منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 11:13 AM   رقم المشاركة : ( 291 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

وقال كذلك: »من يشتهي الروحانيات، حتماً يُهمِلُ الجَسَدَانيات، احذر من حياةِ الخُلطةِ، لأنها تعوقُ سائرَ أنواعِ التوبةِ، التخاطب مع كثيرين يعوقُ الحزنَ الذي من أجلِ اللهِ، ليس شيءٌ محبوبٌ لدي الله، وسريعٌ في استجابةِ طلباتهِ، مثل إنسانٍ يطلبُ من أجلِ زلاتهِ وغفرانِها. الذي يحبُ الكرامةَ لا يستطيعُ أن ينجوَ مِن عِلَلِ الهوانِ. كلُّ إنسانٍ تدبيرُهُ رديءٌ حياةُ هذا العالمِ شهيةٌ عنده، ويليه بعد ذلك من هو قليلُ المعرفةِ، وحقاً لقد قيل إنَّ مخافةَ الموتِ تُرعِبُ الرجلَ الناقصَ، أما الذي في نفسِه شهادةٌ صالحةٌ فإنه يشتهي الموتَ كالحياةِ«.
شيخٌ مَدَحته أفكارُه لأجلِ أعمالٍ قد صنعها من قبل، قائلةً له بأنه قد أُهِلَ للرجاءِ وعدم الفسادِ مثلاً، فأجاب الشيخُ أفكارَه قائلاً: »إني لا زلتُ سائراً في الطريقِ، وباطلاً تمدحونني، لأني لم أصل بعدُ إلى نهايةِ الطريقِ«.
وقال أيضاً: »متى داخلتك شهوةُ اهتمامٍ بغيرِك بنوعِ الفضيلةِ، حتى يتشتت ما في قلبك من السكونِ، فقل: إن طريقَ المحبةِ والرحمةِ لأجلِ اللهِ مقبولةٌ، ولكني من أجلِ الله كذلك لا أريدُها«. وقد حدثَ أن قال راهبٌ: »إن لم تقف لي من أجلِ اللهِ، أجري خلفك«. فقلتُ له: »وأنا من أجلِ اللهِ كذلك أهربُ منك«.
سؤال: «متى يثقُ الإنسانُ بأنه استحق وأُهِّلَ لمغفرةِ الخطايا»؟
الجواب: »إذا ما أحسَّ في نفسهِ بأنه قد أبغضها بالكمالِ من كلِّ قلبه، وبدأ يصنع ما يضاد تصرفَه الأول بالظاهرِ والخفي، فمن هو هكذا، فله ثقةٌ بغفرانِ خطاياه من اللهِ، وذلك بشهادةِ الضميرِ التي قد اقتناها في نفسِه، حسب قول الرسول: لأن القلبَ الذي لا لومَ فيه، هو الشاهدُ على نفسهِ«.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:13 AM   رقم المشاركة : ( 292 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «إذا أردتَ أن تُرضيَ اللهَ، فَنَقِّ قلبَك من جميعِ الناسِ، وضع ضميرَك تحتَ كلِّ الخليقةِ، ولا تدن أحداً، واجعل فكرَك في اللهِ، وإذا أبصرتَ أحداً يخطئ، صلِّ للهِ قائلاً: اغفر لي فإني أنا الذي فعلتُ هذه الخطيةَ. فتتم فيك الكلمةُ المكتوبةُ: ما من حبِّ أعظمُ من هذا أن يضعَ الإنسانُ نفسَه عن رفيقِه».
قال أنبا يوسف: «نحن معشر إخوة هذا الزمان نأكل وننيح الجسدَ، من أجلِ هذا لا ننمو مثل آبائنا، لأن آباءنا كانوا يُبغضون جميعَ نياحِ الجسدِ، ويحبون كلَّ الضيقاتِ من أجلِ اللهِ، ولهذا اقتربوا إلى اللهِ الحي».
قال شيخٌ: «كلُّ موضعٍ تمضي إليه، فاحرص ألا تجعلَ ذاتَك من أهلِ ذلك الموضعِ».
قال أنبا بولا الساذج: «من هرب من الضيقةِ فقد هرب من اللهِ».
قال شيخٌ: «إما أن تجعل نفسَك في وسطِ الناسِ بهيمةً، وإما أن تهربَ، ولا تدعهم يلحقون بك».
قال أنبا بطرا: «الإمساك الذي هو أفضل من إمساك البطنِ، والذي يجب أن تغصبَ نفسَك إليه هو هذا: أن لا تأكلَ لحمَ إنسانٍ ولا تشربَ دمَه بالوقيعةِ».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 293 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال أنبا إبراهيم: «إذا حملتَ نيرَ المسيحِ، فانظر كيف تمشي فيه، لا ينبغي لك أن تخلطَ عملَ الدنيا بعملِ المسيحِ، لأنهما لا يجتمعان معاً، ولا يسكنان كلاهما في موضعٍ واحدٍ. لا تسلك في الطريقِ الواسعةِ، لأن كثيرين سلكوا فيها فضلُّوا وذهبت بهم إلى الظلمةِ، حيث النار المعدَّة، ولكن اسلك طريقَ الحقِ والصوابِ، فإنها وإن كانت ضيقةٌ حزينةٌ ضاغطةٌ، لكنها تُخرِجُ إلى السعةِ والحياة، والنعيمِ الدائمِ. لا تبنِ جسدَك بالنعيمِ واللِباسِ، مثل البيوت المزخرفة، التي تؤول إلى الهدمِ والهلاكِ، ولكن ابنِهِ بالتوبةِ والأعمالِ المُرضيةِ للهِ على الأساسِ الوثيقِ، الذي بنى عليه القديسون: بمشيٍ هينٍ، وصوتٍ لينٍ، ولِباسٍ حقيرٍ، وطعامٍ يسيرٍ، وحبٍّ تامٍ، وطاعةٍ واتضاع، وحسياتٍ نقيةٍ».
التقى سائحٌ بسائحٍ آخر في بريةِ سيناء، فسأله: «بماذا يكون الخلاصُ»؟ قال له: «بالمعرفةِ بحقائقِ الأمورِ والعمل بحسبِ الحقِ». قال له: «إذن فمن لا يعرف لا يخلص»؟ قال: «لا». فقال: «وما هي المعرفةُ إذن»؟ قال: «أن يعرفَ العبدُ حقيقةَ خالقِهِ، ومِمَ خلقه، وما يؤول إليه أمرُه، فإذا عرف ذلك، فإنه لن يعصيه، بل سوف يصنع مرضاته طول حياته». فقال: «صدقتَ»، ثم انصرف.
قال ديادوخس: «لا يقدر إنسانٌ أن يقتني خوفَ اللهِ إلا إذا أحبَّ خصالاً وأبغضَ خصالاً أخرى، وذلك إذا أراد أن يكونَ راهباً حقاً». قالوا له: «وما هي الخصالُ التي تُحَب»؟ قال: «هي الشجاعةُ في غلبةِ الأهواءِ المظلمةِ، المحبة، العفة، العلم، الاتضاع، المسكنة، الرحمة، حسن الحديثِ ولينه، الصبر، السهر، التعب، الطاعة، وما أشبه ذلك مما يُرضي الله، فمن كانت له هذه الخصال رَجَوتُ له الخلاصَ». فقالوا له: «وما هي الخصالُ التي تُبغَض»؟ قال: «الشَرَه، الفسق، الحقد، اللجاجة، الرياء، الكذب، النميمة، الحسد، الشر، العجز، الضجر، التواني، الغفلة، البذخ، التيه، العظمة، العُجب، الصلف، وما أشبه ذلك».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 294 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «الذي يُحقِّر نفسَه من أجلِ الربِّ، يَهَبه الحكمةَ والمعرفةَ، لسنا في احتياجٍ إلا إلى قلبٍ حريصٍ. طوبى لمن يصبرُ على هذه الثلاثة بشكرٍ وهي: أن لا يأكلَ حتى يجوع، ولا ينامَ حتى ينعس، ولا يتكلمَ حتى يُسأل».
من أقوالِ أنبا يعقوب: «مثل المصباحِ الذي ينير البيتَ المظلمَ، كذلك خوفُ اللهِ إذا دخل في قلبِ الإنسانِ، فإنه يضيئه ويعلمه جميعَ الوصايا».
تحدَّث الآباءُ عن شيخٍ أُخذت روحُهُ، وبعد ساعةٍ رجعت إليه، فسألوه: «ماذا أبصرتَ يا أبانا»؟ فقال وهو يبكي: «سمعتُ هناك قوماً يقولون وهم باكين: الويل لي، الويل لي».
قال شيخٌ: «من مدح راهباً بحضرتِهِ، فقد أسلمه بأيدي أعدائه».
قال أنبا بيمين: «إذا ذَكر الإنسانُ الكلمةَ المكتوبة: إنه من كلامِك تدان، ومن كلامِك تتزكى، فإنه يختار لنفسِه السكوتَ».
وقال أيضاً: «مثل الدخانِ الذي يطرد النحلَ حتى يقطفوا العسلَ، كذلك نياحُ الجسدِ، يطرد خوفَ اللهِ، ويُتلِف كلَّ عملٍ صالحٍ».
أبصرَ أنبا أنطونيوس فخاخَ الشياطين مبسوطةً على الأرضِ كلِّها، فتنهد وقال: «يا ربُّ، من يفلتُ من كلِّ هذه»؟ فأتاه صوتٌ من السماءِ قائلاً: «المتضعون يفلتون منها».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 295 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

كان شيخٌ جالساً في البريةِ، وكان بينه وبين الماءِ الذي يستقي منه اثنا عشر ميلاً، فذهب مرةً ليستقي، فضجر وقال لنفسِه: «لماذا أعاني هذا التعب؟ فلأذهب وأسكن بقربِ الماءِ». وفيما هو يفكر في هذا الأمرِ، التفتَ إلى خلفِه، فأبصر شيخاً يَعُدَّ خُطاه، فسأله: «من أنت»؟ فقال له: «إني ملاكُ الربِّ، أرسلني لأَعدَّ خُطاكَ، لكي يعطيك أجرَ تعبك». فلما سمع الشيخُ ذلك، طابت نفسُه، وزاد على المسافةِ خمسة أميال أخرى.
قال شيخٌ: «إن قوَّمتَ الصمتَ، فلا تظن في نفسِك أنك قد قوَّمت شيئاً، ولكن اعتبر ذاتَك أنك لستَ أهلاً لأن تتكلم».
قال أنبا أنطونيوس: إني أبصرتُ مصابيحَ من نارٍ محيطةً بالرهبانِ، وجماعةً من الملائكةِ بأيديهم سيوفٌ ملتهبةٌ يحرسونهم، وسمعتُ صوتَ اللهِ القدوس يقول: «لا تتركوهم ما داموا هم مستقيمي الطريقةِ». فلما أبصرتُ هذا ، تنهدتُ وقلتُ: «ويلك يا أنطونيوس، إنَّ كلَّ هذا العونِ محيطٌ بالرهبانِ، والشياطين تقوى عليهم»! فجاءني صوتُ الربِّ قائلاً: «إن الشياطينَ لا تقوى على أحدٍ، لأني من حينِ تجسَّدتُ، سحقتُ قوَّتهم عن البشريين، ولكن كلّ إنسانٍ يميلُ إلى الشهواتِ، ويتوانى بخلاصِه، فشهوتُه هي التي تصرعه وتجعله يقع». فصحتُ وقلتُ: «الطوبى لجنسِ الناسِ وبخاصةٍ الرهبان، لأن لنا سيداً هكذا رحوماً ومحباً للبشرِ».
قال الشيوخُ: «إن للشيطانِ ثلاثَ خصالٍ قويةٍ، وهي تتقدم كلَّ خطيةٍ، وهي، النسيان، التواني، الشهوة. ومن الشهوةِ يقعُ الإنسانُ. فإن انتبه العقلُ ولم ينسَ، فلن يجيءَ إلى التواني، وإن هو لم يتوانَ، فلن يأتي إلى الشهوةِ، وإن هو لم يشتهِ، فلن يقع بنعمةِ ربنا يسوعَ المسيحِ».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 296 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سأل أخٌ الأنبا بيمين قائلاً: «كيف ينبغي أن يكونَ الراهبُ الساكنُ في الكنوبيون»؟ فأجابه الشيخُ قائلاً: «إن الذي يسكن في الكنوبيون، ينبغي أن يكونَ جميعُ الإخوةِ عندَه واحداً في المحبةِ، وأن يحفظَ لسانَه وعينَه، وحينئذ يكونُ في راحةٍ».
سأل أخٌ شيخاً: «ماذا يصنعُ الإنسانُ في بليةٍ تأتي عليه»؟ فأجابه: «ينبغي له أن يبكيَ قدام الله، ويطلبَ منه أن يعينه كالمكتوب: إن الربَّ عوني فلا أخشى، ماذا يصنعُ بي الإنسانُ».
قال مار باسيليوس: «ماذا ينفعُني إذا أتممتُ الفضيلةَ كلَّها، ثم أقول لأخي: يا أحمق، فأكون قد استوجبتُ جهنم، هو ذا السليح يعقوب يقول: إن تمَّم الإنسانُ الناموسَ كلَّه وأخطأ في أمرٍ واحدٍ، فهو في الكلِّ مُدانٌ. لن تستطيع إدراكَ شيءٍ من مُرضاةِ الله بغير الاتضاع، فلا تفرِّغ أفكارَك في استقصاءِ عيوبِ الناسِ وخطاياهم، ولكن تفرَّغ لتفتيش عيوبَك وخطاياك».
قال شيخٌ: «إن كان الراهبُ حريصاً مجاهداً بالحقيقةِ، فإن اللهَ لا يشاءُ له أن يكونَ مرتبطاً البتةً بشيءٍ من متاعِ هذه الدنيا، حتى ولا بإبرةٍ صغيرةٍ، لئلا تفصلَ فكرَه من ذِكر ربنا يسوعَ المسيحِ، وتُشغلَه عن التوبةِ عن خطاياه. كلُّ إنسانٍ قد ذاق حلاوةَ المسكنةِ، فإنه يستثقلُ الثوبَ الذي يلبسه، والكوزَ الذي يشرب فيه الماءَ، لأن عقلَه قد اشتغل بأشياءٍ أخرى روحانية، الذي لم يُبغِض بعدُ متاعَ الدنيا، كيف يقدرُ أن يُبغِضَ نفسَه، كما قال السيدُ»؟
وقال أيضاً: «ويحٌ لنفسٍ قد اعتادت أن تسألَ عن كلامِ اللهِ، وتسمعه ولا تعمل شيئاً بما تسمع».
وقال أيضاً: «ويحٌ لشابٍّ يملأ بطنَه ويصنعُ هواه، لأن رهبانيته وتلمذته وكلَّ تعبهِ يكونُ باطلاً».
قال شيخٌ: «إن كان إنسانٌ يُجرِّبه إبليسُ بأوجاعِ الخطيةِ، ويبكي وينوح لذلك بين يدي الله، فإن اللهَ يشتاقُ إليه، لأن التنهدَ قادرٌ أن يحلَّ الخطيةَ، والبكاءَ يغسلُ الذنوبَ».
قال أنبا زينون: «إن كنتَ تريدُ أن تقطعَ عروقَ شيطانِ الزنى، وتهلكه عنك، فكف فمَك عن دينونةِ الناسِ كلّهم، ولا تقع بواحدٍ من ورائه، وقِر بخطاياك دائماً، فهذا هو عونٌ لك وسلاحٌ قوي، أما إن أسلمتَ نفسَك لكثرةِ الكلامِ، فإن الملاكَ الذي معك يتنحى عنك، ويلتقي بك الشياطين أعداؤك، ويُمَرِّغونك في دنسِ الخطيةِ. ليس شيءٌ يُصَيِّرنا مثلَ الله، سوى عدم الحقدِ، وأن نكونَ بلا شرٍّ قبالة الذين يسيئون إلينا».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 297 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

من أقوال أنبا نيلس، قال: «احتفظ بأبوابِ السمعِ، وأفضل منها بأبوابِ العينين، فقد اعتادت سهامُ الشرِّ الدخولَ من هذه الأبوابِ. احتفظ بالإمساكِ، كي ما تضع حركاتَ الجسدِ، فإن مَرِضَ فعزِّه حتى يجيءَ إلى الصحةِ، دون أن تلازمَ اللَّذات. صلِّ ألا تأتيك البلايا، فإن أتتك، فتصبر لها. أنت تحب أن تعملَ الفضيلةَ بلا تعبٍٍ، ولكن اعلم أن التعبَ إنما لزمنٍ قصيرٍ، أما الأجرُ فيدومُ إلى الأبدِ. لا تحوِّل وجهَك عن دموعِ المسكينِ، لئلا تُحتقرَ دموعُك في زمنِ الشدةِ، إن أمسكتَ بطنَك، اضبط أيضاً لسانَك، لئلا يكونَ الواحدُ عبداً والآخرُ حراً بلا منفعةٍ. إن أحببتَ السمائيات، فما لك والأرضيات التي تمنعك عن أن تطيرَ نحو السمائيات. إنْ دِنَّا أنفسَنا، رضيَ الديانُ عنا، لأنه يفرحُ مثل صالحٍ، إذا هو أبصرَ الخاطئَ (يتوب) فيطرح عنه حزمَتَه (أي ثقل خطاياه). إن كنا قد فعلنا أمراً نجساً، فلنغسلَه بالتوبةِ. تنهد على قريبك إنْ هو أخطأ، كما تتنهد على نفسِك، لأننا كلَّنا تحتَ الزللِ. لتكن الصلاةُ بيقظةِ العقلِ، لئلا تطلبَ من اللهِ أموراً لا يهواها. إذا صليْتَ، اصعد بأفكارِك إلى اللهِ، وإن هي نزلت ودارت فارفعها أنت أيضاً. اصبر للأحزانِ، لأن بها يأخذُ المجاهدون الأكاليلَ. ما ألذُّ وأطيبُ خبزَ الصومِ، لأنه معتوقٌ من خميرِ الشهواتِ. إن عملتَ بيديك، فليكن اللسانُ مزمِّراً، والعقلُ مصلياً، لأن اللهَ يحبُ أن تذكرَه دائماً أبداً. ينبغي أن تتكلمَ بالحسناتِ لكي ما تبدأ بالأعمالِ، حيث تستحي من الكلامِ. طهِّر النفسَ بالدموعِ في الصلاةِ، ولكن بعدَ الصلاةِ، اذكر لماذا كانت الدموعُ. لا تختلط بالذي تراه يتباعد من الصالحين. أعطِ البطنَ ما يقوته، لا ما يهواه. لا تحب التنعمَ، لأنه يجلبُ حبَّ العالمِ. أُمُّ الشرِّ هي التواني بالخيرات. لا تبغض المسكنةَ لأنها تُصيِّر المقاتلَ بلا همٍّ. لا تفرح بالغنى لأن الاهتمامَ به يُبعدُ الإنسانَ عن اللهِ وهو كارهٌ. لا تغفل عن أن تصنعَ رحمةً، ولا تحب أن تستغني عن طريقِ ضيافةِ الغرباءِ. داوم أبداً على تلاوة المزامير، لأن ذِكرَها يطردُ الشياطين. اعتبر الصومَ حصناً، والصلاةَ سلاحاً، والدموعَ غسيلاً. إن شُتمتَ تَفَكَّر إذا كنتَ قد فعلتَ ما تستأهل بسببهِ الشتيمة، فإن كنتَ قد فعلتَ، فاحتسب الشتيمةَ بمنزلةِ المجازاة، وإن كنتَ لم تعمل، فلتكن عندك شبهَ الدخانِ. الطريقُ التي توصِّل إلى الفضيلةِ، هي الفرارُ من العالمِ. الذي لا يُبغضُ الخطيةَ، مع الخاطئين يُدان ولو لم يكن قد فعلها. إذا نظرنا في أمورِ أنفسنا، فلن ندين آخرين. أمورٌ كثيرةٌ هي فينا، ونحن نلومُ بها غيرَنا. إن كان لك غنى بدِّده، وإن لم يكن لك، فلا تجمع. اصنع الخيرَ بالمساكين، فإنهم يُرضون الديانَ عوضاً عنك. إن شربتَ الشرابَ فقلِّل منه، لأن قِلَّته تنفعُ شاربه. أظهر إسكيمَ الفضلِ، لا لكي تَخدعَ، ولكن لكي تنفعَ الناظرين. كن في الكنيسةِ مثلَ من هو في السماءِ. امشِ ولا تتكلم، ولا تحب الأرضيات. على من يخطئ احزن، لا على من يتمسكن، لأن هذا مُكَلَّلٌ، وذاك يُعذَّبُ. ويلٌ للظالمِ لأن غناه يفرُّ منه، وتلقاه نارٌ لا تُطفأ. ويلٌ للمتوانين، لأنهم يتمنون الزمانَ الذي غفلوا فيه فلا يجدونه. ويلٌ لمحب الزنى، فإنه يخرجُ من عرشِ الملك وهو مخزيٌ. ويلٌ للمحتالِ والسكرانِ، فإنهما يدانان مع القتلةِ والزناةِ. ويلٌ للذي يأخذُ بالوجوهِ، فإن الراعي يجحده والذئابُ تفترسه. طوبى للذي يسلكُ الطريقَ الضيقةَ الحزينةَ، فإنه يفرحُ ويدخلُ إلى السماءِ وهو مُكلَّلٌ. طوبى لمن اقتنى أمراً رفيعاً، وفكراً متضعاً، فإنه يتشبه بالمسيحِ، ومعه يجلسُ في الملكوتِ. طوبى لمن ألزمَ لسانَه للناموسِ، فإن اللهَ لا يفارقه في مسكنِه. طوبى لمن بدَّد السيئات التي جمعها، فإنه يقوم قدام الديان مُزكى».
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 298 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «أنا قلتُ لنفسي يوم خروجي من العالم: إني اليومَ وُلدتُ، واليوم بدأتُ بعبوديةِ الربِّ. كذلك كن كلَّ يومٍ بمنزلةِ الغريب، الذي يترجّى الرجوع بالغداةِ».
لقي أنبا جراسيموس امرأةً في البريةِ عريانةً، فلما أبصرته توارت عنه، لكنه أراد أن يكلِّمها، فتوارت خلفَ صخرةٍ وكلَّمته. فقال لها: «كم لكِ في هذه البريةِ»؟ قالت: «خمسون سنةً». قال لها: «ماذا كان غذاؤكِ»؟ قالت: «إن الخالقَ لا يُضيعُ ما خلق». قال لها: «فماذا أبصرتِ في هذه البريةِ»؟ قالت: «ما أبصرتُ غيرَ المسيحِ وأعماله وصنائعه». قال لها: «ففيما الخلاص»؟ قالت: «في تركِ ما أنت فيه». قال لها: «وما هو»؟ قالت: «شغلك بالبكاءِ على خطاياك، أولى من سؤالك امرأةٍ عما لا ينفعك». قال لها: «صدقتِ»، وعمل مطانية، وانصرف.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 299 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان


من أقوال الأب الروحاني المعروف بالشيخ
«تعليم للمبتدئين»


هذا هو الترتيب العفيف المحبوب لدى الرب: ألا تتلفت عينا الإنسانِ هنا وهناك، ليكن نظرُه إلى قدامهِ فقط، لا يتكلم كلاماً زائداً، بل ما هو ضروري منه فقط. يستعمل لِباساً حقيراً لكمالِ حاجةِ الجسدِ، ويستعمل القوتَ لقوامِ الجسدِ، ولا يرغَبَه، ويأكل من جميع الأطعمةِ بالنقصِ، ولا يرذل شيئاً. ولا يملأ بطنَه مما يختاره هواه، لأن الإفراز هو أفضل من كلِّ الفضائل. ولا يشرب خمراً، إلا إذا وُجد مع قومٍ أخذوه لعلةِ مرضٍ أو ضعفٍ. لا يقطع كلمةَ ذلك الذي يتكلم ليتكلم هو، مثل غير المتأدب، بل يصير مثلَ حكيمٍ. وكلَّ موضعٍ يصادفه، ليكن فيه صغيرَ إخوتِه وخديمهم. ولا يكشف عضواً من أعضائِه قدامَ إنسانٍ، ولا يدنُ من جسدِ إنسانٍ بغيرِ علةٍ، ولا يدع إنساناً يتقدم إلى جسدِه بغيرِ ضرورةٍ وعلةٍ. وليحذر من الدالةِ كمثل حذره من الموتِ قاتله. ويقتني لمرقدهِ ترتيباً عفيفاً لكي لا تبعد منه القوةُ الحارسةُ، وإذا نام، فإن أمكنَ لا يبصره إنسانٌ. ولا يطرح بصاقاً قدامَ إنسانٍ, وإن أتاه سعالٌ وهو على المائدةِ، فليُدِر وجهَه عنها، وحينئذ يسعل. وبالعفةِ يأكل ويشرب، كما ينبغي لأبناءِ الله. ولا يمد يدَه قدامَ رفيقِهِ بوقاحةٍ. وإن جلسَ معه غريبٌ فليغصبه مرتين أو ثلاثة أن يأكلَ، وبالهدوءِ يأخذ ويضع على المائدةِ ولا يتهاون. وإذا تثاءب فليُغطِ فمه لئلا ينظره أحدٌ. ولتكن ثيابُه ورجلاه مرتبةً على المائدةِ. وإذا دخل قلايةَ معلمِه، أو تلميذِ معلمهِ أو صديقِه، فبالحذرِ يمسك نفسَه لئلا يبصرَ أو يميزَ الذي فيها، وإن كان يُغصَب من صاحبها لينظرَ ذلك، فلا يطاوعه، فمن جسر على هذا فهو غريبٌ لشكلِ الرهبانِ وللمسيح معطيه. ولا يبصر الموضعَ الذي فيه آنية صديقه موضوعةً، وبالرفقِ يفتح بابَه ويغلقَه وكذلك باب غيرِه، دون أن يُسمع صوتُه. ولا يستعجل في مشيتهِ بدون علةٍ ضروريةٍ، كما يكون مستعداً لكلِّ عملٍ، ومطيعاً. ولا يلتصق بالمرتبط بأشياءٍ أو بدرهمٍ، أو بعلمانيين، لئلا يكونَ عبداً للشيطانِ.
وبالسهولةِ يتكلم مع كل إنسانٍ، وبالعفةِ ينظر في كلِّ إنسانٍ، ولا يملأ عينيه من وجهِ إنسانٍ. وإذا ذهب في طريقٍ فلا يسبق من هو أكبرُ منه، وإذا انفصل منه رفيقُه لسببٍ ما، فليبتعد عنه قليلاً، وينتظره حتى يأتي. ومن لا يفعل هكذا فهو جاهلٌ. وإن اتفق أن يلتقي رفيقُه بالناسِ ويتكلم معهم، فليلبث منتظراً إياه دون أن يستعجلَه. ومن هو قويٌ يقولُ لمن هو ضعيف قبل الوقتِ هلمَّ نأكل. ولا يُبكِّت بشرياً على جهالتِه، بل يضع نفسَه عندَ جميعِهم كمخطئٍ. ويختارُ كلَّ عملٍ حقيرٍ ويصنعه باتضاعٍ. وإذا ضحكَ، فلا يكشف عن أسنانِه. وإذا اضطره الأمر إلى الكلامِ مع النساءِ، فليَرُدَّ وجهَه عن نظرِهن عند كلامِه معهن، وليفر من لقاءِ الراهبات ومؤانستهن ونظرهن، كمثل الهاربِ من فخ الشيطانِ، لئلا يتسخ بحمأةِ الأوجاعِ النجسةِ، حتى وإن كنَّ أخواته بالطبيعةِ، فليحفظ نفسَه منهن في كلِّ شيءٍ، كمثلِ الغرباءِ. وليحذر من الاختلاطِ بأقربائه وبني جنسِه، لئلا يبرد قلبُه من محبةِ الله. وليبتعد عن مرافقةِ الشبابِ والدالة معهم، كابتعادِه من محبةِ الشريرِ. وليكن له واحدٌ يتخذه ابنَ سرِّه وابنَ أنسهِ وشريكَه، على أن يكونَ خائفاً من اللهِ، ومهتدياً مع نفسِه ومسكيناً بمسكنتهِ، وغنياً بأسرارِ الله. وليحفظ أسرارَه وتدابيرَه من كلِّ بشريٍ، ولا يكشف أعمالَه وحروبَه. ولا يرمي عنه رداءَه من غيرِ ضرورةٍ في موضعٍ يراه إنسانٌ. وإذا خرج لحاجةِ الجسد، فليكن ذلك بالعفةِ مثل من يستحي من الملاكِ الحافظِ له. وليكن ممارساً هذه كلَّها بمخافةِ اللهِ، غاصباً نفسَه، وإنْ لم يشأ القلبُ. والأصلح له أن يأكلَ سمَّ الموتِ، ولا يأكل مع امرأةٍ، ولو كانت أمه أو أخته. والأصلح له أن يسكنَ مع التنينِ، ولا يتغطى مع آخر بغطاءٍ واحدٍ وينام، ولو كان أخوه. ولا يماري على شيءٍ، ولا يلاجج، ولا يكذب، ولا يحلف باسمِ اللهِ. ويُهان ولا يَهين، وليُظلم ولا يَظلم، لأنه أفضلُ أن يهلكَ ما للجسدِ مع الجسدِ، ولا تعجز واحدةٌ مما للنفسِ. ولا يتكلم بحكومةٍ مع إنسانٍ، بل يحتمل وهو مُزكى أن يدانَ مثلَ السقيمِ. ولا يحب نفسَه في شيءٍ مما لهذا العالمِ، وليُطع الرؤساءَ، وليبعد من مخالطتهم. أيها الشره محبُ البطنةِ، أخير لك أن تجعلَ في بطنِك، لو كان هذا مستطاعاً، جمرَ نارٍ، ولا أطبخةَ الرؤساءِ. ولتكن رحمتُه على كلِّ إنسانٍ، وهو بعيدٌ ومتفرغ من كلِّ إنسانٍ. ومن كثرةِ الكلامِ فليحذر، لأنه يطفئ من القلبِ الحركاتَ النورانية المتحركة باللهِ. وكذلك فليحذر من المجادلةِ مع الخواصِ الغرباءِ، وليفر منها كفرارِه من سبعٍ ضارٍ. ولا يعبر بجوارِ الغضوبين والمتخاصمين، لئلا يمتلئَ قلبُه غضباً، وتملك في قلبهِ ظلمةُ الضلالةِ. ولا يسكن مع المفتخرين لئلا يرتفعَ من نفسِه فعلُ الروحِ القدسِ، ويُصبح مسكناً لكلِّ الأوجاع الشريرةِ.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 300 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

هذه التحذيرات كلها، إن حفظتها أيها الإنسان، وفي كلِّ حينٍ تستأنس بالهذيذِ باللهِ، بالحقيقةِ، فإنك لن تعمى أبداَ، بل في قليلٍ من الزمانِ، تنظر نفسُك نورَ المسيحِ، الذي له المجد من محبيه إلى الأبد آمين.
جاء إنسانٌ إلى أنبا زينون، وقال له: «هل يكون غفرانٌ لكلِّ خطيةٍ»؟ أجابه الشيخُ قائلاً: «إن تابَ الإنسانُ بقدرِ خطيتِه، فإنه يحظى بالغفرانِ». وكان السائلُ يعلمُ أن خطيئَته عظيمة». فقال للشيخِ: «لكني أعجبُ أن لخطيئتي غفراناً». قال له الشيخُ: «قد قلتُ إنَّ لكلِّ خطيةٍ غفراناً إن كانت التوبةُ بقدرِ الخطيةِ، فأخبرني يا ابني بخطيئتك ولا تخجل، ولا تكتم مني شيئاً، لأن الذي يخجل أن يقرَّ بخطيئته، لا ينال البرءَ منها». فقال: «يا أبي، إني لما كنتُ علمانياً، نمتُ مع أمي». قال له الشيخُ: «حقاً إنك فعلتَ خطيئةً قبيحةً، ولكنك إن تبتَ مقابلها، فأنا أؤمنُ أن اللهَ يغفرُ لك». فقال له الأخُ: «مُرني بما أفعله». فأخذه الشيخُ إلى البستانِ وأراه أصلّ شجرةٍ يابساً، وقال له: «اذهب إلى البريةِ إلى المكانِ الفلاني، وكن صائماً هناك، ولا تتوانَ في صلاتِك، وبعد سنةٍ تأتي إلى ههنا، فإن رأيتَ هذا الأصلَ أخرج قلوباً، فتحقق أن اللهَ قبل توبتك». فذهب الأخُ إلى الموضعِ الذي رسم له، وصنع كما أمره الشيخُ، ولما أكمل السنةَ أتى فأبصرَ وإذا الأصلُ على حالِه، فأعلم الشيخَ أن الأصلَ لم يزل يابساً، فقال له الشيخُ: «اعلم أن توبتَك لم تكمل بعد، فاذهب واهتم بنفسِك هذه السنةِ أيضاً». فمضى وبعد سنةٍ رجع إلى الشيخِ، ولكن الأصلَ لا زال على حالهِ، فقال له الشيخُ: «اذهب أيضاً واهتم بحسياتك، ولا تتوانَ في صلاتِك». وفي السنةِ الثالثةِ، رجع وأبصر الأصلَ، وإذا هو قد أخرج قلوباً. فأتى وأعلم الشيخَ، فقال له الشيخُ: «هو ذا قد صرتَ مصححاً، فلا تخطئ فيما بعد». فذهب شاكراً الله على عظيمِ رحمتِه.
قال مار إسحق: «ليست خطيةٌ بلا مغفرةٍ إلا التي بلا توبةٍ، وليست موهبةٌ بلا زيادةٍ إلا التي بلا شكرٍ».
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان الرهبان كامل مسموع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس
كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 02:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024