21 - 07 - 2014, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ميخا 5 - تفسير سفر ميخا مجىء المخلص: "الآن تتجيشين يا بنت الجيوش قد اقام علينا مِترسة يضربون قاضى إسرائيل بقضيب على خده أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذي يكون مُتسلطًا على اسرائىل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل لذلك يُسلمهم إلى حينما تكون قد وَلَدت والدة ثُم ترجع بقية إخوته إلى بنى إسرائيل ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة إسم الرب إلهه ويثبتون لأنه الآن يتعظم إلى أقاصى الأرض ويكون هذا سلامًا إذا دخل أشور في أرضنا وإذا داس في قُصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أُمراء الناس فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض يَمرود في أبوابها فينقُذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تُخومنا" (مى 5: 1- 6). حالة شعب إسرائيل قبل مجىء المخلص كانت سيئة جدًا، وكانوا في ضيقة شديدة، لذلك تقول نبوة ميخا: "الآن تتجيشين يا بنت الجيوش"، أي يقوم أعداء على إسرائيل وفى الغالب هم أشور والكلدانيين. ويقول النبي باسم سكان أورشليم: "قد أقام علينا مِترسة"، أي أن العدو أقام حصارًا على بنى إسرائيل فكانوا في ضيق وذل، فقد حاصرهم ملك أشور وملك بابل، وقد كان النجاح حليف الأعداء، وكان ذلك بسبب شر قضاة وكهنة إسرائيل وأيضًا بسبب خطية الشعب (كما ذكرنا في الأصحاح الثالث)، لذلك حلت عليهم هذه الإهانة بسبب سوء استخدامهم لقوتهم، وهذا ما قصده النبي بقوله:"يضربون قاضى إسرائيل بقضيب على خده". الله ينظر من السماء: كما يقول داود النبي:"فنظر (الرب) إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم". (مز 106: 44). *هذا حدث مع بنى إسرائيل حينما أذلهم فرعون مصر، إذ قيل: "استعبد المصريين بنى إسرائيل بعُنف. ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفى كل عمل في الحقل. كُل عملهم الذي عملوه بواستطهم عنفًا" (خر 1: 13، 14). ومن ذلك العنف صرخ بنى إسرائيل إلى الرب: "فسمع الله أنينهم" (خر 2: 24)، وبدأ يُرتب لهم ميلاد موسى النبي الذي سوف يقودهم في الخروج من عبودية المصريين. *لقد نظر الرب إلى دم هابيل الذي سُفك ظلمًا، وطلب مجازاة قايين إذ قال له: "صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض" (تك 4: 10). *ونحن ندعوه مع داود قائلين: "اختبرنى يا الله واعرف قلبى. امتحنى واعرف أفكارى. وانظر أن كات في طريق باطل واهدنى طريق أبديًا" (مز 139: 23). فنحن لا ننتظر حتى نتوه تمامًا، بل نطلبه في كل حين لكي يُنبهنا إن كان في طريق باطل ويهدينى إلى الصلاح. ولذلك علينا دائمًا: "لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب " (مراثى 3:40). نبؤة عن مجيء المخلص: " بيت لحم" أي " بيت الخبز"، وهو اسم على مُسمى، لأن منها يخرج "خبز الحياة" ربنا يسوع المسيح. بيت لحم هذه قرية صغيرة بين الوف عشائر يهوذا وليس لها اعتبار سواء من جهة عدد السكان أو من جهة مظهرهم، لكن من هذه البلدة الصغيرة "يخرج لى الذي يكون مُتسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل". فالله يُدبٍر خلاصًا لبنى إسرائيل، أما المخلص فيصفه ميخا النبي بعدة صفات: -يُولد في بيت لحم، القرية الصغيرة، يخرج منها الذي يكون مُتسلطًا على إسرائيل. إنه ملك، لكنه يُحب أن يتراءى في القلوب المتضعة، كما يقول المرنم: "لأن الرب عال ويرى المتواضع. أما المتكبر فيعرفه من بعيد" (مز 136:6). ويقول أيضًا بطرس الرسول: " تسربلوا بالتواضع. لأن الله يُقاوم المستكبرين. وأما المتواضعون فيُعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه. مُلقين كل همكم عليه. لأنه هو يعتنى بكم" (1 بط 5: 5- 7). لذلك قيل عن العذراء مريم، الفتاة الصغيرة الوحيدة، "أنه (الرب) نظر إلى اتضاع أمته" (لو 1: 48)، وصارت مُطوبة من كل الناس. وساعتها سبحت العذراء قائلة: " شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عت الكراسى ورفع المتضعين" (لو 1: 51، 52). -والمخلص أيضًا: "مخارجه منذ القديم. منذ أيام الأزل". أي أن الذي سيولد في ملء الزمان ليُخلص بنى إسرائيل، هو موجود منذ الأزل، هو الإبن المولود من الآب قبل كُل الدهور، وبه كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان. الذي قال عنه بولس الرسول: "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرةفى ابنه. الذي جعله وارثًا لكل شىء. الذي به أيضًا عمل العالمين" (عب 1: 1، 2). -"ويكون مُتسلطًا على إسرائيل"، إنه ملك ولكن مُلكه ليس من هذا العالم، فهكذا أجاب يسوع على بيلاطس حينما سأله "أنت ملك اليهود"، فأجابه "مملكتى ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتى من هذا العالم لكان خُدامى يُجاهدون لكي لا اُسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتى من هنا" (يو 18: 36). فهو ملك الملوك ورب الأرباب، كما قال بولس الرسول: "لا أزال... ذاكرًا إياكم في صلواتى. كى يُعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والاعلان في معرفته. مُستنيرة عيون أذهانكم. لتعلموا ما هو رجاء دعوته.... الذي عمله في المسيح. إذ أقامه من الأموات. وأجلسه عن يمينه في السماويات. فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة. وكل اسم يُسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا. وأخضع كل شيء تحت قدميه. وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة. التي هى جسده. ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف 1: 16- 23). -ولكن ينبغى أن ينتظر بنى إسرائيل ملء الزمان، كما قال ميخا النبي: "لذلك يُسلمهم إلى حينما تكون قد ولدت والدة. ثم ترجع بقية اخوته إلى بنى إسرائيل. ويقف ويرى بقدرة الرب. بعظمة إسم الرب إلهه". إن ميخا النبي يتنبأ عن مجيء المخلص مولودًا من إمرأة. وهكذا قال بولس الرسول: "ولكن لما جاء ملء الزمان. أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة. مولدًا تحت الناموس. ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى" (غل 4:4، 5). فكان الإنتظار لملء الزمان ضرورة لبنى إسرائيل حتى يتم الخلاص. وانتظار الرب لكي يتدخل في ظروف حياتنا فضيلة مهمة، ولكنه انتظار برجاء أن الرب آت بالضرورة. ففى فضيلة الانتظار يقول أرميا النبي: "جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب" (مراثى 3:26). وأيضًا يعقوب الرسول: "فتأنوا أيها الاخوة إلى مجىء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين. متأنيًا حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم. لأن مجىء الرب قد اقترب" (يع 5: 7، 8). ويتغنى المرنم: "انتظرتك يا رب. انتظرت نفسى. وبكلامه رجوت. نفسى تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصُبح. اكثر من المراقبين الصُبح. ليرجُ إسرائيل الرب. لأن عند الرب الرحمة وعنده فِدى كثير. وهو يفدى إسرائيل من كل أثامه" (مز 130: 5- 7). فانتظر الرب في كل أمورك، تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب، فهو لا بد آت في الوقت المناسب. -" ويكون هذا سلامًا". لأن المخلص هو ملك السلام، فإن حضوره يملأ الأرض سلامًا. "فإذا دخل أشور في أرضنا. واذا داس في قصورنا. نُقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس. فيرعون أرض أشور بالسيف. وأرض نمرود في أبوابها. فيَنقُذُ من أشور إذا دخل واذا داس تخومنا". إن ميخا النبي يتنبأ عن سلام عم على بنى إسرائيل في أيام حزقيا الملك حيث هدده سنحاريب ملك أشور لكي يستسلم إليه وعايره بإلهه، وأنه لن يقدر أن يخلصًه. أما حزقيا الملك فدخل إلى الهيكل والقى بخطابات التهديد التي جاءته من سنحاريب وطلب معونة الرب. وبالفعل تدخل الرب وخلص حزقيا الملك، يمكنك قراءة هذه القصة بالكامل في (2 مل 18: 13 - 19: 37). ولكن هذا الخلاص الذي تم في أيام حزقيا، ما هو إلا رمز إلى خلاص أكبر من عدو الخير، وخلاصنا من سلطان الخطية بعمل يسوع المخلص الذي خلصًنا من كل الشرور، بل وأعطانا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب. "صادقة هى الكلمة ومستحقة كل قبول. أن المسيح إلى العالم ليُخلص الخطاة الذين أولهم انا" (1 تى 1:15). "لأن ابن الإنسان قد جاء ليُخلص ما قد هلك" (مت 18: 11). ثمر الخلاص في المؤمنين: "وتكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب، كالوابل على العشب الذي لا ينتظر إنسانًا ولا يصبرلبنى البشر. وتكون بقية يعقوب بين الأمم في وسط شعوب كثيرين كالأسد بين وحوش الوعر، كشبل الأسد بين قُطعان الغنم الذي إذا عبر يدوس ويفترس وليس مَن يُنقذ لِترتفع يدك على مُبغضيك وينقرض كل أعدائك" (مى 5: 7- 9). الخلاص حينما يتمتع به المؤمن يجعله شخصًا آخر، أي يجعله صاحب مواهب وملكات جديدة، مثل: *يصير المؤمن مصدر سلام لكل منْ يتقابل معهم: فيقول النبي: " تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب. كالوابل على العشب الذي لا ينتظر إنسانًا ولا يصبر لبنى البشر". كما أن الندى الكثير رمز البركة للزروع، هكذا يكون المؤمنين بركة لجيلهم وللكنيسة بل وبركة للعالم كله. فالله عندما دعى ابراهيم أب الآباء للخروج وراءه، قال له: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك. وتكون بركة. وأبارك مُباركيك. ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 1- 3). العذراء أم النور كانت مباركة في حياتها الخاصة وأمينة مع الله، لذلك نطقت اليصابات بالروح القدس حينما زارتها العذراء قائلة: "مُباركة أنت في النساء ومباركة هى ثمرة بطنك" (لو 1- 42). فالبركة تظهر على وجوهنا نحن المخلصين بقوة الله "لأن إهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو 8: 6). فكل من يهتم ببناء حياته الروحية بالشبع من كلمة الله، والتغذى بجسد الرب ودمه دائمًا، وحرصه على الأعمال الصالحة، فهو يكون سلامًا وكالندى البارد مع كُل من يتقابل معهم. *يتعامل المؤمن بقوة الهه: فيقول النبي: "وتكون بقية يعقوب بين الأمم في وسط شعوب كثيرين كالأسد بين وحوش الوعر، كشبل الأسد بين قطعان الغنم الذي اذا عبر يدوس ويفترس وليس من يُنقذ. لترتفع يدك على مُبغضيك وينقرض كُل أعدائك". المؤمنين وإن كانوا هادئين ومملوئين سلامًا، إلا أنهم في الحق جسورين وفى الحق قادرين. إن نبوة ميخا تتمثل في دمار أشور وبابل، وهما كانتا أعظم الأعداء قاطبة لشعب الله، وتدميرها رمزًا على وضع أعداء المسيح تحت موطىء قدميه. فيقول أشعياء النبي: "أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا. ليس عن فهمه فحص. يُعطى المُعيى قدرة. ولعديم القوة يُكثر شدة. الغلمان يتعبون ويعيون والفتيان يتعثرون تعثرًا. وأما مُنتظروا الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش 40: 28-31). قوة المؤمن الجبارة التي تهزم كل الأعداء، مُستمدة من الرب ذاته، لذلك نسمع بولس الرسول يرسم لنا طريق النصرة فيقول: "أخيرًا يا إخوتى تقووا في الرب وفى شدة قُوته البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مُصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظُلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تُتمموا كل شيء أن تثبتوا. فاثبتوا مُمنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير المُلتهبة وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح. وساهرين لهذا بعينه بكل مُواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلى لكي يعطى لى كلام عند افتتاح فمى، لأُعلم جِهارًابسر الإنجيل. الذي لأجله أنا سفير في سلاسل، لكي أُجاهر فيه كما يجب أن أتكلم. (أف 6: 10- 20). ما يفعله المخلص في الأعداء: "ويكون في ذلك اليوم، يقول الرب، أنى أقطع خيلك مِن وسطك، وأُبيد مَركباتك وأقطع مُدن أرضك وأهدم كل حصونك وأقطع السحر من يدك ولا يكون لك عائفون وأقطع تماثيلك المنحوتة وأنصابك مِن وسطك، فلا تسجد لعمل يديك في ما بعد. وأقلع سَوَاريك من وسطك وأُبيد مُدُنك وبغضب وغيظ أنتقم من الأمم الذين لم يسمعوا" (مى 5: 10- 15). في الآيات (مى 5: 7- 9) تنبأ ميخا النبي عن البركات التي سوف تعم على أولاد الله، بعد أن أذلهم العدو، وخلصهم الرب. أما في هذه الآيات يتنبأ ميخا النبي عن حال العدو الذي يتطاول على شعب الله. هذا العدو يعتمد على خيله ومركباته، وأن سُلطانه على مُدن كثيرة، وأنه يتحصن بحصون قوية، ويعتمد على السحرة والعُرفاء الذين يتنبأون له بالمستقبل، وطبعًا تنبؤات مُضللة، ويعتمدون أيضًا على عبادتهم لتماثيل من عمل أيديهم. لذلك جاءت رسالة الرب لهم أنه سوف يُبيد كل ما يتكلون عليه. لذلك يُعلمنا داود النبي أن نصرخ للرب حينما يقوى علينا العدو: " يا رب. طأطىء سمواتك وأنزل. المِس الجبال فتُدخن. أبرق بروقًا وبددهم. أرسل سهامك وأزعجهم. أرسل يدك من العلاء. انقذنى ونجنى من المياه الكثيرة. من أيدى الغرباء الذين تكلمت أفواههم بالباطل. ويمينهم يمين كذب" (مز 144: 5- 8). فليس أقوى من الرب لنتحصن به من أعدائنا، سواء كان هذا العدو هو ابليس واغراءاته، أو معاشرة أناس خطاة، أو من عاداتى التي لا يرضى عليها الله. كُل هذه الحروب الرب قادر على إبادتها، فقط على أن أطلبه من كل القلب، فالسيد المسيح نفسه قال: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم. لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد. ومن يقرع يُفتح له" (مت 7: 7، 8). ويقول أيضًا: " إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمى. اطلبوا تأخذوا. ليكون فرحكم كاملًا" (يو 16: 24). والأجمل لو كانت طلباتنا تهتم بحياتنا الروحية ونموها، فيقول الرسول: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق. حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مع المسيح في الله. متى أُظهر المسيح حياتنا. فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو 3: 1- 4). أما بعد كل هذه المحاولات من الله لكي تنتبه الأمم لخطأها وتترك مُتكلها من خيول وحصون وعُرفاء، فيقول الرب: " وبغضب وغيظ أنتقم من الأمم الذين لم يسمعوا". فيحذرنا بولس الرسول: "اتبعوا السلام مع الجميع. والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويضيع انزعاجًا. فيتنجس به كثيرون. لئلا يكون أحد زانيًا أو مستبيحًا كعيسو. الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. فإنكم تعلمون أنه أيضًا بعد ذلك. لما أراد أن يرث البركة رُفض. إذ لم يجد للتوبة مكانًا. مع أنه طلبها بدموع" (عب 12: 14-17). |
||||
21 - 07 - 2014, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ميخا 6 - تفسير سفر ميخا عتاب الله لشعبه: "اسمعوا ما قاله الرب:قُم خاصم لدى الجبال ولتسمع التلال صوتك اسمعى خصومة الرب أيتها الجبال ويا أُسس الأرض الدائمة فإن للرب خُصومة مع شعبه وهو يُحاكم إسرائيل. يا شعبى، ماذا صنعت بك وبماذا أضجرتك؟ اشهد على إنى أصعدتك من أرض مصر، وفككتك من بيت العبودية وأرسلت أمامك موسى وهارون ومريم يا شعبى اذكر بماذا تآمر بالاق ملك موآب وبماذا أجابه بلعام بن بعور، مِن شِطيم إلى الجلجال لكي تعرف إجادة الرب" (مى 6: 1- 5). إن الرب في هذه الآيات، وهو يُعاتب الشعب، فهو يُشهِد بينه وبينهم الطبيعة (الجبال والتلال)، بل يُشهد الشعب ذاته غلى نفسه، "اشهد أنت على"، واضطر في النهاية أن يُذكٍر الشعب بكل الحسنات التي صنعها معه الرب. أنا أرى في تدرج هذا الحوار، أن الرب وكأنه يترجى شعبه لكي يفيق منْ غفوته ويرجع إلى أحضانه، وهلم نبحث هذه المواقف بالتفصيل: شهادة الطبيعة: أليست هذه الجبال والتلال التي كانت تُبنى عليها الهياكل، أماكن عبادة الله؟، ولكن الشعب بدًلها بأن جعل عليها معابد للأصنام المصنوعة بالأيدي. وكأن الرب يقول اشهدي أيتها الجبال والتلال على جحود شعبي وضلالهم. وربما يقصد بالجبال والتلال مظاهر الطبيعة المختلفة، التي كانت من المُفترض أن تساعد شعبه على معرفة الله، كما قال: "السموات تُحدث بمجد الله والفلك يُخبر بعمل يديه" (مز 19:1). فاشهدي أيتها الطبيعة على شعب لم يتعرف منك على الخالق المُبدع. شهادة الشعب على نفسه: "اشهد على"، لو حاول الانسان أن يتذكر في حياته عن " كم صنع الرب بك ورحمك" (مر5: 19). في مواقف كثيرة، لأدرك أن الرب صالح وأمين وصادق، لذلك تجد داود يُرنم قائلًا: "احمدوا الرب لأنه صالح. لأن إلى الأبد رحمته. ليقُل إسرائيل: إن إلى الأبد رحمته. ليقُل بيت هارون: إن إلى الأبد رحمته ليقُل مُتقو الرب: إن إلى الأبد رحمته" (مز 118: 1- 4). شهادة أعمال الرب مع شعبه: إذا لم يستطع الإنسان أن يتذكر احسانات الرب معه، فالله يُفكٍره بها، إما عن طريق أناس شاهدين على عمل الله معه، أو عن طريق قصص أولاد الله في الكتاب المقدس، أو..... هنا الله يُذكره بنفسه: فهو الذي أخرجهم من أرض مصر وعبودية فرعون، إذ قد سمع لأنينهم عندما صرخوا إليه (خر 1- 15). "أرسلت أمامك موسى وهارون ومريم". أي أعطيتك أنبياء يقودونك في الطريق، ولم أتركك وحدك. موسى النبي وهارون الكاهن هما رمزًا للسيد المسيح الكاهن والنبى الذي سيفدى شعبه من خطاياهم ويفتح طريق أورشليم السمائية أمام كل المؤمنين باسمه. أما مريم النبية أخت موسى وهارون، فهي ترمز لكنيسة العهد الجديد التي يتحصن بها المؤمنين إلى أن يصلوا إلى ملكوت السموات. يقول الرب لقد أحسنت اليك وحفظتك، حينما تآمر عليك بالاق ملك مؤآب، واستدعى عليك بلعام النبي لكي يلعنك حتى يتمكن من النصرة عليك، ولكن أنا الذي جعلت بلعام بن بعور ينطق عليك بالبركة بدلًا من اللعنة (يمكنك قراءة القصة كاملة في (عد 22- 24). وأنا الذي كنت معك من شطيم (آخر مكان لهم في البرية) والجلجال (أول مكان لهم في أرض الميعاد). وكأنه يُريد أن يقول لهم، كُنت أمينًا معكم طوال ترحالكم في البرية، وحتى وصلتم بأمان إلى أرض الميعاد، الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا. إن أمانة الرب هذه الآن أيضًا كما كانت في القديم، بل أكثر جدًا من القديم: "لأننا ورثة الله ووارثون مع المسيح " (رو 8: 17). الإنسان ما زال يُخطئ في فهم كيف يُرضى الله: "بِم أتقدم إلى الرب وأنحنى للإله العلى؟ هل أتقدم بمحرقات، بعجول أبناء سنة؟ هل يُسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت؟ هل أُعطى بِكرى عن معصيتى، ثمرة جسدى عن خطية نفسى؟ قد أُخبرك أيها الإنسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب. إلا أنْ تصنع الحق وتُحب الرحمة وتسلك مُتواضعًا مع إلهك (مى 6: 6- 8). لقد تردد سؤال في قلب الانسان بعد أن كشف الله له في عتاب رقيق عن مجالات تقصيره. فتساءل الإنسان: بم أتقدم إلى الرب وانحنى للإله العلى؟ فحسنًا عمل الابن الضال حينما راجع نفسه وأدرك أنه أخطأ في حق أبيه وفكر في الرجوع عن خطأه والعودة إلى أحضان أبيه (لو 15: 11- 32). وكما يقول الرب بفم النبي: "ارجعوا إلى فأرجع اليكم" (مل 3:7). وكما قال بطرس الرسول: "لأنكم كنتم كخراف ضالة. لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها" (1 بط 2: 25). ولكن الحقيقة أن الشعب فكر في تقديم ذبائح كثيرة بالألوف، وربوات أنهار زيت كتقدمة. بل فكر الانسان أن يُقدم بكره فداء عن نفسه، مع أن الله يكره تقدمة الذبائح البشرية. لقد احتار الإنسان ماذا يُقدم للرب عن خطاياه الكثيرة؟ مع إنهم كانوا يعرفون كلمات صموئيل النبي التي قالها لشاول الملك:"هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح. كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة. والإصغاء أفضل من شحم الكباش" (1صم 15- 22). بل: " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار. وفى طريق الخطاة لم يقف. وفى مجلس المستهزئين لم يجلس. بل في ناموس الرب مسرته" (مز 1- 1، 2). ولذلك رد عليهم ميخا قائلا: " قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح. وماذا يطلبه منك الرب. إلا أن تصنع الرحمة. وتسلك متواضعًا مع الهك". كما قال السيد المسيح بوضوح: " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكمط (مت 11: 29). ما يطلبه الرب منا: -"وأنت فأرجع إلى إلهك. احفظ الرحمة والحق. وانتظر الهك دائمًا" (هو 12: 6). -"وهكذا قال رب الجنود:إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس والسابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجًا وفرحًا وأعيادًا طيبة. فأحبوا الحق والسلام" (زك 8: 19). أي الالتزام بالصلوات والأصوام التي تُرتبها الكنيسة تكون مصدر فرح لنا. -" أخيرًا أيها الإخوة. كُل ما هو حق. كُل ما هو جليل. كُل ما هو عادل. كُل ما هو طاهر. كُل ما هو مُسر. كُل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح. ففى هذه افتكروا" (فى 4: 8). -" فارق خطاياك بالبر. وآثامك بالرحمة للمساكين. لعله يُطال اطمئنانك" (دا 4: 27). -" لأنه هكذا قال العلى المرتفع. ساكن الأبد. القدوس إسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن. ومع المنسحق والمتواضع الروح. لأُحيى روح المتواضعين. ولأحيى قلب المنسحقين" (أش 57: 15). قرار الرب حيال شعبه: " صوت الرب يُنادى للمدينة، والحكمة ترى اسمكك (اسمعوا للقضيب ومَن رَسَمه أفى بيت الشرير بعد كنوز شر وإيفة ناقصة ملعونة؟ هل أتزكى مع موازين الشر ومع كِيس مَعَايير الغش؟ فإن أغنيائها ملآنون ظُلمًا، وسكانها يتكلمون بالكذب، ولسانهم في فمهم غاش. فأنا قد جعلت جُروحك عديمة الشفاء، مُخربًا مِن أجل خطاياك. أنت تأكل ولا تشبع، وجوعك في جوفك وتُعزل ولا تُنجى، والذى تُنجيه أدفعه إلى السيف أنت تَزرع ولا تَحصد. أنت تَدوس زيتونًا ولا تَدهن بزيت، وَسُلافة ولا تَشرب خمرًا. وتُحفظ فرائض: عمرى وجميع اعمال بيت: آخاب، وتسلكون بمشوراتهم، لكي أُسلمك للخراب، وسكانها للصفير، فتحملون عار شعبى" (مى 6: 9- 16). يبدو أنه بعد هذا العتاب الذي جاء في أول الأصحاح، وبعد أن أعلن الرب عن رغبته في طلب الرحمة والحق والإتضاع. يبدو أن الشعب لم يفعل كما أراد الرب منه، لذلك أكمل النبي أصحاحه بسرد خطايا الشعب صراحة وعقابهم. -يقول النبي: "هوذا صوت الرب يُنادى للمدينة". فحينما يُعاتب الرب في رقة وفى صوت هادئ، ولا تسمع النفس، فإن الرب يضطر إلى أن يُنادى على الملأ. فسيأتى وقت تُعلن فيه خطايانا على الملأ أمام الكل، لو لم نفحص أنفسنا الآن ونُقر بخطايان. -"الحكمة ترى اسمك". صوت الرب يُنادى مَنْ عنده حكمة ويطلب الرب، لأنه: "بدء الحكمة مخافة الرب. ومعرفة القدوس فهم" (أم 9: 10). -"اسمعوا للقضيب ومنْ رسمه". القضيب هو الرب يسوع المسيح، فهكذا تنبأ يعقوب أب الآباء عن الرب يسوع الذي سوف يأتى من نسل يهوذا، قائلًا: "لا يزول قضيب من يهوذا ومُشترع بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب" (تك 49: 10). وهكذا تنبأ بلعام بن بعور قائلًا: " أراه ولكن ليس الآن. أُبصره ولكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب. ويقوم قضيب من إسرائيل. فيُحطم طرفى موآب. ويهلك كل بنى الوغى" (عد 24- 17). ويقول أشعياء النبي أيضًا: " ويخرج قضيب من جزع يسى. ويثبت غصن من أصُوله. ويحل عليه روح الرب. روح الحكمة والفهم. روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (أش 11: -1). أى أن مَنْ سيُدين الجميع في النهاية هو الرب يسوع ذاته الذي سوف يجمع الخراف عن يمينه ويدخل بهم ملكوت السموات، ويجمع الجداء عن يساره حيث يذهبون إلى الجحيم والنار الأبدية. (مت 13: 24- 30، 36- 43). أما عن خطايا الشعب فكانت: -" في بيت الشرير كنوز شر". أي أن الشرير جَمع ثروته من طريق شرير. -" إيفة ناقصة ملعونة". أي كانوا يُكيلون بمكيال ناقص ويبيعونه للفقراء. -" موازين الشر وكيس معايير الشر". أي مجموعة أوزان مغشوشة. -أغنياؤهم ظالمين وكذابين وغشاشين. أما عن العقاب فكان: -"جروحه تكون عديمة الشفاء"، لأنه قد قسى قلبه. "الخراب سوف يحل عليه"، بسبب إصراره على الخطية. "يأكل ولا يشبع"، أي لا يشعر بالخير الذي بين يديه. "جوعك في جوفك". أي أن النكبات تأتى من داخلك، وليس من أعداء خارجين، فالشرير تخرج من داخله الشرور: الكذب، الحسد، الغيرة، الظلم...... -"يُحاول أن ينجو بنفسه" من شر أعماله، ولكن الرب يُسيج حوله حيث لا يجد نجاة، بل يدفعه إلى السيف لعله يرتدع ويتوب. يُسيج الرب حولهم في الإثم فيتبعون أعمال آخاب الملك الشرير. كما يقول بولس الرسول: " وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم. أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق..... وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق مملوئين من كل إثم وزنًا وشر وطمع وخُبث مشحونين حسدًا وقتلًا وخِصامًا ومكرًا وسوءًا نمامين مُفترين، مبغضين لله ثالبين مُتعظمين مُدعين مبتدعين شرورًا، غير طائعين للوالدين بلا فهم ولا عهد ولا حُنُو ولا رِضى ولا رحمة. الذين إذ عَرفوا حُكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستجوبون الوت، لا يفعلونها فقط، بل أيضاَ يُسرون بالذين يَعملون " (رو 1: 28- 32). وكما قال المرنم: "قال الجاهل في قلبه: (ليس إله). فسدوا ورجوا بأفعالهم. ليس منْ يعمل صلاحًا. الرب من السماء أشرف على بنى البشر. لينظر: هل مِنْ فاهم طالب الله؟" (مز 14: 1، 2). |
||||
21 - 07 - 2014, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ميخا 7 - تفسير سفر ميخا الحالة المؤسفة التي عمت إسرائيل:"ويل لى. لأنى صِرت كَجَنى الصيف كَخُصاصة القِطاف، لا عُنقود للأكل ولا باكورة تينة اشتهتها نفسى قد باد التقىمة من الأرض وليس مُستقيم بين الناس جميعهم يَكمنون للدماء، يصطادون بعضهم بعضًا بشبكة. اليدان إلى الشر مُجتهدتان الرئيس طَالِب والقاضى بالهدية، والكبير مُتكلم بِهوى نَفسه فيُعكشونها. أحسنهم مثل العوسج، وأَعدلَهُم من سياج الشوك يوم مُراقبيك عِقابك قد جاء. الآن يكون ارتباكهم. لا تأمنوا صاحبًا. لاتثقوا بصديق احفظ فَمك عَن المُضطجعة في حِضنك. لأن الابن مُستهين بالأب والبنت قائمة على اُمها والكنة على حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته" (مى7: 1- 6). إن ميخا النبي يصف أزمنة شريرة وفساد زاد وسط بنى إسرائيل. ويعتقد البعض أن النبي يتنبأ عن ما سوف يكون في أيام منسى الملك (ويمكن قراءة هذه الأحداث في (مل 21: 1- 18، 2 أخ 33: 1- 20). -"ويل لى لأنى صرت كجنى الصيف. كخصاصة القطاف. لاعُنقود للأكل ولا باكورة تينة اشتهتها نفسى. قد باد التقى من الأرض. وليس مستقيم بين الناس". إنه يعنى من هذا النحيب كله أنه من العسير في ذلك الزمان وجود رجل تقى، كما أنه من العسير وجود شيء من فاكهة الصيف. فقد اشتهى النبي أن يرى رجال أتقياء كما تتميز باكورات الفاكهة الكاملة النضج. -" جميعهم يكمنون للدماء. يصطادون بعضهم بعضًا بشبكة. اليدان إلى الشر مجتهدتان". فإنهم يعملون الشر بكلتا يديهم، أي بكل قوتهم. ويتصيدون الأخطاء لبعضهم البعض. والكل مستعد حتى لسفك الدماء إذا تضاربت المصالح. -" الرئيس طالب والقاضى بالهدية. والكبير مُتكلم بهوى نفسه فيعكشونها. أحسنهم مثل العوسج. وأعد لهم من سياج الشوك. يوم مراقبيك. عقابك قد جاء الآن يكون ارتباكهم ". تحولت القيادات (الرئيس والقاضى والكبير) عن عملها للبنيان إلى عدو يصطاد ويُهلك لأجل نفسه، فصاروا يعكشونها أي يفسدونها في الأرض. -" لا تأتمنوا صاحبًا. لا تثقوا بصديق. احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك. لأن الابن مُستهين بالآب. والبنت قائمة على أمها. والكنة على حماتها. وأعداء الانسان أهل بيته". لم يعد أحدًا يأمن لأحد. وربما كان هذا الجزء من النبوة يُشيرإلى أيام وجود السيد المسيح على الأرض في الجسد، اذ نطق بنفس الكلمات: " لا تظنوا أنى جئت لألقى سلامًا على الأرض. ما جئت لألقى سلامًا بل سيفًا. فإنى جئت لأفرق الانسان ضد أبيه. والإبنة ضد أمها. والكنة ضد حماتها. وأعداء الانسان أهل بيته " (10: 34- 36). الرجاء في الرب وحده: "ولكنى أُراقب الرب، أصبر فله خلاصى. يسمعنى إلهى لاتشمتى بى يا عدوتى. إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لى. أحتمل غضب الرب لأنى أخطأت إليه، حتى يُقيم دعواى ويجرى حقى. سيُخرجنى إلى النور سأنظر بره. وترى عدوتى فيُغطيها الخزى القائلة: (أين هو الرب إلهك؟) عيناى ستنظران إليها الآن تصير للدوس كطين الأزقة. يوم بناء حِيطانك ذلك اليوم يَبعُد الميعاد هو يوم يأتون إليك من أشور ومدن مصر ومن مصر إلى النهر. ومن البحر إلى البحر. ومن الجبل إلى الجبل ولكن تصير الأرض خربة بسبب سكانها، من أجل ثمر أفعالهم " (مى 7:7- 13). حينما رأى النبي حال شعب الله المُتردي، ارتعب ولم يجد أمامه سوى الصراخ للرب. لقد علًمنا النبي أن نصلى صلاة قلبية بشفاه مغلقة، وصمت كامل أمام الله الذي يطلب القلوب لا الكلمات. وعلمنا أن نصلى في الخفاء، أي لا نكشف أمورنا إلا لله وحده حتى لا تستطيع القوات المضادة (الشياطين) أن تكشفها، لأنهم يراقبوننا وبالأخص وقت الصلاة. لقد علًمنا النبي أن الفساد العام لا يُبرٍر انزلاقنا في الشر. فقد قال: "ولكننى أراقب الرب. أصبر لإله خلاصى. يسمعنى الهى. لاتشمتى بى يا عدوتى. إذا سقطت أقوم. اذاجلست في الظلمة فالرب نور لى ". الجميع زاغوا وفسدوا، "أما أنا فأُراقب الرب. وأصبر لإله خلاصى"، وأنا أثق أن الله سيسمعنى. فقد قدًم الينا داود النبي اختباره في انتظار الرب، فقال: "انتظارًاانتظرت الرب. فمال إلى وسمع صراخى. وأصعدنى من جب الهلاك. مِنْ طين الحمأة. وأقام على صخرة رجلى. ثبت خطواتى. وجعل في فمى ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا" (مز 40: 1- 3). ويُوصينا بولس الفرسول قائلًا: "لا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة. لأنكم تحتاجون إلى الصبر. حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد " (عب 10: 35، 36). وعلًمنا النبي أيضًا أن نحتمل تأديب الرب. الذي يأتي علينا بسبب خطايانا، فقال:"أحتمل غضب الرب لأنى أخطأت إليه. حتى يُقيم دعواى ويُجرى حقى ". جميل أن يعترف الإنسان بأخطاؤه أمام نفسه أولًا ولا يلجأ إلى إيجاد مبررات وأعذار لأعماله. الإعتراف بالخطأ يجعل الرب يتقدًم ويرحمنى، كما يقول أشعياء النبي: " حقى عند الرب. وتعبى عند الهى " (أش 49: 4). إن النبي يُصلى إلى الله، وهو واثق أنه سيستجيب له، فيقول: " سيُخرجنى إلى النور. سأنظر بره. وترى عدوتى فيُغطيها الخزى. القائلة لى: أين هو الرب الهك ". كثيرون يحرصون أن يُلقوا الشك في قلوبنا حينما يروننا صابرين ومنتظرين تدخلات الرب في الوقت المناسب، يُحاولون قطع رجاؤنا في الرب، وأحيانًا يتهكمون علينا. ولكن السيد المسيح قال: " إنكم إن ثبتم في كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى. وتعرفون الحق والحق يُحرركم (يو 8: 31، 32). وبعد هذا الصبر الجميل، يقول النبي: "ترى عدوتى فيُغطيها الخزى.... عيناى ستنظران اليها. الآن تصير للدوس كطين الأزقة". ويبدو أن النبي كان يرى بعين النبوة الخلاص الذي سيأتي لشعب الله على يد كورش الملك الذي خلصًهم من سبى بابل وحُكم نبوخذ نصر. وحينئذ سوف يُعاد بناء أورشليم ومدن يهوذا، " يوم بناء حيطانك ". وكل الذين تشتتوا من شعب الله في بلاد كثيرة سوف يرجعون إلى أورشليم ومدن يهوذا: "يأتون إليك من أشور ومدن مصر. ومن مصر إلى النهر. ومن البحر إلى البحر. ومن الجبل إلى الجبل". هذا رجاء كل إنسان ينتظر خلاص الرب، بعد أن يخضع لتأديباته بسبب خطاياه. إذ ينظر الرب صبر النفس وثقتها فيه، يمد يد العون ويبنى حيطان (سياج) معونة لهذه النفس، وفى نفس الوقت يعدها بأن كل الأشرار يفتقرون ويلجأون للنفس الصابرة للرب. صلاة وتسبيح: "ارع بعصاك شعبك غنم ميراثك ساكنة وحدها في وعر في وسط الكرمل. لترع في باشان وجلعاد كأيام القدم. (كأيام خروجك من أرض مصر أُريه عجائب). ينظر الأمم ويخجلون من كل بطشهم. يضعون أيديهم على أفواههم، وـتصُم آذانهم. يَلحسون التراب كالحية، كزواحف الأرض. يخرجون بالرعدة من حصونهم، يأتون بالرعب إلى إلهنا ويخافون منك. من هو إله مِثلك غَافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فإنه يُسر بالرأفة. يعود يرحمنا، يدوس آثامنا، وتُطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم. تصنع الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم، اللتين حَلفت لآبائنا مُنذ أيام القِدم. (مى 7: 14-20). يرجع النبي ويرفع صلاة جميلة إلى الرب (الآيات 14- 17)، يطلب ويستحث الرب أن يرعى شعبه وغنم ميراثه وينظر إلى ذُلهِ ومسكنته من كثرة الشرور التي صنعها فيه العدو. يطلب النبي من الرب أن يُخرج الشعب من الأرض الوعرة مثل الغابة المملوءة وحوشًا، ويجعله يرعى فرحًا مرة أخرى في باشان وجلعاد، بل يكون مع الشعب مثل القديم: "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق. وليلًا في عمود نار ليُضىء لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا من أمام الشعب " (خر 13: 21، 22). يطلب النبي أن يصنع الرب عجائب مع شعبه التائب الصابر لخلاصه، عجائب ينظر إليها الأمم ويرتعبوا، إذ كانوا يظنون أن بطشهم لا توجد قوة على إيقافه، من كثرة عجائبك يا رب يضع العدو يده على فمه ويسُد آذانه، يخرجون مرتعدين من حصونهم، ويخافون من الرب إلهنا، بعدما كانوا يعيروننا: " أين هو الرب الهك ". هكذا ترنم أشعياء النبي قائلًا: "ترنمى أيتها السموات لأن الرب قد فعل. اهتفى يا أسافل الأرض. أشيدى ايتها الجبال ترنمًا. الوعر وكل شجرة فيه. لأن الرب قد فدى يعقوب. وفى إسرائيل تمجد " (أش 44: 23). إن صلاة ميخا النبي وفرح أشعياء النبي، كان حقيقة بسبب رؤيتهم بعين النبوة خلاص شعب الله ورجوعهم من عبودية السبى. ولكنه أيضًا كان نبوة عن الخلاص الأعظم للإنسان من عبودية عدو الخير، بتجسد المسيح وموته وقيامته وصعوده، ولذلك قال السيد المسيح: " أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف " (يو 10:10-11). ويقول أيضاَ:"خرافى تسمع صوتى. وأنا أعرفها فتتبعنى. وأنا أُعطيها حياة أبدية. ولن تهلك إلى الأبد. ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذي أعطانى إياها هو أعظم من الكل. ولا أحد يقدر أن يخطف من يد أبى أنا والآب واحد" (يو 10: 27 -30). ويقول أيضًا: "إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لايحتاجون إلى التوبة " (لو 15: 7). ويُكمل النبي بتسبيح رائع (الآيات 18- 20). يمدح فيه الرب ويقول له:ليس إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه، لأنه إله محب وغافر للخطايا، وأنه هو قوتنا التي تُخلصنا، وأنه إلى النهاية. فليس إله مثله لا يحفظ غضبه إلى الأبد، بل يعود ويرحمنا، ويُلقى بآثامنا في أعماق البحار. ويذكر دائمًا وعوده لآبائنا إبراهيم واسحق ويعقوب، لذلك هو يُخلصنا لأنه أمين. وأن غفرانه للخطايا وعدم حفظه لغضبه إلى الأبد، فهي تنبع من داخله لأنه: "يُسر بالرأفة"، وما يُسره هو خلاص الخطاة وليس موتهم أو إدانتهم، لذلك، " من هو إله مثلك ". ويمكنك التمتع بتسبيحات رجال الله، مثل: داود النبي: "أُحبك يا رب يا قوتى الرب صخرتى وحصنى ومنقذى. إلهى صخرتى به أحتمى تُرسى وقرن خلاصى وملجأى. أدعو الرب الحميد فأتخلص من أعدائى. اكتنفتنى حبال الموت وسيول الهلاك أفزعتنى. حبال الهاوية حاقت بى أشراك الموت انتشبت بى. في ضيقى دعوت الرب. وإلى إلهى صرخت فسمع من هيكله صوتى وصراخى قدامه دَخَل أُذنيه فارتجت الأرض وارتعشت، أُسُس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضب..... أرعد الرب من السموات. والعلى أعطى صوته بردًا وجمر ونار. أرسل سهامه فشتتهم، وبروقًا كثيرة فأزعجهم فظهرت أعماق المياه، وانكشف أُسُس المسكونة من زَجرك يا رب من نسمة ريح أنفك. أرسل من العلى فأخذنى. نشلنى من مياه كثيرة. أنقذنى من عدوى القوى، ومن مُبغضى لأنهم أقوى منى. أصابونى في يوم بَليتى، وكان الرب سندى. أخرجنى إلى الرحب. خلصنى لأنه سُر بى. يُكافئنى الرب حسب بِرى. حسب طهارة يدى يَرد لى. لأن جميع أحكامه أمامى، وفرائضه لم أُبعدها عن نفسى. وأكون كاملًا معه وأتحفظ من إثمى. فَيرد الرب لى كَبرِى، وكطهارة يدى أمام عينيه" (مز 18: 1- 7، 13-24). وأشعياء النبي "وقالت صهيون: (قد تركنى الرب، وسيدى نسينى). (هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء يَنسين، وأنا لا أنساك. هوذا عل كفى نقشتك. أسوارك أمامى دائمًا. قد أسرع بَنوك هادموك ومُخربونك مِنك يخرجون. ارفعى عينيك حواليك وانظرى. كُلُهم قد اجتمعوا، أتوا إليك. حى أنا، يقول الرب، إنك تَلبسين كُلُهم كَحُلى، وتتنطقين بهم كعروس إ ن خِربك وبراريك وأرض خَرابك إنك تكونين الآن ضيقة على السكان، ويتباعد مُبتلعوك. يقول أيضًا في أُذنيك بنو ثُكْلِك ضيق على المكان وَسَعى لى لأسكن فتقولين في قلبك مَن وَلَد لى هؤلاء وأنا ثكلى، وعاقر مَنفية ومطرودة؟ وهؤلاء مَن رباهم؟ هأنذا كنت متروكة وحدى. هؤلاء أين كانوا؟). هكذا قال السيد الرب: (ها إنى أرفع إلى الأمم يدى وإلى الشعوب أُقيم رايتى، فيأتون بأولادك في الأحضان، وبناتك على الأكتاف يُحملن. ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مُرضعاتك. بالوجوه إلى الأرض يَسجدون لك ويلحسون غُبار رجليك، فَتَعلمين أنى أنا الرب الذي لا يَخزى مُنتظروه. هل تُسلب مِن الجبار غنيمة؟ وهل يُفلت سَبى المنصور؟. فإنه هكذا قال الرب: (حتى سبى الجبار يُسلب، وغنيمة العاتى تُفلت، وأنا اُخاصم مُخاصمك واُخلص أولادك، واُطعم ظالميك لحم أنفسهم، ويسكرون بدمهم كما من سُلاف، فيعلم كل بشر أنى أنا الرب مخلصك، وفاديك عزيز يعقوب) " (اش 49: 14- 26). صلاة حنة أم صموئيل: "فصلت حَنة وقالت: (فرح قلبى بالرب ارتفع قرنى بالرب. اتسع فمى على أعدائى لأنى قد ابتهجت بخلاصك. ليس قدوس مثل الرب، لأنه ليس غيرك، وليس صخرة مثل إلهنا. لا تُكثروا الكلام العالى المُستعلى، ولتبرح وقاحة من أفواهكم لأن الرب إله عليم، وبه تُوزن الأعمال. قِسى الجبابرة تحطمت، والضعفاء تمنطقوا بالبأس. الشباعى آجروا أنفسهم بالخبز والجياع كفوا. حتى أن العاقر وَلَدت سبعة، وكثيرة البنين ذَبَلت الرب يُميت ويُحيى. يُهبط إلى الهاوية ويُصعد. الرب يُفقر ويُغنى. يضع ويرفع. يُقيم المسكين من التراب. يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويُملكهم كرسى المجد. لأن للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة. أَرجُل أتقيائه يحرس والأشرار في الظلام يَصمتون. لأنه ليس بالقوة يَغلب إنسان. مُخاصموا الرب ينكسرون. من السماء يُرعد عليهم. الرب يَدين أقاصى الأرض، ويُعطى عِزًا لِمَلكه، ويرفع قرن مسيحه" (1 صم 2:1 -10). تسبحة العذراء: " فقالت مريم (تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مُخلصى، لأنه نَظَر إلى اتضاع أمته. فهوذا مُنذ الآن جميع الأجيال تُطوبنى، لأن القدير صنع بى عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين. عضد إسرائيل فتاة لِيَذكر رحمة، كما كلم ابائنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد) " (لو 1: 46- 55). |
||||
22 - 07 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
تفسير سفر حجي - المقدمة
1- كاتب النبوة: هو حجي النبي، حجي اسم عبري معناه "عيد" أي مولود في يوم عيد. أن الأنبياء حجي وزكريا وملاخي تنبأوا بعد رجوع اليهود مِنْ سبى بابل، ونبواتهم تنطوي على أمرين مهمين: *تجديد الهيكل، وإعادة نظام أمة اليهود، وتقرير شرائعهم اليهودية الخصوصية. *البشارة بمجيء المسيح القريب، والحصول على البركات الإنجيلية الموعود بها. حجي هو الأول مِن هؤلاء الأنبياء الثلاثة. وقيل أن مولده كان في بابل أثناء السبي، وأنه صعد إلى أرض يهوذا مع زربابل في الرجوع الأول لليهود سنة 536 ق.م. (عز2: 1-الخ). وهو قام نبيًا في السنة الثانية لداريوس نحو سنة 520 ق.م.، قبل زكريا مُعاصره بشهرين، كما هو مُدون في أول السفرين. 2- زمن النبوة وموضوعها: مدة النبوة أربعة شهور كما يتضح مِن مُقارنة الشاهدين (حجى1:1، 2: 18) حيث تقول الآيات: "فى السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السادس في أول يوم مِن الشهر كانت كلمة الرب عنْ يدِ حجي النبي إلى زربابل بن شالتئيل والى يهوذا وإلى يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم"، "إجعلوا قلبكم مِن هذا اليوم فصاعدًا مِن اليوم الرابع والعشرين مِن الشهر التاسع مِن اليوم الذي تأسس هيكل الرب". أما موضوع النبوة فكانت بخصوص العمل في بناء بيت الرب الذي كان قد توقف مدة 14 سنة، بأمر من أحشويرش الملك بسبب نميمة أعداء اليهود (والتى ذُكرت بالتفصيل في سفر عزرا أصحاح 4). وبعد زوال هذه الموانع، حدث أن اليهود أصابهم الفتور وظنوا أن وقت إتمام الهيكل لم يحضر بعد. وإنهمكوا في بناء بيوتهم وتزيينها وأهملوا هذا العمل العظيم بالكُلية. فأقام الله النبيين حجي وزكريا لكي يُوبخاهم ويحُثاهم على بناء بيت الرب، كما جاء في (عز5: 1، 2، 6: 14). ومِن خلال قراءة السفرين نجد أن النبيين قد نجحا في هذا، لأنهم حصلوا على أمر مِن داريوس بالبنيان، وتمموا العمل في فترة قليلة، كما جاء في (عز6). 3- أقسام السفر: 1-الآيات (1: 1- 11): توبيخ الرب لليهود على يد حجي النبي، لتكاسلهم في بناء الهيكل، مع إعلان غضب الله عليهم، وتقديم النصيحة لهم لاستئناف عملهم. 2-الآيات (1: 12- الخ): سماع الشعب لصوت النبوة وتحركهم للعمل. 3-الآيات (2: 1-9): تعزية الرب للشعب على يد حجي النبي، لأنه حزِن بسبب عدم بهاء الهيكل من الخارج عندما قارنوا بينه وبين الهيكل القديم. 4-الآيات (2: 10-19): الرب يقبل الشعب ويغفر لهم خطية تكاسلهم في البناء. 5-الآيات (2: 20- الخ): الرب يُكافئ زربابل ويجعله عظيمًا في ملكوته، مِن أجل غيرته وحماسه وحثه للشعب على العمل. 4- شخصيات بارزة في السفر: * زرُبابل: اسم أكادى معناه "مولود في بابل"، وكان هو المتقدم في الدولة. ونستطيع أن نفهم مِن (1أخ3: 19) أن شالتئيل مات بدون ذرية، ولعل فدايا أخو شالتئيل تزوج بامرأته وأقام نسلًا لشالتئيل حسب الشريعة الموسوية (تث25: 5، 6)، فصار زربابل ابن شالتئيل. وهو مِن نسل داود، كما جاء في (مت1: 12، 1أخ3: 1، 19)، وكان يشغل مركزًا في مملكة فارس، وسُمى شيشبصًر رئيس يهوذا في عصر كورش ملك فارس، الذي سلمه آنية بيت الرب ليرجع بها إلى أورشليم ومعه كُل من يرغب في الرجوع مِن اليهود (عز1: 7-2: 2)، وكان عدد الآنية 5400 من ذهب وفضة (عز1: 11). وكان دوره الواضح هو تكميل بناء الهيكل في أورشليم، كما سيأتي مع دراسة هذا السفر، وبعد ذلك لا نقرأ أي شيء عن شخصية زربابل. إلا أنه ابن داود، فلذلك نجد شخصيته ترمز للسيد المسيح ابن داود الذي سيبنى هيكل العهد الجديد بهيكل جسده. *يهوشع بن يهوصادق: هو أول رئيس كهنة لليهود بعد الرجوع مِن السبي، رجع مع اليهود من بابل، ودَعى لكي يتشدًد زربابل والشعب لبناء الهيكل. وهو نفسه الذي يُدعى يشوع بن يهوصاداق في سفري عزرا ونحميا فاسم يهوشع هو نفسه اسم يشوع أو يسوع، ومعناه "الذي يُخلٍص" أو "الذي يُفسح مجالًا"، وقد اهتم مع زربابل ببناء الهيكل وإعادة إحياء الطقوس اليهودية. وقد رأى زكريا النبي يهوشع الكاهن العظيم: "واقفًا قُدام ملاك الرب والشيطان قائم عنْ يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان. لينتهرك الرب الذي إختار أورشليم.... وكان يهوشع لابسًا ثيابًا قذرة وواقفًا قدام الملاك. فأجاب وكلًم الواقفين قدامه قائلًا إنزعوا عنه الثياب القذرة. وقال له أنظر. قد أذهبتُ عنك إثمك وأُلبسك ثياب مزخرفة. فقلت ليضعوا على رأسه عمامة طاهرة. فوضعوا على رأسه العمامة الطاهرة وألبسوه ثيابًا" (زك3: 1-5). ومن هذه الآيات نفهم أن يهوشع الكاهن العظيم هو رمز لبنى إسرائيل الذين سوف يؤمنوا في آخر الأيام، كما ذكر بولس الرسول قائلًا على لسان أشعياء النبي: "وأشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بنى إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلُص"، وكما سبق أشعياء فقال:" لولا أن الرب أبقى لنا نسلًا لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (رو9: 27، 29)، (أش1: 9). وأيضًا يهوشع الكاهن العظيم، بعد أن خلع عنه الرب الملابس القذرة وألبسه ثيابًا مُزخرفة ووضع عمامة طاهرة على رأسه، فهو يرمز لكُل مؤمن نزع الرب عنه خطيته وألبسه ثوب الخلاص بيسوع المسيح ربنا. يهوشع الكاهن العظيم وزربابل ممسوحين مِن الرب، للعمل على بناء الهيكل وإعادة شريعة اليهود. عملهما هذا وشخصياتهم لهما أيضًا معنى نبوي، لأنه مِن أورشليم بالذات سينبعث النبت (يسوع المسيح) الملك والكاهن، الذي سيحمل يومًا على عاتقه مُهمة كليهما، كما قال زكريا النبي: "هو يبنى هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على عرشه. وككاهن يكون جلوسه، ويُمارس كلا الوظيفتين بتوافق تام" (زك3: 6-8). وبالفعل يجمع المسيح في شخصه وظيفة الملك والكاهن، غير أن الهيكل الذي يبنيه ليس مِن صُنع أيدي بشرية، "لأن بيته هو نحن" (عب3: 6)، والجماعة التي ينوى الله أن يؤسسها هي مجموعة مِن حجارة حية تؤلف بيتًا روحيًا، كما قال بطرس الرسول: "وكأطفال مولودين الآن إشتهوا اللبن العقلى العديم الغش لكي تنمو به. إن كُنتم قد ذقتم أن الرب صالح. الذي إذ تأتون إليه حجرًا حيًا مرفوضًا مِن الناس ولكن مُختار مِن الله كريم. كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا كهنوتًا مُقدًسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط2: 2-5). وفى شخصه الإلهي يتجلى مجد الله، وسيكون هو خيمة الشهادة الحية التي يظهر فيها الله للبشر، كما قال: "لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السموات. خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب8: 1، 2)، ويقول أيضًا: "وسمعت صوتًا عظيمًا مِن السماء قائلًا هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبًا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم" (رؤ21: 3، 4). 5- معاني الكلمات الصعبة في السفر: - المسطار (1: 11): الخمرة الجيدة، أول عصير العنب. - العرمة (2: 16): كومة من الحصيد بعد درسها في البيدر. - الفورة (2: 16): مكيال. اللفح (2: 17): هبة ريح حارة مُحرقة. اليرقان (2: 17): 1- مرض يُسبًب اصفرار الجلد. 2- آفة تُصيب المزروعات. الأهراء (2: 19): مخازن الحبوب. |
||||
22 - 07 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
حجي 1 - تفسير سفر حجي
فى السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السادس في أول يوم مِن الشهر كانت كلمة الرب عنْ يد حجي النبي إلى زربابل بنْ شالتئيل والى يهوذا وإلى يهوشع بنْ يهوصادق الكاهن العظيم قائلًا. هكذا قال رب الجنود قائلًا: هذا الشعب قال إن الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب. **جاءت رسالة حجي النبي إلى زربابل والى يهوذا وإلى يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم، بالرغم مِن أن التقصير في بناء بيت الرب كان مِن جميع الشعب. ولكن جاءت كلمة الرب إلى الرجلين المسئولين عن الشعب، هم رجال صالحون، ولكن كان يجب حثهما للقيام بواجبهما عندما تهاونا. كما قال الرب: "كُل من أُعطى كثيرًا يُطلب منه كثير ومن يُودعونه كثيرًا يُطالبونه بأكثر" (لو12: 48). لذلك جاءت الرسالة لمنْ هم في المسئولية. كُل واحد منًا مسئول في مجاله (بيته، أولاده، ماله، حياته الروحية، جيرانه، أصدقاؤه، عمله، مواهبه....)، ومطلوب أن يكون أمينًا أمام الرب في كُل هذا، وأعطانا الرب أمثلة كثيرة عنْ ضرورة السهر، والمحافظة على الأمانة التي أوكلنا عليها [مثل العذارى الحكيمات (مت25: 1-13)، ومثل الوزنات (مت25: 14-30)، ومثل الخراف والجداء (مت25: 31- الخ.)]، لكي يفرح في النهاية بسماع صوت الرب القائل: "نعمًا أيها العبد الصالح الأمين. كُنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (مت25: 23). **وجاءت الرسالة مُنذرة لزربابل ويهوشع لأنهما في الأصل أُناس صالحين، وتاريخهم الطويل يدل على أمانتهم، لذلك كان الله حريصًا على تنبيههم حينما قصًروا أو تهاونوا. فالله يعرف النفوس الأمينة، ويُسمعها صوته عند اللزوم. خطية اليهود، وغضب الرب، والعلاج: فكانت كلمة الرب عن يد حجي النبي قائلًا:هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة وهذا البيت خراب. والآن فهكذا قال قال رب الجنود. إجعلوا قلبكم على طُرقكم. زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلًا. تأكلون وليس إلى الشبع. تشربون ولا تروون. تكتسون ولا تدفأون. والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس منقوب. هكذا قال رب الجنود. إجعلوا قلبكم على طُرقكم. إصعدوا إلى الجبل وأتوا بخشب وإبنوا البيت فأرضى عليه وأتمجد قال الرب. إنتظرتم كثيرًا وإذا هو قليل ولما أدخلتموه البيت نفخت عليه. لماذا يقول رب الجنود. لأجل بيتى الذي هو خراب وأنتم راكضون كُل إنسان إلى بيته. لذلك مَنَعَت السموات مِن فوقكم الندى ومَنَعَت الأرض غلًتها. ودعوت بالحر على الأرض وعلى الجبال وعلى الحنطة وعلى المسطار وعلى الزيت وعلى ما تُنبته الأرض وعلى الناس وعلى البهائم وعلى كُل أتعاب اليدين" (حجى1: 3-11). خطية اليهود: "هذا الشعب قال أن الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب"، إنهم لم يقولوا لن نبنى بيت الرب، بل ليس الوقت مُناسب لبناء بيت الرب. إن خطية اليهود كانت هي التواني والتأجيل لعمل الصلاح. إنه نفس الشيء الذي فعلته عروس النشيد: "صوت حبيبى قارعًا. إفتحى لى يا أختى يا حبيبتى يا حمامتى لأن رأسى إمتلأ مِن الطل وقصصى من ندى الليل. "فأجابت قائلة" قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه. قد غسلت رجلي فكيف أوسخهما" (نش5: 2، 3). ثم تقوم مُتباطئة وتقول: "فتحت لحبيبى لكن حبيبى تحول وعبر" (نش5: 6)، ساعتها ملأها الحزن لأنها لم تعرف زمان افتقادها من عند الرب. وأيضًا فيلكس الوالي عندما استحضر بولس من السجن ليسمع منه عن الإيمان بالمسيح، يقول الكتاب: "وبينما كان يتكلم (بولس) عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون إرتعب فيلكس وأجاب: أما الآن فإذهب ومتى حصُلت على وقت أستدعيك" (أع24: 24، 25). لقد نُخس فيلكس في قلبه، ولكنه قال ليس الوقت بعد ليستجيب لهذا النداء. والرب يقول لكُل واحد فينا: "هنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى" (رؤ3: 20). فإن سمعت صوته فلا تقول الوقت لم يبلغ بعد للاستجابة. لذلك يُحذرنا بولس الرسول قائلًا: "يقول الروح القدس إن سمعتم صوته فلا تُقسًوا قلوبكم" (عب3: 7، 8). أشياء لا تنتظر الوقت المناسب:- ** توجد أشياء كثيرة لا تنتظر الوقت المُناسب، بل كُل وقت هو مُناسب لها، مثل: 1- التوبة: فنسمع بطرس الرسول يقول: "لا يخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ. لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي تزول فيه السموات بضجيج وتنحل العناصر مُحترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كُلها تنحل. أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مُقدسة وتقوى مُنتظرين وطالبين سُرعة مجيء يوم الرب" (2بط3: 8-12). ويقول بولس الرسول: "أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجئ. لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يُفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحُبلى فلا ينجون. وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يُدرككم ذلك اليوم كلص. جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل وظلمة. فلا نَنَمْ كالباقين بل لنسهر ونصحو" (1تس5: 2-6). ويقول مار إفرام السرياني: [ادفع الخطية بنفس الأعذار التي تدفع بها التوبة]. 2- الصلاة:"وقال "الرب يسوع" لهم أيضًا مثلًا في أنه ينبغي أنْ يُصلى كُل حين ولا يُمل" (لو18: 1)، وأكد هذا الكلام بولس الرسول حينما قال: "مواظبين على الصلاة" (رو12: 12)، وقال أيضًا لأهل فيلبى: "لا تهتموا بشئ بل في كُل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كُل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فى4: 6، 7)، وبطرس الرسول يقول: "إنما نهاية كُل شيء قد إقتربت. فتعقلوا وإصحوا للصلوات" (1بط4: 7). داود النبي كان مُواظبًا على الصلاة، لدرجة أنك تسمعه يقول: "بدل محبتى يُخاصموننى. أما أنا فصلاة" (مز109: 4). ونستمع لكلمات كثيرة للآباء القديسين عن الصلاة: "إن كان أحد عُريانًا منْ الملابس الإلهية السمائية التي هي قوة الروح القدس كما قيل، إن كان أحد ليس فيه روح المسيح وعُدم أن يكون من خاصته، فليبكِ متوسلًا بالصلاة إلى الرب حتى يهبه اللباس الروحاني السمائي ليستر نفسه العارية مِن القوة الإلهية. لأنه مِن العار أن يكون غيره مكسوًا بالروح وهو مكسو بعيب الشهوات الدنيئة" (أنبا مقاريوس الكبير). "الصلاة سلاح عظيم، كنز لا يفرغ، غِنى لا يسقط أبدًا، ميناء هادئ وسكون ليس فيه اضطراب. الصلاة هي مصدر وأساس لبركات لا تُحصى، هي قوية وقوية للغاية... الصلاة مُقدمة لجلب السرور" (القديس يوحنا ذهبي الفم). 3- قراءة كلمة الله:ليس أفضل مِن كلمة الله ذاتها، التي تطلب أن نلهج في كلامه نهارًا وليلًا: "إسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك مِن كُل قلبك ومِن كُل نفسك ومِن كُل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك. وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشى في الطريق وحين تنام وحين تقوم. وأربطها علامة على يدك. ولتكن عصائب بين عينيك. وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث6: 4-8). ويقول داود النبي: "أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بنى البنين لحافظى عهده وذاكرى وصاياه ليعملوها" (مز103: 17، 18). وأيضًا يقول: "طوبى للرجل المُتقى الرب المسرور جدًا بوصاياه. نسله يكون قويًا في الأرض. جيل المستقيمين يُبارَك. رغد وغنى في بيته وبره قائم إلى الأبد" (مز112: 1-3). ويتكلم الرب على لسان أشعياء النبي قائلًا: "ليتك أصغيت لوصاياى فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر. وكان كالرمل نسلك وذرية أحشائك كأحشائه. لا ينقطع ويُباد إسمه مِن أمامى" (أش48: 18، 19). وقال رب المجد بنفسه: "كٌل منْ يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط. لأنه كان مُؤسسًا على الصخر. وكُل منْ يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يُشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبًت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيمًا" (مت7: 24-27). كُلنا نميل إلى إساءة فهم المُعطلات التي تُصادفنا في الحياة والتي تسمح لنا بها العناية الإلهية، كأنها أقيمت لكي نتوقف عنْ تأدية واجباتنا مع أنها إنما قُصد بها امتحاننا وتدريب شجاعتنا وإيماننا. إن إهمالنا لواجباتنا أمر شرير، والأسوأ منه أن ندًعى بأن العناية الإلهية تؤيدنا في إهمالنا لها. توبيخ الله لهم على خطيتهم: "هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة وهذا البيت خراب" (حجى1: 3، 4). ** النجاح العالمي والالتزامات المادية والاهتمام بشئون الحياة الحاضرة مهم، ولكنه لا يعفينا أمام الرب إذا أهملنا حياتنا الروحية، تقول ختام تسبحة نصف الليل، عنْ منظر اليوم الأخير: [يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم. ويأتي الصديقون حاملين فضائلهم. ويأتي ابن الله في مجده ومجد أبيه ويُجازى كٌل واحد كأعماله]. هل سنكون في هذا اليوم العظيم حاملين في أيدينا ما يُفرح قلب الرب ونستحق عليه الدخول إلى فرح السمائيين؟! وبولس الرسول يقول: "ليس أحد منًا يعيش لذاته ولا أحد يموت لذاته. لأننا إن عشنا فللرًب نعيش وإن مُتنا فللرب نموت. إن عشنا وإن مُتنا فللرب نحن. لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات" (رو14: 7-9). ويقول أيضًا: "منْ سيفصلنا عنْ محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُرى أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب إننا مِن أجلك نُمات كُل النهار. قد حُسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مُستقبلة ولا عُلو ولا عُمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عنْ محبة الله التي في المسيح ربنا" (رو8: 35-39). مُعاملات الرب معهم بسبب خطيتهم: "زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلًا. تأكلون وليس إلى الشبع. تشربون ولا تروون. تكسون ولا تدفأون. والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس مثقوب..... إنتظرتم كثيرًا وإذا هو قليل ولما أدخلتموه البيت نفخت عليه. لماذا يقول رب الجنود. لأجل بيتى الذي هو خراب وأنتم راكضون كُل إنسان إلى بيته" (حجى1: 6، 9-11). لقد اهتموا بأعمالهم وحياتهم أكثر من بناء بيت الرب، وأكثر من بناء الرب في داخل نفوسهم، لذلك حرمهم الرب مِن بركة أعمالهم، فأصبحوا يأكلون ولا يشبعون، يشربون ولا يرتوون، يكتسون ولا يدفأون. كُل هذا لأن الرب نفخ على كُل شيء بعدم البركة. نحن نعمل مثلهم في أوقات كثيرة: [لا أخدم طالما أنا في فتور. لا أتناول إلا إذا كُنت نقيًا تمامًا. لا أتوب إلى عندما تتحسن الظروف. لا أصلى إلا إذا توفر لي فائض من الوقت. لا أعطى المحتاج في أي وقت.....]. مع أن الرب يستخدم ظروفنا المادية والأسرية والاجتماعية ليُنبهنا لضعفنا في الحب تجاهه، كما قال: "لذلك مَنَعَت السموات مِن فوقكم الندى ومَنَعَت الأرض غلتها. ودعوت بالحر على الأرض وعلى الجبال وعلى الحنطة وعلى المسطار وعلى الزيت وعلى ما تُنبته الأرض وعلى الناس وعلى البهائم" (حجى1: 10، 11). إذا توقعنا الكثير مِن الخليقة فإن آمالنا قد تخيب في أحيان كثيرة، وعندما ننتظر الكثير يأتينا القليل، كُل هذا لكي يكون رجاؤنا في الله وحده الذي يُبارك كُل ما تمتد إليه أيدينا، ولأنه هو وحده الذي يُعطى أكثر مما ننتظر أو نفتكر. إن الله حريص أن يجعلنا نشعر بضرورة اعتمادنا الدائم عليه. إن خالقنا يجب أن يكون أعز حبيب لدينا، لكن إن أهملناه وجعلناه عدوًا لنا، فإننا أيضًا نجعل أعز أحبائنا بين المخلوقات أعداء لنا (لأن الكُل خاضعًا له). إن أردنا التمتع بدوام خيراتنا الزمنية، وجب علينا أن نُبقى على صداقتنا مع الله، لأنه إن باركها لنا صارت لنا بركة حقًا، أما إن نفخ فيها، لكي يُنبهنا عن تقصيرنا، فإننا لن نرجو أي خير منها. وهو يقول: "أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كُلها تُزاد لكم" "منْ وجد حياته يُضيعها. ومنْ أضاع حياته منْ أجلى يجدها" (مت10: 39). وحينما قال الرب لتلاميذه: "لا تحملوا كيسًا ولا مزودًا في الطريق" (لو10: 4)، قال لهم أيضًا: "لأن الفاعل مُستحق طعامه" (مت10: 10). وعندما طلب منًا قائلًا: "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون" (مت6: 25)، قال أيضًا: "لأن أباكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كُلها. لكن أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره وهذه كُلها تُزاد لكم" (مت6: 32، 33). والذي يسير مُستندًا على الله، تجد لسان حاله يقول: "كفقراء ونحن نُغنى كثيرين. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كُل شيء" (2كو6: 10). تُلاحظ أيضًا أن البهائم تُضار من خطية الإنسان وتهاونه، لأن الإنسان هو تاج الخليقة وكاهنها، إذا ضعُف تأثرت الخليقة كُلها بضعفه، وإذا كان بركة تتبارك كُل الخليقة فيه. إذن ما هو الحل لصد غضب الرب: "إجعلوا قلبكم على طُرقكم"، أي افحصوا طُرقكم. وكما يقول أرميا النبي: "لنفحص طُرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب. لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات...... عينى تسكُب ولا تكُف بلا انقطاع. حتى يُشرف وينظر الرب مِن السماء" (مراثى3: 40، 49). "إعزلوا الخبيث مِن بينكم" (1كو5: 13). يجب أن نبزل كُل الجهد في فحص أنفسنا، ونتحدث في قلوبنا بصدد حياتنا الروحية، وبصدد خطايانا المستمرة، وبصدد واجبنا نحو المستقبل. يحرص الكثيرين على التجسس لمعرفة طُرق غيرهم، مع إنهم لا يُبالون بطُرقهم، مع أن الرب يسوع قال: "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرج القذى مِن عينك وها الخشبة في عينيك. يا مُرائى أخرج أولًا الخشبة مِن عينك. وحينئذ تُبصر جيدًا أن تُخرج القذى مِن عين أخيك" (مت7: 3-5). "اصعدوا إلى الجبل. إئتوا بالخشب، ابنوا البيت"، لا يكفى مُحاسبة النفس ومعرفة نُقط الضعف، لكن يجب إصلاح الخطأ، كما يقول الكتاب: "عندي عليك أنك تركتك محبتك الأولى.أنظر مِن أين سقطت وتُب واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك مِن مكانها إذا لم تتُب" (رؤ2: 4، 5). إن كان هناك واجب قد طال زمان إهماله، فهذا لا يُبرًر أن نُبقيه على حاله، فلماذا لا نؤديه الآن؟! هذا أفضل مِن عدم إتمامه نهائيًا. إذ يقول الكتاب:"أنها الآن ساعة لنستيقظ مِن النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنًا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسُكر لا بالمضاجع والعَهَر لا بالخصام والحسد. بل إلبسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو13:12-14). "ابنوا البيت فأرضى عليه وأتمجد قال الرب"، الرب حنًان ورؤوف، طويل الأناة، ونادم على الشر، والأمثلة كثيرة لذلك: _ الله ندم لأنه أهلك العالم، بعد أن رأى صلاح نوح وسمع صلاته (تك8: 20-22). _ رجع الله عنْ غضبه حينما تاب أهل نينوى (سفر يونان). _ وفى هذا السفر يقول أنه مُستعد أن يرضى على شعبه، إذا رجعوا وبنوا له بيتًا في قلوبهم، واستطاع أن يجد له مكانًا يسند فيه رأسه في داخلنا. سماع زربابل لصوت الرب وقيامه بالعمل: "حينئذ سمع زربابل بن شالتئيل ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وكُل بقية الشعب صوت الرب إلههم وكلام حجي النبي كما أرسله الرب إلههم وخاف الشعب أمام وجه الرب. فقال حجي رسول الرب برسالة الرب لجميع الشعب قائلًا أنا معكم يقول الرب. ونبه الرب روح زربابل بن شالتئيل والى يهوذا وروح يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وروح كُل بقية الشعب فجاءوا وعملوا الشُغل في بيت رب الجنود إلههم. في اليوم الرابع والعشرين مِن الشهر السادس في السنة الثانية لداريوس الملك" (حجى1: 13- الخ). # نجاح رسالة حجي النبي كانت لسببين:1- صوت الرب الذي حثهم على العمل عنْ طريق رسالة حجي. 2- القلوب المُستعدة لقبول هذا الصوت، إذ حينما سمعوا الصوت جاءوا وعملوا الشغل في بيت الرب. جميل أن يخضع زربابل ويهوشع وبقية الشعب لصوت الرب الذي جاءهم مُوبخًا تكاسلهم، ولم يتكبروا أو يُحاولوا إيجاد مُبررات لتكاسلهم. - هكذا كُل عظة نسمعها نستفيد منها إن كانت قلوبنا مُستعدة للفائدة. - جيد أن نقبل كُل شيء مِن يد الرب بعدم تذمر، لأن هذا سوف يُصلح مِن طباعنا كثيرًا. فقد أرسل الرب لبنى إسرائيل علامات زمنية كثيرة ليفهموا عدم رضاه (مثل منعه للندى، أمره بالحر)، ولكنهم لم يفهموا، ورغم ذلك لم يتركهم الرب بل أرسل لهم رسالة مُباشرة عنْ طريق حجي النبي. وقد قال الرب عنْ أورشليم: "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها. كمْ مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني مِن الآن حتى تقولوا مُبارك الآتي باسم الرب" (مت23: 37-39). ليتنا نُنصت لصوت الرب ونقوم للعمل ولا ندعه يتركنا بغير رجعة. - وأحيانًا لا نستطيع أن نفهم أو نُميٍز صوت الرب، وفى هذه الحالة علينا أن نلجأ لمنْ لهم خبرة عنًا، لنفهم منهم إرادة الله مِن حياتنا. - مطلوب أيضًا أن يملأ خوف الله حياتنا، لكي لا نتهاون في حقوقه ونتمادى في التكاسل. - ولنتذكر دائمًا مثل الوزنات (مت25: 14-30)، وما قاله الرب لصاحب الوزنة الواحدة الذي لم يُتاجر بها بل طمرها في الأرض حتى يُعيدها إلى سيده حينما يعود، فأجاب سيده وقال: "أيها العبد الشرير والكسلان..... كان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة. فعند مجيئ آخذ الذي لى مع ربا" (مت25: 26، 27). - "نبه الرب أرواحهم": يا ليتها تكون صلاة دائمة لنا، أن يُنبه الرب أرواحنا دائمًا ولا يتركنا لتكاسُلنا، نُصلى له أن يكشف لنا عن "الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم" (نش2: 15). -الشعب أسرع للعمل، فقد ناداهم حجي في أول الشهر، وشرعوا في العمل في 24 مِن نفس الشهر. فبقدر إبطائنا وتكاسلنا في عمل الصلاح، بقدر ما يجب أن نُسرع في العمل حينما نُدرك جهالتنا. - الرب حنًان أيضًا، فهو يكون معهم، يصفح عنْ تقصيرهم، طالما قاموا للعمل. ويصُد عنهم أعدائهم لكي لا يُعطلونهم عن العمل مرة أخرى. ويُقويهم ليُتمموا العمل. ونحن مثلهم، لنْ نبنى بأنفسنا بل بالله الذي يُرافقنا، ويبنى لنفسه هيكلًا في داخل قلوبنا. كما تكلم المزمور: "إن لم يبنى الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون. إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا يسهر الحراس" (مز127: 1). |
||||
22 - 07 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
حجي 2 - تفسير سفر حجي
"فى الشهر السابع في الحادى والعشرين مِن الشهر كانت كلمة الرب عنْ يد حجي النبي قائلًا كلٍم زربابل بن شالتئيل والى يهوذا ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلًامَن الباقى فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول. وكيف تنظرونه الآن. أما هو في أعينكم كلا شئ. فلآن تشدًد يا زربابل يقول الرب وتشدًد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وتشدًدوا يا جميع شعب الأرض يقول الرب وإعملوا فإنى معكم يقول رب الجنود. حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم مِن مصر وروحى قائم في وسطكم. لا تخافوا. لأنه هكذا قال رب الجنود. هي مرة بعد قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة. وأُزلزل كُل الأمم ويأتي مُشتهى كُل الأمم فأملأ هذا البيت مجدًا قال رب الجنود. لى الفضة ولى الذهب يقول رب الجنود. مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم مِن مجد الأول قال رب الجنود. وفى هذا المكان أُعطى السلام يقول رب الجنود" (حجى2: 1-9). تعزية الشعب مِن أجل قلة فخامة البيت: أخذ الشعب يعمل قرابة شهر في بناء الهيكل، تكبدوا فيه متاعب كثيرة، وأكثر شيء أثار حزنهم، أن البقية منهم الذين رأوا الهيكل القديم بفخامته، ونظروا إلى هذا الهيكل شعروا بالفرق، فأرسل لهم الرب هذه الرسالة على يد حجي النبي ليُعزيهم. أخذوا يعملون قُرابة شهر، لذلك استحقوا تعزيات في وسط الطريق، فيرجع الرب ويعدهم ثانية "إنى معكم"، "روحي قائم في وسطكم"، "تشدًد يا زربابل، تشدًد يا يهوشع، تشدًدوا يا بقية الشعب". ونحن أيضًا إذا استمر جهادنا، لا يدعنا الرب وحدنا، بل "لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو10: 13). -وأكثر مِن ذلك فإن الرب يرى أن مجد هذا البيت الأقل فخامة أكثر مِن مجد البيت الأول، ولك أمثلة كثيرة على هذا: 1 بطرس الرسول الذي خاف وأنكر، عندما رجع سلًمه الرب رعيته وقال له: "يا سمعان بن يونا أتُحبني أكثر مِن هؤلاء..... إرعى خرافي" (يو21: 15-17). 2 التلاميذ الذين هربوا بسبب الخوف مِن اليهود، دعاهم بعد قيامته وأرسلهم ليكرزوا لكُل المسكونة (مر16: 15). 3 توما الرسول شك في قيامة الرب، فجاء المسيح بنفسه إليه وبدًد شكوكه وأرسله للكرازة باسمه (يو20: 24-29). 4 شاول الطرسوسي هدًد كنيسته وقتل مؤمنيه، ولكنه بمحبة ظهر له وعلًمه كمْ ينبغي أن يتألم مِن أجل اسمه (أع9: 1-22). ** الآيات أيضًا مِن عدد 6-9 هي نبوة عن قُرب مجيء المسيح في الجسد، البهاء الحقيقي للهيكل. ومجيء المسيح تسبقه زلزلة ثم يأتي مُشتهى كُل الأمم. فمجيء المسيح تصحبه سعادة، لأنه "مُشتهى كُل الأمم"، فهل هو شهوتي ومصدر فرحى؟ هل إذا جاء يجد له مكانًا في داخلي ويجد موضع راحة له؟ أم يجد شهوات ومحبات كثيرة تملأ القلب؟ إن سُكنى الرب في القلب يُعطى بهاءًا ومجدًا للنفس لا يُضاهيه بهاء أو مجد. ومجيء المسيح يصحبه سلام، لأنه إله السلام، وهكذا سبحت الملائكة "وظهر بغتة مع الملاك جمهور مِن الجند السماوى مُسبحين الله وقائلين. المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو2: 13، 14). فإله السلام ينتهر الرياح مِن حولنا، وهو الذي بدًد مخاوف التلاميذ بظهوره وسطهم بعد قيامته. ونحن أحيانًا نرتبك بسبب شرور الناس ومؤامراتهم ضدنا، ولكن في وسط كُل هذا نسمعه يقول: "الساكن في ستر العلى في ظل القدير يبيت. أقول للرب ملجأى وحصنى إلهى فأتكل عليه. لأنه يُنجيك مِن فخ الصياد ومِن الوبأ الخطر. بخوافيه يُظللك وتحت أجنحته تحتمى.... لا تخشى مِن خوف الليل ولا مِن سهم يطير في النهار..... يسقط عنْ جانبك ألف وعنْ يمينك ربوات. إليك لا يقرُب. إنما بعينيك تنظر وترى مُجازاة الأشرار" (مز91: 1-8). كانت قد مضت خمس حِقب في تاريخ شعب الله: مِن آدم إلى نوح، ومِن نوح إلى إبراهيم، ومِن إبراهيم إلى موسى، ومِن موسى إلى هيكل سُليمان، ومِن هيكل سُليمان إلى السبي، وبقيت حقبة واحدة هي مجيء المسيح في الجسد، الذي هو "مُشتهى كُل الأمم". ومجيء المسيح تصحبه زلزلة، لأنه يأتي ليدين العالم، بعد أن كان نائمًا في إثمه ولا يدرى. ومجيئه يُزلزل كيان الأسرة الواحدة، لأن واحدًا في الأسرة يؤمن به والآخر لا يؤمن، كما قال: "فإنى جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه. والإبنة ضد أُمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته" (مت10: 35، 36). والزلزلة أيضًا لأنه جاء لقيام وسقوط كثيرين، كما قال سمعان الشيخ للعذراء: "هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم" (لو2: 34). وربما يُقصد بها الزلزلة التي حدثت عند قيامة الرب مِن الأموات "وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت. لأن ملاك الرب نزل مِن السماء وجاء ودحرج الحجر عنْ الباب وجلس عليه" (مت28: 2). وأيضًا قد تكون الزلزلة التي حدثت عند موت الرب على الصليب، "فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد إنشق إلى إثنين مِن فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت. والقبور تفتحت وقام كثير مِن أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا مِن القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت27: 50-53). "مجد الأخير يكون أعظم مِن مجد الأول"، ربما الهيكل الأول كانت تُمارس فيه كُل الطقوس جيدًا، أما الأخير فيه رجع الشعب بكُل قلبه. فالكتاب المقدس يقول الكثير في ذلك: "منْ يُحوٍل أُذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضًا مكروهة" (أم28: 9). ويقول على لسان أشعياء النبي: "لماذا لى كثرة ذبائحكم يقول الرب. إتخمت مِن مُحرقات كباش وشحم مُسمنات. وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسر. حينما تأتون لتظهروا أمامى مَنْ طلب هذا مِن أيديكم أن تدوسوا دورى. لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لى. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل. لست أطيق الإثم والإعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بَغَضتها نفسى. صارت علىً ثقلًا. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم وإن كثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا. إغتسلوا تنقوا إعزلوا شر أفعالكم مِن أمام عينىً كُفوا عنْ فعل الشر تعلموا فعل الخير. أطلبوا الحق أنصفوا المظلوم إقضوا لليتيم حاموا عنْ الأرملة. هلُم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف. إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض. وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم" (أش1: 10-20) إن الرب يُريد قلب نقى، وأعمال صالحة، ولا يُريد مُمارسات كثيرة جافة كما لقوم عادة. "فى الرابع والعشرين مِن الشهر التاسع في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عنْ يد حجي النبي قائلًا: هكذا قال رب الجنود. إسأل الكهنة عنْ الشريعة قائلًا إن حمل إنسان لحمًا مُقدسًا في طرف ثوبه ومسً بطرفه خُبزًا أو طبيخًا أو خمرًا أو زيتًا أو طعامًا مًا فهل يتقدس. فأجاب الكهنة وقالوا لا. فقال حجي إن كان المُنجس بميت يمس شيئًا مِن هذه فهل يتنجس. فأجاب الكهنة وقالوا يتنجس. فأجاب حجي وقال هكذا هذا الشعب وهكذا هذه الأمة قُدامى يقول الرب وهكذا كُل عمل أيديهم وما يُقربونه هناك هو نجس. والآن فإجعلوا قلبكم مِن هذا اليم فراجعًا قبل وضع حجر على حجر في هيكل الرب. مُذ تلك الأيام كان أحدكم يأتي إلى عَرَمَة عِشرين فكانت عشرة. أتى إلى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة فكانت عشرين. قد ضربتكم باللفح وباليرقان وبالبرد في كُل عمل أيديكم وما رجعتم إلىً يقول الرب. فإجعلوا قلبكم مِن هذا اليوم فصاعدًا مِن اليوم الرابع والعشرين مِن الشهر التاسع مِن اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب إجعلوا قلبكم. هل البذر في الأهراء بعد. والكرم والتين والرمان والزيتون لم يَحمل بعد. فمن هذا اليوم أُبارك" (حجى2: 10-19). نسيان الله لتكاسلهم، ومُباركته لهم: ** طلب الرب مِن حجي النبي أن يسأل الكهنة على الشريعة: حجي عمله التنبؤ، أما الكهنة فهم الذين عليهم أن يُعلموا الشعب الشريعة. فلكُل واحد في بيت الرب عمله وموهبته، كما قال الرسول: "فإنى أقول بالنعمة المُعطاة لى لكُل مَنْ هو بينكم أن لا يرتئى فوق ما ينبغي أن يرتأى بل يرتأى إلى التعقُل كما قسًم الله لكُل واحد مقدارًا مِن الإيمان. فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضًا لبعض كُل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب مُختلفة بحسب النعمة المُعطاة لنا. أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان. أم خدمة ففى الخدمة. أم المُعلم ففى التعليم. أم الواعظ ففى الوعظ. المُعطى فبسخاء. المُدبر فبإجتهاد. الراحم فبسرور" (رو12: 3-8). ويقول أيضًا: "أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وأنواع خِدم موجودة ولكن الرب واحد. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكُل في الكُل. ولكنه لكُل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة. ولآخر كلام عِلم بحسب الوح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قُوًات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة. ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كُلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكُل واحد بمفرده كما يشاء. لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكُل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضًا. لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد يهودًا كُنًا أم يونانيين عبيدًا أم أحرارًا وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا..... فوضع الله أناسًا في الكنيسة أولًا رُسلًا ثانيًا أنبياء ثالثًا مُعلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء أعوانًا تدابير وأنواع ألسنة" (1كو12: 4-28). المُهم أن يكتشف كُل واحد موهبته التي ائتمنه الله عليها لكي يستثمرها، ولا يتعالى على الآخرين، بل ويُفسح المجال لغيره لكي يُقدموا مواهبهم أيضًا. ولا يظن أحد أنه يملك جميع المواهب. ** الشعب تنًجس بتكاسله: لقد سأل الرب سؤال: هل الإنسان إذا حمل شيء مُقدس ولمس أي شيء آخر، يتقدس هذا الآخر؟ وكانت الإجابة لا. وسأل سؤال آخر: هل الإنسان إذا تنجس بمسّ جسد ميت ولمس أي شيء آخر، يتنجس هذا الشيء الآخر؟ وجاءت الإجابة بنعم يتنجس. ونفهم مِن هذين السؤالين، أن النجاسة تنتقل بكيفية أسهل مِن القداسة، كما يقول الكتاب: "لا تضلوا. فإن المُعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33). ويُريد الرب مِن توجيه هذين السؤالين أن يقول للشعب، إن تقديمكم الذبائح على المذبح بدون الاهتمام ببنيان بيت الرب، لنْ يُقدسكم، بل بالعكس، أعمالكم كُلها تنجست بإهمالكم وتكاسلكم، حتى ذبائحكم التي تُقدموها على المذبح تنجست. والرب لا يُريد عبادة شكلية بل يطلب عبادة مِن كُل القلب. إنهم بتقديمهم الذبائح كانوا يظنون أنهم في جو مُقدس يحميهم مِن تكاسلهم. وكثير مِن الناس يظنون أن حياتهم وسط الصالحين يجعلهم مقبولين أمام الله، مع أن الله يعرف كُل واحد على حقيقته، ويُريد أن يتعامل معه على إنفراد. وقد قال يومًا عنْ شعبه: "يا مراؤون حسنًا تنبأ عنكم أشعياء قائلًا. يقترب إلى هذا الشعب بفمه ويُكرمنى بشفتيه وأما قلبه فمُبتعد عنى بعيدًا. وباطلًا يعبدوننى وهم يُعلمون تعاليم هي وصايا الناس" (مت15: 7-9 ، أش29: 3). ويقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس مُحذرًا: "إعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتى أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون مُحبين لأنفسهم مُحبين للمال مُتعظمين مُستكبرين مُجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حُنو بلا رضى ثالبين عديمى النزاهة شرسين غير مُحبين للصلاح خائنين مُقتحمين مُتصلفين مُحبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء" (2تى3: 1-5). وأعطانا السيد المسيح نفسه مثل الفريسي والعشار، عن اثنين صعدوا إلى الهيكل ليصلوا، ولكن قُبلت صلاة واحد ورُفضت صلاة الثاني (لو18: 9-14)، وذلك لأن كُل منْ يرفع نفسه يتضع ومنْ يضع نفسه يرتفع. اليهود كانوا يعتبرون أنفسهم أصحاب المواعيد لأنهم أبناء إبراهيم بالجسد، ولكن الرب قال لهم أنه قادر أن يُقيم مِن هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم. ويقصد بالطبع أولادًا يخدمونه بالروح والحق. والله قال عنْ نفسه: "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كُل شيء" (رؤ1: 8). فهو يُريد أن يكون الأول والآخر في حياتنا، ولا يقبل الفضلات بل يُريد أن نُعطيه مِن إعوازنا، يُريد البكور وليس النفايات، بكور وقتك وعواطفك واهتماماتك. الرب يُكرر عليهم أخطاؤهم: يُريد الرب أن يُذكرهم أنه وقت إهمالهم لبيت الرب، كانت البركات المادية غير موجودة. الرب يُذكرهم لأن الإنسان كثير النسيان، وحينما يأتي الفرج، يُنسى الألم. ويُذكرًهم أيضًا بأيام القحط وعدم الخير بسبب تكاسلهم، لكي يُقارنوا حالهم ساعتها بالخير الذي أنعم به عليهم حينما تابوا، فيحرصوا على الاحتفاظ بهذه البركة. يُذكرهم أيضًا لكي يعرفوا أن ما أتى عليهم مِن ضيقات كان بسبب تهاونهم وليس لأن الرب إله قاسِ. ويُباركهم:"اعلموا أنه مِن هذا اليوم الذي وضعتم في قلبكم أن تبنوا بيت الرب. فمن هذا اليوم أُبارك". فبالحقيقة: "بركة الرب هي تُغنى ولا يزيد معها تعبًا" (أم10: 22). وكما دعا الرب إبراهيم أب الآباء وقال له: "أخرج مِن أرضك ومِن عشيرتك ومِن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأُعظم اسمك. وتكون بركة. وأُبارك مُباركيك ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك12: 1-3)، هذه البركة هي لكُل إنسان على إيمان إبراهيم. ويشهد داود قائلًا: "طوبى لكُل منْ يتقى الرب ويسلك في طُرقه. لأنك تأكل تعب يديك. طوباك وخير لك. امرأتك مثل كرمة مُثمرة في جوانب بيتك. بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك. هكذا يُبَارَكُ الرًجُل المُتقى الرب. يُباركك الرب مِن صهيون وتُبصر خير أورشليم كُل أيام حياتك. وترى بنى بنيك. سلام على إسرائيل" (مز128). مُكافأة زربابل على حماسه: "وصارت كلمة الرب ثانية إلى حجي في الرابع والعشرين مِن الشهر قائلًا كلِم زربابل والى يهوذا قائلًا. إنى أُزلزل السموات والأرض وأقلب كُرسى الممالك وأُبيد قوة ممالك الأمم وأقلب المركبات والراكبين فيها وينحط الخيل وراكبوها كُلُ منها بسيف أخيه. في ذلك اليوم آخذك يا زربابل عبدى ابن شالتئيل يقول الرب وأجعلك كخاتم لأني قد إخترتك يقول رب الجنود" (حجى2: 20-23). "كلِم زربابل"، إن الرب في الآيات السابقة (حجى2: 10-19) طمئن الشعب عن ما يخصُهم مِن خيرات حياتهم اليومية مِن أكل ولبس ودفء. أما زربابل الوالي فتهمه الأمور على أوسع نطاق، فأرسل له الرب حجي النبي برسالة خاصة مُفادها، أنه ستأتي أيام صعبة على اليهود، ولكن سوف "أقلب كُرسى الممالك"، ربما يقصد الأحداث التي حدثت قبل مجيء السيد المسيح بالجسد، انقلاب اليونانيين على الفرس، والرومانيين على اليونانيين، وتموت مملكة يهوذا، (حيث خُربت بالفعل سنة 70 ميلادية)، ولكن في هذا الوقت سوف أحميك يا زربابل إذ أجعلك خاتم، لأني قد اخترتك وحفظت لك أمانتك وغيرتك على بيت الرب. وقد تكون هذه الآيات ترمز أيضًا إلى الانقلابات الكثيرة التي تسبق المجيء الثاني للسيد المسيح في آخر الأيام، وذلك عندما تخضع جميع ممالك العالم لربنا ومسيحه. كما قال دانيال النبي: "وفى أيام هؤلاء الملوك يُقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبدًا ومَلكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كُل هذه الممالك وهى تثبت إلى الأبد" (دا2: 44). وفى سفر الرؤيا يقول: "ثم بوًق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين" (رؤ11: 15). هذا هو الرب الحنون، الذي يفتقدنا في أوقات ضيقاتنا بتعزياته، بل أيضًا يستسمن أعمالنا الطيبة التي سبق وقدمناها، كما يقول المزمور: "يستجيب لك الرب في يوم الضيق. ليرفعك اسم إله يعقوب. ليُرسل لك عونًا مِن قُدسه ومِن صهيون ليُعضدك. ليذكر كُل تقدماتك ويستسمن مُحرقاتك. ليُعطك حسب قلبك ويُتمًم كُل رأيك. نترنم بخلاصك وبإسم إلهنا نرفع رايتنا. ليُكمل الرب كُل سؤلك. الآن عرفت أن الرب مُخلص مسيحه يستجيبه مِن سماء قُدسه بجبروت خلاص يمينه. هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل. أما نحن فإسم الرب إلهنا نذكُر. هم جثوا وسقطوا أما نحن فقمنا وإنتصبنا. يا رب خلصٍ. يستجيب لنا الملك في يوم دُعائنا" (مز20)."وأجعلك خاتم"، معناها أن زربابل صار موضوع مسرة لله، وأيضًا تنُم على السُلطان الذي منحه الله إياه. وقد كان حماس زربابل لبناء الهيكل الذي سُمى باسمه، داعيًا لحجي النبي لكي يرى فيه شخصية المسيا المُنتظر. فبالفعل كما صار زربابل موضوع مسرة الله، كان السيد المسيح موضوع مسرة أبيه، حيث جاء الصوت مِن السماء وقت عماده قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت" (مت3: 17). وأيضًا قد قيل عنْ السيد المسيح "قد اخترتك" كما جاء فى: "هوذا عبدي الذي أُعضده مُختاري الذي سُرت به نفسى. وضعت روحى عليه فيُخرج الحق للأمم" (أش42: 1). وقال أيضًا: "هنذا أضع في صهيون حجر زاوية مُختارًا كريمًا والذي يؤمن به لا يُخزى" (1بط2: 6). وأيضًا يرمز للسيد المسيح، الذي لا تقوى عليه كُل قوى الشر وسُلطان الظلمة. |
||||
|