05 - 10 - 2018, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
عموماً من هذه المعاني المخطوطة في الكتاب المقدس، نستطيع ان نستوعب القصد والمعنى منها لنفهم ما هو التعليم الإلهي على وجه الدقة التي تظهر لنا من خلال سطور الكتاب المقدس بإعلان وتوجيه الروح القدس، روح التعليم والتربية، الذي يحفر بشخصه التعليم في القلب والذهن معاً ليتحول بسلوك وحياة تتناسب مع الدعوة الإلهية للحياة الأبدية، وذلك بطاعتنا الحُرة والمسئولة كأطفال نتربى عند قدمي الكتاب المقدس لنتلقف التعليم كالندى في القلب، لكي ننمو باستمرار وفق حياتنا الجديدة في المسيح يسوع، لأننا صرنا فيه خليقة جديدة: ازرعوا لأنفسكم بالبرّ، احصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لا نفسكم حرثاً، فانه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويُعلمكم البرّ؛ وأما المُعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم؛ لأن الروح القدس يُعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه؛ وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه. (هوشع 10: 12؛ يوحنا 14: 26؛ لوقا 12: 12؛ 1يوحنا 2: 27) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
ومن خلال هذه الآيات نفهم كيف نتعلَّم ونتهذب، لأن التعليم يستحيل أن يأتي إلا من الروح القدس وحده، لذلك تهتم الكنيسة على مرّ العصور أن تُعين خداماً مملوئين بالروح القدس، ولا تستطيع أن تسمح لأحد غير ممتلئ بالروح أن يتقدم للخدمة (مع أن للأسف الشديد، اليوم أي شخص يتقدم ويخدم كيفما اتفق، وتسمح له الكنيسة بذلك، لأن عنده معلومات وقدرة على الكتابة والكلام والحديث.. الخ، مع أن كل من يفعل ذلك وصار مسئولاً عن تعيين خادم أو كاهن أو أسقف.. الخ، سيُدان في النهاية أمام الله الحي لأنه عن وعي وإدراك لم يلتزم بتقليد الكنيسة الرسولي في تعيين الخدام والكهنة ورسامة الأساقفة بدون أن يتأكد من امتلائهم بالروح القدس لأجل الخدمة: "وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" – لوقا 24: 49)، عموماً تحرص الكنيسة (قديماً) بشدة على ان تُقدم تعليم الرسول بولس للتحذير من جهة كلامه عن انطفاء الروح القدس في النفس [لا تطفئوا الروح] (1تسالونيكي 5: 19)، [ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء] (أفسس 4: 30)، وذلك بسبب أن لو انطفأ الروح القدس في القلب، كيف تتعلم النفس وتتهذب بالتعليم الإلهي النقي، وكيف يتنقى القلب ويغتسل الضمير وتتغير النفس وتصير على صورة الرب يسوع، لأن الروح القدس هو الذي يُشكلنا كالعجين على صورته حينما يحفر في قلوبنا التعليم الإلهي [بل هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل، بعد تلك الأيام يقول الرب، أجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً] (إرميا 31: 33) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
وبهذه الصورة يتجلى أمام أعيننا كمال التعليم الإلهي، لأنه بروح الله يُعلن في القلب ويُخط في الذهن المنفتح على الإلهيات بالنعمة، لأن الرب يسوع حينما نأتي إليه تائبين طالبين مجده، يفتح أذهاننا لنفهم الكتب بالروح في الحق، فنستنير بالكلمة. · وصايا الرب مستقيمة تفرح إياه. أمر الرب طاهر يُنير العينين؛ عين الرب لمُحبيه (أو عين الرب على مُحبيه) وهو نصير (حماية) قدير وسند قوي، يسترهم من الحرّ ويُظللهم في الظُهيرة، ويقيهم من العثرات (والعقبات) و(نجدة عند) السقوط، الرب يُنعش (يُعلي شأن) النفس ويُنير العيون (العينين)، ويمنح الشفاء والحياة والبركة. (مزمور 19: 8؛ سيراخ 34: 16 – 17، أو من 20 – 21 في بعض الترجمات) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
ومن هُنا نرى أن الكتاب المقدس كتاب تعليم بالدرجة الأولى حسب المعنى الذي غُصنا فيه بإيجاز دون تطويل، وفيه نرى أن الكتاب المقدس لا يُناقض نفسه أبداً إلا عند الذين يرفضونه كإعلان إلهي فيقولون الشيء الكثير عن شُبهات وهمية، وهما معذورون فعلاً، لأنهم في الواقع يرونها هكذا لأن هناك حجر عثرة عظيم واقف أمام العقل المُطفأ فيه نور الله، وهناك بُرقع وحاجز جبار موضوع على عين الذهن فلا تقدر أن ترى مجد الله المستتر في الكلمات المكتوبة: [الذين فيهم إله هذا الدهر (الشيطان) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله] (2كورنثوس 4: 4) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
حتى أن كل من يرد على هذه الشبهات بالمنطق وبكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، بدون روح الإعلان فهو يشترك معهم في نفس ذات الرؤيا القاصرة على المنطق العقلي البعيد كل البعد عن برهان الروح والقوة، أما كل من استنار برؤية الله وإعلانه عن ذاته [نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل] (مزمور 34: 5)، فأنهم يروا بانفتاح الذهن بالروح، العهد الجديد مستتر في العهد القديم، والعهد القديم مُعلن وظاهر في العهد الجديد، لأن [ناموس الله كامل] وما يبدو أنه متناقض، يختفي تماماً ويتلاشى عندما نُقارن الروحيات بالروحيات: التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. (1كورنثوس 2: 13) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
الكتب المقدسة وتسميته
الكتب المقدسة هي معاً كتاب إعلان الله كما رأينا بالتفصيل، وأول من أطلق هذه التسمية في العهد الجديد على الأسفار المعروفة بالعهد القديم هو القديس بولس الرسول في رسالته إلى تلميذة القديس تيموثاوس الرسول قائلاً له على وجه خاص: [وأنك منذ الطفولة تعرف الكُتب المقدسة القادرة أن تُحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع] (2تيموثاوس 3: 15)
فيما قبل ظهور الله في الجسد وعند ظهوره في الجسد حسب التدبير، لأن كثيرين بلا وعي لاهوتي دقيق وانحرافاً عن قصد الله وإعلان محبته الظاهر في العهدين قائلين: [نشكر الله لأننا في عهد النعمة، لسنا بعد تحت الناموس، نحن في العهد الجديد لا في العهد البائد القديم، وأخذنا نعمة عوضاً أو بدلاً عن الناموس]، وكأن العهد القديم كله لم يكن فيه نعمة على وجه الإطلاق، غير مُميزين الفرق في المعاني المختلفة لكلمة [الناموس]، لأن الناموس مقسم لأنواع، وهما كالتالي: [الناموس الطبيعي، والناموس الطقسي، والناموس الأدبي أو الكلمات العشر، والناموس التشريعي الذي يُنظم العلاقات الإنسانية في المجتمع وهذا ظاهر في إسرائيل كمملكة]. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
وبأي ناموس، أبناموس الأعمال أم ناموس الإيمان، أم ناموس الطقس أو التشريع، وهل العهد القديم كله ناموس حرفي طقسي بلا نعمة، أم كانت النعمة مستترة فيه، وماذا عن نعمة إعلان الله عن ذاته وإظهار قدرته على الخلاص، وماذا عن اختيار شعب بلا استحقاق، أليست كلها أفعال نعمة خاصة مجانية، لذلك القديس يوحنا الرسول نفسه قال: ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق (بناء على) نعمة. لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صار (يوحنا 1: 16، 17) ل¼گخ»خ¬خ²خ؟خ¼خµخ½ خ؛خ±ل½¶ د‡خ¬دپخ¹خ½ ل¼€خ½د„ل½¶ د‡خ¬دپخ¹د„خ؟د‚ = have received moreover grace upon grace v وليست نعمة عوضاً عن نعمة كما يُترجمها البعض خطأ، لأن الرب لم يأتي لينتقض الناموس أو ينسخه أو يبطل ما جاء فيه كأن ليس له لزوم، لكنه اتى ليكمل، أو يصل به للكمال، لأن الناموس مؤدبنا للمسيح لكي نتبرر بالإيمان (غلاطية 3: 24)، لأن غاية الناموسهي المسيح للبرّ لكل من يؤمن (رومية 10: 4)، لذلك الرب نفسه قال: لا تظنوا إني جئت لأنقض – ما جئت لأنقض بل لأُكمل لا تظنوا = لا تسمحوا أن تفترضوا، إني ألغي أو أبطل أو أفسخ الناموس والأنبياء. خ؟ل½گخ؛ ل¼¦خ»خ¸خ؟خ½ خ؛خ±د„خ±خ»ل؟¦دƒخ±خ¹ ل¼€خ»خ»ل½° د€خ»خ·دپل؟¶دƒخ±خ¹ = Not I have come to abolish but to fulfill ما جئت (لألغي – أو أُبطل) بل (أحقق – أنجز – أُتمم – ابلُغ للكمال – أُنجز ببراعة – التمام والكمال بشكل وافي – الكفاية أو بشكل كافٍ تماماً – الانتهاء أي الكمال النهائي = finished – كمال وتتميم كُلي – اجتاز بنجاح)، فاني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل = يتم – يُصبح – يكتمل – يحدث. (أنظر متى 5: 17) |
||||
05 - 10 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
عموماً في عام 140م تقريباً
ومن خلال القرن الثاني الميلادي ظهر شخص يُدعى ماركيون Marcion البُنطي، أي من بُنطس، وهي ولاية في شمال آسيا الصُغرى متاخمة للبحر الأسود، وهو تلميذ لواحد اسمه كردون، وكرودن سوري الأصل، وقد أتى إلى روما في عهد هيجينوس، وهو تاسع أسقف منذ عهد الرسل، ونادى بأن الله الذي أعلنه الناموس والأنبياء ليس أبا ربنا يسوع المسيح، لأن الأول معروف والأخير غير معروف، الأول عادل والأخير صالح، أما ماركيون بدأ يُعلم بأن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد مثل مُعلمه، مع تطوير أفكاره وتوسيعها. لأنه يرى في نظره أن إله العهد القديم إله الغضب والنار، وهو إله مُخيف ومُرعب. وألقى ماركيون بالعهد القديم جانباً وكتب الكثير ضده مقاوماً كل ما فيه، هادماً كل قوامه وحصره في الغضب والانتقام بغرض إثبات بأن هذا ليس الله الذي نعرفه، وقد رفضته الكنيسة وحرمته – في ذلك الزمان – لأنه لا يُريد ان يسمع بسبب تمسكه بأفكاره بعناد وذلك في روما عام 144م، وتأثر القليلين بفكره وبدأوا في نشر أفكاره إذ مالوا نحوها حسب منطق تفكيره واستنتاجاته الخاصة، مع أن هذه الأفكار ابتدأت تنحصر وتنكمش وتُكاد أن تتلاشى بسبب كتابات القديس يوستينوس الشهيد مقاوماً هذه البدعة ببرهان الروح والقوة، ولكن في أواخر القرن التاسع عشر ظهر شخص يُدعى أدولف هارنك Adolph Harnack وأضاف الكثير إلى أفكار ماركيون Marcion الذي اعتبره أستاذاً له، وأخذت أفكاره في الهبوط والصعود مختلطة بأفكار فلاسفة تلك الفترة مثل هيجل وغيره، كما ظهر أيضاً في العصر الحديث هذا الاتجاه عند البعض بطرق مختلفة تحت حجج فلسفية كثيرة. |
||||
05 - 10 - 2018, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
وبالطبع ظهر الكثيرين عبر الزمن وإلى اليوم،
وقد تعمقوا وتأصلوا في العهد القديم وأظهروا عمق ارتباطه بالعهد الجديد مؤكدين على وحدانية الله في العهدين وأنه إله واحد وليس إلهين، إله عهد قديم وإله عهد جديد، وأكثر من قاوم هذه البدعة بقوة الدراسة وعمقها هو العالم الكتابي بولتمان Bultman مؤكداً العلاقة الكبيرة بين العهدين الذي لا انفصال فيهما، وأكد على أن العهد القديم يُساعدنا علي فهم وإدراك نعمة الله في العهد الجديد، ولكي أتمكن من فهم العهد الجديد فهماً سليماً واعياً لا مناص من أن أدرس العهد القديم، كما أن العهد الجديد يوجد به نصوص عديدة منه تُعد تفسيراً واضحاً للعهد القديم . |
||||
05 - 10 - 2018, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل هام لفهم الكتاب المقدس
لذلك نجد أن كثيرين – كما شرحنا سابقاً – يترجمون آية يوحنا الرسول (يوحنا 1: 16) [بنعمة عوضاً عن نعمة]،
مع أن الآية في أصلها هنا تُشير للمتابعة وليس للانفصال، أي أن كل نعمة تأتي من ملء وتفيض ملء على ملء، لأن النعمة تمتد وتتوسع وتتدرج في الإعلان والعطايا، لأن مصدر النعمة واحد، هو الله الحي بشخصه في كلا العهدين، ولكن في العهد الجديد الله ظهر في الجسد فظهرت قوة النعمة المُخلِّصة في قمتها حتى أنها فاضت بشدة من ملء الذي يملأ الكل في الكل (أفسس 1: 23)، إذ يفيض بنعمته وتنسكب نعمة فوق نعمة، مثل البناء الذي يُبنى فيه طابق فوق طابق، فالعهد القديم كان أساس ضروري ليعد قلب الإنسان وفكره لاستقبال غايته وهو شخص المسيح الرب الله الظاهر في الجسد. إذاً فالعيب ليس في العهد القديم ولا الناموس، العيب في الإنسان نفسه، لأنه يحتاج للنمو والتدرج وأن ينال نعمة فوق نعمة مثل الطفل الذي لا يستطيع ان يأكل الطعام القوي الذي للناضجين، بل يأكل ويشرب ويفكر ويحيا كطفل ينمو بالتدريج إلى ان يصير رجلاً كاملاً في كل شيء. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعض القواعد الهامة لفهم نبوات الكتاب المقدس |
ما هو مفهم الجزية في الكتاب المقدس؟ |
مدخل الى الكتاب المقدس |
ما هي البيئة المناسبة لفهم كلمة الله في الكتاب المقدس؟ |
أنا لا أفهم شىء من الكتاب المقدس ! |