شهادة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي فيه:
في أكثر من موضع، في مواعظ القدّيس غريغوريوس اللاهوتي، كلّام عن القدّيس باسيليوس يعكس صورة أصيلة عنه لأن الرجلين ارتبطا بصداقة تمتّنت مع الأيام منذ أن التقيا في قيصرية وعبرا بأثينا وإيبورا إلى آخر أيام باسيليوس. فلقد كتب غريغوريوس إليه مرّة يقول: « أني أتنشقك أكثر ممّا أتنشق الهواء. وأنا سواء كنت حاضراً أم غائباً، لا أعيش إلا الوقت الذي أنت فيه معي». وكتب عنه يقول: «لما حصل التعارف بيننا واتضحت رغبتنا المشتركة في درس الفلسفة الحقيقية أصبح كلّ واحد منا للآخر كلّ شيء. كان لنا سقف بيت واحد وطاولة واحدة ندرس عليها، وعواطف مشتركة. إن أعيننا كانت تحلق نحو هدف واحد، وعاطفتنا لم تكن إلا يتزيد وتترسخ يوماً بعد يوم....»
هذا وفي رأي القدّيس غريغوريوس أن من الناس من برزوا في إحدى المناقب وآخرون في إحدى أشكال الفضيلة وهي كثير، ولكن ما من احد بلغها كلّها أو أدرك في المحمدة الواحدة شأواً بعيداً. أمّا باسيليوس فقد أتى على جميعها حتى أضحى مفخرة للطبيعة.