26 - 01 - 2015, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
وعندما تعرضت حياته للخطر على يد فرعون مصر، ظهرت قوة الله في إنقاذ إبراهيم. كما أن علم الله المطلق تجلى في تأكيده الوعدلإبراهيم بابن من سارة قبل أن يولد إسحق بسنين عديدة، فعلى مدى خمس وعشرين سنة من إطاعة إبراهيم لله بالهجرة إلى كنعان، ظل وعد الله بمولد إسحق يزداد وضوحاً أمام إبراهيم، كما عرف الله شر سدوم وعمورة ( 18 : 20 )، كما أن دينونة تلك المدن جعلت إبراهيم ييقن فوق إيقان - أن الله البار العادل لايمكن أن يسمح بأن يستمر هذا الشر إلى ما لا نهاية. ومع أن ذنب الأموريين لم يكن قد كمل في زمن إبراهيم ( 15 : 16 ) إلا أن القضاء على تلك المدن كان قد آن أوانه، ولكن حتى بالنسبة لهذه المدن، سبقت الرحمة الدينونة بالنسبة للوط البار الذي عاش بين هؤلاء الناس بعض الوقت. لا شك أن حياته كانت تعكس بر الله وقداسته، ولكن دعوته للآخرين لم تجد استجابة، وهكذا نجا هو وبيته فقط قبل وقوع دينونة الله.
ومحبة الله وعنايته وقصده وإرشاده كانت كلها أموراً واضحة في حياة إبراهيم بصورة دائمــة. وفي الوعد السداسي لإبراهيم عندما دعاه الله ( 12 : 2 و3 ) أدرك إبراهيم أن محبة الله ستغمره بالبركة حتى إن نسله سيكون أمة عظيمة كما ستكون سبب بركة لكل أمم الأرض. وإذ عرف إبراهيم خطة الله وقصده من نحوه، ترك إبراهيم - بكل شهامة - للوط أن يختار ما يشاء عندما كان لابد من أن ينفصلا ( 13 : 8 ). وكذلك رفض قبول المكافأة من ملك سدوم وشهد له بأن إلهه هو " مالك السموات والأرض " ( 14 : 22 ). ثم أن إبراهيم أعطى العشور لملكي صادق كاهن الله العلي ( 14 : 18 - 20 ). كان إبراهيــــــــم يخاف الله ( 22 : 12 )، وكان حبه واحترامه وإجلاله لله أموراً واضحة في موقف الإيمان والطاعة والتسليم القلبي الكامل لله إلى حد تقديم ابنه محرقة. وكان مستوى حياة إبراهيم الأدبي والأخلاقي يعكس حقيقة أنه يعبــد " الله القدير " ( 17 : 1 ) وهكذا شهد الله عنه : " لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا براً وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به " ( 18 : 19 ). |
||||
26 - 01 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
مكانته
لقد شغل إبراهيم مكانة رفيعة وفريدة في كل العالم منذ نحو أربعة آلاف سنة. فعند اليهود هو أبو أمة إسرائيل، كما يعتبره العالم الإسلامي ثاني الأنبياء ويذكر في القرآن 188 مـــرة، كما يعتبر عند المسيحيين من أعظم رجال الإيمان في كل العصور. وكثيراً ما يطلق على الإسرائيليين " نسل إبراهيم "، وفي كل عصور العهد القديم تأكدت حقيقة أن إبراهيم كان الأب الذي منه جاء الشعب المختار ( إش 51 : 2، حز 33 : 24 ) وما أعظم أهمية تلك الحقيقة أن الله اختار إبراهيم ( نح 9 : 7 ) وفداه ( إش 29 : 22 ) وباركه بركة خاصــة ( ميخا 7 : 22 ). والإعلان السماوي الذي أعطاه الله لإبراهيم بالغ الأهمية في تاريخ إسرائيل. فقد أعلن الله نفسه لموسى ولشعب إسرائيل في مصر بأنه " إله إبراهيم " ( خر 2 : 24 - 6 : 8 ). وعليه فبعد خروج إسرائيل من مصر طلب موسى الرحمة على أساس عهد الله لإبراهيـم ( 32 : 13 ). وفي كل سفر التثنية يذكر موسى الشعب بأن الله أحب أباءهم وقطع عهداً معهم وطلب منهم أن يطيعوا حتى يتمم الله لهم العهد الذي أعطاه لإبراهيم ( تث 1 : 8، 6 : 10، 9 : 9 و 27 و 28، 29 : 13، 30 : 20 ). كما أن كنعان التي كانوا على وشك أن يمتلكوها، هي الأرض التي وعد الله بها إبراهيم ( 34 : 4 ). كما ناشد داود إله إبراهيم في صلاته من اجل سليمان ( 1 أخ 29 : 18 )، وكذلك فعل يهوشافاط وهو يدرك أن شعبه هو نسل إبراهيم ( 2 أخ 20 : 7 )، كما يخاطب إيليا في تحديه لكهنة البعل، إله إسرائيل بأنه إله إبراهيم ( 1 مل 18 : 36 ). وفي أيام يهو آحاز تحنن الله على الشعب ورحمهم ونجاهم من يد حزائيل ملك آرام لأجل عهده مع إبراهيم ( 2 مل 13 : 23 ). فالمرنمون في المزامـــــــير ( 47 : 9، 105 : 6 و 9و 42 ) وأشعياء ( 29 : 22، 41 : 8، 51 : 2، 63 : 16 )، وإرميا ( 33 : 26 )، وحزقيال ( 33 : 24 )، ميخا ( 7 : 20 ) جميعهم يذكرون مكانة إبراهيم كأبيهم الذي قطع الله معه عهداً وصنع معه الرحمة بصورة خاصة. |
||||
26 - 01 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
كما يذكر إبراهيم في أسفار الأبوكريفا وفي الكتابات المتأخرة كنبي عظيم، أعطاه الله إعلانات عظيمة وثبت معه العهد ( انظر يشوع ابن سيراخ 44 : 20 - 23 وكذلك يوسيــفوس 1 : 7 و 8 ). كما تذكر بعض القصص الأسطورية عن إبراهيم في سفر يهوديت، وكذلك في يوسيفوس. ويقول التلمود إن إبراهيم كان فلكياً أو منجماً من الطبقة الأولى، وقد علم الحكمة لملوك الشرق والغرب. وفي المسيحية أيضاً يحظى إبراهيم بمكانة عالية كبطل من أبطال الإيمان، كما أن يسوع جاء من نسل إبراهيم ( مت 1 : 1 )، كما أنه في تعاليمه وأحاديثه أقر بمكانة اليهود كنسل إبراهيم، ولكنه أكد أيضاً أنه أعظم من إبراهيم ( متى 1 : 1 و 2 و 17، 3 : 9، 8 : 11، 22 : 32، مرقس 12 : 26، لــــو 1 : 55 و 73، 3 : 8 و 23 - 34، 13 : 16 و 28، 16 : 22 - 30، 19 : 9، 20 : 37، يو 8 : 33 - 58 ). كما أن الرسل كثيراً ماذكروا إبراهيم في أقوالهم لليهــــود ( أع 3 : 13 و 25، 7 : 2 - 32، 13 : 26 ) كما ذكر بولس إبراهيم كمثال بارز للتبرير بالإيمان ( رو 4 : 1 - 16 ) وفي رسالته إلى غلاطية يؤكد بولس أن الذين للمسيح هم نسل إبراهيم الذي قبل بالإيمان كل إعلانات ومواعيد الله. كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يشير إلى إبراهيم كمن خرج من صلبه الكهنوت اللاوي ( عب 7 : 5 )، ويخص إبراهيم باعتباره رجل الإيمان العظيم في علاقته بالله والمواعيد التي أعطيت له. ومن زمن العهد الجديد ما زال إبراهيم مثالاً للإيمان والطاعة في علاقته بالله. |
||||
26 - 01 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
حضن إبراهيم
هو عبارة مجازية استخدمها الرب يسوع في مثل لعـــــازر والغني ( لو 16 : 22 و 23 ) في وصف حالة الأمن والسعادة التي أكرم بها لعازر عند موته. وهذه الصورة المجازية مأخوذة عن العادة في الشرق القديم من الاتكاء في الولائم على وسائد، الواحد إلى جانب الآخر، وكانت الصورة التي يجلس عليها المتكئون، هي أن تصل رأس الواحد إلى صدر الجالس بجانبه، وعند الحديث كان الواحد يسند رأسه على صدر الآخر، وكان من دواعي الشرف أن يجلس أحدهم إلى جانب ضيف مرموق، والأكثر أن يجلس بجوار المضيــــــــــــــف ( صاحب الوليمة )، فجلوس شخص بجوار ضيف عظيم أو بجوار المضيف وإسناد رأسه إلى صدره، كان معناه الحظوة والصلة الوثيقة بهذا الشخص ( انظر يو 13 : 25، 21 : 20 ). فلعازر - الذي كان في حياته على الأرض مريضاً يستجدى ما يسد به رمقه، بجانب هذا الرجل الغني الذي كان يعيش عيشة مترفة - نراه ينعم في عالم السعادة في مكان الكرامة العظمى إذ يتكيء في " حضن إبراهيم ". وفي هذه القصة يذكر حضن إبراهيم بالمقابلة مع الهاوية، فما أروعه موطناً لهذا المسكين البـــار، بينما الهاوية هي مكان العذاب للغني الشرير. وكلمة " هاوية " ( " هادز " باليونانية )، في المفهوم اليوناني واليهودي، هي المكان الذي يذهب إليه جميع الأموات، ولكنه ينقسم إلى قسمين أحدهما مكان للسعادة والآخر مكان للعذاب. ولكن هذا غير الموجود هنا، فرغم أن المكانين يبدوان قريبيين، حتى يمكن الرؤية وسمع الكلام، إلا أننا نجد أن الهاوية هي مكان العذاب، علاوة على أن هناك هوة عظيمة قد أثبتت بين الهاوية ( هادز ) وحضن إبراهيم، وأنه لا يمكن عبور هذه الهوة في أي من الاتجاهين، مما يدل على أن كلا منهما قد استقر في مكانه الدائم وليس كمحطة في الطريق في انتظار الدينونة. |
||||
26 - 01 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
رؤيا إبراهيم
وهو كتاب خارج دائرة الأسفار القانونية، موجود في نسخة سلافية قديمة نقلت عن ترجمة يونانية لمؤلف عبري أو أرامي حيث يظهر ذلك في الأسماء السامية للأصنام. والكتاب نفسه موضوع، يخصص ثلثه الأول ( ثمانية أصحاحات ) للأساطير عن شباب إبراهيم. ولعل هذا الجزء كتب قبل سنة 50 م. أما الرؤيا فتشغل باقي الكتاب، ويبدو من محتوياتها أنها ترجع إلى 100 م. وهذه الرؤيا من قبيل التعليقات اليهودية على الأصحاح الخامس عشر من سفر التكوين، فقد رافق أحد الملائكة واسمه يهوئيل إبراهيم إلى السماء السابعة حيث شاهد الأحداث الماضية كسقوط آدم و حواء ( بسبب خطية الجنــس، وبناء على إغواء عزازيل )، كما شاهد مأساة قايين وهابيل، ورأى أحداثاً مستقبلية مثل خراب الهيكل ومجيئ المسيا. وقد صاحب ذلك وقوع عشر ضربات على الأمم. كما رأى اجتماع شعب إسرائيل في أرض الموعــد، ودينونة الأشرار. والكتاب مزيج من التوحيد والثنائية. وقد باحث إبراهيم الله في مشكلة الشر، ولما سأل إبراهيم الله لماذا يصبر على عزازيل، قال له الله إن الشر يأتي من إرادة الإنسان الحرة. وقد استنتج البعض من التضارب في هذا المفهوم اللاهوتي أن المؤلف قد جمع بين جملة مصادر. ويسمى الشيطان في رؤيا إبراهيم عزازيل، وأنه هو الحية في تك 3. ويظن البعض أن أجزاء من هذه الرؤيا كانت تستخدم عند الغنوسيين وكذلك عند بعض الهراطقة من اليهود في بداية العصر المسيحي. |
||||
26 - 01 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ابراهيم
عهد إبراهيم
هو مؤلف يهودي ابوكريفي يبين اختبارات إبراهيم عند موته فيقول لنا إن الملاك ميخائيل قد أخبر إبراهيم الشيخ العجوز بأنه يجب أن يموت، ولكن إبراهيم يمتنع عن تسليم روحه، فيأخذه الملاك في مركبة في طبقات الجلد، وعندما يشاهد شر الناس على الأرض، يستمطر الدينونة عليهم. وعندئذ يظهر لإبراهيم - في رؤيا - الطريق الرحب الذي يؤدي إلى الهلاك، والطريق الضيق الذي يؤدي إلى الفردوس، ثم يرى وزن النفوس في الدينونة، وقد نجت نفس بشفاعة إبراهيم وأخيراً - و إبراهيم مازال ممتنعاً عن تسليم نفسه - يأخـــــذه " ملاك الموت " ويأتي به إلى الفردوس. ومازال هذا السفر موجوداً في المخطوطات اليونانية، منها سبع مطولة وثلاث مختصرة. ولعل أقدمها يرجع إلى القرن الثالث عشر، وقد عرف أوريجانوس شيئاً عنه، مما يحتمل معه أن يكون بعضه قد كتب في القرن الأول الميلادي. وتوجد فيه بعض الإضافات ذات الصبغة المسيحية، ولكنه أساساً مؤلف يهودي. ولعل الرأي القائل بأنه كان أصلاً سفراً يهودياً ثم قام أحد المسيحيين بترجمته إلى اليونانيــــة، أقرب إلى الحقيقة، ولو أن البعض يظنونه إسكندري الأصل. وبجانب المخطوطات اليونانية توجد منه مخطوطات بالسلافية ولغة رومانيا، والعربية والحبشية والقبطية، وهناك وجوه للشبه بيه وبين " عهد أيوب " و "رؤيا إبراهيم " ويستقي أفكاره من ينابيع يهودية. ويظهر الملاك ميخائيل كثيراً في الكتاب، ويشغل مكانة سامية تنسب إليه عادة في كتابات اليهود في ذلك العصر. " وملاك الموت " في ذلك المؤلف يحمل سمات غريبة لعلها مصرية أو بابلية أو فارسية. وبناء على ذلك المؤلف توجد ثلاث دينونات، أولها بواسطة هابيل، والثانية بواسطة أسباط إسرائيل الإثنى عشر، والإخيرة بواسطة الله في اليوم الأخير. ولا يظهر المسيا في أي من هذه الدينونات، فالكتاب كله يدور عموماً داخل دائرة الفكر اليهودي. |
||||
|