فقرات من المراسلات والخطابات
أخيرا ننتقل إلى بعض الفقرات من خطابين أرسلهما أبينا المتنيح القمص بيشوي كامل إلى المقدس يوسف حبيب:
خطاب في 26 هاتور بعد وصول أبينا إلى دير السريان بعد الرسامة:
كنت في الأسبوع الأخير اجتاز المعركة وحدي... كنت أنت عن يميني وأظهرت محبتك بقوة، وتعلقت نفوسنا ببعض كنفسي داود ويوناثان وإذ بحياتي كلها مكشوفة أمامك. وأنت وحدك الشخص الذي تلمست فيه روح الله.
لعل يا أخي هذا بداية عهد جديد –بكل تأكيد- لقد قدمت الاستقالة لنستعد سويًا ومعًا وبتضحية كاملة وتجرد كامل لخدمة المسيح المقدسة في كنيسة العذراء وفى اسبورتنج بل وفى المدينة العظمى.. ليعطينا الرب موهبة خلاص النفوس.
خطاب آخر أثناء الأربعين يومًا بالدير في 18/ 12/ 1959:
عزيزي الحبيب وأستاذي الفاضل / المقدس يوسف حبيب
أكتب إليك لأعوض النقص الناتج عن افتراقنا بالجسد..... أن نفسك العزيزة ملتصقة بنفسي أكثر من الأخ، ذاكرًا محبتك الخالصة لأنك كنت واقفا معي في أدق ظروف حياتي متحدثا بروح الله الساكن فيك.
صلى لأجلي لكي أكون أمينا لهذا الدم والجسد الإلهي إلى النفس الأخير، حيث سأستلم الذبيحة يوم الاثنين أرجو أن تكون بتزور المنزل عندنا.
سأترك للقارئ أن يتأمل مليًا في هذه الخطابات وما جاء فيها وتوقيتها لأنها شاهدة على العصر وعلى طيعة علاقة أبينا بيشوي بالمقدس يوسف حبيب صاحب هذه السيرة.