08 - 01 - 2019, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
عموماً الآن بعد لما تم شرح التفاصيل علينا أن ننظر للسرّ القائم فيه الرجل المطوب حسب المزمور الرائع المكتوب بالروح ليوضح لنا الطريق لكي نسلك فيه حتى نصير مطوبين من الله الحي ليصير كل واحد فينا كالشجرة المغروسة على مجاري المياه لكي تُعطي الثمر في أوانه، أي في وقته الصحيح، فلا تؤخر أو يخرج معطوباً مريضاً، لذلك يقول المُرنم الحلو:
v اَلرَّبُّ رَاعِيَّ، فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ (يُنْعِشُ) نَفْسِي. يَهْدِينِي (وَيُرْشِدُنِي) إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ (إِكْرَاماً لِ) اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي (تُرَافِقُنِي). عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي (يُشَدِّدَانِ عَزِيمَتِي). تُرَتِّبُ (تَبْسُطُ) قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ (عَلَى مَرْأى من) مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا (وَأَفَضْتَ كَأْسِي). إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ (وَيَكُونُ بَيْتُ الرَّبِّ مَسْكَناً لِي) إِلَى مَدَى الأَيَّامِ. (مزمور 23) فالرب أعلن عن نفسه بوضوح قائلاً: أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ؛ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي (يوحنا 10: 11، 14)، لذلك فهو الذي يوبخ ويؤدب ويُعلِّم ويرد كالراعي رعيته (سيراخ 18: 13)، فكَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ. (أشعياء 40: 11)، لذلك هذا هو حال النفس التي دخلت تحت رعاية مسيح الحياة وشفاء النفس إذ أنها دائماً تقول فعلاً لا كلاماً: انا لحبيبي وحبيبي لي، الراعي بين السوسن (نشيد 6: 3). |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ בض°ض¼×¢ض´×ھض¼ض—וض¹، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُحسب الزرع تكون النتيجة، فلو الزرع صالح تكون المحصلة النهائية جيدة، ففي الجزء الثاني من الآية يوضح النتيجة، لأن أوان الإثمار هو يوم الامتحان العظيم للشجرة، فيا اما الثمر يظهر صحة الشجرة وعافيتها، أو عدم نفعها وصلاحيتها؛ ويلزمنا أن نُدقق في معنى الآية هنا حسب نصها الأصلي، لأن الثمر هنا يظهر وقت الحصاد، والإشارة هنا لموسم الإثمار، والمعنى هنا يُشير للديمومة، وذلك يعني في كل موسم يظهر الثمر في أوانه بدوام واستمرار، لأن الشجرة دائماً (always) في الوقت المُحدد (appointed time) باستمرار (continually) تطرح الثمار الجيدة، ولا تأتي في موسم ما تتوقف عن الإثمار، لأن التوقف يعني أن هناك خلل عظيم حدث، لذلك فأن المؤمن الأمين الحي بالله، الثابت في الكرمة يُثمر بدوام كل أيام حياته. فالآية هنا نتيجة سببية، أي انها تُعلن نتيجة مبنية على سبب منطقي واضح لا لبس فيه، فالشجرة تُعرف من ثمارها، وعلى قدر صحتها يظهر جمال منظرها. لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً؛ وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. (لوقا 6: 43، متى 3: 10) فِي حَقْلٍ جَيِّدٍ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ هِيَ مَغْرُوسَةٌ لِتُنْبِتَ أَغْصَانَهَا وَتَحْمِلَ ثَمَراً، فَتَكُونَ كَرْمَةً وَاسِعَةً؛ فِي جَبَلِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِي أَغْرِسُهُ، فَيُنْبِتُ أَغْصَاناً وَيَحْمِلُ ثَمَراً وَيَكُونُ أَرْزاً وَاسِعاً، فَيَسْكُنُ تَحْتَهُ كُلُّ طَائِرٍ. كُلُّ ذِي جَنَاحٍ يَسْكُنُ فِي ظِلِّ أَغْصَانِهِ. (حزقيال 17: 8، 23) فالصديق مغروس غصن حي في الكرمة الحقيقية، فالزرع صالح والغرس جيد، والرب ينتظر ويتمهل ليُثمر ثمراً صالحاً حسب قوة الزرع، لأن في الأساس الزارع والساقي هو الله عن طريق خدام الكرمة، لأنه يُعطي المواهب في كنيسته لأجل البنيان والنمو الصحيح، والإنسان يشرب ويأكل من المائدة الملوكية المقدسة، وان مرض يطلب القوة العلوية لينال الشفاء ليستمر في النمو ولا يتعطل وقت أوان إثماره، لذلك علينا أن نعي ما هو مكتوب حسب كلام شخص ربنا يسوع بنفسه: |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ (ميت) فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ (مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ – أشعياء 5: 4). إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْتَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي. كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.
هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ. لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. (يوحنا 15: 1 – 16) إذاً سبب الازدهار الحقيقي للرجل البار التقي، لا من ذاته إطلاقاً ولا بقدرته وأعماله، بل بكونه مغروساً في الكرمة الحقيقية، لأن عصارة الحياة التي يستمدها من رب المجد والحياة تعطيه تلك القوة التي تجعله يُثمر ثمراً جيداً بحسب قوة النعمة التي تُغذيه، لذلك يُعطي ثمراً في أوانه ولا يُمكن أن يذبل أبداً، لذلك يا إخوتي أن ظهر ذبول في حياتنا الروحية ولم نقوى لا على صلاة ولا قراءة الكلمة ولا حضور اجتماعات روحية عميقة، ولا يوجد فرح أو تعزية بالإنجيل على وجه الإطلاق، وانطفأ شوقنا الحار نحو المسيح الرب وبردت محبتنا وضاعت منا غيرة محبتنا الأولى، ولم نعد نقوى على الحياة بالوصية كما عاشها الرب يسوع وتممها للنهاية (إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ)، علينا أن نُدرك أننا – في تلك الساعة – مرضى وانسدت مجرى النعمة داخلنا، ودخلنا في مرحلة الذبول، ونحتاج علاج سريع قوي لانفتاح مجري أنهار النعمة المُخلِّصة التي سُدت لذلك مكتوب: |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
v لأَنَّهُ هُوَ إِلَهُنَا وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ. (لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ – عبرانيين 3: 7) الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا فِي مَرِيبَةَ مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي. أَبْصَرُوا أَيْضاً فِعْلِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ وَقُلْتُ: هُمْ شَعْبٌ ضَالٌّ قَلْبُهُمْ وَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لاَ يَدْخُلُونَ راحَتِي؛ فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلَّا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ. (مزمور 95: 7 – 11؛ رؤيا 2: 5)
v مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ؛ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَلْ يَسْقُطُونَ وَلاَ يَقُومُونَ أَوْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ وَلاَ يَرْجِعُ؟؛ تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً؛ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ؛ فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ.(ملاخي 3: 7؛ إرميا 8: 4؛ حزقيال 18: 30؛ لوقا 13: 3؛ أعمال 17: 30) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ ×™ض·×¢ض²×©ض¶×‚ض£×” يَنْجَحُ ×™ض·×¦ض°×œض´ض½×™×—ض· (prosper)وهنا الإشارة للإنجاز والربح والمكسب بسبب الجودة، فالتعبير (كل ما يصنعه ينجح) يحمل عدة معاني تكمل بعضها البعض فهي مجزئة لكلمتين (يصنعه، ينجح) = أتم – كمل – بلغ؛ يزدهر – ينجح – يتكاثر – نما – ازدهر. فالنجاح مبني على كل ما تم سابقاً من الآية، لأنه أتم وأكمل أو كَمُل وبلغ، وبناء عليه أزدهر وتكاثر ونما = نجح، وهذا طبيعياً يحدث، لأن طالما الإنسان ترسخت فيه كلمة الله عميقاً فهو طبيعياً يحيا وفق المشيئة المعلنة فيها، لأن كل ما يصنعه هنا مبنية على ما سبقها، لأن من المستحيل يصل الإنسان لنتيجة النجاح بدون الحياة وفق الكلمة المغروسة، لأن كل ما يصنعه هنا أساسه كلمة الله مصدر الأعمال التي يعملها، أما لو كانت الأعمال خارج نطاق كلمة الله فكيف يكون هناك ازدهار مبني على الاكتمال، لأن لا يأتي ازدهار ولا نجاح إلا بعد اكتمال النمو ويأتي أوان الإثمار، لذلك نستطيع أن نضع الآية في هذه الصورة: كل ما يصنعه وفق كلمة الله ينجح فيه، أو كل ما يعمله حسب مشيئة الله الظاهرة في كلمته يزدهر ويتكاثر فيظهر قوة النجاح ويصير مكسب وربح عظيم. v «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ. فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً، كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ. فَأَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ. فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِباً. فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. (متى 25: 14 – 30) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فسر نجاح الإنسان الروحاني من الناحية العملية، بالنسبة لأعمال البرّ واستجابة صلواته، هو ناتج طبيعي عن أن في ناموس الرب مسرته، وفيه يلهج نهاراً وليلاً، أي أنه هو تلاوته ونشيده الخاص والمركز الذي تدور عليه حياته كلها، ومن هنا نستطيع ان نُدرك سر نجاح الأتقياء سامعي كلمة الله وطائعيها، لأن مسرتهم أن يعملوا بها ويستقوا من مياهها الحلوة، لذلك مكتوب: طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِراً كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي حَافِظاً قَوَائِمَ أَبْوَابِي (أمثال 8: 34)، لذلك فأن حينما يكون الرب معنا وكلمته متأصله ومتجذرة فينا، ننجح ونفوز ونصير مثل تلك الشجرة ليتمجد الله فينا.
v وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ؛ فَقَال مُوسَى: «لِمَاذَا تَتَجَاوَزُونَ قَوْل الرَّبِّ؟ فَهَذَا لا يَنْجَحُ. (تكوين 39: 3؛ عدد 14: 41) فسر النجاح في الحياة الروحية وانعكاسها على الحياة في الأسرة والمجتمع، وسبب استجابة الصلوات، هو الإصغاء لصوت الله وطاعة الوصية المقدسة بمسرة وغيرة حسنة، فكلمة الله سراج النفس المُنير المنجح طريقها، لأنه الهادي لسبيل البرّ والخلاص وتثبيت الأقدام فيه، للدخول في النهاية لعُرس حمل الله رافع خطية العالم الممجد والجالس عن يمين العظمة في الأعالي بجسم بشريتنا. والآن علينا أن نربط كلام المزمور ببعضه البعض لنفهم القصد كله لذلك علينا أن نربطه بذلك المزمور البديع الذي يظهر نفس ذات التعليم عينه بصورة ستظهر لنا كاملة نقية تجعلنا نسير في طريق النجاح الحقيقي ولا نحيد عنه، وعلينا أن نُركز في المعاني لأنها تجعلنا نخطو خطوات ثابتة في طريق النجاح الروحاني الحقيقي لنفرح ونُسر إذ نرى فينا إشراقة النور الإلهي البهي المفرح للقلب جداً. v مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. عَنْ أَحْكَامِكَ لَمْ أَمِلْ لأَنَّكَ أَنْتَ عَلَّمْتَنِي. مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي، أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي. مِنْ وَصَايَاكَ أَتَفَطَّنُ لِذَلِكَ أَبْغَضْتُ كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ. سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.. تَذَلَّلْتُ إِلَى الْغَايَةِ. يَا رَبُّ أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ. ارْتَضِ بِمَنْدُوبَاتِ فَمِي يَا رَبُّ وَأَحْكَامَكَ عَلِّمْنِي. نَفْسِي دَائِماً فِي كَفِّي أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. الأَشْرَارُ وَضَعُوا لِي فَخّاً أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَضِلَّ عَنْهَا. وَرَثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي. عَطَفْتُ قَلْبِي لأَصْنَعَ فَرَائِضَكَ إِلَى الدَّهْرِ إِلَى النِّهَايَةِ. سِتْرِي وَمِجَنِّي أَنْتَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. انْصَرِفُوا عَنِّي أَيُّهَا الأَشْرَارُ فَأَحْفَظَ وَصَايَا إِلَهِي. اعْضُدْنِي حَسَبَ قَوْلِكَ فَأَحْيَا وَلاَ تُخْزِنِي مِنْ رَجَائِي. أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِماً. رَجَوْتُ خَلاَصَكَ يَا رَبُّ وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ. حَفِظَتْ نَفْسِي شَهَادَاتِكَ وَأُحِبُّهَا جِدّاً. حَفِظْتُ وَصَايَاكَ وَشَهَادَاتِكَ لأَنَّ كُلَّ طُرُقِي أَمَامَكَ. لِيَبْلُغْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ كَلاَمِكَ فَهِّمْنِي. لِتَدْخُلْ طِلْبَتِي إِلَى حَضْرَتِكَ. كَكَلِمَتِكَ نَجِّنِي. تُنَبِّعُ شَفَتَايَ تَسْبِيحاً إِذَا عَلَّمْتَنِي فَرَائِضَكَ. يُغَنِّي لِسَانِي بِأَقْوَالِكَ لأَنَّ كُلَّ وَصَايَاكَ عَدْلٌ. لِتَكُنْ يَدُكَ لِمَعُونَتِي لأَنَّنِي اخْتَرْتُ وَصَايَاكَ. اشْتَقْتُ إِلَى خَلاَصِكَ يَا رَبُّ وَشَرِيعَتُكَ هِيَ لَذَّتِي.. ضَلَلْتُ كَشَاةٍ ضَالَّةٍ. اطْلُبْ عَبْدَكَ لأَنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ. (مزمور 119: 101 – 116؛ 166 – 176) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ لَيْسَ كَذَلِكَ (حال) الأَشْرَارُ، لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُهنا يحدث مقابلة بين طريقين، طريق رجل الإيمان المستقيم، وطريق الأشرار الأعوج، لإبراز حالة النجاح والفشل، فالآية هنا تُعبر بدقة عن حال الأشرار المستهترين، الغير مكترثين بكلام الله من الأساس، فالوصف هنا عن حال الأرض البور التي لا تصلح للزراعة من الأساس، فالآية تُعبِّر عن حال الأشرار المُعاكس والمضاد لحال وطريق الأبرار القديسين، وتبدأ الآية بتعبير (ليس كذلك الأشرار)، أي ليس لهم نجاح ولا ربح، أي أنه لا يُمكن (أبداً) أن يكون هذا حال الأشرار، والكلمة هنا تُعبر عن عدم القدرة بسبب العجز التام عن النجاح الذي ظهر في الآية السابقة كما تم شرحها، لأن كل ما يصنعونه يحيطه الفشل من كل جانب، لأنهم ليسوا كالشجر المغروس على مجاري المياه الصالحة، لأن هناك فرق بين مياه ومياه، مياه حلوة جارية فيها كل عناصر الغذاء اللازمة للنمو، ومياه راكدة عفنة مملوءة من كل مرض يفسد جذر أعظم الأشجار وأشدها قوة، فمياه الله الجارية تروى النفس وتجري فيها حياته لأن هذا هو الروح القدس، أما ماء العالم وتيار الفساد منبعه شهوة العيون، وشهوة الجسد، وتعظم المعيشة التي منها الطمع القاتل للنفس، وكلها مفسدة للنفس لأنها تأصل الموت وتثبت الدينونة. لذلك الأشرار حتى لو عملوا مظاهر أعمال البرّ، صاموا وصلوا، فلا تُستجاب لهم الصلاة، بل ولا تُسمع منذ البداية للنهاية، حتى لو عملوا كل خير أمام الناس، وقدموا كل رحمة، لأن طالما القلب يساكنه الشرّ محباً للعالم الحاضر الشرير، وبالتالي غير مغروسة فيه كلمة الحياة الإلهية، فلن تنفع كل أعمال الإنسان الخيرة، لأن مصدرها قلب معوج مملوء من كل شر وفساد، لأن كل عين مُره لا تُخرج سوى المرار، حتى لو بدى صالح شكلاً، لذلك رفض الله الاعتكاف والصلاة والصوم بسبب أن القلب نفسه شرير. |
||||
08 - 01 - 2019, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
v نَادِ بِصَوْتٍ عَالٍ. لاَ تُمْسِكْ. ارْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوقٍ وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْماً فَيَوْماً وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرّاً وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلَهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ. يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. أَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْماً يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ يُحْنِي كَالأَسَلَةِ (الحية - الثعبان) رَأْسَهُ وَيَفْرِشُ تَحْتَهُ مِسْحاً وَرَمَاداً. هَلْ تُسَمِّي هَذَا صَوْما ًوَيَوْماً مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَاناً أَنْ تَكْسُوهُ وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعاً وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: «هَئَنَذَا». إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالإِصْبِعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ. وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ وَيُشْبِعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. (أشعياء 58: 1 – 11)
v وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ؛ وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ، مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً. لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ؛ وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ. (1يوحنا 1: 5 – 6؛ 2: 3 – 6؛ 15 – 17؛ 28 – 29) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فالأشرار في هذا المزمور هم الذين لم يولدوا ثانية، أي الذين رفضوا أن يولدوا من فوق، من الله، أي الذين لم يعيشوا بالإيمان، وبالتالي لا يتبعون المسيح الرب في التجديد، ورفضوا أن يكونوا أرض فلاحة الله، وبالتالي صاروا غير قابلين للكلمة لأن ليس لها مكاناً في قلوبهم لتنغرس فيه، بل هم يحيون في إنسانيتهم العتيقة المتحجرة الميتة، المنعزلة تماماً عن الله، وليس لها أصل فيه، لذلك كل أعمالهم عِبارة عن خرقة بالية، أو ثوب قديم مُمزق لا يستطيع أن يستر عورتهم، لذلك هم مفضوحين أمام الله الحي وجماعة الأبرار، إذ أن اللعنة المضروبين بها جعلت أرض قلبهم تُخرج شوكاً وحسكاً يخنقان كلمة الحياة فلا تُثمر فيهم.
v وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللَّاوُدِكِيِّينَ: «هَذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً. هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ. هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضا ًوَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ». (رؤيا 3: 14 – 22) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ ×›ض·ض¼ض×ض¹ض¼ض—×¥ (القش – التبن الناعم) الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ ×ھض´ض¼×“ض°ض¼×¤ض¶ض¥×*ض¼×•ض¼والوصف هنا في منتهى الدقة، لأنها تصف القمح في الأجران بعد الحصاد، لأن أجران القمح عادةً توضع على أرض مرتفعة، وذلك لكي تستفيد من الرياح، لكي تنفخ في القمح فينفصل القمح عن القش أو التبن، فالقمح يهبط على الأرض ويتم جمعه باحتراس، وتُترك العُصافة ليقذف بها ويقصيها الريح بعيداً (drive away) ويتم الفصل والعزل بينها وبين القمح، فالقمح له وزن يجعله ينزل على أرض ثابتة، أما التبن الناعم أو القش خفيف ليس له وزن، وأقل رياح بسيطة تحمله وترتفع به وتبعثره فيضيع أثره تماماً. ويلزمنا – الآن – أن نعي المعنى لأنه يُشير لانعدام قيمة الشيء وعدم الفائدة منه، لذلك ينبغي التخلص منه وتبديده وبعثرته، وهذا ما يُظهره العهد القديم من جهة الأشرار فيما يلاقونه من خراب عاجل في النهاية. v لِيَكُونُوا مِثْلَ الْعُصَافَةِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ؛ أَوْ يَكُونُونَ كَالتِّبْنِ قُدَّامَ الرِّيحِ وَكَالْعُصَافَةِ الَّتِي تَسْرِقُهَا الزَّوْبَعَةُ؛ وَيَصِيرُ جُمْهُورُ أَعْدَائِكِ كَالْغُبَارِ الدَّقِيقِ وَجُمْهُورُ الْعُتَاةِ كَالْعُصَافَةِ الْمَارَّةِ. وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي لَحْظَةٍ بَغْتَةً؛ تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي يَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ غَيْرُ الْمُسْتَحِيَةِ. قَبْلَ وِلاَدَةِ الْقَضَاءِ. كَالْعُصَافَةِ عَبَرَ الْيَوْمُ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمُ سَخَطِ الرَّبِّ. أُطْلُبُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ. (مزمور 35: 5؛ أيوب 21: 18؛ أشعياء 29: 5؛ صفنيا 2: 1 – 3) |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحكمة الجالسة على العرش الإلهي |
مزمور 103 | العرش الإلهي |
شرح وتفسير المزمور الأول |
ما بين الغرس الإلهي الأول والغرس الثاني |
شرح وتفسير المزمور الأول - طوبى - الجزء الأول من الشرح |