11 - 04 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
موهبة الرؤية كانت للقديس سيرافيم موهبة معرفة مكنونات القلوب ورؤية الأمور على بعد في المكان والزمان. وقد سأله أحدهم مرة راغباً في معرفة كيفية حدوث ذلك فأجابه: "القلب البشري مفتوح لله وحده وكلما اقترب منه أحد وجد نفسه على حافة جب عميق... أنا لا أفضي لأحد إلا بما يفضي إليّ به الرب الإله. وأني لمؤمن أن الكلمة الأولى التي ترد على ذهني موحاة من الروح القدس. ثم متى أخذت في الكلام لا أعرف ماذا يمكن في قلب الرجل الذي يسألني. أعرف فقط أن الله يوجّه كلماتي من أجل ما فيه خيره. لكن، إذا أعطيت جواباً من بنات حكمي على الأمور دون أن آتي به إلى الرب الإله أولاً فإني أقع في الشطط... على هذا كما الحديد بين يدي الحدّاد كذلك أنا بين يدي الله، لا أبدي تحرّكاً من دون مشيئته ولا أتلفظ بكلمة غير ما يلحّ هو به عليّ"... |
||||
11 - 04 - 2017, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
أباً للراهبات على بعد اثني عشر كيلومتراً من ساروف كانت قرية ديفيافو وفيها كان دير نسائي اهتم القديس سيرافيم به. ثم ما لبث أن أسس ديراً للفتيّات بين الراهبات أسماه دير الطاحونة قريباً من الدير الأول. وكان بينهن عدد من القدّيسات. تعاطيه معهن امتاز بالسعة والمرونة. سأل إحداهن مرة: "هل تقيمين صلواتك حسناً؟ أجابته: كلا! عندي الكثير من المهام ولست أصلّي كما يجب! فقال لها: ليس هذا مهماً، يا فرحي. إذا لم يكن لديك وقت كاف للصلاة فبإمكانك أن تصلّي وأنت تعملين أو فيما أنت ذاهبة من مكان إلى مكان أو حتى في السرير شرط ألا تنسي أن تدعي الرب في قلبك وأن تسجدي أمامه صبحاً ومساءً. فإذا فعلت ذلك فإن الله نفسه سوف يعينك على بلوغ الصلاة الكاملة". |
||||
11 - 04 - 2017, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
إحدى الراهبات في دير الطاحونة كانت هيلانة منتوروف. هذه كان القديس يعتمد على أخيها ميخائيل في الكثير من أشغال البناء. وإذ أصيب ميخائيل بمرض خطير ولم يشأ القديس أن يخسره لأنه كان بعد بحاجة إليه، أرسل في طلب هيلانة وقال لها: لقد كنت دائماً تطيعينني، يا فرحي، والآن عندي لك عمل طاعة، فهل أنت مستعدة لأن تتمّميه؟ فأجابت: أنا مستعدة دائماً لطاعتك يا أبانا. فقال لها: حسناً، يا فرحي... أخوك كما تعلمين مريض بمرض خطير وقد يموت، ولكننا لا نستطيع في الوقت الحاضر أن نستغني عنه. أنت تفهمين ما أقول. هذا هو عمل طاعتك، إذن: أن تموتي بدلاً منه! فأجابت: ببركتك يا أبانا! ثم أخذ القديس يتحدث عن سر الموت وهيلانة تسمع ولا تتفوّه بكلمة. فجأة هتفت: لكني يا أبانا خائفة من الموت! فأجابها: ولكن ليس في الموت ما يخيف لأنه يحمل إلينا الفرح! فلما خرجت من عنده أصيبت بتوعك وإغماءة ولازمت الفراش قليلاً. في أول الأمر انتابها الخوف، ثم ما لبث أن فارقها. صار الموت لها يعني أن تعطي حياتها لأخيها وللشركة الرهبانية التي كانت تنتمي إليها. وقبل رقادها بأيام قليلة بدت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر: "إنه آت مع الملائكة...". وبعدما تناولت جسد الرب ودمه طلبت من الأخوات أن يعددن لدفنها. كان اليوم سهرانة عيد العنصرة. وكانت قد بلغت السابعة والعشرين. عندما أتت الأخوات إلى القديس ليخبرنه بموتها وهن باكيات قال لهن: يا لسخفكن أن تنتحبن علىهذا النحو! آه لو كان بإمكانكن أن ترين روحها. فإن الشاروبيم والسارافيم ارتدّت إلى الوراء عندما شقت هيلانة طريقها إلى الثالوث القدّوس!". |
||||
11 - 04 - 2017, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
موتوفيلوف نيقولاوس موتوفيلوف اسم بارز في سيرة القديس سيرافيم أسماه القديس "صديق الله" وقد صار مدبّراً لدير الراهبات في ديفيافو. عندما جيء به إلى قديسنا كان في الثانية والعشرين، صاحب أملاك واسعة خلّفها له أبوه. وأقول جيء به لأنه كان مريضاً لا يقوى على الحركة، لا بل كان مشلولاً. فسأل قديس الله أن يشفيه فأجابه: "لكنني لست طبيباً: عليك أن تذهب إلى أحد الأطباء! "فأخبره موتوفيلوف عن معاناته والعلاجات التي تلقّاها وكيف أنه لم ينتفع شيئاً ولم يعد له رجاء إلا بالله. فسأله القديس: "هل تؤمن بالرب يسوع المسيح الذي خلق الإنسان وبأمه الكلية القداسة مريم الدائمة البتولية؟". فأجاب: "أؤمن!". فقال له: "وهل تؤمن بأن الرب الذي اعتاد أن يبرئ المرضى بقوة كلمته وحسب قادر في أيامنا أيضاً أن يبرئ من يسألونه بنفس السهولة؟". قال: "أؤمن!". "وهل تؤمن بأن لشفاعة والدة الإله قوة لا تقهر من لدن ابنها القادر على شفائك؟ "فأجاب: "أؤمن من كل قلبي، ولولا هذا الإيمان ما طلبت أن يؤتى بي إلى هذا الموضع!" حسناً، إذن! إذا كنت تؤمن فأنت معافى سلفاً". "كيف ذلك وأنت وخدمي تمسكونني لكي لا أقع أرضاً". "كلا، كلا، أنت الآن معافى تماماً! "عند ذاك سأل القديس الرجال أن يرفعوا أيديهم عن موتوفيلوف، ثم أخذه بكتفيه وجعله على قدميه قائلاً له: "قف على قدميك ولا تخف! "ولما أمسك بيده دفع به قليلاً إلى الأمام ودار به حول الشجرة. "أترى كيف تقدر أن تمشي حسناً!" "هذا لأنك تمسكني جيداً! كلا بإمكانك أن تمشي لوحدك من دون مساعدتي! قال هذا وسحب يديه، فشعر موتوفيلوف بقوة خفيّة تسري في بدنه وأخذ يمشي لوحده من دون خوف. وقد شهد، فيما بعد، أنه لم يشعر بالعافية والحيوية في حياته كما شعر في ذلك اليوم. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
القديس ووالدة الإله شهد سرافيم نفسه ونقل عارفوه أنه كانت للقدّيس إلفة كبيرة بوالدة الإله وإنها أتت إليه لا أقل من اثنتي عشرة مرة في حياته. وقد روت إحدى الراهبات واسمها أفدوكيا أن القديس دعاها إلى قلاّيته في الدير ليلة عيد البشارة في 24 آذار سنة 1831م قائلاً أن فرحاً عظيماً سوف يعطى لها في ذلك اليوم. فبعدما صلّيا معاً هتف القدّيس فجأة: ها نعمة الله تنزل علينا! في تلك اللحظة سُمع صوت كهفيف نسيم عليل يتخلل رؤوس الأشجار وانبعثت أصوات الترتيل. وإذا بجو القلاية يعبق بالطيب أغنى وأحلى من البخور، فيسجد القديس هاتفاً بفرح: يا والدة الإله الكلية القداسة، الكلية النقاوة، يا أيتها الملكة الممتلئة نعمة! ثم رأت الراهبة ملاكين يتقدمان فوالدة الإله وعن جانبيها القدّيسين يوحنا المعمدان ويوحنا الحبيب ومعهما اثنتا عشرة عذراء، لكل منهن إكليل على رأسها. فامتلأت القلاية نوراً كما من ألف شمعة. ثم أخذ النور يقوى حتى أضحى أكثر بهاء من الشمس. وقد بدت حيطان القلاية كأنها اتّسعت والمنسك أرحب مما كان. ثم كلّم القديس والدة الإله بدالة فلم تسمع الراهبة من الحوار شيئاً سوى ما قالته والدة الإله للقديس: قريباً، يا صاح، تكون معنا!. ثم تقدّمت والدة الإله من الراهبة وأقامتها من وضع السجود ودعتها للتحدّث إلى العذارى مقدمة إليها كلاً منهن بالاسم، ثم غادرت. كان قد مضى على الزيارة أربع ساعات. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
اقتناء الروح القدس في يوم من الأيام الباردة المثلجة جرى بين القديس سيرافيم ونيقولاوس موتوفيلوف حوار. هذا بعض ما جاء فيه: القديس سيرافيم: لقد كشف لي الرب أنك عندما كنت ولداً رغبت في معرفة غاية الحياة المسيحية وطرحت السؤال بشأنها على عدد من رجال الكنيسة البارزين. ونيقولاوس: اعترف أن هذا السؤال كان يؤرقني منذ أن كنت في سن الثانية عشر... ومع ذلك لم يقل لك أحد شيئاً واضحاً محدّداً. قالوا لك أن تذهب إلى الكنيسة وأن تصلّي وأن تصنع صلاحاً وأن هذه هي غاية الحياة المسيحية. حتى أن بعضهم قال لك: لا تبحث عن أمور أكبر منك. لذلك سأحاول، أنا العبد الشقي، أن أشرح لك ما هو هذا القصد. فالصلاة والصيام وأعمال الرحمة كلها صالحة لكنها أدوات للحياة المسيحية وليست القصد منها. إن الغاية الحقيقية هي اقتناء الروح القدس. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
ولكن، ماذا تعني بلفظة اقتناء؟ لست أفهم تماماً ما تقول. أن تقتني معناه أن تمتلك. أنت تعرف معنى أن يربح الإنسان مالاً، أليس كذلك؟ الشيء نفسه يقال عن الروح القدس. يرمي بعض الناس لأن يصيروا أغنياء. وأن يحظوا بكرامات وامتيازات. والروح القدس نفسه رأسمال، لكنه رأسمال أبدي. السيد يشبّه حياتنا بالتجارة وأعمال هذه الحياة بالشراء: أشير عليك أن تشتري مني ذهباً... لكي تستغني (رؤيا3:18). أثمن الأعمال على الأرض هي الأعمال الصالحة التي نقوم بها من أجل المسيح. هذه تكسبنا نعمة الروح القدس. ولا تأتينا الأعمال الصالحة بثمار الروح القدس إلا إذا كانت معمولة من أجل محبة المسيح. لذا قال السيد نفسه: من لا يجمع معي يفرِق... في مثل العذارى، دعي فريق منهن جاهلات رغم كونهن محافظات على عذريتهن. ما نقصهن في الحقيقة كانت نعمة الروح القدس. الأمر الأساسي ليس أن يصنع الإنسان صلاحاً بل أن يقتني نعمة الروح القدس، ثمرة كل الفضائل، الذي من دونه لا يكون خلاص... هذا الروح القدس الكلي القدرة معطى لنا شريطة أن نعرف نحن كيف نقتنيه. فإنه يقيم فينا ويعدّ في نفوسنا وأجسادنا مكاناً للآب حسب كلمة الله: أني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً (2كورنثوس16:6)... هذا وأكثر الأعمال التي تعطينا أن نقتني الروح القدس هي الصلاة. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
لكن، يا أبي، أنت تتكلم عن الصلاة وعن الصلاة وحدها. حدّثني عن الصالحات الأخرى المعمولة باسم المسيح. أجل، بإمكانك أن تحصّل نعمة الروح القدس من خلال أعمال صالحة أخرى... الصوم... الإحسان... ولكن ليس معنى الحياة أن نستزيد من عدد الصالحات بل أن نجني منها أعظم النفع، أعني المواهب الفضلى للروح القدس. وأنت عليك أن تكون موزّعاً لهذه النعمة... فإن بركات النعمة الإلهية تزداد في من يوزّعها... إنك لا تكفّ يا أبي عن ترداد أن نعمة الروح القدس هي غاية الحياة المسيحية. ولكن كيف وأين يمكنني أن أعاين مثل هذه النعمة؟ الأعمال الصالحة منظورة ولكن هل يمكن للروح القدس أن يكون منظوراً؟ كيف يمكنني أن أعرف ما إذا كان فيّ أم لا؟ |
||||
11 - 04 - 2017, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
في أيامنا، وبسبب فتور إيماننا ونقص اهتمامنا بتدخل الله في حياتنا، نجدنا غرباء بالكلية عن الحياة في المسيح... في الكتاب المقدس مقاطع كثيرة عن ظهور الله للناس. البعض اليوم يقول إن هذه مقاطع غير مفهومة. مردّ عدم الفهم هنا هو فقدان البساطة التي تمتّع بها المسيحيون الأوائل... إبراهيم ويعقوب عاينا الله وتحدّثا إليه، ويعقوب صارعه، وموسى تفرّس فيه، وكذلك الشعب كله، في عمود الغمام الذي لم يكن غير نعمة الروح القدس هادياً شعب إسرائيل في البرّية... لم يكن هذا حلماً ولا غيبوبة ولا في الخيال بل في الواقع والحق. ولكن لأننا صرنا لا مبالين بشأن خلاصنا، لم نعد ندرك معنى كلمات الله كما ينبغي. لم نعد نلتمس النعمة، ويحول كبرياؤنا دون تجذّر النعمة في نفوسنا. ولم يعد لنا نور السيّد الذي يهبه للذين يتوقون إليه بحميّة وجوع وعطش... ولكن كيف يمكنني أن أعرف أني داخل نعمة الروح القدس هذه؟ كيف يمكنني أن أتأكد من أنني أحيا في روح الله؟ آه كم أتوق لأن أفهم! |
||||
11 - 04 - 2017, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
إذ ذاك أمسك القديس سيرافيم موتوفيلوف بكتفيه بقوة وقال له: كلانا، يا صاح، في هذه اللحظة، في الروح القدس، أنت وأنا. لماذا لا تنظر إليّ؟ لا أستطيع أن أتطلع إليك، يا أبي، لأن نوراً ينبعث من عينيك ووجهك أبهى من الشمس ضياء! لا تخف، يا صديق الله، أنت نفسك مضيء مثلي تماماً. أنت أيضاً الآن في مل ء نعمة الروح القدس وإلا ما أمكنك أن تراني كما أنا. لم يحتج قديس الله حتى إلى رسم إشارة الصليب ليكون لموتوفيلوف أن يعاين النور بعين الجسد. فقط صلّى من أجله في قلبه. هيا، انظر إليّ ولا تخف لأن السيّد معنا! |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس سيرافيم ساروفسكي ووالدة الإله |
ايقونات للقديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله |
القّديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله |
القدّيس سيرافيم ساروفسكي |
القديس(سيرافيم صاروفسكى) |