![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السماء تفتح أبوابها زارت العذراء القديسة والدة الإله أليصابات، لتخدمها في الشهور الأخيرة من حبلها، وبمجرد وقوع سلام العذراء على أذني أليصابات امتلأت أليصابات من الروح القدس، وارتكض الجنين -يوحنا المعمدان- في بطنها، كقولها: "فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي" (لو1: 44). لقد امتلأت أليصابات ومعها جنينها من السلام والبهجة، لأن العذراء كانت تحمل في أحشائها ملك السلام ابن الله الكلمة... وتكرر الحدث بصورة مشابهة مرة أخرى بعد مرور أكثر من ألفي عام في ضاحية الزيتون في القاهرة، عندما أطلت العذراء بطيفها من فوق قباب كنيستها على الجموع المحتشدة فامتلأت الجموع المحتشدة بهجة وسلام، ولكن هذه المرة كانت والدة الإله تحمل الله الكلمة في كيانها وفي داخل قلبها. لقد أشاعت السلام والبهجة في نفوس الناس من كلِّ الأجناس والأديان. نسى الناس عند رؤيتهم لها ما يقلقهم، وتخلوا عن ما يؤرقهم من الشكوك، ونسوا الشرور ومحبة الذات والأنا، وانسكبت دموعهم طالبين رحمة الله والنصيب السماوي الصالح.. ليكونوا مع السيد الرب ومع العذراء القديسة ومجمع القديسين كل حين. لقد سجلت إحدى السائحات النمساويات شهادتها وذكرياتها في كتيب باللغة الألمانية، قائلة: "لم تخرج أي كلمة رديئة مني وقت الظهور... لقد شعرت برهبة ومسئولية كبيرة، فأنت لا يمكنك أن تتفوه بأي كلام غير لائق وسط هذا كله"، لقد انطبع داخل قلب هذه الشابة مشاعر لا تمحى، وظلت تتكلم عن هذا التجلي، وما صاحبة من مشاعر سماوية فائقة. إن لقاء أم الله والقديسين عمومًا، وما يصاحبه من مشاعر فرح وهيبة بالحضور الإلهي، وأيضًا مشاعر اتضاع وصفاء في النفس، يمكن تشبيهه بانفتاح باب السماء، الذي يُمَكِّن النفس من اختبار أمجاد وأفراح السماء. لقد أطلقت الكنيسة في صلواتها على العذراء لقب باب السماء، قائلة: "إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء، يا والدة الإله أنتِ هي باب السماء افتحي لنا باب الرحمة" (صلوات السواعي)[15] القارئ العزيز... إن من يحمل الله في داخله يشابه العذراء الملكة، التي حملت الرب الإله في أحشائها متجسدًا، وعلى ذراعيها، وفي قلبها فأشاعت السلام لمن حولها. لقد اشتهر القديس أغناطيوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب الإنجيلي بلقب حامل الإله (ثيؤفوروس) بسبب قوة تأثيره الروحي على سامعيه. فيا ليتك يا أخي القارئ تحمل داخلك إلهك القدوس، من خلال علاقة قوية ثابتة فيه، لكيما تحول الأرض حولك إلى فردوس نعيم مليء بالأفراح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السماء تفتح أبوابها زارت العذراء القديسة والدة الإله أليصابات، لتخدمها في الشهور الأخيرة من حبلها، وبمجرد وقوع سلام العذراء على أذني أليصابات امتلأت أليصابات من الروح القدس، وارتكض الجنين -يوحنا المعمدان- في بطنها، كقولها: "فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي" (لو1: 44). لقد امتلأت أليصابات ومعها جنينها من السلام والبهجة، لأن العذراء كانت تحمل في أحشائها ملك السلام ابن الله الكلمة... وتكرر الحدث بصورة مشابهة مرة أخرى بعد مرور أكثر من ألفي عام في ضاحية الزيتون في القاهرة، عندما أطلت العذراء بطيفها من فوق قباب كنيستها على الجموع المحتشدة فامتلأت الجموع المحتشدة بهجة وسلام، ولكن هذه المرة كانت والدة الإله تحمل الله الكلمة في كيانها وفي داخل قلبها. لقد أشاعت السلام والبهجة في نفوس الناس من كلِّ الأجناس والأديان. نسى الناس عند رؤيتهم لها ما يقلقهم، وتخلوا عن ما يؤرقهم من الشكوك، ونسوا الشرور ومحبة الذات والأنا، وانسكبت دموعهم طالبين رحمة الله والنصيب السماوي الصالح.. ليكونوا مع السيد الرب ومع العذراء القديسة ومجمع القديسين كل حين. لقد سجلت إحدى السائحات النمساويات شهادتها وذكرياتها في كتيب باللغة الألمانية، قائلة: "لم تخرج أي كلمة رديئة مني وقت الظهور... لقد شعرت برهبة ومسئولية كبيرة، فأنت لا يمكنك أن تتفوه بأي كلام غير لائق وسط هذا كله"، لقد انطبع داخل قلب هذه الشابة مشاعر لا تمحى، وظلت تتكلم عن هذا التجلي، وما صاحبة من مشاعر سماوية فائقة. إن لقاء أم الله والقديسين عمومًا، وما يصاحبه من مشاعر فرح وهيبة بالحضور الإلهي، وأيضًا مشاعر اتضاع وصفاء في النفس، يمكن تشبيهه بانفتاح باب السماء، الذي يُمَكِّن النفس من اختبار أمجاد وأفراح السماء. لقد أطلقت الكنيسة في صلواتها على العذراء لقب باب السماء، قائلة: "إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء، يا والدة الإله أنتِ هي باب السماء افتحي لنا باب الرحمة" (صلوات السواعي)[15] القارئ العزيز... إن من يحمل الله في داخله يشابه العذراء الملكة، التي حملت الرب الإله في أحشائها متجسدًا، وعلى ذراعيها، وفي قلبها فأشاعت السلام لمن حولها. لقد اشتهر القديس أغناطيوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب الإنجيلي بلقب حامل الإله (ثيؤفوروس) بسبب قوة تأثيره الروحي على سامعيه. فيا ليتك يا أخي القارئ تحمل داخلك إلهك القدوس، من خلال علاقة قوية ثابتة فيه، لكيما تحول الأرض حولك إلى فردوس نعيم مليء بالأفراح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العذراء تفتقد أهل مصر رحلة العائلة المقدسة لمصر حُسبت زيارة بركة لمصر، حيث بارك بها ربُّ الجنودِ أرض مصر فتحطمت أوثان مصر، وعرف المصريون الرَّبَّ. ولكن ظهور وتجلي القديسة العذراء على قباب كنيستها بالزيتون في 2 أبريل 1968م، هو زيارة افتقاد إلهية أخرى خصَّ بها الله المصريين. إنَّ الافتقادَ هو عمل محبة من المُحبِ لمن يحبه، هو مبادرة حب يتفضل فيها المحبوب بتقديم حبه وشوقه لمن يحبه... يتحمل المشقات لكي يقترب إليه بالود والحب. أما مفهوم افتقاد الله للبشر فهو يختلف عن ذلك لأنه لا يقدم مشاعر وعواطف فقط، لكنه يقدم نعمة وبركة أو خلاصًا لمن يفتقدهم.. ومثال ذلك افتقاد الله للبشرية بميلاد الرب يسوع المخلص، كقوله: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ" (لو1: 68- 69). ومن أمثلة افتقاد الله للبشر أيضًا افتقاده لسارة زوجة أب الآباء إبراهيم، كقوله: "وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللهُ عَنْهُ" (تك21: 1- 2). وافتقد الله مصر في الزمان الحديث بتجلي العذراء أم النور مريم على قباب كنيسة العذراء بالزيتون في أبريل 1968م في ظهورات متكررة كثيرة ارتقت لدرجة التجلي، ودامت حوالي العامين. * وكان من النعَمِ المقدمة للمصريين خاصة وللبشر عامة من خلال هذا الافتقاد ما يلي: 1. تأكيد إيماننا الذي استلمناه من خلال الأسفار الإلهية والحقائق الكتابية بشهادة سماوية معجزية. 2. تأكيد اهتمام السماء ومحبتها للبشر. 3. تأكيد وجود حياة أخرى غير منظورة بالعين الجسدية، ولفت الأنظار لأهمية إتخاذ السماء كمصير وهدف حياة، يستحق السعي بجد لأجله. 4. تقديم السماء العذراء مريم للبشر كأم يهمها أمر كل واحد، وتأكيد قوة شفاعتها. القارئ العزيز... قدمت السماء خلال عامين من افتقاد العذراء للمصريين (عام 1968م و1969م وجزء من عام 1970م) [16] أعظم النعم في هيئة زيارات حب وافتقاد من الملكة اللطيفة الوديعة والدة الإله لملايين من البشر. إن مجرد تجلي العذراء غرس في نفوس الناس قوة إيمانية جبارة، وهو ما لم يكن ممكنًا إتمامه بسهولة في سنوات كثيرة من تدريس الإيمان بالوسائل التعليمية المعروفة، هذا بالإضافة لامتداد الأثر الصادق لانتشار بركات التجلي من الآباء إلى ابنائهم بسبب نشر حقيقة تجليها لهم. لقد علمتنا العذراء القديسة من خلال تجليها في الزيتون عام 1968م إن الافتقاد حب، يقدم من خلاله المحب إخلاصه وصدقه لمن يحبه بصورة عملية ملموسة. إن الحب المقدم من خلال افتقاد الخادم للمخدوم يجعله مقبولًا ومُرحبًا به. فهل نتعلم الدرس من العذراء، التي أتت لتفقد المصريين بالحب؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ظلُّ العذراءِ السريع المعونة أثناء ظهور العذراء القديسة مريم فوق قباب كنيستها بالزيتون عام 1968م، كنت ترى العذراء القديسة منيرة ويشع منها النور وكانت تتحرك لتبارك الجماهير، والنجوم النورانية تتسارع هابطة من السماء نحو الجموع لتختفي فجأة، والسحاب المنير يتحرك في السماء فوق القباب، وأسراب الحمام النوراني تسير في تشكيلات مبهرة، ورائحة البخور العطر يعبئ المكان، وروح القداسة والسلام يشيع في نفوس الناس الفرح والتهليل. لقد خيم على المكان نعمة خاصة، لأن ظلَّ العذراء القديسة الممتلئة نعمة قد شمل المكان بمن فيه، ليصبح سماءً لا أرضًا. إن العظماء يشملون رَعَاياهم بعطاياهم واهتمامهم، وقد شبه الوحي الإلهي نبوخذ نصر بشجرة كبيرة وَارفة، لها أغصان كثيرة وأوراق كثيفة وثمرها كثير، ولهذا سكنت فيها طيور السماء، واستظل بظلها حيوان البر. لقد اؤتمن نبوخذ نصر على خيرات مادية كثيرة وسلطات واسعة، ليشمل بها رعاياه. أما أولاد الله القديسين فيستأمنهم الله على نعمه الغزيرة، ليشملوا بها المؤمنين. لقد أُعطيَ بطرس الرسول موهبة شفاء الأمراض، وإخراج الشياطين بمجرد وقوع ظلّه عليهم، كقوله: "حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ" (أع 5: 15). أما العذراء فهي تظلّل المؤمنين بمعونة روحية عظيمة، فتنحل عنهم قوىّ الشر، ويحل السلام في قلوبهم. لقد أكدت صلوات الساعة الثانية عشرة من صلوات السواعي (الأجبية المقدسة) صدق هذا الاعتقاد الإيماني، ولذا يخاطب المصلي العذراء، قائلًا: "أيتها العذراء الطاهرة أسبلي ظلّك السريع المعونة على عبدك. وأبعدي أمواج الأفكار الرديئة عني... فإنك أمٌ قادرة رحيمة مُعينة، والدة ينبوع الحياة، ملكي وإلهي، يسوع المسيح رجائي". وفي صلاة الغروب يطلب المصلي أيضًا حضور العذراء القديسة عند خروج روحه من جسده، لتنهزم بمعونتها مؤامرات الأعداء (الشياطين) الشريرة، ويطلب منها أيضًا أن تُغلق من أمام وجهه أبواب الجحيم، فتُخزى قوّات الشرِ المُتهيأة لابتلاعه. القارئ العزيز... إن أتعبتك أمواج الأفكار والمحاربات الشريرة، اطلب حضور العذراء وشفاعتها، لكي تظللك بمعونتها العجيبة السريعة، فتتبدد عنك قوىّ الشرِ والأفكار الرديئة وأمواج الشهوات الثقيلة، ويحل في قلبك سلام الله، وتشرق فيك الأفكار المضيئة النورانية، فتنعم براحة وسلام. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العذراء أم المعونة صاحب تجلّي وظهور العذراء في كنيستها بالزيتون في 2 أبريل عام 1968م حدوث الكثير من المعجزات، وقد سجلت صفحات الجرائد في ذلك الوقت الكثير من هذه المعجزات، ومع تزايد معجزات الشفاء شكلت الكنيسة لجنة من ستة أطباء (برئاسة أ. د. شفيق عبد الملك) للتأكد من صحة المستندات الدالة على تلك المعجزات، وتسجيلها، وقد سُميت "بلجنة تقصي الحقائق". إنَّ حدوث المعجزات بكثرة أثناء ظهور العذراء له مدلول عظيم، لأن المعجزات تُشير إلى قوة غير عادية مصاحبة للظهور، وهي تؤكد أن هذه الظهورات، -بما تشير إليه من مدلولات إيمانية- حقيقة تؤيدها السماء. وأيضًا يكشف حدوث المعجزات عن جانب من جوانب شخصية العذراء، وهو العطاء وتقديم العون لكل محتاج، ولهذا يلقبها الكثيرون "بأمِ المعونة" بسبب كثرة ما قدمته من معونة للتعابى والمحتاجين. لقد صنع الرَّبُّ يسوع الكثير من المعجزات بدافع حبه وحنانه، كقول الكتاب: "وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا" (مت 9: 35- 36). ذلك، لأنه دائمًا يُغلَب من شفقته وحنانه، كقول الكتاب لعروس النشيد: "حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي..." (نش 6: 5). شفى الرَّبُّ يسوع ذي اليد اليابسة يوم السبت، شفقةً بالرجل بعد أن رفض أن يتركه في معاناته، ولو ليوم واحد آخر (كما كان يريده اليهود أن يفعل) كقوله: "ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟ فَسَكَتُوا. فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ، حَزِينًا عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ:«مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى" (مر 3: 4- 5). لفد امتلأت العذراء شفقة وحنان ورحمة كابنها الحبيب، وهذا ما يدفعها دائمًا لتقديم المعونة سريعًا للمتألمين، فالكتاب المقدس يخبرنا ان العذراء القديسة أسرعت بالذهاب إلى اليهودية مدفوعة بحنانها نحو أليصابات، لتخفف عنها أتعابها، كقوله: "فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا" (لو 1: 39). القارئ العزيز... اطلب العذراء وقت ضيقك، وألجأ إليها واثقًا في معونتها لك، لأنها تُقَدِّر أتعابك كأم حنون، وتشفع فيك أمام عرش النعمة، ولكن لا تنسى أيضًا أن تسارع بمد يد العون للمحتاج، فتكون أم المعونة بالحقيقة أمًا لك. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سفيرة فوق العادة ظهور العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون عام 1968م ورؤية مئات الآلاف لها كان ظهورًا هادفًا. فمع أن العذراء القديسة لم تترك رسائل شفهية أو مكتوبة لأي شخص بخصوص أهداف تجلّيها للعيان، لكنها تركت رسائل ضمنية كثيرة من وراء الأشكال التي رأها بها الناس. وأيضًا من خلال الظواهر الروحانية المصاحبة لتجلّيها... * من أمثلة هذه الرسائل... ظهورها على قباب الكنيسة القبطية كان إشارة، لا يمكن إغفالها عن رضا السماء بإيمان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. ظهورها حاملة على يديها ابنها الحبيب ربنا يسوع المسيح، تأكيد لتجسد ابن الله وولادته من العذراء مريم. وجود تاج على رأسها، تأكيد لكرامتها، لأنها الملكة أم الله ملك الملوك، ورب الأرباب. وجود هالة نورانية تحيط رأسها المقدس تأكيد لعظمة قداستها، وما نالته من نعمة عظيمة انحناؤها أمام الصليب، يعبر عن اعتزاز وفخر المسيحيين بالصليب، كمنهج حياة. وإتخاذها وضع الصلاة، فيه إشارة لتشجيع الجموع على الصلاة. مباركتها للجموع برفع يديها في وضع البركة، إشارة لمحبتها وطلبها الشفاعة من أجل أولادها. ظهورها مع الرَّبِ يسوع ويوسف النجار خطيبها، إشارة لمجيئها إلى مصر منذ أكثر من ألفي عام. ظهورها ممسكة بغصن زيتون، إشارة لاستعداد السماء للفيض بالسلام على مَن يقبل المسيح ملك السلام. الظواهر الروحية المصاحبة مثل السحاب النوراني، والحمام، وانطلاق بخور عطر في المكان عند تجليها، يمثل دعوة للبحث والتأمل في معاني هذه الظواهر، التي ذكرت من قبل في الكتاب المقدس. لقد أكدَّ ظهور العذراء في هذه الأشكال صدق الحقائق الإيمانية المكتوبة في الإنجيل، فقد أرسلتها السماء فوق قباب كنيسة الزيتون كسفيرة لها. وقد أكدت العذراء بنفسها من خلال مناظر الظهور، ما سلمته للقديس لوقا الإنجيلي عند كتابته البشارة المسماة باسمه، كقوله: "كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق... " (لو1: 2- 3). وكما أنه يوجد سفراء للبلدان لهم صلاحيات أن يبرموا المعاهدات لحساب بلدانهم (سفراء فوق العادة) فهكذا تممت العذراء إتفاقات ومصالحات كثيرة بين الناس وبين ربِّ السماء، كقوله: "إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ" (2كو5: 20). لقد ردت أم النور للأحضان السماوية من خلال هذا التجلّي الكثيرين من الملحدين والرافضين للإيمان، ومنهم من هم قد انشغلوا بالماديات متناسين مجد السماويات. القارئ العزيز... إننا نحن المؤمنين ما زلنا متغربين عن الوطن السماوي، لكننا لا نحيا حسب الجسد، كقوله: "فَإِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ" (رو 8: 12). ولذلك لا بد أن نحيا ونسلك بالمحبة كأمنا العذراء القديسة، لأن المحبة هى لغة السماء، التي تميز أولاد الله، كما قيل عن بطرس الرسول: "وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!" (مت 26: 73). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفصل الرابع: أشكال ومناظر التجلي ظهور أم تجلّي كتب المتنيح الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس مؤكدًا أن ظهور العذراء في الزيتون ليس ظهورًا فقط لكنه تجلي، موضحًا الفرق بين الظهور والتجلي.. فقال عن التجلّي: "أما التجلي فهو الرؤيا التي تتخذ فيها الكائنات الروحية أشكالًا بارزة واضحة للعيان، ويمكن أن تراها عيون أخرى لأشخاص آخرين، والمثل على ذلك تجلّي مخلصنا يسوع المسيح على الجبل المعروف بجبل التجلي (جبل طابور- جبل حرمون).... وعلى هذا القياس ظهورات العذراء على وفي قباب كنيسة الزيتون، إنها ليست مجرد ظهور وإنما أكثر من ظهور"[17]. لقد ظهر منظر العذراء الروحاني المهيب لعيون المجتمعين حول الكنيسة، فقد رآها عشرات الألوف في وقت واحد، رآها المؤمنون وغير المؤمنين، رآها أصحاب الميول الروحية والماديون والملحدون. ولكن ماذا يعني هذا التجلي؟! * التجلي بهذه الصورة العظيمة يعني ما يلي: 1. تأكيد للحقيقة، لأنه عندما يشهد واحد فقط قد يتمكن المشككون من التشكيك في شهادته، لكن إن اجتمع شهود كثيرون على نفس الشهادة، فالقاضي مجبر على اعتبار صدق شهادتهم، حتى لو أراد غير ذلك، وهذا ما أكده الكتاب بقوله: "لاَ يَقُومُ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِنْسَانٍ فِي ذَنْبٍ مَا أَوْ خَطِيَّةٍ مَا مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا الَّتِي يُخْطِئُ بِهَا. عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ عَلَى فَمِ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَقُومُ الأَمْرُ" (تث 19: 15). أما تجلي العذراء فما زال المئات من الأحياء في وقتنا هذا يشهدون له بعد انقضاء أكثر من خمسين عامًا عليه. لقد سجلت الكنيسة على موقعها الإلكتروني [18] أكثر من مئة شهادة صوتية ومرئية حديثًة لاناس عاينوا التجلي عام 1968م. وقد سجلت أيضًا الإذاعات ومحطات التليفزيون، والصحف والمجلات، شهادات الشهود في زمان حدوثها، وما زالت هذه الوثائق تشهد لمن يريد أن يطلع عليها. 2. إرادت السماء انتشار أخبار تجلي أمنا العذراء في الزيتون في قارات العالم، ليكون التجلي عالميًا. فقد نشر الخبر كل من تحقق من صدقه لأهله وبلده، ثم سلمه لأجيال لاحقة، ومثال ذلك السيدة الأمريكية الأصل PEARL ZAKI والتي أخذت على عاتقها نشر حقيقة ظهور العذراء من خلال محاضرات واجتماعات كثيرة اقيمت خصيصًا لذلك في امريكا، وشهدت فيها برؤيتها للتجلي، وقامت بكتابة كتابين باللغة الإنجليزية عن ذلك التجلي. 3. إرادت السماء أن تدوم ذكرى التجلي لفترة طويلة، كما هو الحال الآن، لأنه وبعد مرور أكثر من خمسين عام، ما زالت هذه الذكرى العطرة حاضرة. القارئ العزيز... إن حضور العذراء في حياتك الروحية أمر قد أكدت ضرورته السماء، من خلال تجلي أم النور في الزيتون، فلا تنس أن تتشفع بها في صلواتك، لأن السماء قد أكدت حضورها في حياة أولادها من خلال تجليها في الزيتون.. وهي كأم عظيمة لا تفارق ابنها وحبيبها الرب يسوع، كما هو الحال في عرس قانا الجليل، كقول الكتاب: "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ" (يو 2: 1) فهي تحضر معه على الدوام، لتوصي يسوع ربها بك خيرًا، ولتقول لك ما قالته للخدام هناك: "... مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ.." (يو 2: 5)، فاقتدي بها، واطلب شفاعتها وحضورها في حياتك، لأن السماء تقدمها لك أمًا وملكة عظيمة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم أم النور ظهرت العذراء القديسة مريم في كنيستها بالزيتون عام 1968م بصورة منيرة مبهرة[19]، بحسب إيمان الكنيسة، فالرَّبَّ يسوع المسيح هو النور الحقيقي، لأنه مذخر فيه جميع كنوز الحكمة والمعرفة، وتصف الكنيسة العذراء القديسة والدة الإله في صلواتها الليتورجية بأم النور الحقيقي، بقولها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله..." [20]لقد ظهرت العذراء في كنيستها بالزيتون منيرة وسط الظلام. إن النور يشير لله القدوس، وروحه القدوس الذي هو أيضًا روح الحكمة (النور) كقول الكتاب عنه: "وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ" (إش11: 2). مما سبق يتضح ارتباط النور بالحكمة والفهم والمعرفة والمشورة الداخلية، التي يتحلى بها الإنسان، وأيضًا بمخافة الله وبالقدرة على العمل بهذه الحكمة. لقد وصف الرب يسوع الخمس عذارى اللائي أدخرن زيتًا في آنيتهن بالحكيمات، لأنهن امتلأن من روح الله القدوس، روح الحكمة، ولذلك كن قادرات أن يضئن مصابيحهن في أي في وقت، أو تحت أي ظرف (وقت الضيقات والتجارب). إن إضاءة المصباح تعني توظيف الحكمة والفهم للسلوك في الطريق المؤدي للحياة الأبدية، كقول الكتاب: "... النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ" (يو12: 35). أما عكس الحكمة فهي الحماقة والجهل، الذي يضل الإنسان. إن عدم اقتناع الأحمق بأهمية الوصية، وعدم مقدرته على السلوك بها (بسبب طباعه الشريرة) يحرمه من العمل بالوصية، فيهلك، كقوله: "فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطَوْا كَتِفًا مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ..." (زك7: 11- 12). لقد تميزت العذراء القديسة بالحكمة العالية، فهي أم النور الحقيقي، لأنها فاقت في حكمتها كل بشر. إن سبب ذلك هو تقواها ومخافتها لله، كقوله: "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ" (أم1: 7). ولهذا وهبها الله أعظم النعم، كقول الملاك لها: "... اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 1: 35). القارئ العزيز... إن النور هو الحكمة الإلهية التي وضعها الله في وصيته المقدسة، والتي بها ينير الرب قلبك بعمل الروح القدس في حياتك، لتفهم كيف تسلك في طريق الحياة. فإن أردت الحياة عليك أن تتضع أمامه على الدوام في تقوى، طالبًا فهم وصاياه وإرشاده لك. حينئذ تستنير وتستحق أن تكون ابنًا محبوبًا لله النور الحقيقي ولأمك أم النور الحقيقي، كوعده الصادق: "أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي" (أم 8: 17). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أم النور تمسك بغصن الزيتون حملت حمامة نوح بشرى مُفرحة لنوح ولمن معه في الفلك[21]، عندما أقبلت عليه، وغصن الزيتون في فمها. كان غصن الزيتون الذي حملته حمامة نوح في فمها إشارة لنمو النبات، ولعودة الحياة لطبيعتها، وزوال خطر الموت. فرح نوح ومن معه بهذه البشرى وأصبح غصن الزيتون من وقتها رمزًا للسلام. وبعد زمان كثير أقبلت العذراء على البشرية، وهي حاملة فاديها ومخلصها ابنها الحبيب الرب يسوع المسيح، لتزفَّ للبشرية بشرى الحياة الحقيقة. لقد تهللت أليصابات، وتهلل الرعاة، وتهلل سمعان الشيخ، وتهللت حنة بنت فنوئيل بالبشرى الخلاصية المفرحة... تهلل الجميع، لأنها بشارة ودعوة لانتقال البشر من الموت إلى الحياة، كقوله: "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ" (1يو3: 14). وبعد حوالي ألفين عام وبالتحديد في 2 أبريل عام 1968م. عادت العذراء القديسة، حمامة نوح بشكل نوراني تحمل غصن زيتون في يدها، وتقف فوق قباب كنيستها بالزيتون، وتلتفت للجموع في جهات الأرض الأربع ملوحة للجماهير ببشرى جميلة ودعوة عظيمة، ومضمونها: السماء تحبكم وتنتظركم لا تتوانوا، كقول الكتاب: "قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ... بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ" (رو13: 12- 14). لقد كان لهذا التجلي أثره المفرح على الكثيرين في مصر وفي جميع أنحاء الأرض. تقابلت مع راهب مسن روسي يدعى بارسينوفيسكي [22] أتى لزيارة الكنيسة، وأدلى لي شخصيًا بشهادته عن تأثير أخبار الظهور على المؤمنين المضطهدين في روسيا في زمن الشيوعية. لقد دبَّ فيهم أملًا جديدًا عندما سمعوا خبر هذا التجلي، لأن الظهور كان رسالة من السماء ومن الحياة الأخرى، التي أنكرها الملحدون في روسيا في ذلك الزمان! (بحسب قول الراهب الروسي) وحكى لي ذلك الراهب الشيخ أنه مع رفاق له التقطوا رسالة العذراء بوجود حياة أخرى، وكرزوا بها مشجعين إخوتهم في روسيا، وذلك من خلال تكوينهم لجمعية سرية أسموها "عذراء الزيتون". القارئ العزيز... من يتكلم بالكلام البنّاء الإيجابي يحمل بشرى مفرحة ودعوة بناءة لإخوته، ويتشبه بأمه العذراء حمامة نوح الحسنة. وهذا بعكس من يتكلم بكلام يحمل لنفس سامعيه ألمًا وإحباطًا. لقد أمر الكتاب المقدس أبناء الله أن يتكلموا بالكلام البناء، بقوله: "لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ.... لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ" (أف4: 29، 31). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء أمٌ لا تَشيخ انتقلت العذراء والدة الإله من هذا العالم الفاني في سن الستين من عمرها، ولكن العذراء كانت تبدو للناس في ظهوراتها في الزيتون كشابة صغيرة، ويشهد شهود عيان تجليها فوق كنيستها بالزيتون أنهم رأوها كشابة صغيرة السن جميلة رقيقة، مع أنه من المنطقي أن تبدو في سن اكبر من ذلك. لقد سجل عمال الجراج المقابل للكنيسة شهادتهم برؤيتها، كفتاة صغيرة فوق القبة الكبرى للكنيسة، فظنوا أنها شابة تريد الانتحار[23] فكانوا يصرخون لينقذوها من السقوط من فوق القباب بحسب ظنهم، وأكد أيضًا الكثيرون ممن رأوها هذه الحقيقة أن الناس كانوا ينادونها عندما رأوها، قائلين: "أنتِ جميلة جدًا يا مريم" إن الأمهات في شبابهن قادرات على العطاء والتفاني أكثر منهن في سن الشيخوخة، حيث أنهن في شيخوختهن يحتجن لرعاية أبنائهن. لقد ظهرت العذراء وهي تبدو في سن الشباب، لأن العذراء الأم مريم ما زالت أمًا قادرة على العطاء والخدمة لجميع أبنائها، وهكذا ستفعل إلى أواخِر الدهور. لم يُسلِّم الرَّبُّ يسوع العذراء أمه ليوحنا، لكي تجد الرعاية المناسبة في بيته، فما أيسر أن يعول الرب أمه بعد صعوده للسماء دون أن يوصي بشر عليها، لأنه هو الذي يعول خليقته كلها، لكنه سلمها أمًا للبشرية كلها في شخص يوحنا، ودليل ذلك أن الرّبَّ يسوع المسيح لم يكتفِ بقوله ليوحنا: "هذه أمك" أي أمك التي يجب أن تهتم بها، لكن المدقق يلاحظ أن الرب وجه كلماته لأمه العذراء أولًا، لكي تهتم بيوحنا كابنٍ لها، حسب قول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ" (يو 19: 26). ثم بعد ذلك أوصى يوحنا أن يتخذها أما له، لتهتم به. القارئ العزيز... إن قول الرب لأمه العذراء والدة الإله قول خالد لن يسقط أبدًا، لأن من خلال تلك الكلمات أعلن الرَّب أمه العذراء القديسة أمًا ليوحنا ولبطرس، وليعقوب، ولتوما، ولكل المؤمنين به حتى آخر الدهور. فيجب عليك أن تتعامل معها، كما يتعامل الطفل الصغير مع أمه الحنون، التي يلجأ إليها على الدوام، لتعينه وتهتم به، فهي الصدر الحنون له والملجأ لحمايته على الدوام. فلتتعود على طلب شفاعتها بدالة الأمومة. |
||||
![]() |
![]() |
|