![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جهاد الصلاة يطرح عنّا ثقل الضيقة كما يجتمع الناس لدحرجة صخرة كبيرة، أو لدفع سيارة قد تَعطَّلت بطاريتها الكهربائية، ويبذلون جهدًا عظيمًا لدفعها للأمام، هكذا الآن مطلوب بذل الجهد في الصلاة بإيمانٍ من أجل إزاحة الوباء. لقد كثرت الدعوات لمشاركة جميع الناس في الصلاة، ومع أنه من المتوقع أن مَن لم يَتَعَوَّد على الصلاة، قد يجدها عملًا ثقيلًا.. لكن علينا جميعًا أن نثابر على الصلاة. قف وافتح أجبيتك، وردد المزامير، حتى ولو سرحت.. قف أمامه، واسجد على قدر ما تستطيع، وثق أنه سيأتي الوقت الذي تنال فيه عزاء، وقوة بالمثابرة في التضرع والصلاة.. أطع أمر الكتاب القائل: "وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" (كو 4: 2). ثابر وجاهد في التضرع بإيمان وثقة، بأن الرب يسوع سيقوم، وينتهر الريح والعاصفة. لقد ظن التلاميذ أن الرب يسوع المسيح نائمًا في السفينة حين هبت عليهم العاصفة، وكادوا يغرقون، فقالوا له: "وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟ فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ! اِبْكَمْ! فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ" (مر 4: 38، 39). لا تستسلم لثقل جسدك، وقف باستماتة، لأن تعبك في الصلاة بمثابة ذبيحة حب، تُشارك بها الشهداء، وبها يتحنن قلب الله، كقوله: "حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي..." (نش 6: 5). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الضيقة تدفعنا لتغيير أذهاننا علمنا الكتاب المقدس ضرورة تغيير دواخلنا، وليس فقط ما هو خارجي ومظهري، بقوله: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رو 12: 2). إنني أتخيل زوال ضيقة وباء كورونا في القريب العاجل، ولكن هل ستتغير دواخلنا، ونقتنع في يقين شديد، بضرورة الامتناع عن أمور سلبية، كنا نمارسها، في التعامل مع الله ومع القريب؟ وهل سنقتنع بالضغط على أنفسنا، لنطع وصايا الله، التي كنا نغفلها سابقًا؟ لقد كشفت ضيقة كورونا عن ضعفات، وسلبيات في كل منا. وكشفت أيضًا عن تقصير وإهمال نحو الله والإخوة. ولكن مهما كانت الإجابة هناك تساؤل هام، وهو هل نعاهد الله أن نجاهد في طاعته من الآن وفيما بعد؟ مثلًا ما هو موقفك يا أخي من الجهاد في الصلاة، وقراءة الكتاب، والتمتع بالقداسات؟ وهل ستدبر وقت كافٍ لذلك فيما بعد؟ هل سترحم نفسك، وتلجأ لإله الرحمة، وتعطي اهتمامًا بالأمور الروحية، بعدما تقتنع بالقول: "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رو 8: 6). ما هو موقفك من الحياة الأسرية، وخدمة أهل بيتك؟ هل سَتُصْلِح تقصيراتك في حقهم، وتخضع لله، الذي يوصيك، قائلًا: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ" (1تي 5: 8). لنضع في قلوبنا من الآن كيف نجدد سلوكنا، وتصرفاتنا من نحو الله والقريب، بعد زوال ضيقة كورونا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كيف سيذهب عنا وباء كورونا؟ كلنا ننتظر تحنن الله، ونتخيل زوال غمة وباء كورونا قريبًا، ليعم الأمان مرة أخرى، فنخرج من بيوتنا في سلام وأمان، بدون أقنعة على الفم، نلمس ما نريد، ونتحرك في حرية دون خوف، ولكن الأمر يتعلق بالأكثر بنعمة الله، التي سترفع عنا الغمة، كقوله: "يَا رَبُّ، تَجْعَلُ لَنَا سَلاَمًا لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا" (إش 26: 12). لقد أخبرنا الكتاب المقدس، أن ضربات الله أتت على مصر، بسبب غضبه على فرعون المعاند والمتكبر.. فمثلًا ضربة الجراد أتت، عندما أمر الرب موسى برفع عصاه على أرض مصر، وانقضت الضربة بأمره أيضًا، كقوله: "فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ، فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَى الأَرْضِ رِيحًا شَرْقِيَّةً كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ. وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ، حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ" (خر 10: 13). وهكذا تم الشفاء ببساطة، بمجرد أمر الله لموسى النبي. أنه سلطان الله النافذ، لأنه هو الضابط الكل، والمتحكم في خليقته. لا تستصعب زوال الغُمَّة يا أخي، لكن المهم في أمر شفائنا هو توبتنا، ورجوعنا لله، وحينئذ سيرضى الله علينا، ويأمر بانتهاء الضربة والشفاء، فتتلاشى. لقد خادع فرعون موسى، ولم ينفذ عهده، ولكن الله كان أمينًا، ونفذ وعده له بالشفاء في كل ضربة، مع أنه كان يعلم أنه غير صادق في وعوده، ومع هذا كان فرعون في كل مرة يخادع، وينكث بوعده، ويرفض تنفيذ أمر الله، ولهذا أتت عليه الضربات، الواحدة تلو الأخرى. إن الله يؤدب بحنان من أجل التوبة، بل يحذر بشدة من الهلاك القادم، كقوله: "كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو 13: 5). فهل نستجيب؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كيف أتوب، ليرفع عني الله الضيقة؟ قد يظن الناس، أنهم لم يفعلوا خطايا كثيرة تستوجب توبة، وإذا سألت البعض عن خطاياه، قد يشكر الله، لأنه لم يقع في خطايا الزنا أو القتل أو السرقة، كما يفعل الكثيرون... ذلك ليس لأنه بارٌ بلا خطية، ولكن لأنه لا يعرف خطيئته، وقد لا يريد أن يعرفها، لأنه يضل نفسه، كقول الكتاب: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا" (1يو 1: 8). أنصحك يا أخي الحبيب، أن تصلي دائما، قائلًا: "... تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (إر 31: 18). إن الخطية أشواك وأوجاع، وقد تؤدي بالخاطئ إلى الهلاك، لذلك صلي ليكشف لك الرب خطاياك، وثق أنه سيكشفها لك، إن كنت أمينًا في طلبك هذا. إخوتي الأحباء.. يجب أن نتوب عن خطايا الطباع والعادات، التي تؤثر على سلوكنا، لأنها خطايا ولود، ولكننا للأسف كثيرًا ما نتجاهل أمثال هذه الخطايا المركبة، فمثلًا... قد تكون قاسيًا، حينما لا ترحم من يخطئ في حقك وتغالي في تعنيفه، وهذا يعبر عن قساوة قلب، وعدم اهتمام بفضيلة الرحمة، وأيضًا عدم إحساس بمشاعر الآخر، وهي خطايا تؤلم قلب الله، وهذا بالطبع يحتاج منك لمثابرة في الصلوات، وصدق في التوبة.. وقد تكون ساخرًا من الآخرين على الدوام.. أو قد تكون متذمرًا على كل من حولك.. تلوم أحباءك، وتقرعهم، وترى على الدوام أخطاءهم، بينما لا ترى ما فيهم من أمور إيجابية.. صلِّ، واطلب أن يكشف لك الله خطاياك، وافحص طباعك جيدًا، ودقق في سلوكك، لكي يعطيك الله توبة، ويقبلك إليه، كقوله: "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يو 6: 37). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كن حريصًا، والله يقيك ما خفيّ يؤكد المزمور الحادي والتسعون حفظ الله لأحبائه، بكلمات صريحة واضحة محددة، بقوله: "لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ. وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ" (مز 91: 5-7). إننا نلحظ ذكره خوف الليل، ووصفه للوباء بأنه يسلك في الدجى أي: الليل أيضًا. إن قوله في الدجى أو الليل يعني وباء يسلك بطريقة خفية ماكرة، أي تأتي العدوى دون أن نعلم من أين ستأتي. إننا نحتاط دائمًا مما نراه، وهذا أمر جيد ومطلوب، ولكننا مهما اتخذنا من احتياطات، لن نتمكن من تجنب أمور خفية، قد لا ندركها. لقد طمئننا الوحي الإلهي في هذا المزمور، أن الله كفيل بهذه الأمور المنسية أو الخفية، وأكد لنا أن ما لا يصيبنا، بسبب حفظ الله لنا كثير جدًا. لقد حدده الله بربوات، أي عشرات الآلاف من المخاطر التي تسقط على اليمين، والآلاف الأخرى التي تسقط على الشمال. إننا ننام كثيرًا، ونغفل عن الحذر وحفظ أنفسنا، ولكن الله لا ينام أبدًا كقوله: "إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ" (مز 121: 4). لذلك يجب ألاَّ تضطرب يا أخي من شيء مخفي، لا تعلمه، ولا تضطرب إذا غفلت أو نسيت شيئٍا من الاحتياطات الواجب اتخاذها. ارشم ذاتك بعلامة الصليب المحيي في خروجك، وفي دخولك، وأيضًا على كل ما تمتد إليه يديك، وثق أن إلهك لا يغفل أبدًا عن شيء، مما يجري حولك. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لو لم يقصر الله تلك الأيام يمكننا أن نتخيل مقدار الهم والشدة التي يعانيها الإنسان حينما يُحبس في مكان، لا يكفي لتمديد جسده. هكذا تُضَيِّق الشدائد على الإنسان، فيحزن القلب، وتتوجع النفس. قد يحتمل الإنسان الضيقة لفترة ما من الزمن، ولكن كلما امتد زمان الضيق، كلما ضعف احتمال الإنسان، وخارت قواه. ولكن شكرًا لله، الذي وعد بتقصير زمان الضيقة لأجل المختارين، كقول الكتاب: "وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ الأَيَّامَ" (مر 13: 20). لقد وعد الله بتقصير أيام الشدة، وبالطبع وعده أكيد، لأنه هو المنزه عن الكذب، كقوله: "عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (تي 1: 2). إن الله يهتم بالمختارين، ولا يتخلى عنهم، وهو يتحنن لأجلهم. لقد تحنن الله على لوط، ولم يتركه ليهلك، عندما أحرق مدينتي سدوم عمورة، وأكثر من هذا كان الله مستعدًا، أن ينقذ أصهاره، إذا وافقوا على الخروج معه من المدينة، كقوله: "وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ" (تك 19: 12). إن كنت يا أخي تحيا حياة التوبة باستمرار، وتترك عنك خطيئتك متى أخطأت، وتصلح آثار ما تقترفه من خطايا دون تردد، وترجع لله بقلب طاهر على الدوام، فأنت إذًا من المختارين، الذين سيقصر الله أيام الضيقة لأجلهم، كقوله: "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ" (إش 63: 9). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() احذر ما هو أخطر من الوباء يتخذ الناس احتياطيات شديدة خوفًا من فيروس كورونا، الذي لا يرونه بعيونهم، لكنهم يتخيلونه مختبئ في كل مكان، ولا يمكن أن ينسى الناس من ذاكرتهم هذا العدو اللدود طوال النهار، لأنه يفتك بالكثيرين، ولكنني أتعجب ممن لا يخاف عدو آخر أشرس من كورونا، يمكنه أن يُهلِك الناس، ومع هذا لا يأخذ الكثيرون حذرهم منه! إنه الخطية التي قيل عنها: "... وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (يع 1: 15) إن الموت بكورونا لا يقاس في خطورته بموت الخطية، لأنه لا يؤدي إلى الهلاك الأبدي، كموت الخطية. لقد عَلّمَ الله شعبه في القديم، أن يتعاملوا مع مرض البرص بحذرٍ شديد، فيعزلون الأبرص خارج مدينته، لئلا يمسه أحد، وقد اعتبر الكتاب البرص نجاسة، لأنه ثمرة للخطية، كقول الكتاب: "ثُمَّ يَرَاهُ الْكَاهِنُ... يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ" (لا 13: 27). طالب الكتاب المقدس شعب الله بالحذر الشديد من الخطية، قائلًا: "امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ" (1تس 5: 22). فهل تتعامل يا أخي مع الشر كما تتعامل مع خطر كورونا. أنا أثق أنه لو قيل لك: احذر الإنسان الذي أنت مقبل عليه الآن، لأنه مصاب بفيروس بكورونا، فإنك ستدير ظهرك له سريعًا، وتهرب بدون تردد. فهل تهرب من مجالس النميمة والإدانة؟ مكان الشر والرذيلة، ومجالس الدنس والنكات البذيئة و.. و؟! هل تطيع أمر الكتاب القائل لك: "أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ" (2تي 2: 22). إياك يا أخي.. أن تستهن بالخطية، التي قيل عنها: "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم 7: 26). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا الوباء؟ غضب الرب على شعب إسرائيل بسبب خطاياهم، وارتفاع قلب داود ملكهم، فقرر الله معاقبتهم، وطلب من داود أن يختار عقوبة واحدة من ثلاثة، لكن داود فضل أن تصاب مملكته بوباء، ولم يفضل المجاعة أو السقوط في يد الأعداء، قائلًا: "... قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ" (2صم 24: 14). لقد أدرك الملك أن الوباء سيجلب عليه مراحم الله، ولكن لماذا؟! إن المجاعة تستدعي التخطيط والتدبير، للتصدي لها بإجراءات اقتصادية كثيرة... وصد الأعداء أيضًا يلزمه حشد الجيش، وتدريب الجنود، ورسم الخطط العسكرية. وكل من هذان الاختياران يلزمه مجهودات كثيرة، تعتمد على البشر، ولكن داود فضل ضربة الوباء، لأنها تحتاج الاعتماد والاتكال على مراحم الله القوي الحنون، كقوله: "الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ" (مز 118: 8، 9). لقد آمن داود بأن مراحم الله كثيرة جدًا، وأن الشعب عندما يرى الوباء وسرعته في الانتشار، سيصرخ لله طالبًا المراحم، وبالتالي يتحنن ويرأف الله بهم، كقول الكتاب: "فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ" (مرا 3: 32، 33). لَم يِرْ داود في الله إله قدوس يغضب على الشر فقط، لكنه آمن أيضًا به كإله حنون، يرأف، ويتحنن على طالبيه، ويرحم، كقوله: "إِذْ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي، فَرَحْمَتُكَ يَا رَبُّ تَعْضُدُنِي" (مز 94: 18). فياليتنا يا إخوتي نتوب عن خطايانا، ونتضع أمام الله، واثقين من تحننه وكثرة رأفته، واستجابته لطالبيه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الوباء يفسد خططنا المستقبلية ربما أعد الكثيرون منّا خططًا مستقبلية سواء للسفر لدولة أخرى بغرض السياحة، أو لزيارة الابن أو الأخ أو بغرض التجارة والعمل أو.. أو.. وما يقال عن الأشخاص يقال عن الشركات، ويقال أيضًا عن الدول. لقد حلّ كورونا علينا فجأة، ليفسد الكثير من الخطط المستقبلية الواعدة. إن الله له السلطان في ممالك البشر، ولكن البشر ينسون أحيانًا سلطان الله، وحقه في التدخل في ممالك الناس، وقد أكد دانيال النبي هذه الحقيقة لنبوخذ نصر الملك، قائلًا له: "يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ" (دا 4: 25). والله له أيضًا إرادة محددة، وخطط وترتيبات مسبقة من نحو بني البشر يجب أن تتم في حينها. إنه من المفيد لنا أن ندرك أن خطط الله وترتيباته لبني البشر تتفق مع صلاحه وحكمته، لأن ما يسمح به الله من أحداث يؤول إلى خير أحبائه، حتى ولو كان ذلك شدة أو ضيقة. لقد أخبر الله بني إسرائيل عن نيته الصالحة من نحوهم، حين سمح بذهابهم للسبي، قائلًا: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (إر 29: 11). وقد وجه يعقوب الرسول لومًا لمن يتغاضى بكبرياء عن سلطان الله وإرادته في حياته، قائلًا: "أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ" (يع 4: 14، 15). لا تحزن إذًا أيها القارئ العزيز، لأن خططك للمستقبل قد تبددت مؤقتًا. هناك إلهًا صالحًا قديرًا قد خطط ودبر لحياتك أمرًا آخر أكثر نفعًا مما فاتك.. ثق أن إلهك الحنون يدير كل ما يمر بك من أحداث لخيرك، كقوله: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الشكر الواجب في وسط الضيق تطالعنا الأخبار العالمية يوميًا عن ضحايا وباء كورونا، والتي تدمي قلوبنا، ولكننا نشكر الله، أن الوباء لم ينتشر في بلادنا حتى الآن على نطاق واسع، كما حدث في بعض البلدان، التي نطلب أن يرفع عنها الله البلاء. ولكننا لا بد أن نشكر الله على كل الأحوال. إن الإنسان لا يُقَدِّر حفظ الله العظيم له، إلا إذا تخيل الاحتمالات السيئة، التي يمكن أن تحدث له بدون حفظ الله له. لقد تخيل المرنم نفسه بدون حفظ وحماية الله، فصرخ قائلًا: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا" (مز 124: 1-3). إن ما تضررنا به الآن من جراء الوباء ليس هو بالهين، ولكننا نشكر الله، لأن استحقاق خطايانا أكثر بكثير مما يُصيبنا، كقول عزرا الكاتب: "وَبَعْدَ كُلِّ مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الرَّدِيئَةِ وَآثَامِنَا الْعَظِيمَةِ، لأَنَّكَ قَدْ جَازَيْتَنَا يَا إِلهَنَا أَقَلَّ مِنْ آثَامِنَا وَأَعْطَيْتَنَا نَجَاةً كَهذِهِ" (عز9: 13). نحن نشكر الله، لأنه يؤدبنا كأبناء، لا يشاء أن يتركهم أبوهم، بدون تأديب، لئلا يهلكوا، كقوله: "وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ" (عب 12: 11). وإننا نلمس ثمار التأديب وقد ظهرت من خلال دعوات التوبة، التي يصرخ بها الكثيرون. وإننا نشكر الله أيضًا، لأنه أحيانًا يُسَيج حول أحبائه ببعض الأشواك، ليمنع عنهم، ما لا يدركونه من أخطار. لقد قاوم ملاك الله بلعام النبي الكذاب، لكي لا يهلك، قائلًا له: "فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ.. هأَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ الطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي" (عد 22: 32). إخوتي الأحباء... اشكروا الله، لأن شكركم هو إيمان بحبه وجوده واهتمامه بنا، وليس عطية بلا زيادة، إلا التي بلا شكر. |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا-القس بيشوي فايق-عظة قداس الاحد |
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق |
صانع الخيرات |
يا صانع الخيرات |
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي |