15 - 02 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية: ز) سياسة التدرج التي اتبعها الله 7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتى يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، والتي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتى أقتاده إلي ذلك؟ أ- حرم الله علي الشعب كثيرًا من الزيجات: حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارسًا في القديم. فإبراهيم أبو الآباء أتخذ سارة زوجه له ( تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضًا ممارسًا في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الاثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات أخرى كثيرة، بلغت في سفر اللاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقًا كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتى وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل. ب- أمره بالابتعاد عن النساء في ظروف روحية معينه: فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرمًا علي أي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب امرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصة بهم. وهكذا عندما طلب داود النبي من أخيمالك الكاهن خبزًا، أجابه ذاك "... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود " أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5). ج- كان أمر الله الشعب بالابتعاد عن النساء في ظروف خاصة بهن: مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضًا نجسًا إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما إذا أضطجع رجل مع امرأة طامث فكلاهما يقطعًا من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمس في أيام نفاسها حتى تطهر (لاويين 12). د- ولكي يمنع الله الشعب من الانغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امرأة أضطجع زرع يكون نجسًا إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الاثنين ويغسلًا ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الابتعاد عن النساء طهارة، حتى الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟! ه - وهكذا حتى في شريعة موسي كشف الله للشعب ولو من بعيد قبسًا من جمال البتولية وسموها عن الزواج. وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ امرأة عذراء أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه أمراة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتى بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي أني شجرة يابسة... أني أعطيهم... أسمًا أفضل من البنين والبنات" (أشعياء 56: 3، 5). و- أصلاح آخر قام به الله في شريعة الزواج وهو يختص بالطلاق: وقد شرحنا قبلًا ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي " لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (2: 16). هذه أمثلة قليلة من التدرج الذي أحدثه الله في شريعة الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الإلهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد. |
||||
15 - 02 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية: ح) السبب الروحي الثاني لتعدد الزوجات 8- عمليًا سمح الله بتعدد الزوجات لأن مستوى الشعب لم يكن يتفق وإلغاءه. ولكنه لكي يسمو بهم وجههم إلي اتخاذ الزواج لإنجاب البنين لسببين. أ- لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس "إن الآباء في العهد القديم كان واجبًا عليهم أن ينجبوا أولادا لأجل تلك الأم أورشليم... حتى الأنبياء الذين كانوا لا يعيشون حسب الجسد كانوا أيضًا مضطرين أن يجتمعوا بأجساد". ب-لأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح. كان مجيء المسيح أو "المسيا المنتظر" هو أمل كل فرد من أفراد الشعب. حتى إن المرأة السامرية - على الرغم من أنها كانت خاطئة - قالت للسيد المسيح قبل أن يعلن لها ذاته "أنا أعلم أن المسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يوحنا 25:4). وهكذا كانت قلوب جميع أبناء إبراهيم معلقة بالمسيا ومجيئه. وكانوا يعرفون أنه المقصود بوعد الله لإبراهيم "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 18:22)، وهو نفس الوعد الذي سمعه إسحق أيضا (تكوين 4:26)، وكذلك يعقوب (تكوين 14:28). كل رجل كان يتمنى أن يأتي المسيح من نسله وكل امرأة كانت تذوب شوقًا في أن يكون المسيا من ثمرة أحشائها. ولهذا يقول القديس أغستينوس "فاشتعلت النساء القديسات -ليس بالشهوة وإنما بالتقوى- للإنجاب". وقال عن الآباء القديسين "كان الزواج واجبًا علي القديسين، ليس طلبًا له في ذاته وإنما لأجل شيء أخر". من أجل أي شيء؟ يريد القديس في نفس كتابة " ليوا من أجل العالم، وإنما من أجل المسيح صاروا أزواجًا ومن أجل المسيح صاروا أباء". لذلك فما أصدق القديس أوغسطينوس عندما قال في موضع آخر "كانت الرغبة في إنجاب الأولاد روحيه وليست جسدية". ولهذا أصبحت قلة النسل عارًا. فرحيل زوجة يعقوب، لما كانت عاقرًا قالت ليعقوب " هب لي بنين وإلا فإنا أموت"! (تكوين 30: 1) ولم فتح الله رحمها فولدت، قالت "قد نزع الله عاري" (تكوين 30: 23). وأليصابات العاقر لم ولدت أبنها يوحنا المعمدان سبحت الله قائلًا " نظر إلي لينزع عاري من بين الناس" (لوقا 1: 25) وعلي عكس ذلك كان كثرة البنين بركة. فقيل "البنون ميراث من الرب..." (مزمور 127: 3).... وكان من البركة أن يقال " امرأة مثل كرمه مخصبه في جوانب بيتك، وبنيك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك... "(مزمور128: 3)... لذلك فعلي الرغم من أن الزواج بامرأة الخ كان محرمًا حسب الشريعة (لاويين 18: 16) ، فإنه كان يتحول إلي واجب حتمي أذا مات الأخ بدون نسل، فيضطر أخوه إلي اتخاذ أرملته زوجه ليقيم نسلًا للأخ المتوفى، فالبكر الذي تلده يحسب أبنًا للمتوفى "لئلا يمحي اسمه من إسرائيل" (تثنية 25: 5- 10). |
||||
15 - 02 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية: ط) تطور الأمور وزوال أسباب تعدد الزوجات إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد الله منذ البدء، بل انه وضع للبشرية شريعة "الزوجة الواحدة" ورأي أنه حسن. ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم إليه، وتسامح في هذا المر محاولًا آن يوجه أفكارهم في اتجاه روحي. فسار هذا الأمر فتره من الزمن، ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم أوغسطينوس "كان الآباء يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم لكنهم - لأجل الإنجاب وليس لمرض الشهوة - اتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون.. لم يستعملوا نساءهم أطلاقًا للحبل". وقال عنهم أيضًا " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية أكثر من حاجة أنجاب البنين". أمام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي، وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالًا رديئًا. وكما قال العلامة ترتليانوس في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات أسيء استعمالها". ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهة أخري وسجدوا للأصنام. لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل. وأورشليم ذاتها أنهدم سورها وأحرقت أبوابها والذين نجوا من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3). وسمح برجوع المسبيين وبناء سور أورشليم، ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتى قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم" (ارمياء 14: 11، 12). وبالفعل أسلمهم الله فعلًا لليونان فحكمهم الإسكندر الأكبر وخلفائه البطالمة، ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك. هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين" فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائدية من نبوات ورموز وتقاليد وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار، وأصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله، ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11) وفكرة إنجاب المسيح تطورت هي الأخرى. إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتي من سبط يهوذا، وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر. ثم عرفوا أيضًا أنه سيأتي من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات، وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء. وهكذا زال هذا السبب أيضًا كما زال سابقه وهكذا يقول القديس أوغسطينوس في كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية، التي تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر، عابدة بأصوام وصلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء، ولذلك لم تتزوج ثانية". ثم ولد المسيح أخيرًا، وانتهى هذا السبب أيضا. بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدت في تاريخ شعب الله، وهى البتولية. فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين، مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم، وأخيرا يوحنا المعمدان الذي عمد السيد المسيح. ولم يعد عدم الإنجاب عارًا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء في الترمل. والشعب اليهودي نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات، إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر في الفترة التي سبقت ولادة المسيح. " وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف". وهكذا في مجيء المسيحية، كان الجو معدا من كل ناحية، ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات، الذي كان كسرا للنظام الذي وضعه الله منذ البدء. |
||||
15 - 02 - 2014, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية: ي) الزمن الآن قد تغير 10- عرضنا في الفصول السابقة، الظروف التي نشأ فيها تعدد الزوجات في العهد القديم قبل المسيحية، والأسباب التي كانت تدعو إليه وكيف زال بزوالها. وبقى أن نردد الآن ما سبق فقاله القديس ايرونيموس: "ما شأننا وهذا؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الذين قيل لنا: الوقت مقصر، لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7). وأيا كانت الحالة في العهد القديم فإننا نضع إلى جوارها قول بولس الرسول " الأشياء القديمة قد مضت، وهو ذا كل شيء صار جديدا". فما أعجب قول من يقول آن المسيحية توافق على تعدد الزوجات مستدلًا على ذلك بأن إبراهيم أبا الأنبياء كانت له أكثر من زوجة! إن كان المسيحي إذن يقلد إبراهيم فيتخذ لنفسه زوجات، فهل يستطيع المسيحي أن يتزوج أخته لأن إبراهيم كان متزوجا أخته؟! وهل يستطيع المسيحي أن يتخذ له سراري ومحظيات مثل إبراهيم وسليمان؟! وهل يحق للمسيحيين أن يملأوا هياكلهم ذبائح ومحرقات لأنه هكذا كان أيام موسى والأنبياء؟! لا شك أن الزمن غير الزمن، والشريعة القديمة اليهودية قد كملت في المسيحية، والسيد المسيح نفسه قال إنه جاء ليكمل (متى17:5). قال القديس أغسطين "سمح للأزواج باتخاذ نساء عديدات، ولم يكن سبب ذلك شهوة الجسد ولكن فكرة الإنجاب... أما الآن فلم يعد إنجاب البنين واجبًا كما كان في القديم". ويقول أيضًا "حتى حينما كان النساء يلدن بنينا كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر، ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعي، لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشيء أو عدم جوازه. الآن يعمل الرجل أحسن لو أنه لم يتزوج حتى زوجة واحدة، إلا إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه" (اكو1:7،9). |
||||
15 - 02 - 2014, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
تشريع المسيحية بخصوص الطلاق 1-الشريعة التي وضعها السيد المسيح بخصوص الطلاق هي شريعة واضحة لا لبس فيها، وهو قوله في العظة على الجبل " وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعله الزنا يجعلها تزني. ومن تزوج بمطلقه فإنه يزني" (متى 5: 32) وهذا الأمر أيدته وفسرته قوانينه الكنسية وأقوال الآباء... 2-ولكن السيد المسيح لم يكتفي بهذا. إنماأتي إليه الفريسيون مره فسألوه في موضوع الطلاق، فكان من ضمن إجابته لهم " وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى، يزني..." (متى 19: 9، لوقا 16: 18). وهذه الآية تظهر بطريقة لا تحتمل الجدل شريعة "الزوجة الواحدة". لأنه أن كان مسموح للرجل أن يتخذ زوجات عديدات، فإنه لا يعتبر زانيًا أذا تزوج بأخرى. لأنه سواء أكان تطليقه للأولي قانونيًا أو غير قانوني، قائمًا أو باطلًا، فإن الزوجة الثانية - بمبدأ تعدد الزوجات - تعتبر زوجة قانونية أخرى تحل له. ولا يوجد من هذه الناحية ما يقف ضد شرعية هذا الزواج. 3-ولكن متى يعتبر الزواج بعد التطليق كعلاقة زنا؟ يعتبر كذلك إن كان هناك قانون ينص على عدم الجمع بين زوجتين في وقت واحد، واعتبر مثل هذا الشخص جامعا بين زوجتين في وقت واحد بسبب بطلان الطلاق من الأولى. وهذا هو الذي قاله السيد المسيح وعلم به إذ قال"... وتزوج بأخرى يزنى". ولذلك فإن القديس مرقس الرسول أورد لنا أكثر وضوحا من هذا، فبعد سؤال الفريسيين للسيد المسيح وإجابته لهم، يقول القديس مرقس في إنجيله " ثم في البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك. فقال لهم: "من طلق امرأته وتزوج بأخرى، يزنى عليها (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مرقس11،10:10). هذا هو الشرح الذي نطق به السيد المسيح نفسه. فإنه إذا ما اعتبر الطلاق باطلًا لسبب كونه لغير عله الزنا وتبعًا لذلك اعتبر الزواج الأول مازال قائمًا وعلاقة الزواج بمن طلاق مازالت علاقة زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها يزني عليها. وكلمه " عليها " تدل علي جرم هذا الذي أتخذ زيادة علي زوجته الواحدة التي لا تحل له زوجه أخري عليها. ومن الشق الثاني للآية التي أوردها القديس مرقس، نري أن السيد المسيح قد ساوي بين المرأة والرجل في وحده الزواج. فكما آن المرأة لا تستطيع أن تجمع بين زوجين، وان تزوج بأخر في حالة قيام الزوج الأول لبطلان الطلاق يعتبر زانية؛ كذلك الرجل الذي لا يحل له هو أيضًا سوي زوجه واحده. |
||||
15 - 02 - 2014, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
فكرة "الجسد الواحد" أن الفكرة قديمة متجددة: 1- إن فكرة " الجسد الواحد" قديمة متجددة. ذكرت في البدء منذ أول الخليقة إذ قيل " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" (تكوين24:2). وذكرها السيد المسيح في كلامه مع الكتبة والفريسيين ودعمها بقوله "إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى5:19، مرقس7:10). وبولس الرسول استعمل هذا التعبير أيضا في رسالته إلى أفسس (3:5) مشبها إتحاد المسيح بالكنيسة باتحاد الزوجين وقائلا بعد ذلك " إن هذا السر عظيم". ما معنى " جسد واحد "؟ 2- من قول السيد المسيح " ليسا بعد اثنين ، بل جسد واحد " يفهم آن الاثنين قد أصبحا بالزواج وحدة واحدة وليس أكثر. ولذلك فإن القديس يوحنا فم الذهب يخاطب في ذلك العروسين قائلا " لقد أصبحتما الآن واحدا ، مخلوقا حيا واحدا". هذه الوحدة فيها الرجل هو الرأس والمرأة هي الجسد، كما شرح بولس الرسول (أفسس28،23،5) الذي قال أيضا مؤكدا ذلك في نفس الأصحاح من الرسالة " من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط" (الآيتان28،29). ويشرح القديس يوحنا ذهبي الفم هاتين الآيتين فيقول: "أتسأل كيف هي جسده؟ اسمع هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمى هكذا قال آدم" (تكوين23:2)، لأنها مصنوعة من مادة منا. وليس هذا فقط، وإنما يقول الله يصيران جسدا واحدا" (تكوين24:2)... ليس لاشتراكنا في طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هي أبعد من طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هي أبعد من هذا بكثير وإنما هذا لأنه ليس هناك جسدان وإنما جسد واحد: هو الرأس وهو الجسد. ويستطرد هذا القديس فيقول:" الاثنان لا يظهران بعد اثنين. لم يقال "روحا واحدًا" ولا "نفسًا واحده" لأن هذا ممكن لجميع الناس" (إعمال 4: 32)، وإنما "يكونان جسدًا أحدًا". ويتذكر القديس قصة لخليقة فيقول "في الواقع إن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصًا لهذا الاتحاد فيقول: "في الواقع آن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصًا لهذا الاتحاد لتحويل الاثنين إلي واحد... فهو لم يخلقها من خارج لئلا يشعر " آدم أنها غريبة عنه " والقديس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول " أن الله أخذ ضلعًا من أدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخري، ويصبحان جسدًا واحدًا". تعرض الفكرة مع الطلاق وتعدد الزوجات: 3- فكرة " الجسد الواحد " هذه، تتعارض منطقيًا مع أمرين منعتهما المسيحية أيضًا لأنهما لا يتفقان وتعليم المسيحية في الزواج. أما هذان الأمران فهما: الطلاق وتعدد الزوجات. واضح هو تعارض الطلاق مع فكرة "الجسد الواحد". فمن المستطاع التفريق بين اثنين، ولكن الزوجين في المسيحية هما كما قال السيد المسيح " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ". ولم يسمح السيد المسيح بالطلاق في حالة الزنا إلا لأن الزوجة قد خطت في ذلك عمليًا يوم زناها. لأنها - بهذا الزنا - تكون قد حطمت مبدأ " الجسد الواحد " تحطيمًا. وذلك لأن جسد ثالثا قد دخل بالزنا في الإتحاد الذي ربطه الله ففصم عري روابطه. فالزوجة مع زوجها جسد واحد حسب الشريعة، وهي -كزانية- صارت كذلك جسدا واحدًا مع الذي زني بها. وهكذا علم بولس الرسول في رسالته الأولي إلي كورنثوس إذ قال "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول يكون الاثنان جسدًا واحدًا؟" (6: 16). فبالزنا مع الزواج، أصبح هناك اتحادان أو جسدان، وتحطمت الفكرة السامية، وأصبح فصل الزوجين شيئًا واقعيًا قد تم من قبل عملا، وبقي أن يتم شرعا. وذلك لأنه الزواج المسيحي ليس جسدين ولا اتحادان ولا أكثر، وإنما جسد واحد واتحاد واحد حسب قول الرب. والذي يحدث في الزنا المسبب للطلاق، هو من الناحية العلمية نفس الذي يحدث في تعدد الزوجات الوضع واحد وإن تغيرت الأسماء. كل ما في الأمر أنه في الحالة الثانية حدث أن كسر فكرة " الجسد الواحد " قد تغطي برداء شرعي.. أما الواضع الواحد المشترك بين الحالتين، فهو دخول جسد ثالث غريب، يحاول أن يوجد له اتحادا مع أحد طرفي الوحدة المقدسة، بأن يعزل الطرف الآخر عنه، ويكون بهذا قد حطم الفكرة الإلهية. إن فكرة " الجسد الواحد " تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فليس بالإمكان عقليًا أن يكون رجل في جسد واحد مع أكثر من امرأة، إذ يستحيل اجتماع ثلاثة في جسد واحد ولا أربعه. قالت الوصية الإلهية أن الزوج يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته. ولكن الذي تتعدد زوجاته لا يستطيع بحق أن يكون ملتصقًا بأخرى. وعلي ذلك فإن كل محاولة للاتصال بامرأة أخرى، عن طريق علاقة شرعية أو زنائية، هي تصديع لهذه الوحدة. فإن سأل أحد: هل يمكن للرجل -بعد الزواج- أن يتحد بجسد أخر؟ فمثل هذا السؤال ليس له موضع في الواقع. لأنه بعد الزواج لم يعد هناك اثنان حتى يجوز أن يعطي واحد منهما جسده لثالث. فهما ليسا بعد اثنين وغنما جسد واحد، لا يستطيع إنسان آن يفرقه، كما قال الرب. ويقول القديس ايرونيموس: إنه مع التعدد تكون فكرة الزواج " الجسد الواحد " قد تحطمت ويستطرد القديس متعجبًا " في البدء تحول ضلع واحد إلي زوجة واحدة ، وصار الاثنان جسدًا واحدًا وليس ثلاثة أو أربعة وإلا كيف يكونان اثنين أن صار جمله "؟! خاتمه: 1- إنه جسم واحد، فيه الزوج هو الرأس والزوجة هي الجسد. وكما أنه لا يمكن أن يكون للجسد رأسان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للمرأة زوجان أو أكثر. وأيضًا كما أنه لا يمكن للرأس جسدان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للرجل زوجتان أو أكثر. وإلا فإن هذا التشبيه الذي ذكره بولس الرسول مقتبسًا إياه من تعليم الله ذاته، يكون تشبيهًا خاطئًا لا تطبيق له. أنسأل بعد عن نص في المسيحية لتحريم تعدد الزوجات؟! ليست المسيحية في الواقع ديانة نصوص بقدر ما هي "روح وحياة" كما قال الرب (يوحنا 6: 63). وهذا هو روح الزواج المسيحي وقد علمنا المسيح أن نسلك بالروح. |
||||
15 - 02 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
علاقة المسيح بالكنيسة الزواج الروحي بين المسيح والكنيسة : 1- كما أن الذي يلتصق بامرأة، يصير معها جسدًا واحدًا (تكوين 2: 24) ، كذلك " من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17). فالاتحاد الأول نسميه زواجًا جسديًا، والاتحاد الثاني نسميه زواجًا روحيًا وفي الكتاب المقدس أمثله عديدة لهذا الزواج الروحي بين الله وشعبه أي بين الله وكنيسته. ويكفي أن سفرا بأكمله في العهد القديم، هو نشيد الأناشيد، يدور كله حول هذه العلاقة وحدها التي ذكرها الله أيضًا بوضوح في سفر أشعياء النبي كذلك (أشعياء 54: 5). ولهذا يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلي كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفي رسالته إلي أفسس أتي بتفصيلات كثيرة لهذه العلاقة الروحية بين المسيح وكنيسته، مقارنا بينها وبين الزواج الجسداني للرجل والمرأة في أوجه شبه عديدة ((أفسس 5: 22- 33). قائلًا عن الزواج الروحي بين المسيح وكنيسته "أن هذا السر عظيم". 1- من هذه المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين زواج الرجل والمرأة من ناحية أخري، يمكن الاستدلال بوضوح علي شريعة " الزوجة الواحدة " في المسيحية. وقد كان هذا هو نفس تفكير كبار قديسي الكنيسة ومعلميها. فالقديس ايرونيموس يقول في كتابه ضد جوفنيانوس: " المسيح بالجسد بتول، وبالروح تزوج مرة واحدة. لأن له كنيسة واحدة، هي التي قال عنها الرسول: أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها (افسس 5: 25). فكما آن المسيح مثال يقتدي به البتوليون في حياته حسب الجسد، كذلك هو مثال أيضًا للمتزوجين، في علاقته الروحية بالكنيسة التي سار فيها علي شريعة "الزوجة الواحدة". ويقول القديس ايرونيموس أيضًا في رسالته إلي اجيروشيا " إن بولس في شرح هذا الفصل من أفسس، يشير إلي المسيح والكنيسة بقوله " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. هذا السر العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 31، 32). فجعل آدم الأول صاحب زوجة واحدة في الجسد، وآدم الثاني "= المسيح " صاحب زوجة واحدة في الروح. وكما أنه توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء كذلك توجد كنيسة واحدة هي أبوا كل المسيحية". وكلمه " أبوا " التي استخدمها القديس ايرونيموس يقصد بها المسيح والكنيسة ، العريس والعروس، الرأس والجسد. ومثل هذا الكلام قال أيضًا العلامة ترتليانوس في كتابه De Exhortatione Castitas إذ قال " عندما فسر الرسول هذا النص " يصير الاثنان جسدًا واحدًا"، علي علاقة المسيح بالكنيسة، فكر في العلاقة الروحية بين المسيح الذي هو واحد، والكنيسة التي هي واحدة. نفس التأييد لقانون الزواج الواحد. زواج واحد جسد في آدم وروحي في المسيح". رأس، وجسد: قال بولس الرسول في رسالته إلي أفسس " إن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضًا رأس الكنيسة " (5: 23). وعن الجسد قال " كذلك يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم... فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (5: 28-30). وفي الآية الأخيرة يذكرنا بولس الرسول بقول آدم عن حواء "هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 2: 23). فكما آن للرأس جسدًا واحدًا، فللمسيح كنيسة واحده وكذلك للرجل امرأة واحدة. لأنه لو اتخذ الرجل زوجات عديدات، لما أمكن تشبيهه بالمسيح الذي له كنيسة واحدة. إذ أننا نقول في قانون الإيمان " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعه رسولية". وفي ذلك يقول القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات " لو كان هناك مسيحان، لكان يمكن هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحدًا، الذي هو الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني ويأخذ القديس أمبروسيوس هذا التشبيه من ناحية المرأة أيضًا، فيقول " لم تأخذ حواء زوجًا ثانيًا، ولا الكنيسة المقدسة تعرف عريسًا ثانيًا. |
||||
15 - 02 - 2014, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
نصوص أخرى بخصوص الزوجة الواحدة |
||||
15 - 02 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
|
||||
15 - 02 - 2014, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية
قوانين كنسيّة بخصوص الزِّنى والتَسَرِّي |
||||
|