كتاب أفراح عيد الميلاد المجيد

[Mary Naeem]

مغارة المهد



ليس من شك أن هذه المغارة كانت في سالف العصور فسحة رحبة يمكن الدخول إليها بلا عقبات، ولكن نظرًا لأرتفاع الأرض حولها بمرور السنين قد إضطر تعزيزها بالدعائم فتجزأت وضاقت فأضحت جهة المهد نفسها لا تزيد علي الإثنى عشر مترًا ونصف طولًا ونحو الثلاثة عرضًا. إلي الجهة الشرقية منها بين المنحدرين تري في الصخر تجويفًا مستديرًا علي شكل هيكل وعلي شقفه حتى اليوم آثار الفسيفساء، التي تصور ميلاد الرب، وبه كتابة لاتينية مرصوفة بالرخام الأبيض تتوسطه نجمة فضية نقش عليها باللاتينية.

[Mary Naeem]

ههنا قد ولد يسوع المسيح من العذراء مريم




وعلي بعد خطوات معدودات منخفض للجهة القبلية الغربية تنحدر إليه بثلاث درجات، دعم مدخله لجهة الشمال بثلاثة أعمدة تجد مكان المذود حيث وضعت العذراء ابنها علي التبن وأتاه الرعاة ساجدين. والبلاطة الرخامية البيضاء تشير إلي محل المعلف وأما المذود الخشبي نفسه المصفح بالفضة كما ذكر المؤرخون فهو محفوظ في رومه في كنيسة مريم العذراء العظمى منذ القرن الثاني عشر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبإزاء المعلف قد أقيم هيكل باسم المجوس الذين استدلوا بالنجم علي ميلاد المخلص فأتوا وسجدوا له متى 2: 1 - 12.

وفي آخر المغارة إلي جهتها الشمالية باب تدخل منه إلي هيكل معروف بهيكل القديس يوسف تذكارًا لما أوحى إليه به في الحلم إذ أتاه ملاك الرب يأمره بالرحيل إلي مصر مع مريم العذراء وإبنها، ثم تنحدر إلي هيكل قتل الأطفال الشهداء وهو أرحب من سواه هناك وفي وسطه عمود ضخم يدعم سقفه. وتحت هيكله باب صغير يهبط منه إلي مغارة أخري صغيرة تفتح مرة في السنة وفيها وضعت رفات بعض هؤلاء الأطفال - وتري في دهليز آخر إلي اليسار هيكلًا علي قبر مار أوسابيوس تلميذ القديس ايرونيموس وأبنتها القديسة أوسطاكبا وقبر القديس إيرونيموس الذي رقد بالرب سنة 420 م. Paula ومنه إلي فسحة فيها قبر القديسة بولا.

وهذان القبران فارغان وعليهما هيكلان فإن جسد القديس إيرونيموس قد نقل إلي رومية ووضع في كنيسة مريم العذراء العظمى، وأما جسد القديسة بولا وأبنتها فقد أهمل التاريخ ذكرهما من عهد بعيد.