4- الإعدام والنفي للمخالفين في الرأي:
ونترك الحديث أيضًا للقس البروتستانتي لبيب مشرقي لكي يبكت جون كلفن على تصرفاته الخسيسة البعيدة كل البعد ليس عن المسيحية فقط بل عن الإنسانية.. حقًا أنها تصرفات دكتاتورية بل وحشية.. أنها تصرفات مؤسس البروتستانتية المشيخية.. يقول القس لبيب مشرقي في حديثه التصوري مع جون كالفن:
" نعم.. حدث ذلك.. فقد عوقب أشخاص أتوا هذه الأفعال (انتقاد دعاة الإصلاح) بل قطعت رأس جاك جروت سنة 1548م نتيجة تعليقه مذكرة بنقد الرعاة (الوظيفة الأولى من الوظائف الكنسية الأربعة) على منبر الكنيسة.
قُلت (القس لبيب): وماذا تقول عمن شقوا عصا الطاعة.. ألم يقبض عليهم..؟ ألم يتعرضوا لحكم الإعدام لولا أنهم هربوا..؟ ألم يُحكم على زوجاتهم بالنفي..؟ ألم يصدر الحكم بعدم عودتهم إلى جنيف تحت تهديد الإعدام..؟
قال (كلفن): نعم.. كانت الإجراءات عنيفة.. شديدة العنف.!!
قلت: تقول عنيفة فقط.!! نفى وتعذيب وإعدام، وتقول عنيفة فقط..؟ هل تعتبر هذه الإجراءات مسيحية..؟
فقال: إنها كانت من فرض نظام الإصلاح.!!
قلت: وهل تقول الإصلاح على القوانين الصارمة الخاصة بإصلاح المداخن وإنشاء المراحيض وبناء السياجات ومراعاة نظافة الشوارع.. أنا أقر أنها إصلاحات اجتماعية... لكن مالك ولها يا سيد كلفن.. يا قسيس كلفن..؟ مالك وطب الأسنان الذي تدخلت فيه..؟ هل كان الإصلاح الذي قمتم به إصلاحا اجتماعيًا أم إصلاحا دينيًا..؟ هل كان المسئول عنه وزير الصحة أم القسيس كلفن..؟ ثم ما هذه العقوبات القاسية التي وقعت على كاسري ناموس الرب، والعقوبات التي وصلت إلى حد الإعدام..؟ لقد كان الخطاة في اليهودية يأتون بذبائحهم ويعترفون بخطاياهم.. وكان اله اليهود "اله الناموس" يغفر لهم.. ألم يكن أجدر بإله النعمة أن يغفر..؟ ما الذي ارتكبه جروت حتى تقطع رأسه..؟ وماذا فعل "بيرين" و"برتلبير" حتى يضطر إلى الهروب، وحتى تُنفى الزوجتان، وحتى يُعدم الكثيرون من المؤيدين لهما، وتقول أن هذا ثمن الإصلاح..؟
وقال كلفن: "لا تتحمس كثيرًا يا صديقي.. لقد كانت هذه القوانين بركة"(73)...
ويستكمل الحديث الدكتور هارى ايبرتس بالتعليق على الشخصيات البارزة التي حكم عليها كلفن بسبب الرقص في حفل زفاف أو غيره:
"ولقد استمر الصراع لفرض هذا النظام على المواطنين في جنيف لمدة أربعة عشر عامًا، وامتد هذا الصراع بطريقة ما إلى كل أسرة في المدينة.. فنُفي البعض لكسرهم النظام بينما ارتحل آخرون من ذواتهم.. ولقد وجه الاتهام بكسر النظام إلى كل من "بيراريون"، "داى بيرين"، "فيلبرت برثليير"، "جاك جروت"... وهم شخصيات بارزة في جنيف أوقع بهم القصاص.. وكانت الاهتمامات التي وجهت لكل منهم بالترتيب هي: إقامة قضية طلاق، الرقص في حفل زفاف، التحريض على الشغب، وأسوأ الكل التجديف على كلمة الله بتعليق مذكرة بنقد الرعاة على منبر كنيسة سان بيير.. وقد قطعت رأس جاك جروت نتيجة لهذا العمل في سنة 1548م "(74)..