![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقاء عند سترة الجبل ![]() "وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُدَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ, وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ, وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ. لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي قَلْبَهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هَذَا, عَلَى نَابَالَ, لأَنَّ كَاسْمِهِ هَكَذَا هُوَ. نَابَالُ اسْمُهُ وَالْحَمَاقَةُ عِنْدَهُ. وَأَنَا أَمَتَكَ لَمْ أَرَ غِلْمَانَ سَيِّدِي الَّذِينَ أَرْسَلْتَهُمْ" (1صم25: 23- 25). قالت له هذا الذنب علىَّ أنا، فهذا من واجبي أنا أن أرسل هذا الخير كله وأقدّم العرفان كله. عفوًا يا سيدي، لا تلتفت إلى خطية نابال. لكن احسبها علىَّ، ووقعت عند رجليه وسجدت إلى الأرض وسقطت أمام داود على وجهها, وقدمت منتهى الاتضاع والمسكنة أمام مسيح الرب, وقالت له أنا لم أرَ الغلمان، يا ليتنى كنت رأيتهم فما كنا تهاوننا أو توانينا عن طلب سيدي، نحن لا نستحق أن يأتي غلمان سيدي الملك إلينا، هذا شرف نحن لا نستحقه. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكلام اللين يصرف الغضب ![]() وأمام هذا الاتضاع والانسحاق بدأ قلب داود يهدأ جدًا، تمامًا كما يقول الكتاب "اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ" (أم15: 1). فإذا كان قلب داود مشتعلاً بالغضب لكنه هدأ أمام كلام الاتضاع والانسحاق. وقالت له: "وَالآنَ يَا سَيِّدِي حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ.." (1صم25: 26). في بداية الأمر اعتذرت له وقالت له لتكن هذه الخطية علىَّ أنا، والرجل أحمق، ولا تحاسبه على تصرفاته -طبعا لا يجوز لأي زوجة أن تعتبر من حقها أن تقول عن زوجها أنه أحمق- فهذه الكلمة قيلت اعتذارًا لداود الذي هو مسيح الرب، ولم تقُلها لأي شخص عادي، كمن يعتذر لله عن خطية الرجل، فباعتبار أن الملك الممسوح بالروح القدس يمثل حضور الله في وسط الشعب، وهذه كانت نظرتها لداود، وبهذا يكون الاعتذار لله من خلال شخص داود, لأن الذي يشتم مسيح الرب يهين الرب, والذي يعتذر لمسيح الرب يعتذر للرب. وقد قال السيد المسيح للآباء الرسل: "الَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي والَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي والَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (لو10: 16)، وهذا الكلام قالته أبيجايل بينها وبين داود ملك إسرائيل وممثل الله بين الجماعة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تفاح من ذهب في مصوغ من فضة ![]() وبعد أن اعتذرت وبمنتهى الأدب والاتضاع, بدأت تنصحه وتفهمه غلطته, فليس من الخطأ أن ينصح إنسان غيره حتى لو كان أكبر منه في المركز أو في المقام, بل بالعكس من واجب الإنسان الحكيم أن يعمل هكذا، فيجب تقديم النصيحة في قالب من المحبة وفي قالب من الاتضاع والاحترام لتصير مقبولة, كما يقول الكتاب "تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ في مَحَلِّهَا" (أم25: 11) الكلمة التي تقال بطريقة سليمة, في الموقف المضبوط الذي يناسبها. قالت له: "وَالآنَ يَا سَيِّدِي حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ، وَالآنَ فَلِيَكُنْ كَنَابَالَ أَعْدَاؤُكَ والَّذِينَ يَطْلُبُونَ الشَّرَّ لِسَيِّدِي" (1صم25: 26). ثم قالت: أنت يا سيدي الملك الله يحبك, وعلامة محبته لك إنه جعلك لا تنتقم لنفسك, أوقفك في الوقت المناسب قبل أن تأتى الدماء وترجع لتندم وتقول ليتنى لم أغضب أو أثور، وخصوصًا أن هؤلاء الغلمان وباقي غلمان نابال ربما بينهم أناس أبرياء في هذا الأمر، ومن ضمن الأبرياء أنا نفسي لأنني لم أعلم "أَنَّهُ لاَ تَكُونُ لَكَ هَذِهِ مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَماً عَفْواً, أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ. وَإِذَا أَحْسَنَ الرَّبُّ إِلَى سَيِّدِي فَاذْكُرْ أَمَتَكَ»" (1صم25: 31). بالتأكيد كان ضمير داود سيبكّته لو قتل الجميع؛ لأنه سيقول وإن كان نابال قد أخطأ، فما ذنب الغلمان وما ذنب امرأته التقية المؤدبة الحكيمة،هكذا أخذت أبيجايل تكشف لداود الحقيقة التي كانت مخفية عن ناظريه. لكنها كشفتها له بطريقة مؤدبة ليس فيها استفزاز أو جرح لكرامته. بل بعد الاعتذار صارت تقول له إن من محبة الرب لك أن يمنعك من أن تعمل هكذا. هذا الحديث الذي كلما أقرأه أقف مذهولاً قدام الكلام الذي قالته هذه المرأة الحكيمة. حي هو الرب وحية هي نفسك, إن الرب قد منعك عن إتيان الدماء, وانتقام يدك لنفسك. إذا كنت تقتل لكي تنتقم لكرامتك سوف تتعب وتثقل ضميرك، ليكن كنابال أعداؤك والذين يطلبون الشر لسيدي. قالت له ما معناه: كان شاول الملك يريد أن يقتلك ولكنك لم تصنع به شرًا، ولم تحاول أن تقتله. ولم تَرِد إساءته بإساءة مثلها لكن قدمت له المحبة، فكما صنعت مع أعدائك كلهم ليكن نابال واحدًا منهم يا سيدي وكل الذين يطلبون الشر لسيدي. إن كان نابال قد جرح كرامتك وأنكر خدمتك ومكانتك لكن هناك غيره من كان يريد أن يقتلك، فكان بالأولى أن تنتقم منه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الآن هذه البركة "وَالآنَ هَذِهِ الْبَرَكَةُ الَّتِي أَتَتْ بِهَا جَارِيَتُكَ إِلَى سَيِّدِي فَلْتُعْطَ لِلْغِلْمَانِ السَّائِرِينَ وَرَاءَ سَيِّدِي" (1صم25: 27) ليست هي التي تعطيه البركة، إنما تقول له عندما أعطيك هذه العطايا سوف آخذ أنا بركة. هذه البركة التي أتت بها جاريتك، أي عبدتك، إلى سيدي وأنا لا أتجاسر أن أقول إني آتى إليك بالطعام بل أتيت به للغلمان السائرين وراءك، لكن أنت فوق كل هذه الأمور. أنا أعرف أنك حزين من أجل غلمانك، وأن قلبك يتألم من أجلهم، وعندما أهينوا بهذه الصورة لم تحتمل أن تنزل كرامتهم إلى الأرض. وطيّبت أبيجايل خاطره حتى من جهة غلمانه |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() علىَّ هذا الذنب يا سيدي ثم قالت له: "وَاصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ أَمَتِكَ" (1صم25: 28)، في البداية قالت له احسب هذه الخطية علىَّ "عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ" (1صم25: 24)، ولم يكن هذا مجرد كلام أو تطييب خاطر، إنما لما قالت له علىَّ أنا يا سيدي هذا الذنب. بعدما قالت احسبه علىَّ، كانت تتكلم بطريقة وكأنها اقتنعت إن الخطية صارت خطيتها هي. فقالت له واصفح عن ذنب أمتك. فهي قد أخذت الخطية عليها ثم قالت له اغفرها لي أنا، فهي هنا أخذت موقف الشفيع بصورة رمزية، صارت رمزيًا شفيعة. الآن هي التي تقدم الاعتذار, وبهذا الاعتراف يمكن أن يُغفَر لها من قبل داود الملك. لم تستطِع أن تقول له اغفر لنابال واصفح عن ذنبه, لماذا؟ لأن نابال لا يُصفح عن ذنبه, لأنه لم يقدم توبة حتى تلك اللحظة ولم يعترف. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أبيجايل قلب قوى في الإيمان ![]() أبيجايل تقول كلمة طيبة، لكن في الحقيقة لست أقول إنها تمنيات، بل بالأكثر أقول أعظم من هذا إنه كان في قلب أبيجايل إيمانٌ قوىٌ، أن الرب اختار داود ومسحه ملكًا على إسرائيل فلابد أن يصنع له بيتًا أمينًا. كما قال: "حلف الرَّبُّ لِدَاوُدَ حَقًا ولاَ يخلف: لأجعلن مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ عَلَى كُرْسِيِّكَ" (مز131: 11). فى وسط شعب إسرائيل كانت هناك نفوس كثيرة تنتظر خلاص إسرائيل. كما وقفت حنة بنت فنوئيل في الهيكل تتكلم عن السيد المسيح مع جميع المنتظرين خلاصًا في إسرائيل كما يقول الكتاب: "وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا.. فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ" (لو2: 36، 38). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح حمل خطايانا قالت أبيجايللداود: واصفح عن ذنب أمتك, هذا يبين أن الذي يحمل خطايا غيره لابد أن يكون من ناحيته هو نفسه بارًا، أي أنه هو نفسه لم يخطئ. ومن جانب آخر لابد أن يعتبر الخطية خطيته هو، فعندما يعتذر عنها يُقبل اعتذاره. وهذه هي فلسفة أن السيد المسيح حمل خطايانا وقال الآب عنه بفم إشعياء النبي: "لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ" (اش53: 12). وقال معلمنا بولس الرسول: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ" (رو5: 10). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الرب يصنع لسيدي بيتًا أمينًا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لخلاصك انتظرت يا رب في وسط الجمهور الضخم السائر وراء الملك الشرير شاول، كانت هناك قلوب قديسين، هناك ركب منحنية، وهناك عيون باكية تقول: [إلى متى يا رب تترك شاول يصنع شرًا، إلى متى تترك داود في الانسحاق والمذلة مشردًا في البرية؟]... كانت أبيجايل واحدة من أصحاب هذه القلوب الأمينة، لم يكن الأمر بالنسبة لأبيجايل أنه مجرد غضب داود وقد جاءت هي لكي تصلحه ببعض أقراص زبيب أو بأرغفة خبز.. كلا، إنما كان لأبيجايل إيمان أن هذا هو مسيح الرب، وكان لديها ثقة أن هذا هو الذي يجلس على عرش إسرائيل، وأن هذا هو موضوع سرور الرب، الذي اختاره وسر به، الذي قال عنه الرب: "وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي" (أع13: 22). لذلك كان القديسون يصرخون ويقولون له متى يا رب يأتي مختارك الذي أنت اخترته. متى؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هوذا فتاي الذي اخترته |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي |
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي |
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي |
كتاب راعوث الموآبية - الأنبا بيشوي |
كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي |