27 - 06 - 2014, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون أعداء الله المجتمع: أنتم المسيحيون أعداء الله. المسيحي: إن عدو الله هو من يحارب الله والمؤمنين به ويقاوم وحيه الإلهي. ونحن لا نحارب الله بل إننا نكرز به للعالم (1كو1: 23). لكي يؤمن به العالم إلهًا عظيمًا جدًا حسبما نتعرف عليه في خلائقه (أع 17: 28). وإلهًا متضعًا ومحبًا جدًا حسبما نعرفه في تجسده (مت11: 29). ونعلن جوهره للعالم حسبما أعلنه لنا في وحيه الإلهي (مت28: 19). ونتعبد له إلهًا وسيدًا بخضوع وتكريم (لو1: 74). ونحبه أبًا وراعيًا (1يو4: 19) من كل قلوبنا. ونجتهد في طاعة وصاياه التي أعطاها لنا (أف5: 24، عب12: 9). فهل مع كل هذه العلاقة الحميمة والمجيدة بيننا وبين الله يمكن أن يدعونا أحد أعداءًا له؟ إن عدو الله أيضًا هو من يبغض الناس ويعاديهم كما يعلمنا الإنجيل "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب. ولنا هذه الوصية منه أن من يحب الله يحب أخاه أيضًا" (1يو4: 20، 21). فإن كنا نحن نحب الله ونحب جميع الناس فنحن لسنا أعداء الله بل أحباؤه. وإن كنت تتصور أنى عدو الله الذي في ذهنك. فأنا حبيب الله الذي في ذهني والذي أؤمن به في قلبي. وليس لك أن تحجر على ذهني أو أن تمتلك قلبي أو أن تفرض عليَّ إلهي الذي أعبده. ولا تنسى أنى أعرف الله وأعبده من قبلك لأن ديانتي تسبق ديانتك بمئات السنين. وأنا أؤمن بالله كما أعرفه حسبما أعلن لي ذاته وكما رأيته في كلمته المتجسد. أما أنت فتعبد الله كما تتصوره أنت لأنك لم تره. وقد أكد المسيح لنا هذه الحقيقة في قوله للمرأة السامرية "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لما نعلم" (يو4: 22). |
||||
27 - 06 - 2014, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون يسكن فيكم الشيطان المجتمع: أنتم المسيحيون يسكن فيكم الشيطان. المسيحي: إن الإنسان الأول صار عبدًا للشيطان بعد أن أخطأ بعصيانه وصية الله وسماعه لصوت الشيطان. وهكذا صار جميع البشر إذ ساروا في طريق الخطية. ولم ينقذ البشرية من سلطان الشيطان سوى مجيء المسيح كما يوضح الإنجيل "من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ. لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس. ويبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (1يو3: 8 , عب2: 14). لذلك فنحن المسيحيين نؤمن بأن المسيح هو الذي يبيد سلطان إبليس عنا. ومنذ بداية إيماننا بالمسيح في طفولتنا فإننا جحدنا الشيطان بفم والدينا وعلى إيمانهم. وبأمر المسيح الناطق على لسان الكاهن خرج منا الروح النجس الذي هو الشيطان. وبذلك تهيأت قلوبنا ونفوسنا لقبول الروح القدس وسكناه فينا بعد نوالنا الولادة الروحية الجديدة ونعمة البنوة الإلهية. وعندما يهاجمنا الشيطان بأفكار الخطية ويضع أمامنا العثرات لكي نسقط فيها، أو يدعونا إلى الكسل والتواني في جهادنا الروحي، فإننا نشهر في وجهه علامة الصليب الذي به هزمه المسيح وجرده من سلطانه (كو2: 15). ونرد عليه بكلمة الله التي هي سيف الروح (أف6: 17). أو نَفِرُّ هاربين من مكان الخطية أو فكر الخطية فنضيع عليه مكيدة إيقاعنا في الخطية، وننهض من غفلتنا ونعاود جهادنا. وعندما نخطئ نحزن روح الله داخلنا ونفقد عطاياه التي هي ثمار الروح (غل5: 22). ولكن بتوبتنا عن الخطية نُفرح الروح القدس ونعود لنجنى ثماره في حياتنا. وعندما تفتر حياتنا الروحية تخبو نار الروح القدس فينا وهى نار المحبة الإلهية. ولكن عندما ننشط في جهادنا الروحي تعود فتتوهج نار الروح القدس فيشعل نار المحبة الإلهية ويزداد توهجها بازدياد حرارتنا الروحية. فبتوبتنا وحرارتنا الروحية يحرس الرب قلوبنا من اقتراب إبليس إليها. وإذا حدث أن دخل الشيطان جسم إنسان ليعذبه، فإن الكنيسة أخذت سلطان إخراج الشياطين من فم المسيح لتلاميذه "أخرجوا شياطين" (مت10: 8). والكنيسة تخرج الشياطين بِاسم المسيح حسب ما اعترف به تلاميذه "حتى الشياطين تخضع لنا بِاسمك" (لو10: 17). ولا أحد في الوجود له سلطان على إبليس لكي يخرجه من أجساد الناس المعذبين به سوى شخص المسيح له المجد لأنه كلمة الله، وكذلك من أعطاهم أن يُسمُّوا بِاسمه ويستخدموا علامة صليبه. إلا أن إخراج الشياطين هو إحدى مواهب الروح القدس لخدامه (1كو12: 10). أي أنها موهبة خاصة ببعض الخدام وليست عامة لجميعهم. وفي حياتنا اليومية لنا أسلحتنا وتحصيناتنا في مقاومة الشيطان. وهى صدُّه بكلمة الله (مت4: 4)، وانتهاره وزجره بِاسم المسيح (لو10: 17)، وإشهار سلاح علامة الصليب (كو2: 15)، التي تحمل قوة ثالوث الله في مواجهته، والاستغاثة منه بصلاة المزامير (مز90)، والتحصن ضده بالاتحاد بشخص المسيح بتناول ذبيحته (يو6: 56)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.هذه الأسلحة والتحصينات كلها تتركز في شخص المسيح. لأن كلام الله هو أقواله، ثم اسمه القدوس هو اسمه، ثم صليبه المحيى، ثم المزامير كلمات روحه القدوس، ثم ذبيحة صليبه. والآن نتساءل مَنْ مِن البشر له مثل هذه التحصينات ضد إبليس مثلما هي لنا. وكلها تحصينات إلهية لأنها تأخذ قوتها من شخص المسيح له المجد كلمة الله، الذي أكثر معجزاته التي عملها في زمن تجسده كانت إخراج الشياطين. ولما اتهمه اليهود بأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين أفحمهم برده "إن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته" (مت12: 26)؟ وأمام كل هذه التحصينات والأسلحة الروحية نجد الشياطين ترتعد وتخر صريعة. وإن كان أمرنا هكذا فكيف يجد الشيطان مسكنًا فينا؟ إلا أن المسيحي الذي يعيش في الخطية ولا يريد أن يتوب عنها، أو المسيحي الغير ثابت في إيمانه بالمسيح، أو مَن ليست له مثل هذه التحصينات وهذه الأسلحة الإلهية من الصعب عليه أن يفلت مِن سلطان إبليس. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون نجسون المجتمع: أنتم المسيحيون نجسون. المسيحي: الإنسان النجس هو الذي يعيش في الزنا والفسق والانغماس في شهوات الجسد. ومن جهة ديانتنا فهي تنهى عن الزنا وتعتبره من الخطايا التي تغضب الله. بل من فرط حساسية ديانتنا نحو خطية الزنا أن مجرد النظرة المشتهية وليس الزنا في حد ذاته يعتبر خطية زنا في القلب (مت5: 28). هذا هو المستوى الأول الذي يفصل بين المسيحي وبين النجاسة. أما المستوى الثاني فهو تقنين حياة العفة في المسيحية بضبط الجسد في شهواته ونزواته. وذلك بحكم الشريعة الذي يقضى بأنه لا حَقَّ للمسيحي أن يرتبط إلا بزوجة واحدة (1كو7: 2). كما يقضى بعدم السماح بالطلاق (مت19: 6). وهذان القضاءان وإن كانت لهما أسبابهما في استقرار الأسرة إلا أنهما في نفس الوقت يمنعان من تعاقب أكثر من زوجة على الزوج أو أكثر من زوج على الزوجة مما يحد بالتالي من إشباع شهوة الجسد وكبح جماح ميوله، وهى درجة من التبتل لا يتوافق معها الاتهام بالنجاسة. أما المستوى الثالث فهو تغليب الاتجاه الروحي على حياتنا ويتضمن: عدم توجيه كل الاهتمام نحو الطعام والشراب واللباس كأنها كل شيء في الحياة. وعدم الانشغال بالتصنيف والتنويع من أجل الشراهة واللذة (لو10: 42، أم23: 2). عدم عمل تدبير للجسد لأجل التمتع بالشهوات (رو13: 14). السلوك بالروح وعدم تتميم كل ما تشتهيه النفس (غل5: 16). تأدية عبادتنا بالروح وتقديمها لله في الخفاء (مت6: 6). عدم محبة العالم أو التعلق به، وتركيز الفكر والاهتمام على السماء والحياة الأبدية (مت6: 33). فهل مع هذه التوجهات الروحية توجد النجاسة؟ أما المستوى الرابع فهو الالتزام بأداء العبادات والفرائض والممارسات التي تنظم حياتنا الروحية، وحدَّها أعلى بكثير عنه في الديانات الأخرى. ومنها الصيامات القانونية التي تزيد أيامها عن نصف أيام السنة. ومن معاني الصوم عندنا ليس الإمساك عن الطعام فقط ولكن عن العلاقة الزوجية أيضًا. بالإضافة إلى عدم وجود حد أقصى لممارسة هذه الفرائض والعبادات سواء في الصلاة أو الصوم أو السجود أو التأمل في كلمة الله أو العطاء. فهل مع هذا الكم الهائل من العبادات وما يصحبها من ضوابط جسدية تجد النجاسة فرصة لها فينا؟ أما المستوى الخامس فهو دعوة المسيحية إلى حياة البتولية وتفضيلها على الزواج،كما يقول القديس بولس "من زوج فحسنا يفعل. ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1كو7: 38). وهى شبه الحياة الملائكية. وذلك لمن يقدر عليها (1كو7: 7). فهل هذه المستويات العالية من حياة الطهارة تتناسب مع الاتهام بالنجاسة؟ هذا من جهة مستوى الطهارة في حياتنا نحن المسيحيين وذلك في حدود التزامنا بالشريعة والفرائض والوصايا الإلهية. أما ما هو أعظم من هذا فهو نوالنا نعمة التقديس بالروح القدس في استحقاقات إيماننا بالمسيح. وهى نعمة لا ينالها أحد خارجًا عن الإيمان بالمسيح. لأن الله أرسل روحه القدوس إلى العالم بِاسم المسيح، فكل من يؤمن بالمسيح ينال هذه النعمة. ولذلك فإن توجيه تهمة النجاسة لنا كمسيحيين إنما يتنافى مع ما نتمتع به من سمو في حياة الطهارة وما نلناه من بركة في نعمة تقديسنا بالروح القدس. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون لا تعتنون بنظافتكم لأنكم لا تتوضأون المجتمع: أنتم المسيحيون لا تعتنون بنظافتكم لأنكم لا تتوضأون. المسيحي: كان الوضوء فرضًا في عبادة اليهود حيث رسم الله لهم أن تكون المرحضة في مدخل معبدهم (لا30: 18). وكان الكهنة واللاويون يغسلون أيديهم وأرجلهم منها قبل بدء مراسم العبادة بقصد روحي. حيث غسلُ اليدين يشير إلى طهارة العمل وغسل الأرجل يشير إلى طهارة السير والسلوك. وجيد أن يقف الإنسان أمام الله ليعبده بجسد نظيف إكرامًا لبيت الله واحترامًا للوقوف أمام الله. ولكن من الواضح أن الاغتسال قبل العبادة قصد به الله في معناه الروحي أن يذكِّر المصلى بضرورة نقاوة قلبه من الميول الشريرة وتنقية نفسه من الأحقاد والعداوات حتى تُقْبَل عبادته أمامه. أما الاغتسال للنظافة فهو أمر مفروغ منه لكل إنسان من أجل سلامة صحة جسده. لذلك لابد من الفصل بين الوضوء كواجب ديني يسبق الصلاة عن نظافة الجسد بصفة عامة. أما من جهة ارتباط نظافتنا بعبادتنا ففي صلواتنا اليومية العادية لا نقف أمام الله إلا بأجساد نظيفة. كما أن الواجب المقدس يفرض على جميع المسيحيين أن يستحموا في منازلهم ليلة حضورهم للعبادة في الكنيسة كما أنهم يغتسلون في بيوتهم صباحًا قبل نزولهم إلى الكنيسة. بل لقد جرت العادة أن نذهب إلى كنائسنا بأفخر ثيابنا معترفين بفضل الله ونعمته علينا. فهل يتم هذا بأجساد غير مغتسلة؟ كذلك الكاهن قبل أن يبدأ صلوات التقديس في الصلاة الجماعية بالكنيسة يغسل يديه وهو يتلو صلوات تربط في كلماتها بين غسيل اليدين ونقاوة القلب وطهارة النفس. إلا أنه يجب أن نتنبه إلى أنه وإن كان الاغتسال واجبًا يسبق تقديم صلواتنا، إلا أنه ليس هو الشرط لقبولها مثل شرط نقاوة القلب وطهارة السريرة واستقامة القول ونظافة اليدين من سفك الدماء ومن المال الحرام. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم تشربون الخمر وتأكلون لحم الخنزير المجتمع: أنتم تشربون الخمر وتأكلون لحم الخنزير. المسيحي: من جهة الخمر فكتابنا المقدس يمدح عدم شرب الخمر وذلك في قول الملاك جبرائيل لزكريا عن العظمة الروحية لابنه يوحنا المعمدان إنه "خمرًا ومسكرًا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15). بل يوصينا الكتاب بعدم شرب المسكر بقوله "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" (أف5: 18). كما يُجَهِّل من يسكر بالخمر فيقول "الخمر مستهزئة. والمسكر عجاج. ومن يترنح بهما فليس بحكيم" (أم20: 1). كذلك يندد الكتاب بأن إدمان الخمر عادة وثنية فيقول للذين آمنوا حديثًا بالمسيح "لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم. سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر" (1بط4: 3). أما نصيحة بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "استعمل خمرًا قليلًا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تى5: 23). فواضح أنها من أجل حالته المرضية ثم إنه يوصيه بأخذ القليل منها لأنها كانت دواء لعلاج بعض الأمراض. لذلك كانت الخمر قديمًا لا تفرغ من أي بيت. كما يبدو أن الذين يعيشون في المناطق الباردة من العالم يحتاجون إليها ليس كشراب مسكر بل كأمر تتطلبه طبيعة المناخ البيئي الذي يعيشون فيه. وعندما حوَّل السيد المسيح له المجد الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل بناء على طلب العذراء مريم فإنها لم تكن خمرًا مسكرة (يو2: 10). ونحن المسيحيين في مصر لا نشرب الخمر. وإذا وُجد من يشربونها افتخارًا أو في مناسبات نادرة أو يشربها مسيحي أجنبي بسبب تعوده عليها في بلاده فهذا لا يجعلها سمة للمسيحية. بل إذا وُجِد مسيحي شريب للخمر فهو مريض روحيًا ومنحرف وخارج عن وصايا الإنجيل. والخمر في عمومها ضارة بالإنسان من نواحٍ متعددة أهمها: ذهابها بعقل شاربها حيث تفقده وعيه فتنحدر بكرامته كمن لا عقل له. وماذا يصبح حال الإنسان بعد أن يتوه عن وعيه ويفقد صوابه سوى أن يتفوه بكلام غير متزن ويأتي بتصرفات غير مسئولة وما يقابله من الناس في ذلك من هُزء وسخرية! إنها تخرب صحة الإنسان. إذ تسبب تليف الكبد أحد الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان الذي إذا تعطلت وظيفته تسبب في وفاة الإنسان. لذلك يقول الكتاب "لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين أجسادهم" (أم23: 20). إنها تسبب للإنسان الفقر. كما يقول الكتاب "لأن السكير والمسرف (أو النهيم) يفتقران" (أم23: 21). لها ضررها الروحي الذي يتمثل في عبودية الإنسان لها واستسلام إرادته لسيطرتها وإدمان تعاطيها فيصل إلى حالة تدعو إلى الرثاء. خصوصًا عندما تبدأ صحته في التدهور والانهيار، في الوقت الذي هو عاجز فيه عن التحرر من عادة شربها حتى تودي بحياته. وإن كانت الخمر هكذا في مضارها بكل كيان الإنسان جسديًا وعقليًا وروحيًا وماديًا كما وضَّحتها أقوال الكتاب فهل يُقال بعد كل هذا إن المسيحية تحلل شرب الخمر وإدمانها؟ ولعل المجتمع يقتنع بأنه يهاجم المسيحية في أمر يهاجمه الإنجيل أصلًا،فلا يصح أن يندفع للإساءة بالمسيحية في أذهان العامة والبسطاء وغير العارفين. ومن جهة أكل الخنزير فكان قد حرمه الله على اليهود في شريعة العهد القديم مع بعض الحيوانات الأخرى مثل الجمل والوبر والأرنب (لا11: 1-8). وكان هذا ضمن تشريعات أخرى مثل الختان وبعض الغسلات الجسدية وتحديد حالات لنجاسة الجسد. وكلها كانت تشريعات صالحة لهم من ناحية الصحة الجسدية. ولكنها في نفس الوقت كان لها غرض روحي، وهو أن ترتبط هذه الأمور الحسية في ذهنهم بأنها تميزهم عن بقية الشعوب كشعب مقدس لله. ولكن بعد مجيء المسيح وانفتاح باب الإيمان لجميع الأمم لم تعد هناك حاجة لتمييز شعب عن آخر بعادات جسدية. وهذا ما أعلنه الله لبطرس الرسول في رؤيا. إذ رأى ملاءة مملوءة من دبابات الأرض وناداه قم اذبح وكُل. فقال حاشا أن آكل دنسًا أو نجسًا. فقال له "ما طهره الله لا تدنسه أنت" (أع10: 15). وهكذا صارت النظرة المسيحية إلى كل خليقة الله أنها طاهرة، إلا ما فيه ضرر بصحة الإنسان. ومن جهة أخرى إن كان أهم أدوية علاج مرض السكر تدخل فيه مادة من الخنزير. فهل سيمتنع مرضى السكر من أي عقيدةٍ كانت عن تناول هذا الدواء بسبب نجاسة الخنزير؟ وبهذه المناسبة فإننا نذكر ما حَرَّم الإنجيل أكله كما ورد في (أع15) وهى الدم لأن فيه نفس الحيوان، ولأن الدم بيئة خصبة للجراثيم مما قد يسبب أمراضًا لمن يأكل لحمًا بدمه. ثم المخنوق لأنه يُقتل بطريقة غير سليمة ثم ما ذُبِح للأوثان لعدم مشاركة الوثنيين في عبادتهم. كذلك لا يأكل الإنسان ما يسبب عثرة للآخرين (1كو8: 13). أو ما يتسلط عليه فيصبح مستعبدًا له (1كو6: 12). لأن هذا قد يحرمه من بركة الصوم مثله تمامًا مثل السجاير وبقية المكيفات. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون نساؤكم يخرجن إلى المجتمع سافرات المجتمع: أنتم المسيحيون نساؤكم يخرجن إلى المجتمع سافرات. المسيحي: إن المسيحية تنظر إلى جسد كل من الرجل والمرأة على قدم المساواة من حيث كرامة وقدسية كل منهما. أما إذا نظر المجتمع إلى جسد المرأة على أنه عورة بالنسبة للرجل فمن جهة العقل ينبغي أن ينظر إلى جسد الرجل على أنه عورة أيضا بالنسبة للمرأة. لأنه من الناحية الجسدية كل منهما يمكن أن يكون عثرة للآخر بسبب الميول الطبيعية الكامنة في كل منهما نحو الآخر. إذًا ليس الرجل فقط هو الذي ينجذب إلى المرأة بل المرأة أيضًا تنجذب إلى الرجل. الأمر الذي يشير إليه قول الله لحواء "وإلى رَجُلكِ يكون اشتياقُكِ وهو يسود عليكِ" (تك3: 16). والحقيقة أن العثرة ليست في جسد أحدهما لأنه خليقة الله الحسنة. بل يَعْثُرُ أحدهما إذا وُجد فيه فكر شرير أو ميل منحرف نحو الآخر. أما إذا قصد أحدهما أن يعثر الآخر فالمسيح حذرنا بقوله "ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة" (مت18: 7). كما قال داود النبي: "أما الذين يميلون إلى العثرات ينزعهم الرب مع فعلة الإثم" (مز124: 5). ولذلك تشجب المسيحية كشف الجسد وتوصى النساء بالحشمة في ملبسهن، بل والاقتصاد في زينتهن. فيقول الكتاب "كذلك النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1تى2: 9). إذًا صورة الحشمة في الملبس هي التي يجب أن تلتزم بها المرأة المسيحية. وكل سيدة أو فتاة لا تلتزم بالملبس المحتشم فإنها تخرج عن وصايا الله، كما تعتبر خارجة عن الآداب والتقاليد المسيحية من جهة. ومن جهة أخرى تهين جسدها الذي أصبح هيكلًا للروح القدس. كما يعلمنا الكتاب "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله. وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم" (1كو6: 19، 20). وواضح من هذا الكلام أن المرأة ليست حرة في جسدها لكي تلبس ما تشاء وتظهر به كيفما تشاء، لأنه ملك لله الذي فداه وقدسه لمجده السماوي. ولا يصح أن تتعدى عليه بمحاكاتها للموضات والموديلات الخارجة. بل يجب عليها أن تحتفظ بالصورة المقدسة الأصيلة لها في حياة بارَّاتها وقديساتها، اللاتي تشهد لهن بذلك حياتهن وقداستهن وعلى رأسهن القديسة الطاهرة مريم. الأمر الذي يشير إليه ويمتدحه الدكتور محمد عمارة المؤرخ الإسلامي في قوله "نموذج المرأة النصرانية هي مريم عليها السلام. وهى محجبة ساترة لزينتها وهكذا صورها في الكنائس حتى الآن. وكذلك صورة الراهبة في النصرانية. وحتى الشعوب الأوربية كانت ملتزمة للحشمة عندما كانت العفة قيمة من قيمها الإيمانية. ولم تدخل عصر العرى والانحلال إلا بعد انقلابها العلماني على الدين واللاهوت" (الأهرام 7/6/2002 ص36). وإن كنا نلاحظ أن ملابس القديسة مريم والراهبات هي ملابس التكريس للاتي وهبن حياتهن لله في عزلة عن العالم. ويعتبر الزى المثالي للمرأة في حشمته. ويناسب أولئك اللواتي شققن طريقهن نحو الكمال من أجل الفناء في الواحد. لذلك لربما لا يتناسب هذا الزى بكليته التناسب الكامل مع الأغلبية من عامة الشعب ومع حرية الحركة للمرأة العاملة في كثير من مجالات العمل. كذلك يُلاحظ أن العُري ليس هو السائد على المرأة في الدول الأوربية أو الغربية لأن هناك نساء كثيرات متدينات في تلك الدول يلتزمن بالملبس المحتشم. ولا تقتصر الحشمة على عدم عرى الجسد فقط بل أيضًا على تجنب الملابس التي تُفَصِّل مفاتن الجسم بصورة معثرة. وليست حشمة الملبس في المسيحية مطلوبة من المرأة أمام الناس فقط، بل أمام الله أيضًا. فالكتاب يأمر المرأة بأن تغطى رأسها عندما تصلى فيقول "وأما كل امرأة تصلى ورأسها غير مغطى فتشين رأسها" (1كو11: 5). إلا أن الكتاب لم يمنع المرأة عن أن تتزين ولكنه يوجهها أكثر إلى جمال زينة القلب والروح فيقول "هكذا كانت النساء القديسات أيضًا المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن" (1بط3: 5). ويمدح النشيد جمال المرأة في رأسها بشعرها بقوله "رأسك عليك مثل الكرمل وشعر رأسك كأرجوان" (نش7: 5)،والكرمل جبل صخري مرتفع في فلسطين يشرف على مدينة حيفا، والأرجوان شجر له نور أحمر رائع الجمال ويطلق على كل لون يشبهه. كذلك معلمنا بولس يذكر حق المرأة في مجد شعرها بقوله "الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل إن كان يرخى شعره فهو عيب له. وأما المرأة إن كانت ترخى شعرها فهو مجد لها. لأن الشعر قد أعطى لها عوض برقع" (1كو11: 14، 15). أما عن وجه الرجل والمرأة فهو يمثل صورة الله في الإنسان وهو الجزء المنير فيه، وبه يتواجه الناس ويتعاملون وبدونه كيف يتواجهون. بل إن نوايا قلب الإنسان من حب وبغض وكذب وصدق تظهر على وجهه أكثر مما تبدو في كلامه الذي قد يكون من لسان غاش أو متملق. لذلك التعامل بالوجه يكون أحيانًا أصدق من التعامل باللسان. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم تطفئون أنوار الكنيسة في ليلة رأس السنة وتأتون تصرفات لا تليق المجتمع: أنتم تطفئون أنوار الكنيسة في ليلة رأس السنة وتأتون تصرفات لا تليق. المسيحي: أولًا: إن ليلة رأس السنة هي ختام لعام مضى واستقبال لعام جديد. وفيه يقف جميع المصلين في الكنيسة شاكرين الله على كل ما أنعم به عليهم طيلة العام المنقضي، ومعترفين بخطاياهم التي ارتكبوها في ذلك العام مقدمين عنها توبة وطالبين الصفح والمغفرة من الله وملتمسين عونا ورعاية منه لحياتهم في العام الجديد. متذكرين في كل هذا نهاية حياتهم على الأرض ووقوفهم أمام الله الديان لكي يقدموا حسابًا عن أعمالهم خيرًا كان أم شرًا. إذًا هي أقدس لحظات العمر التي تخشع فيها النفس بانسحاق عجيب أمام الله. فكيف يتوافق هذا مع الادعاء بالتصرفات التي لا تليق التي يتقول بها المفترون على المسيحيين؟ ثانيا: إن إطفاء النور في الدقائق الفاصلة بين عام مضى وعام جديد ثم إشعاله هو إشارة روحية لترك كل أعمال الظلمة للعام المنقضي وبدء العام الجديد بأعمال النور التي هي أعمال الطهارة والرحمة وعمل الخير. فالذين لا يفهمون المعاني الروحية لترتيبات العبادة عند المسيحيين ليس لهم أن يجتهدوا في تأويل هذه الترتيبات إلى شرور حسب نيتهم السيئة والتي تشير إلى أن أذهانهم وقلوبهم ممتلئة بها حسب قول الإنجيل "من فضلة القلب يتكلم الفم" (مت12: 34). والإنسان الشرير عادة يفسر كل ما يراه أو ما يسمع عنه بالشر الذي يعيش في داخله. والذين يخترعون هذه الافتراءات والشرور على المسيحيين ويشحنون بها نفوس الضعفاء عليهم أن يخافوا الله. ثالثا: إن الحراسة من رجال الأمن مستمرة على الكنائس وبالذات في الفترة المسائية وخصوصًا في ليلة رأس السنة والأعياد المسيحية الكبيرة. فكيف يتوافق أن يأتي المسيحيون أعمالًا غير لائقة في كنائسهم تحت بصر رجال الأمن وحراستهم؟ إن الإنسان الذي يوجه هذا الاتهام يحمل حقدًا لا مثيل له لذلك يفترى علينا بأكاذيب وأقوال باطلة من نسج خياله ومثل هذا الإنسان نسى أن الله متطلع من السماء على أعمال البشر ومتمهل عليهم إلى يوم الدينونة ليحاسبهم بعدله. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم تسجدون لرؤساء الدين وتقبلون يدهم، والسجود هو لله وحده المجتمع: أنتم تسجدون لرؤساء الدين وتقبلون يدهم، والسجود هو لله وحده. المسيحي: إن الله في المسيحية قريب جدًا من الإنسان من خلال تقديم ذاته له. حيث أعطاه أن يتحد به (غل3: 27). ويعينه لبلوغ صفاته (مت5: 48، 1بط1: 15). وقدم له مواهب سماوية (عب2: 4). وقدم له شريعته (يو8: 26). وقدم له وسائط الخلاص وفوقها جميعا عطية مغفرة الخطايا (يو20: 23). لأجل حياته الأبدية. هذه العطايا الإلهية كلها، أعطى المسيح رسله القديسين سلطان منحها للمؤمنين بواسطة الروح القدس. وعندما بشر الرسل الأمم رسموا لهم أساقفة وكهنة وسلموهم ما تسلموه هم من المسيح (1كو11: 23) بواسطة الروح القدس. وصار رجال الكهنوت يحملون عطايا الله الروحية للمؤمنين. والمسيح له المجد هو المانح الحقيقي لهذه العطايا. ورجال الكهنوت هم الصورة الظاهرة لهذا العطاء، وكأنهم يمثلون شخص المسيح في تقديم عطاياه. لذلك يقول عنهم الإنجيل إنهم يسعون كسفراء عن المسيح (2كو5: 20). وأنهم وكلاء سرائر الله (1كو4: 1). ومن أجل هذه الإنابة الإلهية فالكهنوت له كرامة عظيمة لدى المؤمنين. وكما يكرم الإنسان الله ويطيعه في إكرامه وطاعته لوالديه، هكذا نحن نكرم الله أكثر ونطيعه في إكرامنا وطاعتنا لرؤساء كهنوتنا. فإن كنا نكرمهم بتقبيل يدهم فلأنها هي التي تقدم لنا عطايا خلاصنا لخلودنا. وإن كنا نكرمهم بانحنائنا أو سجودنا أمامهم فلأنهم يمثلون شخص المسيح لدينا، وهو انحناء وسجود الإكرام وليس سجود العبادة. والكتاب المقدس عَلَّمنا أن سجود العبادة هو لله وحده،كما قال المسيح له المجد لإبليس في تجربته له "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (مت4: 10). وكما قال الملاك ليوحنا عندما سجد له في رؤياه "لا تفعل لأنى عبد معك. اسجد لله" (رؤ22: 9). إلا أن الكتاب ذكر أيضًا سجود الإكرام. فأبونا إبراهيم أب الآباء سجد أمام الثلاثة رجال الذين أقبلوا عليه وهو في باب خيمته (تك18: 2). وسجد أمام بنى حث الذين كانوا يعتبرونه رئيسًا بينهم (تك23: 12). ولوط سجد أمام الرجلين اللذين جاءا إليه وهو أمام باب سدوم (تك19: 1). وأبونا يعقوب حين عودته من عند خاله لابان سجد أمام أخيه عيسو عند ملاقاته له (تك33: 3). ونبوخذنصَّر الملك خرَّ على وجهه وسجد لدانيال (دا2: 46). وكرنيليوس قائد المائة سجد واقعًا على قدميّ بطرس (أع10: 25). هذه أمثلة وغيرها كثير. إذًا سجود الإكرام أمر وارد وليس هو خطية وليس هو ضد السجود لله. والمؤمنون ليسوا مجبرين عليه أو ملزمين به لكنهم عندما يقدمونه تكريمًا للكهنوت فإنما بحب عميق وإيمان قوى وليس بروح العبودية. أما رؤساء الكهنوت فإنهم يقبلون هذا الإكرام باتضاع شديد وبشعور قوى بعدم الاستحقاق. وبعضهم يرفضه ليس باعتباره خطية ولكن منعًا من تسبيب ضيق لبعض من يقدمونه. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الصور في المسيحي: هدفها، وهل نعاملها بإكرام أم نبعد الصور؟! سؤال: كيف تعبدون الصور؟! هذه عبادة أوثان و أصنام! وكيف تعلمون ان هذه هي الصور الحقيقية لأصحابها؟! الإجابة: نحن لا نعبد الصور ولكننا نحبها ونعتز بها ونكرمها ونزين بها كنائسنا وبيوتنا وأماكن عملنا إذا أمكن.. ونحتفظ بها على مكاتبنا وفي محافظنا ونُقَبِّلها بحب وحرارة ونوقِد أمامها الشموع. ونقدم لها أيادي البخور، ونتفنن في تجميلها بأفخر البراويز وأجملها وأثمنها. ونزينها بالورود والزهور والأغصان الخضراء.. ونطوف بها في داخل كنائسنا عند احتفالنا بنياحة أصحابها أو استشهادهم أو تكريس كنائسهم. ونحن ننشد لهم المدائح والتماجيد والترانيم. ووجودها أمامنا ومعنا هو بمثابة حضورٍ لأصحابها وكأنهم يرافقوننا فنستأنس بهم ونسعد بصحبتهم. سجود العبادة هو لله وحده، ويوجد فرق كبير بين العبادة والاحترام.. ويرجع تقديرنا وإكرامنا لهذه الصور إلى عدة أسباب: إذًا هؤلاء جميعًا لهم دور هام في علاقتنا بالعالم الروحي الغير منظور وفي علاقتنا بالله. ومحبتهم لنا تفوق محبتنا نحن لهم. فكيف لا نحبهم ونتعلق بهم ونجعل صورهم دائمًا أمامنا وبين أيدينا. ونقدم لهم الإكرام اللائق بمقامهم الروحي والذي يناسب أعمال محبتهم معنا؟ ثانيًا: إن صور هؤلاء الأبرار الروحانيين كلما نظرنا إليها بحب وشوق وهيبة نقرأ فيها سيرهم ونتذكر جهادهم وفضائلهم فتذوب كل ميولنا الحسية في داخلنا، ويصغر العالم كله أمام عيوننا. وتلتهب عواطفنا بحب الفضيلة، وتثور فينا الحميَّة للسير على منوالهم لعلنا نبلغ مقامهم، وتتوقد فينا حرارة الروح. وكثيرًا ما تدمع عيوننا لشعورنا بالفارق العظيم بين طهارتهم وقداستهم وهالات النور السماوي التي تكلل هاماتهم، وبين دنس العالم وظلمة الخطية المحيطة بنا وارتباطات الجسد التي تنال الكثير من اهتماماتنا فتقودنا نظراتنا إليهم إلى شحذ هممنا لمواصلة الجهاد ومقاومة التراخي والتواني والنهوض من الفتور. فما أجمل ما تبعثه فينا صور الروحانيين من يقظة روحية وانتفاضة ضد الحياة الأرضية تطلعًا إلى عالم المجد والخلود. ثالثًا: إن تكريمنا للصور ليس هو لمادتها من الخشب أو القماش أو الورق وإنما هو تكريم لأصحابها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.وليس هذا أمرًا غريبًا أو مستنكرًا. لأن الدول تكرم عظماءها وصانعي تاريخها بعمل صور لهم تعلقها على جدران المدارس والمتاجر والمصانع والمستشفيات والمؤسسات العامة وتزيِّن بها كتب التاريخ، وتقيم التماثيل لهم في الحدائق والميادين أو القاعات الكبيرة تخليدًا لذكراهم وإظهارهم كنموذج يُحتذى به في الاجتهاد في العمل والأمانة في مال الغير والإخلاص للوطن. بل لقد يحمل الناس صورة زعيم أو بطل يحيطونها بعلم الدولة وبلافتات التكريم والتبجيل ويطوفون بها في الشوارع بصيحات التهليل والتعظيم. هكذا صور الروحانيين تستحق منا التكريم لأن أصحابها ضربوا أعظم الأمثلة في بطولة الدفاع عن الإيمان وبطولة قهر الجسد والموت عن العالم، وبطولة التقوى والفضيلة، وبطولة إظهار النور الإلهي للعالم بإعلائهم الحب على الحق والرحمة على العدل، ونصرة البر والخير على الإثم والشر، والغيرية على الأنانية. وأمام كل هذه البطولات هل لا يستحقون منا كل تكريم وتمجيد؟ رابعًا: إن الصور وسيلة حسية سهلة الإدراك وأكثر قربًا إلى فهم الإنسان وأكثر جذبًا لانتباهه، وأكثر انطباعًا في ذاكرته ومخيلته، وأقوى تأثيرًا في إحساساته ومشاعره، ولذلك فهي مصدر سهل وواضح للمعرفة ووسيلة صالحة للتعليم وخصوصًا للعامة الذين لا يعرفون القراءة وكذلك للأطفال بحيث لو رسمنا لهم أحداث الكتاب المقدس وأحداث التاريخ الكنسي وحياة القديسين في صور لأمكنهم استيعاب مضمونها جميعها بسهولة. وصور القديسين والروحانيين عندما تكون مرتسمة أمام عيوننا تجعل معرفتنا بهم وبمآثر حياتهم ليس فقط بأسمائهم بحروف مكتوبة بل بأشكالهم أيضًا وبمناظر محسوسة لوقائع حياتهم. بحيث عندما نناجيهم أو نتشفع بهم أو نطلب معونتهم أو نحتفى بذكراهم فإننا نفعل كل هذا مع أشخاص بعينهم وليس لأسماء نبحث لها في خيالنا عن صور لشخصيات تتقمصها أو أحداث نجتهد في تصورها كيف تَمَّتْ. ولاشك أن شفاعتنا بأبرار نحن متلامسون معهم حسيًا يمنحنا حرارة ويزيد إيماننا بسرعة الاستجابة لِمَا نطلبه منهم حسب قول الإنجيل "كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت21: 22). فلا تاريخ بدون وثائق. لأن الوثائق هي التي تؤكد رواية التاريخ. والوثائق إما مخطوطات مكتوبة إما رسوم أو صور أو منحوتات أو آثار معمارية أو عملات نقدية... الخ. وكلما تعددت الوثائق كلما تأكد صدق التاريخ. لذلك فالديانات التي ليس لها توثيق مصوَّر لتاريخها تجتهد أن تخلق لذاتها هذا التوثيق بالتخيل والتصور لدى فنانيها ورسَّاميها. لأنها أدركت قيمة الصورة كوثيقة تاريخية ووسيلة تعليمية. أما بالنسبة للمسيحية فهي أغنى ديانات العالم في وثائقها المصورة والمرسومة. اعتراض: كيف تعلمون أن هذه هي الصور الحقيقية لأصحابها. الرد: إن الذين رسموا وصوروا كانوا معاصرين لأصحاب هذه الصور أو لاحقين بعدهم بزمن يسير. واستلهموا صورهم من الأوصاف الدقيقة لأشكالهم والمسجلة عنهم بأمانة من الذين كانوا معاصرين وملازمين لهم. ويؤكد هذا أسماء كثير من القديسين مثل القديس يوحنا القصير والقديس موسى الأسود والقديس يعقوب المقطع والقديس ديديموس الضرير والقديس سمعان العمودي والقديس ابن المقفع وغيرهم. أما عن حقيقة صورة السيد المسيح فقد قال ابن العبري في كتابه (مختصر الدول) "إن أبجر ملك الرها أرسل رسولًا اسمه فيجا إلى المسيح يدعوه إلى مدينته فأرسل إليه المسيح صورته مرسومة على منديل. وعندما غزا الروم تلك البلاد طلبوا هذا المنديل مقابل إطلاق الأسرى وأخذوه". وأيضًا صورة وجه المسيح الذي كان ملطخًا بالدماء موضع إكليل الشوك ومضمخًا بالحنوط مطبوعة على الكفن المقدس، وصورة وجه المسيح التي انطبعت على المنديل الذي قدمته القديسة فيرونيكا ومسح المسيح به وجهه أثناء سيره نحو الجلجثة حاملًا الصليب، وأيضا صورة السيد المسيح محمولًا على يد العذراء المرسومة بواسطة القديس لوقا الإنجيلي الطبيب. كذلك اليهود الذين تنصروا في القرون الأولى اصطنعوا وسامًا عثر عليه شخص اسمه داجار في سوق برومية لبيع الأثريات، على أحد وجهيه صورة المسيح (الرأس فقط) وعلى الآخر رموزه، وكانوا يتعارفون به على بعضهم البعض. وأبحاث كثيرة أثبتت أن صورة المسيح رسمها المسيحيون منذ القرن الأول للميلاد. ويشهد أوسابيوس أسقف قيصرية فلسطين وأحد مؤرخي الكنيسة أن في عصره كانت توجد صورة للمسيح منقولة عن التقاليد القديمة. وفي الآثار توجد قطع زجاجية وسُرُج عليها صورة المسيح يُعلِّم من فوق الجبل وصورة المسيح يرعى خرافًا. وفي حفريات في رومية عثروا على دهاليز وأقبية ظهرت على جدرانها صور بالألوان للسيد المسيح ورسله القديسين وصورتان كبيرتان للقديسيْن بطرس وبولس. وإن كانت الحضارات القديمة مصرية أو أشورية أو بابلية أو غيرها قد برعت في فن الرسم والنحت والتصوير الجداري على حوائط معابدهم ومقابرهم وهى سابقة على المسيح بآلاف السنين، فليس كثيرًا على مسيحيي الأجيال الأولى أن يرسموا صورًا للمسيح والعذراء مريم والآباء الرسل والأجيال التالية للقديسين والشهداء والأبرار الصالحين. |
||||
27 - 06 - 2014, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
لماذا تستخدمون البخور وآلات الغناء في العبادة وهى عادات وثنية المجتمع: لماذا تستخدمون البخور وآلات الغناء في العبادة وهى عادات وثنية. المسيحي: إن استخدام البخور في العبادة هو أمر إلهي أعطاه الله لموسى عندما رسم له تصميم خيمة الاجتماع التي فيها يقدمون صلواتهم وذبائحهم. فأولًا: أمره بتخصيص مذبح للبخور في خيمة الاجتماع حيث يجتمع به، ويغشيه بذهب نقى ويوقد عليه هرون بخورًا عطرًا كل صباح وفي العشية. بخورًا دائمًا أمام الرب (خر30: 1). ثانيًا: أمر الله موسى بصنع البخور الذي يقدمه مع العبادة من فوق المذبح، ووضع له تركيبة معينة من المواد المكونة له ونِسَبَ إضافتها وكيفية صنعه (خر30: 34-36). ثالثًا: أعطى الله قدسية خاصة لبخور العبادة الذي أمر به. فقال لموسى "قدس أقداس يكون عندكم (خر30: 36-38). ونهاه عن استعماله في غير العبادة، وأنذر بالعقاب كل مَن يتجرأ على ذلك، وأن لا يُصعدوا على مذبح البخور بخورًا غريبًا (خر30: 9). وقد أظهر الله غضبه على ابنيّ هارون عندما قربا أمام الرب نارًا غريبة. فخرجت نار من عند الرب وأكلتهما فماتا أمام الرب (لا10: 1). رابعًا: ظل البخور يستخدم في العبادة في الهيكل إلى وقت مجيء المسيح كما يذكر الإنجيل أنه عندما ظهر ملاك الرب لزكريا الكاهن يبشره بميلاد ابنه يوحنا كان يبخر في هيكل الرب، وكان ظهور الملاك له عن يمين مذبح البخور (لو1: 10، 11). بل إن البخور في حد ذاته يعتبر ذبيحة رضا أمام الرب لرفع غضبه. كما حدث عندما أمر موسى هرون بأن يذهب مسرعًا بمجمرة البخور إلى الجماعة ويكفِّر عنهم (عد16: 46). فارتفع الوبأ عنهم. هذا ترتيب البخور في العبادة اليهودية ولم يتغير في العبادة المسيحية لأنه كان يستخدم حينذاك كجزء من العبادة في حد ذاته وليس رمزًا لشيء آخر مثل الذبائح والغسلات الجسدية وغيرها. حتمية امتداد استخدام البخور في كنيسة العهد الجديد: وكان لابد أن يمتد استخدام البخور في كنيسة العهد الجديد. أولًا: لأنه هكذا تنبأ ملاخي النبي أنه ستكون للرب تقدمة وبخور لاسمه في جميع الأمم فقال "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم. وفي كل مكان يُقَرَّب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة" (مل1: 10، 11). ثانيا: إن البخور الروحاني يقدم في السماء بواسطة الملائكة حيث يصعدونه إلى الله مع صلوات القديسين كما أشار إلى ذلك القديس يوحنا في رؤياه عن الأربعة والعشرين قسيسًا لهم كل واحد جامات من ذهب مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ5: 8)،كذلك الملاك الذي وقف عند المذبح "ومعه مبخرة من ذهب وأُعِطىَ بخورًا كثيرًا لكي يقدمه مع صلوات القديسين على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ8: 1-4). فإن كان الملائكة يقدمون البخور لله في السماء مع الصلوات. فهذا يوجب علينا تقديم البخور ملازمًا لصلواتنا هنا على الأرض. وإن كنا لا نعرف ماهية البخور الذي يقدمونه. ثالثًا: البخور يقدم تكريمًا لِمَن يُقَدَّمُ له. فقد كان يقدم لإكرام الآلهة والملوك والموتى فكان يصحب العبادة منذ القدم عند شعوب كثيرة مثل المصريين واليونان وغيرهم. كما كانوا في الشرق يقدمونه للملوك كعلامة للإكرام. وقد رأينا المجوس من عظماء المشرق قدموا للمسيح عند ولادته لبانًا ضمن هداياهم (مت2: 11). وقد قدموا له الهدايا باعتباره ملك اليهود. كما كان يقدم أيضا لإكرام الموتى فعندما مات آسا ملك يهوذا "أضجعوه في سرير كان مملوءًا أطيابًا وأصنافًا عطرة وأحرقوا له حريقة عظيمة جدًا" (2أى16: 14). كذلك المؤمنون يقدمون البخور إكرامًا للرب. رابعًا: للبخور خصائص تزكيه لمصاحبته للصلاة والتقديس المقدميْن إلى الله: أ فإنه ذو رائحة زكية كما يصفه الكتاب أنه "بخور عطر" (خر25: 6). ومصاحبة البخور للصلوات برائحته العطرة يدفعنا إلى الصلوات النقية المرفوعة أمام الله فيقبلها بسرور ورضى كما لو كان يشتم رائحة البخور العطرة لأنها تسر القلب كما يقول سليمان الحكيم "الدهن والبخور يُفَرِّحان القلب" (أم27: 9). ولذلك صلَّى داود النبي قائلًا "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز141: 2). ب طبيعة البخور أن دخانه ينتشر على هيئة سحب تملأ المكان كله. وكلما كانت كثيفة كلما أضفت على المكان هيبة ورهبة. وهى الصورة التي كانت تواكب ظهورات الله المتكررة لشعبه قديمًا. لذلك قال الرب لموسى "إن هرون يأخذ ملء راحته بخورًا فتغشى سحابة البخور الغطاء الذي على تابوت الشهادة" (لا16: 12). حيث كان يتراءى الله لموسى ويكلمه. ح من طبيعة البخور أيضًا تسامى دخانه وارتفاعه إلى فوق كما لو كانت صلواتنا ترافقه في تساميه وارتفاعه لكي تصعد إلى الله في سكناه في السماء. مما ينعش روحانية الصلاة ويرفع قلوبنا مع أبصارنا نحو السماء راجين بلوغ صلواتنا إلى أذنيّ الله فيقبلها لكي يرضى عنا ويُسَر بنا. خامسًا من المريح لنا أيضًا أن نعرف أن البخور بمواده المركَّب منها مطهر لجو المكان من الميكروبات. وبذلك يصبح ذا فائدة صحية للجموع التي تملأ دور العبادة بجانب تأثيره الروحي ووجوبه الديني. الرد على الاعتراض: أما القول بأن الوثنيين يستخدمون البخور. فلئن كانت الشعوب القديمة تستعمل البخور في عبادتها فهذا يرجح أن الآباء المؤمنين قد استعملوه وأن الشعوب قد نقلت هذا عنهم بالتقليد وليس العكس. وإن كان الوثنيون يقدمون البخور لمعبوداتهم، وفي نفس الوقت يقدمون الصلوات والأصوام والفضائل، فهل نبطل هذه أيضًا لأن الوثنيين يقدمون أمثالها؟ إن صورة التقديس التي أعطاها الله لبخور العبادة في بيته تبعده كلية عن البخور في عبادة الأوثان. كما أن الرب يعلن غضبه على من يقدمون البخور للأوثان وليس له وذلك في قوله لأمة إسرائيل على فم إرميا النبي "ورب الجنود غارسكِ قد تكلم عليكِ شرًا من أجل شر بيت إسرائيل وبيت يهوذا الذي صنعوه ضد أنفسهم ليغيظوني بتبخيرهم للبعل" (إر 11: 17). أما الآلات الموسيقية فقد عرفها الإنسان من بدء الخليقة. فيوبال الحفيد الخامس لقايين ابن آدم يقول عنه الكتاب "كان أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار، وأخوه توبال ضارب كل آلة من نحاس وحديد" (تك 4: 21، 22). وقد استخدمها الإنسان في تمجيد الله والتسبيح له. كما حدث عندما ردَّ الرب على فرعون ومركباته ماء البحر. حينئذ أخذت مريم النبية أخت هرون الدُّف بيدها والنساء وراءها بدفوف ورقص. وأجابتهم مريم رنموا للرب فإنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر (خر15: 20، 21). واستخدمها الأنبياء في التسبيح الذي يرافقهم في التنبؤ. مثلما لاقى شاول الأنبياء وأمامهم رباب ودف وناى وعود وهم يتنبأون (1صم10: 5) وأليشع النبي عندما لجأ إليه ملك إسرائيل يطلب منه كلام الرب قال "الآن فأتوني بعوَّاد. ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب فتكلم" (2 مل 3: 15). وعند بدء المحرقة ابتدأوا نشيد الرب "وكان كل الجماعة يسجدون والمغنون يغنون والمبوقون يبوقون إلى أن انتهت المحرقة" (2أى29: 25 28). واستخدمها داود في محاربة الروح الرديء الذي كان متسلطًا على شاول. فعندما "أخذ العود وضرب بيده كان يرتاح شاول ويطيب. ويذهب عنه الروح الرديء" (1صم16: 23). كذلك أصعد داود تابوت الرب بآلات التسبيح "بأغاني وعيدان ورباب ودفوف وصنوج وأبواق" (1أى13: 8). وعندما اقتربوا ليضعوا التابوت في خيمة الاجتماع "أمر داود رؤساء اللاويين أن يوقفوا إخوتهم المغنين بآلات غناء" (1أى15: 16). وعيَّن داود للغناء في بيت الله "أربعة آلاف يسبحون للرب بالآلات التي عُمِلت للتسبيح" (1أى23: 5). أما نظام تسبيحهم في القدس "من قدامٍ المغنون. من وراءٍ ضاربو الأوتار. في الوسط فتيات ضاربات الدفوف" (مز68: 24، 25). "ولما أسس البانون هيكل الرب أقاموا الكهنة بأبواق، واللاويين بنى آساف بالصنوج لتسبيح الرب على ترتيب داود ملك إسرائيل" (عز3: 10). ونظَّم داود اللاويين للتسبيح والتمجيد نوبة مقابل نوبة" (نح12: 24). أما مادة التسبيح فكانت مزامير داود النبي التي ألَّفها بإلهام الروح القدس، وألَّف لها ألحانا شجية، كما عمل لها آلات غناء (2أى7: 6). الدعوة إلى تسبيح الله بآلات الموسيقى والنغم: والروح القدس على فم داود النبي يدعو إلى تسبيح الله بجميع أنواع الآلات فيقول "سبحوا الله بصوت الصور، وبرباب وعود، وبدف وبأوتار ومزمار، بصنوج التصويت والهتاف" (مز150). ويقول أيضًا "رنموا لله وهاتوا دفًا عودًا حلوًا مع رباب. انفخوا في رأس الشهر بالبوق ليوم عيدنا" (مز 81: 1- 3). هذه صورة لاستخدام آلات التسبيح في كنيسة العهد القديم. السمائيون يستخدمون الآلات الموسيقية الروحانية في التسبيح لله: ليست كنيسة العهد القديم فقط هي التي استخدمت الآلات الموسيقية في تسبيحها لله. بل إن الرتب الملائكية أيضًا تستخدمها في السماء. كما كشف لنا القديس يوحنا في رؤياه عن أن السمائيين يقدمون التسبيح والتمجيد لله على قيثاراتهم الروحانية فيقول "الأربعة والعشرون قسيسًا لهم كل واحد قيثارات. وهم يترنمون ترنيمة جديدة أمام العرش" (رؤ5: 8، 9 , 14: 2). ويقول أيضًا "رأيت الغالبين على الوحش وصورته معهم قيثارات الله. وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الحمل" (رؤ15: 2، 3). لربما تسهل الآن الإجابة عن سؤال لماذا تستخدم الكنيسة آلات الموسيقى في صلواتها؟ فأولًا: إن كانت كنيسة العهد القديم قد سبحت الله بالمزامير والأناشيد الروحية بآلات الغناء والتسبيح من أجل خلاصها الجسدي من الممالك الوثنية. فبالأولى تتغنى كنيسة العهد الجديد بخلاصها الروحي من مملكة إبليس وجنوده، وتحررها من عبوديته، تحقيقًا لنبوة داود النبي "رنموا للرب ترنيمة جديدة، لأنه أعلن خلاصه. رأت كل الأرض خلاص إلهنا" (مز98: 1 - 3). ثانيًا: إن كان ليس هناك من عمل أُعلِن لنا عما يجرى مع سكان السماء سوى صلاتهم الشفاعية، وصلوات تقديسهم وتمجيدهم، وتسابيحهم وتراتيلهم المصحوبة بموسيقى القيثارات. فتكون صلواتنا وتسابيحنا وتماجيدنا مصحوبة بأصوات الآلات الحسنة الإيقاع هي شركة مع صفوف السمائيين وإعداد لحياتنا العتيدة معهم. ثالثًا: إن استخدام الآلات الموسيقية في التسبيح والغناء التعبدي له تأثيره الروحي القوى في الحضور الإلهي من جهة وفي مشاعر العابدين من جهة أخرى. فقد كان الرب يعلن مجده من خلاله حيث كان بيت الرب يمتلئ سحابًا، ومجد الرب يملأ البيت (2أى5: 11-14). أما بالنسبة للعابدين فمصاحبة الآلة الموسيقية للحن أو الترتيلة أو المديحة يطرب الأذن ويبهج النفس ويسعدها ويسمو بمشاعرها، لأن لغة الموسيقى تؤثر في الوجدان والعاطفة أكثر من لغة الألفاظ. وكأننا نشارك السمائيين تسبيحهم الموسيقى العذب فتنتشي أرواحنا في داخلنا، ونتيه غبطة وننجذب نحو عالم الروح ونظل سابحين فيه حينًا. فما أحلى شركة السمائيين وما أعذب التيه في عالم الروح عالم الخلود مع أنغام الموسيقى الشجية. وقديما قال داود النبي "ليت لي جناحًا كالحمامة فأطير وأستريح" (مز55: 6). الرد على الاعتراض: من كل ما سبق يتضح لماذا تستخدم كنيستنا الآلات الموسيقية في عبادتها. وهى لا تستخدمها في الصلاة وإنما في التسبيح والترنيم. فالعبادة تنقسم إلى صلاة وتسبيح. والصلاة هي الطلبات والتضرعات المرفوعة أمام الله والترديد لأعمال الله الخلاصية. أما التسبيح فهو تمجيد وتهليل بالألحان والترانيم والتراتيل والمدائح على هذه الأعمال المجيدة وأمجاد قديسيه وسِيَرهِم العطرة. وكنيستنا الأرثوذكسية غنية جدًا بتسابيحها وألحانها ومدائحها وترانيمها، التي تزداد يومًا بعد يوم بسبب استمرار أعمال الله العظيمة معنا والظهورات المتتالية لأجساد القديسين والشهداء، وبسبب اقتراب الوقت وانتظار مجيء الرب. وقد اهتمت كنيستنا بالموسيقى المصاحبة للتسبيح من القرون الأولى للمسيحية، حيث كانت تُدَرَّس مادة الموسيقى بمدرستها اللاهوتية بالإسكندرية بجانب المواد الأخرى. والآن بعد أن اتضح أن البخور والموسيقى كانت تستخدمهما كنيسة العهد القديم وأنهما منهج السمائيين في صلواتهم وتماجيدهم أمام العرش الإلهي، وأن لهما تأثيرهما القوى في تعميق روحانية العبادة. فما أمجد ديانتي المسيحية الممتدة عبر الزمن من قديمها إلى جديدها والسامية في روحانيتها، والتي صارت باستخدامهما صورةً للسماء على الأرض، ويسعى كثير من شعوب الأرض للسير على درب عبادتها ومستوى روحانيتها. لأنه ماذا يُنتظر من أي ديانة أخرى من سمو أكثر من هذا! |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حرب الأفكار (القمص صليب حكيم) |
سؤال وجواب مهم |
خطاب سؤال وجواب |
كتاب معجزات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لأبونا القمص صليب متى ساويرس |
سؤال وجواب عن الاجبية |