منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 04 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

حرب التأجيل

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كأن يعاق بعدم قبول استقالته، وفي كثير من الأحيان يترك الشاب العمل أولًا ثم يرسل بعد ذلك استقالته بالبريد، ولكن هذا يحتاج إلى مشورة الدير.
وأحيانًا ينصح بعض رؤساء الأديرة الراغبين في الرهبنة بالحصول على اجازة لمدة سنة بدون مرتب، وذلك خشية عدم استطاعتهم مواصلة الحياة بالدير، فلا تضيع عليهم بذلك أماكنهم في العمل.
وبصدد التأجيل أيضًا، يحدث أحيانًا أن تضغط الأسرة عليه ريثما يزوجون اخته الكبرى!
ثم تتزوج فيرجونه الانتظار لأجل اخته الثانية وهكذا.. حتى إذا ما تزوجت الأخيرة. يكون ذلك الشاب قد قضي شبابه معهم وقد كان من الممكن أن يقوم بدوره شخص آخر لولا قيود العاطفة التي فرضتها عليه اسرته، وبعد ذلك يجد صعوبة في الالتحاق بالدير.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الروابط الأسرية

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
أو شاب تبكي أمامه أمه وتستعطفه ألا يتركها ويترهب قائلة: امكث معي حتى (أموت) وعند ذلك اصنع ما يروق لك! وقد يموت هو قبلها!
هنا ويأتي دور الكاهن لكي يقنع الأم بحكمته ولطفه واعدًا إياها أنه سيداوم الصلاة من أجلها.. وعليه أن يهتم برعايتها. لئلا تكون عثرة في طريق ابنها.
أتذكر أن شابًا جاء إلى الدير للرهبنة دون علم أسرته، حسبما اتفق مع أب اعترافه، نعم فقد كان يدرك أن ارتباطهم به ليس إلا عاطفيًا، أي أن تركه لن يؤثر ماديًا أو أدبيًا عليهم.
وبعد أيام سعت الأم مع نفر كثير من الأهل والأصدقاء إلى الدير لكي يساعدوها في استرداد ولدها..
ومضوا وفي أنفسهم من العزم على الرجوع به الشيء الكثير. وكان عليهم أن يقطعوا المسافة بين بلدتهم والدير وتبلغ (42كم) سيرًا على الأقدام، ولكن الذي حدث أن الدليل الذي خرج معهم – لهدايتهم إلى الدير – اختلط عليه الأمر وتاه وأتاههم معه، وظلوا يسيرون ثماني عشر ساعة دون أن يجدوا الطريق إلى الدير، وفرغ ما معهم من الطعام والماء، وتعرضوا لخطر الموت، وعندما أدرك الدليل حجم الخطر الذي يواجهونه تقدم من الأم وطلب إليها في ضراعة أن تكشف له عما عقدت عليه النية، فعما قريب سيهلكون جميعًا.. وقال لها: ها أنت ترين أننا في مواجهة الموت، فإذا لم ترجعي عما في نيتك: متنا جميعًا.
حينئذ اعترفت أمامه على غير رغبتها بأنها انما قصدت الدير لاستعادة ابنها.
فقال لها متوسلًا: اتركيه ارجوك من كل قلبك لكي ينقذنا الله.
وفيما هي تعلن طاعتها.. أبصر الجميع راهبًا يسير أمامهم على مسافة بعيدة، فصرخوا عله يسمعهم، ولكنه كان جادًا في السير، فمشوا خلفه طويلًا حتى إذا اختفى فجأة فوجئوا بالدير يظهر في السهل الذي تحتهم. وهناك في الدير حاول ابنها أن يهرب، ولكنها قالت له بهدوء..، وحتى إن طلبت أن ترجع معي فلن أوافق!
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

تخوفات المستقبل

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
وعندما يقترب موعد دخول الدير، فإن الخوف والقلق ينتابان الشاب، إذ يتذكر أنه في الدير سيواجه حربًا ضارية، ويسمع من الناس، ويقرأ في بستان الرهبان عن تفرغ الشيطان لقتال الراهب وتفننه في ابتكار الطرق لإسقاطه، فيجد ذاته سبحًا في لجة هذه الأفكار، مستعرضًا أمامه أمثلة هذه القتالات، فتارة يتخيل ذاته أمام الشيطان الذي يحاول قتله، ومرة أخرى أمام شيطان آخر في صورة امرأة تريد سلبه بتوليته، وثالثه قباله جماعة منهم يمنعونه من الصلاة.. إلى غيرها من مظاهر الحروب المختلفة، إلى جانب حروب الفكر.
هنا ونقول أن الله لا يسمح للشيطان أن يجرب أي راهب أو أي إنسان إلا بالقدر الذي يتناسب مع امكاناته ورصيده الروحي، وبالتأكيد أن الله لن يتخلى عنه في الحروب التي سيواجهها في الدير.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

هموم الخدمة

أو يفكر في الخدمة، واحتمال ضعفها بسبب غيابه، ثم انشغاله بزملائه الخدام وغير ذلك من الأفكار التي غالبًا ما تكون سطحية أي ليس لها عمق.. مجرد حروب.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الخروج من العالم

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ثمة خطوة أخرى يصعب مواجهتها، ألا وهي (النقلة) الأخيرة من منزله إلى القلاية بالدير، فكيف يترك مسكنه ويتخذ آخر، يترك اسمه إلى اسم آخر، أسرته إلى أسرة أخرى، ملابسه وشكله إلى ملابس وشكل آخر..
وقد يوافق على بعضها فيما بينه وبين نفسه، ويجد صعوبة في قبول البعض الآخر، ولكن إذا كان الهدف نقيًا زالت هذه المخاوف سريعًا، ويجد الشاب نفسه وقد انخرط وذاب في المناخ الجديد.
وقد لوحظ أن هذه النقلة من العالم إلى الدير، تتم بطريقة معجزية، يشترك فيها الله بأكبر نسبة (ملموسة) إلى الحد الذي يجعل الشاب – فور وصوله إلى الدير – يشعر وكأنه أفاق من حلم، لم تكن إرادته كاملة في أحداثه مائه في المائة.
وهذا اختبار تسمعه من أي راهب، إذا تذكر أمامك اليوم الذي خرج فيه من العالم قاصدًا الدير.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

اختيار الراغبين في سلك الرهبنة

ما أن يحط الشاب رحاله في الدير حتى تتم عملية الاختبار. وفترة الاختبار هامة وضرورية جدًا لكلا الطرفين الدير (مجمع الرهبان) وطالب الرهبنة.
فالدير يتيح للشاب فرصة التعرف على كل جوانب الرهبة، وتقاليدها ودروب نسكها وفلسفتها.
فهناك العديد من الشبان الذين كونوا فكرة خيالية عن الرهبنة وذهبوا بعيدا في تصورهم للنسك والفضيلة المعاشة (داخل الأسوار).

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
وربما حلق الشاب بأفكاره في آفاق واسعة بعيدة.. مع القديسين انطونيوس وآمون وبقية كواكب الرهبنة، فإذا ما صادف تصرفًا معينًا أو موقفًا غريبًا سبق هو فاستبعده عن ذهنه كلية، ناسيًا أن الدير موضع جهاد وأن الراهب أي راهب، كان شابًا في العالم ولن يستطيع التخلص من كل ضعفاته ونقائصه في عامه الأول للرهبنة، أو سنواته الأولى، فإذا به يشك ويعثر ويتراجع مصدومًا.
وقد لا يستريح للبقاء في الدير، قد لا تتفق رغباته مع امكانيات الدير وظروفه، وقد لا يتفق مع الرهبان كأشخاص، وقد لا تستهوية الرهبنة كنظام وحياة، ويقفل راجعًا من حيث جاء، طارقًا سبلًا أخرى لخلاصه.
ويجدر بنا هنا أن نضيف شيئًا إلى فكرة الاختبار، وهو أن الدير يرغب في التأكيد من ميول الشاب واستعداداته الطيبه للنمو المستمر، والتقدم من مجد إلى مجد وإقتناء الفضائل الواحدة تلو الأخرى.
فقد يغفر الدير لطالب الرهبنة (تصرفًا معينًا) ولكن احساسه بأن هذا التصرف جاء نتيجة سبب عضوي أو نفسي، لن يستطاع علاجه في الدير، واصبحت مثل تلك التصرفات شبه عادات ثابته راسخة داخل كيانه،الأمر الذي يؤكد عدم تناسب الطريق مع ذلك الراغب في الرهبنة اعتذر الدير في هدوء وصراحة مع ملاحظة التفاوت بين تصرف وآخر أو عادة وأخرى.
وأما إن صادف الدير قبولًا عنده، واستهوته تلك الحياة بما فيها ومن فيها، وأحس أنه وجد ضالته المنشودة، عًم السلام داخله، وملأ الشكر قلبه، وانتظر في هدوء وصمت رأي الدير.
وفي القرون الأولى للرهبنة- كان لقبول طالب الرهبنة شروطًا قاسية قد لا يتحملها الكثير من شباب اليوم.
ونسمع في السنوات القليلة الماضية أن أحد رؤساء الأديرة أراد أختبار طالب للرهبنة فطلب إليه أن يجرد بعض (قناديل الذرة) مما عليها من الذرة ويفرز الذرة وحدها والسيقان وحدها، ثم أشار بيده إلى الحجرة الموجود بها تلك القناديل، فإذا بها مملؤة على آخرها.
ولكن ذلك الشاب أطاع، ومكث أيامًا بلا ملل أو كلل، بل بفرح وطول أناه حتى أتى على آخرها، فسر به رئيس الدير وابتهج له قلبه واستراحت احشائه.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

كيفية الاختيار

ثم لابد أن يتأكد للمسئولين بالدير أنه لا ارتباط لهذا الشاب بأي مقتنيات في العالم، كما يحسن ألا يقبلوا منه أيه تقدمات للدير عند دخوله، بل إذا أراد التصدق بماله قبل الرهبنة- نصحوه بالتوجه به إلى مكان آخر كبيوت الأرامل والأيتام والفقراء.
ثم يوضع طالبوا الرهبنة في بيت الخلوة لأشهر عدة قبل قبولهم تحت الاختبار بالدير.
واختبار الشاب داخل المجمع يأتي أولًا عن طريق إطالة مدة الاختبار، وإشراك الأخ في الأعمال المجمعية أي الأعمال التي تكثر فيها مقابلاته مع الآخرين، وذلك لكي تظهر ضعفاته، التي تظل راكدة مطمورة في القاع ما لم تحركها الاحتكاكات الخارجية.
كما تفيد تلك الفترة الطويلة في تأكيد الدير من محبته للصلاة والتسبيح والمداومة عليهما، كذلك محبته للهدوء ومحبته للآخرين.
وقد لا يكتفي الدير بهذه الخطوة لاختباره، بل يلجأ في كثير من الأحيان إلى الأختبار بطريقة منظمة طبقًا لخطه يرسمها أب الدير الذي يكون موضوع اختبار الاخوة الجدد احدى مسئولياته، وقد يقوم هو بعملية الاختبار أو يكلف آخرين بها، مترقبًا النتائج مثلما حدث مع الانبا ارسانيوس معلم أولاد الملوك (عندما وقف على باب المائدة والآباء يأكلون بالداخل ولم يسمح له الانبا اشعياء بالدخول بل تركه طويلًا ثم بعد ذلك ألقى له قطعة خبز على الأرض، فالتقطها الانبا أرسانيوس باتضاع ووقف يأكلها في مسكنة- حينئذ فرح به الانبا اشعياء وأطمأن إلى اتضاعه).

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ونسمع عن راهب أراد رئيس الدير أن يختبره عندما جاء شابًا طالبًا للرهبنة، فقد حدث بعد ما سكن في قلايته الجديدة بأيام، أن وضعوا له (خبزة) أمام بابه، وعند منتصف الليل عندما خرج متجهًا إلى الكنيسة كعادته رأى الخبزة ملقاه على الآرض فأخذها وحملها برفق ثم قبلها واضعًا إياها إلى جوار الحائط (هكذا تعلم منذ أن كان طفلًا)، وإذا بشيخ يفاجئه بلطمه مرة على خده ناهرًا إياه على مافعله (كيف تتجاسر وترفع الخبزة؟ ينبغي أن تسير هنا في حالك دون تلفت أو دوران بصر.
ربما نكون نحن قد وضعناها هنا لأمر ما، أو قد يكون سائح ما في احتياج إليها، ثم في نهاية التوبيخ قال له:
يبدو أنك لن تفلح في الرهبنة لأنك لا تسير في حالك، فما كان من ذلك الشاب تجاه ما سمعه إلا أن ينحني صانعًا ميطانية وطالبًا العفو.
ولكنهم من بعد يومين، وضعوا له الخبزة في نفس المكان، ولما خرج كعادته للصلاة وجدها في الطريق، ولكنه في هذه المرة وضع يده على خده متحسسًا مكان اللطمة، متذكرًا ما سمعه منذ يومين، فتركها ومضى في طريقه.
وإذا بنفس الشيخ يفاجئه بنفس اللطمة، ويوبخه كمثل المرة السابقة: لماذا لم ترفعها؟ (شيل النعمة تشيلك) أين الاتضاع؟ أهكذا علموك؟ يبدو أنك بعدما تترهب ستحتقرنا جميعًا، أنت لا تصلح لأن تكون راهبًا.
فانحنى أيضًا طالبًا العفو.
وكان ممكنًا أن يتذمر وتثور عليه طبيعته البشرية، ولكنه لزم جانب الاتضاع والمسكنة.
وعندئذ فرحوا به وصار راهبًا فاضلًا.
ولكن ولأن كل راغبي الرهبنة في الوقت الراهن كانوا قد قرأوا عن مثل هذه الاختبارات المحتملة، أصبحوا مستعدين لاجتيازها.
ولذلك اتجه المختبرون إلى استنباط طرق أخرى في الاختبار، مع ملاحظة ألا يشعر طالب الرهبنة في موقف ما أن الأب بصدد اختباره، ومثال لذلك: أن يقدم له أي شئ مثل قطعة من اللحم مثلًا، ويمكن أمام ذلك أن يعتذر ويصر على عدم أخذها، أو أن يأخذها ويعطيها لآخر بعدما ينصرف، أو أن يأخذها في طاعة ويأكلها في غير تردد ولعل التصرف الأخير هو الذي يجد قبولًا وارتياحا.
ومثال آخر: وهو أن يمر معه آخر أكبر منه سنًا وعند البابا يطلب الأب من الأخ أن يمر هو أولًا، ولكن الأخ ينكر ذلك على نفسه بشدة معتذرًا، أو يتردد قليلًا ولكنه يمر معلنًا طاعته في اتضاع.
والتصرف الثاني هنا يجد أيضًا رضا واطمئنانًا، في حين أن إصراره يعد كبرياء، فقد قيل إن الإصرار على الاتضاع: كبرياء.
والحقيقة أن هذا الموقف أو ذاك ليس بالاختيار الكافي الذي يتيح للدير اتخاذ القرار بشأن استبقائه أو إقصائه، ولكنها على أية حال (مؤشرات) توضع في الاعتبار.
ويلاحظ أيضًا طريقة أكل وشرب، وأحاديث طالب الرهبنة مع الآخرين، وكيفية قضائه لوقته في قلايته، وهل يخفي عن أبيه الروحي شيئًا من أفكاره أم يصارحه بكل شئ. وعمومًا فإن فترة الاختبار هي أولًا لمنفعة الشاب نفسه مثلها مثل أي قانون روحي أو مدني أو ديني، الهدف منه هو حماية الفرد – نفسه، وربما حمايته من نفسه.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

خداع!!

كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
فإن حدث واستطاع أحد الأخوة أن يسلك فترة الاختبار في حذر، وحرص ألا تظهر عيوبه للمجمع، كما لم يستطع الدير اكتشاف أخطائه، ثم ترهب..
يبدأ بعد ذلك في التصادم بالواقع (واقع نفسه) ويصبح من الصعب عليه الاستمرار في الدير، لاسيما وأن فترة الاختبار كما هو معروف عنها إنها قاسية، يتعرض فيها الشاب للإهانة والتعيير والتضييق والإجهاد، وكافة أنواع المسكنة ومظاهرها، مما يترتب عليه رد فعل سئ، وغالبًا ما ينتهي الأمر مع مثل ذلك الشاب بمأساة تترك جرحًا لا يندمل بسهولة.
وأما إن سلك ببساطة وبراءة، وانكشفت أخطاؤه وواجهه الدير بها، وأبدى استعدادًا طيبًا للتخلص منها طالبًا معونة الله، فقد أبان بذلك صدق رغبته وسلامة نواياه في المضي في طريق الجهاد والإماتة.
ويخطئ البعض عندما يظنون أن فترة الاختبار هي فترة تلمذة إذا نجح فيها طالب الرهبنة تمت رهبنته والحقيقة أن حياة الراهب منذ الخطوة الأولى في دخوله إلى الدير حتى نهاية أيامه وانتقاله من هذا العالم، هي فترة تلمذة ينمو فيها الراهب كل يوم في الفضيلة ويتعلم دروسًا جديدة في الحياة الرهبانية.
في فترة الاختبار، يتعرف الشاب على الدير، ويتعرف الدير على الشاب فإذا اتفقا: رهبنوه فرحين مهنئين، وإذا لم يتفقا خشوا عليه من نفسه وخشوا على أنفسهم منه، واعتذروا له في محبة، ونصحوه بطرق سبل أخرى لخلاصه، باثين فيه رجاءًا أنه من الممكن أن يحقق في (بنيه) ما أراد أن يهبه للرب في شبابه.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

وضوح الهدف

ثمة أمر آخر هام: ألا وهو أن هناك إمكانية أن يتحول الهدف في داخل الدير بعد الرهبنة.. فينصرف الراهب فيما بعد رهبنته إلى اهتمامات أخرى ويضيع منه الهدف المقدس، ولعل هذا الفكر هو الذي جعل القديس الأنبا أرسانيوس ينبه نفسه باستمرار قائلًا: ارساني ارساني تأمل فيما خرجت لأجله.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 04 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

أرغب في الالتحاق بسلك الرهبنة ولكن..



كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
أرغب في الالتحاق بسلك الرهبنة ولكن..
هذه أمثلة لبعض الشبان الذين تلتهب قلوبهم بمحبة الرهبنة والحياة النسكية، ولكن هناك معوقات تقف في تحدِّ أمامهم لتحرمهم من هذه الحياة..
  1. الكهنوت أم الرهبنة
  2. تجاوز السن المناسب للرهبنة
  3. شاب ذهب لعدة أديرة للرهبنة ولم يقبلوه
  4. العودة للدير بعد تركه
  5. معارضة الأهل للترهب بالرغم من رغبة الشاب
  6. شهوة شبابية مسيطرة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب دراما الصلب - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب فضيلة النسك - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب تقديس الحاضر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب القديس القوي الأنبا موسى الأسود - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا


الساعة الآن 04:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024