08 - 01 - 2019, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُففي وصية الله وكلمته تكون المسرة الحقيقية، والمسرة تعني ×—ضµض«×¤ض¶×¥= رغبة – شهوة – توق شديد – لهفة – مشيئة – مطلوب – فرحة – لذه – سرور – بهجة – جاذبية فكلمة الله بطبيعتها جاذبة للإنسان الطالب الله، فهي تشده وتعمل فيه بسلطان، تغير فيه وتجدد طبيعته وفق مشيئة الله وتدبيره الحسن، وحينما يتذوق عملها في باطنه يحبها جداً فتصير هي نفسها مشورته الخاصة ونور عينيه لأنها السراج المُضيء في ظلمة هذا الدهر والمرشد الأمين لطريق البرّ والتقوى، لذلك فهو دائم الاشتياق لها وفيها وحدها مسرته الخاصة، فيخضع لها بسرور لا يزيد عليها أو ينتقص منها بل يحيا بها كما هيَّ. v لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.؛ أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَاماً؛ لمْ أَتَجَاوَزْ وَصَايَاكَ وَلا نَسِيتُهاَ؛ إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي؛ انْظُرْ أَنِّي أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ. يَا رَبُّ حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي. (تثنية 4: 2؛ مزمور 119: 4؛ تثنية 26: 13؛ مزمور 119: 93؛ 159) فالسرور الذي يتأصل في الإنسان المحب لله هو الوصية نفسها، والكلمات الخارجة من فم الله هي الغذاء الحي المُشبع لنفسه (متى 4: 4)، وبكون شريعة إلهه في قلبه، لذلك فأن خطواته لا تتقلقل (مزمور 37: 31) أي أنه لا يتردد ويسير باستقامة في طريق البرّ. v هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَّ الْمَسْرُورِ جِدّاً بِوَصَايَاهُ. (مزمور 112: 1) v طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. أَيْضاً لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْماً. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ. أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَاماً. لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ. حِينَئِذٍ لاَ أَخْزَى إِذَا نَظَرْتُ إِلَى كُلِّ وَصَايَاكَ. أَحْمَدُكَ بِاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ. وَصَايَاكَ أَحْفَظُ. لاَ تَتْرُكْنِي إِلَى الْغَايَةِ. بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ. خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ. عَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. بِشَفَتَيَّ حَسَبْتُ كُلَّ أَحْكَامِ فَمِكَ. بِطَرِيقِ شَهَادَاتِكَ فَرِحْتُ كَمَا عَلَى كُلِّ الْغِنَى. بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ. بِفَرَائِضِكَ أَتَلَذَّذُ. لاَ أَنْسَى كَلاَمَكَ. أَحْسِنْ إِلَى عَبْدِكَ فَأَحْيَا وَأَحْفَظَ أَمْرَكَ. اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِكَ. غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ. لاَ تُخْفِ عَنِّي وَصَايَاكَ. انْسَحَقَتْ نَفْسِي شَوْقاً إِلَى أَحْكَامِكَ فِي كُلِّ حِينٍ، لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدّاً أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدّاً. كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي. (مزمور 119: 1 – 20؛ 96 – 97) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً يلهج = ×”ض¸×’ض¸×” hagah= التأمل والتفرس، المشاهدة والاضطلاع، تنفس، استنشق وزفر (أخرج زفير) وهو تعبير يقصد به عملية الشهيق والزفير.فلفظة وتعبير (يلهج = ×”ض¸×’ض¸×” hagah) في المزمور تعني من الناحية العملية هو الانتباه بسبب الأهمية القصوى، بكون الإنسان هنا أمام مجد عظيم للغاية، ومن جهة التطبيق أصغى سمعه ليطيع، لأن بالطاعة يتربى ويتقوَّم، لأن هذا هوَّ عمل الله مع النفس التي تطلبه وتتمسك بوصاياه، لأنه يربيها ويُزكيها. v بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ؛ الرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ الْعُمْيِ. الرَّبُّ يُقَوِّمُ الْمُنْحَنِينَ. الرَّبُّ يُحِبُّ الصِّدِّيقِينَ؛ فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. (مزمور 119: 9؛ 146: 8؛ أمثال 3: 6) فالمعنى الرئيسي: أرهف السمع ليصغي للصوت الخارج من كلمة الله، وتفرس فيها وشاهد وعاين ولاحظ ففهم، وتنفس الحياة وأخرج زفيراً، وهذا التعبير يعبر عن حالة التنفس المعبرة عن الحياة، لأن الإنسان الحي دائماً يتنفس تلقائياً دون أن ينبهه أحد لذلك، ولو توقف عن هذه العملية الحيوية يموت.فنحن نتنسم رائحة الحياة من كلمة الله المُحيية للنفس، ونخرج زفير نشيد تسبيح بنفس ذات الكلمة عينها كرد فعل لعملية استنشاقها وتوزيعها الداخلي في أعماق النفس، لأنها تنفرش على كيان الإنسان كله، تدخل العقل تُنيره، وتنزل للقلب تقدسه، وتنعكس على حياة الإنسان ككل ويظهر ثمرها في أعماله، لذلك فأن فعل كلمة الله فينا يُحركنا ليكون هناك رد فعل يتناسب مع عملها فينا، لأن هي المحرك الأساسي لسلوك الإنسان الجديد في المسيح يسوع. |
||||
08 - 01 - 2019, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
v وَالآنَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ أَنْتَ هُوَ اللَّهُ وَكَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ؛ رَأْسُ كَلاَمِكَ حَقٌّ وَإِلَى الدَّهْرِ كُلُّ أَحْكَامِ عَدْلِكَ؛ أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً؛ وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ؛ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي؛ خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ؛ نَصِيبِي الرَّبُّ قُلْتُ لِحِفْظِ كَلاَمِكَ؛ مِنْ كُلِّ طَرِيقِ شَرٍّ مَنَعْتُ رِجْلَيَّ لِكَيْ أَحْفَظَ كَلاَمَكَ. (2صموئيل 7: 28؛ مزمور 119: 160؛ 162؛ إرميا 15: 16؛ مزمور 119: 105؛ 11؛ 57؛ 101)
وعلينا هنا أن نقف وقفة هامة للغاية، لأننا أن لم نفهم القصد من الكلام بدقة لن نحيا حياة مستقيمة ولن يكون لنا قداسة في السيرة، لأن هذه الحركة لن تكون فينا أن لم نستوعب ونفهم القصد من كلام المزمور لأنه يكشف لنا الطريق السليم والصحيح للحياة. فانتبه جداً عزيزي القارئ، فيلهج في كلمة الله بدايته "السمع والإصغاء"، لذلك قال الرب: لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي (يوحنا 8: 43)، فالمشكلة الأساسية هو عدم القدرة على السمع، لأن أحياناً لا نصغي ونسمع لكلمته بتأني وصبر بكل دقة، لأننا نتسرع ونقرأ بعجاله شديدة، ولا ننتبه لكلمة الله في أساسها الحي، وما هو القصد منها كما هي معلنه في الكتاب المقدس كما نطق بها الله حسب قصده؛ فكلمة الله تتكلم في اتجاه، ونحن نحيا في وادي آخر مبتعدين عنها تماماً، فنعكس عليها حالنا ونسقط عليها مشاعرنا ونفسرها ونشرحها حسب فهمنا النابع من دراستنا وقراءتنا الشخصية، ثم نُقدِّم عبادة وعطايا لله الحي ونخدم اسمه العظيم القدوس، مع انه يطلب أولاً وقبل كل شيء الإصغاء والسمع الذي يعني الطاعة.فَقَالَ صَمُوئِيلُ: هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. (1صموئيل 15: 22) اِحْفَظْ قَدَمَكَ حِينَ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ فَالاِسْتِمَاعُ أَقْرَبُ مِنْ تَقْدِيمِ ذَبِيحَةِ الْجُهَّالِ لأَنَّهُمْ لاَ يُبَالُونَ بِفَعْلِ الشَّرِّ. (جامعة 5: 1) وَأَبُوا الاِسْتِمَاعَ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَجَائِبَكَ الَّتِي صَنَعْتَ مَعَهُمْ وَصَلَّبُوا رِقَابَهُمْ. وَعِنْدَ تَمَرُّدِهِمْ أَقَامُوا رَئِيساً لِيَرْجِعُوا إِلَى عُبُودِيَّتِهِمْ. وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ. (نحميا 9: 17) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
وهذا هو حال الرجل البار: الإصغاء والسمع والمسرة في طاعة الوصية التي تدعم فيه محبة الله وتثبتها، "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يوحنا 14: 21).
فبما أن وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ (مزمور 19: 8) لذلك صارت هي منهجه الخاص، وفرحه، وتلذذه بتردادها والتأمل فيها، ومشاهدة العجائب التي تُظهرها، لأنها تعمل فيه سراً وتوثق علاقته بخالقه، وقد صارت هي حياته الدائمة، فهي تلاوته ليلاً ونهاراً، لأنه لا يستطيع أن يستغنى عنها أبداً لأنها هي حياته، تنفسه وغذاءه. بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ؛ تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ؛ وَلِسَانِي يَلْهَجُ بِعَدْلِكَ. الْيَوْمَ كُلَّهُ بِحَمْدِكَ؛ فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ؛ إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ؛ وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي. (مزمور 119: 15؛ 148؛ 35: 28؛ 37: 30؛ 63: 6؛ 77: 12) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
وهذا هو حال الرجل البار: الإصغاء والسمع والمسرة في طاعة الوصية التي تدعم فيه محبة الله وتثبتها، "اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يوحنا 14: 21).
فبما أن وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ (مزمور 19: 8) لذلك صارت هي منهجه الخاص، وفرحه، وتلذذه بتردادها والتأمل فيها، ومشاهدة العجائب التي تُظهرها، لأنها تعمل فيه سراً وتوثق علاقته بخالقه، وقد صارت هي حياته الدائمة، فهي تلاوته ليلاً ونهاراً، لأنه لا يستطيع أن يستغنى عنها أبداً لأنها هي حياته، تنفسه وغذاءه. بِوَصَايَاكَ أَلْهَجُ وَأُلاَحِظُ سُبُلَكَ؛ تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ؛ وَلِسَانِي يَلْهَجُ بِعَدْلِكَ. الْيَوْمَ كُلَّهُ بِحَمْدِكَ؛ فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ؛ إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ؛ وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي. (مزمور 119: 15؛ 148؛ 35: 28؛ 37: 30؛ 63: 6؛ 77: 12) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
+ فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ،هنا إعلان نتيجة نجاح البار في إظهار الثمر في أوانه، لأن الكلمة الخارجة من فم الله تحمل حياته الخاصة، حينما يتقبلها الإنسان بالإيمان فهي تنغرس فيه كالبذرة في التربة وتُخلِّص نفسه، ويظهر ثمرها في أوانه؛ فكلمة الله كلمة حية تدخل في تربة القلب المُهيأ لاستقبالها وتنغرس فيه عميقاً، وحينما يتم رعايتها فأنها تنمو وتزدهر وتُعطي ثمراً صالحاً في وقته المناسب، فتظهر رائحتها الزكية وتجذب الآخرين ويتمجد اسم الله الحي بكونها ثمرته الخاصة في الإنسان. عزيزي القارئ، علينا أن ننتبه للكلام هنا، لأنه مهم للغاية، فزراعة الأشجار تحتاج لعمق واتساع معين (مساحة تُناسب حجمها النهائي) لكل نوع من أنواع الأشجار، مع المياه اللازمة الوفيرة والسماد الصالح لنموها الصحيح حتى لا تضعف وتذبل ومن ثمَّ تموت، فكلمة الله تحتاج لقلب متسع، قلب مُهيأ لاستقبالها وزراعتها لتضرب بجذورها فيه، كما أنها تحتاج تهيئة القلب بمعنى التوبة، لأن يوحنا المعمدان لكي يُهيأ طريق الرب ويعده، أعده بصوتٍ صارخ: "توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت الله"، والرب وصل التوبة لكمالها حينما أضاف: "وآمنوا بالإنجيل"، فلكي نُهيأ القلب ونعده لا بُدَّ أن نتوب أولاً، ولكي نهيأ العمق اللازم لزرع كلمة الحياة فيه الخارجة من فم الله، أن نؤمن بالإنجيل، لأن بدون التوبة والإيمان بالإنجيل تستحيل الزراعة، بل سيظل القلب متحجراً والله محتجب، وبذار الكلمة ستُلقى، لكن لن يكون لها أي أصل في النفس، وبالتالي لن يكون لها فرصة للغرس، لأن طيور السماء ستخطفها لأن لا مكان لها على الطريق، ولا حتى في الأرض المُحجرة التي ليس لها أصل لكي تنزرع فيها الكلمة وتضرب عميقاً في باطنها. |
||||
08 - 01 - 2019, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
ولو راجعنا المزمور من أوله سيظهر لنا الترتيب اللائق لإعداد القلب وتهيئته بالانعزال عن سلوك الأشرار وطرح مشورتهم بعيداً وإفراغ القلب من كل أتكال على آخر، لكي تعمل الكلمة بحسب قدرتها الكاملة، وينال الإنسان التطويب من جهة تكريس قلبه لله الحي، لأن الكلمة لن تُزرع فينا وتُثمر ونحن مرتبطين ارتباط وثيق بالأشرار من جهة تقبل مشورتهم والسلوك في طرقهم الرديئة، لأن بهذه الطرق ينغلق الذهن وينعزل عن النور الإلهي، ويظل غير فاهم قصد الله ولن يستطيع أن يحيا وفق مشيئته مهما ما فعل وبذل من جُهد.
v فَلَمَّا اجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مِنَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ قَالَ بِمَثَلٍ: «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ فَانْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاءِ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الصَّخْرِ فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ (أصل – تربة مناسبة). وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسَطِ الشَّوْكِ فَنَبَتَ مَعَهُ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الصَّالِحَةِ فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَراً مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هَذَا وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ». v فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَثَلُ؟». فَقَالَ: «لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَالٍ حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. وَهَذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ. وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ. وَهَؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً. v وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ هُمَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ. «وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ»؛ لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. (لوقا 8: 4 – 18؛ يعقوب 1: 21) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فهذا المثل الذي قاله الرب مع ربطه بكلام القديس يعقوب الرسول يُظهر لنا القصد جلياً، ويوضح الأمور كإشراق شمس النهار ليرى ويبصر الإنسان كل شيء بوضوح، والآن اتضح لنا المعنى من جهة الخبرة والسلوك السليم والصحيح لكي نصير الرجل البار الذي نال الطوبى.
وعلينا أن نُركز في كلام الرب نفسه، لأنه لم يقل المثل وفسره فقط، بل وضع لنا الجانب العملي التطبيقي لازدهار كلمته فينا وإعلان مجده الخاص، حينما قال: وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ، لذلك في المزمور قال أنه يكون كالشجرة، لأن الشجرة يظهر علوها الشامخ وثمرها أمام الناس في كل مكان، لذلك قال أيضاً: فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5: 16)، وذلك لأن الأعمال هنا ليست عملنا نحن بل عمله هو فينا: لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (أفسس 2: 10) ونعود للآية الآن لنفهمها فهماً صحيحاً في إطار المعنى السليم حسب القصد الإلهي المُعلن والظاهر لنا في الكتاب المقدس، وذلك من جهة فعل عمل الله في باطننا، لأن حينما يعطينا كلمته فأنه يعجن طبعنا بها، لأن بكونها تحمل حياته الخاصة فأنه يعجن بها شخصيتنا، حتى نندمج ونصير معها واحد، فنصير نحن أنفسنا غُرس الرب للتمجيد، لأنه بها غير حالنا لنكون سمائيين حاملي طبعه، مُرتدين بره الخاص، لأن آدم حينما سقط فقد ثوبه فتعرى، أما نحن فقد قُدِّمَ لنا الثوب الجديد الذي يكسي عُرينا، وهذا ما أُعلن لنا في النبوة: لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ، فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ (أشعياء 61: 3)، لذلك فأن حياتنا في الله تُمجده، لأنه يظل يعمل فينا ويغرسنا في نفسه أعضاء حيه في جسده. |
||||
08 - 01 - 2019, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِهنا يلزمنا أن نعي أن الغرس دائماً يكون عند مجاري المياه وليس في أي مكان آخر كما هو مكتوب: فَيَنْبُتُونَ بَيْنَ الْعُشْبِ مِثْلَ الصَّفْصَافِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ (أشعياء 44: 4)، وشجرة الصفصاف من الأشجار التي تزرع إلى ضفاف الجداول والبرك والأنهار كونها من الأشجار التي تحبّ المياه بكثرة، وتوجد منها أشجار كبيرة وعالية جداً تصل إلى حوالي ثلاثين متراً، وأنواع أخرى تصل إلى ثلاثة أمتار، فالأشجار بدون موارد مائية دائمة، تحترق تحت أشعة الشمس بفعل الجفاف. فالإنسان الذي عُجن طبعه بكلمة الله وصار لها موضعاً فيه، يحتاج لمياه كثيرة لكي تنمو وتزدهر فيه بالرغم من نار التجارب (التي كالشمس الحارقة)، لأن كما أن الزرع يحتاج للشمس لكي ينمو، فأن التجارب نفسها هي التي تُنمي كلمة الله فينا أن احتملناها بصبر الإيمان الحي، والمياه التي نحتاجها هي مياه النعمة المتدفقة وهي ملازمة لكلمة الله لا تفارقها، لأن كلمة الله كلمة حياة، حاملة لقوة النعمة المُخلِّصة، وهذا واضح في كلام القديس يعقوب عن كلمة الله (القادرة ان تُخلِّص نفوسكم)، وأيضاً مكتوب: فتستقون مياها بفرح من ينابيع الخلاص (أشعياء 12: 3)، لذلك فطوبى لمن يجلس عند ينابيع الأسفار الإلهية المقدسة المتدفقة تياراً من المياه الغزيرة، فأنه يتقبل في نفسه ندى الروح القدس، إذ يغرس كلمة الحياة في أعماق النفس من الداخل لتكون قوة خلاص وشفاء وراحة للنفس المتعبة، كما انه يروي القلب ويسقي الإنسان حتى يصير مثل الشجرة المورقة المزدهرة. لا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حرّ ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم؛ لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم. (أشعياء 49: 10؛ رؤيا 7: 17) وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ؛ وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. (يوحنا 7: 37 – 39؛ 14: 26) لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»؛ وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ. (أعمال 1: 8؛ 9: 31) وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. (يهوذا 1: 20) |
||||
08 - 01 - 2019, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي
فالماء يُعبر هنا – أي في هذا الموضع – عن الروح القدس، وهو كالمياه المتدفقة لأشجار البرّ غُرس الرب الصالح، لأنه من المستحيل تنمو الكلمة فينا لكي تُثمر ونصير أشجار برّ الرب للتمجيد بدون الروح القدس الرب المُحيي، لأنه سبب حياة كلمة الله فينا، مثل البذرة التي انغرست في الأرض والتي تحتاج لرعاية لتنبض بالحياة وتأتي بثمر كثير، فالرجل الصالح البار مرتبط تطويبه على ما تمده النعمة (النابعة من الشركة الدائمة مع الله) من غذاء حي يقويه ويسند نفسه ويروي عطشه، لأن بدون نعمة الله المتدفقة بروحه للإنسان، فأنه سيفشل حتماً ولن يحيا حياة مستقيمة صالحة حسب قصد الله على وجه الإطلاق، وذلك مهما ما كانت قدرته وقوة إرادته، ومهما ما فعل وعمل وبذل من جهد، حتى ولو بذل نفسه للموت، فبدون النعمة لا خلاص لإنسان، لذلك قال رب المجد نفسه: فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ (لوقا 11: 13)، لذلك فأن العطية الثمينة المقدمة لنا من الله هو روحه الخاص والذي يُعطى لنا حينما نسأل ونطلب من صلاحه أن يحل فينا وفق مشيئة الله وتدبيره الحسن، لأن مشيئته هو أن نصير هياكل مقدسة وروحه يقطن فيها بشخصه وذاته، لا بشكل مؤقت بل يدوم إلى الأبد، لذلك علينا ألا نحزنه أو نطفأه فينا بسبب العصيان وعدم طاعتنا لهُ.
اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو. مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ فِي دِيَارِ إِلَهِنَا يُزْهِرُونَ. أَيْضاً يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَاماً وَخُضْراً. لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ. (مزمور 92: 12 – 15) أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. أَحْمَدُكَ إِلَى الدَّهْرِ لأَنَّكَ فَعَلْتَ وَأَنْتَظِرُ اسْمَكَ فَإِنَّهُ صَالِحٌ قُدَّامَ أَتْقِيَائِكَ. (مزمور 52: 8 – 9) مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ. كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلى نَهْرٍ. كَشَجَرَاتِ عُودٍ (صَبَّارٍ) غَرَسَهَا الرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ (أَشْجَارِ الأَرْزِ) عَلى مِيَاهٍ. يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلائِهِ (مَسَاقِيهِ)، وَيَكُونُ زَرْعُهُ عَلى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ، وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلى أَجَاجَ وَتَرْتَفِعُ مَمْلكَتُهُ. (عدد 24: 5 – 7) |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحكمة الجالسة على العرش الإلهي |
مزمور 103 | العرش الإلهي |
شرح وتفسير المزمور الأول |
ما بين الغرس الإلهي الأول والغرس الثاني |
شرح وتفسير المزمور الأول - طوبى - الجزء الأول من الشرح |