منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 06 - 2012, 04:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056
افتراضي

(د) الهلال الخصيب:
منذ فجر الحضارة والإنسان عاكف على استغلال البيئة وتدميرها، لكن تأثيره فيها يختلف من بلد إلى بلد ومن عصر إلي عصر. ففي بلاد بين النهرين -على سبيل المثال- سمحت فترات الهدوء والسلام النسبيين بظهور المدن الكبرى والحضارات التي قامت على أساس الزراعة الناجحة، فاختفى الكثير من النباتات والحيوانات البرية، وقد أحدث انتشار الجفاف -في وقت ما- تدميرًا للبيئة لا رجعة فيه. ولكن هذا الجفاف لم يصب مصر لأن نهر النيل كان يجدد كل سنة خصوبة الأرض ويرويها بمياهه الوفيرة.
وقد أمكن للغالبية من الحيوانات، العيش في بعض المناطق مثل الجبال والصحاري حيث توافرت لها الحماية الطبيعية، كما عاشت في المناطق التي يحرم فيها الصيد، التي حددها الملوك وحافظوا عليها لمتعتهم الشخصية.
رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2012, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

(هـ) فلسطين:
لم تستمتع هذه البلاد بفترات طويلة من السلام، وكانت أطول تلك الفترات هي عصور حكم داود وسليمان، وانتهت بموت سليمان. وقد عانت البلاد بعد ذلك - خلال قرون عديدة - من الاضطرابات وعدم الاستقرار والغزوات المتكررة، ولم تزدحم بالسكان سوى أجزاء قليلة -باستثناء وادي إسدرالون- وطوال ذلك العصر كانت الحيوانات البرية في فلسطين - على الأرجح - أقل تأثرًا منها في البلاد المجاورة.
وبتوالى فترات التشريد والشتات، وتساقط أعداد كبيرة من الضحايا، ظل عدد السكان محدودًا، واستمرت معاناة فلسطين تحت حكم اليونان ثم الرومان حتى العصر المسيحي. ويبدو أن غالبية النباتات الطبيعية لم تتأثر خلال تلك العصور، كما ظلت البلاد ملاذًا للحيوانات البرية، مع حدوث تغير طفيف نسبيًا في الحياة الحيوانية منذ أيام القضاة حتى العصور الوسطى، وإن صح هذا الافتراض، فان الحيوانات البرية التي جاء ذكرها في الأسفار المقدسة منذ عصر موسى، كانت أكثر عددًا وأوسع انتشارًا مما هي عليه الآن، كما كانت أقرب التصاقًا بالحياة اليومية لعامة الناس.
كان الناس يزرعون مساحات محدودة من الأرض، وكانت قطعان الماشية ترعى في مساحات شاسعة بحثًا عن الحشائش مع توفير الحماية لها من الحيوانات المفترسة ومن الطامعين فيها من القبائل الأخرى. وظلت تربة سفوح الجبال - تحت هذه الظروف - ثابتة دون تأثر ملموس بعوامل التعرية. أما التبديد الكبير للتربة فقد حدث بين نهاية العصر الروماني ونهاية القرن التاسع عشر، بدرجة تفوق كل ما سبق، وإن كان من العسير تحديد متى بدأت تلك المرحلة على وجه الدقة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2012, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

وكان وراء ذلك ثلاث أسباب رئيسية:
(1) لقد دمرت ماشية الرعي وبخاصة المعز -الذي كان يترك ليرعى حيث يشاء- مساحات شاسعة من النباتات من كل الأنواع تاركة سفوح الجبال معرضة لقسوة أمطار الشتاء وعواصفه، التي سرعان ما أزالت الطبقة الرقيقة من التربة التي تكونت عبر العديد من القرون. وما زال هذا الرعي العشوائي يجرى حتى اليوم في الكثير من المناطق، حيث نلاحظ -في فصل الربيع- وجود نباتات خضراء في مناطق الرعي السليم، كما نجد التربة وقد تعرت من كل خضرة في مناطق الرعي العشوائي.
(2) كانت تقطع الأشجار - داخل المساحات المزروعة وخارجها - للحصول على الأخشاب والوقود، مما كان له نفس الأثر كما فرض الحكم التركي - في وقت من الأوقات - ضريبة على الأشجار، مما دفع الأهالي لقطع أشجارهم للتخلص من تلك الضريبة.
(3) ولما فسدت التربة انخفض معدل إنتاجها بشدة، فكان من الضروري استخدام مساحات جديدة للزراعة بما في ذلك السفوح شديدة الانحدار، دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على التربة، وكانت النتيجة الطبيعية والحتمية هي المزيد من التعرية. وكانت زراعة سفوح التلال في الجليل الأعلى، عاملًا في إضافة المزيد من الطمي إلى بحيرة "الحولة"، فنشأت المستنقعات التي جففت أخيرًا (في منتصف القرن العشرين). وفي تلك البلاد الحارة نسبيًا. حيث تهطل الأمطار بدرجات متفاوتة في صورة عواصف شديدة في الشتاء والربيع، حين لا يكون على التربة غطاء نباتي كافٍ، يصبح من الصعب معالجة تلك التغيرات، ولا يمكن استعادة الوضع إلا بجهود شاقة متواصلة، باهظة التكاليف، لأنه عمل لا يصلح فيه استخدام الآلات.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2012, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

(و) التطورات الحديثة:
جاء القرن العشرين بالعديد من العوامل الحديثة التي أدت إلى تعقيد الموقف. وهذه العوامل خمسة في جملتها، والعاملان الأولان لهما تأثير مباشر، أما العوامل الثلاثة الأخرى فتأثيرهما غير مباشر:
(1) لقد شكلت البنادق الآلية سريعة الطلقات خطرًا كبيرًا على حيوانات الصحراء الضخمة التي كان يصعب الاقتراب منها. كما أن وسائل النقل السريعة وازدياد الثروات من البترول، جعلا الأمر أكثر سوءًا. ومنذ سنوات قليلة اعتبر "البقر الوحشي" الصحراوي من الحيوانات المهددة بالانقراض، كما تقلص بالفعل عدد الغزلان إلى حد بعيد.
(2) جذبت المنطقة في منتصف القرن العشرين علماء الحيوان وعلماء المحافظة على البيئة الطبيعية وعلى الحياة الحيوانية البرية.
ومع إنشاء المحميات الطبيعية وازدياد الاتجاه الإنساني في المحافظة على البيئة، أصبحت المنطقة غربي الأردن مكانًا ملائمًا لمعيشة الحيوانات من كل الأنواع، فالغزلان تعيش الآن في أمان. إلا أن هذا العامل لم يكن له تأثير على وجود البقر الوحشي، فأقرب مكان يوجد فيه الآن هو جنوبي الجزيرة العربية على بعد أكثر من ألف ميل.
(3) إن البرامج المكثفة لزراعة الأشجار في شكل غابات أو في شكل حزام أمان أخضر حول الطرق أو في البساتين، علاوة على إدخال نظام الزراعة المروية إلى مساحات شاسعة، كل هذا خلق بيئات جديدة وظروفًا مواتية أتاحت العديد من أنواع الحيوانات بخاصة الطيور، أن يعيش في ظروف أفضل تمامًا، فحمامة النخيل - مثلًا - وهى طائر أفريقي أصلًا، قد انتشرت الآن انتشارًا واسعًا حتى لقد أصبحت "آفة محلية"، ويبدو أنها السبب في اختفاء اليمام. ووصل البلبل الأفريقي من الجنوب وانتشر في الحدائق والبساتين، ومع أنه نافع للإنسان لأنه يتغذى على الحشرات إلا أنه يتغذى أيضًا على الفاكهة الناضجة.
(4) بدأت برامج استصلاح الأراضي بمعونات دولية، وتهدف إلى إعادة الغطاء الشجري لسفوح التلال، ويتم تشجيرها - غالبًا - بأنواع يمكن الإفادة من محاصيلها أكثر من الأنواع الأصلية، وبذلك تكون المحصلة النهائية مختلفة عن المجموع النباتي الأصلي، إلا أنها أصلح لمعظم أنواع الحياة الحيوانية من الأراضي العارية أو شبه العارية.
ويعتبر تجفيف مياه بحيرة "الحولة" نموذجًا مختلفًا لاستصلاح الأراضي، نتج عنه تغيير كبير في استخدام الأرض، فقد أصبحت مكانًا ملائمًا لإيواء الطيور المهاجرة، إلا أنها لم تعد بيئة مناسبة للحيوانات البرية الضخمة أو لأسراب الطيور المائية التي كانت تعيش فيها من قبل.
(5) كان من جراء تكثيف زراعة الأرض الصالحة للزراعة أن أصيبت بأوبئة خطيرة من القوارض وبخاصة "فأر الحقول". وكانت مقاومة هذه القوارض تتم بالمبيدات السامة القوية (مثل مركبات الثاليوم)، وتقوم الطيور والوحوش المفترسة بالتهام هذه القوارض المتسممة، فتموت بدورها من السموم، ثم تلتهمها حيوانات أخرى مثل ابن آوي والضبع والعقبان وغيرها فتموت بدورها. وقبل استدراك هذا الأمر، تناقصت أعداد بعض الحيوانات إلى عشر عددها الأصلي، مما يستلزم عشرات السنين من الحماية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وقد نشأت سلسلة مماثلة من الأضرار نتيجة لاستخدام مبيدات حشرية ثابتة لا تتحلل.
وقد اتحدت كل هذه العوامل، حتى أصبحت البيئة فقيرة في المجموع النباتي والحيواني. وأقل الحيوانات تأثرًا هي الطيور المهاجرة وبخاصة الأنواع الصغيرة منها. أما الثدييات الكبيرة فقد تقلصت أعدادها بدرجة كبيرة، فلم تعد توجد إلا حيث تتوفر لها الحماية. وما زالت الماشية هي أكثر الحيوانات عددًا. ورغم ذلك حدث فيها تغير كبير، فتربى الآن الماشية والخراف والكتاكيت في حظائر ومزارع -وبخاصة في المستوطنات الصحراوية- بينما حلت الجرارات الآلية الآن محل الحمير والجياد والجمال في أعمال الزراعة. كما تستخدم الآن الدراجات والسيارات في الانتقال والترحال.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي الحيوانات المائية في الكتاب المقدس
هل من الخطإ قتل الحيوانات؟‏ في الكتاب المقدس
كيف يجب معاملة الحيوانات؟‏ في الكتاب المقدس
الحيوانات النجسة في الكتاب المقدس
الحيوانات المفترسة في الكتاب المقدس


الساعة الآن 07:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024