30 - 11 - 2021, 07:54 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب عندي سؤال
28- هل الموت وفساد الطبيعة الإنسانية عقوبة عادلة لخطية واحدة مثل الأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟
السؤال الثامن والعشرين هل الموت وفساد الطبيعة الإنسانية عقوبة عادلة لخطية واحدة مثل الأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟ الإجابة: أولا:ً لم يحكم الله على أبينا آدم وأمنا حواء بالموت قبلما يعلمهما بخطورة وعقوبة الأكل من شجرة معرفة الخير والشر فقال لآدم أب البشرية: "يوم تأكل منها موتًا تموت" لأن هذه هي النتيجة الطبيعية لتعديهما على الله ووصيته، وذلك مثلما أقول لابني لا تترك يدي أثناء عبورنا للشارع لئلا تصاب بأذى، فهل إن لم يسمع كلامي وحدث له مكروهٌ أكون قد حكمت عليه أنا بما حدث؟ ولكن من المنطقي أن يكون السؤال هكذا: لماذا نتج الموت عن الخطية؟ أن الخطية تسبب انفصالي عن الله القدوس مصدر الحياة ونعمته التي كانت تدير حياتي بجدارة في طريق السلام والسعادة، وبالتالي حدث اضطراب في حياتي كلها؛ فقدت السلام وضاع مني الأمان، وانتهز عدو الخير الفرصة فقدم لي شهوات أكثر وأكثر؛ فكانت لي سببًا لفساد وضياع أكثر، وهذا ما يسمونه في علم اللاهوت بفساد الطبيعة ولتشبيه ذلك نذكر: مثل الحاسب الآلي الذي دخله فيروس فأفسد برامجه وأصبح يعمل بطريقة خاطئة مضرة غير التي صمم لها. ثانيًا: نعم الموت حكم وقضاء الله بسبب الخطية والعصيان، لكننا هنا نتساءل قائلين: من هو الذي يُقيّم أي حكم قضائي؟ هل كل البشر لهم حق تقييم الأحكام القضائية التى تصدر من المحاكم؟ وما أكثر شكاوى المحكوم عليهم بأحكام قضائية بالرغم من اعترافهم بجرائمهم؟ فهل يُستجاب لهم بمجرد اعتراضهم على الأحكام الصادرة ضدهم؟ فالكثيرون من القتلة عندهم الكثير من المبررات لجرائمهم، ويرون أن ما نالوه من عقاب لا يساوي جرائمهم البسيطة بحسب وجهة نظرهم!!! ثالثًا: أي حكم قضائي عادل لابد أن يستند على مواد قانونية شرّعتها السلطة من قبل، وحينما يصدر الحكم تكون له حيثيات هي مواد هذا القانون، فإن كان الله قد سبق وسن قانونًا إلهيًا بأن من يأكل من الشجرة سيموت، لماذا إذًا يشكو البشر عندما يصدر الحكم الإلهي مستندًا لهذا القانون؟ ت رابعًا: قد يرى البعض الفعل، وكأنه بسيط كهذا التساؤل الذي يختزل القضية كلها في مجرد أكل من شجرة شهية دون التدقيق في نتائج الفعل أو الخطأ، ومثال ذلك أن يرى البعض أن من يلقي بعقب سيجارة صغير في مصنع أثاث، عمل بسيط ليس فيه جرم ولا ينظر لنتيجة الفعل!!! ناسيًا أن حيثيات الحكم لا تُبنى فقط على حجم أو مقدار الفعل الخاطئ، ولكنها تُبنى بالأكثر على نتيجة ذلك الفعل. |
||||
30 - 11 - 2021, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب عندي سؤال
29- هل الله يقسي قلب فرعون أو يغوي آخاب الملك، أو يرسل عمل الضلال للناس؟ ما هو تفسير ذلك؟
السؤال التاسع والعشرين هل الله يقسي قلب فرعون أو يغوي آخاب الملك، أو يرسل عمل الضلال للناس؟ ما هو تفسير ذلك؟ الإجابة: الله غير مجرَّبٍ بالشرور ولا يجرب أحد كقول الكتاب: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا" (يع 1: 13). ولكن كيف يتفق ذلك مع آيات أخرى تذكر أن الله قسّى قلب فرعون أو... أو...؟ يمكننا أن نقسم الإجابة لما يلي: أولا: طبيعة الله تتعارض مع هذه الأساليب الملتوية: · الله صادقُ ومن الاستحالة أن يُأخذ عليه زلة كقول الكتاب: "فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:"لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ" (رو 3 : 3-4). · أن أساس أي اتهام لمتهم هو الدافع لجريمته لذلك عندما يغوي أو يحرض البشر بعضهم بعضًا على الشر فهناك دافع في قلوبهم؛ فقد يغوي إنسانٌ إنسانًا آخر انتقامًا منه أو لفائدة ستعم عليه أو ليحقق شرًا كامنًا في نفسه وهكذا... لكن حاشا لله أن يكون له دافع أو هوى يحرّكه ليحرض أحد على الشر وهو الذي شهد عن نفسه قائلًا: "لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا" (حز18: 32). · الله لا يخشى لائمًا ولا يخشى رد فعل أحد لأنه له السلطان المطلق، ولا يقدم حسابًا لأحد، فلماذا يستتر إذًا ويغوي أو يحرض على الشر؟! فحاشا لله القدير من هذه الصغائر التي قد يفعلها بني البشر؛ لأنهم يخشون أن يفعلوا الفعل علانية فيستخدمون هذه الأساليب الملتوية. · طبيعة أي كائن تتحكم فيه، فمثلًا يجهل طفلك ذو الخمس سنوات طرق الكذب والمكر (اللف والدوران في الحديث)، وبمجرد أن تتحدث إليه يظهر ما في قلبه بسهولة ولا ينتقي ما يقوله لك. بل أحيانًا نجد إنسانًا يطلب منه رفاقه أن يكذب أو أن يفعل شرًا ما، فيقول لا أقدر(مع أن حنجرته ولسانه قادران على التفوه بأي كلمة يريدها) لأنه لم يتعود الكذب أي أنه لم يتعود عليه، وحينما نقول عن الله أنه لم يعرف شرًا أي لم يمارسه أبدًا ولا خبرة له به، وهذا ينطبق على الله وحده، ولذلك قيل عن أقنوم الابن الذي هو كلمة الله وحكمته: "الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ" (1بط2: 22)، وأيضًا: "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ" (2كو5: 21). وبالطبع طبيعة الآب والابن والروح القدس طبيعة واحدة. ثانيًا: الإنسان وحده المسئول عن مصيره الأبدي: "لا يقدر أحد أن يؤذيك إن لم تؤذِ أنت نفسك" هذه العبارة مقولة حقة ذكرها القديس يوحنا ذهبي الفم وهي تتفق مع قول الكتاب المقدس القائل: "وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ" (يع 1: 14)... إذًا شهوة قلب الإنسان هي السبب لغوايته وضلاله، والله يعطي الإنسان حسب قلبه أي بحسب ما يشتهيه كقول داود النبي: "لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ" (مز20: 4)... وهذا أيضًا ما قيل عن يهوذا الإسخريوطي: "وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ. وَلَبِسَ اللَّعْنَةَ مِثْلَ ثَوْبِهِ، فَدَخَلَتْ كَمِيَاهٍ فِي حَشَاهُ وَكَزَيْتٍ فِي عِظَامِهِ" (مز109: 17-18). إذًا الشر مسئولية شخصية. ولكن ماذا يقصد الوحي بكلمة أن الله قسّى أو أن الله أغوى أو الله أرسل لهم عمل الضلال أو حتى أسلمهم الله لذهن مرفوض؟ يمكننا أن نوضح قصد الوحي من خلال النقاط الآتية: · لا يجتمع في القلب الشر مع الخير، فإما أن يكون القلب شريرًا فيحيا الإنسان لحساب الشر أو يكون القلب محبًا لله، فيحيا الإنسان في طريق الخير وحتى إن سقط في زلة ففي هذه الحالة ستقيمه النعمة الساكنة فيه سريعًا، ومثال ذلك ما تعلّمه لنا الطبيعة أن النور لا يجتمع مع الظلمة، ولا البرد مع الحرارة، ولا تجتمع الحكمة مع الحماقة، وحتى إن كانت هناك ظلمة سيبددها النور متى وجد وإن وجدت الحرارة ستبدد البرودة وهكذا.... ولذلك قال الرب: "مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ" (مت12: 30). · أن الله هو الخير والصلاح والنور، ولذلك إن رفض الإنسان بإرادته وبكل قلبه نعمة الله ودعوته له بالصلاح، يكون في هذه الحالة قد قسى قلبه ورفض وجود الله في حياته، هنا تفارقه نعمة الله ويدركه الظلام والقساوة والغواية أكثر فأكثر، كما تدب البرودة في الماء الساخن عندما تُبعد الماء عن مصدر الحرارة وتعزله في الثلاجة، أو كما يعم الظلام حينما تحمل المصباح بعيدًا عن الحجرة فيمكنك أن تقول في هذه الحالة أنا أظلمت (ظلّمت) الحجرة وهذا ما قصده الكتاب بقوله أن الله هو الذي يقسّي والذي يغوي وهو الذي يضل؛ بمعنى أن الله قد ترك ذلك الإنسان لشره بناءً على رغبته وإصراره. ولذلك يحذر داود النبي من هذه الحالة الصعبة قائلًا: "فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيل يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ" (مز2: 10-12). · ترك الله الأشرار من مجال ودائرة رعايته ونعمته شيء خطير جدًا، وهذا وحده سبب كافٍ للقساوة والغواية والضلال، وهذا ما أراد أن يبين الوحي الإلهي خطورته بهذه التعبيرات. · الله يحجز ويمسك عنا العدو الشرير الذي هو متأهب تماماّ لإفساد الإنسان وتدميره بالشر، وهذا ما سيحدث آخر الأيام عندما يُحل الشيطان من سجنه، أي يتركه الله ليُضل الناس لأن في تلك الأيام سيرفض الناس الحق لحبهم في الشر، وهذا هو معنى عبارة أن الله سيرسل لهم عمل الضلال بحسب قول الكتاب: "لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ" (2تس2: 7-11). مثال لقد أعطانا الكتاب المقدس مثالًا لذلك على فم يوثام ابن جدعون الذي لما رأى اتفاق أبيمالك الشرير مع أهل شكيم وقتله لإخوته أنبأهم بما سينالونه على يد هذا الشرير، وما سيناله أبيمالك على يدهم بمثل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. قال لهم فيه كيف أن الأشجار أرادت أن تملّك إحداها عليهم فلما رفضت الزيتونة ورفضت التينة، ورفضت الكرمة ذهبت الأشجار للعوسج الذي هو نبات شوكي ففرح العوسج لكن يوثام حذرهم وأنبأهم بخطئهم قائلًا: "فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَمِلْتُمْ بِالْحَقِّ وَالصِّحَّةِ مَعَ يَرُبَّعْلَ وَمَعَ بَيْتِهِ فِي هذَا الْيَوْمِ، فَافْرَحُوا أَنْتُمْ بِأَبِيمَالِكَ، وَلِيَفْرَحْ هُوَ أَيْضًا بِكُمْ. وَإِلأَّ فَتَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَبِيمَالِكَ وَتَأْكُلَ أَهْلَ شَكِيمَ وَسُكَّانَ الْقَلْعَةِ، وَتَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَهْلِ شَكِيمَ وَمِنْ سُكَّانِ الْقَلْعَةِ وَتَأْكُلَ أَبِيمَالِك" (قض9: 19– 20)... وبالفعل انقلب هذا الشرير على أهل شكيم وأهلكهم ثم أخيرًا تمكنت امرأة من قتله. وهذا ما سيحدث لكل من يرفض محبة الحق فيأتيه عدو الخير ويهلكه بشره وضلاله. · الله ذو السلطان الأعظم والأوحد حتى على الأشرار بما فيهم الشيطان، ولكي ينفي الوحي الإلهي اعتقاد الناس في إلهين: إله للخير وآخر للشر، ويؤكد السلطان الأوحد لله الضابط كل الأشياء؛ نسب الكتاب المقدس هذه الأفعال لله لأنها بسماح منه كنتيجة لرغبة الأشرار وإرادتهم، ولكن الله بحكمة عالية سيحوّلها للخير، وهذا ما أكّده أيوب البار بقوله لزوجته: "تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟ فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ" (أي10:2). وهو ما أكّده الكتاب أيضًا على فم عاموس النبي قائلًا: "أَمْ يُضْرَبُ بِالْبُوقِ فِي مَدِينَةٍ وَالشَّعْبُ لاَ يَرْتَعِدُ؟ هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟" (عا6:3)... فعلى هذا المثال قيلت هذه التعبيرات لتأكيد سلطان الله الأوحد. · يسمح الله بضلال الأشرار بحسب شهوة قلوبهم مع أنه لا يريد شيئًا غير خير الجميع، ولا يريد ضلال أحد، ولا يُقهر أحدًا لكي يمتنع عن صنع الشر، ولا يُجبر أحدًا أيضًا على صنع الخير لكنه ترك البشر لحريتهم ليصنعوا ما يشاؤون، فقد تكون تلك هي الفرصة الأخيرة لهم للتوبة، فكم من الناس بعدما تركهم الله لشرهم ولإبليس الذي أذلهم صرخوا لله والرب خلصهم. مثال § الابن الضال الذي رجع لأبيه بعدما ذاق آلام ومرارة الشر؛ فرجع مخبرًا عن شر وهوان وذل الخطية له مرددًا وقائلًا: "... كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا" (لو17:15). § كتب معلمنا بولس الرسول بشأن خاطئ في مدينة كورنثوس يأمر بحرمه؛ واصفًا ذلك الحرم بأنه تسليم هذا الخاطئ للشيطان وبالطبع لم يتقابل معلمنا بولس الرسول مع الشيطان ليسلم ليده ذلك الخاطئ، ولكنه قصد أن قطعه أو حرمانه من شركة الكنيسة هو حرمانه من النعمة التي رفضها بإصراره على الخطية مع امرأة أبيه، وبالتالي تلقفه الشيطان ليذله وبالفعل قد عانى هذا الخاطئ من نتائج حرمانه من النعمة، واستلمه عدو الخير فأذله حتى تاب ورجع، ويخبرنا الكتاب عن توبة ذلك الخاطئ وقبوله مرة أخرى في شركة الكنيسة... وهذا هو نص حرمان معلمنا بولس الرسول له من شركة الكنيسة أو تسليم ذلك الخاطئ للشيطان: "بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ" (1كو4:5). أخيرًا: إن أمثال هذه العبارات تعبر عن تعليم مهم جدًا وهو أهمية وضرورة نعمة الله لحفظ البشر من الضلال والهلاك، فعلى الإنسان ألا يقسّي قلبه أو يستهتر لئلا تفارقه النعمة وفي الحال يباغته الشيطان، كما قيل عن شاول الملك: "وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ" (1صم14:16). |
||||
30 - 11 - 2021, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب عندي سؤال
30- لماذا يسمح الله لأطفال أبرياء بالموت بطريقة بشعة، أو للأبرياء من النساء أو الشيوخ بموت رديء سواء كان بفعل البشر كما في الحروب أو بفعل الكوارث الطبيعة المدمرة؟
السؤال الثلاثون لماذا يسمح الله لأطفال أبرياء بالموت بطريقة بشعة، أو للأبرياء من النساء أو الشيوخ بموت رديء سواء كان بفعل البشر كما في الحروب أو بفعل الكوارث الطبيعة المدمرة؟ الإجابة: أولًا: موقف الله من قتل ووحشية البشر بعضهم نحو بعض: · القتل والوحشية هو نوع من الشر والظلم الذي لم يرضَ عنه الله من بدء وجود الإنسان على الأرض، ولم يرضَ به الله يومًا من الأيام ولن يرضى به أبدًا، وقد أعلن الله ذلك بقوله لقايين: "... مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِن الأَرْضِ. فَالآَن مَلْعُوٌن أَنتَ مِن الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِن يَدِكَ" (تك4: 10 - 11). · سماح الله للبشر بممارسة حرية إرادتهم سواء كانت خيرًا أم شرًا أو حتى قتلًا، كان ضرورة لحرية الإنسان وإلا يكون الإنسان مجبرًا على السلوك حسب مشيئة الله، وحتى إن صنع خيرًا أو برًا لا يكون لذلك قيمة، لأنه صادر عن كائن يساق كالعبيد ولا حرية له... مثال ذلك: أب يسمح لابنه بما يوافق شخصيته فقط؛ فتكون النتيجة أن يكبر الابن ويصير نسخة من أبيه ولكنها نسخة ممسوخة، فأبوه يمكنه أن يفكر ليتصرف حسنًا في المواقف المختلفة ويتخذ قرارًا يناسب كل موقف، أما الابن المسكين فضعيف جدًا في الشخصية وبالتالي ضعيف أيضًا في مقدرته على التفكير وفي الإرادة أيضًا، ولا يمكنه فعل شيء من نفسه دون الرجوع لأبيه في كل موقف، فيكون مصدر الخير ليس منه بل خارجًا عنه. فهل يفرح الأب ويفتخر بذلك الابن؟ بالطبع لا. ولكن الأب الحكيم يترك لابنه مساحة ما من الحرية تمكنه من النضوج مع معرفته التامة أن ابنه سيخطئ حتمًا، مع أن تبعية أخطاء ابنه قد تأتي عليه كأب. إذًا الشر والقتل والوحشية الموجودة في العالم نتيجة لمساحة الحرية الممنوحة من الله للأشرار كبشر. ثانيًا: ما هو ذنب الأبرياء: 1. طبيعة الموت: احتارت البشرية في هذا العدو اللدود الذي وصفه الكتاب المقدس قائلًا: "آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ" (1كو 15 : 26). فقد قهر الموت العظماء سواء كانوا ملوكًا أو قادةً أو رؤساءً. قهر الموت الأبطال الشجعان من رجال الحرب. قهر الحكماء والمفكرين، وأيضًا الفلاسفة. قهر الموت من خَلد التاريخ أسمائهم، بل قهر الأنبياء والقديسين وبالإجمال قهر البشر أجمعين. وهكذا سيطر الموت على البشرية التي أتى منها الرب متجسدًا ليقهر الموت بقيامته لحسابها فاتحًا بابًا للرجاء في حياة أبدية. والآن لنتعرف من خلال النقاط التالية على طبيعة هذا العدو اللدود أي الموت: · جميع البشر معرّضون للموت ولابد أن يأتيهم الموت كقول الكتاب: "وَكَمَا وُضِعَ لِلَّناسِ أَن يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنوَنةُ" (عب9: 27). · الموت قريب جدًا من الإنسان، فالبشر جميعهم معرضون للموت في كل لحظة وفي أي لحظة بسبب ضعف تكوينهم الجسماني، فجسدنا تفارقه الحياة لأسباب كثيرة مثل المرض أو الحريق أو البرد الشديد أو الغرق أو التعرض للعنف بكل صوره أو... أو... أو... وقد وصف الكتاب المقدس ذلك بقوله: "لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْن آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِندَهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارُهُ" (مز146: 3-4)، وقد قصد الله ذلك حتى يدرك البشر زوال هذه الحياة. · تعدد طرق وأسباب الموت يعبر عن حقيقة هامة أراد الله تأكيدها للبشر، وهي سهولة حدوث الموت وواقعيته، فالموت يحاصر الإنسان من كل جهة وقد أراد الله للإنسان ألا تفارقه تلك الحقيقة على الدوام. ولو افترضنا جدلًا أن الشيخوخة أصبحت هي السبب الوحيد للموت مثلًا، هنا نتوقع ألا يفكر الإنسان في الموت إلا عندما يبلغ سن الشيخوخة. أما عندما يدرك الإنسان أن الموت قريب جدًا منه فأنه يتطلع إلى ما بعد هذه الحياة (الحياة الأخرى). · وقد نشبه ضعف تكوين الإنسان الجسدي بورق الكتابة الذي من السهل فساده سواء ببلل الماء أو بالتمزيق أو بحرقه بالنار أو سهولة تهتكه بمرور الوقت، لكننا نستعمله لفائدته ونحن نعلم أنه لن يعمّر كثيرًا. ولهذا سمح الله أيضًا بالموت بطرق تظهر ضعف طبيعة الجسد بل سمح بتعفن وتحلل جثث الموتى لعل البشر يدركون حقيقة ضعف الإنسان في هذه الحياة كقول الكتاب: "هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَاٍن وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَاِنيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَاِنيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَاِنيٌّ" (1كو15: 42 -44). · أكد الرب يسوع لليهود الصديقيون الذين كانوا لا يؤمنون بقيامة الأموات أن الموت ليس نهاية المطاف، فهناك حياة أبدية بعد الموت قائلًا عن الله: "لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنتُمْ إِذًا تَضِلُّوَن كَثِيرًا!" (مر12: 27). · أكد الكتاب المقدس أيضًا سعادة الملكوت التي تنتظر أبناء الله الذين ظُلموا وماتوا غدرًا، لكنهم سينالون عوضًا مضاعفًا لا يقارن بحياة أرضية مؤقتة وزائلة وكل ما أتى عليهم من تعب وضيق لن يقارن بما ينتظرهم بحسب قول الكتاب: "إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِندَ اللهِ أَّن الَّذِيَن يُضَايِقُوَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا، وَإِيَّاكُمُ الَّذِيَن تَتَضَايَقُوَن رَاحَةً مَعَنا، عِندَ اسْتِعْلاَن الرَّبِّ يَسُوعَ مِن السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ" (2تس1: 6 -7). إن الله سيعوض المظلومين بعوض سمائي أبدي وسيجازي الأشرار على شرهم، وسينسى المتألمين حتمًا كل هذه الأتعاب والضيقات لأن الله سيمسح دموعهم. ومن لا ينسى المظالم والأحزان مهما كانت شدتها عندما يعوّضه الرب بما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر؟! .. · إن السعادة السماوية المنتظرة عظيمة وأبدية والشقاء وقتي ومحدود وخفيف جدًا بالنسبة للسعادة. وهذا يمكن تمثيله بأب قد يأخذ ابنه للطبيب الذي يأمر بحَقْنهِ بمضاد حيوي ليشفى، ولعظم الفائدة يشجع الأب ولده لأن الألم المنتظر تافه جدًا، ولا يقاس بالفائدة، ولا وسيلة للشفاء إلا بالعلاج، وهل عندما يشفى الابن من آلامه ويدرك حب أبوه له ألا يشكره على عظم صنيع عمله معه؟! 2. ما وراء الموت: · الموت آتٍ آتٍ لا محالة، فما أعظم أن يفوز الإنسان من خلال موت الجسد الذي يعمل فينا ببطء كل يوم ثم يكمل عمله فينا بانتقالنا من الحياة الأرضية لننعم براحة ومجد أبديين، فلهذا اشتهى الكثيرون هذا الموت الذي سينهي أتعابهم لأجل الحياة الأبدية التي هي أعظم وأنفع. وهذا ما اشتهاه بلعام بن بصور الذي قال: "... لِتَمُتْ نفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ، وَلْتَكُن آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ" (عد23: 10). وقد نشبّه ذلك بشمعة صنعها الصانع لتُضيء وتُنير في الظلام، ولكنها قد تفسد بسبب تعرضها لحرارة المكان الذي تُحفظ فيه، أو قد تتلف وتتحطم إلى أجزاء بسبب عبث الأطفال، أو تتلفُ عمومًا بسبب أو آخر.. ولكنها ستتلفُ يومًا ما. فهكذا الإنسان مجده وسموّه في أن يُنهي حياته من أجل الصلاح الذي لأجله خلقه الله، وحينئذ سيفوز بالمجد الأبدي وهو يردد قول معلمنا بولس الرسول "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوت فَإِنْعِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبّ نَحن." (رو8:14 ). · الكثير من العظماء قهروا الموت بدلًا من أن يقهرهم الموت وذلك باختيارهم الموت طواعيةً، وبعدم مهابتهم منه، وقد أعطانا الرب يسوع المسيح أعظم مثال عندما قهر الموت بموته من أجل محبته للبشر ثم قهره مرة أخرى بقيامته، وقد يتشبه البشر بالرب فلا يخشون الموت من أجل الله كالشهداء مثلًا، أو من أجل الحب لأبنائهم أو لأجل الدفاع عن الوطن، أو لأجل الواجب كالطبيب الذي لا يخشى الموت فيصاب بالعدوى من مريضه وهو يؤدي واجبه أو... أو... ونحن نمجد ذلك الجندي الشهيد من أجل وفاءه للوطن أو ذلك الطبيب... لأجل... أو... أو... ولا نركز على بشاعة وطريقة موته، ولا نسترسل في الحزن عليه بل نمتدح بسالته. فإن كان العالم يمجد من يموت لأجل أهداف بشرية سامية أفلا نُمجد نحن ونقبل أن يموت بعض البشر حبًا في الله ولأجله؟! · لا علاقة بين سبب الموت الجسدي والمصير الأبدي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فهابيل أول من مات من البشر قتلًا بل غدرا، وقد شهد عنه الكتاب المقدس بأنه بار، وعلى العكس قد يكون هناك أشرار قد يطول عمرهم على الأرض، ولكن لماذا ننشغل كثيرًا بسبب موت الجسد، ولا ننشغل بما بعد موت الجسد؟! لقد علّمنا الرب يسوع ألا نخاف الموت، بل نخاف ما وراء الموت قائلًا: "بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّن تَخَافُوَن: خَافُوا مِن الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَاٌن أَن يُلْقِيَ فِي جَهَّنمَ. َنعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِن هذَا خَافُوا" (لو 12 : 5). فكل من مات غدرًا وهو بريء بفعل البشر أو مات في كارثة، لم يخسر كثيرًا لأنه كان سيفارق هذه الحياة يومًا ما، أما موته هذا فهو بسماح من الله وتدبيره وبحسب حكمته الفائقة، وبالطبع تنتظره عوضًا مكافأة الله العادلة في السماء. · التوبة هي أعظم رسالة من وراء الموت بكل صوره، خصوصًا الموت الفجائي، وأيضًا من وراء الموت الرديء الذي يهز مشاعر الناس وهذا ما علمنا به الرب عندما أخبره اليهود عمّن قتلهم هيرودس وهم يقدمون ذبائحهم لله قائلًا: "وَكَاَن حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُوَنهُ عَن الْجَلِيلِيِّيَن الَّذِيَن خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُّنوَن أَّن هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّيَن كَاُنوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِن كُلِّ الْجَلِيلِيِّيَن لأَّنهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟ كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِن لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ. (لو 13 : 1 -3). |
||||
01 - 12 - 2021, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب عندي سؤال
رووووووووووعة يا استاذنا ربنا يفرح قلبك |
||||
01 - 12 - 2021, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: كتاب عندي سؤال
مجهود رائع ربنا يفرح قلبك |
||||
01 - 12 - 2021, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب عندي سؤال
شكرا جدا جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|