21 - 05 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
التأديبات: عقاب في العالم أم عقاب أبدي إن الذين لا يُعاقبون في هذا العالم إنما هم محفوظون لعقاب أبدي لكن الرب لا يكف عن أن يمتحن أولاده بضيقات متنوعة، ويعلمنا أن نشكره ونفرح بأننا حسُبنا أهلًا للتأديب الإلهي. إنه يقرع على أبوابنا بواسطة الضيقات لكي يذكرنا بحضرته، وآلام المسيح هي الجواب على كل حيرتنا، إنها ليست الجواب النظري بل العملي، بعد أن شاركنا الرب آلامنا حتى الموت على الصليب، فنحن في ضيقاتنا غير متروكين، حتى في أوقات الشدة هو يشاركنا ويزاملنا ويحضر معنا لأنه قادر أن يعين المجربين، ومن جهة أخرى، نرى في ضيقنا ومضات وتعزيات تشع أمامنا ينعم بها الله علينا لتنفتح أمامنا أعماق وحقائق ونأتي إلى خبرات ما كنا نتوقعها. إنه يقودنا لنحسُ ونلمس وندرك حقائق أهم: أن مشيئته هي خلاصنا ونجاتنا الأبدية، وكل ما هو مطلوب منا هو أن ننصت إلى مشيئته الإلهية التي تتراءى لنا خلال تجاربنا، وأن نكون مستعدين للخضوع لها "لتكن مشيئتك" "لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت" فحالما نقبل ما يأتي الينا من الآم وضيقات باعتبارها آتية من الله ونخضع لمشيئته، فإن قوة غير متوقعة ما كان يمكن أن نتخيلها تتدفق فينا وتؤيدنا وتعزينا وسط الضيق والتجارب، حينئذ نبدأ نشعر ببركة الخضوع لمشيئته، بل وببركة المشاركة في آلام ابن الله، وهذا ليس بالكلام بل هذه هي الحقيقة التي تعطي معنى لضيقاتنا، إذ صارت آلامنا جزءًا من آلامه بقبولنا إياها بحريتنا. كثيرًا ما لا يمكننا أن نفهم طرق الله، إلا أنه في الضيق يستعلن حضوره، ولا جواب غير هذا يشبع إحتياجاتنا: إنه حضور الإله الذي في كل ضيقاتنا يتضايق، إنه حضور الإله المتألم الذي صار حقًا وتمامًا أخانا البكر-بالتدبير-تألم معنا ولنا ومن أجل خلاصنا، إنه حضور إلهنا المحب الذي فيما هو مُجرب يقدر أن يعين المجربين، فآلامنا صارت آلامه وضيقنا ضيقه وتجاربنا تجاربه، وفي هذه جميعها يعظم انتصارنا به. إن بلوغنا إلى التسليم والطاعة بصبر عند الضيق والتجربة، يمكننا أن نستظل تحت ستر جناحيه ونرتمي بين ذراعيه محتمين بحمايته وقيامته ومحبته، ونحن واثقون من وجوده وحضوره المبارك في تجاربنا، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.إن محبة المسيح "المخفية والمعلنة" تنكشف لنا وسط الآتون وفي الجب، محبته "تحصرنا" وهي أقوى من الألم والضيق والموت. فلنقبل إذن التأديب كوسيلة لإصلاحنا لئلا يغضب الرب ومن ثم نباد بتركنا للطريق المستقيم، ويقول القديس كلمنضس السكندري "بتأديب الرب لنا وإرشاده نخلص من الموت". إننا لابد أن نتيقن من أن التأديب هو صمام الأمان للرجاء الذي يدعونا للالتصاق الدائم بالمسيح وبالحياة الدائمة لأجل الله وإدراك الوعود السماوية والمكافآت الإلهية". يلزمنا أن نسلم للتأديب لأنه نافع لنا وفيه حمايتنا من الهلاك، أما إهمالنا له وإدارة ظهورنا للضيقات فهو موت، فقط علينا أن نوقظ الرب كما لو كان نائمًا، كي يأمر الريح ويستعيد لنا هدوءنا وسط عواصف الضيقات وأمواجها، وهذه هي مسرته في أن يعين الذين يصرخون نحوه: إنه ينصت إلى مختاريه ويسمع صراخهم مصغيًا لاستعداد قلوبهم، وتأتي إجابته "هأنذا" للذين يستغيثون به ويتوسلون إليه، يكون لهم ميناء ومرساة وطوق نجاة. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
في الضيق رحبت بي يليق بنا أن نطلبه بكل إجتهاد لأنه لا يتخلى عن مؤمنيه الذين يعرفون اسمه كأب لهم ويتكلون عليه، فرحون بوعوده، فأي أذى يلحق بالذين يصير لهم الرب ملجأ؟ يقودهم من ضيق الحزن إلى الفرح المتسع "في الضيق رحبت بي" تلك هي الخبرة-خبرة وجود الله معنا-والتي تُدعى "إتساعًا" بلا قياس وموضعاُ فوق كل موضع. فليس كوننا أبناء الله معناه أننا معفيون من التجارب، وليس معنى قولنا "ولا تدخلنا في تجربة" أنه لا يسمح لنا بالضيق، إنما هو يخرجنا إلى الرحب، وهذا ما حدث فعلًا مع الثلاثة فتية القديسين، فإنه لم يمنع إلقاءهم في الآتون ولا أطفأ النار بعد إلقائهم فيها، لكنه بينما كان الآتون يزداد إلتهابًا وهبهم الحرية والنجاة، ولم يمسهم اذى. إن خصمنا لا يمكنه أن يفعل أمرًا ما ضدنا دون سماح سابق من الله، ولذلك ينبغي أن يكون حديثنا مع الله "لا تدخلنا في تجربة" لأن سلطان العدو الشرير في التجارب التي يحيكها ضدنا هو خاضع لسلطان الله، فالعدو يُعطى سلطانًا علينا من جراء خطايانا حسبما هو مكتوب "الرَّبُّ الَّذِي أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ... سَكَبَ عَلَيْنا حُمُوَّ غَضَبِهِ" (أش 42: 24) وقيل عن سليمان الذي أخطأ وحاد عن طريق الرب "أن الرب أقام الشيطان ضده". فالله قد يعطي إبليس السلطان علينا لغايتين: إما لأجل تأديبنا إذا أخطأنا، أو من أجل تمجيدنا إذا جزنا الإمتحان، وهذا ما نراه في حالة أيوب «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ» (أي1: 12). فإذا اعترفنا بضعفنا وسلمنا أمرنا لله بمخافة، فإننا نستطيع أن نكون على يقين من أن لطفه سيمنحنا إياه، وسيأتي لنجاتنا وحمايتنا في تجربتنا على الأرض " أَلَيْسَ حياة الإِنْسَانِ تجربة عَلَى الأَرْضِ" (أي7: 1). ونسمع لما يقوله يعقوب الرسول: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ» (يع1: 13)، .إنه إختبار، فالرب يجربنا حتى يعرف إذا كنا نحبه، وبالطبع هو عارف كل شيء، لكن أحكامه ذات الأسرار العميقة تجعله قريبًا منا مستعد لمعونتنا رغم عدم وعينا وبهذا يعطينا فرصة لنثبت محبتنا وإيماننا، والنفس التي تظن أن الرب قد أسلمها فريسة للعدو تضيع على نفسها الخير المتأتي من وراء التجربة، لأن العدو لا يملك السلطان لإيذائنا وحتى لا نترك هكذا، نصرخ "لا تدخلنا في تجربة" لكي لا ندخل في التجربة ولا نسقط تحتها ولا يسحبنا الشيطان ليهلكنا، لكن يقودنا الله بيده ليدربنا على خلاصنا. فالذين لا تغمرهم التجربة يجتازون السيل كالسباحين الماهرين الذين لا يتركون التيار يجرفهم، لذا نطلب أن لا ندخل في تجربة، لكن إذا دخلنا فيلزم أن نطلب قوة وإحتمال أمام التجربة التي يمتحننا بها الله لأجل تزكيتنا، وأمام التجارب التي يخدعنا بها عدو الخير. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
الضيقات والأكاليل والإكليل مقُدم لنا عندما ندخل الحرب، فلا يكلل أحد ما لم يغلب، "ولا يمكن أن يغلب ما لم يحارب" (2تي2: 5)، والإكليل يعظم كلما كثر الضيق، «لأَنَّهُ كْرَبَ هو الطَّرِيقُ وضَّيِّقِ المؤدي للْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ ووَاسِعٌ هو الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْموت" (مت7: 13)، فلا تخشى تجارب هذه الحياة، لأنها فرصة مقدمة لنا للغلبة ومادة للنصرة، إن تعرضت للتجارب فاعلم أن الأكاليل تُعد واعلم أن البهاء السمائي أجمل من كل ما في الأرض. فالشياطين يعلمون أن وقتهم محدود في هذا الدهر لهذا كانوا يطلبون من السيد الرب "بأن لا يعذبهم قبل الوقت" (مت8: 29) وبأن "لا يرسلهم إلى الهاوية" (لو8: 21). إنه لم يسحب من الشيطان لقبه أي رئيس هذا العالم، لأن عمله مازال ضروريًا لإصلاح الذين يجب أن يكللوا، لأنه مازال لازمًا حتى يُكلل المنتصرون. طريق الله صليب يومي، تفتقدنا فيه النعمة لنشارك حاملي الصليب، لأنه لا يمكن لله إلا أن يفتقد بالتجارب ذاك الذي يريد أن يكون بقربه، ولن ينعم المسيح بملكوته إلا بالدخول في هذه التجارب، فإذا اعتقدت أنك تستطيع سلوك طريق الرب بدون التجارب فاعلم أنك تسير خارجها وبعيد عنها وعلى غير خطى القديسين. والذين يُمتحنون بالتجارب باستمرار لا تدعهم عناية الله يسلمون إلى أيدي الشياطين، فإذا أردت أن تبدأ بعمل صالح فهيئ نفسك أولًا للتجارب، ولا تدع العدو الشرير يرهبك أو يبرد عزمك، ولتعلم أن عناية الله تتدفق بسخاء على الذين يتحملون من أجله التجارب والضيقات، ولا تقدر نفس أن تقتني حكمة الروح بغير التجارب التي يهبها الله لمحبيه كي يؤدبهم ويعلمهم حكمته ومشيئته ثم يحررهم منها متى شاء. لقد دبر الله هذه الأمور بحكمة من أجل منفعتنا لكي نقرع بابه بلجاجة وليغرس ذكره في قلبنا كي نتقدس، .وعندما نطلبه ويسمعنا نعلم أنه هو الذي أنقذنا، وندرك جيدًا أنه هو الذي جبلنا وهو الذي بيده أمرنا وهو الذي يعتني بنا ويحفظنا، وقد صنع لنا عالمين: أحدهما يعلمنا ويؤدبنا في هذا الزمن والآخر يكون بيتًا أبويًا وميراثًا إلى الأبد. إنه يسمح لنا بالضيقات كي نستيقظ ونقرع باب تحننه، وحتى لا نغضبه بإبتعادنا عنه فيطردنا من أمام وجهه بالقصاص، فلنجتهد أن ندخل من الباب الضيق ونخسر حياتنا كي نكسبها، إذ ندخل الملكوت من دون الضيقات الكثيرة والتي بصبرنا عليها إلى المنتهي نخلص، أما صلواتنا أن لا ندخل في تجربة، فالمقصود بها التجارب التي تمس الإيمان والتجديف والتحريض ضد الوصايا (بحسب تعبير القديس مار إسحق السرياني)، أما التجارب التي تحل علينا لإمتحاننا تتمجد فينا قوة الله ولا يبتعد عنا ملاكنا الحارس، ولنعلم أننا بدون التجارب لا نرى عناية الله ولا نقتني دالة أمامه، ولا نعرف حكمة الروح، ولا يثبت فينا الشوق الإلهي. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
تجارب التأديب، وتجارب التنقية تلك الحكمة والشوق الإلهي تجعلنا نميز التجارب، لأن التجارب الناجمة عن تقدم سيرتنا ونموها في الصلاح هي غير التجارب التأديبية التي يسمح لها الله بسبب تشامخ القلب، فالتجارب الصائرة بعصا الروح تروض النفس وتمتحنها لتجتهد وفيها تسمح العناية الإلهية لكل إنسان حسب قوته وحاجته، وبها تمتزج التعزية بالضيقات والمعونة بالتجارب والفرح بالشدائد. وإن شاء الله أن يريح أولاده، لا يرفع عنهم التجارب بل يعطيهم قوة ليصبروا عليها، وعندما ينالون الخبرات بواسطة تجربة إمتحانهم، تبلغ نفوسهم إلى الكمال، فقلوب القديسين تظهر كل إحتمال من أجل اسم الله وتقتني دالة عنده عندما يفتقدها بالضيق ومن ثم يشعروا بعظمته ومعونته وعنايته بهم. فالقوة الإلهية هي التي تسند ضعفنا في تجاربنا وضيقنا، حيث أن حروبنا ليست مع دم ولحم، ولكنها مع اجناد الشر الروحية، لذا تصوننا النعمة في شدائدنا، وما أعظم الخبرات التي نقتنيها من رياضة التجارب، وما أعظم الإيمان الذي نكتسبه فيها حينما نحس بالمعونة السماوية. فإذا كانت التجارب نافعة للأنبياء وللرسل وللشهداء وللنساك، وإذا كانت نافعة لبولس الرسول لسان العطر، ونافعة لإستفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء، إذن فليسكت كل فم، فالمؤمنون يٌجربون لكي يزدادوا غنى، والساقطون يُجربون كي يقوموا ويتوبوا والفاترون يُجربون لكي يتيقظوا، والبعيدون لكي يقتربوا، أما المختارون فلكي يتحدوا معه في دالة، فكل ابن لا يُدرب جيدًا لا يمكنه عندما يرث غنى بيت أبيه أن يحسن إستخدامه، وكل ابن يتدرب برياضة التجارب تبدو له الآن أنها مريرة عندما يسقى دواء التجارب المر، ولكن بدونها يستحيل الحصول على الإكليل. من أين للفُخار قوة الصمود إن لم تجففه النار الإلهية، لكن اعلم أن صمودك أمام التجارب لا يعود إلى قوتك ولا إلى فضيلتك بل إلى النعمة التي حملتك على كفيها، لأننا موضوعون لهذا (1تس3: 2) موضوعون للضيق، كما يوضع الجندي للحرب، والرياضي للجري، كذلك الضيق مجالًا لنا للنصرة كجنود وللغلبة كرياضيين، إنه مجالنا للربح وليس للخسارة لأن الله يستحيل أن يتركنا، إذ هو الصادق الأمين الذي لا ينكر نفسه. في كل ضيقتنا هو يعزينا حتى نستطيع أن نعزى الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى بها (2كو1: 3)، معروف أنه سيكون لنا في العالم ضيق، لكننا بهذه الضيقات ندخل الملكوت السماوي. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة لاحتمال التجربة ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح، أشكرك لأجل عطية الضيق وأرجوك يا سيد اعطني صبرًا لأحتمل التجربة دون إعتراض أو شكوى أو ضجر حقًا يا إلهي أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك من ذاتي ولكن دعني دائمًا أرفع عيني نحوك يا يسوع حبيبي لأجدك قد سبقت وإجتزت طريق التجربة إلى النهاية فأرفع صوتي بالحمد والشكر وادعوك بإسمك الحلو المملوء مجدًا، هذا الإسم يا إلهي الذي فيه كل القوة والمعونة لخلاصي. فإني متأكد ومتيقن يا ربي وإلهي أن من عظم محبتك سمحت لي بأن تهبني هذه التجربة وهذه الضيقة لتشكلني وتصيرني إلى إنسان جديد يحيا لك من جديد في حياة توبة نقية تهبها لي من عندك. نعم أشكرك يا ربي يسوع إلهي ومخلصي لأنك سمحت بتأديبي وإلى الموت الأبدي لم تسلمني، وارجوك يا رب دع تجربتي هذه تدفعني إلى بيتي الأبدي، تدفعني إلى ملجأي الوحيد، إليك أنت يا إلهي ويا حبيبي، وارتمي في حضنك الأبوي حتى أهرب واحتمي بك واختفي من العدو الذي يريد أن يبتلعني، واسمح لي أن أناديك يا سيدي لتنقذ نفسي وتنجيها من الفخاخ والسهام الشريرة يا إله معونتي. الآن يا رب زاد إيماني ويقيني أنني عزيز لديك وأنك تحبني لذلك لا تشاء هلاكي وقد سمحت لي بالتجربة لتجعلني ألجأ إليك كل حين مُقدمًا الشكر على ما أعطيتني، هذا الذي ألزمتني به كي أكون عند قدميك وفي حضنك ومسنودًا على صدرك، أشكرك لأجل إمتحان ضيقي هذا الذي باركتني به وبه أتذكر حبك العجيب لأسرع وأعمل حساب النفقة وكيف أنني وزنت بالموازين فوجدت ناقصًا فأسرعت أنت يا رب لتكشف لي سر حبك لأنك لم تشأ هلاكي وأردت أن تعطيني فرصة للتوبة ولإرضاء صلاحك. ساعدني لأقبل التجربة كقبول الأدوية من يدك أيها الطبيب الإلهي لأجل خلاصي وكقبول التأديب منك أيها الآب السماوي حتى أتمجد معك. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة للشكر وقت التجربة أنت يا رب قائدي، أنت مخلصي، أنت منقذي، أنت ملجأي أنت حصني، أنت كل شيء لي من الداخل والخارج، تحل في إنساني الباطن وتحيط بي كثوب فلا أخور، أنت تملأني، أنت الكل في الكل، أنت جذري وطعامي وشرابي وحياتي، وإله بري، قادر أن تحول الجب إلى السماء عينها، وأن ترسل ملائكتك ليسدوا أفواه الأسود. انظر يا ربي وتطلع بعينيك اللتان هما رحمتك ونعمتك اللتان هما حبك ورعايتك على عبدك المسكين والمتطلع إلى معرفتك. لا تحجب وجهك بعيدًا عني ولا تتركني يا إله خلاصي، وأشرق ببهاء وجهك في داخلي وبمراحمك العظيمة ضمني ولا تسمح أن أموت موت الخطية. انظر يا رب، استجب يا رب، أنر يا رب، خلص يا رب، لئلا يقول عدو الخير أنه قد قوى علىّ. توكلت نفسي عليك فلن أخزى. أسبح اسمك أيها المُحسن إلىّ وأرتل لإسمك أيها العلي. أشكرك لأنني دائمًا في فكرك وترسل لي ضيقات وقتية لألمس حبك وإهتمامك. أشكرك لأنك لا تسمح لي بذوق التجارب إلا بقدر ما تمنحني سندتك ونعمتك، وعلمني يا رب لأتأكد بأنك لا تعطي مواهبك إلا بالتجارب وقد حددت رتبة المواهب برتبة التجارب نفسها، حسب حكمتك التي لا تُستقصى والتي أعجز عن إدراكها والوصول إليها لأنها غير موصوفة. أتوسل إليك يا الله إلهي أن تخلصني من شدائدي وضيقاتي كما خلصت يوسف الصديق في أرض مصر وكما حفظت دانيال في جب الأسود وكما نجيبت الفتية الثلاثة من آتون النار، خلصني في تجاربي يامن أنقذت أرميا من الأوساخ ومنحته الرحمة، ويامن أخرجت بطرس من الأسر والأبواب مغلقة، اسندني يا رب في غربتي يا من عُلت شهدائك وقديسيك وقويتهم لكي يتجاوزوا عابرين وادي الدموع ويصلوا إلى ديارك الأبدية. إني يا رب لمتأكد أنك عندما تجربني إنما لتنقيني وأن التجربة لا تأتي إلا بعد أن تقبل نفسي في الخفاء قوة تفوق طاقتها وتحصل على نعمة روحك القدوس المعزي والتي بها وحدها احتمل عصا التجارب، ومعها اطلب أن يزداد سترك وحفظك، لأرى عجائبك وأنك عظمتني أكثر من كثيرين واعطيتني أن أعرف قواتك العجيبة، وان حبال التجارب هذه علامة على أني عزيز عندك، وعلى أنك لم تشأ أن تدعني بدون ضيقات حتى تحفظ نفسي سليمة بقربك، فليس بقوتي الشخصية لكن بقوتك أنت وحدك أتغلب على التجربة بمعونتك وليس بقدرتي أقفز الأسوار وانحل من الفخ. لا تدعني يا رب أن أفضل الراحة واللهو واستصعب قبول الضيقات الوقتية التي تصيبني حتى أشارك كأس مسيحك، فحكمتك يا رب تفوق حد التصور والخيال، وعلمك يا الله لا بداية له ولا نهاية، وأحكامك يا إلهي صادقة وأمينة في كل ما حكمت وفي كل ما وعدت...اجعلني أمسك بها إمساكي بالحياة. أما عن طرقك يا رب فما أبعدها عن الإستقصاء، وهي تستعصي على الفحص، وليس هناك من يعرف فكرك أو من يصير لك مُشيرًا، فهب لي أن أقبل نصيبي كما قسمت لي يا الله كي لا أتزعزع، محفوظًا بروحك مستورًا بدمك الزكي عارفًا أن هذا الوقت هو زمان إفتقادي. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة لرؤية الله وقت التجربة ما أحوجني أن أرى بصماتك يا ربي يا صانع المستحيلات، يا من تسندني في أرض مذلتي ويا من تعلن عن عجائبك في حياتي. اخرج يا رب من الآكل أكلًا ومن الجافي حلاوة، ولا تعرفني فقط مشيئتك بل اعمل واعلن أنت في كل مشيئتك. اصنع مشيئتك وحقق كل خطتك الخلاصية في ضعفي وانعم على بشركة مجدك اعني يا إلهي كي أضع رجائي في كورة الأحياء، وكي أتخذك نصيبي وميراثي وكأسي. أيها الرحوم، ارحمني ايها الحنون، تحنن على أيها الكريم، ذوقني جودك وكرمك، ولا تسمح يا سيدي المحب أن أختار لنفسي أي من المسرات المميتة، بل اختارك واتبعك يا قسمتي ونصيبي وملكي...أعلن يا رب حضورك الدائم في حياتي، واحملني إلى سمواتك ولا تسمح يا رب للمعاند المشتكي أن يهلكني بل أدبني بصلاحك وسيرني في طريق مستقيمة حتى لا تُزل قدمي، واحفظني كحدقة العين من تراب العالم واسترني بظل جناحيك من ضربات العدو، وارفعني فوق كل تجربة فلا أتحكم واحملني فوق كل الحواجز يا ناصر جميع المتكلين عليك. ايقظني يا رب حتى لا يفوتني الخلاص وحتى لا تفوتني الأبدية وحتى لا أحرم من ثقل المجد الأبدي. أنك قريب للذين ينتظرونك، فأعلن حضورك الشخصي لكي تمحي خطيتي وتأتي أوقات الفرج من عندك وأرى عملك "ادعني يوم الضيق أنقذك فتمجدني" (مز 50). دويني يا رب من الغم وإنقباض النفس، وعلمني الوجود في حضرتك، وأقم عبدك من موت الخطية خلصني من النيران ومن الوحوش ومن حروب الشيطان ومن الموت الأبدي ومن كأس الألم لتعبر جميعها دون أن تؤذيني، فكما لم تكن للنار سلطان على ثياب الفتية ولا على أجسادهم، لن تكون لها في النهاية سلطان على محبيك يا رب. أنت بكيت أيها المخلص لكي تجفف دموعي، وخفت لكي تملأني شجاعة، وصرت ضعيفًا لكي تبطل ضعفي، وقدمت طلبات وتضرعات للآب لكي تجعل آذان الآب صاغية لصلواتي، ومع كونك غير متألم بطبعك إلا أنك تألمت في الجسد بإرادتك وسلطانك لكي تحمل آلامي وتمنحني النصرة والغلبة وتزيدني من غناك وتشرفني بعظمتك وتقوي ضعفي. اسمح يا رب أن أجتاز المعصرة بنعمتك ومعونتك لأعبر إلى أبوابك الدهرية يا سيد الحياة والموت، وقُودني في موكب نصرتك كل حين أمام شراسة المعاند المُشتكي الذي يشن حرب بربرية ضد خلاصي، نجني من المعاكسات والافتراءات والمخاطر، حاسبًا ضعفي ضمن حنطتك وعنايتك فلا يمسني العدو الشرير مهما غربلني بمحارباته. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة للثبات وقت التجربة ثبتني يا رب في تجاربي ونجني من حسد ابليس، وحارب عني يا سيدي لأنك وعدتني بالغلبة، فصادقة هي غلبتك يا ملك القديسين بعد أن اسست سر النصرة على جبل التجربة وفي جسثيماني وعلى رابية الجلجثة وفي بستان القيامة. نقب حولي أيها البستاني وضع زبلًا حتى أثمر، وأبقي جذوري محفوظة يا كرام نفسي مطعمًا بذرتي في الزيتونة الصالحة حتى لا تختنق من التجارب ولا تدفن تحت ثقل الضيق. ليس لي إلا رحمتك وسخاء برك وإليك أصرخ لتنجيني وعليك أتكل فلا تخزيني وأحسبني مع المستحقين الذين أتوا من الضيقة العظيمة مستورين بدمك يترأوا أمام وجهك مقيمين في خدمتك حيث لا ليل ولا نهار. يا إله كل صبر وتعزية عزي نفسي واجعل صبرك يحفظ عقلي وفكري فيك، وأعلن لي يا رب أسباب الضيقات ومعناها فيك يا الله إلهي، وساعدني لأستريح واقبل مشيئتك بالإحتمال والشكر في السر والعلن، فإن كانت الأسباب من عندك والمعونة ايضًا من عندك فأقمني للسجود والتسبيح لاسمك يا إله كل رأفة ورب كل عزاء يا من جعلت ليس فقط أن الضيقات تناسبني أنا بل وأنا أيضًا أناسبها، ولا هي موضوعة لي أنا فقط، بل وأنا موضوع لها لفائدة مضاعفة. يداك صنعتاني وجبلتاني فلا تفنيني يا رب. يداك كونتاني كالطين فلا تعيدني إلى التراب بل اجعلني من خاصتك وداويني بتأديبك. حلو أنت وصالح في تأديبك فإحسبني من الساجدين الشاكرين لأحكامك، وفي ضيقي اسندني فيما أتذلل أمامك يا رب. خيرًا صنعت مع عبدك وبصلاحك أدبتني، وفي طريق الضيق تدخلني إلى معرفتك الإلهية وتقربني إليك يا الله إلهي. أنت الصلاح في ذاتك فعلمني أحكامك وحقوقك وفهمني صلاحك وحبك لأتذوق إحساناتك واختبر لطفك عمليًا وتحويلك لفسادي إلى شركة طبيعتك المباركة. والآن يا رب ليثبت إلى الأبد الكلام الذي تكلمت به، لأنني أثق في مواعيدك ووعودك الصادقة، لأنك أمين وعادل وصالح وإله محب لا تنقض كلمتك التي وعدتني بها يا رب، إنني متكل عليك يا إلهي وأنت قد وعدت. أنت قادر أن ترفع عني وتجعل في رجاءًا صالحًا بأنك سوف لا تتخلى عني يا إله معونتي. حي أنت يا رب وإله مبارك وصانع رحمة. هبني الحياة والغلبة. لا تدع يا رب عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين، ولا تسمح أن أجرب أكثر مما احتمل، بل اسمح أن تعزيني في شدتي وضيقتي وأن تحييني بقولك أكثر لئلا أفتر أو أضعف أو أنهزم. ساعد يا رب أن تكون ضيقاتي هذه خبرة خلاصك التي بها أتكل على غني مراحمك التي لا تفرغ. نعم يا رب عاملني حسب نعمتك الغنية ورحمتك الواسعة وليأت علي خلاصك. إنقذني يا رب وإنتشلني يا إلهي لأنك قريب وتخلص. حقًا يا رب أنت معي لأنني طلبتك فاسمع واستجب ولا تتركني يا سيدي بل عضد فتاك وبإحسان أبدي ارحمني وأدم لي رحمة. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة لطلب معونة الله وقت التجربة إهدني يا رب طريقًا أبديًا وإسندني لأن لطفك عجيب. ما أعظمك رفيق وكفيل وضامن أمين لسلامة مسيرة أولادك ومختاريك مدى الحياة، فلا تحجب وجهك بل كن كفيلًا لكل ما يحدث لي في غربة هذا العالم إلى أن أدرك الأرض التي وعدت بها محبيك. نعم يا رب فيما أنت قد تأملت مُجربًا تقدر أن تعين المجربين. نعم يا رب قوتك تكمل في الضعف، ونعمتك تكفينا وتغنينا. ليتك تعزيني بالمجد العتيد وتشجعني به وسط آلام هذا الزمان الحاضر. ليس على أنه مجد آت أنتظره بل على أنه كائن فيّ الآن وفي الزمن الحاضر، وعرفني يا رب أن هذا المجد معد ومدخر وينتظرني. إني أعرف أن طلبتي قد بلغت إلى حضرتك، لأن هذه هي الثقة التي لنا عندك. فلتكن مشيئتك يا ربي لا مشيئتي لأنني لست أعلم ما أصلي لأجله كما ينبغي وساعدني على قبول مشيئتك يا إلهي لأفعلها وأسرّ بها وأترك كل أمر يتعارض مع خلاصي، لأنني أعلم أن طلباتي التي ترفضها بفضل عنايتك الإلهية هي لأنك ترى ما هو صالح لي، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. لتكن يا رب إرادتك، فإن كان لائقًا أن تتألم وأنت رئيس الخلاص ومكمله، فكم ينبغي لي أن لا أختار لنفسي بل أترك لروحك القدوس أن يقودني فلا تقترب مني الأحزان بل تعمل كل الأشياء لخيري وخلاصي. إنك يا رب تحول لي العقوبة خلاصًا، تحول مرارتي إلى حلاوة، إنك تحولها بعظمة كما حولت آتون الفتية فصار موضع عجب متزايد. إنني لمتيقن يا رب أن محصلة ضيقي هي ضمن قصدك الإلهي وهي ضمن العربون الذي به أضمن النصيب الصالح والحظوة لديك في الحياة الأبدية ورصيد الأكاليل.... إنك معيني وناصري وملجأي والمحارب معي فلن أجزع ولن أعاند ولن أرتد إلى الوراء، فبعد قليل جدًا ستأتي أيها الآتي ولا تبطئ وعما قليل ستفنى نفسي وتلتقيك يا رئيس الإيمان ومكمله. أيها العود الإلهي الرطب رطبني بزيت نعمتك، ودربني لأشترك في قداستك وأرى الفرح المُعد، وأرى بناء البيت الغير مصنوع بيد والأبدي عندما اخلع خيمتي، لأنك أن يا سيدي الذي تبدأ وتنهي كل شيء يختص بخلاصي. احفظ نفسي يا رب كما حفظت نفس عبدك أيوب، فبيدك يا رب أمري ويا ليتني أقدم لك نفسي مثلما أعطيتني أنت نفسك. فلا تمس الضيقات قلبي ولا نفسي ولا ضميري كما لم تمس نار الآتون الفتية وكما لم تنهش الأسود وديعة عبدك دانيال. صالح أنت يا رب لأنك حصني في يوم الضيق. أنت تعرف يا رب أنني من المتوكلين عليك فنجي نفسي بدمك الكريم من جولات العدو المشتكي علي. إنقذني من ساعات التجربة ووجه خطواتي في طريقك حتى لا تُزل قدماي، وثبت على الصخرة قدماي ورتب خطواتي أيها الحاكم العادل غير المرئي. حول إرادتي نحو الرغبة في رضاك، تلك الإرادة المائلة للضعف الحائرة حتى لا أسقط، عضدني يا رب حتى لا أهلك، ولذذ نفسي بتعزياتك حتى لا أسكن في الجحيم. سهل طريقي أمام وجهك وأهديني واكشف عن عيني لأبصر عجائبك وأحكامك الحلوة التي هي لخيري، وعلمني أن أعمل من أجل الإرادة الصالحة. لأنك أنت العامل في يا مخلص نفس الحبيب، وأيّد يا الله هذا الذي فعلته في، مظهراّ رحمتك وخلاصك يا من تقيم الساقطين وتحل المربوطين وتحكم العميان وتعتني بالغرباء وتنقذ المتضايقين وتعزي الحزانى وتنجي الذين في الشدائد. |
||||
21 - 05 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
صلاة لتقوية الإيمان وقت التجربة أنت قوتي وتسبحتي وقد صرت لي خلاصًا. زد إيماني. يا سيد أعن ضعف إيماني واحفظ إيماني بغير مضرة لأن بدونك لا نقدر أن نفعل شيئًا، من عندك كل عطية صالحة وتامة يا أبي الأنوار، أي شيء صالح هو لك وكل ما هو حسن هو منك، وإن سمحت بتجربتي فأنت أمين ولا تدعني أجرب فوق ما أستطيع بل ستجعل مع تجربتي أيضًا المنفذ كي استطيع أن أحتمل. هيئني لكل عمل صالح كي أصنع مشيئتك وما يرضيك أمامك، وقوني بعزائك الأبدي ورجاءك الصالح بالنعمة. ابسط يدك نحو عبدك لأحصل على نصرتك وأظفر بخلاصك الثمين، وليصر الشيطان أكثر خزيًا بقوة صليبك أيها الفادي. لك المجد يا من تجرح وتعصب. لك المجد يا من تسحق ويداك تشفيان. لك المجد يا من تضع وترفع. لك المجد يا من تميت وتحيي. فأت بي إلى جبل صهيون السمائي في مدينتك يا الله الحي أورشليم وضمني إلى ربوات محفل المكتوبين في سمواتك يا ديان الجميع وكملني مع أرواح الأبرار المكملين لأقتبل ملكوتًا لا يتزعزع. ألبسني يا رب لباس الخلاص ولا تنزعه مني قط حتى لا أوجد عريانًا وأستر نفسي العارية، واملأني بالشهوة السمائية لأتأكد أن كل شيء في هذا العالم إنما هو نفاية. إحسبني مستحقًا للعشرة الخفية معك أيها المحبوب الإلهي حتى احمل صليب التجربة بتسليم وفرح مع كل طاعة لأمرك. بقوتك أنا محروس فلا أحزن بالتجارب المتنوعة حتى يتزكى إيماني عند استعلان خلاصك الأبدي والنهائي. اسمح أن أوجد بلا لوم في القداسة أمامك، لأن نيرك هين يا رب وحملك خفيف، وما يبدو لي الآن أنه مؤلمًا إنما هو لخيري لأنك يا رب تقدر أن تحول الأمور إلى نقيضها. أهلني يا صاحب المجد كي يتزكى إيماني عندما يُمتحن بالنار واحتمل التجربة، فحكمتك يا رب لا تسُتقصى، وأنا في يدك كالطين في يد الخزاف وكالجبلة في يد جابلها إذ لا تستطيع الجبلة أن تقول لحاملها لماذا جبلتني ليس لي أن أعترض ولكن أسجد أمام مجدك. أنت الذي تُخرج من الآكل أكلًا ومن الجافي حلاوة.... أيها الطبيب الذي تداوي بالضيقات جراحات نفسي حتى تستعيد صورتك الأولى وتتشكل حسب طبعك المبارك فلا تخسر نصيبها الأبدي..، أنت خلقتها لتكون لك، وأنت يا سيدي تتعامل معي بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة حتى لا أخسر جعالتي العليا منك. أيها الإله المحب، ليتك بحبك وبحنانك تكشف لي ولو يسيرًا عن سر حكمتك على نحو كما قلت "لست تعلم أنت الآن ما أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد" حينئذ أسلمك كل شيء بلا تحفظ، واثقًا من محبتك مؤمنًا من أنك تأديبًا تؤدبني ولن تسلمني إلى الموت، مترجيًا خلاصك لي أنا الخاطئ غير المستحق. |
||||
|