موت الشباب
خلاصة عظة على إقامة ابن الأرملة في نايين
"وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة تدعى نايين: وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. فلما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. قال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه. فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه" لو (7: 11-16).
إن تشييع الجنازة إلى القبر من أكبر المشاهد المحزنة التي يتوجع لها القلب. فإنه منظر يرينا مصير الإنسان ويذكرنا بزوال الحياة وبطلان العالم، وينصب أمام عيوننا تمثال الموت المريع وسطوته وبأسه حيث نرى من كان يتكلم معنا بالأمس جثة صفراء خرساء هامدة أعدت طعاماً للدود والحشرات. هناك ترى المشيعين وقد خيم الحزن والأسى عليهم، يسيرون بالجنازة مطرقين بوجوه حزينة، وقلوب منكسرة، وعيون تذرف الدموع، والسكوت مستول على الألسنة والشفاه. لاسيما إذا كان الفقيد شابا عاجلته المنية في ريعان صباه وعنفوان شبابه وهدت به أركان رجاء عائلته. فهناك المصاب الأليم والخطب الجسيم.
والموت أكبر عدو للإنسان. ليس كأس أمر من كأسه. ولا سلطان أقوى من سلطانه. يغتال الكل على السواء الكبار والصغار. الأغنياء والفقراء يهجم على الملوك في قصورهم كما يخطف المساكين من أكواخهم. لا يراعي حرمة كبير ولا يشفق على صغير. لا يرأف بالشباب. ولا يرق للأجسام النضرة. ولا ينظر إلى دموع الأمهات ولا يراعي شعور الأولاد. ولا ينعطف إلى وداد الأصدقاء.
ومن يستطيع أن يصف مقدار الأحزان التي جلبها الموت على البشر. ما أكثر الآلام التي يجلبها كل يوم. فهوذا أصوات البكاء والعويل والنحيب تتصاعد في كل مكان على توالي الزمان. وكل ذلك مسبب وناتج في الأصل عن الخطية. لأن الله تعالى عمل كل شيء حسناً. ولكن خطية آدم ومعصيته جلبت الموت على الجميع. قال الرسول بولس "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" رو (5: 12).
ولا يخفى أن العالم الذي نحن فيه مملوء بالأوجاع والأحزان والنكبات والشرور، فأينما توجهنا وحيثما التفتنا نرى مشاهد الفقر والأمراض والرزايا والأحزان. وكيف يقاسي أصحابها المشاق والأكدار ولم يبطل صوت النحيب والولولة من العالم لحظة واحدة وكل ذلك مصدره في الأصل الخطية، فكم هي دنسة ومكروهة تلك الخطية التي جلبت كل هذه الشرور والويلات. ولولاها لما شاهدنا هذه المناظر المؤلمة المحزنة. فهذه هي أحوال العالم منذ القديم إلى الآن في عالم انقراض الحياة، لا مكان لتعييرها ولا سبيل للفرار منها بل نحن عائشون في عالم ملآن بالأوجاع وكله بطلان. وهذا ما يعلمنا أن نعمل للحياة الباقية ولا نضع آمالنا في هذه الدنيا الفانية.
وفي الفصل الذي بدأنا به مقالنا هذا نرى جنازة حارة ومشهداً محزناً للغاية يستدر الدموع من أجمد العيون. حيث نرى الموت وفعله في أقسى صوره وأشكاله. وقد كانت تلك الجنازة مؤثرة جداً لثلاثة أسباب:
السبب الأول -أن الفقيد كان شاباً- أذوى المنون غصنه الغض وهو لا يزال في مقتبل العمر وفجر الحياة. والموت لا يظهر في معظم قساوته أكثر مما يظهر وقت اغتياله الشبان وهم في شرخ الصبا. فموت الطفل الصغير باكراً يبعث إلى الحزن والأسى، ولكن عندما نبصره مدرجاً بأكفانه، ونلتفت إلى وجهه الملائكي. ونتأمل حياته القصيرة الطاهرة المنزهة عن كل عيب. نتعزى ونبارك العناية الإلهية التي مدت يدها وانتشلته من عالم الإثم قبل أن يتلطخ بأوزار وأقذار العالم،وخلصته من أتعاب وجهاد الدنيا. لينجو من شرور ومخاطر العالم ونقلته إلى ديار السعادة والهناء. كذلك عندما نرى شيخاً صالحاً راقداً في تابوته ليشيع إلى بيته الأبدي تكف عيوننا عن الدموع. لأننا نفكر في جهاده وتعبه من السفر في غربة هذه الدنيا. وأنه شبع أياماً وتعب فيها وأصبح مشتاقاً للراحة ويتوقع الانطلاق إلى وطنه الدائم: ولسان حاله يقول مع سمعان الشيخ: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك " لو (2: 29).
ولكن عندما يهجم الموت ويختطف من هم في عنفوان الشباب يحسب ذلك مصيبة أليمة. ليس هذا بالأمر النادر الوقوع فإننا نرى الموت في كل يوم يهجم على بني البشر. ويحصد بمنجله الحشيش اليابس والعشب الأخضر ويختطف شبانا وشابات في زهرة الصبا.
السبب الثاني - الذي جعل تلك الجنازة مؤثرة للغاية. هو أن ذلك الشباب كان وحيداً. مهما اتسعت دائرة العائلة وكثر عدد أفرادها فلا يهون عليها فقد أحد أعضائها. ومهم كان الوالدين في غاية الفقر فلا يهون عليهما ليس فقط فقد ولد من أولادهما بل بعده عنهما زماناً طويلاً فماذا يكون بفقد ابن وحيد تعلقت عليه آمال الوالدين. هو لديهما قرة أعينهما، وموضوع بهجتهما، وتعزيتهما الوحيدة في هذا العالم. وقد ضرب المثل منذ القديم بعظم بلاء هذا الخطب وشدة مرارته (ار6: 26، زك12: 10).
السبب الثالث - الذي جعل تلك المصيبة فادحة هو أن والدة ذلك الفقيد الوحيد كانت أرملة. لا يقدر اللسان ولا القلم أن يعبر عن عواطف وحساسيات الأمهات ومحبتهن لأولادهن. فمن يقدر أن يصف أحزان تلك الأرملة الثكلى التي تبددت الآن أفراحها وسقط كل رجائها، خاب أملها، وانطفأ مصباحها. ما أوجع الآلام وأشد الأوجاع التي كابدتها هذه المسكينة. مات زوجها الذي كان سندها الوحيد فبقى لها أمل تحيا به وهو ولدها. ربته وعلقت عليه آمالها فهجم الموت واختطفه منها وقضى على بقية رجائها. أصبحت كشجرة علق فيها عنقود واحد فجاء العدو واقتلعه وصارت بلا ثمرة. وكبيت مستند على عمود واحد فانهدم. ولم يوجد في المدينة من سمع بمصابها إلا توجع لألمها. لهذا كان معها جمع كثير من المشيعين عساهم يخففون شيئاً من أحزانها ولكن هيهات ذلك فإن القلب الحزين يعرف مرارة نفسه. والله وحده هو الذي يدري مقدار ألمها ولوعة حزنها لاشك أن المشيعين كانوا متوجعين متألمين، واحد يبكي وآخر يتنهد وغيره يئن. ومن يشاهد منظراً كهذا ولا تغرق عيناه في دموعه. ومن شأن هذه المناظر المؤلمة أن تؤثر في نفوسنا ولها قوة ولا نستطيع دفعها وكأن صوت العالم في تلك الساعة يسكت وكل ما حولنا يصمت حيث نسمع صوتاً آخر يتردد في آذاننا من كل ناحية قائلاً "باطل الأباطيل الكل باطل" ونشعر كأننا واقفون أمام الحقيقة، وأن كل ما نحتاج إليه ليس الغنى ولا الشهرة ولا المجد ولا أتباع شهوات النفس. بل شيء آخر هو معرفة أننا زائلون، أننا في الدنيا غرباء وعنها راحلون.
بعدما سار المشيعون بالجنازة من منزل تلك الأرملة إلى خارج باب المدينة (نايين) وتلك الأرملة تندب وحيدها إذا بالرب يسوع الذي له سلطان الحياة والموت تحنن عليها وقال لها "لا تبكي"، كيف لا تبكي ومنتهى جهدها الدموع والبكاء؟ ومن يستطيع أن يوقف جريان دموع أرملة تبكي وحيدها وسندها؟ أن يسوع الذي تحنن مرة على الجموع لما رآهم مشتتين كغنم لا راعي لها وبكى عند قبر لعازر. تحنن عند رؤيته حزن هذه الأرملة ووقف بجانب النعش وقال للأرملة لا تبكي!! لو قال هذا القول شخص آخر غير الرب يسوع لكان كلامه مخالفاً للطبيعة. لأن لا أحد اختبر الطبيعة البشرية وعلم ما هو الحزن وما هي قوة الدموع يحاول إطفاء تلك النار المتأججة في ذلك القلب الحزين ولكن الذي قال لها لا تبكي يستطيع وحده أن يحول مجاري تلك الدموع إلى تعزيات لا تخطر على بال وهو العطوف الشفوق المتحنن مصدر كل خير، ونبع كل إحساس، تقدم من تلقاء نفسه ولمس النعش فوقف الحاملون: يا لها من لحظة انتظار رهيبة: إنها دقيقة ترد فيها الحياة أو يتسلط الموت.
لم يكن أحد من المشيعين يرتاب في موت الشاب لأنهم لم يكونوا حاملين تابوتاً بل نعشاً مكشوفاً عليه جثة الفقيد في أكفانه ولكن الرب يسوع نادى قائلاً: "أيها الشاب لك أقول قم" فبقوة تلك الكلمة عادت الروح إلى الجثة المائتة وانبثت الحياة في ذلك الجسد الفاقد الحس والشعور "وجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه" وهكذا تحول الموت إلى حياة، والحزن إلى فرح. ومن يستطيع أن يصف حالة تلك الأم. وكيف استحالت للحال أحزنها إلى مسرات، ومرارتها إلى ينابيع أفراح وشاهدت موضوع رجائها وقد عاد يتكلم معها! لا شك أن الرب يسوع أرجع إليه مع الحياة الجسدية حياة جديدة روحية لأن الذي أرجع الروح إلى الجسد وأعاد إليهما حياتهما السرية. الذي جعل الحرارة تدب في الدم ليجري في العروق. الذي رد للعضلات قوتها. وللأعصاب إحساساتها. سهل عليه أن يرد لذلك الشاب الصورة الحقيقية إلى نفسه التي فسدت بالخطية. ويمنحه الضمير الحي والعقل الروحي ويبعث النفس من موت الآثام إلى الحياة الجديدة.
أما ما يجب أن نتعلمه من هذه الحادثة فهو الحقائق الآتية:-
الحقيقة الأولى: أن الموت مسلط على الجميع كباراً وصغاراً وهو يختطف الشيوخ والشبان والأولاد والأطفال. وحياتنا ما هي إلا بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل يع (4: 14) قال المرنم: عرفني يا رب نهايتي ومقدار أيامي كم هي فاعلم كيف أنا زائل. هوذا جعلت أيامي أشباراً وعمري كلا شيء قدامك. إنما نفخة كل إنسان قد جعل إنما كخيال يتمشى الإنسان. مز (39: 5و6) وقال أيوب الصديق أليس جهاد للإنسان على الأرض وكأيام الأجير أيامه أي (7: 1) الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعباً يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف أي (14: 1، 2) وقال الرسول بطرس: كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب. العشب يبس وزهره سقط 1بط (1: 24) ليتنا ننصب تمثال الموت أمام عيوننا ونذكره كل حين فان الافتكار فيه حكمة بالغة لئلا ننساه ونسكر بخداعات وغرور هذه الحياة. إننا غرباء على هذه الأرض. ومسافرون إلى طريق الأبدية فهل يليق بالمسافر أن يتوانى في طريقه ولا يفتكر كل حين في السبيل الموصل إلى وطنه. لقد حكم علينا كلنا بالموت. وسمعنا صدور الحكم ورأينا تنفيذه في كل الذين سبقونا. وكخطوة بيننا وبين الموت فطوبى لمن نظر إلى آخرته وعمل لمستقبله. فإنه يكون كالبحَّار الماهر الذي يجلس في مؤخر سفينته ويمسك دفتها لكي تسير حسناً وفي أمان.
أيها الشيخ الكبير الذي وقفت رجلاه على أبواب الأبدية. اذكر أن الموت قريب منك: فاستعد للقاء ربك. وأنت أيها الشاب لا تنس أن الموت كل يوم يختطف شباناً لا يزالون في عنفوان قوتهم، واذكر أن قوتك ستفنى وجمالك سيذبل. وجسدك الصحيح سوف يأكله الدود، وأولئك الذين يحبونك ويشفقون عليك سوف يقدمونك إلى القبر، حينئذ لا شيء ينفعك إلا فضائلك وأعمالك.
الحقيقة الثانية: كثرة تحنن المسيح وأنه المعزي الوحيد الذي عليه نلقي رجاءنا. إن السيد لما رأى تلك الأرملة تحركت عواطف قلبه وظهرت شفقته العظيمة عليها أن يتأخر عن مساعدتها، مع أنها لم تطلب منه ذلك ولا خطر ببال أحد في ذلك الوقت أنه قادر على مساعدتها: لكنه تقدم وقال للمرأة: "لا تبكي" وأقام ابنها من الموت ورده إلى أمه الحزينة حياً، وحول أحزانها إلى أفراح فالسيد الذي عمل ذلك قديماً على الأرض. لا يزال اليوم وغداً وإلى الأبد: وهو قادر أن يعزينا في أوقات ضيقتنا لاسيما في وقت الأحزان فهو ينظر إلينا دائماً ويتحنن علينا ويرى كل قلب وما فيه من الأوجاع يعرف كيف يجرح ويعصب: يسحق ويداه تشفيان، وليس لنا محب شفوق ومعز رءوف يعرف أوجاعنا ويشعر بآلامنا نظيره، وهو حي إلى الأبد في السماء يرثى لضعفاتنا فلنأت إليه بالإيمان وندعوه ليخفف أوجاعنا. أنه مستعد دائماً لأن يكون طبيباً لأمراضنا، معزياً لأحزاننا، شافياً لجراحنا. جابرًا لمنكسري القلوب. وحبيباً وصديقاً يهبنا كل شيء.
الحقيقة الثالثة - قدرة المسيح الفائقة- فإنه بكلمة واحدة أعاد الحياة إلى ذلك الميت عندما قال له "أيها الشاب لك أقوم قم". فللحال تحرك الميت وجلس وانفتحت عيناه وانحل لسانه وعاد كل عضو في جسده إلى مباشرة وظيفته. فلنتذكر أنه كما أقام هذا الشاب سوف يقيم أجساد المائتين في القيامة إلى حياة جديدة. فإنه "تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة" يو (5: 28، 29). حينئذ يجازي كل إنسان حسب أعماله.
الحقيقة الرابعة: إن الموت يأتي كلص فيجب الاستعداد له، إننا لا نعرف متى نفارق هذه الحياة. في سن الشباب أم الشيخوخة. أما رأينا كثيرين ممن كانوا أصحاء أقوياء عاجلهم الموت على غرة بدون أدنى إشارة أو مرض، وكان لسان حال الموت يقول لكل منا: هذه نهاية كل حي وعما قليل ستكون نهايتك. فاستعد للقاء إلهك (عا 4: 12) والسيد له المجد حذرنا كثيراً وقال: اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم، واعلموا هذا أنه لو عرف رب البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان (مت 24: 42- 44) وساعة الموت هي ساعة مجيء الرب، وفي تلك الساعة تنتهي حياة الإنسان على الأرض وتبتدئ حياته الأبدية. أما في سعادة دائمة أو في شقاء أبدي.
إن الإنسان في حالته الطبيعية وهو بعيد عن معرفة الله لا يقدر أن يستعد للموت لأنه لاصق بالتراب، وعقله منشغل في الدنيا. وقلبه متعلق بالأباطيل، ولكن الموت يفاجئه بغتة، وفي ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره مز (146: 4) "وحينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون" 1تس (5:3) فإن ذلك الغني الذي قال لنفسه: يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي. سمع الصوت يقول له: يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون؟ لو (12: 19، 20) ويا له من أمر مزعج ومخيف إذا جاء الموت لإنسان وهو على هذه الحالة. فإنه يفصل بينه وبين كل آماله في الدنيا وحينئذ لا يرى إلا ظلمة كثيفة تعقبها دينونة مخيفة، وما هو رجاء الفاجر عندما يقطعه الله عندما يسلب الله نفسه أي (27: 8) أما المؤمن الملآن بالنعمة، السالك في طريق الرب، الحافظ وصاياه. فإنه متى جاءه الموت لا يرعبه بل يخلصه من أتعابه ويدخله إلى الراحة الأبدية فيستطيع أن يقول من ملء قلبه وهو ناظر إلى الرب يسوع: الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك (لو 2: 30) "إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي" مز (23: 4).
فطوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده مستعداً لقدومه. لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم.