|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذين يعانون من متاعب زوجية أو أسرية أو معيشية يتكرر ذلك عندما يقرر الزوج أن يترك منزله هاربًا من مشاكل أسرية أحاطت به وعكرت صفو حياته، وتضيق أمامه السبل، فيتجه بفكره إلى أديرة الرهبان، حيث يجد هناك الإقامة والطعام. وقد يؤدي هناك بعض الأعمال التي تتناسب وخبرته العملية، وقد يأتي ذلك بدايةً في شكل تهديد، كأنه سينتقِم ممن حوله الذين ضايقوه.. غير أن الأديرة في مجملها تعتذر لأمثال أولئك، وذلك لكي تضعهم أمام مسئولياتهم، حيث يجب عليهم ألا يهربوا من دورهم في الحياة، وعليهم بالتالي البحث عن حلول مناسبة وواقعية، وقد يكون من الصعب على شخص عاش حياة اجتماعية متشعبة مابين أسرة وأصدقاء وأقارب، الاستمرار في الدير، بعكس شاب كان يعد ذاته للرهبنة والإقامة في الدير منذ سنوات سابقة على التحاقه بالدير فتدرب كثيرا حتى ترهب. وهناك مشهد أخذ يتكرر كثيرا في السنوات القليلة الأخيرة، إذ يحضر بعض من الرجال يسألون عن شخص متغيب عن منزله متوقعين أن يكون قد انزوى في أحد الأديرة، ربما بسبب خلافاته معهم وربما رغبة منه في مفاجئتهم وربما لتوارث الفكرة لدى الناس بأن الدير يقبل كل من يفد إليه دون مراجعة أو قيد أو شرط. ولكن مثل هذا حدث في الأزمنة الغابرة عندما كان الزوج يتفق مع زوجته على ترك الأولاد في بيوت مخصصة لهم، وبينما يتجه الأب إلى دير للرهبان، تتجه الزوجة إلى بيت للعذارى، وقد حدث أيضا أن حضر بعض الآباء إلى الرهبنة وبصحبتهم أولادهم بينما اصطحبت الأم بناتها إلى دير الراهبات (حدث ذلك مع القديس قاريون الذي ترك زوجته وابنه وابنته وترهب، فلما ضاق الأمر بالأسرة حضروا إليه جميعا وكان يفصلهم عنه بحيرة ماء وفيما هو يكلمهم عبر الابن زكريا إليه فقال الأب للأم أنها قسمة عدل: فليكن الولد معي ولتبق الابنة معك، وهكذا عاش زكريا مع أبيه وقد صار من أشهر رهبان الإسقيط فيما بعد). |
04 - 04 - 2014, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
الذين يحضرون عقب صدمات عاطفية حدث ذلك كثيرا بين الخدام الذين دفعهم الفشل في مشروعات الارتباط إلى التفكير في الرهبنة. ربما لظنهم أنهم كانوا من نصيب الرهبنة فلما سلكوا على نحو مُغاير فشلوا، وهم الآن إنما يصححون بذلك مسارهم! ولكن الرهبنة -وكما سبق القول- لا تصلح كبديل، أو أن تكون الرهبنة فكرا موازيا لأفكار أو سبل أخرى، بل هي فكر يغشى الإنسان كله لسنوات سابقة على الالتحاق بالدير، فإن كان من غير المناسب ترجيح الرهبنة على الزواج بأي نسبة مهما كانت عالية، فكيف تأتى الرهبنة كبديل لمشروع ارتباط لم ينجح، بل أن محاولة الارتباط أو مجرد التفكير فيها، لها مدلولاتها عند القائمين على الرهبنة، فهم يتساءلون: إن كان الأخ قد فكر في الارتباط فإن فكرة الرهبنة بالتالي في هذه الحالة قد جاءت متأخرة وهو أمر يعنى أن الفكرة لم تختمر طويلا، وإن كانت فكرة الرهبنة قديمة فلماذا عدل الأخ عن ذلك وفكر في الارتباط، إن الثبات أمر هام بالنسبة لكل من الشاب ورئيس الدير، وبالتالي فإن عدم ثبات الفكرة: هو أمر يثير المخاوف. يضاف إلى ذلك ضرورة أن يتخذ الإنسان القرار وهو في حالة نفسية طبيعية، فالفرحة الغامرة المفاجئة قد تدفعه إلى الإسراف في الوعود مما لا طاقة له به، وكذلك قد يؤدى الإحباط الشديد والشعور بالفشل إلى اتخاذ ما قد يندم عليه من قرارات قد تهدد حياته الروحية (مثل هيردوس الذي وعد في غمرة نشوته بإعطاء أي شيء لابنة هيروديا وقد كلفه ذلك قتل يوحنا وكان يحبه). |
||||
04 - 04 - 2014, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
الذين يرغبون في الإقامة دون رهبنة انتشرت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، حيث تقدم إلى جميع الأديرة أشخاص أكثرهم أو كلهم من كبار السن، الذين أحيلوا إلى المعاش ولم يعد لديهم في منازلهم من يحيون معهم سواء زوجة أو أولاد، فلربما توفيت الزوجة وتزوج الأبناء أو هاجروا البلاد، ومن ثم أصبحت الوحدة والفراغ يحاصران الشخص ويسببان له صغر النفس، ومن ثم فهو يفكر في تعويض ما فاته في شبابه، وربما أيضا اشتاق إلى حياة هادئة يقضى فيها بقية أيامه بعد أن عاش عشرات السنين وسط ضجيج البشر وضوضاء الآلات وملايين القصص في ثرثرة لا تبنى. ولكن الأديرة -في الغالب- تعتذر عن ذلك بسبب صعوبة الحياة بالنسبة لمثل أولئك الذين جاءوا متأخرا، ولا يمكن بالطبع اعتبارهم أصحاب الساعة الحادية عشرة فهم أصحاب الساعة الثالثة أو السادسة ولكن الأمر يتعلق بكيفية التكملة وليس العمل من أساسه. ولربما قال قائل بأن بعض القديسين قديما ترهبوا في سن الشيخوخة مثل القديس بولا البسيط، هذا صحيح ولكن جميع الشيوخ ليسوا مثل القديس بولا البسيط فإن كان هناك من يستطيع أن يحيا كما عاش بولا فمرحبا به!! كما أن الاستثناء لا يصح أن يتحول إلى قاعدة. وهل يجوز أن يحيا أولئك حياة اجتماعية بحتة في الدير؟ هذا بالنسبة للشيوخ أو المتقدمين في السن، فماذا عن الشبان والشابات؟، يحدث أيضا ذلك عندما يرغب شخص ما رغبة صادقة في الحياة مع الله وتكريس الوقت والقلب له بشكل كامل وصادق متنازلا في ذلك عن أي شكل أو وضع رسمي أو قانوني، مثل أن يمكث في بيت الخلوة أو بين العمال أو ملتحقا بأي عمل يحتوى على مسكن بسيط ملحق به وقد يحيا لسنوات عديدة في ذلك الإطار، ولكن المشكلة تكمن في أنه قد يتراجع عن ذلك الأسلوب في الحياة ليبدأ من جديد في العالم حياة طبيعية، وعندئذ قد يندم ويتألم لضياع تلك المدة التي عاشها في الدير داخل ذلك الإطار دون عائد مالي يذكر ودون مهنة تفيده في العالم، بل وحتى الشهادة الحاصل عليها تكون قد تقلصت أهميتها بسبب عدم وجود الخبرة التي كان من الممكن الحصول عليها في حالة عمله بها في العالم، وربما لا يتوقف الأمر عند حد الندم، بل قد يمتد إلى مواجهة وابل من الأسئلة أو علامات الاستفهام الصامتة حول تلك الفترة، ويجد ذاته مسئولا أمام المجتمع ليجيب عنها. والفرق في هذا بين الأيام السابقة وأيامنا هذه، هو أن الخبر في مثل هذه الحالات سريعا ما ينتشر حول بقاء شخص ما في الدير تحت أي مسمى مهما كان ثم عودته من جديد. ومع ذلك فهناك بعض ممن سلكوا هذا السبيل، ولكن دون أن يعلنوا عن رغبتهم هذه بل التحقوا بالأديرة من بوابة العمل، وأثناء عملهم سلكوا طريقا رهبانيًا واستطاعوا بهدوء أن يحققوا ذلك.. أما رواتبهم فقد كانوا يضعونها كاملة في صناديق العطاء بكنيسة الدير، وعرفوا كيف يسبحون في كل فجر مع الرهبان وكيف يتناولون في قداسات لا تتعارض مواعيدها مع مواعيد أعمالهم، كما أن أحدا لم يشعر بهم وبنمط حياتهم إلا بعد فوات سنوات. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ليس صحيحًا ما يُقال عن أن الرهبنة تُغري الكسالى وراغبي الوظائف الكنسية كيف يهرب شخص من مسئوليات الحياة التقليدية إلى حياة ليست تقليدية، مفعمة بالحروب والأتعاب، فإنه ما أن يحط الراهب رحاله في البرية حتى يثير الشيطان ضده الحروب وينصب الفخاخ ويثير الشكوك ولا مانع من المواجهة العلنية متى اقتضى الأمر إذا كان الراهب صبورًا مثابرًا. كما أن الأديرة الآن فيها العديد من الأعمال المختلفة والتي تحتاج إلى جهد كثير ووقت طويل ما بين الإنشاءات والزراعة ومشروعات محطات التسمين والإنتاج عموما، بل أن بعض الأديرة قد يبدو للناظر ولأول وهلة أنه منشأة أو مدينة صغيرة. في المقابل قد يمثل الفراغ مشكلة أكبر للراهب. هذا من حيث الراحة واللامسئولية التي يظنها البعض داخل أسوار الرهبنة. أما إغراء الوظائف الكنسية فهو أمر غير مضمون، فإن فرص الأسقفية -على سبيل المثال- تعد قليلة بالنسبة لعدد الرهبان الكلى، كما أن الاختيار للأسقفية يتم على أسس يدخل فيها الاختيار الإلهي كعامل أولى وأساسي، كما تلعب الإمكانيات الشخصية دورا لا بأس به في ذلك، وبالتالي فإنه ليس من الحكمة أن يغامر شخص ما غير أهل وغير كفء للحياة النسكية، بأن يلقى بنفسه داخل هذا الإطار مؤملا أن تأتيه الوظيفة أو الدرجة الكنسية. بل أن هذا دليل كاف على عدم مصداقيته، كما يؤكد ذلك عدم رغبته في حياة نسكية خالصة.. وأخيرا فهو مهدد بالفشل. وإن كانت الرتب الكنسية تغرى الرهبان من الرجال فماذا إذا عن الراهبات، أولئك اللائي يقضين حياتهن داخل مبنى لا يخرجن منه، ولا تتاح لهن حتى فرصة الخروج إلى البرية للصلاة والتأمل، كما هو الحال بالنسبة للرهبان في الصحراء. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
إغراء الرفاهية والمدنية في الأديرة يرى البعض أن الأديرة في الوقت الراهن قد تخلت عن نسكها وحياتها البسيطة وأفسحت المجال في المقابل للمدنية الحديثة والتطور في المرور إلى الحياة النسكية، ولكن هؤلاء ينسون أن الحياة كلها تتطور بشكل طبيعي، فالشاب القادم اليوم للرهبنة يمتلك السيارة والتليفون المحمول وقد ينتمي إلى أسرة موسرة متحضرة، وبالتالي فإن مستوى المدينة والتطور الذي يحياه في الدير لن يصل بحال إلى مستواه قبل الرهبنة، والملاحظ أن المباني الأثرية الموجودة في الأديرة قد استخدمت فيها أحدث الأساليب التقنية في ذلك العصر عند بنائها، حقيقي أن الخامات كانت من البيئة ولكن الآلات المستخدمة كانت تعكس آخر تكنولوجيا ظهرت حتى ذلك الوقت. إن الحوار ليس حوارا حول مستوى الرفاهية أو التحديث في الدير ولكنه حوار حول الاحتياج الشخصي للراهب، ويحرص الدير أن يقدم مستوى مقبول من الراحة للراهب حتى يتسنى له الجهاد ومواصلة العطاء، ويؤخذ في الاعتبار أن البني الجسدية للناس الآن لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها في الجيل السابق وما قبله، والبنيان الجسدي آخذ في الضعف جيلا بعد جيل (النسك هو الضبط والناسك هو شخص قادر على ضبط نفسه وبالتالي فالنسك لا يعنى الحرمان وأذية الجسد أو الإساءة إليه بنوع من الأنواع.) وأظن أنه لو عرض على شاب مسكن في البرية مجهزا بأحدث الكماليات ليأتي ويحيا فيه، لما استطاع ذلك أن يغريه بترك العالم والانقطاع في الصحراء ما لم تكن له رغبة صادقة في الحياة في النسك والجهاد ليجاهد ضد ضعفاته ويقدم توبة عن خطاياه، وفي هذه الحالة فهو لن يسعى في الواقع إلى مسكن مريح أو راحة جسدية، وأما التجاوز الذي يصدر عن بعض الرهبان فهو لا يمثل الرهبنة والرهبان، كما أنه قد يكون لهذا الشخص جهاداته الأخرى التي لا يعرفها من يدينونه، وقد أثبتت لنا الخبرة أن أشخاصا ممن كنا ندينهم بسبب مظهرهم قد كانوا قديسين. يروى الآباء أن أول موقد كيروسين (وابور جاز) دخل إلى الدير، كان الآباء ينظرون إليه في تعجب كمثل شيطان سوف يفسد الحياة النسكية لهم واحتجوا كثيرا إذ كان (الكانون) يؤدى الغرض ولا داعي للتحديث (من وجهة نظرهم) أما الآن فإن المواقد الحديثة ليس فيها ما يغرى فقد صارت قديمة عفا عليها الزمن مقابل ما هو مستحدث الآن.. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
المشكوك في أمرهم وليس صحيحا ما يقال عن أن الأديرة تقبل إليها الهاربين أو المشكوك فيهم، ففي الأزمنة القديمة كانت الأديرة معزولة جدا، يبلغ فيها العيش حد الشظف، معرضة للغارات وهجمات البدو، وبالتالي فلم يكن من السهل أن يهرب إليها إنسان. للتأكد من ذلك يطلب الدير من الشاب تزكية أب اعترافه (والتي تشبه إلى حد ما شهادة خلو الموانع التي يطالب بها كل من الطرفين عند الزواج) بل وحدث أن بعض الأديرة في وقت ما كانت تطالب بتوقيع قسم البوليس التابع له على التزكية، وربما كان السبب في ذلك ما نشرته الجرائد الرسمية عن شخص يدعى حافظ نجيب، والذي كان هاربًا من عدة أحكام قضائية بالسجن، ولكنه استطاع أن يترهب بدير المحرق بل وأوشك على نيل درجة الأسقفية، لولا أن البابا كيرلس الخامس اكتشف أمره (كتاب اعترافات حافظ نجيب، تأليف سعدية الحبالى / دار النيل للطباعة – سنة 1946) ويروى القمص أنسطاسى الصموئيلي أنه في بداية إعادة تعمير دير الأنبا صموئيل في أوائل السبعينات أن تقدم إلى الدير شاب عرف منه أثناء الاعتراف أنه واقع تحت حكم قضائي وأنه مظلوم فيه فنصحه أن يعود ثانية إلى العالم لتسوية هذا الأمر قبل تقدمه ثانية للرهبنة. وقد يقبل الدير لصا تائبا ولكنه لا يقبل لصا هاربا. في المقابل نقرأ عشرات القصص عن الآباء الذين اختاروا شظف العيش داخل الدير طوعا، فهذا راهب في دير البراموس عاش سبعة عشر عاما لا يعرف أسماء الرهبان ولا كيف يصل إلى مرافق الدير، وآخر في دير السريان كان ينام في فناء الدير على أريكة متهالكة وثالث تنيح بسبب شدة النسك ورابع عاش في جبل سيناء 55 عاما لم يسمع عن الحربين العالميتين الأولى والثانية وخامس وسادس. ونقرأ عن رئيس دير في جبل أثوس Όρος Άθως لما رأى الدير قد اغتنى بسبب عطايا الأمراء قام ليلا واحرقه وألزم الرهبان ببنائه من جديد ليختبروا الحياة الرهبانية الحقة.. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
قوانين وخبرات شخصية لبعض الأديرة القبطية الأرثوذكسية
|
||||
04 - 04 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
قوانين الرهبنة وقوانين كل دير على الرغم من أن هناك قوانين عامة للرهبنة، تسير جميع الأديرة بموجبها، إلا أن تناول هذه القوانين من جهة التنفيذ، يتفاوت من دير إلى دير آخر بحسب ظروفه، وبالتالي وفي هذا الصدد فهناك تفاصيل تختص بقبول الراغبين في الرهبنة، وكذلك بالحياة الداخيلة في الدير، فمن رؤساء الأديرة من لا يحبذ رهبنة الأشقاء معللا ذلك بما قد تجلبه رابطة الدم من دالة قد تعطل خلاص الشقيقين أو سلبيات أخرى مثل التكتل والتعاطف وما إلى ذلك. ومنهم من لا يرحب برهبنة الحاصلين على المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة معللا ذلك بضرورة أن يكون هناك تناسق وتناغم بين أفراد الجماعة الرهبانية على مستوى الثقافة والفكر، في حين يرى آخرون أنه لا مانع من ذلك بشرط تقدم السن قليلا حتى يصل إلى السن التقليدي لرهبنة الشاب (25-30 سنة) بحيث يكون الشخص قد عمل لعدة سنوات أكسبته خبرة وصقلت شخصيته. ويتردد أن بعض الأديرة لا تقبل القادمين للرهبنة من بعض مدن بعينها، ولكنه لا يجب أن يؤخذ شخص بذنب آخر أو أن يسئ شخص واحد إلى شعب بكامله، ومن الجهة الأخرى ليس بالضرورة أن يكون جميع سكان وشبان بلد ما لهم نفس طباع ومنهج الشخص السيء، فإنه لا يجوز الحكم على جماعة من خلال شخص ولا الحكم على شخص من خلال تصرف (موقف). إن الأمر يتوقف على دراسة الشخص المتقدم نفسه ومدى صلاحيته للطريق ومجيء صدق رغبته، أما إن كان بعض رؤساء الأديرة يخشون من التكتل أيضا فهذا يتوقف على التدبير الداخلى للدير وانشغال الراهب الدائم ما بين الشركة والتدبير الخاص.. فى المقابل هناك أديرة تفتح الباب على مصراعيه لطالبي الرهبنة مكتفين بشرح وعورة الطريق وصعوبة الحياة ملقين المسئولية كاملة على كاهل راغب الرهبنة، وبالتالي يحملونه عبء اتخاذ القرار بالكامل، وهناك أديرة تتبع نظام التسهيل وأسلوب الترغيب والجذب إلى رهبنة الشبان حتى ولو أدى ذلك إلى ترك عدد منهم الدير فيما بعد (أحد الأديرة كان يضم في وقت ما 60 من الأخوة طالبي الرهبنة، بينما كانت هناك قائمة انتظار تحتوى على أسماء 300 شاب آخر). بينما يجب أن يكون القرار مشتركا بين الطرفين اللذين ستقوم الشركة بينهما، أي الدير والشخص، فلا يكفى أن يحسم الشخص الأمر على مستواه فقط وإنما يوضع في الاعتبار المكان الذي سيحيا فيه ولا يكفى أن يحسم الدير الأمر على مستواه فقط، حيث يأتي بعد ذلك الترغيب في الرهبنة ولكنه من المناسب أن يحسم الشخص الأمر على مستواه أولا ومن ثم يتقدم إلى الدير، والذي يبدأ عندئذ دوره في دراسة الأمر والموافقة في النهاية أو الاعتذار.. وأديرة تقبل السن الصغير، ربما العشرين أو بعده بقليل، وأخرى تحبذ الثلاثين وما يليها، ويرى الفريق الأول أن حديث السن يسهل تشكيله وأن استعداده للطاعة والنسك والجهاد يفوق المتقدم في السن، بينما يرى الفريق الآخر أن سن الثلاثين وما بعدها هي سن النضج. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
الوحيد بين شقيقات لعل المانع الوحيد لتجنيد الأخ الوحيد كونه سيحمل عبء الأسرة عند كبر الأب، وبالتالي فإنه يعفى أيضا الأخ الكبير من التجنيد في حالة وفاة الأب أو إحالته إلى المعاش إذ يصبح هو عائل الأسرة، ولكن ترى ما هي الأسباب التي دفعت بعض الأديرة إلى الاعتذار لطالبي الرهبنة متى كان المتقدم وحيدا بشكل عام أو وحيدًا بين شقيقات، سألت نيافة الأنبا ايسوزورس رئيس الدير خلال السنوات العشر الماضية -هي مدة رئاسته للدير- أي شخص وحيد، فقال:- رأيت بالتجربة والخبرة الشخصية أن ذلك غير مناسب، وقد أيدنى في ذلك الكثير من رؤساء الأديرة، حين ناقشنا هذا الأمر في لجنة الرهبنة المنبثقة عن المجمع المقدس، وذلك لعدة أسباب: 1- أن الوحيد هو عائل أسرته، والمتبع في الرهبنة أن يضحى الشخص بماله ووظيفته وراحته هو حبا بالمسيح ورغبة في الحياة معه متجردا من أمور هذا العالم، لا أن يضحى براحة أسرته ومواردهم التي من المفروض أن يكفلها لهم، والكتاب يقول (وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو أشر من غير المؤمن) (1تى 5: 8) وبالتالي فقد يناسبه الزواج ولكن هذا شأنه هو. 2- يخشى أن يكون الوحيد هو شخص مترف مدلل، كان محط الأنظار والأضواء لسنين عديدة نال فيها من الترفيه ما يجعل من رهبنته سببا في تعبه وشقائه، نظرا لشظف العيش وقسوة الحياة وتجاربها، فنضع بذلك عليه ثقلا لا قبل له باحتماله. 3- أنه قد يتعرض مثل ذلك الشاب –وهو يقيم بالدير- لحروب ثقيلة بخصوص أسرته، حيث تنتابه القلاقل عند توارد أي أخبار تقلقه عنهم مما يدفعه إلى محاولة الاطمئنان عليهم بشتى الطرق وفي هذا تشتيت للذهن وخروج به عن دائرة اهتماماته الحقيقية إلى اهتمامات عالمية. 4- أنه وفي المقابل فقد يبادله الأهل ذات المشاعر وما يرافقها من قلق، مما يدفعهم أيضا وبالتالي إلى بذل شتى المحاولات للاطمئنان عليه، وقد يحدث أن تتطور الأمور إلى الحد الذي يجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عن اهتمامه وخدمته لهم. 5- أما تحسب له رعايته لأسرته جهادا ورسالة تستحق المكافأة الأبدية! إن قلبها بفرح وأتمها بأمانة. وهل يجوز له أن يتركهم وهل يسر الله بمثل ذلك؟ ومع ذلك فإذا ترهب بالفعل فإنه يجب ألا يشغل ذاته بهم (يرد في بستان الرهبان أن القديس بيمن رفض التدخل لدى الرائي لإنقاذ ابن أخته المسجون، كما نقرأ عن آخر رفض إعطاء أخته طعاما في وقت المجاعة، حيث من المحتمل أن يستلزم الأمر عودته إلى العالم ليعمل من أجل إعالتهم، وربما كان ذلك أيضا بحيلة من الشيطان ليخرجه من البرية). ومع ذلك يقول نيافته: أنه قد نجح الكثيرون ممن لهم مثل هذه الظروف الأسرية، في الحياة الرهبانية واستطاعوا التغلب على هذه الظروف غير المواتية، ولكنها مخاطرة على أية حال يجب التحسب لها جيدا. |
||||
04 - 04 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
وكثيرون -في المقابل- قرر الدير قبولهم فلم يأتوا يلح الشاب أو الفتاة شهورا عديدة مستعجلا الآباء في الدير، وقد تصل فترة التردد على الدير بما فيها من التدريبات والنقاشات والمحاورات والزيارات المتتابعة للدير، ما يزيد عن السنة، فإذا ما وافق الدير أخيرًا وقرر قبول ذلك الشاب، فوجئ الشاب أن الأمر قد تحول فجأة بهذا القرار إلى مفاجئة غير سارة! فقرر من جانبه ألا يأتي، وفي حالات أفضل قليلا جاء الشاب وأقام لمدة يوم أو ليلة أو أسبوع على الأكثر ثم عاد أدراجه ليبدأ رحلة مؤلمة، بسبب الشعور بالفشل وقد يرافقه هذا الشعور طوال حياته، وقد رأينا كيف عاش أكثر هؤلاء أسرى تبكيت الضمير حتى بعد زواجهم وإنجابهم وراحوا يروون ذلك لزوجاتهم وأولادهم، وكأنهم يقولون لأولادهم: "هزمنا في معركة وليتكم تحققون ما لم نستطيع نحن تحقيقه" (أو هزمنا في اليدان وليتكم تخوضون تجربتنا). هنا نستطيع القول بأن القرار نفسه يكشف الشخص، أو بمعنى أدق يجسم للشخص حجم "المشروع"، وخطورة القرار المقدم عليه، تماما مثل قفزة الثقة التي يجب على المتقدم لكلية الشرطة اجتيازها، إنه يعرفها ويسمع عنها منذ صغره كما أنه متأهب لها وقد اجتاز العديد من الاختبارات البدنية والصحية والنفسية في سبيل الالتحاق بالكلية بينما يتبقى أن استعداده للمغامرة والشجاعة، فتكشفه هذه القفزة!! (يصل البعض إلى آخر ذلك اللسان الذي يقفزون من فوقه، فتسمر أقدامهم وتتحول أجسادهم إلى قوة جبارة للرفض، وقد يضطر الضابط المشرف إلى دفعه نحو الماء حتى يجتاز الاختبار ولو بشكل ما). ويظهر بالتالي أن هدف ذلك الشاب المقدم على الرهبنة، لم يكن أبعد من بوابة الدير إلى الداخل، وربما دخل في تحد مع نفسه من أجل تحقيق هذا الهدف وهو الحصول على موافقة الدير باعتبارها العقبة الكؤود، فبذل الكثير من الجهد لقاء تحقيق ذلك (أصول الحياة الروحية / ص 55)، وربما أشيع بين أخوته من الخدام وأقاربه وزملائه في العمل خبر رهبنته، فامتدحوه كثيرا، فلم ير بديلا عن أن يحقق لهم ذلك، هذا وقد وصل عدد الذين حصلوا على موافقة الدير (دير البرموس) بالالتحاق بالرهبنة ثم عدلوا عن رغبتهم إلى عشرة شبان وذلك خلال السنوات العشر الماضية. عن المتقدمين للرهبنة يقول القديس أنطونيوس أن البعض أتوا إلى الطريق بموجب ناموس المحبة الكائن في طبيعتهم، وعندما جاءتهم كلمة الله قبلوها بفرح ودون شك مثل إبراهيم أب الآباء والذي يعد نموذجا في الاقتراب إلى محبة الله، ويرى القديس أيضا أن هناك أيضا من يسمعون كلمة الله المكتوبة عن مجد الأبرار وآلام الأشرار فتتيقظ نفوسهم ويدخلون إلى الطريق (ولعله هو نفسه ينتمي إلى هذا النوع) وأما النوع الثالث فهو الذي يأتي بعد تأديبات من الله فيقدم توبة ويدخل إلى معرفته (رسائل القديس أنطونيوس/ الرسالة الأولى/ بيت التكريس 1984م / ص12، 11). ولاشك أن هناك عملا للروح القدس داخل الشخص الذي يترهب، فالرهبنة هي عمل إلهي إذا لا يستطيع إنسان بقدرته العقيلة والنفسية أن يقدم على طريق ثل هذا ما لم يسنده الروح القدس، فيستخف بكل شيء في العالم ويدير له ظهره في اتضاع، فالرهبنة ليست كلاما فلسفيا جميلا ولكنها خبرة وواقع يعاش ويتحقق، وقد عرفت بلاد الهند قبل المسيحية وليونى ناسك (أصول الحياة الروحية/ ص 86)، مما يعكس الميل الطبيعي لدى الإنسان للعزلة والتأمل، ولكن ذلك كان في إطار نفسي فقط، في حين أن النسك والترويض المسيحي في إطار الرهبنة له دافع آخر وهو سمو الروح، فإن الحاجة إلى واحد اختارته مريم أخت مرثا، وإذا كان هناك راهب أول تبعه جميع الرهبان والراهبات المسيحيين فهو بلا شك السيد المسيح الذي فتح لنا طريقا بالبتولية والنسك والطاعة حتى الموت. |
||||
|