![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفصل الثاني: العذراء وصلوات وتسابيح الكنيسة هذا الفصل يلقي الضوء على تعاليم الكنيسة عن العذراء القديسة والدة الإله، من خلال صلوات وتسابيح الكنيسة. الجدول التالي يبين التعاليم وأمام كل تعليم منها اسم المقال الخاص به. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مهمة الملكة والدة الإله كل ملك أو ملكة له سلطان، يمارس من خلاله أعمال إداراته لمملكته. لم تعط الكنيسة للعذراء والدة الإله لقب ملكة على سبيل المدح والتشريف، ولكنها كانت بالحقيقة ملكة، كما لقبتها الكنيسة، بقولها في تسبحة السلام لك: "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقية. السلام لفخر جنسنا ولدت لنا عمانوئيل...". لقد كان للعذراء سلطان عظيم جدًا في تدبير مملكة الله على الأرض. إن أهم عمل للملكات هو تربية أولاد الملوك. فقد أخذت ابنة فرعون على عاتقها تربية موسى النبي، لكنها فشلت في تربيته كابن لها. أما العذراء القديسة فهي ملكة لأن السماء استأمنتها على المولود العجيب، الذي قيل عنه: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إش9: 6). إنه ابن الله الذي ولد منها، كقوله أيضًا: "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غل 4: 4). هو ابن الله وكلمته الأزلي، لكنه أخلى ذاته آخذًا شكل العبد. لقد ولد كطفل يحتاج أن يرضع ثدي أمة بالرغم من أنه باري الخليقة وحافظها. احتاج لأم ترعاه عند ولادته كالأطفال حديثي الولادة، ولهذا قمطته العذراء ووضعته في مزود البقر محاطًا بعيدان القش ليدفأ. احتاج يسوع ابن الله الظاهر في الجسد لمن يعلمه النطق، ومن يلقنه قصص الإيمان عن أجداده إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف... احتاج لمن يرنم له بصوت ملائكي شجي، احتاج... واحتاج... واحتاج... لقد كانت المهمة الأولى لهذه الملكة العظيمة هي تهيئة الجو الروحي الخالي من الشر والمملوء بالدفء والقداسة لملك الملوك ورب الأرباب يسوع، وهكذا نما الملك العظيم في رعاية أعظم ملكة عرفها تاريخ البشر، حتى قيل عنه: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لو2: 52). وقد خاطبته كأم دون حرج، قائلة له: "... هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (لو2: 48). القارئ العزيز... ليتنا نكرم هذه الملكة البارة ونتمثل بها، لأن السيد الرب يسوع المسيح ما زال يبحث له في قلوب البشر عن مكان راحة يحل فيه، وكما حل قديمًا في بطن العذراء القديسة يريد أن يحل بالإيمان في قلبك، كقول معلمنا بولس الرسول: "لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ" (أف 3: 17- 18). فهل لك يا أخي سلطان على قلبك لكي تهيئ له مكانًا يستريح فيه؟! . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كرامة والدة الإله عند الله بعد نياحة والدة الإله العذراء القديسة مريم أتى السيد الرب يسوع المسيح خصيصًا مع ملائكته القديسين، ليستلم روحها الطاهرة. أما جسدها الطاهر فقد دفنه الرسل بإكرامٍ جزيل في قبر خاص في الجسيمانية. ولم تنقطع أصوات التسابيح حول القبر، كما فاحت رائحة بخور ذكية من القبر عطرت المكان كله، وفي اليوم الثالث انقطعت أصوات التسابيح، لأن الملائكة حملت الجسد الطاهر وصعدت به إلى السماء. وبينما كان القديس توما راجعًا من الهند، رأى مجموعة من الملائكة، تطلب منه أن يتقدم ليتبارك من جسد العذراء، الذي كانت تحمله الملائكة. ثم بعد ذلك ظهر الرب يسوع ومعه العذراء مريم لرسله، وأعلمهم أن جسد البتول الطاهرة في السماء، لأن الجسد الذي حمل الله الكلمة تسعة أشهر، وأخذ منه ناسوته، لا يجب أن يبقى في تراب الأرض، ويتحلل مثل باقي الأجساد. يكرم الله أنبياءه وكهنته وخدامه، ويحتوي الكتاب المقدس على الكثير من الأمثلة، التي تؤكد تلك الحقيقة... ومنها إكرامه لإبراهيم أب الآباء أمام فرعون مصر، وأمام أبيمالك ملك جرار، حين حاول كل منهما أخذ سارة لتصير زوجة له. فقد أظهر الله كرامة إبراهيم أمام فرعون، كقوله: "فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ" (تك 12: 17). وقوله لأبيمالك: "فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ" (تك 20: 7). وهكذا أظهر الله كرامة أيوب الصديق أمام أصدقائه، واشترط لرضاه عنهم، إن يقدم أيوب ذبيحة وصلاة شفاعة من أجلهم. وقد وبخ الرَّبُّ مريم وهارون إخوي موسى النبي، عندما تكلما عليه رديًا بسبب زواجه من المرأة الكوشية، قائلًا: "فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟" (عدد 12: 8). القارئ العزيز... إن العذراء القديسة مكرمة جدًا، لأنها والدة الإله المالئ بلاهوته السموات والأرض، كقول الكتاب: "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا" (كو 2: 9). فأي كرامة تستحق هذه العذراء، التي قيل عنها أنها فخر جنسنا البشري؟!! وإن كان الرب يكرم خدامه من البشر، كقوله: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ" (يو12: 26). فكم يكرم الله والدته، وكم وكم يجب أن نسبح ونمجد ونعظم والدة خالق الأكوان بكل هيبة ووقار؟!. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العذراء فرح الأجيال خص لحن شيري ني ماريا العذراء بقوله: "فرح الأجيال" فلماذا خصها بهذا الوصف؟ أوكَّلَ الملك بطليموس الأول لسمعان الشيخ ومعه 72 عالمًا يهوديًا، مهمة ترجمة أسفار العهد القديم من العبرية إلى اليونانية.. لكن سمعان توقف عند قول إشعياء: "وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»".. (إش 7: 14). خشى سمعان أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" فيهزأ به الملك، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة" ولكنه رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى بعينيك عمانوئيل مولودًا من عذراء". عاش الرجل حوالي 300 عام، تعاقبت عليه فيها أجيال، وهو ينتظر أن يتحقق أمله في رؤية عمانوئيل ابن العذراء المُخَلِّص، الذي تنتظره الأجيال. وتحقق الأمل ودخلت العذراء مريم العروس الطاهرة، وهي تحمل على ذراعيها طفلها ومُخلصها وفاديها عمانوئيل. فرح سمعان، وأخذ الطفل من أمه، وحمله على ذراعية، وبارك الله، قائلًا: "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ" (لو 2: 29- 30). وقد سبحت معه أيضًا الأرملة التقية المنتظرة فداء الله: حنة بنت فنوئيل وجمعٌ من المنتظرين خلاص الله. إن سبب تسبيح هؤلاء الأتقياء في ذلك اليوم هو بهجة وفرحة رؤيتهم للمُخَلِّص، كقول سمعان الشيخ: "عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب"(لو 2: 30- 31). كل مَن يرى العذراء تحمل على ذراعيها ابنها الحبيب المولود لأجل خلاصنا يفرح بالمخلص، كقول العذراء القديسة: "وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو1: 47). لأن تجسد غير المرئي، وغير المحوى، وغير المحدود، وغير المستحيل، وولادته من عذراء قد فتح الباب للفداء والخلاص من الهلاك بالخطايا، كقوله: "خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا" (لو1: 71). لقد سبب ميلاد الرب يسوع من العذراء سرورًا عظيمًا لشعب الله، كقول الملاك للرعاة: "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ" (لوقا 2: 10). ووصفت صلوات الأجبية [9]عظمة الفرح بميلاد عمانوئيل، بقولها: "... كل الخليقة تهللت بمجيئك، خلصت آبانا آدم من الغواية وعتقت أمنا حواء من طلقات الموت...". القارئ العزيز... منظر العذراء القديسة الملكة، وهي تحمل على ذراعيها الرب يسوع طفلًا، وفوق رأسه تاج يشير لسلطانه وملكه الأبدي، وهالة من النور تشير لقداسته. هو منظر مبهج، لأنه يصور تجسد الله الأزلي الذي جاء خصيصٍا ليخلص العالم كله. إن النفوس المتضعة تتذكر على الدوام ضعفها وخطاياها، وتطلب وتتضرع من أجل خلاصها، كأمر الرسول القائل: "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (في 2: 12). فابتهج وأنتَ تعظم أم النور الحقيقي، لأنها ولدت لك مُخَلِّص العالم، وثق أن مسيحنا هو القادر أن يخلص إلى التمام. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غير الدنسة الهادئة تصف ثيؤطوكية يوم الأحد العذراء بالقول: "غير الدنسة الهادئة" وتتضح هذه الصفة للعذراء من هدوئها، كما ذكر الكتاب المقدس. لم يُذكر مطلقًا أن العذراء مريم اضطربت، إلا عندما حياها الملاك جبرائيل بعبارات التعظيم والمديح، ففكرت في نفسها، قائلة: "... مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!" (لو 1: 29)، فبشرها الملاك عن خبر حملها الإلهي بالله الكلمة الأزلي، وكشف لها أنها ستحبل بالروح القدس دون زرع بشر. فأجابت بإيمان، قائلة: "... هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ" (لو 1: 38). لقد كان قبول السيدة العذراء للبشرى الإلهية سيترتب عليها تبعيات خطيرة، تستدعي من أي فتاة (متبتلة) لا تنوي أن تعرف رجلًا التثقل بالهمِّ والاضطراب. فعلى سبيل المثال؛ من الطبيعي أن تفكر مريم في موقف خطيبها يوسف النجار تجاه هذا الحبل، الذي ستظهر آثاره عليها في خلال شهور، ولكن العذراء العفيفة لم تضطرب، ولم تجزع، لأنها كانت تؤمن أن الله سيدبر الأمر في حينه، كقول الكتاب: "فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا" (لو 21: 14- 15). لقد اتصفت العذراء مريم بفضيلة الهدوء والثبات، ولذلك تمجدها الكنيسة بوصفها "غير الدنسة الهادئة". إن الخطية في قلب الإنسان تبدد سلامه، لأنها تجعله عدوًا لله، وخير مثال لذلك اضطراب قايين حين قتل أخيه هابيل، فقد أحس أنه لا بد أن يُقتل، ولهذا ظل يشعر أنه مطارد، حتى ولو لم يطارده أحد. أيضًا تَمَلُّكْ الشهوات على قلب الإنسان يقلقه ويمرضه، فقد تمررت حياة شعب بني إسرائيل في البرية، بسبب اشتهائهم للكرات والبطيخ والبصل، الذي حُرِموا منه، عندما خرجوا من مصر. إن الأبرار أمثال العذراء يتجنبون أسباب كثيرة للاضطراب. فهم لا يتزعزعون سريعًا بسبب نقاوتهم. لقد تعودت العذراء أن تنعم على الدوام بالسرور، لأنها تعودت على التمتع بتعزيات الروح القدس من خلال عبادتها الحارة، وبسبب معرفتها الروحية السامية لكلمة الله وللنبوات، وأيضًا بالتأمل العميق في عظم صنيع الله معها، وبما كُتِبَ في النبوات عن خلاص الله العظيم الذي عاينته في حياتها. وتمتعت العذراء أيضًا بخدمتها لأليصابات وهي في الشهور الأخيرة من حملها بيوحنا المعمدان. لقد ملأ الفرح قلبها، كقول الكتاب: "... مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع 20: 35). القارئ العزيز... لقد تعودت العذراء أن تهتم بأمور إيجابية تُشبع نفسها الهادئة بالسرور، أما ما هو فوق طاقتها فتتركه لعناية الله، كقول الكتاب: "... لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالًا حَسَنَةً. فَإِنَّ هذِهِ الأُمُورَ هِيَ الْحَسَنَةُ وَالنَّافِعَةُ لِلنَّاسِ" (تي 3: 8). فيا ليتنا نهرب من كل شر، ونركز كل اهتمامنا في الأمور النافعة لخلاصنا، حتى نقضي حياة هادئة ملؤها السرور، بسبب ما يهبه الله لنا من نعم وتعزيات. أما ما هو فوق قدراتنا فلنترك لله أمر تدبيره. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أم النور فاقت السمائيين والأرضيين سُرَّ فرعون بيوسف وبحكمته فأعطاه كرامًة وسلطانًا في ملكه، كقوله: "ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ". وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ، وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ، وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ، وَنَادَوْا أَمَامَهُ "ارْكَعُوا". وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: "أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ" (تك 41: 41-44). إنَّ السلطان الذي منحه فرعون ليوسف أعطاه صلاحيات خاصة ليحكم بين المصريين، ويدبر معيشتهم. لقد أعطاه حرية تصرف في أمور مملكته. وقد شهد منصب يوسف في مصر بمدى ثقة فرعون في حكمته ومواهبه، وأيضًا في استحقاقه لما ناله من الكرامة. فإن كان ملوك الأرض يرفعون من يثقون في حكمتهم وطهارة أيدهم ومواهبهم العظيمة للدرجات والمناصب الرفيعة، فبالأولى يفعل الله العظيم بمن يسر به لتقواه وطهارته. لقد شهد الوحي الإلهي بإكرام الله لمن يسر به، قائلًا: "... فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ" (1صم 2: 30). تَرسم الأيقونة القبطية العذراء القديسة والدة الإله وعلى رأسها هالة أكبر من التي على رؤوس تلاميذ الرب وقديسيه، وهذه دلالة على قداستها وتقواها، لأنها فاقت السمائيين والأرضيين، وفي وسط هذه الهالة النورانية نجد دليل تكريمها، وهو تاج الملك، الذي يشهد لسلطان العذراء العظيم الموهوب لها من الله. لقد نالت العذراء الملكة سلطانًا وشفاعة قوية مقبولة عند ابنها، لتعين الضعفاء، إذ أنها أهلًا لثقته العظيمة. وقد رأها داود النبي بروح النبوة في هيئة ملكية بجانب ابنها الحبيب ملك الملوك ورب الأرباب، فصرخ قائلًا: "... جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ" (مز 45: 9). القارئ العزيز... إن الذي يتقي الله يسر به، ويرفعه ويُمَلِّكهُ أي يمنحه المواهب والبركات والنعم، ويمنحه سلطان أولاد الله، كقوله: "وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ" (رؤ1: 6). ولكن بالطبع هناك فرق كبير بين ما نالته العذراء من كرامة وسلطان، وما يناله المؤمنون، لأن كل إنسان يُكَرم كل على قدر قامته الروحية، كقول الكتاب: "مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ" (1 كو 15: 41). فاتضع يا أخي تحت يد الله ليرفعك ويكرمك ويُمَلِّكك معه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الشفيع الأكرم أُرسلَ الملاك جبرائيل إلى فتاة عذراء من الناصرة اسمها مريم ليبشرها بحبلها بابن الله الكلمة؛ فحياها ودعاها "الممتلئة نعمة"، ولما تعجبت واضطربت من تعظيمه لها، طمأنها الملاك وشرح سبب تلك التحية الفائقة، قائلًا لها: "... لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ" (لو1: 30). لقد نالت العذراء رضا الله، ولذلك دعاها الملاك المباركة في النساء، قائلًا لها: "قد وجدتِ نعمة عند الله..."، ولكن قد يقول قائل أن آخرين من البشر قد سُرَّ بهم الله، وقيل عنهم أنهم وجدوا نعمة، ومثال ذلك قوله عن شعب إسرائيل: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي الْبَرِّيَّةِ، الشَّعْبُ الْبَاقِي عَنِ السَّيْفِ، إِسْرَائِيلُ حِينَ سِرْتُ لأُرِيحَهُ" (إر 31: 2). نعم، سُرَّ الله ببقيةٍ من شعبه إسرائيل، فأعطاهم نعمة الدخول لأرض الراحة كنعان، ونال داود النبي والملك هو أيضًا نعمة من الله، لأنه سار مع الله باستقامة قلب، كقول الكتاب: "الَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ اللهِ، وَالْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَنًا لإِلهِ يَعْقُوبَ" (أع 7: 46). ولهذا أنعم الله عليه بجلوس بعض بنيه على عرش مُلكه. أما العذراء فقد فاقت هؤلاء أجمعين، وهذا ما سنشرحه فيما يلي: علت العذراء القديسة في الكرامة عن السمائيين والأرضيين، ودليل ذلك عظمة النعمة التي وهبها لها الله، وهي: حبلها وميلادها الرب يسوع المسيح، ولهذا عَظَّمها الملاك، ولما سألته عن سبب تعظيمه لها، أخبرها أنها وجدت أعظم نعمة وأجل عطية إلهية، قائلًا: "وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ" (لو 1: 31، 32). لقد أعطاها الله نعمة أمومتها له، لأنه لا يوجد أكرم منها في البشر. لم يعينها الله أمًا له أولًا، ثم بعد ذلك كرَّمها، لأنها اصبحت أمه، ولكنه رضي عنها أولًا، لأنها أرضته بصنع مشيئة المقدسة، حينئذ استحقت أعظم كرامة، ولهذا تجسد وولد منها. القارئ العزيز... أطلق الناس على مريم العذراء لقب "الشفيع الأكرم" وذلك بسبب تفوق قوة شفاعتها عند الله عن أي مخلوق آخر. لقد آمنت الكنيسة بقوة شفاعتها عند ابنها، ووصفتها بالقول: "فإنكِ أمٌ قادرة رحيمة معينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح رجائي..." [10](قطع صلاة النوم) أما قطع صلوات الساعة السادسة من الأجبية المقدسة فتصف شفاعتها بالقول: "إذ ليس لنا دالة ولا حجة ولا معذرة من أجلِ كثرة خطايانا، فنحنُ بكِ نتوسل إلى الذي ولد منكِ يا والدة الإله العذراء، لأن كثيرة هي شفاعتك قوية ومقبولة عند مخلصنا..."، فهنيئًا لنا بهذه الأم "الشفيع الأكرم". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفرح لك يا والدة الإله "الفرح لك يا والدة الإله مريم أم يسوع المسيح..." إعطاء الفرح للعذراء في اللحن القبطي "راشي تي تيؤطوكوس"[11] هو تطويب وتكريم ووصف لسعادة العذراء، لمَّا نالته من كرامة عظيمة؛ فإنها وهي إنسانة وعبدة كالبشر صارت والدة للإله، كقول اللحن القبطي أيضًا: "افرحي يا مريم العبدة والأم لأن الذي في حجرك الملائكة تسبحه، والشاروبيم يسجدون له باستحقاق، والسيرافيم بغير فتور"[12] إن أعظم شيء يستحق عليه الإنسان التطويب هو ما يناله الإنسان من مجدٍ إلهي، ولذلك نطوب العذراء بسبب شرف علاقتها بابن الله الكلمة، فالإنسان مهما نال من مجد الأرض يظل فقير وبائس. فالتطويب الحقيقي إذًا يجب أن يكون على ما هو سماوي، ولذلك شَبَه الرَّبُّ المجد الذي يهبه للإنسان بالذهب، كقوله: "... أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ..." (رؤ3- 17- 18). لذلك أيضًا يَكثر ذكر الذهب في الرؤى السماوية، لأنه يشير للمجد الإلهي الأبدي الذي لا يتغير. أما الأشياء الأرضية فهي على عكس ذلك تزول بسهولة. فكيف يُطَوب مالكها؟! إن المجد والفرح والسعادة التي سنحياها في الأبدية السعيدة تستحق التطويب، لأنها أمور أبدية، كقول الكتاب: "وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى.." (1بط 5: 4). وقوله: "أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (رو 2: 7) الله هو وحده الذي له كل المجد والكرامة، وهو وحده واهب المجد لمن يعرفه، ويتقيه، ولهذا يستحق التطويب. لقد عرفت العذراء الرب حق معرفة، والتصقت به من خلال علاقتها القوية به، والتي كانت ثمرة لصلواتها النقية وتأملاتها ومعرفتها لكلمة الله، وإعلانات الروح القدس لها، لهذا استحقت أن تكون أمًا لله تحمله في أحشائها وعلى ذراعيها، وتسكن معه في منزل واحد، فلهذا طوبتها جميع الأجيال، كقولها: "... فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي" (لو1: 48). القارئ العزيز... نال تلاميذ الرَّب تطويبًا بسبب أعينهم التي أبصرت الرب، وآذانهم التي سمعت من فمه الطاهر وصاياه وتعاليمه المقدسة، وما زال الكثيرون ممن عرفوا الرب وأحبوه، وصنعوا وصاياه ينالون تطويبًا سَيُعلَّن عنه في السماء قريبًا. فإن أردت أن تكون من المطوبين في السماء، فعليك أن تفخر وتسر بمعرفة الرب، وتتكل عليه، كقول الرب: "بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلًا فِي الأَرْضِ..." (إر 9: 24). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الحصن المنيع وسور الخلاص "أنتِ هي سورُ خلاصنا يا والدة الإله الحصن المنيع غير المُنثَلِم. ابطلي مشورة المعاندين لنا، وحزن عبيدك رُديه إلى فرح، وحَصني مدينتنا، وعن ملوكنا حاربي، وتشفعي عن سلام العالم..." [13] شفاعة العذراء تُشَبَّه بحصن مَنيع. وكما استُخدِمَ الحصن في الماضي لكي يهرب إليه الناس، ويتحصنوا به من خطر الحروب. كذلك شفاعة العذراء مقتدرة جدًا في قوتها، كما قيل عنها في صلوات السواعي (الساعة السادسة) "شفاعتك قوية ومقبولة...". إن شفاعة العذراء مريم تحفظ مُحبيها الذين يطلبونها. لأنها أم حنون لكافة المؤمنين، وهذا ما يدفعنا أن نلجأ إليها وقت الشدائد. نحن نلجأ إليها طالبين شفاعتها وحمايتها، كما يحتمي الطفل الصغير بحضن أمه - كلما شعر بخطر يدنو منه - لأنه يثق في حنانها. هكذا يشعر كل من يدرك أمومة العذراء وحنانها الفائق، وهي لا تخذل طالبيها. إن أمنا العذراء تصلي وتطلب عنا لدى ابنها الحبيب، الذي لا يرد طلبتها، ذلك، لأن الله وعد أن يُكرم الذين يكرمونه أمثال العذراء العفيفة، كقوله: "لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ:... فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ" (1صم 2: 30). وقد أكد الكتاب المقدس على استجابة الله طلبة الأبرار أمثال العذراء، بقوله: "... طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا" (يع 5: 16). إننا نُطَالِّب أمنا العذراء العفيفة، بدالة أمومتها لنا ألاَّ ترفضنا من شفاعتها عند ابنها الحبيب، قائلين لها: "أيتها الأم الطاهرة لا ترفضي الخطاة من شفاعتك، عند الذي ولدتيه..."[14] ولكننا أيضًا لا ننسى أن العذراء بدالة أمومتها لنا تحثنا على الثبات في حبِّ ابنها الحبيب، بقولها لكل منا دائمًا: "... مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" (يو2: 5). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفصل الثالث: بركات التجلي في هذا الفصل يمكننا أن نستنتج على الأقل خمس بركات من وراء تجلي العذراء في الزيتون عام 1968م فيما يلي نذكر هذه البركات ونشير لعناوين المقالات التي تشرح كل بركة من هذه البركات: |
||||
![]() |
![]() |
|