي لا تجعلني أشعر أنك قد أبطأت علي وتأخرت!
إن الله يعمل بطريقة هادئة متزنة، قد نحسبها نحن بطئًا.
كلأ أعمال الله تكون في وقتها المناسب. لا سرعة فيها ولا تأخير. وتوقيتها محسوب بحكمة إلهية عجيبة، بكل دقة.
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
لقد وعد الله آدم وحواء بالخلاص.. ومرت آلاف السنوات..

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
قال لهما أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية. ومرت آلاف السنوات، والحية لا تزال رافعة رأسها في شموخ! وبدا أن نسل المرأة في انهيار ستمر.. حتى أن الله اغرق العالم بالطوفان، وأحرق سادوم بالنار، وأمر الأرض أن تفتح فاها لتبتلع قورح وداثان وأبيرام.. وبقي وعد الله قائمًا..
هلك هذا النسل. ولو!! لنا رجاء في نسل آت للخلاص..
كان الرجاء معلقًا في أولاد نوح. أفسد أغلبهم؟! يبقي الرجاء في أولاد إبراهيم. أفسد أغلبهم؟ يبقي الرجاء في أولاد يعقوب.. لابد سيحقق الله وعده بالخلاص.. ومهما انتظر سمعان الشيخ طويلًا، لابد سيأتي عليه الوقت الذي يقول فيه -وهو يحمل المسيح- "الآن يا رب تطلق عبدك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 2: 29، 30)،حتى المرأة السامرية -علي الرغم من كثرة خطاياها- لم يفارقها مطلقًا هذا الرجاء في مجيء المسيح، المسيح، لذلك قالت: "أنا أعلم أن مسيا، الذي يقال له المسيح، يأتي.."(يو 4: 25).
وكثيرون رقدوا قبل أن يبصروا الخلاص. ولكن رقدوا علي رجاء..
وفي ذلك يقول معلمنا القديس بولس الرسول: "في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد. بل من بعيد نظروها، وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء علي الأرض" (عب 11: 13). هؤلاء رتلوا مع المزمور "لأنك لن تترك نفسي في الجحيم، ولن تدع قدوسك يري فسادًا" (مز 16: 10). وفي كل ذلك سنسأل سؤالًا هامًا وهو:
كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث
هل حقًا تأخر الله في تنفيذ وعده بخلاص العالم؟
كلا، إنه لم يتأخر الوقت علي الرغم من مرور آلاف السنين. بل انه كان يعد البشرية لاستقبال هذا الخلاص.. يعدهم بالنبوات وبالرموز وبالتوبة وبالإيمان. كم من الذبائح والمحرقات قدموها، حتى صارت عقيدة الكفارة والفداء راسخة في أذهانهم، وصارت المغفرة بالدم أمرًا سهلًا مقبولًا.. وانتظر الرب حتى أصبح الإيمان أذهانهم، وصارت المغفرة بالدم أمرًا سهلًا.. وانتظر الرب حتى أصبح الإيمان ممكنًا، حتى وسط الأمم. وانتظر الرب حتى يوجد المعمدان الذي يعد الطريق قدامه وحتى توجد العذراء الطاهرة التي تكون إناء للتجسد، والتي تقدر علي احتمال ذلك المجد العظيم.إذن لم تكن مرحلة تأخير، إنما مرحلة إعداد تقوي الرجاء.. ونفذ الله وعده الذي لم ينسه مطلقًا خلال آلاف السنين، بل كان يمهد له.. وأخيرًا استطاع نسل المرأة أن يستحق رأس الحية (تك 3: 15). وتم فعلًا ما قاله لأبينا إبراهيم: "بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض" (تك 22: 18، أع 3: 25).
لقد خلصهم "في ملء الزمان" (غل 4: 4)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب حياة الشكر مسموع لقداسه البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديسين يعقوب ويوسف - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الفضيلة والبر - البابا شنوده الثالث
كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث
كتاب تأملات في حياة القديس أنطونيوس - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 07:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024