18 - 04 - 2014, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
أفضل طريقة للصلاة بالأجبية 2 10. ردد الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك في المزمور كلمة "الرب أو يا رب" أنطق بعدها اسم "يسوع المسيح" مثل: + "يا رب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنونني" (مز 3). + " أنصت يا رب (يسوع المسيح) لكلماتي واسمع صراخي" (مز 5). " يا رب (يسوع المسيح) لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك " (مز 6). + "أيها الرب ربنا (يسوع المسيح) ما أعجب اسمك في الأرض كلها" (مز 8). + "خلصني يا رب (يسوع المسيح) فإن البار قد فنى" (مز 11). + "احفظني يا رب (يسوع المسيح) فإني عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى ولا تحتاج إلى صلاحي" (مز 15). وهكذا تصلى المزامير التي هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد النعمة فتجد لها طعما آخر وتمتلئ نفسك تعزية وفرحًا. فقد قال الشيخ: "ليس هناك فضيلة تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح في كل حين". وقال آخر: "يجب أن يعلم الإنسان أن مداومة ذكر اسم القدوس ربنا يسوع المسيح هو الذي يحرسه تحت ستر رحمته". وقال آخر:"داوم على ذكر الاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح فهذه هى الجوهرة الثمينة التي باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها وأخذها إلى داخل قلبه فوجدها أحلى من العسل والشهد في فمه، فطوبى لذلك الإنسان الذي يحفظ هذه الجوهرة في قلبه فإنها تعطيه مكافأة عظيمة في مجد ربنا يسوع المسيح". + وسأل أخ شيخ "يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معي؟" أجابه الشيخ "إن مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكله (كل شر)". + وحدث أن زار الأنبا بيمنالأنبا مكاريوس الكبير، وقال له: يا أبى ماذا يعمل الإنسان لكي يقتنى الحياة؟ أجابه الشيخ: إن أنت داومت كل حين على طعام الحياة الذي للاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور فهو حلو في فمك وحلقك، وبترديدك إياه تدسم نفسك وبذلك يمكنك أن تقتنى الحياة".(بستان الرهبان طبعة مطرانية بنى سويف ص 258 – 260). 11. يا ليتك عندما يأتي ذكر التمجيد لله (الذكصا) أو ذكر السجود لله والتقديس لاسمه المبارك العظيم في المزامير أو الأناجيل أو القطع أو التحاليلترشم ذاتك بعلامة الصليب وتسجد إلى الأرض ثم تقوم لتكمل مزمورك، أو على الأقل تنحني مع رشم ذاتك بعلامة الصليب، فكثرة السجود في الصلاة تعطى النفس انسحاقًا وحرارة. 12. اقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطية وتقديم التوبة وطلب الرحمة مثل: "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك ... ارحمني يا الله فإني أخطأت إليك... ارحمني يا الله ثم ارحمني... خطيتي أمامي في كل حين... توبي يا نفسي مادمت في الأرض ساكنة". لأن قرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل. 13. إذا استطعت أن تصلى كل ساعة من سواعي الأجبية منفردة وفي وقتها المعين فحسنا تفعل لكي تتذكر المناسبة التي تريد الكنيسة أن تجعلك تعيش فيها كمناسبة الصلب أو القيامة أو المجيء الثاني أو غير ذلك. وإذا لم تستطع تنفيذ ذلك لمشغولياتك فيمكنك أن تصلى كل مجموعة من السواعي مع بعضها، فمثلا في الصباح الباكر تستطيع أن تصلى باكر والثالثة والسادسة، وبعد رجوعك من العمل وقبل الأكل تصلى التاسعة وفي المساء تصلى الغروب والنوم معا، وقبل أن تنام تصلى صلاة نصف الليل. وهكذا تكون قد أكملت صلوات السواعي السبع بالأجبية. ويمكنك استخدام طريقة أخرى تناسب ظروفك. المهم أن تنتهي من السبع صلوات في نهاية يومك وقبل نومك. 14. يحسُن أن تصلى صلوات كل ساعة كاملة كما هى، ولكن إن أشار عليك أب اعترافك ببعض التعديلات الملائمة لظروفك الروحية والجسدية وظروف العمل والصحة، كأن يشير عليك بتلاوة عدد مزامير أقل من الموجود في كل ساعة فليكن لك ذلك على شرط أن تتدرج حتى تصل إلى العدد الكامل لمزامير كل ساعة عندما تتيح لك ظروفك وحالتك ذلك. 15. لا تنسى الصلاة الارتجالية في نهاية الصلاة بالمزامير، فصلاة المزامير هى التمهيد وإعداد النفس للدخول في الصلاة الارتجالية التي تقدم بها بكلماتك الخاصة أشواقك وشكرك وتسبيحك، وتعرض أمام الله متاعبك وآلامك وآمالك وتبثه شكواك، فتجد منه أذنا صاغية وقبولا واستجابة. تصلى صلواتك الارتجالية بأسلوبك الخاص ولكن على نمط صلوات الأجبية بما فيها من عناصر الشكر والتوبة والتسبيح وطلب الرحمة والمعونة، وبالجملة أطلب كل ما هو صالح وموافق لمشيئة الله ولا يتعارض مع وصيته المقدسة. ويقول يوحنا الرسول "وهذه هى الثقة التي لنا عنده أنه أن طَلَبْنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 5: 14) كما يقول أيضًا "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه" (1يو 3: 22). 16. بعد انتهاء الصلاة -إن كان لديك وقت- اجلس فترة قصيرة صامتًا، أولا لكي تستريح جسديًا من عناء الصلاة والجهد الذي بذلته فيها، وثانيا لكي تتشبع وتتشرب بروح الصلاة، فالصلاة القوية المتبوعة بفترة صمت تنشئ في كياننا شبه طبقة جديدة من السلام والروحانية، وإن كنا لا نعي ذلك غالبًا. 17. إذا تعذر عليك تلاوة بعض الصلوات كاملة خصوصا صلوات النهار بسبب المشغولية أو الوسط المحيط أو لأي سبب آخر، فيمكنك حفظ بعض مزامير منها لتلاوتها عن ظهر قلب أثناء العمل وبين الناس ودون أن يحس بك أحد ويمكنك أيضا تلاوة بعض القطع أو التحليل. المهم ألا تفوت عليك الساعة السادسة مثلا (12 ظهرا) أو التاسعة (3 ظهرًا) إلا وتتذكر الساعة والمناسبة وتتلو ما يمكنك تلاوته منها، لأن هذا النظام يحفظك في علاقة دائمة مع الله ويحفظك من الوقوع في أخطاء وخطايا كثيرة لأن ذكر الله يقدس الفكر والقلب واللسان ويحفظ الإنسان في مخافة الله ومحبته على الدوام كنصيحة الحكيم "كن في مخافة الرب اليوم كله" (أم 23: 17). ويقول مار اسحق السرياني "إذا شئت التمتع بحلاوة الصلاة بالمزامير والتنعم بمذاقة الروح القدس فيها دع عنك الكمية، يكفى أن يكون عقلك فاهما ومستوعبا لمعاني الصلاة فيتحرك فيكم الشعور بتمجيد الله" 18. احذر الطياشة أثناء صلوات المزامير، لأنه من حيل الشيطان أن يحاول سحبنا إلى أفكار ومواضيع بعيدة كل البعد عن موضوع الصلاة، فإذا تجاوبنا معه خسرنا خسارة كبيرة، وأضعنا على أنفسنا بركة الصلاة والشخوص في حضرة الله والتركيز في مخاطبته وشكره وتسبيحه مما يعتبر إهانة لله لا تمجيد لله. ويقول القديس مار آفرام السرياني "من يصلى بذهن حاضر وفكر مجموع يذل فخر الشياطين، والذي يصلى بعقل مشتت وبعدم اكتراث يسخر منه الشياطين ويستهزئون به". ويقول القديس برصنوفيوس "إن الصلاة الكاملة هى أن نخاطب الله بلا طياشة عقل ولا حس العالم". ويقول قديس آخر " في صلاتك خاطب الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر" 19. إذا تأخرت بعض صلواتك وأردت تأديتها في أي وقت فهذا جيد ومفيد، ويقول مار اسحق "حتى لو كان الوقت عشاء أبدأ بصلاة باكر بلا اضطراب لأن إلهنا متى دُعِيَ أجاب". 20. اعلم أن الرب يسر بالصلوات والتسابيح الروحانية، ويحل بمجده في المكان وعلى الشخص الذي يصلى بالروح والحق ويملأه من البركات والمواهب ويصبح قريبا منه يسمع لصلواته ويستجيب لطلباته كما هو مكتوب "ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح (دليل قبول الله لها ومسرته بها) وملأ مجد الرب البيت، وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت، وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته (2 أي 7: 31) ". + "وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتا واحدا لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتا بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحابًا ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب" (2 أي 5: 13، 14). فالصلاة النقية التي يبذل فيها الإنسان جهدا وعناية واهتماما ووقارا يفرح بها الرب ويستمع لها ويقبلها ويبارك قائلها ويبارك المكان الذي ترتفع منه هذه الصلاة النقية حسب وعده المبارك "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20 ) وحتى لو كان المصلي فردًا واحدًا يتمتع أيضا بهذا الوعد المبارك من الله المحب الأمين إذ أن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح، وهؤلاء الثلاثة لو اشتركوا في الصلاة بقوة واهتمام وانسجام وروحانية لفازوا بهذا الوعد المبارك. ليعطينا الرب أن نقدم له صلوات روحانية مقبولة يتنسم منها رائحة الرضا (تك 8: 21) ويتلذذ بها حسب قوله "لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ" (سفر الأمثال 8: 31). |
||||
18 - 04 - 2014, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء القديسة مريم في الأجبية نحن نؤمن بالشفاعة التوسلية القوية التي تقدمها عنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم ومصاف الملائكة والآباء الرسل الأطهاروالشهداء والقديسون لذلك نطلب شفاعتهم وصلواتهم عنا أمام عرش النعمة في الكثير من صلواتنا المكتوبةكصلوات الأجبية والتسبحة والقداسوصلواتنا الارتجالية، لكي يساعدونا بصلواتهم المقبولة أمام الله. وللمركز الممتاز والدالة القوية التي للعذراء مريم والدة الإله أمام ابنها الحبيب ربنا يسوع المسيح تخصص الكنيسة القبطية القطعة الثالثة من قطع صلوات الأجبية في كافة سواعي النهار والليلللتشفع بالعذراء مريم كما تصلى الكنيسة في نهاية تحليل نصف الليل الخاص بالكهنة قائلة "بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الذكية مريم". ونحاول هنا أن نعرض لقطع صلوات الأجبية التي نطلب فيها شفاعة العذراء مريم ونحاول تفسير العبارات الغامضة فيها والتي تثير بعض التساؤلات حتى يسهل فهمها والصلاة بها.
|
||||
18 - 04 - 2014, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطعة صلاة باكر + أنت هي أم النور المكرمة: السيد المسيح له المجد هو النور الحقيقي الذي أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه (يو 1: 5) وهو الذي قال "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشى في الظلمة" (يو 8: 12) كما قال أيضًا "هذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو 3: 19). الرب يسوع هو النور والعذراء مريم هى أمه التي حملته بالروح القدس إذن هي أم النور، وقد خاطبها آباء مجمع أفسس المسكوني العظيم في مقدمة قانون الإيمان التي نتلوها في كافة صلواتنا قائلين: نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله.. ولقب أم النور من الألقاب المعروفة شعبيًا للعذراء مريم، فحينما تقول كنيسة أم النور أو جمعية أم النور يفهم أنك تقصد كنيسة العذراء مريم أو جمعيتها. ونحن نكرمها لأنها ولدت لنا مخلص العالم الرب يسوع المسيح، وكما تقول التسبحة "هي مكرمة جدًا عند جميع القديسين لأنها أتت لهم بمن كانوا ينتظرونه"، وحينما نقول في مقدمة قانون الإيمان: "نعظمك يا أم النور الحقيقي" نقصد أننا نرفعك ونكرمك ونبجلك. وإكرام العذراء والقديسين لا ينقص من إكرام الله وتعظيمه كخالق وضابط الكل بل يزيده لأن الله هو الذي عمل فيهم حتى صاروا قديسين، فإكرامهم يعنى إكرام الله العامل فيهم، وهو نفسه يكرمهم حسب قوله "أكرم الذين يكرمونني" فإن كانت العذراء مريم التي أكرمت الله هو يكرمها ويأمر بإكرامها حسبما نقول في مقدمة مجمع القداس "لأن هذا يا رب أمر ابنك الوحيد أن نشترك في تذكار قديسيك" أي في إكرامهم والاحتفال في تذكارهم، فكيف لا نكرمها نحن ونعظمها ونحتفل بتذكاراتها وأعيادها. + من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية: العذراء مريم هى السماء الثانية التي سكن فيها الله المتجسد، فالسماء هى مسكن الله حيث يقول "السماء هى كرسي الله والأرض موطئ قدميه، وحينما تجسد السيد المسيح في بطن العذراء واتخذها مسكنًا له على الأرض صارت هى السماء الثانية الجسدانية، لذلك فالناس الذين يعرفون قدرها وكرامتها في كل أنحاء العالم من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لها التمجيدات اللائقة بها. والتمجيد يعنى كلمات المديح والتطويب التي نقدمها للعذراء مريم ولغيرها من القديسين متذكرين جهادهم وقداستهم، وتمجيدهم هو تمجيد لله العامل فيهم، وقد تنبأت العذراء مريم بأن الأجيال ستمجدها وتطوبها قائلة "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عجائب واسمه قدوس" (لو 1: 48). والرب يسوع حينما كان يتكلم صرخت امرأة من الجمع وقالت "طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما" (لو 11: 27) وهنا نلاحظ أن المرأة قد طوبت العذراء التي حملت الرب يسوع في بطنها وأرضعته من ثدييها الطاهرين، وهذا أول تطويب نسمعه عن العذراء بعد نبوتها، وهنا قال الرب "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" (لو11 : 28) وهذا ليس معناه أن الرب لا يريد تطويب أمه العذراء كما يتبادر للذهن لأول وهلة بل هو يزيد على تطويب العذراء مريم لكونها حملته وأرضعته تطويبًا آخر هو أنها سمعت كلام الله وحفظته وعملت به، وكانت مثالًا يُحتذى في سماع كلمة الله والعمل بها، خصوصًا أن النص الأصلي للآية هو "أيضًا طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه". والتمجيد الذي نقدمه للعذراء وبقية القديسين غير التمجيد الذي نقدمه لله، فالتمجيد الذي نقدمه لله هو أن نمجده ونعبده كخالق ومعبود ومخلص وفادى ومعتنى بنا ومدبر لكل أمور حياتنا، أما التمجيد الذي نقدمه للعذراء والقديسين فهو مديح وتطويب لشخصهم وجهادهم وفضيلتهم وقداستهم حتى نحتذي بهم وننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم (عب 13: 7) وبأعمالهم وفضائلهم. + لأنك أنت هى الزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء: العذراء مريم هى الزهرة العطرة بسيرتها وفضيلتها التي فاحت في كل العالم وعبقت أرجاء المسكونة، وهى الزهرة النيرة غير المتغيرة، منيرة ببتوليتها التي لم تنحل ولم تتغير حالتها بعد ميلاد المسيح، فهي العذراء الدائمة البتولية، وهى الأم الوحيدة في كل العالم التي تتمتع بهذا اللقب، فميلاد المسيح منها كان إعجازيًا لم يحل بتوليتها احترامًا لرغبتها وتكريمًا لنذرها أن تعيش متبتلة تخدم الله طول حياتها،أيضًا هو تكريم للبتولية وسموها وعلو شأنها، وقد تنبأ حزقيال النبي عن الأم الباقية عذراء وبتوليتها مختومة بقوله "ثم أرجعني إلى طريق باب المقدس الخارجي المتجه للمشرق وهو مغلق، فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا" (حز 44: 1 – 3). واستمرار بتولية العذراء مريم ليس دليل طهارتها فحسب بل هو دليل على ألوهية المسيح الذي ولد منها لأنه لولا ألوهيته وقدرته لما استطاع أن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة، فهذه هى معجزة الأجيال التي لا يستطيع فعلها إلا السيد المسيح له المجد وحده الذي قام وخرج من القبر وهو مغلق وأختامه كما هى ودخل العلية وأبوابها مغلقة بكل حرص. + لأن الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك: هذا نفس ما قاله الملاك عندما بشر العذراء مريم بحلول المسيح في بطنها وردًا على استفسارها "كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلًا" فأجاب الملاك قائلًا "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 34، 35) . وفيه أيضًا اعتراف بالإيمان بالثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، وفيه اعتراف بتنازل الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس إلى بطن العذراء ليتخذ منها جسدًا بفعل الروح القدس ليتمم به الفداء والخلاص على الصليب. + فاسأليه أن يعطى الخلاص للعالم الذي خلقه وأن ينجيه من التجارب: نطلب من أمنا العذراء بما لها من شفاعة مقبولة ودالة قوية لدى ابنها الحبيب أن تطلب إليه أن يطيل أناته على العالم الذي خلقه، وأن يدبر وصول كلمة الخلاص إلى كل ركن فيه وأن يسمع كل إنسان عن الخلاص المقدم لكل العالم، نسألها أن تتشفع لدى المسيح حتى لا ينزل غضبه على العالم في هيئة كوارث كالطوفان والزلازل والفيضانات والحروب البشعة وغيرها، نسألها أن تطلب إلى الرب أن يعطى سلامًا وهدوءًا، في ظله يفكر الناس فى أمور دينهم ودنياهم. وتشفعنا بأمنا العذراء ليس بالأمر الخاطئ بل هو عين الصواب وكثيرون من القديسين تشفعوا بآبائهم الذين كانوا قد فارقوا هذا العالم منذ زمن بعيد فيعقوب كان يتشفع بإبراهيم (تك 32: 9) وموسى تشفع بالقديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب (خر 32: 13) وسليمان تشفع بأبيه داود المحبوب من الله وصاحب الدالة القوية أمامه (1 مل 8: 35، 36) وغيرهم كثير وكثير. + فلنسبحه تسبيحًا جديدًا ونباركه الآن وكل أوان. نسبح الرب تسبيحًا جديدًا مع بداية اليوم الجديد (في صلاة باكر) لأن مراحمه كثيرة، هي جديدة كل صباح ( مرا 3: 23). نبارك الرب أي نسبحه ونزيده علوًا ونتغنى بحمده ونذكر بركاته وأفضاله الغزيرة علينا والتي لا تعد ولا تحصى. إن كنا في صلوات الأجبية نسبح الله كل يوم بنفس كلمات المزامير والقطع والأناجيل، فهي ليست جديدة في منطوقها، ولكن يجب علينا أن نقدمها لله كل يوم بمشاعر جديدة على بركاته الجديدة وعنايته المتجددة بنا كل يوم وكل اليوم. |
||||
18 - 04 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطعة السلام لكِ هذه القطعة نصليها ضمن الصلوات الختامية لكل ساعة من سواعي الأجبية، كذلك نصليها في رفع بخور باكر وعشية قبل الذكصولوجيات، وهى قطعة قوية مشحونة بتمجيدات العذراء المستحقة كل تطويب، ومشحونة أيضًا بألقاب العذراء المختلفة، ويطلب فيها المصلى شفاعة العذراء المقبولة لدى ابنها الحبيب من أجل أن يصنع الرب معنا رحمة ويغفر لنا خطايانا. + السلام لك نسألك أيتها القديسة الممتلئة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله أم المسيح، اصعدي صلواتنا إلى ابنك الحبيب ليغفر لنا خطايانا: نقول لها: السلام لكِ أيتها القديسة الممتلئة مجدًا كما خاطبها جبرائيل الملاك المبشر بالتحية الملائكية قائلًا "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" (لو 1: 28). كانت العذراء مريم مملوءة تواضعًا حتى قالت "هوذا أنا أمة الرب (عبدته) ليكن لي كقولك"، تدعو نفسها عبدة بينما الملاك يقول لها أنها أم الله المتجسد منها. ولما كانت مريم مملوءة تواضعًا ملأها الله بالنعمة حسب وعده الإلهي "يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (يع 4: 6)، ولما امتلأت بالنعمة وصارت والدة الإله استحقت منا كل تكريم وتطويب وتمجيد. وحينما نعمل للعذراء مريم التماجيد وندعوها "الممتلئة مجدًا" فنحن لا نخطئ فآباؤنا القديسون المائتان المجتمعون بأفسس برياسة البابا السكندري العالم العظيم كيرلس الأول عمود الدين حينما صاغوا مقدمة قانون الإيمان قالوا بالنص "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله". هى العذراء كل حين أي دائمة البتولية، وهى والدة الإله لأن الإله تنازل وتجسد منها لكي يكمل الخلاص والفداء على الصليب وهى أم المسيح بصفته الإله المتجسد الممسوح من الروح القدس فاديًا ومخلصًا للبشرية. ثم نسألها أن تصعد صلواتنا إلى ابنها الحبيب وتؤازرها (تؤازر صلواتنا) بشفاعتها المقبولة حتى يقبلها الرب ويتنسم منها رائحة الرضا وينعم علينا بغفران خطايانا وسيئاتنا التي نصنعها بمعرفة وبغير معرفة والتي نقدم عنها توبة واعتراف أمام الأب الكاهن في سر الاعتراف. + السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا العذراء القديسة اسألي الرب عنا ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا. العذراء مريم هى التي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا الذي قال "أنا هو نور العالم من يتبعنى فلا يمشى في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12) وهو "الساكن في نور لا يدنى منه" (متى 6: 16)، وكان يرمز للعذراء في خيمة الاجتماع بالمنارة الذهبية الحاملة النور. وهى العذراء القديسة وأم جميع القديسين، وفي التسبحة الكيهكية نخاطبها قائلين "إن كل الفضائل تفرقت في القديسين تجمعت فيك يا مريم والدة الإله". نسألها أن تتشفع لنا لدى الرب يسوع المسيح لكي يصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. + "أيتها العذراء مريم والدة الإله القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشر. اشفعي فينا أمام المسيح الذي ولدتيه لكي ينعم علينا بغفران خطايانا". العذراء مريم هى الشفيعة الأمينة لجنس البشر لأنها من جنسنا وتعرف ضعفنا ومدى احتياجنا إلى الله بكل أمانة واهتمام، لذلك نسألها أن تتشفع لنا لدى ابنها الحبيب المسيح يسوع ربنا لكي ينعم علينا بغفران خطايانا. + "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقية. السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا". العذراء مريم هى الملكة الحقيقية التي جلست عن يمين الملك في ثوب موشى بالذهب مزينة بأنواع كثيرة (مز 45)، وهى فخر البشرية لأنها الوحيدة في جنس البشر التي تشرفت بأن يختارها الله لكي يحل في أحشائها ويتخذ منها جسده الذي أكمل به الفداء على الصليب، والمسيح يسوع المولود من العذراء مريم هو الذي محا كل عار الخطية الذي جلبته حواء على جنسنا عندما خالفت الوصية وأكلت من ثمر الشجرة المنهي عنها وأطغت زوجها آدم فأكل. العذراء مريم هى الشفيعة الأمينة المؤتمنة التي نأتمنها على صلواتنا وأسرارنا لتقدمها مشفوعة بصلواتها أمام العرش الإلهي فيكون نصيبها الرضا والقبول. نسألها أن تساعد صلواتنا الضعيفة بصلواتها القوية حتى تصعد أمام الرب بخورًا طيبًا لكي يتحنن علينا الرب ويغفر لنا خطايانا. |
||||
18 - 04 - 2014, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في مقدمة قانون الإيمان أصدره مجمع أفسس المسكوني المنعقد سنة 431 م من مائتيّ أسقف برئاسة البابا كيرلس الأول البابا السكندري الرابع والعشرين لدحض بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي عارض في تسمية العذراء مريم "والدة الإله" وبعد تفنيد بدعته حرموه وأمروا بنفيه إلى صعيد مصر حيث مات شر ميتة، ووضعوا مقدمة قانون الإيمان تعظيمًا لها وتأكيدًا على تسميتها "والدة الإله. ثيئوتوكوس". + نعظمك يا أم النور الحقيقي : نعظمك: أي نرفعك ونطوبك حسب بنوتك.. "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 1). + ذكر سيرة العذراء العطرة هو تعظيم لها. + ذكر معجزاتها وظهوراتها المختلفة هو تعظيم لها. + ذكر فضائلها الكثيرة هو تعظيم لها. + الاحتفال بصومها وأعيادها المختلفة هو تعظيم لها. والعذراء مريم هى أم المسيح النور الحقيقي الذي هو "نور الناس والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يو 1). + ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله: - نمجدك أي نتغنى بفضائلك ونقدم لك المديح اللائق بكرامتك والمناسبة لفضائلك أيتها العذراء الدائمة البتولية، كنت عذراء قبل تجسد الإله في بطنك وأثناء الحمل وبعد الميلاد البتول المعجزي. + أنت يا مريم قديسة وأم جميع القديسين لأنك تشرفت بما لم يتشرف به أحد إذ صرت سماء ثانية جسدانية وأحسنت الكنيسة إذ رفعت مقامك فوق كل الطغمات الملائكية وأرواح القديسين. + أنت يا مريم والدة الإله المتجسد منك لفداء البشرية أخذ من دمك جسده الطاهر وأرضعتيه لبنك وحملتيه على يديك طفلًا. فليخرس نسطور المارق الذي استكثر عليك هذا اللقب وأراد أن يجردك منه، فاجتمع آباء الكنيسة وجردوه من كل رتبة كهنوتية ونفوه إلى صعيد مصر حيث أكل الدود لسانه الذي جدف عليك ومات شر ميتة وهلك. ونحن نتلو كل يوم في التسبحة "الثيئوتوكيات" الخاصة بالثيئوتوكوس أي والدة الإله، ونمجد فيها الله الذي تجسد منها ونمدح والدة الإله وسيلة هذا التجسد الإلهي العجيب. + لأنك ولدت لنا مخلص العالم : العذراء مريم هى التي ولدت المسيح مخلص العالم، الذي تجسد منها وولد بطريقة إعجازية حفظت لها بتوليتها مختومة وعاش حياته مجربًا حتى أكمل مهمة الخلاص والفداء للجنس البشرى كله على الصليب حينما قال "قد أكمل " ثم نكس رأسه وأسلم الروح. + أتى وخلص نفوسنا: - أتى متجسدًا من العذراء وخلص نفوسنا من موت الخطية ومن قبضة الشيطان حينما مات بالجسد على الصليب عوضًا عنا، وسفك دمه الطاهر غفرانًا وتكفيرًا لخطايانا "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". + المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح: - نقدم التمجيد اللائق لسيدنا الحقيقي وملكنا الحقيقي يسوع المسيح الذي عتقنا من عبودية الشيطان وحررنا من عبودية الخطية وجعلنا له شعبًا وأبناء وأحباء. يقودنا في كل حين في موكب نصرته، ونحن نستأثر كل فكر إلى طاعة المسيح بصفته سيدنا وملكنا خالقنا وجابلنا له علينا حق السيادة والعبادة والطاعة والخضوع لشخصه ولكلامه، عبوديتنا لله هى الحرية بعينها لأنه لا يحب التسلط والقهر، إنما يحررنا من عبودية الخطية والشهوات والشيطان وكل أمر رديء. وهو ملكنا الذي يملك على قلوبنا حسب طلبه "يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" هو ملكنا المتواضع الذي يحبنا أكثر مما يذلنا، لأنه وهو الملك هو الأب الحنون الذي يعتني بنا ولا يهملنا أبدًا. لذلك نحن نمجده أي نسبحه ونغنى بحمده ونتذكر دائمًا أفضاله علينا، تلك الأفضال التي لا تعد ولا تحصى، فنحن مطالبون دائمًا بتقديم الشكر اللائق والتمجيد الفائق والعبادة الحارة لمقامه الإلهي السامي لأنه هو سيدنا وملكنا المسيح الفادي والمخلص. + فخر الرسل: – فالمسيح هو موضوع فخر الرسل لأنه معلمهم وهو الذي اختارهم وكان موضوع الفداء والقيامة هو موضوع بشارتهم في كل مكان وموضوع شهادتهم الذي احتملوا من أجله الاضطهاد حتى الاستشهاد بفرح. كان الرسل يفتخرون بالمسيح وبالصليب الذي صلب عليه فيقول معلمنا بولس الرسول "أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لى وأنا للعالم" (غل 6 : 14) + إكليل الشهداء: المسيح هو إكليل الشهداء بمعنى أنه هو موضوع شهادتهم أمام الولاة والملوك وبسبب الإيمان به ذاقوا أنواع العذاب وأخيرًا نالوا إكليل الشهادة من الرب يسوع المسيح نفسه ومعلمنا بولس يقول "جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل، وليس لي فقط بل لكل الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2 تى 4: 7، 8). + تهليل الصديقين: - الرب يسوع المسيح هو موضوع فرح الصديقين وتهليلهم، هو موضوع ترانيمهم وتسابيحهم، ومعلمنا بولس ينصحنا قائلًا "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضًا افرحوا" (فى 3: 1، 4: 4 ). أهل العالم لهم أفراحهم الجسدية والشيطانية أما الصديقون والأبرار فالرب هو موضوع تهليلهم وخلاص نفوسهم هو موضوع اهتمامهم، وحياتهم الأبدية مع المسيح يسوع هى موضوع فرحهم وابتهاجهم "وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد" (1 بط 1: 8). + ثبات الكنائس: - الرب يسوع المسيح هو ثبات الكنائس لأنه هو الصخرة التي بنيت عليها كل الكنائس ولها منه هذا الوعد المبارك "على هذه الصخرة أبنى كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" مت 16: 18)، "نقشتك على كفى. أسوارك دائمًا أمامي" (أش 49: 16). الرب يسوع المسيح هو حجر الزاوية الذي يشدد أزر كنيسته والمؤمنين به فيظلوا ثابتين "الله في وسطها فلن تتزعزع" (مز 46: 5)، بل تظل ثابتة وراسخة بفضل عنايته ورعايته التي لا تغفل ولا تنام. + غفران الخطايا أو غافر الخطايا: - الرب يسوع المسيح هو الله غافر الخطايا لكل من يتوب ويرجع وقد كررها معلمنا بطرس قائلًا "توبوا وليعتمد كل واحد على اسم يسوع لغفران الخطايا فتنالوا عطية الروح القدس" (أع 2 : 28). "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب" (أع 3: 16). الرب يسوع هو الذي غفر خطايا المفلوج (لو 5: 17-26) والمرأة الخاطئة (لو 7: 36-50) واللص اليمين التائب (لو 23: 40-43). - نبشر بالثالوث القدوس لاهوت واحد نسجد له ونمجده: هذه هي العقيدة المسيحية الكبرى. التثليث والتوحيد في ذات الله العلي. الله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم أو الصفات الذاتية. نقدم له سجود العبادة الواجب والتمجيد والتسبيح اللائق بإلوهيته. ثم يختم الآباء هذه القطعة اللاهوتية المتجمعية العظيمة بطلب الرحمة والبركة من الله بإلحاح وثقة قائلين: يا رب أرحم. يا رب أرحم. يا رب بارك.. آمين... |
||||
18 - 04 - 2014, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطع الساعة الثالثة أ) يا والدة الإله أنت هي الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة نسألك أيتها الممتلئة نعمة مع آبائنا الرسل من أجل خلاص نفوسنا..العذراء مريم هي والدة الإله التي ولدت المسيح الإله المتجسد لأجل خلاصنا. وهي الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة الذي هو المسيح معطى الحياة. ولقب الكرمة الحقيقية الذي نعطيه للعذراء لا يتعارض مع قول الرب يسوع المسيح "أنا الكرامة الحقيقية وأبي الكرام.." وقوله: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو1:15، 5). فيمكن أن يأتي لقب الكرمة بثلاث معان: 1. على الرب يسوع المسيح نفسه، أنه هو الكرمة الحقيقية ونحن المؤمنين أغصان في هذه الكرمة يجب أن نثبت فيها بالممارسات الروحية وبالحياة مع الله حتى نحصل منها على العصارة اللازمة لحياتنا فنحيا ونثمر كما يحصل الغصن على العصارة من جذع الكرمة فيحيا ويخضر ويزهر ويثمر ويصبح يانعًا نافعًا. 2. على العذراء مريم التي حملت وولدت عنقود الحياة المعطى الحياة للعالم، فكما تطرح الكرمة عناقيد عنب فاكهة لذيذة مغذية للناس. هكذا طرحت العذراء مريم عنقود الحياة الذي هو المسيح مصدر حياتنا وخلاصنا، كما أن دمه الكريم الذي نتناوله في سر الأفخارستيا يعمل من العنب ثمار الكرمة. 3. على الكنيسة المقدسة حيث يقول المرنم "يا إله الجنود أرجعن اطلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة والغرس الذي غرسته يمينك" (مز14:80، 15) ومثل الكرمة كمثل النور، فالله هو النور الحقيقي الذي يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه (يو5:1 -9) وهو الذي قال "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يو12:8) ومع ذلك دعا المؤمنين نورا أيضا بقوله "أنتم نور العالم" (مت13:5). - نسألك أيتها الممتلئة نعمة مع آبائنا الرسل من أجل خلاص نفوسنا: هنا نسأل أمنا العذراء الممتلئة نعمة حسب شهادة الملاك القائل "سلام لك أيتها الممتلئة حسب شهادة نعمة" (لو28:1) نسألها ونتشفَّع بها مع آبائنا الرسل الأطهار أعمدة الكنيسة والذي سفكوا دماءهم من أجلها، وبما لهم من دالة عظيمة عند الله، نسألهم من أجل خلاص نفوسنا، ليس بمعنى أننا نشك في الخلاص الذي صنعه المسيح على الصليب، حاشا، فنحن نؤمن أن دم المسيح ليس كفارة لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا (1يو2:2) ونؤمن أن الخلاص قد تم بدم المسيح، ولكن قد لا يتمتع الإنسان بهذا الخلاص إذا أنحرف عن الطريق المؤدي إلى الحياة الأبدية، وأتبع طريق العالم أو الشيطان أو الخطية لذلك ينبه الرب ملاك كنيسة فيلادلفيا قائلًا "تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤ11:3) وفي خوفنا من فقدان أكليل الحياة والتمتع بالخلاص الأبدي بسبب خطايانا وضعفنا نتشفع بالعذراء مريم وبآبائنا الرسل القديسين لكي يساعدونا بالصلاة من أجلنا لكي لا نفقد إكليلنا ولا نخسر خلاصنا ولا يضيع منا ميراثنا في الملكوت المعد لنا من قبل أنشاء العالم، يساعدونا بالصلاة حتى نسلك كما يحق للدعوة التي دعينا إليها حسب حق الإنجيل فنستفيد من الخلاص الذي قدمه الرب يسوع على الصليب للعالم كله بدون استثناء. ب) (... يا والدة الإله أنت هي باب السماء. أفتحي لنا باب الرحمة): والدة الإله القديسة الطاهرة مريم ندعوها باب السماء من وجهتين: 1. لأن منها وبواسطتها دخل الرب يسوع إلى العالم بتجسده في بطنها ثم ولادته منها ولادة معجزية بتولية. هي باب السماء الذي تنبأ عنه حزقيال النبي قائلًا: "هذا الباب يكون مغلقًا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا" (حز2:44). وحينما رأى يعقوب أب الآباء السلم المنصوب على الأرض ورأسه في السماء والرب واقف فوقه قال "ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك17:28). وهذا السلم يرمز للعذراء مريم. 2. نحن في حاجة شديدة لصلوات العذراء مريم ودالتها المقبولة أمام أبنها الحبيب، وهذه الصلوات والشفاعات تساندنا في حياتنا حتى نظل محفوظين في حياة النعمة ونعيش كما يحق لإنجيل المسيح وبذلك ندخل السماء. العذراء مريم هي الباب الذي دخل منه المسيح إلى عالمنا آتيا لنا بالرحمة والخلاص وصلواتها تسندنا حتى لا نفقد نصيبنا في الرحمة والخلاص، وبهذا المعنى يكون باب الرحمة قد أنفتح لنا بواسطة المسيح المتجسد منها فهي وسيلة هذا الخلاص وهذه الرحمة. |
||||
18 - 04 - 2014, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطع الساعة السادسة أ) إذ ليس لنا دالة ولا حجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل إلى الذي ولد منك يا والدة الإله.. لأن كثيرة هي شفاعتك ومقبولة عند مخلصنا: بسبب كثرة خطايانا وتعدياتنا على الله وعلى وصيته تضعف محبتنا لله لأنه "بسبب كثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" ويتلو ذلك ضعف صلواتنا وفقدان الدالة القوية مع الله والجرأة أمامه في الصلاة لذلك نتشفع بالعذراء والدة الإله ذات الدالة القوية لكي تساعدنا بصلواتها وتعوض وتكمل نقص صلواتنا بصلواتها حتى نجد دالة ورحمة أمامه. تمام كالابن الذي يكسر وصايا أبيه المرة تلو الأخرى فيغضب عليه أبوه ولا يعود يلبي له طلبا، فيستعين هذا الابن بوالدته حتى تتشفع له لدى أبيه لكي يرضى عنه ويغفر له غلطاته السابقة ويلبي له طلباته الماسة والملحة. اعترافنا بخطايانا أمام الله وعدم دالتنا أمامه هو كاعتراف الآباء القديسين الذين كانوا يقولون "أخطأنا نحن وآباؤنا.. لك يا رب الكرامة أما نحن فلنا خزي الوجوه" (دا 5:9- 7، عز 7:9) أي عدم الدالة والجرأة للوقوف أما الله بسبب خطايانا، وهكذا يقول أرميا النبي "نضطجع في خزينا ويغطينا خجلنا لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا ولم نسمع لصوت إلهنا" (أر 25:3). أيتها الأم الطاهرة لا ترفضي الخطاة من شفاعتك عند الذي ولد منك: نطلب من أمنا العذراء مريم أن لا ترفض مساعدتنا بصلواتها وشفاعتها لدى أبنها الحبيب بسبب خطايانا أو تعدياتنا. لأنها أم والأم تتصف دائمًا بالحنان والمحبة لأولادها وتتغاضى عن هفواتهم وتطلب دائمًا لهم الخير والصالح لحياتهم. لأنه رحيم وقادر على خلاصنا لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذنا... نطلب إلى أمنا العذراء مريم ألا ترفض مساعدتنا بصلواتها بسبب خطايانا وتعدياتنا خصوصًا أنها تتشفع أمام إله رحيم ومحب للبشر وبسبب محبته ورحمته تألم من أجلنا على الصليب حتى الموت لكي ينقذنا من خطايانا ومن المصير المرعب المعد للخطاة "ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو13:15). والرب يسوع "بسبب السرور الموضوع أمامه (وهو خلاص جنس البشر، أحتمل الصليب مستهينا بالخزي)" (عب3:12) الرب يسوع مع رحمته علينا ومحبته لنا هو أيضًا قادر أن يجعلنا ننتصر على الشيطان والخطية والعالم فنتمتع ببركات الخلاص الذي أكمله الرب يسوع على الصليب ويستطيع أن يستفيد منه كل من يؤمن بالمسيح ويجاهد الجهاد الحسن القانوني. (ب) أنت هي الممتلئة نعمة يا والدة الإله نسبحك (في بعض الأجبيات "نطوبك") لأن من قبل صليب أبنك الحبيب أنهبط الجحيم وبطل الموت... العذراء مريم ممتلئة نعمة بشهادة الملاك جبرائيل الذي خاطبها بقوله "سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك" (لو1) والعذراء مريم ممتلئة نعمة لأنها ممتلئة تواضعًا والوحي يعلمنا قائلا "يقاوم الله المستكبرين أمام المتواضعين فيعطيهم نعمة" (يع6:4). والدة الإله: هو اللقب الرئيسي والرسمي في الكنيسة للعذراء مريم وبسبب هذا اللقب اجتمع مجمع أفسس المسكوني من مائتي أسقف وأصدروا مقدمة قانون الإيمان قائلين "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء مريم والدة الإله" نسبحك: أي نتغنى بفضائلك وبصفاتك الحسنة، ونقدم لك التمجيد اللائق بك كوالدة الإله، وليس بمعنى التسبيح المقدم لله كإله وخالق ومعبود. الكلمة واحدة لكن المعنى المقصود مختلف تمامًا، فيجب ألا نخلط بين الأمرين. نقدم لها التمجيد والتطويب بسبب فضائلها وأيضا بسبب أنها والدة الإله المتجسد منها لأجل خلاصنا والذي من قبل صليبه انهبط وانهار الجحيم وكسر شوكة الموت بموته وأبطل قوة ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس وحررنا من عبودية الخطية المؤدية للموت والهلاك في الجحيم. لذلك نحن نقدم الشكر لله على محبته وخلاصه وللعذراء مريم وسيلة هذا الخلاص لأنها السلم الذي نزل عليه الرب إلى أرضنا والباب الذي دخل منه المسيح إلى عالمنا. |
||||
18 - 04 - 2014, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطع الساعة التاسعة (أ) يا من ولدت من البتول من أجلنا واحتملت الصلب أيها الصالح.. أقبل من والدتك شفاعة من أجلنا.. من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك. نخاطب الرب يسوع المسيح الذي ولد من العذراء مريم ولم يحل بتوليتها احترامًا لنذرها وتكريمًا للبتولية. احتمل الصليب من أجل السرور الموضوع أمامه وهو خلاصنا وفداؤنا وأكمل لنا الخلاص على الصليب لذلك نسأله كصالح ومحب للبشر أن يقبل شفاعة والدته العذراء مريم من أجلنا حتى ينجينا نحن الشعب المسكين من التجارب والمصائب، ولا يتركنا فريسة للشيطان والعالم والخطية ولا يتركنا لأهواء أنفسنا المؤدية إلى الشر والفساد. وكما نطلب شفاعة العذراء مريم من أجلنا نطلب أيضًا صلوات آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب، أحباء الرب الأحياء عنده، أصحاب الدالة القوية والشفاعة المقبولة. (ب) عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم معلقًا على الصليب قالت وهي تبكي: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي. نتذكر الآلام المفرطة التي قاستها العذراء وهي تنظر أبنها الحبيب معلقًا على الصليب ظلما وعدوانا. قال لها سمعان الشيخ متنبئًا "وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف" (لو35:2) وفعلا جاز في قلب العذراء سيف الألم مرارًا كثيرة ولكن وصل إلى النصل عند الصليب حتى تقول الكنيسة بلسان العذراء "أحشائي تلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي". وعلى الصليب وفي وسط بحر الآلام الذي كان يغوص فيه الرب لم ينس والدته المحبوبة بل أوصى بها تلميذه المحبوب حتى يعتني بها قائلا لأمه "يا امرأة هوذا أبنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" (يو26:19، 27). |
||||
18 - 04 - 2014, 02:28 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطع الغروب لكل إثم بحرص ونشاط فعلت.. فهيئي لي أسباب التوبة أيتها العذراء.يعترف المصلي هنا بخطاياه التي فعلها بإرادته وبنشاط واشتياق مما يجلب عليه غضب الله ويحرمه من معونته وخلاصه كما يقول إشعياء النبي "ننتظر عدلا وليس هو، خلاصا فيبتعد عنا لأن معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا لأن معاصينا معنا وأيامنا نعرفها، تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا" (أش 11:59 – 13). ثم يتشفع المصلي بالعذراء مريم والدة الإله صاحبة الشفاعة المقبولة أن تساعده بشفاعتها لكي يقدم لله توبة نقية وتسهل طريق التوبة والرجوع إلى الله خصوصا وأن العذراء مريم تحب لأولادها حياة التوبة والرجوع إلى الله والابتعاد عن الخطية فقد نصحت في أحدى ظهوراتها ببلدة سانت فاتيما في البرتغال سنة 1917، نصحت الجماهير المحتشدة عدة نصائح هي: 1. كفوا عن الشر. 2. تجنبوا الخطية. 3. أتبعوا تعاليم الله. 4. كونوا أمناء للكنيسة. 5. كونوا رحماء بالعالم. ونلاحظ أن النصيحتين الأوليتين تختصان بالبعد عن الخطية والكف عن فعل الشر، وتقدم توبة نقية أمام الله، لأنه أن كانت الملائكة تفرح بخاطئ واحد يتوب (لو10:15) فكم بالحري العذراء مريم الأم الحنونة لجنس البشر. فإليك أتضرع وبك استشفع وإياك أدعو أن تساعديني لئلا أخزى: يتشفع بها المصلي بلجاجة وحرارة أن تساعده بصلواتها وشفاعتها لكي يعطيه الرب قوة للتوبة والرجوع عن الشر لئلا يخزى عند مثوله أمام عرش المسيح في يوم الدينونة الرهيب حسب قول معلمنا بولس الرسول "لأنه لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو10:5) لذلك ينصح قائلا: "لذلك نحترص أيضًا مستوطنين كنا أو متغربين أن نكون مرضيين عنده" (3كو9:5). أن الأشرار سيقفون يوم الدينونة في خزي عظيم وعار "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ16:6، 17). لذلك يتشفع المصلى بالعذراء لكي تساعده بصلواتها لكي يعيش حياة التوبة والقداسة في هذا الدهر حتى يستحق أن يلتقي بالمسيح بفرح وينجو من الخزي كما ينجو من العذاب الأبدي المعد للأشرار غير التائبين. وعند مفارقة نفسي من جسدي أحضري عندي ولمؤامرة الأعداء اهزمي ولأبواب الجحيم أغلقي لئلا يبتلعوا نفسي. يتشفع المصلى بأمه العذراء أن تأتي إليه ساعة نياحته لكي تحارب عنه قوات الشر التي تأتي في مثل هذه الساعة لكي تستلم أرواح الأشرار وتذهب بها إلى الجحيم السفلي. يطلب إلى العذراء أن تبعدهم عنه حتى لا يبتلعوا نفسه أو يضايقوها يطلب إليها أن تأتي هي ومعها الملائكة وأرواح القديسين لتحضر ساعة نياحته وتستلم روحه طاهرة نقية مجملة بالفضائل والقداسة لتقدمها لله فتسمع الصوت الفرح القائل "أدخل إلى فرح سيدك" (مت23:25). ذكر التاريخ عن كثيرين من القديسين رأوا عند نياحتهم العذراء مريم قادمة إليهم فرحبوا بها بصوت سمعه من حولهم دون أن يروا أحد. حكى أحد الرهبان القديسين المقيمين بدير القديس الأنبا أنطونيوس أنه في اليوم الذي تنيح فيه القديس الأنبا مرقس الأنطوني (القرن الرابع عشر) أبصر عساكرًا وأجنادًا روحانية لا يحصى لها عدد قد نزلوا من السماء وأحاطوا بالدير، إلى أن دخلت امرأة وقد غلب نورها ضوء الشمس فجلست إلى جانب هذا الشيخ، ثم قبلت نفسه الطاهرة إليها، وكان جميع القديسين يرتلون قياما حولها حتى أصعدتها إلى السماء بفرح ومجد عظيم. ذكر عن غيرهم أنهم رأوا ملائكة، وعن آخرين أنهم رأوا أرواح بعض القديسين قادمة إليهم وكانوا يتكلمون معهم، وذكر عن آخرين أن رائحة زكية فاحت حولهم عند نياحتهم وعن آخرين أن أصوات ملائكية سمعت ترتل وهي تحمل أرواحهم إلى السماء. يا عروسة بلا عيب للختن الحقيقي: العذراء مريم هي العروسة الطاهرة التي بلا عيب ولا دنس التي اختارها الختن السماوي أي العريس السماوي الله الكلمة حتى يحل في بطنها ويأخذ منها جسدًا ويولد منها ميلادًا عذراويًا خارقًا للطبيعة، يقول المزمور "قامت الملكة عن يمين الملك بثوب موشى بالذهب مزينة بأنواع كثيرة. اسمعي يا أبنتي وانظري وأميلي أذنك وأنسي شعبك وبيت أبيك فإن الملك قد أشتهى حسنك لأنه هو ربك وله تسجدين" (مز45). |
||||
18 - 04 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
العذراء في قطع النوم + أيتها العذراء الطاهرة، أسبلي ظلك السريع المعونة على عبدك: يطلب المصلي من العذراء مريم الدائمة البتولية والطهارة داخلا وخارجا أن تساعده بصلواتها وشفاعتها بقوله "أسبي ظلك السريع المعونة على عبدك" أي أعينيني بصلواتك السريعة الاستجابة والمقتدرة كثيرًا في فعلها. وكلمة "عبدك" هنا نوع من التواضع وما زالت هذه العادة موجودة في بعض بلاد الصعيد فحينما يسأل إنسان كبير السن أو المقام شابًا صغيرًا عن اسمه، يرد قائلا: "عبدك فلان" كنوع من التواضع من جهته واحتراما لسن أو مقام السائل من جهة أخرى وترى مثالًا لذلك من الكتاب المقدس، حينما أعطى يعقوب عبيده قطعان الغنم والماعز ليوصلوها إلى عيسو أخيه قال للأول "إذا صادفك عيسو أخي وسألك قائلًا لمن أنت وإلى أين تذهب وعن هذا الذي قدامك تقول لعبدك يعقوب. هو هدية مرسلة لسيدي عيسو" (تك17:32). ولما سأل يوسف أخوته: أسالم أبوكم الشيخ الذي قلتم عنه: أحيّ هو بعد؟ فقالوا عبدك أبونا سالم. هو حي بعد، وخَرُّوا وسجدوا" (تك27:43، 28). وأبعدي أمواج الأفكار الردية عني: يطلب إليها أن تساعده بصلواتها وجهدها أيضا لطرد الأفكار الشريرة التي تقوده إلى الخطية والشر حتى يحتفظ بطهارته ونقاوة قلبه. أنهضي نفسي المريضة للصلاة والسهر لأنها استغرقت في سبات عميق: يتشفع بها أن تساعده على النهوض من الكسل والسبات والفتور الروحي إلى السهر والصلاة حتى لا يدخل في التجارب الشيطانية المهلكة وحتى لا تتسلط عليه الأفكار الشريرة والعادات الدنسة بسبب فتوره وضعفه الروحي. . الله هو الذي يقمنا من موت وظلمة خطايانا والعذراء مريم تتشفع من أجلنا كأم حنونة حتى لا نستمر في الفتور طويلا وحتى تلتهب قلوبنا بمحبة الله والعمل بوصاياه فنمارس وسائط النعمة الفعالة كالصوم والصلاة وغيرها. فإنك أم قادرة رحيمة معينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح رجائي: يتشفع بها ويطلب صلواتها لأنها أم، والأم يهمها أولادها وتقدمهم الروحي وهي أيضًا رحيمة بنا ومعينة لنا بصلواتها وهذا نابع من محبتها لأولادها، وهي أيضا قادرة على مساعدتنا بما لها من كرامة عظيمة لدى المسيح الإله العظيم لأنها هي والدة ينبوع الحياة ملكنا الحقيقي وإلهنا المعبود الوحيد ورجائنا القوي يسوع المسيح الذي أحبنا وبذل ذاته من أجلنا وهو يقبل شفاعة والدته الطاهرة من أجلنا نحن أولاده وأخوته الأصاغر الذي نطلبه بكل قلوبنا ونتشفع بوالدته الحنونة بحب ودالة. |
||||
|