12 - 05 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
14. الدهن بالميرون المقدس
ذكر القديس كيرلس الأورشليمي مقالًا كاملًا بخصوص "المسحة [440]" بزيت الميرون، يتم بعد العماد مباشرة كعمل سرّي مقدس. وقد سبق لنا الحديث عن هذا السرّ وفاعليته فينا. وإننا نكتفي هنا ببعض عبارات للآباء: * إننا نُدعى مسيحيين لأننا ندهن بمسحة الله [441]. القديس ثيؤفيلس الأنطاكي * ينبغي على من اعتمد أن يُمسح أيضًا لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحًا لله ويأخذ نعمة المسيح [442]. الشهيد كبريانوس يدهن الكاهن كل أعضاء الجسم إعلانًا عن تقديس كل الجسد والنفس بسكنى الروح القدس داخلنا، وذلك بعد أن يصلي قائلًا: "أيها القادر وحده، صانع جميع العجائب، الذي لا يعسر عليك شيء، لكن إرادتك وقوتك فاعلة في كل شيء. أنعم بالروح القدس عند نضح الميرون المقدس. ليكن خاتمًا محييًا، وثباتًا لعبيدك، بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا، هذا الذي من قبله يليق بك المجد"... وبعد أن يرشم 36 رشمًا من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين، يضع الكاهن يده عليه ويقول: "تكون مباركًا ببركة السمائيين، وبركة الملائكة. يباركك الرب يسوع المسيح، وباسمه". ثم ينفخ في وجه وهو يقول: "اقبل الروح القدس، وكن إناء طاهرًا من قبل ربنا يسوع المسيح ربنا، هذا الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس". هنا نلاحظ في الطقس القبطي تستخدم المسحة بالميرون المقدس مع وضع اليد للبركة والنفخة في وجه المُعمد. |
||||
12 - 05 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
15. لبس الثياب البيضاء
دعا القديس كيرلس الأورشليمي جرن المعمودية "حجال العريس الداخلي"، في داخلها يناجي السيد المسيح النفس البشرية، قائلًا: "بسطتُ ذيلي عليكِ، وسترتُ عورتكِ وحلفت لكِ ودخلت معكِ في عهدٍ... فحمَّمتكِ بالماءِ، وغسلت عنكِ دماءَكِ، ومسحتكِ بالزيت. وألبستكِ مطرَّزةً، ونعلتكِ بالتُّخَس، وأزَّرتُكِ بالكتان، وكسوتكِ بزًّا... وجَمُلْتِ جدًا جدًّا، فصلحتِ لمملكةٍ. وخرج لكِ اسم في الأمم لجمالكِ، لأنهُ كان كاملًا ببهائي الذي جعلتهُ عليكِ" (حز 16: 8، 14). لقد خطبها لنفسه عروسًا بعد أن غسلها وألبسها وزيَّنها بجماله فتصير ملكة، تحمل بهاء الملك في داخلها. لهذا إذ تخرج من المياه تلبس الثياب البيضاء البهية، التي هي الحلة الأولى التي قدمها الأب لابنه الراجع إليه (لو 15: 22)، لا بمعنى أنه توجد حلة ثانية وثالثة، لكنها دُعيت بالحلة الأولى من أجل بهائها وجمالها ومقامها وقيمتها، إذ هي لباس العُرس الأبدي، بدونها يُطرد المدعوون فلا يتمتعوا بشركة عرس ابن الملك (مت 22: 13). يشير الثوب الأبيض إلى انعكاسات إشراقات المجد الإلهي على الإنسان، إذ في تجلي الرب "صارت ثيابه بيضاء كالنور"، وفي السماء يلبس الأربعة وعشرون قسيسًا غير المتجسدين ثيابًا بيضاء (رؤ 4: 4)، وهكذا جموع الغالبين متسربلون بالثياب البيض (رؤ 7: 13)، كما أعطى للشهداء ثيابًا بيضاء (رؤ 6: 11)، وقد أشار الرب إلى ملاك كنيسة اللاودكيين أي أسقفها أن يتوب ويشتري لنفسه ثيابًا بيضاء (رؤ 3: 18). اللون الأبيض هو لون الحق الطبيعي كما يقول القديس إكليمنضس [443]، يشير إلى الحق كما إلى الطهارة والنقاوة والغلبة والنصرة [444]. * عندما تخرج من الماء ترتدي ثوبًا كله بهاءً. * بعد نوال نعمة المعمودية وارتداء الثوب الأبيض المضيء يقترب إليك الكاهن ويرشمك على جبهتك، قائلًا: "فلان يُرشم باسم الآب والابن والروح القدس" [445]. الأب ثيؤدور المصيصي * بعد ذلك أعطيت لكم ملابس بيضاء علامة أنكم قد خلعتم ثوب الخطايا ولبستم ثوب الطهارة والبراءة، الذي تحدث عنه النبي قائلًا: "تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 51: 9). لأن من يعتمد يصير طاهرًا حسب الناموس والإنجيل كليهما. حسب الناموس لأن موسى رش دم الحمل بباقة من الزوفا (خر 12: 22)، وحسب الإنجيل، لأن ثياب المسيح كانت بيضاء كالثلج عندما أظهر مجد قيامته في الإنجيل. إذن فذاك الذي يُغفر إثمه يبيض أكثر من الثلج، لهذا قال الله بإشعياء: "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيضُّ كالثلج" (إش1: 18) [446]. القديس أمبروسيوس |
||||
12 - 05 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
* ترقص الملائكة حولكم، قائلة: "مَن هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها؟!" (نش 8: 5) [447]. القديس كيرلس الأورشليمي * فجرت (المعمودية) ماء الحياة من بيت الآب للعالم. يا جميع العطاش اشربوا الرجاء من ينبوعها. من هذه التي جمعت شعوب الأرض وألبستهم ثياب المجد؟! * من هذه المزينة التي تنسج لباس النور الحيّ داخل المياه لكل القادمين إليها؟! من سيدة المجد هذه الممتلئة مجدًا، ها كل الخليقة تسرع إليها بالفرح. * المعمودية هي حلة المجد المعطاة لآدم، تلك التي سرقتها منه الحية بين الشجر. * تعالي (أيتها النفس) والبسي الجلالة، وافتني النور بالمياه الطاهر.. تعالى، انزلي، والبسي الثياب التي نسجها اللاهوت، واصعدي وأرينا جمالكِ الخالد، لنفرح معكِ. * لبستِ الملون كعظيم الأحبار في بيت التطهير. النار والروح ينسجان لك الثوب الذي كله نور. يا ابنة الشعوب المخطوبة للنور في داخل المياه! [448] مار يعقوب السروجي في الطقس البيزنطي إذ يُلبس الكاهن المُعمد ثوبه الأبيض يقول: "يُلبس عبد الله (فلان) سربال البرّ، بسم الآب والابن والروح القدس"، ويرتل المرنمون، قائلين: "امنحني سربالًا منيرًا، يا من ترتدي النور مثل الثوب، أيها المسيح إلهنا الجزيل الرحمة [449]". أما في الطقس القبطي فيبدأ الكاهن يُلبس المُعمد ثوبه ويقول: "لباس الحياة الأبدية غير الفاسد. آمين". |
||||
12 - 05 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
16. لبس الأكاليل والزنار
لقد أُهمل هذا الطقس حاليًا، لكنه لازال مطبوعًا في الكتب الحديثة الخاصة بطقس العماد. ولم يبق سوى شد وسط المُعمد بزنار. يقوم الكاهن بالصلاة على الأكاليل قبل أن يتوج بها رأس المُعمد، قائلًا: "أيها الرب ضابط الكل أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي كلل رسله القديسين الأطهار وأنبياءه وشهداءه الذين أرضوه بأكاليل غير مضمحلة، أنت الآن أيضًا بارك هذه الأكاليل التي هيأناها لنلبسها لعبيدك الذي اتحدوا بالعماد المقدس، لكي تكون لهم أكاليل مجد وكرامة. آمين. أكاليل بركة ومجد. آمين. أكاليل فضيلة وبرّ. آمين. أكاليل حكمة وفهم. آمين. قوهم لكي يكملوا وصاياك وأوامرك ويفوزوا بخيرات ملكوت السماوات بالمسيح يسوع ربنا، هذا الذي من قبله المجد..." وإذ يضع الكاهن الأكاليل على رأس المُعمد بعد أن يشد وسطه بالزنار يقول: ضع أيها السيد الرب الإله على عبيدك أكاليل من السماء. آمين. أكاليل مجد. آمين. أكاليل إيمان غير مغلوب ولا مقاوم. آمين. أكاليل ثبات. آمين. أكاليل عدل. آمين. امنح عبيدك ليكونوا مملوءين من نعمة روحك القدوس، بالرأفات ومحبة البشر اللواتي لابنك الوحيد يسوع المسيح..." هنا نتوقف قليلًا لنرى الطقس يقترب تمامًا من طقس سرّ الزواج، كما يًشد وسط العريس بزنار هكذا أيضًا من نال المعمودية، وكما يكلل العروسان يكلل الذين ينالون هذا السرّ وبصلوات على الأكاليل تكاد تكون واحدة. وكأن الكنيسة ترى في سرّيْ العماد والميرون دخول إلى العرس السماوي، فيُشد وسط العريس بالزنار علامة اتحاده الخفي بالعريس وبالكنيسة كعضو حيّ فيها، ويُتوج بالإكليل مع عروسه لأنهما قد صارا عروس الملك الحقيقي! ما أحوجنا أن نعود من جديد إلى هذا الطقس ليمارس بدقة ومهابة، حتى نتعرف على سرّ عمل الله فينا ومحبته اللانهائية! إن الإكليل الذي يقدمه لنا الله هو روحه القدوس الناري الذي يهبنا الشركة مع عريسنا، ويقدم لنا سرّ الغلبة والنصرة ضد الخطية، أي يقدم لنا إكليل الحياة الزوجية الروحية وإكليل النصرة. * لقد اشترك (التلاميذ) لا في النار التي للاحتراق، بل النار المخلصة، النار التي تحرق الخطيئة وتهب النفس أمانًا. هذه تحل عليكم الآن وتنزع عنكم خطاياكم، وتحرقها كالشوك فتضيء نفوسكم الثمينة وتنالون نعمة... لقد استقرت على الرسل مثل ألسنة نارية لتتوجهم بأكاليل روحية جديدة فوق رؤوسهم [450]. القديس كيرلس الأورشليمي |
||||
12 - 05 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
17. حمل الشموع
بعد إتمام سرّي العماد والميرون، ويلبس المعمدون الجدد الثياب البيضاء، ويتوجون بالأكاليل بعد أن يُشد وسطهم بالزنار، يحملون المشاعل. في هذه اللحظات تدوي في الكنيسة تسابيح الفرح والتهليل. غالبًا ما ينشدون المزمور القائل: "الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء..." إذ هو مزمور الأسرار الإلهية كما سبق أن رأينا. يقول القديس كيرلس الأورشليمي [451] أن السماء ذاتها تتهلل، ويردد الملائكة القول: "طوبى للذي غُفِر إثمهُ وسًتِرَت خطيتهُ" (مز 32: 1). وفي طقس الكنيسة ينشد الشعب: "مستحق (أكسيوس)، مستحق، مستحق". ثم يدخل الكل إلى صفوف المؤمنين، فتمتلئ الكنيسة بهم، ويشترك الكل في فرحتهم بقيامة السيد المسيح التي وهبت البشرية قوة القيامة. يا لها من فرحة الشعب كله! يرون بأعينهم كنيسة المسيح التي لا تشيخ، بل ككرمةٍ مخصبة دائمة الأثمار. يرون الثياب البيضاء، فيذكر كل منهم ثوبه المقدس الذي تسلمه يوم عماده، عربونًا للثوب السماوي. وإذ يتطلعون إلى الشموع أو المشاعل ترتفع أنظارهم إلى النور الحقيقي، متذكرين أنهم أبناء نور لا تليق بهم أعمال الظلمة. لقد وصف لنا الآباء كيف كان الليل يختفي بظلامه أمام كثرة المشاعل والشموع حتى متى أشرقت شمس النهار لا يميز من بداخل الكنيسة الليل من النهار، إذ تكون الكنيسة أشبه بسماء منيرة. * في هذا الليل اللامع يختلط لهب المشاعل بأشعة شمس الصباح فتخلق نهارًا مستمرًا واحدًا بغير انقسام لا يفصله وجود ظلام [452]. القديس غريغوريوس النيسي * إنها تحمل معنى سريًا عن عملية الإنارة، حيث تدخل النفوس اللامعة البتولية لتقابل العريس بمصابيح الإيمان المتلألئة نورًا [453]. القديس غريغوريوس النزينزي |
||||
12 - 05 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
18. التناول من الأسرار الإلهية
إن كان التناول من الأسرار المقدسة ليس جزءً من طقس المعمودية لكنه عمل متلازم، فإن الإنسان الذي ينال الميلاد الجديد يدخل إلى مائدة أبيه لكي يأكل ويشرب، فينمو على الدوام في المسيح يسوع ربنا. * حالًا بعد صعودهم من المياه يقودهم إلى المائدة المملوءة رهبة، المحملة ببركات لا حصر لها، ليتناولوا جسد السيد المسيح ودمه، ويصيروا مسكنًا للروح القدس، إذ يلبسون المسيح نفسه يصيرون كملائكة على الأرض أينما ذهبوا، مضيئين ببهاء أشعة الشمس [454]. القديس يوحنا الذهبي الفم * بعد قبولكم الميلاد السرائري بهذه الكيفية خلال العماد تقتربون من الطعام الخالد... [455] الأب ثيؤدور المصيصي * غنية هي هذه الحلي، لهذا يسرع المغتسلون نحو مذبح المسيح! [456] القديس أمبروسيوس |
||||
12 - 05 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
19. وصية الإشبين
إذ تمتع المُعمد بالعضوية في جسد السيد المسيح الأقدس صار ابنا لله والكنيسة، هيكلًا مقدسًا للروح القدس، له حق الشركة في العبادة الكنسية. لهذا تسلمه الكنيسة -إن كان طفلًا- في يديْ الإشبين أو الإشبينة ليلتزم أو تلتزم بتقديم اللبن الإيماني غير الغاش، وتوصيه الكنيسة بذلك. |
||||
12 - 05 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
20. أكل اللبن مخلوطًا بالعسل
ذكر بنجهام [457] أن الذين ينالون سرّ العماد في الكنيسة الأولى يُقدم لهم خليطًا من اللبن والعسل. وقد ذكر العلامة ترتليان [458] هذه العادة وأيضًا التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس. ولعل أكلهم اللبن يحمل رمزًا للبن النقي غير الفاسد الذي تقدمه الكنيسة لأولادها خلال إيمانه وطقوس عبادتها غذاءً لنفوسهم. والعسل يشير إلى وصايا السيد المسيح التي تصير عذبة في فم أولاده، إذ هي أحلى من العسل وقطر الشهد. كما أن أكل اللبن المخلوط بالعسل يشير إلى الدخول إلى أرض الموعد الحقيقية الروحية التي تفيض لبنًا وعسلًا (خر 3: 8). |
||||
12 - 05 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
21. صلاة حل الزنار
في الطقس القبطي غالبًا ما يقوم الكاهن بنفسه بمساعدة المُعمد في ارتداء الثوب الأبيض، كما يربط زنارًا حول صدره، ويضع على رأسه إكليلًا [459]. الثوب الأبيض يشير إلى الطبيعة الجديدة التي وُهبت له تحمل نقاوة ملائكية، والزنار يشير إلى ارتباط المعمد بالكنيسة كعضوٍ حيٍّ فيها، والإكليل علامة الغلبة والنصرة على الشيطان والتمتع بالأمجاد الإلهية. وفي طقس الكنيسة الأولى، إذ يتناول المعمدون حديثًا -غالبًا في عيد الفصح المجيد- يبقون إلى اليوم الثامن في محيط الكنيسة بملابسهم البيضاء، وكأنه أسبوع الفرح بميلادهم الروحي الجديد، يسمى "أسبوع الثياب البيضاء". هذا الطقس لم يتوقف في الكنيسة القبطية في بعض بلاد الصعيد، وإن كان قد أُهمل تمامًا في البلاد الكبرى خاصة في الوجه البحري. وقد احتفظت المخطوطات القديمة وكتب الطقس الحديثة بطقس يمارس في اليوم الثامن من العماد المقدس، حيث تصلي ليتورجية تسمى "حل الزنار". في هذه الليتورجية تقدم الكنيسة ذبيحة شكر لله الذي وهب المعمد هذه النعمة العظيمة، وتطلب له ثباتًا ونموًا في النعم الإلهية. بعد الصلوات والتسابيح يستحم المعمد في المياه المُصلى عليها، وفيها يُغسل ثوبه الأبيض والزنار الذي كان مربوطًا به، ثم تلقى المياه في بحر أو نهر أو حقل طاهر. اجتذبني هذا الطقس الجميل والبسيط في نفس الوقت، ورأيت أن أقدم مقارنة بينه وبين "طقس الحميم" في اليوم الثامن من ميلاد الطفل جسديًا، الذي وإن كنا نمارسه أحيانًا، لكن القراءات الواردة في الكتب الطقسية الحديثة تختلف عما وردت ببعض المخطوطات. وفي مقارنتي سأعتمد على مخطوط بدير القديس أنبا أنطونيوس (طقس 7)، نُسخ في 13 توت عام 1372ش (1655م) نقلًا عن مخطوط بمكتبة كنيسة العذراء حارة زويلة تاريخه سنة 1096ش (1379م). أ. في اليوم الثامن من ميلاد الطفل جسديًا تقدم الكنيسة ليتورجية "حميم الطفل"، فيه تشكر الله من أجل المولود الجديد ويشترك الكاهن مع الوالدين في تسمية الطفل. وكأن الكنيسة تمارس أمومتها في حياة الإنسان منذ نعومة أظفاره حتى قبل نواله سرّ المعمودية، تشكر الله من أجل خلقته وتهتم حتى باختيار الاسم اللائق به. وفي اليوم الثامن من عماده تقدم ذبيحة شكر لله من أجل ميلاده الروحي، ومن أجل دخوله في العضوية الكنسية بكونه قد صار ابنًا لله وعضوًا في جسد السيد المسيح السري. ب. في الطقس الأول يُقرأ البولس بعد صلاة الشكر دون الصلاة بمزمور التوبة (مز 50 "51")، أما في الطقس الثاني فيصلى هذا المزمور. ففي صلاة الحميم تقدم الكنيسة الليتورجية كذبيحة تسبيح وفرح بميلاده تنتظر دخوله إلى مياه المعمودية، أما في ليتورجية حل الزنار، فانه إذ دخل مياه المعمودية ونال الثوب الأبيض الداخلي يلتزم أن يحافظ على هذه النقاوة خلال أعمال التوبة غير المنقطعة. ج. في ليتورجية الحميم تقرأ كلمات الرسول بولس عن ختان الجسد (في 1:3-9) الذي كان يتم في اليوم الثامن في العهد القديم، موضحًا إنه يليق بنا ألا نتكل على الجسد وبرّ الناموس بل على الإيمان بالمسيح يسوع برّنا الحقيقي. فإن كنا قد ولدنا حسب الجسد لكننا في حاجة إلى ولادة روحية جديدة لكي "نعبد الله بالروح ونفتخر في المسيح يسوع ولا نتكل على الجسد". أما في الطقس الثاني فتُقرأ كلمات الرسول عن تمتع الشعب بعبور البحر الاحمر تحت السحابة وتناولهم طعامًا واحدًا روحيًا وشرابًا من الصخرة التي هي المسيح (1 كو 10: 1-4). وكأن الكنيسة تعلن للمعمد أنه قد نال ما كان رجال العهد القديم يتمتعون بظلاله خلال الرموز. إنه لم يدخل البحر الاحمر، وإنما دخل المياه المقدسة الشافية، ولم يتحرر من عبودية فرعون، بل من سلطان إبليس، ولم يدخل تحت سحابة بل سكن الروح القدس فيه، ولم يأكل منًا، بل تمتع بالمسيح يسوع نفسه المن السماوي! د. في الطقس الأول تطلب الكنيسة من الوالدين أن يسبحا الله على عطيته لهما ويقدما النذور الروحية والمحرقات والصلوات التي تسند طفلهما حتى ينمو في النعمة والقامة: "اذبح لله ذبيحة التسبيح، وأُوفِ للعلي نذورك. ادخل إلى بيتك بالمحرقات، واُقدم لك الصلوات التي نطقت بها شفتاي". وفي الطقس الثاني يطوبّ المزمور المُعمد من أجل عطية المغفرة التي نالها فيحافظ عليها: "طوباهم الذين غفرت لهم آثامهم، والذين سُترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة ولا وجد في فمه غش". ه. في طقس الحميم يُقرأ فصل الإنجيل الخاص بختان السيد المسيح ودخوله الهيكل محمولًا على يديّ سمعان الشيخ، إذ انفتحت عيناه وأدرك الخلاص الذي قدمه الله لجميع الأمم (لو 2: 21-35). وكأن الكنيسة تؤكد للوالدين ضرورة ختان طفلهما روحيًا في المسيح يسوع، لكي يصير محمولًا على الأذرع الإلهية يتمتع بالسكنى في هيكل الرب، ويكون سرّ بركة للكثيرين. أما في طقس حل الزنار فيقرأ الإنجيل الخاص بمعمودية يوحنا (مت 3: 1-6) الذي هيّأ الطريق بالتوبة للرب، لكي يبقى المُعمد في حالة توبة مستمرة لكي لا يفقد ثمرة المعمودية. و. في صلاة الحميم يطلب الكاهن من الله أن يبارك الطفل، وأن يهيئه للعماد المقدس: [نسأل ونتضرع إلى صلاحك عن عبدك (فلان بن فلان). باركه بكل البركات السمائية، وبارك أيضًا ميلاده، وليطل عمره كنعمتك، حتى ينمو ويكثر ثلاثين وستين ومائة، وليفرح به أبواه ويسرا بميلاده مثل زكريا وأليصابات اللذين وهبت لهما يوحنا النبي. وفي الزمن المحدَّد فليستحق حميم الميلاد الجديد لغفران خطاياه. أعده هيكلًا لروحك القدوس...] أما في صلاة حّل الزنار فيشكر الله من أجل سرّ الاستنارة الذي ناله المُعمد، طالبًا أن يحفظه إلى الانقضاء في الإيمان المستقيم، ويؤهله للحياة الأبدية وملكوت السماوات بالمسيح يسوع ربنا: [أيها السيد الرب إلهنا، مانح السلام والبركة... الذي باركنا وقدسنا وأضاء علينا بنور لاهوته، الذي جعل عبيده مستحقين أن ينالوا النور الذي من فوق، غير الموصوف، الذي لمسيحك يسوع مخلصنا. أنر عليهم بنور البركة، طهرهم، باركهم. جدّدهم بنعمتك من جهة المعمودية التي نالوها بقوة روحك القدوس المحيي... باركهم ببركتك، ثبتهم في إيمانك الأرثوذكسي إلى الانقضاء. ائت بهم إلى حد القامة والبلوغ. وليكونوا محروسين بين ملائكة صالحين إلى الانقضاء. املأهم من المعرفة ومن كل فهم... اجعلهم مستحقين الحياة الأبدية وملكوت السماوات بالمسيح يسوع ربنا..." ز. في طقس الحميم يُرنم المزموران 148-149، ويشترك الطقسان في الصلاة الربانية وقراءة التحليل ورشم المياه ثم الترنم بالمزمور 150 والختام بالبركة بعد حميم الطفل أو المعمد. أما في الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية فيقدم في اليوم الثامن من العماد طقس بسيط جدًا في ختامه يحل الكاهن الزنار والثوب الأبيض ويربط أطرافهما ويبلهما بماء نقي ويرش المُعمد وهو يقول: [قد تبررت، قد استنرت، قد تقدست، قد اغتسلت، باسم ربنا يسوع المسيح وبروح إلهنا.] ثم يتناول اسفنجة جديدة ويغمسها بالماء ويمسح بها أعضاء المعمد الممسوحة بالميرون المقدس ويقول: [قد اصطبغت، قد استنرت، قد تميزت، قد تقدست، قد اغتسلت، باسم الآب والابن والروح القدس. آمين [460].] _____ |
||||
12 - 05 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
الحواشي والمراجع: [322] Didache 7:4. [323] Whitacker: Documents of the Baptismal Liturgy, P 47, 48. [324] Dix 30. [325] Contra Celsus 3:51. [326] Cot. Lect. 1:3; 3:3; 4:36; 21:24. [327] Confes. 1:11. [328] الدكتور جورج حبيب، ص 49. [329] De Symbole Sermon De Catechumens. [330] De Peccotorum merelties 2:42. [331] عظة المعمودية (15). [332] Whitaker, P 38. [333] Whitaker, P 39. [334] Ibid P 47. [335] Ibid P 46. [336] Ibid P 46, 47. [337] الترجمة السبعينية عوض أي 7:41. [338] Cat. Lect. 3:11,12. [339] J. Daniélou: The Bible and the Liturgy, P 35, 36. [340] PG 33:333 A. [341] PG 33:357 A. [342] PG 46:416 C. [343] للمؤلف: الكنيسة بيت الله، 1979، ص 410. [344] المرجع السابق ص 407. [345] المرجع السابق ص 406. [346] Hom. Cat. 14:1. [347] Dix 33 v 1-5a. [348] PG 46:420 C. [349] PG 33:1077 A. [350] PG 46:420 C. [351] Hom. Cat. 14:8. [352] PG 33:1077 B, Myst. Hom 2:2. [353] PG 33:1080 A. [354] Hom. Cat. 14:8. [355] PG 44:1003 D. [356] PG 46:600. [357] Whitaker, P 37, 38. [358] Responsiones de Orthodoxos. [359] Can 119:106-148. [360] Apost. Const. 7:34. [361] Myst. Hom 2:3. [362] Whitaker, P 47,48. [363] Ibid, P 37. [364] Ibid, p 40. [365] The Chaplet 3; The Shows 4. [366] E. C. Whitaker, P x111. [367] St. Basil: The Holy Spirit 27. [368] Chaplet 3. [369] Dix 34. V 9. [370] Can 119:106-148. [371] De Corona 13. [372] The Early Litturgy, P 80. [373] To The Catach. Hom 2. [374] Cat. Lect. 1:4. [375] Hom. Cat. 1:12. [376] Theodore of Mops: Hom. Cat. 13:7. [377] Ibid 13:8. [378] Myst. Hom. 1:4-8. [379] Hom. Cat. 12:19. [380] Ibid 12:22. [381] J. H. Crehan: Early Christian Baptism and the Creed, London 1948, P 209-219. [382] Whitacker, P 37,39-40. [383] PG 44:984 A. [384] PL 9:446 B. [385] St. Cyril. Jer: PG 33:1069 A. [386] Hom. Cat. 13:5. [387] F. J. Doelger: Die Sonne der Gerechtligkeit und die Schwarz, P 118-9. [388] Myst. Hom 3:4. [389] عظة 6:30، 5:1. [390] De Sacramentis 1:2. [391] Ibid 1:3. [392] J. Daniélou: The Bible and the Liturgy, P 31. [393] المؤلف: الكنيسة بيت الله، 1979، ص 71-80. [394] St. Basil: De Spir. Sanct. 27. [395] Mart. Polyc. 9:3. [396] Whitacker, P 46. [397] Cat. Hom 13:1. [398] شرح مز 14. [399] Canon of Hip., can 19:106-148. [400] سبق أن قدمت مقارنة بين قوانين الإيمان المستنبطة من إيريناؤس وترتليان وكبريانوس ونوفيتوس وأوريجينوس ولوقيانوس ويوسابيوس وكيرلس الأورشليمي وقانون الإيمان النيقوي - القسطنطيني (راجع كتابنا قانون الإيمان للرسل ص 16-19 الموجود هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت). [401] Epis. ad Mag. 6. [402] Epideixis (Presenting of the Apostolic Preaching) 3;7. [403] Epid. 6. [404] Adv. Haer. 3:4. [405] Epist. 69:7. [406] Canon 19:106-148. [407] H. E. 7:9. [408] PL 16:423. [409] In Ioan. Evang. 32:16. [410] الديداكيّة 1:7-3. [411] Dix 33, v 1-5. [412] De Spiritu Scanto 27:16. [413] De Baptismo 4. [414] Epist. 70:1. [415] Cat. Lect. 3:3,4. [416] In Ep. 1 Cor., hom 1:7. [417] In Io. Tract 80:3. [418] De Sacr. 1:15. [419] Hom. Cat. 14:9. [420] Euchology of Serapion 19:1, 2. [421] Apost. Const. 7:43. [422] In Ioa. Evang. Tract. 118:5. [423] الأسرار: فصل 2. [424] D. Stone: Holy Baptism, P 169. [425] Ecc. Heir. 27. [426] The Shepherd: Ench. Patr. 92. [427] Francoise Cuttaz: Divine Birth, 1962, p. 6 (n). [428] St. Chrys: In Col., hom. 6. [429] في حالة المرض الشديد يجوز العماد بالرش أو سكب الماء على رأس المريض ثلاث مرات. [430] De Coron. Mil. 3. [431] ضد براكسيان 26. [432] In Bapt. Christii. [433] In Bapt. Christii. [434] Ecc. Hier. 2:251. [435] Canon 19:133. [436] Epis. 73:5. [437] On the Holy Spirit 15. [438] تفسير رسالة أفسس 4:2.. [439] De Sacr. 3:5; De Myst. 31,32. [440] Myst. Hom. 3:1. [441] Ad. Antolycum 1. [442] Epis. 70:2; 73:9. [443] Clem. Alex: Instructor. [444] للمؤلف: سفر الرؤيا، طبعة 1969، ص 99، 100. [445] Whitaker, P 49,50. [446] الأسرار: 7. [447] Cat. Lect. 3:16. [448] ميمر عن المعمودية المقدسة. [449] روفائيل أسقف بروكلين (للروم الأرثوذكس): الافخولوجي الكبير، نيويورك 1913، ص 346. [450] Cat. Lect. 17:15. [451] مقال 1. [452] Oratin On Resur. [453] Orat. On Bapt. [454] Whitaker, P 41. [455] Ibid, P 50. [456] De Myst. 43. [457] Bingham: Antiq. 12:4, 5, 6. [458] The Chaplet 3. [459] للأسف اختفى طقس وضع الإكليل على رأس المعمد، بالرغم من وجوده مطبوعًا حتى في الكتب الحديثة، مما يدل أنه كان يمارس في مصر إلى وقت قريب. [460] روفائيل أسقف بروكلين: الافخولوجي الكبير، نيويورك 1913، ص 349-351. |
||||
|