منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 01 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الاستقامة ضد الباطل
إن كان من الخطأ التطرف حتى فيما يظنه الإنسان خيرًا، فماذا نقول إذن عن الباطل والتطرف فيه؟!
قد يسلك الإنسان في الباطل عن طريق الجهل ومع ذلك يحكم عليه بأنه غير مستقيم في سلوكه. إن طريقة غير مستقيم، لأنه ضد الحق والبر، سواء كان يعرف ذلك أو لا يعرف.. وما أعمق قول الكتاب " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم16: 25، 14: 12).
إنها طرق غير مستقيم، وعاقبتها الموت، مهما بدت لصاحبها غير ذلك. إن الكبرياء قد تصور للإنسان أن كل تصرفاته مستقيمة، وربما تكون الحقيقة عكس ذلك تمامًا. وفي ذلك يقول الكتاب " طريق الجاهل مستقيم في عينيه" (أم12: 15). الاستقامة يلزمها قلب متضع، يدرك خطأه، ويصحح طريقه لكي يصير مستقيمًا...

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
أما المتكبر فيستمر في عدم استقامة لأنه يرفض الاعتراف بخطأ طريقه. وهكذا نرى الصلة القوية بين الاستقامة والاتضاع. ذلك لأن المتكبر لا يعرف حقيقته جيدًا، ولا يعرف سقطته أو لا يعترف بها. لذلك وصفه الكتاب بأنه جاهل، وقال: طريق الجاهل مستقيم في عينية!
وقد يسلك الإنسان في الباطل نتيجة مرضه، فيظن أن كثيرين ضده يضطهدونه، فيكره البعض منهم، ويقاوم البعض، ويشتم هذا وذاك، ويشكو من جميعهم، وتتعقد نفسيته، ويظن أن هناك أخطارًا تترصده، حيث لا يوجد خطر على الإطلاق. ويفقد هذا الشخص استقامة سلوكه نتيجة لمرضه النفسي. حتى لو كان هذا الشخص في حالة من المرض لا توقعه في مسئولية. ولكن ذلك لا يمنع من أن السلوك غير مستقيم.
الباطل هو الباطل، سواء أدين عليه صاحبة، أم لم يدن. وربما الإنسان المريض نفسيًا أو المريض عقليًا، لا نقول عنه أنه غير مستقيم. ولكن نقول عن تصرفاته إنها غير مستقيمة. وقد يوجد إنسان يحاول أن يجمع بين الحق والباطل. وهذا أيضًا غير مستقيم.
فالباطل الذي يقع فيه أحيانًا، يشوه استقامة طريقة. ولا يمكن أن يتفق مع علامات الطريق الروحي. ولكنه إذا اعترف بأنه أخطأ وقوم طريقة، فإننا نعتبرها خطية وقد تاب عنها. ولكن الخطر هو إنسانًا يعتبر الباطل الذي فيه لونًا من الاستقامة!!
وذلك بأن يلبس الخطية ثوب الفضيلة ويعتبر أنه على حق في كل أخطائه، بل لا يسميها للأمور!
ومثل هذا الشخص، تصبح عدم الاستقامة الفكرية والضميرية عنده، سببًا في استمرار عدم الاستقامة في سلوكه، كطبع من طباعة...!
ما أخطر عدم الاستقامة في الضمير حيث تختل كل موازين الإنسان وقيمه ويصبح حكمة على الأمور غير مستقيم ويفعل الخطية بضمير مستريح، ولكنه ضمير مريض، أو ضمير واسع، أو ضمير غير مستقيم...!
أمثال هؤلاء يحتاجون إلى توعية... يحتاجون إلى تعليم روحي، لإصلاح موازينهم الروحية. فالذين يقبلون التعليم منهم، يكون هناك رجاء في عودتهم إلى الاستقامة، فكريًا وضميريًا وسلوكًا.
والبعض قد يحاول الجمع بين الحق والباطل عن طريق الرياء!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الاستقامة ضد الرياء
هؤلاء يكون ظاهرهم من الخارج مستقيمًا، بينما هم في الداخل عكس ذلك. فيظهرون للناس أبرارًا وهم خطاه. هم كالقبور المبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنة...
وبالرياء يجمعون بين نوعين من عدم الاستقامة: داخلهم الخاطئ غير مستقيم وتظاهرهم أيضًا بالاستقامة هو أيضًا عمل غير مستقيم.
ويقعون بهذا في خطية مزدوجة. لأنه إن كان من يفعل خيرًا لكي يظهر للناس بره، يكون قد وقع في خطيئة الرياء، فكم بالأكثر الذي يكون غير مستقيم، ويظهر أمام الناس وكأنه مستقيم وبار، أي رياء مزدوج يكون هذا؟‍ من هذا النوع يهوذا، الذي كان يقبل السيد المسيح كصاحب له بينما كان بالقبلة يسلمه لأعدائه. أو كان يجلس قريبًا منه، يأكل معه ويغمس لقمته في نفس صفحته، بينما هو قد قبض ثمن تآمره عليه! إن خيانة يهوذا شيء. أما استمراره في صحبه المسيح، مع تلاميذه، يأكل معه ويأتي يقبله، فهذا لون آخر من الطريق غير المستقيم الذي يظهر في الرياء والتظاهر بالحب...
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ومن هذا النوع كانت دليلة مع شمشون، نفس المزيج من الخيانة والرياء!
تتظاهر بالحب والدالة فيما تسلمه لأعدائه! وبنفس الرياء وأكثر منه، يسلك الشيطان، حينما يتظاهر أنه يقدم لآدم وحواء طريق بينما هو يعمل على هلاكهما. ومعنا أيضًا بنفس الأسلوب..
الإنسان المرائي يكون أحيانًا ذا وجهين ولسانين! ويلعب على حبال كثيرة...
ولا يكون مستقيمًا بذلك في تصرفه ولعل من هذا كان يريد أن يجمع بين بالاق بن صفور وبناء سبعة مذابح للرب (تك22: 23) فهو يقول "كيف ألعن من لم يلعنه الله..؟! الذي يضعه الرب في فمي أحرص أن أتكلم به" (تك23: 8، 12) وهو في نفس الوقت يقدم لبالاق النصيحة التي يهلك بها الشعب (رؤ2: 14).
وظن بلعام أنه يكفي أن لسانه لم تخرج منه لعنة للشعب، بينما قلبه كان يسعي لهلاكهم! أما الإنسان المستقيم، فإن قلبه ولسانه يكونان معًا في خط واحد طاهر.
ولقد رفض السيد المسيح أن يكون القلب واللسان في طريقين متضادين. وورد العبارة التي قيلت عن الشعب في العهد القديم " هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (متى15: 8 ؛ 29: 13).
الإنسان المستقيم: إن قال كلمة حب أو مديح بشفتيه، يكون قلبه أيضًا بنفس المشاعر...
لا تناقض إطلاقًا بين القلب واللسان فهذا التناقض دليل على عدم الاستقامة.
وفي هذا التناقض يقع الذين يستخدمون كلمات التملق، والمديح الكاذب، وكلمات النفاق...
ووقع في هذا الخطأ الأنبياء الكذبة الذين كانوا يقولون لآخاب الملك أنه سينتصر" (1مل22: 13، 22).
الإنسان المستقيم لا تقوده سياسات وأغراض، ولا تغير ضميره ولا لسانه.
فلا يسلك في الرياء من أجل غرض يحققه أو شهرة يحصل عليها، أو انضمامًا لتيار معين. إنما هو هو: من الداخل كما من الخارج.
ليس هو شخصين، بل شخص واحد لا يخالف ضميره، ليتكلم بما يرضي الناس ولا يقول إلا ما يؤمن في قلبه إنه حق.
الرياء ضد الاستقامة لأنه محاولة للجمع بين طريقين متضادين، بأسلوب الخداع...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الخداع ضد الاستقامة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لم يكن يعقوب مستقيمًا، حينما خدع أباه إسحق، وقال له أنا بكرك عيسو" (تك26: 18). ولم يكن مستقيمًا حينما ليس جلد جدي ماعز ولم تكن أمه رفقة مستقيمة حينما نصحته بكل هذا وقالت له لعنتك على (تك26: 13).
ولم يكن أخوة يوسف مستقيمين حينما خدعوا أباهم يعقوب، حينما غمسوا قميص يوسف الملون في دم ماعز ليظن أبوه أن وحشًا قد افترسه (تك37: 31 33).
الإنسان المستقيم إنسان صريح وواضح لا يكذب ولا يخادع ولا يصل إلى أغراضه عن طريق الخداع، ولا يحل مشاكله بالخداع. ويري أن الخادع طريق غير مستقيم، يحتقر ذاته إن أوصله إلى غرض.
الخداع ضد الحق. والإنسان المستقيم هو إنسان حقاني، لا يقبل على نفسه أن يظلم أحدًا.
وإن كان له غرض يحب أن يصل إليه، فليكن ذلك عن طريق مستقيم.
لأنه يؤمن، ليس فقط باستقامة الغرض والهدف، وإنما أيضًا باستقامة الوسيلة ولذلك فهو يرفض التحايل.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

التحايل ضد الاستقامة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الإنسان غير المستقيم، إذا لم توصله استقامة الوسيلة، يلجأ إلى الحيلة.
فإن لم يجد حيلة سليمة، فإنه يلجأ إلى التحايل...
ومن ضمن ذلك: اللف والدوران:
عن الخط المنحني خطأ مستقيمًا والخط الدائري ليس كذلك خطأ مستقيمًا يرفض كل طرق اللف والدوران، التي يحاول أن يخفي بها غرضه ليصل بأسلوب غير ملحوظ...
لذلك فهو يرفض أيضًا سياسة السبب الثاني والثالث...
هذه التي يستخدمها البعض، مخفين السبب الأول أو السبب الحقيقي، ومقدمين أسبابًا أخري ثانوية أقل أهمية، ربما السبب الثاني أو الثالث أو الرابع، من أمور قد يهتم بها السامع، ولا علاقة لها بالموضوع، وذلك لكي ينالوا موافقته بأية الطرق!
إن السبب الثاني، حتى لو كان حقًا، ليس هو صدق خالص وذلك بإعطائه أهمية له تخدع السامع..! واستخدمه نوع من التحايل.
وكذلك أيضًا المبالغة سواء في تقييم الأشياء ونوعياتها، أو المبالغة في وصف منافعها أو مضارها، لكي توصل السامع إلى اقتناع معين ما يلبث أن يكشف زيفه بعد حين...!
كلها أساليب لا تتفق مع الاستقامة ولا تتفق مع احترام المتكلم لضميره ولا مع احترامه لضمائر الناس...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الاستقامة والثقة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الإنسان المستقيم هو موضع ثقة كل من يعاشره، أو يتحدث إليه...
واستقامته تعطي فكرة عن روحياته وتدينه. فالاستقامة ليست مجرد فضيلة اجتماعية...
إنما هي إحدي معالم الطريق الروحي وتكون عند الروحيين بمستوي أعلى وأعمق. نقول ذلك لأنه قد يحدث أن البعض يعيشون في جو الخدمة داخل الكنيسة ويكونون قد استبقوا معهم بعض أساليب العالم الخاطئة يحققون بها أهدافهم الكنسية.
فيخدمون، ويستخدمون في داخل الخدمة أساليب غير مستقيمة تكون عثرة لغيرهم!
على أن الإنسان الروحي يحتاج باستمرار أن يعود نفسه على الاستقامة مهما كلف ذلك من ثمن، ومهما بذل في سبيله... بل حتى لو ظن أنه يخسر أحيانًا بسبب استقامته أسلوبه في التعامل وفي الخدمة... إنها قد تكون خسارة مادية، ولكنها مكسب روحي.
وعليه أن يرفض كل مكسب أو نفع عن طريق غير مستقيم، شاعرًا أنه ليس من الله.. ولا يستاهل مطلقًا في هذا الأمر ولا يشترك مع الذين يتساهلون.
إن أبدية الإنسان أهم من أية منفعة عالمية كذلك قدوته كإبن لله، وعضو في جسد المسيح، يجب أن تكون بلا لوم أمام الكل.
بهذا يعيش ضميره سعيدًا، ويعيش الناس مطمئنين له.
وعلينا أن نضع أمامنا قدوات الآباء القديسين، ونسلك في خطاهم...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

القيم والتقييم الروحي

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لفظة " قيم " من الناحية اللغوية، هي كلمة جمع مفردها قيمة، وتعني الأشياء ذات القيمة التي تقود الإنسان في حياته. واصطلاحًا بها الأمور السامية ذات القيمة التي يهتم بها كل من يتبع طريقًا فاضلًا، ويتمسك بها كمبادئ يبدأ بها كل عمل يعمله.
فما هي الأشياء التي لها قيمة في تقديرك، والتي تقودك في حياتك؟
إن الناس يختلفون من جهة القيم. فالإنسان الروحي له قيم عالية يضعها أمامه باستمرار. بينما هناك أشخاص في العالم يعيشون بلا قيم، أو لهم قيم أخري غير روحية، أو لهم تقيمهم الخاص للأمور. وبناء عليه يتبعون منهجًا آخر في الحياة وسبلًا أخري.
في قلب كل إنسان يوجد اهتمام بشئ معين له القيمة الأولي في تقديره الخاص. ومن أجل هذا الشيء يبذل كل جهده، وفيه يركز كل عاطفته.
فهناك من يركز جهده في المال ويعطيه كل القيمة وهناك من يركز القيمة كلها في الشهرة أو العظمة.. وهناك من يجعل القيمة كلها في النجاح أو التفوق...
وبحسب هذا التركيز قد تختفي القيم السامية التي ربما يفكر فيها اطلاقًا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الغرض والوسيلة
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
إنسان قد يضع أمامه غرضًا معينًا كل القيمة، وربما في سبيل ذلك لا يهتم مطلقًا بنوعية الوسيلة الموصلة إليه.
فلا مانع مثلًا من الكذب والخداع والغش والحيلة لكي يصل إلى غرضه، أيًا كان هذا الغرض. فإن وصل بفرحة النجاح.. حتى إن كان قد ارتفع على جثث غيره، أو كانت راحته قائمة على تعب الآخرين...
لا شك أن هذا إنسان وصولي يعيش بلا قيم، قد فقد الغرض والوسيلة كليهما.
والإنسان الروحي لابد أن يضع أمامه غرضًا صالحًا. ولابد أن تكون وسائله إلى هذا الغرض الصالح، هي وسائل صالحة أيضًا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

معنى النجاح

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
كل إنسان يشتاق إلى النجاح. وبمثل النجاح إحدى القيم التي يضعها أمامه.
ولكن ما هو النجاح؟
ونقصد النجاح بمعناه الحقيقي...
ذلك لأن الأشرار يفرحون أيضًا إذا ما نجحوا في تحقيق الشر الذي يزيدونه. وكل صاحب غرض يفرح بنجاحه في الوصول إلى غرضه مهما كان خاطئًا. ونحن لا نقصد النجاح بهذا المعني.
النجاح هو أن تنتصر على نفسك، لا أن تنتصر على غيرك.
والنجاح هو أن تصل إلى نقاوة القلب وليس فقط إلى تحقيق أغراضك أيًا كانت.
والنجاح هو أن تصل إلى ملكوت الله في قلبك. وكل غرض آخر لك يكون داخل هذا الملكوت.
فإن خرج نجاحك عن هذه القيم، يكون فشلًا لا نجاح.
لذلك كثيرًا ما يفرح إنسان قد نجح، بينما السماء قد ترثي لحاله.
وقد يظن أنه نجح في أمر من أمور هذا العالم الحاضر، بينما يكون قد خسر أبديته.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الاهتمام بالأبدية
الإنسان الروحي يكون اهتمامه الأول هو بأبديته. وينمو في هذا الشعور، حتى تشغل الأبدية كل اهتمامه ويصبح تفكيره مركزًا في مصيره الأبدي.
تصير الأبدية صاحبة القيم الأولى في حياته. وكل عمل أو غرض يتعارض مع أبديته، يرفضه رفضًا كاملًا، ولا يقبل في ذلك نقاشًا. ويعتبر حياته الحاضرة مجرد تمهيد يوصل إلى الأبدية.
وهذا الاهتمام بالأبدية يجعل لحياته اتجاهًا روحيًا طاهرًا، ثابتًا في الله، حريصًا على محبته وحفظ وصاياه.
هذا الاتجاه الروحي يفقده الذين جعلوا القيمة الأولي لحياتهم في العالم، من حيث المركز والمتعة. فانشغلوا بالعالميات انشغالًا ملك كل تفكيرهم، وأنساهم تلك الحياة الأبدية. ولقد قدم لنا السيد المسيح مبدأ روحانيًا نضعه نصب أعيننا في طريقنا الروحي وهو:
" ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" (متى16: 26).

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ليتك تسأل نفسك أيها القارئ العزيز: ما هي قيمة الأبدية في حياتك؟ هل هي إحدى القيم الأساسية التي تحرص عليها، ولا تبرح ذاكرتك في أي وقت؟ أم أنت لا نفكر فيها على الإطلاق؟ تشغلك عنها اهتمامات كثيرة، ناسيًا قول الرب لمرثا:
" أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحد" (لو10: 42).
ما هي هذه الأمور الكثيرة من أمور العالم التي تنال منك اهتمامًا وتقييمًا أكثر من أبديتك؟! أما آن وان أن تصلح موازينك الروحية، وتعيد تقييمك للأمور، حتى تنال ما يليق بها من اهتمام وتركيز، في قلبك وفي فكرك وفي توزيع وقتك؟
وحينما نتكلم عن الأبدية، إنما نقصد الأبدية بالنسبة إليك، وأيضًا بالنسبة إلى غيرك...
أي نقصد تقييمك لأهمية ملكوت الله فيك، وفي سائر الناس...
نقصد مدي حرصك أن تكون داخل هذا الملكوت، وأن يكون كل من تعرفه داخل دائرة الملكوت أيضًا. وهنا تبرز الغيرة المقدسة والخدمة كعلامة هامة من معالم الطريق الروحي، وكإحدى القيم التي تقود حياتك.
وكلما ترتفع قيمة الأبدية في فكرك وفي قلبك، على هذا الحد تصغر وتتضاءل قيمة العالم في نظرك.
وهذه أيضًا واحدة من معالم الطريق الروحي: أن لا تعطي تقييمًا لشيء من أمور هذا العالم، واضعًا أمامك قول الرسول " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الأب" (1يو2: 15).
ليتك تسأل نفسك في صراحة: ما هو تقييم العالم في نظرك؟
هل هو حياتك ومتعتك وشهواتك؟ هل هو جميل بدرجة أنك لا تستغني عما فيه من متع وملاذ وتحزن أن فارقته؟!
أم العالم وكل الأشياء التي فيه، هي مجرد " نفاية " كما رآها القديس بولس الرسول؟ (في3: 8).
لقد جرب سليمان الحكيم الأمرين كليهما الأمرين: جرب النظر إلى العالم كمتعة، فقال " مهما اشتهته عيناي، لم أمنعه عنها" (جا2: 10). ولما فقد هذا العالم قيمته في نظره، قال عنه إنه كله " باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس" (جا2: 11).
فما هي قيمة العالم في نظرك؟ حسب تقييمك له، سيكون تعاملك معه.
هل هو تافه وباطل وقبض الريح؟ أم هو شهوة تجتذبك بعنف؟ شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة (1يو2: 16).
ليتك في تقييمك للعالم، تؤمن ببطلانه، وتثق بأنه يبيد وشهوته معه (1يو2: 17).
هذه هي بعض القيم التي ينبغي أن تؤمن بها. وقد كان النسك والزهد نابعين من الإيمان بهذه القيم.
والرهبنة أيضًا نبعت من هذا القيم، وكذلك البتولية. بل أن الاستشهاد نفسه كان ثمرة للإيمان بقيم معينة، من جهة الأبدية والإيمان بتفاهة العالم.
ولقد جرب القديس أوغسطينوس شهوات العالم الكثيرة. ولكن لما زالت قيمته في نظره استطاع أن يقول: جلست على قمة العالم، أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا.
إذن لكي تقتاد إنسانًا إلى محبة الله، عليك أن تصلح موازينه، وتصحح قيمة ونظرته إلى الأمور.
لذلك حسنًا قال الرسول " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو12: 2). وماذا يكون تغيير الذهن سوي تغيير مفاهيمه وتصحيح قيمة؟ لكي تستقيم نظرته إلى الأمور، وتأخذ اتجاهًا روحيًا...
وهنا نسأل عن تقييمك لكي من احتياجات الروح والجسد.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 01 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الروح والجسد

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لا شك أن غالبية الناس يقدمون كل الاهتمام أو غالبيته لأجسادهم. فيهتمون بطعام الجسد، وبصحته، وقوته وجماله.
ويعطونه ما يحتاج إليه من غذاء ومن دواء ومن علاج، ومن راحة ونشاط واستجمام.. ويهتمون نفس الاهتمام بأجساد أبنائهم وأقاربهم وصحتهم.
أما الروح فلا تأخذ نفس الاهتمام. لأن تقييم احتياجات الروح ليس وارِدًا على الذهن، وربما يكون مُهمَلًا.
لذلك تضعف أرواح الناس، إذ لا تجد غذائها الكافي، ولا الاهتمام بكل ما تحتاج إليه من تقوية، ومن رياضة روحية، ومن سائر المنشطات الروحية كالقراءة والتأمل والتراتيل والاجتماعات والصلاة والتداريب الروحية.
إن التقييم الذي للروح هو الذي يحدد مسلكنا في الحياة...
وهو الذي يجعلنا نهتم بالقيم الروحية وبالوسائل الروحية التي تنمينا روحيًا وتدفعنا إلى التقدم باستمرار في الطريق الروحي..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
كتاب معالم الطريق الروحىً لقداسه البابا شنوده
معالم الطريق الروحي للبابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 08:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024