منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 05 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

البتولية عند القديس يوحنا الدمشقي



كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
وبعد يعقوب السروجي جاء يوحنَّا الدِمشقي ليكتُب مقالته (اعتمدنا في عرضنا لمقالة يوحنَّا الدِمشقي هنا على الترجمة العربية لها والواردة في كِتاب ”المِئة مقالة في الإيمان الأُرثوذُكسي ليوحنَّا الدِمشقي“ – تعريب الأرشمندريت أدريانوس شكُّور – منشورات المكتبة البوليسية – الطبعة الأولى 1984م – ص 268: 270.) والتي يرُد فيها على هؤلاء الذين يرفضون البتولية مُستشهدين بما كُتِبْ في (تث 25: 9) ”ملعون كلّ مَنْ لم يًقِمْ نسلًا في إسرائيل“، ويرُد عليهم بأنَّ الله الكلمة تجسَّد من عذراء بتول، والبتولية في طبيعة البشر لأنَّ الله جَبَلْ الإنسان من أرض بتول، وخلق حواء من آدم وحده، وكان كلاهما يحيان في بتولية في الفِردوس، والكِتاب المُقدس يقول أنَّ آدم وحواء كانا عُريانين وهما لا يخجلان (تك 25) ولمَّا تجاوزا الوصية علما أنهما عُريانان ولخجلهِما خاطا لهما مآزِر، وبعد المعصية، لمَّا سمع آدم القول الإلهي: ”أنت تُراب وإلى التُراب تعود“ (تك 3: 19) ودخل الموت إلى العالم، حينذاك عرف آدم حواء امرأته فحملت وولدت، ولكي لا ينقرِض جِنْس البشر بالموت، بدأ الزواج ليستمر جِنْس البشر في الوجود بولادة الأولاد.
ويُواجِه الكاتِب اعتراضًا آخر، ذلك أنَّ البعض ربما يقولون: ”لماذا إذًا أرادهما الله ذكرًا وأُنثى (تك 1: 27) ولماذا قال لهما أنميا وأكثرا (تك 1: 28)“ ويُجيب على هذا التساؤُل شارِحًا أنَّ عبارة ”أنمِيا واكثِرا“ لا تدُل حتمًا على التكثير بواسطة العلاقة الزوجية، لأنَّ الله كان قادِرًا على إكثار الجِنْس بطريقة أخرى لو أنهما حفظا وصيته حتّى النهاية، ويرى يوحنَّا الدِمشقي أنَّ الله إذ كان يعلم بسابِق معرفته – وهو العالم بكلّ الأمور قبل أن تكون – أنهما سوف يسقُطان في المعصية وأنه سوف يُحكم عليهِما بالموت لذلك سبق فخلقهُما ذكرًا وأُنثى وأمرهُما أن ينميا ويُكثِرا.
ثم يُورِد أمثلة كِتابية عن عظمة العِفة والبتولية، فإيليا قائِد المركبة النَّارية عبر السماء كان بتولًا، وأعظم شاهد على ذلك هو ارتقاؤه إلى السماء، ويتساءل الدِمشقي ”مَنْ أغلق السموات؟ مَنْ أقام الموتى؟ مَنْ فلق نهر الأُردُن؟ أليس إيليا البتول؟ وأليشع تلميذه، ألَمْ يُظهِر فضيلة مُساوية لفضيلته عندما سأل فأُعطِيَ نِعمة روحه ضِعفين؟“.
ويُورِد أيضًا مِثال الفِتية الثَّلاثة الذين تدرَّبوا على البتولية فانتصروا على النار، لأنَّ أجسادهم صارت مع البتولية بعيدة عن النار، وكذلك دانيال المُتقوي بالبتولية، لم تقرُبه أنياب الوحوش، والله نفسه كان إذا سيتراءى للإسرائيليين يأمرهم أن يحفظوا الجسد نقيًا طاهرًا، وكان الكهنة يتعففون قبل ذهابهم للخدمة وتقديم الذبائِح.
وشرح أنَّ البتولية سيرة الملائكة، ويستدرِك ليوضح أنَّ هذا ليس احتقارًا للزواج لأنَّ الرب في حضوره العُرس بارك الزواج، ولأنه مكتوب ”ليكُن الزواج مُكرَّمًا عند كلّ واحد والمضجع غير نجسٍ“ ( عب 13: 4). ولكن البتولية أحسن مِمّا هو حَسَنْ، فالفضائِل درجات ومراتِب، ويشرح بأسلوب حكيم: ”نعلم أنَّ البشر جميعًا ثمرة الزواج عدا أبوينا الأولين اللذينِ هما جَبَلِة البتولية لا الزواج، لكن، كما قُلنا، طالما أنَّ عدم الزواج هو شِبْه بالملائِكة، إذًا البتولية هي أكرم وأسمى من الزواج بقدر ما يسمو الملاك عن الإنسان“.
ويُعلِن يوحنَّا الدِمشقي أنَّ المسيح نفسه فخر البتولية علَّم عن البتولية بولادتِهِ من بتول، فحقَّق في نفسه البتولية الحقيقية الكاملة، ومِنْ ثمَّ لم يُوصِنا بها وهو القائِل: ”ليس الجميع يقبلون هذا الكلام“ (مت 19: 11) بل علَّمنا إيَّاها بعمله ومنحنا القُوَّة في سبيلها، ”ومَنْ ذا الذي لا يرى البتولية مُعاشة اليوم بين البشر؟“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

وليمة العشر عذارى - القديس ميثوديوس الأوليمبي

كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
THE BANQUET OF THE TEN VIRGINS
فكرة كِتاب ”وليمة العشر عذارى“
إذ كان ميثوديوس أديبًا بارِعًا وكاتِبًا ماهرًا لذلك عندما أراد الحديث عن البتولية لم يكتُب كِتابًا عاديًا تتوالى فيه الفقرات والأفكار، بل صاغ فِكره في قصة كتبها هو وقدَّم تعليمه على لسان بَطَلاَتِها....
وتروي القصة أنَّ إحدى العذارى جاءت لزيارته ( ويستخدم لنفسه اسم يوبوليوس Euboulios) كي تُخبِره بما حدث في الوليمة العظيمة التي أقامتها أريتي Arete (من بطلات القصة واسمها يعني في اليونانية ”الفضيلة“) لعشر من العذارى، فيطلُب يوبوليوس (ميثوديوس) منها أن تقُص عليه ما حدث، فتبدأ تروي له نقلًا عن إحدى العذارى اللائي حضرنَ الوليمة وحكينَ لها، والعشر عذارى هُنْ:
مارسيلاَّ
Marcella
ثيوفيلاَّ
Theophila
ثاليا
Thaleia
ثيوباترا
Theopatra
ثالوسا
Thallousa
أجاثي
Agathe
بروسيلاَّ
Procilla
تكلة (على اسم القديسة تكلة تلميذة بولس الرَّسول)
Thekla
توسيان
Tusiane
دومينيا
Domnina
وروت هذه العذراء أنهُنْ وصلنَ إلى مكان أريتي بعد أن سِرْنَ في طريق طويل شاق ومُتعِب (طريق الجهاد لاقتناء الفضيلة) ثم وصلنَ فاستقبلتهُن أريتي بفرح عظيم وقبلتهُن بسرور، ووصفت العذراء المكان بأنه كالفِردوس بسبب عِظَمْ جماله، ثم طلبت منهُمنْ أريتي أن تتحدَّث كلّ واحدة عن البتولية، وبدأت كلٍّ منهُنْ حديثها لتتناول الموضوع من زاوية مُعيَّنة، وهكذا هيأ القديس ميثوديوس لنفسه السبيل لتقديم رؤية مُتكاملة عن البتولية، بأسلوب شيِّق وجذَّاب، وإن تعرَّض أحيانًا لموضوعات أخرى مثل الهراطِقة.... وفي خِتام الوليمة تطلُب أريتي من العذارى أن يسبحنَ ويشكُرنَ الله وأن تتولّى تكلة قيادة هذا الخورس، فكانت هذه التسبحة العميقة التي ترجمناها كما هي (في نهاية الفصل).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

سمات كتابات الأنبا ميثوديوس الأسلوبية والفكرية


1. كِتابي إنجيلي

فنجد كِتابه ملئ بالاستشهادات الكِتابية من العهدين القديم والجديد، وكثيرًا ما يذكُر الآيات عن ظهر قلب دِلالة على عُمقه الكِتابي، وقد ذَكَرْ الكثير من النصوص الإنجيلية التي تتحدَّث عن البتولية والعِفة، سواء التي تتحدَّث عنها صراحة أو بالرمز، كما يأخذنا من العهد القديم إلى العهد الجديد ومن القديم إلى الجديد ببراعة فائِقة.
2. يستخدم المنهج الرمزي

فمع أنه يعيب على أوريجانوس استخدامه للمنهج الرمزي، إلاَّ أنه استخدمه في تفسير الكِتاب المُقدس، ويبدو أنه لم يكُن يرفُض المنهج الرمزي نفسه، بل كان يرفُض الإفراط فيه لدرجة إغفال المعنى الحرفي تمامًا، ومن أمثلة منهجه الرمزي:
الصفصاف (مز 137) رمز للبتولية.

كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
القِيثارة التي عُلِّقت عليه رمز للجسد البشري.
أنهار بابِل رمز لتيارات الشهوات والأهواء.
السَّوسن (في نشيد الأنشاد) رمز للبتولية.
امرأة سِفْر الرؤيا رمز للكنيسة.
طِفلها رمز للإنسان الذي يُولد في جُرْن المعمودية.
بجانب رموز أخرى عديدة.
3. مُتمكن من ناحية اللُغة اليونانية

ويُجيد توظيف الكلِمات واستخدام الكلِمة الواحدة بأكثر من معنى، ففي حديثه عن المزمور (137) ”على أنهار بابل هناك جلسنا...“ استخدم كلمة ”ارغانون Αργανον “ أولًا بمعنى ”قِيثارة“ ثم استخدمها ثانيةً بمعنى ”الجسد“، ويقصِد به هنا نظام الجسد الإنساني الطبيعي الفيزيائي، وهذا الاستخدام المُزدوج يتوافق مع الفِكْر الذي يُريد أن يُقدِّمه، فقد شرح في هذه الفقرات أنَّ القيثارة رمز للجسد الذي نُعلِّقه على شجرة الصِّفصاف التي هي البتولية، فهو يرى أنَّ القيثارة رمز للجسد ولعلَّ هذا هو السبب الذي جعله يستخدم كلِمة واحدة لكليهِما، تلك هي ”على أنهار ارغانون Αργανον“.
وفي تحليله اللُغوي لكلمة بتولية، يقول أنَّ كلمة ”بتولية“ بتغيير حرف واحد تصير ”إلهية“ فكلمة ”بتولية“ في اللُغة اليونانية هي بارثينية ”Παρθενια“وبحذف حرف واحد وهو أل ”ν“ تصير بارثيا ”Παρθεια“ التي تعني ”إلهية“.
4. استشهِد بهوميروس أكثر من مرَّة

فنجده في أوِّل صفحة من كِتابه يذكُر مقطع من هوميروس Homer، وفي معرض حديثه عن شجرة الصِّفصاف يقول ”كما أوضح هوميروس أيضًا ولهذا السبب قال أنَّ شجرة الصِّفصاف بلا ثمر“، ويذكُر في حديثه سبعة أبيات من هوميروس.
5. مُتأثِر بأفلاطون
ففكرة وليمة العشر عذارى مُستعارة من عمل أفلاطون ”الوليمة Symposium“ ولكن ميثوديوس صاغ عمله بحيث يُقدِّم مُقابلة قوية بين الحِسْ الفلسفي الكاذِب وبين العِفة السماوية التي لهؤلاء الذين يذكُرهم الإنجيل ويصِفهم بـ”أنقياء القلب“ والذين يحيون على الأرض على رجاء الدعوة والوعود الإلهية.
كما تأثَّر بأفلاطون في نظرية المُحاكاة Theory of Imitation فقد رأى أفلاطون أنَّ الصورة المرسومة (مثلًا) هي مُحاكاة للصورة الأصلية الطبيعية، ولكن هذه الأخيرة هي مُحاكاة للصورة المِثالية الحقيقية، وهكذا تكون الصورة المرسومة مُحاكاة للمُحاكاة Imitation of an Imitation، بالمِثل رأى ميثوديوس أنَّ خيمة الاجتماع هي ظِلْ للكنيسة التي هي صورة للسماء، فخيمة الاجتماع مُحاكاة لمُحاكاة الأصل (الخيمة، الكنيسة، السماء).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

البتولية والسلوك العذراوي



كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
ينظُر القديس ميثوديوس للبتولية على أنها ”شيء عظيم فائِق عجيب ومجيد“ فهي جِذر الأبدية وأيضًا زهرتها وأُولى ثمراتِها، ولكنها تتطلَّب طبيعة قوية تعبُر فوق بحر الشهوات وتُوجِّه سفينة الروح إلى أعلى بعيدًا عن الأرض حتّى تعلو فوق العالم وتتأمَّل بنقاوة في الأبدية نفسها.
ويرى أنَّ البتولية مع أنها حياة على الأرض إلاَّ أنها ”وصول إلى السماء“، وأنَّ الذين اشتاقوا إليها ولكنهم لم يُفكِروا إلاَّ في نهايتها فقط حادوا عن الطريق الصحيح وضلُّوا بسبب قساوة عقولِهِم، لأنهم لم يفهموا معنى السلوك العذراوي Virginal في الحياة، وهنا يُوضِح القديس ميثوديوس أنَّ البتولية لا تعني فقط حِفْظ الجسد بلا دنس بل ”يجب أن لا نُفكِر في الهيكل أكثر من صورة الله“، وهو يقصِد ب ”الهيكل“ الجسد، وبـ”صورة الله“ الروح، فالروح تاج الجسد ويجب أن نهتم بها ونُزينها بالبِّر والتقوى، ومتى فعلنا هذا تصير أجسادنا خادمة لأرواحنا، عندما نُجاهد بلا كلل من أجل التمتُّع بالكلام الإلهي، فتكون المُكافأة ”معرفة الحق“.
ويُشبِّه القديس عمل وأثر التعليم الإلهي في القضاء على شهوات الجسد الغير عاقلة بالملح الذي يحفظ الطعام من الفساد، فالنَّفْس ”التي لا تنثُر عليها كلِمات المسيح مثل الملح، تفسد وتُنتِج دودًا، كما صرخ داود النبي: قد أنتنت، قاحت جروحي“ فهو لم يُملِّح نفسه بالتدريبات اللائِقة كي يُخضِع شهواته الجسدية ويُقمِعها، بل انجذب لشهواته وأهوائه فسقط في الزِنا..
ويُشير ميثوديوس هنا في حديثه عن الملح إلى سِفْر اللاويين وتقدمة القرابين ”لذا في سِفْر اللاويين لا تُقدَّم أي تقدِمة كقُربان لله ما لم تُملَّح أولًا بالملح“.
والتأمُّل الإلهي في الكِتاب المُقدس هو الملح الذي أُعطِيَ لنا، والذي بالرغم من ملوحته يُطهِّر ويُنقي ويحفظ، وبدونه ”مُستحيل أن تُحضِر النَّفْس إلى الله، لأنَّ الرب قال لِرُسُله: أنتم مِلح الأرض“.
أمَّا عن محبة الترف والكسل، فيُحذِّر منها القديس ميثوديوس العذارى، ويحثهِنْ على محبة الأشياء الكريمة والتقدُّم في طريق الحكمة وعدم الاهتمام بأي شيء فيه كسل أو ترف، ويجب أن تتأمَّل العذارى في الأمور اللائِقة بحياة البتولية، وتبتعِدن عن فساد الترف لئلاَّ ”يُنتِج بعض الفساد الخفي دود الزِنا، لأنَّ المُبارك بولس الرَّسول يقول: غير المُتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مُقدسة جسدًا وروحًا“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

تدرجية فكر البتولية



كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
يتحدَّث القديس ميثوديوس بعد ذلك عن المراحِل التي أعدَّها الله لنمو الإنسان في طريق الكمال، ويرى أنَّ البتولية ”نبتة من السماء Plant from Heaven“،
لذا لم تُعلن للأجيال البشرية الأولى، لأنَّ الجِنْس البشري كان ضئيلًا في العدد، وكان لابد له أن يزيد وينمو حتّى تمتلئ الأرض، لذلك كان الرِجال في الأزمنة القديمة يعتبرون اتخاذهم من أخواتِهِم زوجات لهم أمرًا عاديًا، حتّى فرَّقت الشريعة بينهم وأعلنت أنَّ هذه خطية، ولعنت كلّ من ”يُعرِّي عورة“ أخته،
ويُشبِّه ميثوديوس عمل الله مع البشرية ورحمته الواسعة بها بعمل الوالدين مع أبنائِهِما وتربيتهِما لهم، فالوالدان يترُكان أولادِهِما في فترة طفولتهم يلهون ويلعبون، ثم يُرسلانهم إلى مُعلَّمين حتّى يُلقوا عنهم ” ثوب العقل الصبياني“ ويمضون قُدُمًا نحو ما هو أعظم ثم يتقدَّموا بعد ذلك إلى ثبات أعظم،
وهكذا فَعَلْ الله مع أجدادنا، فعندما لم يكُن العالم قد امتلأ بعد بالناس كان مثل طفل، وكان أمرًا ضروريًا أن يمتلئ أولًا بهم ثم ينمو بعد ذلك إلى الرجولة، وبعد أن امتلأ فِعلًا بهم، نقل الله البشرية إلى مرحلة أخرى، فمنع زواج الأخوات وأمر بالزواج من عائلات أخرى، ثم كانت المرحلة التالية أن يتركوا تعدُّد الزوجات ويكون لكلّ رجُل زوجة واحدة فقط ولا يفعلوا مثل الحيوانات التي تُولد من أجل زيادة النوع فقط، ثم نقلهم لمرحلة أخرى أن يبتعدوا عن الزِنا ثم أن يسلكوا بعِفة وطهارة، ثم يتقدَّمون من العِفة إلى البتولية، وعندما يُدرِبون أنفسهم على قمع الجسد واستعباده ”يبحرون بلا خوف نحو سماء الأبدية المملؤة سلامًا“.
بعد أن تحدَّث ميثوديوس عن مراحِل نمو البشرية في طريق الكمال، بدأ يتحدَّث عن الكمال نفسه الذي هو البتولية، وطرح سؤالًا: ”لماذا لم يُعلِّم أو يمدح أيًّا من البطاركة (أي رؤساء الآباء) أو الأنبياء أو الرِجال الأبرار – الذين علَّموا وعملوا الكثير من الأعمال والأشياء الصَّالِحة – البتولية أو اختارها حياة له“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

المسيح مُعَلِّم البتولية

كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
وعلى الفور يُقدِّم هو نفسه الإجابة ”لأنها كانت محفوظة للرب لكي يكون أوَّل مَنْ علَّم هذه العقيدة، لأنه وحده، الذي نزل إلينا، علَّم الإنسان الاقتراب من الله، وكان لائِقًا بذاك الذي هو أوِّل ورئيس الكهنة، وأوِّل ورئيس الأنبياء، وأوِّل ورئيس الملائكة أن يكون أوِّل ورئيس المُتبتلين والعذارى، فالإنسان في الأزمنة القديمة السابقة لتجسُّد الكلِمة لم يكُن كامِلًا، وبالتالي لم يستطِع نوال «الكمال الذي هو البتولية» فالبتولية هي الكمال، واحتاج الإنسان المخلوق على صورة الله أن ينال هذا الكمال وهذه البتولية التي هي بحسب شِبْه الله، هذا الشَبَه الذي تجسَّد الكلِمة ابن الله ليُكمِّله في الإنسان، واتخذ شكلنا الذي تشوَّه بالآثام والخطايا الكثيرة كي يستعيد لهذه الطبيعة البشرية الشكل الإلهي Divine Form مرَّة أخرى، ونحن نصير فعلًا في شبه الله عندما «مثل رسّامين مهرة» نُظهِر ملامحه في حياتنا البشرية طابعين إيَّاها علينا كما على ألواح، مُتعلمين الطريق التي أرانا إيَّاها“.
ويرى القديس ميثوديوس أنَّ السيِّد المسيح حَفَظْ جسده غير فاسِد في البتولية حتّى أننا أيضًا -عندما نصِل إلى شِبه الله والمسيح- ”نُكرِم البتولية ونُمجِّدها“ لأنَّ شِبْه الله لا يقرُبه فساد، ويرى القديس أنَّ يوحنَّا الرَّائي البتول أوضح أنَّ الكلِمة عندما تجسَّد صار البتول الأعظم Chief Virgin بنفس الطريقة كما أنه هو الرَّاعي الأعظم ونبي الكنيسة الأعظم، بقوله: ”ثم نظرت وإذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مِئة وأربعة وأربعون ألفًا لهم اسم أبيه مكتوبًا على جباهِهِمْ، وسمعت صوتًا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد عظيم، وسمعت صوتًا كصوت ضاربين بالقِيثارة يضربون بقِيثاراتِهِمْ، وهم يترنمون كترنيمةٍ جديدةٍ أمام العرش وأمام الأربعة المخلوقات والشُّيوخ ولم يستطِع أحد أن يتعلَّم الترنيمة إلاَّ المِئة والأربعة والأربعون ألفًا الذين اشتُرُوا من الأرض، هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النِساء لأنهم أطهار، هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثُما ذهب“ (رؤ 14: 1 – 4).
فيوحنَّا الحبيب يُعلِن أنَّ المسيح هو قائِد خورس المُتبتلين، ويرى ميثودوس الأوليمبي أيضًا في رؤيا يوحنَّا دليلًا على عِظَمْ كرامة البتولية في عيني الله.
”هؤلاء اشتُرُوا من بين الناس باكورة لله وللخروف وفي أفواهِهِم لم يوجد غِش لأنهم بلا عيب قُدَّام عرش الله“ (رؤ 14 : 4-5)، ويرى القديس ميثوديوس أنَّ يوحنَّا قصد بذلك أن يُعلِّمنا أنَّ عدد المُتبتلين والعذارى محدود في عدد مُعيَّن صغير أي 144 ألفًا، بينما جَمَعْ القديسين كبير جدًا لا يُحصى: ”بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطِع أحد أن يعدُّه من كلّ الأُمم والقبائِل والشعوب والألسِنة“ (رؤ 7: 9).
ويجد ميثوديوس في ذلك ”مُقابلة واضحة ومُقارنة، ففي حالة القديسين ذَكَرْ يوحنَّا عدد لا يُحصى، أمَّا المُتبتلين فَذَكَرْ عدد صغير محدود“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

بين الزيجة والبتولية



وأوضح القديس ميثوديوس أنه بالرغم من حديثه عن البتولية إلاَّ أنَّ هذا لا يعني رفض الزيجة، لأنَّ الرب بعد أن علَّم عن البتولية، لم يلغِ إنجاب الأطفال، لأنه ”مع أنَّ القمر يُمكن أن يكون أبهى وأعظم من النجوم إلاَّ أنَّ نوره لا يلغي أنوار النجوم الأخرى“، بل يرى أنها حماقة أن نعتبِر إنجاب الأطفال خطية ”لأنَّ الله نفسه ما زال يصنع ويُشكِّل بشرًا“.

كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
وبالرغم من أنَّ البتولية هي الكمال إلاَّ أنها ليست العمل الوحيد الصَّالِح، فرغم أنَّ العسل أحلى وألذ من الأشياء الأخرى، إلاَّ أنَّ هذا ليس سببًا يجعلنا نعتقِد أنَّ الأشياء الأخرى، الممزوجة بحلاوة الفاكهة الطبيعية، مُرَّة، ويتخِذ القديس ميثوديوس من القديس بولس الرَّسول شاهدًا على صحة كلامه هذا، لأنَّ الرَّسول يقول: ”مَنْ زَوَّج (يتزوج) فحسنًا يفعل ومَنْ لا يُزوَّج (يتزوج) يفعل أحسن“ (1كو 7: 38) فهذه الآية في تحديدها لِمَا هو أفضل وأحسن وأحلى، لم ترفُض أو تلغِ الأقل حلاوة أو صلاحًا بل تُرتبهُما لتُوضِح نَفَع واستخدام كلٍّ منهما، لأنَّ البعض لم يُعطوا أن يعيشوا في بتولية، بينما رفض البعض الآخر أن يخضعوا لشهوتهم بسبب الرغبة في الإنجاب، لذا يتأمَّلون في تجلِّي الجسد إلى شِبْه الملائكة عندما ”لا يُزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائِكة الله في السماء“ (مت 22: 30) كما يقول الرب، ويُوضِح ميثوديوس هنا أنَّ البتولية لم تُعطَى للجميع بل للذينَ يستطيعون أن يحفظوا ”زهرة البتولية اليانِعة دومًا التي لا تذبُل أبدًا“، لأنها كانت عادة الكلِمة النبوية أن تُشبَّه الكنيسة بزهرة مُغطَّاة وببُستان مُلون مُزيَّن ليس فقط بزهور البتولية بل بزهور الإنجاب والطهارة أيضًا لأنه مكتوب ”جعلت الملِكة عن يمينك بذهب... منسوجة بذهب ملابِسها، بملابِس مُطرَّزة تحضر إلى الملِك“ (مز 45: 10، 13-14).
ويعرِض القديس ميثوديوس فِكْر القديس بولس الرَّسول عن البتولية والزواج، ويحِث العذارى قائلًا: ”انظُرنَ كيف كان يسعى راغبًا بكلّ قُوَّته أن يكون جميع المُؤمنين في المسيح أطهارًا وأنقياء، مُجاهِدًا بِمُحاججات كثيرة ليُظهِر كرامة العِفة كما قال: «وأمَّا من جهة الأمور التي كتبتُم لي عنها فَحَسَنْ للرجُل أن لا يمِسَّ امرأةً» (1كو 7: 1)، فالرسول هنا يُوضِح أنه أمر صالِح أن لا يمِسْ الرجُل امرأة، ولكن بعد ذلك لمعرفته بضعف البعض، سمح لهؤلاء الغير قادرين على استعباد أجسادهم وقمعها أن يتزوجوا لأنَّ ذلك أفضل من أن يسقطوا في هُوَّة الزِنا، ويُسمِّي القديس ميثوديوس حديث بولس الرَّسول هذا إذنًا Permission، فيقول أنَّ الرَّسول بعد أن أعطى هذا الإذن أضاف على الفور: «لئلاَّ يُجرِّبكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم » (1كو 7: 5). ويرى أنَّ هذه الكلِمات تعني «إذا لم تستطيعوا بسبب شهوتكم ونعومة أجسادكم أن تعيشوا في بتولية تامة، فإني أسمح لكم أن تتزوجوا لئلاَّ، بعد أن تنذِروا البتولية الكاملة، يُجرِّبكم الشِّرِّير دومًا وتتحرَّقون باشتهائِكم زوجات الآخرين»“.
وبعين إنجيلية يتأمَّل القديس ميثوديوس في حديث مُعلِّمنا بولس الرَّسول ويطلُب من العذارى أن يفحصنَ جيدًا كلِمات الرَّسول ويُلاحِظنَ أنها ليست للجميع، فالرَّسول أوضح سبب حديثه هذا لأنه بعد أن قال ” حَسَنْ للرَّجُل أن لا يَمَسْ امرأة“ أضاف فورًا ”لكن بسبب الزِنا، ليكُن لكلّ واحد امرأته وليكُن لكلّ واحدة رجُلها، لِيُوفِ الرَّجُل المرأة حقها الواجِب وكذلك المرأة أيضًا الرَّجُل، ليس للمرأة تسلُّط على جسدها بل للرَّجُل وكذلك الرَّجُل أيضًا ولكنني أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر“ ( 1كو 7: 1-7).
ويُقدِّم القديس ميثوديوس مُعلِّمنا بولس الرَّسول كمِثال ونموذج، على اعتبار أنه يُفضِّل العِفة وضبط النَّفْس... ويستمر في الاستشهاد بتعليمه: ”فأُريد أن تكونوا بلا هم غير المُتزوج يهتم فيما للرب كيف يُرضي الرب، وأمَّا المُتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يُرضي امرأته، إنَّ بين الزوجة والعذراء فرقًا، غير المُتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مُقدسة جسدًا وروحًا، وأمَّا المُتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف تُرضي رجُلها“ (1كو 7: 32-34) ويُعلِّق القديس ميثوديوس على هذه الآيات قائلًا: ”من الواضِح هنا، بلا أدنى شك، أنه أفضل كثيرًا أن يهتم الإنسان فيما للرب وفيما يُرضيه من أن يهتم فيما للعالم وفيما يُرضي زوجته، لأنَّ مَنْ هو ذاك الذي من الحماقة والغباء بمكان بحيث لا يفهم ولا يرى في هذه الكلِمات المديح الكثير الذي يمدح به بولس العِفة؟ لأنه يقول : «هذا أقوله لخيركم ليس لكي أُلقي عليكم وهقًا بل لأجل اللياقة والمُثابرة للرب من دون ارتباكٍ» (1كو 7: 35)“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

دعوة البتولية



كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
يرى ميثوديوس أنَّ القديس بولس الرَّسول يمدح البتولية كعطية وهِبَة من الله gift from God، ويرفُض الرَّسول هؤلاء الذين بالرغم من كونِهِمْ غير قادرين على قمع واستعباد أجسادِهِم -بسبب محبة المجد الباطِل- يُريدون أن يحيوا في بتولية، وينصحهم أن يتزوجوا لئلاَّ في أوقات شغب الجسد يسقطون فيما يُدنِس الروح، لأنَّ الرَّسول يقول: ”ولكن إن كان أحد يظُنُّ أنه يعملُ بدون لِياقةٍ نحو عذرائِهِ إذا تجاوزت الوقت وهكذا لَزِمَ أن يصير فليفعل ما يُريد. إنه لا يُخطِئ. فليتزوجا“ (1كو 7: 36). والرَّسول هنا يُفضِّل الزواج على عدم اللياقة في حالة هؤلاء الذين اختاروا حياة البتولية ووجدوا أنها صعبة ولا يستطيعون احتمالها، وبينما يفتخرون ويتباهون أمام الناس بأنهم يحفظون بتوليتهم، لم يعُد لديهم القُدرة أو القُوَّة على أن يحيوا كخِصيان خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السموات، ويقول القديس ميثوديوس: ”يقول الرَّسول بولس أنَّ ذاكَ الذي يستطيع ويشتاق إلى حِفْظ جسده عفيفًا طاهرًا يفعل أحسن، ولكن ذاكَ الذي لا يستطيع ويتزوج زواجًا قانونيًا ولا ينغمِس في فساد خفي يفعل حسنًا.... فليمسِك مَنْ يُريد برسالة مُعلِّمنا بولس الرَّسول إلى أهل كورنثوس ويفحص كلِماتها ثم يتأمَّل فيما قُلناه مُقارِنًا هذا بذاك (ما قُلناه بالرسالة) ليرى إذا كانت هناك اتفاق تام بينهما أم لا“.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

مديح العفة


ويدعو القديس ميثوديوس العذارى إلى مدح العِفة قائِلًا:
”تعالوا -طِبقًا لمواهِبنا- نمدح نجمة المسيح المُتلألأة المجيدة جدًا التي هي العِفة“ فالعِفة هي نجمة المسيح.

كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
يرى القديس أنه لم تكُن هناك وسيلة أُعيدَ بها الإنسان إلى الفِردوس وأُزيلَ بها الفساد وتمَّت بها المُصالحة مع الله، وكانت وسيلة خلاص للناس باقتيادها إيَّانا إلى الحياة، مثل العِفة، فهي تمنحنا بركات عظيمة، ذلك أنه بعد سقوط الإنسان قديمًا وطرده من الفِردوس بسبب تعدِّيه، اندفع نهر الفساد بفيض في تيارات عنيفة، ولم يكُن يُحطم ما يلمسه من الخارج بل اندفع نحو الداخل مُغرِقًا أرواح البشر، وكانت أجساد البشر، المُعرَّضة دومًا لتيارات الفساد هذه، خرساء وحمقاء، ولم تجد شيئًا ثابتًا تتشبث به، لأنَّ أمواج الحماقة تندفِع بقُوَّة داخل حواس النَّفْس عندما تُثيرها شهوات الجسد التي تأتيها من الخارِج، لذلك أشفق الله علينا نحن الذين كُنَّا لا نقوى على القيام، وأرسل لنا من السماء أعظم وأحسن معونة التي هي البتولية حتّى نستطيع بها أن نحكُم ونضبُط أجسادنا بثبات، مثل السُّفُنْ، ويصير لنا هدوء وسكون ونصِل إلى الميناء بغير خسائِر أو أضرار.
ويذكُر بعد ذلك أنَّ الروح القدس يشهد على كلامه هذا، فيقول أنَّ النِفوس في المزمور 137 تُرسِل تسبحة شُكر لله بفرح عظيم، تلك النِفوس التي أُمسِكت وأُقيمت لتمشي مع المسيح في السماء، ولم تغمُرها أو تُغرِقها تيارات هذا العالم وجموحات الجسد، ويُورِد دليل كِتابي آخر ضمن منهجه الإنجيلي، عندما يشرح أنَّ فِرعون كان مِثالًا للشيطان في مصر، لأنه بلا رحمة أمر بإلقاء الذكور في النهر وإبقاء الإناث أحياء فالشيطان الذي كان يحكُم من آدم وحتّى موسى على مصر العظيمة التي هي العالم، اهتم بأن تُزال وتُدمر الذُّرية العاقلة من الذكور بتيارات الشهوة والأهواء، ولكنه يشتاق إلى ازدياد الذُّرية الجسدية الغير عاقلة.
ثم يشرح القديس ميثوديوس المزمور 137 الذي تُرنِمه ”الأرواح الطاهرة الغير دَنِسة لله“: ”على أنهار بابِل هناك جلسنا، بكينا عندما تذكّرنا صهيون، على الصِفصاف في وسطها علَّقنا قِيثاراتنا“، مُستخدِمًا المنهجية الرمزية في التفسير، إذ يرى ميثوديوس أنَّ الأرواح الطاهرة التي تُسبِّح هذا المزمور لله تُسمَّى قِيثارات، تلك التي علَّقوها على أغصان العِفة مُثبتين إيَّاها في الخشب كي لا ينزعها أو يحملها أي تيار من الشهوة، أمَّا بابِل – التي تعني إزعاج أو ارتباك – فهي تُشير إلى الحياة التي تنساب من حولها المياه، ونحن نجلِس فيها، وتظل أنهار الشر ترتطِم بنا طُوال فترة وجودنا في العالم، لذلك نخاف دومًا ونئِن ونصرُخ إلى الله بدموع لكي لا تنزع أمواج الشهوة الجامِحة قِيثاراتنا وحتّى لا تسقُط قِيثاراتنا من شجرة العِفة، لأنَّ الكِتاب المُقدس يتخذ دومًا من شجرة الصِفصاف رمزًا للعِفة لأنها عندما ينقع ورقها في الماء ويُشرب ذلك الماء يُطفِئ كلّ ما يُشعِل الشهوات والأهواء الجسدية داخلنا ويجعل كلّ ميل لإنجاب الأطفال بلا أثر أو تأثير، لذلك قال هوميروس أنَّ شجرة الصِفصاف بلا ثمر، وفي إشعياء قيلَ عن البَّار ”مثل الصِفصاف على مجاري المياه“ (إش 44: 4). ”بالتأكيد إذًا يُرفع بُرعُم البتولية إلى عُلُو عظيم مجيد عندما يبلُّه ويُنديه البَّار الذي أُوكل إليه العناية بها، وعندما يرتوي البَّار من أعذب أنهار المسيح“ لأنه من طبيعة هذه الشجرة أن تنمو وتنبُت براعِم داخل المياه، وبالمِثل هي طبيعة البتولية أن تزهر وتينع وتنضُج عندما تُغذي بالكلِمات الإلهية، حتّى يستطيع الإنسان أن يُعلِّق جسده عليها.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج

الطريق إلى حِفظ العفة



كتاب البتولية في فكر الآباء - القمص أثناسيوس فهمي جورج
ويرى القديس ميثوديوس أنه إذا كانت أنهار بابِل هي التيارات الشهوانية الحِسية التي تُربِك وتُزعِج النَّفْس، إذًا لابد أن تكون شجرة الصِفصاف هي العِفة التي يجب أن نُعلِّق عليها أعضاء الشهوة التي تُثقِّل الذهن، لكي لا تُسقِطها سيول الشهوة وتسقُط مثل الدود في الفساد والدنس، لأنَّ الله أعطانا البتولية كأنفع وأعظم معونة نُقاوِم بها الفساد مُرسِلًا إيَّاها كمُعين لهؤلاء الذين يُجاهدون من أجل صهيون ويشتاقون إليها كما يُوضح المزمور.
واستكمالًا لتعليقه على المزمور، يشرح ميثوديوس أنَّ هؤلاء الذين يرتدون ثوب البتولية النقي اللامع الفريد اللائِق والذين لم يخضعوا أو يستجيبوا للشهوات، هم الذين لا يُسبِّحون الرب في أرضٍ غريبة لأنَّ آمالِهِم ورجاءِهِم ليست في هذه الغُربة، إذ أنهم لا يتمسكون بالشهوات الجسدية الزائِلة بل يتمسكون بوصايا الرب، وبنُبْل واشتياق عالي ورفيع ينظرون للوعود التي فوق، مُتعطشين إلى الأبدية كمسكن مُفرِح وهِبات الكرامة المُختارة، لأنه يقول ”إن لم أُفضِّل أورشليم على أعظم فرحي“ أي أنَّ أورشليم هي الأرواح الطاهرة النقية التي هي مُنكِرة لذاتها والتي دخلت في تيار البتولية النقي بشفاه طاهرة غير دَنِسة، وهي (مخطوبة لرجُلٍ واحد) لكي تُقدَّم (عذراء عفيفة للمسيح) في السموات ”تفتخِر بإكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة المعارِك الطاهرة“ (حك 4: 2).
لذلك يقول إشعياء النبي ”قومي استنيري (يا أورشليم) لأنه قد جاء نورِك ومجد الرب أشرق عليكِ“ (إش 60: 1) ومن الواضِح للجميع أنَّ هذه الوعود ستتحقق بعد القيامة لأنَّ الروح القدس لا يتحدَّث عن تلك المدينة المشهورة في اليهودية، بل بحق عن تلك المدينة السماوية، أورشليم المُباركة، التي يُعلِن الرب أنها جميع النِفوس التي يُعدَّها الله للمكانة الأولى. ”فوق أعظم فرحي“ في الحياة الجديدة، مُجلِسًا هؤلاء المُلتحفين بثوب البتولية الناصِع البياض في المسكن الطاهِر النقي الذي للنور الذي لا يُدنى منه.
وينتقِل ميثوديوس من سِفْر المزامير والحكمة إلى سِفْر إرميا ليُعلِّق على قوله ”هل تنسى عذراء زينتها أو عروس منطقتها“ (إر 2: 36) ويرى أنَّ هذا يعني أنه يجب على العذراء أن لا تترُك أو تُوسع زِنَّار العِفة باللهو والتشتُّت، لأنَّ كلمة القلب تعني قلبنا وعقلِنا، والزِنار الذي يجمع ويحفظ ويُثبِّت هدف وغاية النَّفْس نحو العِفة هو محبة الله الذي هو ربنا ورُباننا وراعينا يسوع الذي هو أيضًا حاكِمنا وعريسنا الذي يُوصينا أن نثبُت إلى المُنتهى، لأنَّ الإنسان لن يجد معونة أعظم من هذه القنية المرضية لله، لذا يجب أن نحيا جميعًا العِفة ونُكرِمها ونمدحها دومًا.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أحد المخلع القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب البابا شنودة المعلم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب الأمانة في التعليم - القمص أثناسيوس فهمي جورج
كتاب التربية عند آباء البرية | آباء الكنيسة كمربين القمص أثناسيوس فهمي جورج
ترانيم القمص أثناسيوس فهمى جورج


الساعة الآن 03:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024