18 - 10 - 2017, 11:08 AM | رقم المشاركة : ( 261 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
الأب فيليكا: زاره إخوةٌ ومعهم علمانيون، وطلبوا إليه أن يقولَ لهم كلمةً، أما الشيخُ فبقي صامتاً. فلما طلبوا إليه كثيراً قال لهم: «هل تبتغون أن تسمعوا للكلمةِ»؟ فأجابوه: «نعم أيها الأب». فقال لهم: «لما كان الإخوةُ يسألون المشايخَ ويصنعون ما يقال لهم، فإن اللهَ كان يُلهم الآباءَ بما يقولونه، وأما الآن فإنهم يسألون ولا يفعلون بما يقال لهم، لذلك رفع اللهُ موهبةَ الكلامِ عن الشيوخِ، إذ لا يجدون ما ينطقون به، لأنه لا يوجد من يعمل، لأن المزمورَ يقول: إن الربَّ اطَّلعَ من السماءِ على بني البشر فلم يجد من يفهم». فلما سمع الإخوةُ هذا الكلامَ تنهدوا قائلين: «صلِّ علينا أيها الأب».
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:08 AM | رقم المشاركة : ( 262 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
مضى شيخٌ من المشايخِ إلى مدينةِ الحكماءِ التي يُقال لها أثناس (أي أثينا)، حيث مكث ثلاثةَ أيامٍ لم يناوله أحدٌ فيها طعاماً، ولم يكن له شيءٌ سوى السبانية التي هو ملتفٌ بها، وفي اليومِ الرابع اشتدَّ عليه الجوعُ، فقام وجاء بقربِ الموضعِ الذي يجتمعُ فيه الحكماءُ، وهناك أخذ يصيحُ ويصفقُ بيديه ويقول: «ويلي، يا رجال أثناس أغيثوني». فاجتمع إليه الحكماءُ وعليهم أزرٌ مُذهبةٌ، فقالوا له:«ما شأنُك، ومن أين أنت»؟ فقال لهم: «أنا إنسانٌ راهبٌ، ومنذ خرجتُ من وطني وقعتُ في أيدي ثلاثةِ غرماء، اثنان منهم قد وفَّيتُهما حقَّهما فانصرفا، أما الثالث فإنه لا يفارقني مطالِباً بحقِه، وليس لي ما أوفيه». قالوا له: «ومن هم أولئك الغرماءُ لنعرفَهم، وأين الذي يؤذيك»؟ فقال لهم: «آذاني حبُّ المالِ والزنى والحنجرةُ، فاسترحتُ من اثنين وهما حبُّ المالِ والزنى، لأني لا أمتلكُ من الدنيا شيئاً، ولا أتعلق بحبِّ إنسانٍ ما، وأما الحنجرةُ فلا أستطيعُ أن أستريحَ منها، ولي اليومَ أربعةُ أيامٍ لم أذق فيها طعاماً، وها بطني مثلُ غريمِ سوءٍ يطالبني مريداً أن يأخذَ مالَه، وإن لم أعطِه، فإنه لا يدعني أعيش». فظن بعضُ الحكماءِ أنه يمزح، فأعطوه ديناراً، فلما أخذه ذهب إلى بائعِ الخبزِ وأعطاه له، وأخذ خبزةً واحدةً وانصرفَ بسرعةٍ إلى خارجِ المدينةِ، فعلم الحكماءُ إنه بالحقِ ذو حسناتٍ، فأعطوا الرجلَ ثمن خبزتِه، واستردوا الدينارَ. الأب خوما: لما دنت وفاتُه، قال لتلاميذِه: «لا تكن لكم خلطةٌ مع هيراطيقي، ولا معرفةٌ برئيسٍ، ولا تكن أياديكم مبسوطةً للأخذِ، بل بالحري للعطاءِ». قال شيخٌ: «إن أعرفُ إنساناً من أهل القلالي، هذا قد صام جمعةَ الفصحِ كلَّها، فلما كان وقتُ الاجتماعِ في عشيةِ السبتِ، لم يحضر مع الإخوةِ، لئلا يأكلَ شيئاً مما يوضع على المائدةِ، بل عمل في قلايتهِ يسيراً من السلقِ، وأكله بغيرِ زيتٍ». |
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 263 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
قيل عن أنبا أور وأنبا تادرس إنهما كانا يطليان قلايةً بالطينِ، فقال أحدُهما للآخرِ: «لو افتقدَنا الربُّ في هذه الساعةِ فماذا نصنعُ»؟ فبكيا وتركا الطينَ، وانصرف كلُّ واحدٍ منهما إلى قلايتهِ.
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 264 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
قيل عن أنبا أور إنه لم يكذب قط، ولم يحلف، ولم يلعن، ولا كان يتكلم إلا للضرورةِ، وكان يوصي تلميذَه قائلاً: «انظر يا ابني، لا تُدخل هذه القلايةَ كلمةً غريبةً». حدث مرةً أن مضى تلميذ أنبا أور ليبتاعَ خوصاً، فقال له البستانيُ: «إن أنساناً أعطانا عربوناً من ثمن الخوصِ، ولم يرجع إلى الآن، فادفع الثمنَ وخذه». فأخذه وجاء وأخبر الشيخَ بما قاله البستانيُ، فلما سمع الشيخُ بذلك، حط بيديه على الأرضِ وقال: «إن أور لن يعملَ في هذا العامِ عملاً». وفعلا لم يدع الخوص يدخل قلايتَه، فأخذه التلميذُ وردَّه إلى صاحبهِ. قال الأنبا أور: «إن وقع بينك وبين أخٍ حزنٌ، وجحد ما قاله فيك، فلا تلاججه، وإلا فمصيره أن يتوقَّح ويقول: نعم، أنا قلت». قال أحدُ الشيوخِ: «إنَّ لي أربعينَ سنةً أحسُّ بقتالِ الخطيةِ في قلبي، وما خضعتُ لها قط لا بشهوةٍ ولا بغضبٍ». |
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 265 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
قيل عن أنبا قيسان: إنه ذهب إلى شيخٍ له أربعون سنةً في البريةِ، وسأله بدالةٍ: «ماذا قوَّمتَ أيها الأبُ في هذه الخلوةِ التي لا تكاد تلتقي فيها بإنسانٍ»؟ فأجابه قائلاً: «إني منذ أن ترهبتُ، لم تبصرني الشمسُ آكلاً». فقال له سائلُه: «ولا أبصرتني الشمسُ غاضباً قط».
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 266 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
قال القديس لنجينوس: «الصومُ يوضعُ الجسمَ، والسهرُ يُطهِّر العقلَ، والسكوتُ يجلبُ البكاءَ، والبكاءُ يُعَمِّّد الإنسانَ ويجعله بغيرِ خطيةٍ». وقيل إنه كان لهذا الأبِ تخشعٌ كبيرٌ في صلاتِه وقراءتِه، فقال له تلميذُه مرةً: «هل هذا هو القانون الإلهي يا أبي، أن يبكيَ الإنسانُ في خدمتِه لله»؟ فأجابه: «نعم يا ولدي، هذا هو القانون، ليس لأن اللهَ قد صنعَ الإنسانَ للبكاءِ، بل للفرحِ والسرورِ، وليخدمَه بطهارةِ قلبٍ، وعدمِ خطيةٍ كالملائكةِ، فلما سقط الإنسانُ في الخطيةِ، احتاج إلى النوحِ والبكاءِ، وحيث لا توجد خطيةٌ، فليست هناك حاجةٌ إلى البكاءِ». |
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 267 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
سأل أخٌ أنبا تادرس قائلاً: «إني أريدُ أن أُتَمِّمَ الوصايا». فقال له الشيخُ: «حَدث أن كان البابا ثاؤفيلس البطريرك في البريةِ، فقال: إني أريدُ أن أُكمِّلَ فكري مع اللهِ. فأخذ دقيقاً وصنعه خبزاً، فأتاه مساكين يطلبون شيئاً، فأعطاهم الخبزَ، ثم طلب منه آخرون فأعطاهم الزنابيل، وطلب منه غيرهم، فأعطاهم الثوبَ الذين كان يلبسه، ودخل القلايةَ ملفوفاً في وزرةٍ، ومع كلِّ ذلك فإنه كان يلومُ ذاتَه قائلاً: إني ما أتممتُ وصيةَ اللهِ».
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:09 AM | رقم المشاركة : ( 268 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
ومرةً توجَّه البابا ثاؤفيلس إلى الإسقيط، فاجتمع الإخوةُ وقالوا لأنبا بفنوتيوس: «قل للبابا كلمةً واحدةً لكي ينتفعَ». فقال لهم الشيخُ: «إن لم ينتفع بسكوتي، فحتى ولا بكلمتي ينتفعُ». فسمع البطريركُ ذلك وانتفع جداً.
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:10 AM | رقم المشاركة : ( 269 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
قال أنبا بيمين عن أنبا يوحنا القصير: «إنه طلب إلى اللهِ فرفع عنه الآلامَ وصار بلا همٍّ. فلما توجَّه إلى الشيخِ قال له: ها أنا تراني يا أبي مستريحاً، وليست لي أشياءٌ تقاتلني بالجملةِ. فقال له الشيخُ: امضِ اسأل اللهَ أن يُرجِع إليك القتالَ، لأنه بالقتالِ تنجحُ النفسُ وتفوزُ. فلما جاءه القتالُ، لم يصلِّ كي يرتفعَ عنه، بل كان يقول: أعطني يا ربُّ صبراً على الاحتمالِ».
|
||||
18 - 10 - 2017, 11:10 AM | رقم المشاركة : ( 270 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب بستان الرهبان
سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «يا أبي، كيف يأتي الإنسانُ إلى الاتضاعِ»؟ فأجابه الشيخُ: «ذلك بأن تكون فيه مخافةُ اللهِ». فقال الأخُ: «وبأيِّ شيءٍ تأتي مخافةُ اللهِ»؟ قال الشيخُ: «بأن يجمعَ الإنسانُ ذاتَه من كلِّ الناسِ، ويبذلَ جسمَه للتعبِ الجسدي بكلِّ قوتِه، ويذكرَ خروجَه من الجسدِ ودينونةَ اللهِ له». قيل: التقى الشيطانُ مرةً بالأب مقاريوس، وهو حاملٌ خوصاً، وقال: «ويلاه منك يا مقاريوس، هو ذا ما تصنعَه أنت أصنعه أنا كذلك، أنت تصومُ وأنا لا آكلُ، أنت تسهرُ وأنا لا أنامُ، ولكن بشيءٍ واحدٍ تغلبني». فقال له الشيخُ: «وما هو»؟ فأجابه الشيطانُ: «إنك بالاتضاعِ وحده تقهرني». |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بستان الرهبان كامل مسموع |
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان |
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع |
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس |
كتاب بستان الرهبان |