منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 05 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الشخصية المترددة

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
هذا النمط من الشخصيات يتسم بالسذاجة واللامبالاة وعدم الرسوخ "رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه" (يع1: 8) ومن ثم تعرج هذه الشخصية بين الفرقتين، دائمة التقلب، دائمة بين أمور كثيرة، تترنح وتسير في خط ملتو Zigzag.
إن الشخصية المترددة ضعيفة الإرادة تتنكر للنور ولا ينتظرها بعد ذلك إلا الظلمة وراء الظلمة! والانسياق في الخطية هو التورط من السيئ إلى الأسوأ حتى تمام الغرق، وكلما ظن الإنسان أنه وجد ملجأ فيه سلامته، يكتشف أنه ازداد غوصًا في الوحل، فالتردد ظلمة لا نهاية لها وليل بلا فجر، لأنه لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، والخضوع لسيدين هو خداع "يشبه موجًا من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن... أنه ينال شيئًا من عند الرب" (يع1: 7).
لذلك الشخصية المترددة لا تختبر الفكر من بدايته إن كان ضارًا أو نافعًا بل ترفض أو تقبل الأفكار حتى قبل تضاعفها وضغطها دون أي تباطؤ في ارتباط أثيم معها، وهكذا نرى الضعيف المتردد الإرادة هي علة الشر، وتكون الحالة هي السبب، فمن كان في ضعف ساد عليه الضعف، ومن كان في قوة صارت له القوة.
ويطرأ التغير على النفس المترددة وفقًا لنوعية الظروف التي تقابلها فنقرأ عنها "أما الجاهل فيتغير كالقمر" (سفر يشوع بن سيراخ 27: 12)، تتردد في رغباتها وشهواتها وجموحها "كل الأشياء تناوئ الرجل الجاهل" (أم14: 7) تتحول عن الأبديات وتصنع هلاكها بالموت بيدها مزدرية بروح النعمة وبالثبات في المسيح الكرمة الحقيقية.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الشخصية السطحية

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
هذا النمط من الأشخاص يتسم بالأمية الروحية والضحالة "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات" (مت7: 15).
فالحياة مع الله ليست مجرد إيمان نظري (أي الاعتقاد الديني) أو مراعاة لبعض الشكليات، لذلك لابد أن يتميز إيماننا بأن يقترن بالمعرفة والأعمال الصالحة حتى يختلف عن إيمان الشياطين الذين "يؤمنون ويقشعرون" (يع2: 19) فتصبح إيمانياتنا بعيدة عن هامشية العقل وسطحية المعرفة وشاطئية الممارسة.
إن النفس التي تحيا في سطحية يكون هلاكها أمرًا واردًا "هلك شعبي من عدم المعرفة"، وربما كثير من المتعلمين لا يعرفون شمالهم من يمينهم مكتفين بالقشور دون العمق والجوهر، بينما "الرخاوة لا تمسك صيدًا" (أم12: 27).
وهنا يتضح أن الجهل وعدم المعرفة هو الذي يضيع غير المنتبهين وغير العارفين، لأن إبليس -كما هو واضح من أسمائه- يدعى "المضلل"، بينما المسيح إلهنا يحل في قلوبنا بالإيمان لنتأصل ونتأسس وندرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو (أف3: 14).
الشخص السطحي لا يستطيع أن يبني نفسه على الإيمان الأقدس، محمولًا بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال (أف4: 4) بينما كل إنسان مسيحي مدعو للدخول إلى العمق ليمسك سمكًا كثيرًا جدًا(لو5: 4).
ليس هناك متسع من الزمان نقضيه في السطحية لئلا نُلام على فلس أيدينا وفقر حصادنا... فلنبني بيوتنا بأن نحفر ونعمق ونضع الأساس (لو6: 48).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الشخصية الخيالية غير الواقعية

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
هذا النمط من الأشخاص يعيش في أحلام اليقظة فيصور له خياله أن مشاكله سوف يتم حلها إذا ترك الإيمان المسيحي، وتتحول الشخصية الخيالية إلى حماقة في الفكر متجهة إلى التفاهة مثل الإنسان الذي يحاول في ليل بلا قمر أن يسير في طريق غريب أو يسافر في بحر لا دراية له به، فلا يبلغ وجهته بل يضل في خيالات غير واقعية، في محاولة التحقيق في الأوهام، وهكذا يتبدد النور من نفوسهم وعوضًا عنه يسلمون ذواتهم لأفكارهم الذاتية ويطلبون الله غير الهيولي (أي غير المادي) في الأجسام والزمنيات جاعلين له أشكالًا وأصنامًا، وتتنوع خيالات هذه الشخصيات، ورغم أنهم يملكون أشياء غالية لكنهم يريدون غيرها غير مكتفين بما أُعطي لهم، لاهثين وراء كل جديد.
إنه في الأزمنة الصعبة (2تي3: 1) يخاف لئلا يفقدوا المملكة الأرضية، بينما هم يفقدون السمائية التي كان يليق بهم أن يخافوا فقدانها... يمشون في شهوة الزمنيات ويخالطون أهل هذا العالم، لا يفهمون ولا يطلبون الله.
لا شك أن كل عقل حسب مقدار تدرجه يستنير بكمية محدودة من النور، أما النفس الغارقة في برودة خيالاتها فتهلك، إذ أن الشيطان غير قادر على تقديم شيء عملي، لذا يقدم بالأكثر وعودًا خيالية خادعة.
إن الله هو قائدنا والشيطان هو مهلكنا، القائد يقدم وصايا وأدوية الخلاص، والمهلك يقترح الخداع والموت، فهل نصغي إلى وصايا الحياة أم إلى خداع الموت؟
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الشخصية العاطفية

هذا النمط من الشخصيات تنجذب عاطفيًا في أي اتجاه وتسمع لصوت الغريب ولا تخضع لصوت الضمير أو لمنطق الأشياء فتبتعد عن التعقل والحكمة وتسلك في تفاهاتها ممزقة أوصال الوجود الإنساني ذاته.

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
تلك النفوس لا تظهر إيمانها ورجاءها بالله بازدرائها ونفورها من تصورات الشر والانقياد العاطفي الخادع، بل على العكس تتلذذ بها وقت أن تتعرف عليها وتنجرف فيها، وعندئذ تُترك بلا معونة لعدم أمانتها واتكالها على ذراعها، فتواجه من كل ناحية مصادمات التورط العاطفي التي تتوارد عليها، بعد أن سعت إليها ولم تُظهر أي حذر نحوها منذ بدء ظهورها "ثعالب صغيرة مفسدة الكروم" (نش2: 15).
تتعرض الشخصيات العاطفية إلى سهام الشيطان وهجوم الشهوات وأوجاعها مما يسبب اضطرابها، منقادة بعواطفها إلى الموت مثل المجنون أو السكران، عندما تُغذي الدوافع الجنسية الأفكار والعادات لتتحرك الخطية الكامنة.
فعندما تُحرم النفس من خلاصها نتيجة شهوتها -وراء كل إلحاد شهوة- تبدأ في الغرق إلى أسفل، متورطة ومقيدة بطوق من حديد، مختارة لنفسها أن تفعل وتقول كل ما يضاد خلاصها، فكما أن المجانين عندما يفقدون سلامة عقلهم لا يعودون يخافون أو يخجلون من شيء، بل بدون خوف يتجاسرون على صنع كل شيء ولو أدى إلى سقوطهم في النار أو في هوة عميقة، هكذا النفوس المتورطة في علاقات عاطفية سلبية تندفع نحو الرذيلة حتى يأتيها الموت كحد فاصل لجنونها وانسياقها في تيار يصنع لها عارًا وأضرارًا لا حد لها.
لقد صارت نفوس عديدة عدوة لنفسها، أحرقتها نيران شهواتها وسموم عاطفتها الشريرة، فارتكبت أعمالًا إجرامية نابعة من عدم الإيمان متحججة بأعذار لا تنفع، فكان النار والكبريت نصيب كأسها.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

حاجتنا إلى المسيح

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
بمنتهى السهولة والواقعية نقول"المسيح يسوع هو حياتنا الحقيقية... هو حياتنا" (كو3: 4) الذي عاشه المسيحيون الأوائل جيلًا بعد جيل مؤكدين على أن المسيح هو الحياة، وهو الذي يعجن جبلتنا من جديد بحياته الخاصة ويغرس فينا حياته الخصوصية مع كل صفوف شعب الله الحي.
لذلك لنعلم يقينًا أن المسيح ربنا هو حاجة حياتنا الوحيدة التي تنقصنا وأننا إذا بعدنا عنه ازدادت حاجتنا إلى أشياء كثيرة من هذا العالم، وازداد قلقنا على الأمور الخاصة والعامة في حياتنا.
وكثيرون من الذين ينحدرون في الارتداد الجزئي يتوهمون أن العالم سيوفر لهم إمكانية حل مشكلاتهم، بينما يقدم لنا القديس موسى الأسود خبرة حياته في قوله" الجأ بنفسك إلى الله فتستريح" ويقول القديس أغسطينوس "خلقتنا يا رب متجهين إليك وستظل نفوسنا قلقة إلى أن تستريح فيك".
والجواب الوحيد الذي يرد على العديد من التساؤلات، أو على وجه الأصح الذي يلغي التناقضات، هو أنه لا يوجد علاج للذين تعصف به غرائزهم ومطامعهم وشهواتهم، فيتمردون على كل القيم الروحية ويصابون بعمى روحي يجعلهم يقترفون أشنع التعديات حتى ضد أنفسهم سوى اقتناء شخص المسيح أولًا، وبعد ذلك كل ما للمسيح من غنى وشبع وسرور.
فاقتناء المسيح يجعل الإنسان يتجاوز عجزه ومرضه وقصوره وجوعه وآلامه وموته، الأمر الذي تلمسه النفوس المؤمنة الواعية التي أدركت أن المسيح لا يباع ولا يُثمن بثمن"لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة" (عب6: 4).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الجزع من الصليب ورفض الباب الضيق

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
يرفض الذين يتركون الإيمان أن يدخلوا من الطريق المؤدي إلى السماء ومن الباب الضيق، وينزلقون في السبل الرحبة المؤدية إلى الهلاك، إذ أنهم يرفضون المرور من الباب الضيق غير عالمين أن لذة التراب لن تدوم وأنها قصيرة وليس لها مجازاة... تعبر سريعًا ولا يبقى لصاحبها منها شيء.
والذين يحملون صليبهم لا يجزعون من الضيقات "ليقل الضعيف بطل أنا" (يوئيل3: 10) فعندما يفارقون الحياة يكون لديهم رصيد من الأكاليل.
إن طريق البر يحوي جهادات كثيرة وحربًا مع أجناد الشر الروحية "من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (لو14: 17).
أغلب الذين يتركون الإيمان ينزعجون من ضيق الباب ويرتدون أمام ما يتطلبه الطريق من جهاد وحمل الصليب، وهذا محك هام يؤكد سلامة الخبرة والمسيرة الإيمانية "أما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الإيمان لاقتناء النفس" (عب10: 39).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

وديعة الإيمان

هذه الأمانة سلمها الرب لعبيده، وديعة الإيمان الثمين وسر الخلاص على أساس الأمانة والمتاجرة والريح، لأنه بعد عودته سيطلب منهم حساب الوكالة.

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه؟ أما الذي استهتر بسيده ولا يحفظ ثيابه فيمشي عريانًا وتُرى عريته ويطرح إلى الظلمة الخارجية (مت25: 30)، والذين يكملون توبتهم ويرجعوا تُمحى خطاياهم وتأتي عليهم أوقات الفرج من عند الرب، أما الذين لا يكملون فيرتدون ويقطعون ويكون نصيبهم مع الخائنين.
فالمعمودية كاملة في مفعولها إلا أنها لا تكمل إنسانًا أخفق في تتميم الوصايا، ووديعة الإيمان لا تكون فقط أن نعتمد للمسيح بل أن نعكف على تكميل وصاياه حتى لا نكون ضمن الذين وبخهم الرب قائلًا: "لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟" (لو6: 46) أولئك الجهال الذين أسسوا بيوتهم على رمال شهواتهم الخاصة.
ولنعلم يقينًا أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاءه (عب11: 6) فترس الإيمان هو الذي يطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة، وإذا كان بطرس الرسول قد احتاج إلى معونة الرب لكي لا يفنى إيمانه، فمن هو الذي يكون هكذا أعمى حتى يتصور أنه في غير حاجة إلى تعضيد يومي من الرب لكي يحتفظ بإيمانه!! "زد إيماننا" (لو17: 5) "يا سيد أعن عدم إيماني" (لو9: 24).
إن النفس التي يخطبها المسيح العريس السماوي لنفسه لأجل شركته السرية الإلهية، بعد أن تذوق غنى الإيمان السمائي، يجب عليها بكل الجهد والميل العقلي أن تحفظ وديعة إيمانها لترضي حبيبها وترفع نفسها إلى هذا العريس السمائي بسيرتها الإيمانية الحسنة.
ومتى كنا متيقظين ساهرين على سلامة إيماننا لن يسطو علينا اللص، ولن ننكر إيماننا حتى في وقت الشدة (رؤ2: 13) لكن نكمل السعي ونحفظ الإيمان، لأن تزكية إيماننا هي أثمن من الذهب الفاني الممتحن بالنار، طالبين دائمًا من رئيس الإيمان ومكمله (عب12: 2) أن يعين ضعف إيماننا، وهذه تكون الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا (يو5: 4).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

حفظ القلب من الارتداد

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
يوصينا الكتاب المقدس بحفظ القلب "أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" والذي لا يحفظ قلبه يصير مثل أولئك الذي قادهم موسى النبي، فرغم أنهم لم يرجعوا بأجسادهم إلى مصر إلا رجعوا بقلوبهم ورفضوا الله الذي أخرجهم، إذ يقول الكتاب "ورجعوا بقلوبهم إلى مصر قائلين لهارون أعمل لنا آلهة تتقدم أمامنا" (أع7: 39، 40) فلننظر لئلا نسقط في دينونة مثلهم، إذ بعد أن ذاقوا المن السمائي اشتهوا الطعام الأرضي الذي للخطايا وفرطوا في هدف مسيرتهم وحياتهم.
ويحذرنا الكتاب "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم" (1يو2: 15) فمنذ الآن الوقت مقصر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم، والذين يفرحون بالعالم (هداياه ومجده وماله وعزه وإغراءاته) كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون (ويكنزون مالًا وعقارًا ومقتنيات) كأنهم لا يملكون، والذين يستعملون هذا العالم (للظهور والمتع والمراكز والقوة) كأنهم لا يستعملونه، لأن "عند الذين يترجون الرب والحياة التي لا تزول" هيئة هذا العالم تزول (1كو7: 29).
ولن يُحفظ القلب من الارتداد إلا بمخافة الله، فحيث لا توجد مخافة لا يوجد إصلاح حقيقي للسيرة "أجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون عنى" (أر32: 39)، والتوبة المستمرة هي الثمن الذي حدده الرب من أجل الحصول على الغفران وهبة ميراث الحياة الأبدية، ومهما كان الإنسان أكثر شرًا فالله أكثر رحمة، والاعتراف بالخطية يهونها بقدر ما أن إخفاءها يكبرها، لأن الاعتراف بمخافة هو قرين الرضا، أما الإخفاء والتأجيل هو قرين التمرد "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشر" (يو5: 14).
ويطلب منا الله قلوبنا "يا ابني أعطني قلبك" بينما كثيرون لا يحفظون قلوبهم من الارتداد الجزئي فيرتكبون عثرات متكررة عن عمد لإغاظة الرب (أش3: 9) بلا خجل ولا حياء معتبرين أن ما يمارسونه هو حق طبيعي للإنسان، وبينما هو يولون ظهورهم لله ينكرهم هو أيضًا ويجيبهم قائلًا "أذهبوا عني لأني لا أعرفكم" "إن كنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا" (2تيمو2: 12).
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الرجوع إلى حظيرة الإيمان ثانية

إن كبار الخطاة هم مؤهلون أكثر للنعمة، فالكنيسة تُكرم بوجه خاص كل من الابن الراجع واللص التائب على الصليب والمرأة التائبة، والذين يسيئون إلى المسيح يوميًا ويجرحون المحبة، يقبلهم الرب بقطرات الدم الكريم التي سُكبت على الصليب ويقترب من كل من يرجع إلى الحظيرة مهما كانت ذنوبهم وخبراتهم المرعبة وما يسميه الدارسون "الليل الحالك الظلمة" والله يطلب منا علة صغيرة لكي يقوم هو بكل العمل ويسكب علينا فيض النعمة كدواء مناسب للجراحات بل وأيضًا يعطي صحة وجمالًا ومجدًا واستحقاقًا لكل من يرجع، إذ أنه قد دفع أكثر بكثير من العقوبة، كمثل ما تفوق مياه المحيط قطرة ماء صغيرة.
"من هو إله مثلك، غافر الإثم وصافح عن الذنب، لا يحفظ إلى الأبد غضبه فإنه يُسر بالرأفة" (ميخا7: 18) لقد أتى ليعفوا عن المديونين بالكثير أو بالقليل ويُظهر رحمته للصغير والكبير، فيرحم كل أحد حتى من الذين تركوا الحظيرة ورجعوا تائبين بخطاياهم، يقبلهم وينسى لهم ماضي الخطية المحزن والقاتل للنفس.

كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
ورجوع النفوس أمر هام لنمو الكنيسة، الأمر الذي يطلبه الرب ثمنًا لدمه، لذا تعمل الكنيسة على إصلاح ضعفاتهم وتحتملهم ولا تلقيهم عنها مهما تثقلت بهم، ليجدوا أنفسهم موضع عطف وتبكيت لا موضع ازدراء ورفض، فمغبوط هو الذي يؤدب في هذه الحياة، فإن الرب لا يعاقب عن أمر مرتين.
وتوصى الكنيسة برجوع النفس التي تميل وبقبول النفس الخارجة وإعادتها إلى الرعية، تسأل عن المطرود وتفتش عن الضال حتى لا يهلك وتطلب المريض بالغفلة لتأتي به من بين الذئاب لتبشره بالرجاء.
وهي تترفق حتى بمنكري الإيمان ولا تغلق عليهم أو تطردهم، بل تصب عليهم زيتًا وخمرًا لتضمد جراحاتهم ما داموا قد رجعوا تائبين معترفين بخطاياهم طالبين الشفاء وراغبين فيه.
وإن تأجلت إعادتهم إلى الشركة لفترة توبة، فليزيدوا من ندامتهم لئلا يهلكوا بعد أن مات المسيح لأجلهم، وليقبلوا بكل رضا كل علاج ونصيحة، فإن كان الطب الجسدي يقدم الأدوية المرة والجراحة بقطع الأعضاء والكي بالنار، فكم بالحري يكون خلاص النفس.
لن يكون الرجوع إلى الحظيرة بدون قانون التأديب، لأن "الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله، إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين، فأي ابن لا يؤدبه أبوه" (عب12: 6)، وكل نفس تنكر الإيمان وتجحد المسيح لابد أن تقف على حقيقة خرابها ويصير تأديبها إحسانًا عظيمًا لها.
إلا أنه مهما كان هلاكها وسقوطها، سيمر عليها السامرى الصالح حارس الأرواح ولن يتركها ملقية بين حى وميت، إنما يتحنن عليها ويشفى إرتدادها.
فأولئك الذين يخطئون بعد المعمودية لابد أن ينالوا تأديبا أكثر من الموعوظين، لأنهم عرفوا أدوية التوبة والخلاص ولم يستخدمونها، وبقدر ما تتسع مراحم الله، يزداد تأديب من لم ينتفع بهذه المراحم.
لهذا تضع الكنيسة قوانين توبة وجهاد روحى للخراف المريضة الراجعة حتى إذا شفيت عادت مع الخراف الصحيحة... تعالج بالنصيحة لا الحكم، بالدواء لا القصاص، بالتقويم لا التعذيب، بالشفاء من الخطية والحفظ من الخطايا الآخرى.
والذين يظهرون إنحرافا زائدا في شرورهم، لابد أن يظهروا غيرة كبيرة عند عودتهم إلى الحظيرة، وذلك لشعورهم بثقل الدين العظيم المدينون به مدفوعين بضميرهم وتذكرهم لسقوطهم في الطيش الشيطانى، على اعتبار أن الحياة الحاضرة هى زمان السيرة الحسنة لأن بعد الموت تكون الدينونة والعقاب "ليس في الجحيم من يعترف لك".
نقول أن الذين غلبوا ورجعوا إلى حظيرة الإيمان لهم كرامة أفضل بكثير من أولئك المغلوبين "واحد يتقى الرب خير من ألف منافقين" (ابن سيراخ 16: 3).
والكنيسة تبكى من أجل كل نفس بعيدة لتعيد لها الحياة وتقيمها من الموت، وتعطى إهتماما خاصا لهذه النفوس التي سرقها اللصوص.... تقوى المريض وتعصب المجروح وتجبر الكسير وتسترد المطرود وتطلب الضال وتجمع الخراف المشتتة على جبال المعاصى لتأتى بهم إلى الخظيرة ثانية.
مر يا رب أن تمتلئ بيعتك، محضرا الراجعين إلى وليمتك لأنك أنت تخلق "روحيا" من يتبعك عندما تدعوه.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 05 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟

الخلاصة: أساليب وخبرات

* إن مهمة الكنيسة الأساسية هى حفظها لأولادها، لأن فيها حفاظ على كيانها ككنيسة المسيح التي تهتم ببناء النفوس وخلاصها: بالتوبة والعبادة وكلمة الانجيل والشركة والشهادة والإعداد للحياة الأبدية بالأسرار والتعليم والإرشاد والوعظ والافتقاد والخدمة والعمل الرعوى.
* ومن أخطر الملاحظات أن بعض المؤمنين يرتدون إلى الخلف، ونحن بالطبع لا نقصد الإرتداد النهائى وإنكار المسيح علنا -مع أنه وارد- لكننا نقصد الإرتداد الجزئى الذي يمكن أن يؤدى إلى إنكار نهائى بصورة أو بأخرى "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة حتى يضلون لو أمكن المختارين أيضا" (مت 24: 24).
* والملاحظ أن الذين يرتدون أحيانا عن الطريق تكمن أسباب إرتدادهم في إنتشار السابق لمجئ الرب الثانى "الروح يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان" (1تى 4: 1):
1) البداية الروحية الخاطئة وعدم وجود خبرة مسيحية (السطحية والأمية والهامشية الروحية).
2) مشاكله أبناء هذا الدهر والوقوع تحت نير مع غير المؤمنين (الخلطة).
3) الجزع من الصليب ورفض الدخول من الباب الضيق.
4) المنازعات والأحوال الشخصية.
5) مصادمات الحياة اليومية، والإصطدام بالأجواء الفاسدة والإغراءات والشخصيات المنحرفة.
6) ضعف الرعاية والخدمة، فالبعد عن أعين الكنيسة ومناطق الرعاية يجعل خراف القطيع مطمع للذئاب.
7) عثرات الجو الكنسى، فالخادم المثمر وبال على الكنيسة "خير له لو يعلق في عنقه حجر رحى ويغرق في لجة البحر" (مت 18: 6).
كتاب لكي لا ننكر المسيح: لماذا يرتد البعض؟
* لذا ينبغى أن تتضاعف الرعاية الروحية وخصوصا في المناطق المهمشة، لتقديم الإشباع الروحى والقلبى للنفوس البعيدة مكانيا، فالذين لا يقدرون أن يأتوا إلى الكنيسة تنتقل هى إليهم لتقدم لهم ايضا المصل الواقى "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
* يلزمنا وضع متخصص لخدمة هذه الخراف، يتضمن تدعيمها إيمانيا وروحيا وسلوكيا، فإذا كانت الكنيسة قد قدمت تعليما كرازيا للوثنيين، وتعليما وعظيا للمقبلين على قبول نعمة المعمودية (تعليم الموعوظين) وتعليما لاهوتيا للمؤمنين (مدرسة الإسكندرية اللاهوتية) وتعليما إيمانيا للرد على البدع والهرطقات في عصر المجامع، وكذلك أعدت برنامجا لتعد أبناءها للإستشهاد في عصر الإضطهاد، هكذا يتعين عليها وضع برنامج خاص للرد على الشكوك الإيمانية وللوقاية من الإرتداد (تكلم القديس اغريغوريوس صانع العجائب عن "جحد المسيح نتيجة الخوف والضغط"، وتكلم القديس كبريانوس عن "المرتد").
* تحتاج هذه الخدمة إلى خدام صلاة، فالنفس التي ترتد عن الإيمان ينبغى أن نصنع عليها مناحة لنتشل من وحل الخطية، وتغتسل إلى أن تعود إلى كمال حسن صورتها التي أبدعها الله على شبهه والسير بها قدما في طريق التوبة والحياة المسيحية السوية.
* لن تكون خدمة هذه الخراف بالمحاجاة والمقاومة أو بالتعنيف، بل بالمشورة الصالحة والمثابرة والإستمرارية في خدمتهم بيقظة وبصيرة لا تعرف الكلل، والروح القدس لن يكف عن أن يكملنا بصلاحه ويعطينا قلوب وديعة ورحبة لنساعدهم على تعديل سلوكهم.
* إن كثير من الخراف الصالة تحتاج إلى رعاية تهتم بكيانهم وشخصياتهم دون النظر إلى أفعالهم وقصورهم، بل الإهتما والإلتفات إلى نفوسهم المتوارية عن مجتمع الكنيسة والتي يظنون أنه ما من أحد يهمه أمرهم، دون أن ندينهم البتة أو نحسسهم بفداحة أمراضهم مع سرعة توجيههم إلى أب روحى وطبيب خبير بالنفس البشرية يلقى نظرة شاملة على أمراضهم ويلم بكل نواحيها ليعالجها ككل دون إغفال لظواهرها المرئية.
* تلك الأبوة الروحية ترعى كل ابن ضال وتعطى الدواء الذي قد يكون في أغلب الأحيان مرا علقما لكنه دائما ذو فاعلية ناجحة، فما من أحد من هذه الخراف إلا ويحتاج إلى ترك حالة اليأس والسقوط والحياة كما كان من قبل، لتتجدد قوته الروحية خلال فاعلية صلوات الأباء الروحية وحكمتهم العالية وقوة محبتهم الأبوية الواضحة التي يدركها مباشرة وفي الحال ويحسها بطريقة مقررة وثابتة، ويقول العلامة ديونيسيوس الأريوباغى "هكذا ينبغى أن يهذب الجهال، لا أن يعاقبوا، أن يؤخذ بيد الأعمى للسير به في الطريق السوى لا أن يلفظ ويلكم".
* كثيرا ما نظن أن خدمة هذه الخراف نكون بالتقدمات والعطايا المادية، بينما هى تستلزم بالأكثر صلوات يمتزج فيها العرق مع قطرات الدم...، ومن غير المتصور ألا يكون هناك إجتماعات صلاة وقداسات خاصة لأجل هذه الأعضاء ورجوعها "إن اتفق أثنان منكم على الأرض قى أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبى الذي في السموات" (مت 18: 19)... صلاة بإيمان أن المسيح ربنا يستطيع أن يحرك الجبال "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل كنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم" (مت 17: 20)، فعلينا المواظبة على التوسل واللجاجة من أجل أن يقوم الرب ويعطينا قدر ما نحتاج لأنه لا يرفض طلباتنا التي حسب مشيئة قلبه.
* إن مفهوم خدمة إيمانيات أعضاء الكنيسة يدفع المؤمنين جميعا في كل زمان ومكان أن يصلوا ويتوسلوا من أجل خلاص العالم بمحبة شاملة، لكى يقترب المسيح من خرافه المرتدة بود شديد ويحاول معهم متوسلا إليهم ألا يستهينوا بحبه وخلاصه، وأن يتركوا عنهم النفور والتصامم عن سماع صوته الإلهى.
* التركيز في هذه الخدمة ينصب على تقديم الإيمان الحى وجدية التوبة والرجوع، حتى لا تتحول المسيحية إلى تصورات نظرية فاترة لا جدوى فيها، بينما ينبغى أن تخدم هذه النفوس المشوشة والمشوهة لترجع أيقونة كاملة لله بحثها على المواظبة على وسائط النعمة والممارسات الروحية.
* إن النفوس التي جحدت الإيمان وارتدت، يمكننا أن نقول دون أدنى مبالغة أنها لم تتجاوب مع عمل النعمة، أو أنها لم تتلقى أي تعليم دينى في طفولتها، وغير مخدومة روحيا، لذلك تحتاج إلى تذوق حلاوة المسيح بالمقارنة بمرارة ثمار العالم حتى تتخلى عن أساليب حياتها الأولى وتقلع عن سلوكها وعوائدها القديمة، حيث كانت سابقا بلا أدنى حصانة في مواجهة العالم الخارجى لأنها لم تكن بعد قد عرفت الكنيسة وتتعلم هذه النفوس في الكنيسة أن تمشى وأن تبصر وأن تتكلم وأن تحيا، وكل رغبة في الحياة لابد نابعة من الروح القدس "المعطى الحياة والمالئ الكل كنز الصالحات".
* والخادم الروحى هو الذي يستر على ذنوب الآخرين كما يستر الله على عيوبه ويمحوها بدمه.... يستر على العثرات التي يراها كأنه لا يراها، والتي يسمعها كأنه لا يسمعها، ويضع نفسه جنبا إلى جنب مع المذنب المدان والمحروم.
* والذي لا ننجح في خدمته لا نتركه بل نستودعه لخادم آخر لخدمته، غذ يحتاج المرتد إلى عمل فردى لا ينتهى بمجرد رجوعه لكنه يحتاج إلى متابعة وأشبين خاص لخدمته كحالة خاصة على أن تتم الخدمة في ستر وسرية، لعلنا بذلك نشترى ما يستر عرينا نحن قبل أن يأتى يوم الفحص.
* تحتاج هذه الخدمة إلى حلول سريعة منطقية دون أن نقدم فيها أي وعود مادية حتى لا نتعامل بمنطق الطمع والإبتزاز والمساومة التي تتلف خلاص النفس، وليس بالنطق أبدا بأقوال عاطفية باطلة لا طائل منها إنما بقيادة كل إنسان في طريقه نحو الله، قيادة متزنة حكيمة، بعيدا عن الضجيج والشوشرة "خلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار" (يه1: 23).
* ينبغى أن نفهم واجب الكنيسة وعملها الرعوى تجاه هذه الخدمة (خدمة الخروف الضال) لا بتقديم تعليم يقصد منه الاستحسان أو باتباع سياسات التحويلات بل بمقابلة الإحتياجات بالبذل والضلاة والمحبة التي لا تسقط أبدا، وبالاستشعار المبكر من أجل خدمة كل نفس "اعرف خاصتى" وذلك بالعضوية الكنسية وبالإفتقاد والعمل الفردى وزرع الإيمانيات وتقدم القدوة مع مراعاة: خدمة الأسرة، الخدمات التنموية، مدن الملجأ، التوعية.... مع التركيز على الفئات المستهدفة.
* نريد أن ندرك جميعا قيمة النفس البشرية وخدمتها بالأحضان المفتوحة مع تقديم المعونة الروحية والمادية في حينها، الأمر الذي يستلزم تكوين خدام لخدمة هذه الحالات والإلمام بظروفها الإجتماعية والروحية وهزاتها الإيمانية وإنحرافتها السلوكية، لمساعدتهم على إجتياز مشاكلهم والخروج من ورطاتهم مع الإلتزام بالحكمة والهدوء وعدم الإنفعال بجانب المرونة واليقظة إذ هى أدوات لازمة للذين يخدمون خدمة الخروف الضال.
* نريد أن نبتعد عن مقولة "ابن الهلاك للهلاك يدعى" لأننا لا نقدر أن نصنف أحد أنه ابن هلاك، فليس من إختصاصنا أن نحكم على أحد أو أن ندين أحد ونقضى على أي إنسان بالهلاك الأبدى.
* يلجأ بعض العاملين في هذه الخدمة إلى أساليب بشرية، بينما طالما نحن حملان سوف نغلب حتى لو كان هناك عشرة آلاف ذئب يحومون حول الفريسة، فنحن سنغلبهم بالصلاة والإيمان والعمل الروحى، أما إذا جعلنا أنفسنا ذئابا فسوف نصير إلى حال أسوأ، لأن معونة راعينا ستتخلى عنا... لأن الراعى لا يعول الذئاب بل الحملان، فهو يتركنا ويعتزل لأننا لا نعطيه الفرصة ليظهر قوته ولطفه معنا، أما إن كنا نرد على الضربات فإننا نظهر بذلك أننا نتجاهل نصرته، وكان من الممكن أن لا تتعرض لنا الذئاب وأن نكون نحن أقوى جدا من الأسود، لكن الله رأى من المناسب أن نكون هكذا "حملان وسط ذئاب" ليتمجد هو أكثر ويعلن قوته "تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل" (2كو 12: 9).
شكرا لله لأنه مهما كان إرتدادنا وتقهقرنا، فأمنا وعد المسيح الصادق "غنوا للكرمة المشتهاة، أنا الرب حارسها، أسقيها كل لحظة... في المستقبل يتأصل يعقوب" (أش 2, 3) وحتى لو قال عنا "شعبى جانحون إلى الإرتداد" فالذين معنا أكثر من الذين علينا، وأمامنا وعد امسيح في وسطها فلن تزعزع إلى الأبد. وأنه هو الذي يستطيع أن يقول
"أنا أشفى إرتدادهم" (هو 11: 7).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لماذا ننكر رئاسة بطرس؟
5. لماذا يربي الأب الكاهن الشنب و اللحية ؟ و لماذا يلبس الأسود ؟
لماذا يربي الأب الكاهن الشنب و اللحية ؟ و لماذا يلبس الأسود ؟🤔🤔
بدم المسيح لا يجب ان ننكر ولا نفعل
كتاب من يربي من ؟


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024