24 - 02 - 2017, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
شهادة القديس غريغوريوس اللاهوتي فيه في أكثر من موضع، في مواعظ القديس غريغوريوس اللاهوتي، كلام عن القديس باسيليوس يعكس صورة أصيلة عنه لأن الرجلين ارتبطا بصداقة تمتنت مع الأيام منذ أن التقيا في قيصرية وعبرا بأثينا وإيبورا إلى آخر أيام باسيليوس. فلقد كتب غريغوريوس إليه مرة يقول: "أني أتنشقك أكثر مما أتنشق الهواء. وأنا سواء كنت حاضراً أم غائباً، لا أعيش إلا الوقت الذي أنت فيه معي". وكتب عنه يقول: "لما حصل التعارف بيننا واتضحت رغبتنا المشتركة في درس الفلسفة الحقيقية أصبح كل واحد منا للآخر كل شيء. كان لنا سقف بيت واحد وطاولة واحدة ندرس عليها، وعواطف مشتركة. إن أعيننا كانت تحلق نحو هدف واحد، وعاطفتنا لم تكن إلا يتزيد وتترسخ يوماً بعد يوم...." هذا وفي رأي القديس غريغوريوس أن من الناس من برزوا في إحدى المناقب وآخرون في إحدى أشكال الفضيلة وهي كثير، ولكن ما من احد بلغها كلها أو أدرك في المحمدة الواحدة شأواً بعيداً. أما باسيليوس فقد أتى على جميعها حتى أضحى مفخرة للطبيعة. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
باسيليوس هو الكبير، قاعدة الفضيلة للجميع. وهو رجل سخي تخطى جسده قبل أن يترك هذا العالم. غناه كان الاستغناء عن كل شيء. كان همه أن يكون حقيقة لا أن يظهر فاضلاً. اختار طريق الفقر والعوز ولم يرغب في الكرامة. ولما فضل طرح كل الأشياء التي في حوزته جاز بخفة بحر هذه الحياة. كان يعيش بالقوت الضروري فقط. ولذته أن يمتع النظر في الزنابق والطيور. يفتخر بثوبه الوحيد وعباءته الوحيدة وافتراشه الأرض وانقطاعه عن الاستحمام. من أكرم البتولية أكثر من باسيليوس ومن سن الشريعة للجسد لا بمثاله فقط بل بجهوده أيضاً؟! عطف الجمال إلى الداخل، من الأمور المنظورة إلى الأمور الغير المنظورة. إي إنسان أكرم الفضيلة وعاقب الرذيلة، وكان عطوفاً مع المستقيمين جافياً مع المنافقين أكثر من باسيليوس، وهو الذي كانت ابتسامته في غالب الأحيان ثناء وسكوته توبيخاً يعذب الإثم في صميم الضمير؟ أي إنسان كان حلو المجالسة مثل ما عرفت في باسيليوس أنا الذي خدمته أكثر من غيري؟ من كان أرق منه كلاماً في رواية الأخبار وفي المزاح بأدب والتأنيب بلطف؟ لم يكن ليحول اللوم إلى خشونة ولا الصفح إلى تراخ. من فاقه في تطهير نفسه وتأهيلها للكلام عن الأمور الإلهية؟ من استنار أكثر منه بنور اعلم فأمعن النظر في أعماق الروح ومع الله استقصى أعمال الله؟ هذب الأخلاق كلها وعلم سمو التعاليم فمال بالأنظار عن الحاضرات وصرفها إلى المقبلات. جماله الفضيلة وعظمته التعليم باللاهوت وسيره الحركة المتواصلة المؤدية إلى الله في مصاعدها، وقوته بذر الكلام وتوزيعه. في اعتقادي أن أقدر الناس كلاماً من تفرد بحفظ أقوال باسيليوس فحملها على لسانه، وفقه لها الإسماع. وحده من كل الذين سبقوه أغنى الراغبين علماً. اقتدى بغيرة بطرس وحمية بولس والصوت الكبير لابني زبدى وببساطة التلاميذ واعتدالهم. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
بعض ملامحه ورد عن القديس باسيليوس أنه كان طويل القامة، نحيف الجسم، ناشف القسمات، أصفر اللون، نظراته تأملية، أصلع الرأس تقريباً، ذا لحية طويلة. كان بطيئاً في الكلام، كثير التفكير، خجولاً يتحاشى الجدل العلني، جريئاً، شجاعاً عندما يلتزم الدفاع عن قضية عادلة، محباً للعزلة والصمت، يتمتع بالقدرة على ضبط النفس. يحافظ على هدوئه وبرودة أعصابه. ذو أدب جم ومتوازن في التصرف. يبتسم عندما يرضى بالأمر ويسكت عندما يرفض. هذا وقد ورد أنه فقد أسنانه في حدود السادسة والأربعين. وكانت أوجاع بدنه عارمة لدرجة أنه من سن الثالثة والأربعين كان أعجز عن الإتيان بأية حركة من دون وجع. على أن نفسه كانت قوية. لذلك كان يعمل بشكل شبه متواصل. يكتب ويملي ويزور الكنائس ويقارع أعداء الإيمان ويدافع عن الأرثوذكسية. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
بعض ما كتب عندنا منه شروحاته على "ستة أيام الخلق" التي قال عنها القديس غريغوريوس اللاهوتي أنه لما يقرأها يشعر بأنه متحد بخالقه ويفهم أسباب الخليقة فهماً أفضل. وله شرح للمزامير ومواعظ إيمانية ومواعظ عن عدد من القديسين كالأربعين شهيداً. وثمة مقالة له عن الروح القدس ورسائل تبلغ الثلاثمائة والخمسة والستين عدداً. وله أيضاً إصلاحاته الليتورجية وقوانينه الرهبانية. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
بعض أخباره جاءت القديس مرة امرأة فقيرة ظلمها موظف حكومي عساه أن يتوسط لديه لأنها حسبت أن الموظف كان يكن له احتراماً كبيراً. فأخذ القديس ورقة وكتب إلى الرجل الرسالة التالية: "هذه المرأة الفقيرة حضرت أمامي قائلة أن رسالة مني تعني لك الكثير. فإذا كان الأمر كذلك فهات على ذلك برهاناً وأرأف بهذه المرأة الفقيرة". أخذت المرأة الرسالة وسلمتها للموظف. فلما قرأها أجاب عليها بالكلمات التالية: "تصديقاً لما ورد في رسالتك، أيها الأب القديس، فإني أرغب في إظهار الرحمة في شأن هذه المرأة لكني لا أستطيع لأنها ملزمة بدفع الضريبة العامة". فكتب إليه القديس من جديد: "حسن أنك ترغب في إظهار الرحمة حيال هذه المرأة ولا تقدر. ولكن إن قدرت ولم ترغب في ذلك فإن الله سوف يحصيك مع المعوزين حتى لا تقوى على فعل ما ترغب أنت فيه". ولم يمض وقت طويل على الرسالة حتى بلغ الإمبراطور ظلمة الناس فغضب عليه وأخذ وظيفته منه وسجنه. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
باسيليوس وأفرام سمع القديس أفرام السرياني، وهو في الصحراء، عن القديس باسيليوس فأخذ يصلي إلى الله أن يريه أي نوع من الرجال يكون. وإن هي سوى أيام قلائل حتى رأى، في انخطاف، عموداً من نار رأسه في السماوات، وسمع صوتاً يقول له: "أفرام، أفرام! كما ترى هذا العمود الناري كذلك باسيليوس! فقام القديس أفرام لتوه إلى قيصرية آخذاً معه مترجماً ينقل له الكلام إلى السريانية لأنه كان لا يعرف اليونانية. فلما وصل إلى هناك، وكان عيد الظهور الإلهي، دخل إلى الكنيسة فعاين باسيليوس في أبهة عظيمة فقال في نفسه: أترى تعبنا في المجيء عبثاً؟! كيف يمكن لهذا المتجلبب بالمجد والكرامة أن يكون عموداً نارياً؟! في تلك الأثناء، عرف باسيليوس بالروح بحضور أفرام فبعث إليه برئيس شمامسته قائلاً: اخرج إلى باب الكنيسة الغربي فتجد راهباً قصير اللحية، قصير القامة. فقل له رئيس الأساقفة يدعوك. ففعل رئيس الشمامسة كما أمره باسيليوس. فلما وصل إليه، بعد لأي، قال له رئيس الأساقفة يدعوه. فأجاب أفرام عبر المترجم: لا شك أنك تقصد أحداً آخر لأننا نحن غير معروفين عند رئيس الأساقفة وقد وصلنا لتونا. فعاد رئيس الشمامسة إلى باسيليوس وكان حينذاك يعظ. فإذا بأفرام يرى ناراً تخرج من فم باسيليوس متكلماً. ثم قال باسيليوس لرئيس شمامسته: عد إلى الراهب الذي رأيته وقل له: يا سيدي أفرام، أتوسل إليك أن تأتي إلى الهيكل فإن رئيس الأساقفة يدعوك! فعاد رئيس الشمامسة وقال له ذلك الكلام عينه، فتعجب أفرام ومجد الله وسجد إلى الأرض قائلاً: حقاً أن باسيليوس كبير هو عمود من نار والروح القدس يتكلم فيه". |
||||
24 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
ثم أن التمس القديس أفرام أن يرى باسيليوس على انفراد بعد الخدمة الإلهية. فلما التقى الرجلان قبل باسيليوس أفرام وقال له: "أهلاً بك، يا أبانا الذي ضاعف عدد تلاميذ المسيح في البرية، وبقوة المسيح طرد منها الشياطين. لم تحملت كل هذه المشاق لتأتي وتنظر رجلاً خاطئاً؟ جازاك الله خيراً عن تعبك! فأفضى إليه أفرام بكل ما في قلبه وتناول القدسات من يده. ولكن لما جلس الاثنان إلى المائدة ليأكلا شيئاً أن سأل أفرام باسيليوس منة قائلاً: لقد علمت، أيها الأب القديس، أن الله يعطيك ما تطلب. لذا أسألك أن تصلي من أجلي ليهبني المولى القدرة على التكلم باللسان اليوناني. فأجابه باسيليوس قائلاً: طلبك أكبر من طاقتي، ولكن، لنصلي إلى الله عسى أن يعطيك منية قلبك لأنه قال أنه "يتمم بغية خائفيه ويسمع تضرعهم ويخلصهم" (مزمور19:144). فبعدما صليا طويلاً راكعين، قال له باسيليوس: مر، أيها الأب المكرم. أن نقف على أقدامنا. في تلك اللحظة بالذات أخذ أفرام يفهم اليونانية وقال هو نفسه فيها: أعضد وخلص وارحم وأقمنا واحفظنا يا لله بنعمتك". فمجد الله كل الذين كانوا حاضرين. وقد بقي أفرام عند باسيليوس ثلاثة أيام، ولم يغادره إلا بعدما سامه باسيليوس شماساً وصاحبه المترجم كاهناً. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
رقاد القديس باسيليوس رقد القديس باسيليوس الكبير في أوائل كانون الثاني من العام 379م عن عمر ناهز التاسعة والأربعين أو الخمسين. وقد ذكره معاصروه، ومن بينهم القديس غريغوريوس اللاهوتي، أنه بعدما كان ممدداً على سرير الاحتضار وقد ضؤلت النسمة في منخاريه، إذا بالحياة تدب فيه من جديد كأنما كان قد ترك أمراً لم ينجزه ورغب في نجازه. وبالفعل فإنه امتلأ بحيوية ووضع يده على بعض من الخدم وسامهم كهنة وشمامسة. ثم عاد وتمدد من جديد وأسلم الروح. كل المدينة كانت حوله. كانت الخسارة أعظم من أن تعوض. كانوا كمن يحاول منع باسيليوس من مغادرتهم. بان الألم سيد الموقف وكل، حسب القديس غريغوريوس اللاهوتي، كان مستعداً لأن يتنازل عن قسط من حياته لحساب راعي النفوس الكبير. ولكن، عبثاً حاولوا، لأن الملائكة أخذته. وبعدما جُعل على كرسي ومشى به المشيعون في موكب مهيب، أخذ الناس يدوسون بعضهم بعضاً. وسقط عدد منهم صرعى. وقد التقى في مأتمه اليونانيين واليهود والغرباء. ولعل قوماً ظنوا أن مجيء المسيح ثانية كان على الأبواب. وقد جرت برفاته عجائب جمة. كما قيل أن نفسه استقرت قريبة من العرش الإلهي تحقيقاً لاسمه الذي معناه الملكي. هذا هو النموذج الأول للأسقف القديس في كنيسة المسيح. كان معلماً للمسكونة وقمراً للإيمان الأرثوذكسي وأباً للرهبان ومشرعاً ومعيلاً للفقراء وعناية لكل الذين وضعوا رجاءهم على الله. ومعزياً للمضنوكين وسنداً للضعفاء ومؤدباً للملوك. تعيد له الكنيسة الغربية في 14 حزيران، وكانت، قبل القرن التاسع للميلاد، تعيد له في أول كانون الثاني. جمجمته، إلى اليوم، موجودة في دير اللافرا الكبير في جبل آثوس. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
طروبارية للقديس باسيليوس باللحن الأول إلى كُلِّ الأَرضِ القابِلَةِ أقوالَك، أَيُّها الأبُ البَّارُّ ذَهَبَ صُوتُك، الذي بِهِ حَدَّدْتَ العَقائِدَ تَحديداً يَليقُ بالله، وأَعْلَنْتَ طبيعةَ الكائنات، وثقَّفت أخلاق البشر، يا ذا الكهنوتِ الملوكي باسيليوس، فتشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا. قنداق للقديس باسيليوس باللحن الثالث إن سيّد الكل يحتمل الإهانة، فيختن زلاَّت البشر بما أنه صالحٌ، ويمنح اليوم الخلاصَ للعالم، فيبتهجُ في الأعالي رئيس كهنة الخالق، المتوشح بالضياء، مسارُّ المسيح الإلهي باسيليوس. |
||||
24 - 02 - 2017, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك (+379م)
قنداق للقديس باللحن الرابع لقد ظهرتَ قاعدةً غير متزعزعة للكنيسة، موزعاً للبشر كافَّةً سلطاناً لا يُسلبَ، خاتماً إياهم بعقائدك، أيها البار المظهر الأشياء السماوية باسيليوس. |
||||
|