24 - 03 - 2014, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
الزيارة الخامسة لقبر السيد المسيح بعد ذلك يقول معلمنا يوحنا الرسول: "أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي" (يو20: 11). فمريم المجدلية بعد الزيارة الرابعة جاءت وأخبرت التلاميذ ثم عادت مرة أخرى إلى القبر. وهذه هي زيارتها الخامسة، عندما ذهب التلاميذ إلى القبر فذهبت خلفهم، وربما أيضاً تكون سبقتهم لأن الكتاب يذكر في أكثر من موضع أنها كانت تركض. فى هذه الزيارة كان الملاكان بداخل القبر ثم جاء يسوع آدم الثاني من وراء مريم المجدلية وخاطبها، فيقول: "وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إلى الْقَبْرِ. فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً... الْتَفَتَتْ إلى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ... فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ يَا مَرْيَمُ، فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ رَبُّونِي الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ" (يو20: 11- 16). |
||||
24 - 03 - 2014, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
تأملات في لقاء مع القائم من الأموات عند القبر الفارغ + آدم الثانى فيما مريم المجدلية تبكى أتى الرب يسوع المسيح القائم من الأموات آدم الثاني يتمشى في الجنة. والجنة التي كان آدم بها يرمز إليها البستان. يقول الكتاب المقدس: "وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا" (تك2: 15). فكان لابد أن البستاني الجديد يكون هو آدم الثاني، وكانت مريم المجدلية في هذا الموقف تمثل البشرية. + الحية حواء أغرتها الحية.. وهنا كأن السيد المسيح يقول: "انظري يا مريم إن الحية معلقة ومصلوبة هناك فوق الجلجثة، ألم يكن يبرأ كل من ينظر إلى الحية النحاسية التي علقها موسى؟ الحية الآن مسمرة فوق الجلجثة".. لقد خرج يسوع حاملاً الحية على كتفيه وصعد فوق الصليب.. حمل خطايانا وسمر اللعنة على الصليب ونزل وتركها مسمرة هناك، ولذلك قال لنيقوديموس: "وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ" (يو3: 14). وهذا هو السبب في أن الأسقف يمسك بالحية النحاسية رمزاً للصليب وهي رمز أيضاً لعصا موسى التي ابتلعت الحيات وشق بها البحر الأحمر. + "ربونى" "فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ رَبُّونِي الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ" (يو20: 16). كان رد فعل مريم المجدلية رائعاً جداً عند تمييزها لصوت السيد المسيح في البستان حيث قالت له: "ربوني" أي يا معلم.. أصبح المعلم هو يسوع ولم تعد الحية هي المعلم فيما بعد.. وكأن البشرية تعلن له أنها لن تأخذ تعليماً من آخر غيره. + "لا تلمسيني" "لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إلى أَبِي" (يو20: 17). عبارة "لا تلمسيني" تحمل عتاباً من الرب يسوع لمريم المجدلية، وكأنه يقول لها: "أبعد أن قابلتينى وأمسكتِ بقدمي وأخبرك الملاك أكثر من مرة عن القيامة من داخل القبر وخارج القبر وهذه هي الزيارة الخامسة لك ولا زلت تقولين "أخذوا سيدي"!! منذ الزيارة الرابعة بدأت تقول هذا الكلام. وعبارة "لا تلمسينى" في اللغة اليونانية تعنى اللمس بقصد الإمساك، مثلما تقول عروس النشيد "أَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ" (نش3: 4)،أي لا تلمسينى بقصد أن تمسكيني، لأنها كانت لا تريده أن يغيب عنها. وكأن لسان حاله أراد أن يخاطبها قائلاً: "أنا لم أصعد بعد ولا زلت موجوداً معكم وقلت لكِ أن تخبري التلاميذ أن يسبقوني إلى الجليل. طالما أنا "المعلم" فلابد أن تنفذي الكلام... اذهبي وقولي للتلاميذ رسالة ثانية وهى: "إِنِّي أَصْعَدُ إلى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ" بينما وعدى لا زال قائماً إنى "لم أصعد بعد"، لذلك ليس هناك ما يدعو لأن تمسكي بى... ماذا ستفعلين بعد صعودي إذاً؟ لابد لكِ أيضاً أن تؤمني بالصعود". + "أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" بهذه العبارة أراد أن يقول: "أنا لما تجسدت، إلهكم كمخلوقين أصبح إلهي لأني أخذت شكل العبد، وبعد صعودي سأرسل الروح القدس، فأبى بالطبيعة سيصبح أبيكم بالتبني في المعمودية. بكلمات أخرى أنا بنزولي إلى الأرض إلهكم أصبح إلهي لأني "أخذت شكل العبد" وبصعودي إلى السماء أبى سيصبح أبيكم، لكنه أبى بالطبيعة وأما أنتم فبالتبني. فاذهبي يا مريم وقولي للتلاميذ هذا الكلام". فى الحقيقة هذا اللقاء الخامس هو في منتهى الروعة. الجنة كانت هي البستان، ومريم المجدلية هنا كانت ترمز إلى البشرية ويقول عنها الكتاب إنه "كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ" (مر16: 9) لذلك وهب السيد المسيح للكنيسة سبعة أسرار يعمل فيها الروح القدس بدلاً من السبعة شياطين التي كانت مسيطرة على البشرية. والقبر الفارغ رمز للمذبح في الكنيسة ولذلك لابد أن يكون للمذبح فتحة ناحية الشرق هذه الفتحة هي رمز لباب القبر. والفتحة تكون متجهة إلى الشرق لأن السيد المسيح هو شمس البر. أين التناقض الذي يدعيه البعض؟! ليس هناك أي تناقض. |
||||
24 - 03 - 2014, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
انتقادين آخرين للقيامة هناك انتقادين آخرين أحياناً يثارا من بعض مثيري الشكوك، وسأجيب عنهما حتى لا يستخدمهما عدو الخير في إثارة المزيد من الشكوك. والرد على هذه الانتقادات سوف يؤكد على صدق الأناجيل بالأكثر ولا يثير الشكوك كما سنرى. هل أمسكت مريم المجدلية بقدمي المسيح أم لم تلمسه؟ هل طلعت الشمس أم كان الظلام باق وقت القيامة؟ |
||||
24 - 03 - 2014, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
هل أمسكت مريم المجدلية بقدمي المسيح أم لم تلمسه؟ الانتقاد الأول: كيف أمسكت مريم المجدلية بقدمي السيد المسيح وسجدت له في إحدى زياراتها للقبر "فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ" (مت28: 9)، بينما في زيارتها الأخيرة قال لها لا تلمسيني "قَالَ لَهَا يَسُوعُ لاَ تَلْمِسِينِي" (يو20: 17)؟ الإجابة: كانت مريم -كما ذكرنا- تريد أن تمسك به لئلا يذهب عنها مرة أخرى ورفض السيد المسيح في هذه المرة أن تلمسه مع أنه سمح لها من قبل وقيل: "أَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ" (مت28: 9). ففي المرة الأولى أمسكتا بقدميه وسجدتا له لأخذ البركة، لكن في هذه المرة كانت مريم المجدلية تريد أن تستبقى جسد يسوع الذي سيصعد للسماء، فحمّلها رسالة تبلغها للتلاميذ وكان كلامه يحمل هذا المعنى: "أنت تريدين جسدى؟! اذهبى عند الرسل فتجديه.. في الافخارستيا هم يعطونك جسدى. أنتِ أمسكتينى في المرة الأولى للبركة لكن لا تمسكيني في الافخارستيا لأن الكهنوت هو ليس للمرأة.. جسدى الذي سيصعد للسماء سيكون حاضراً على المذبح في الافخارستيا فلستِ أنتِ التي تمسكى به ولا تلمسيه لكن الرسل هم الذين سوف يعطوكِ إياه. فاذهبى إلى الرسل وقولي لهم إني سأصعد، وبصعودي كرئيس كهنة أعظم سأعطيهم السلطان أن يقيموا الافخارستيا بعد يوم الخمسين، وستجدي جسدي عندهم". |
||||
24 - 03 - 2014, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
هل طلعت الشمس أم كان الظلام باق وقت القيامة؟ الانتقاد الثاني: كيف يقول في الزيارة الأولى "إذ طلعت الشمس" (مر16: 2) وفي الأخيرة يقول "والظلام باق" (يو20: 1)؟ الإجابة: إذا نظر أحد عند أول طلوع الفجر سيجد أن السماء ناحية الشرق لونها أبيض أو لبنى فاتح وناحية الغرب لونها أسود أو أزرق قاتم. في التعبير الدارج الشعبى عبارة "طلعت الشمس" يُقصد بها طلوع قرص الشمس، ولكن في التعبير الكتابى نور الشمس هو شمس، وأشعة الشمس هي شمس. فعبارة "طلعت الشمس" تعنى أشرقت أنوار الصباح، هذا هو بصيص النور الذي يبدأ في الظهور ناحية الشرق. وتستمر العملية حوالى الساعة إلا الربع إلى أن يصل النور اللبنى إلى الغرب ثم يبدأ بعد ذلك قرص الشمس في الظهور. فعبارة "طلعت الشمس" تعنى بداية الفجر وعبارة "الظلام باق" تعنى نهاية الفجر. مدة الساعة إلا ربع هذه هي التي زارت فيها مريم المجدلية القبر خمس مرات. لكي تحدد لنا الأناجيل أحداث القيامة بالضبط وبالثانية قالت في الحدث الأول "طلعت الشمس" وفي الحدث الأخير قالت "الظلام باق". لكن إذا قيل في الحدث الأول "والظلام باق" فالظلام باق من الساعة السادسة مساءً. "الظلام باق" وحدها لا تحدد شيئاً لأن "الظلام باق" تستغرق الليل بطوله. ولو قال البشير في الزيارة الأخيرة "إذ طلعت الشمس" فقط فلن تعطى التوقيت الدقيق لأن الشمس طلعت بنورها ثم طلعت بقرصها ثم طلعت في السماء ثم أصبحت فوقنا. فعبارة "طلعت الشمس" أيضاً غير محددة إذ تشير إلى النهار كله. لقد عكست الأناجيل التوقيت بمعنى أنها أوردت طلوع الشمس ليلاً وبقاء الظلام نهاراً لكي تعطينا زمناً معيناً بالتحديد. وبهذه الطريقة يمكن تحديد الزمن متى بدأت أحداث القيامة ومتى انتهت آخر ظاهرة. إذاً تعبير "والظلام باق" ممكن أن يشمل الليل كله، وتعبير "إذ طلعت الشمس" ممكن أن يشمل النهار كله، فإذا ذكر الإنجيل أحدهما فقط يكون قد ترك المدة مفتوحة على الليل كله أو على النهار كله وبالتالي لم يحدد شيئاً،أما بذِكر التعبيران معاً "والظلام باق" و"إذ طلعت الشمس" يكون بذلك قد وضع توقيتاً محدداً جداً، أي: طلوع الشمس في الليل، وبقاء الظلام في النهار. وبالتالي يمكن تحديد الزمن بالدقيقة وبالثانية متى بدأت أحداث القيامة ومتى انتهت الزيارة الأخيرة. عندما يقول في الزيارة الأولى "طلعت الشمس" تعنى باكراً جداً أي مع أول بصيص من النور. وعندما يقول في الزيارة الأخيرة "والظلام باق" تعنى آخر اللون الأزرق القاتم في الغرب والظلمة تتلاشى. "الظلام باق" لا تعنى أن الظلام مخيم بل متبقي منه جزء ضئيل جداً. بهاتين العبارتين معاً حددت الأناجيل ميعاد بداية أحداث القيامة ونهايتها بدقة وبدونهما لما استطعنا تحديد المسافة بين البداية إلى النهاية والتي قد تصل إلى الساعة تقريباً وتصبح مفتوحة دون أية تحديدات. هنا نرى السيمفونية الجميلة التي عزفتها الأربعة بشائر مع بعضها البعض حتى تجعلنا نعيش أحداث القيامة وكأننا كنا نعيش مع الرسل ومع المريمات في فجر أحد القيامة. |
||||
24 - 03 - 2014, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرد على الشكوك الموجهة للقيامة - الأنبا بيشوي
كيف أصبح الإنجيليين شهود عيان على القيامة؟ سؤال: كيف يُعتبر متى ومرقس ولوقا ويوحنا شهود عيان على القيامة بينما تشير الأناجيل أنه لم يرى أحد يسوع وهو يخرج من القبر؟ الإجابة: الكتاب يقول إن المسيح بعد القيامة ظهر للتلاميذ الأحد عشر وليس للمريمات فقط "أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ" (مر16: 14). وأيضاً ظهر لتلميذى عمواس في (انظر مر16: 12، لو24:13) وظهر لبطرس ولآخرين "أَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ للاثْنَيْ عَشَرَ" (1كو15: 5)، (انظر يو21). ثم يقول معلمنا بولس الرسول: "وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَة ًوَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إلى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا" (1كو15: 6). كتب معلمنا بولس الرسول هذه العبارة في منتهى الشجاعة. ولو كان في كلامه هذا أدنى شك لطالبه اليهود الذين عاشوا في زمانه وكانوا يقاومونه برؤية هؤلاء الخمسمائة الذين ظهر لهم السيد المسيح أو حتى بعضاً منهم. التلاميذ لم يروا السيد المسيح وهو يخرج من القبر ولكنهم رأوا القبر الفارغ ثم رأوا المسيح القائم من الأموات، فيقول الكتاب: "اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ" (لو24: 39، 40)، "وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إلى الْجَلِيلِ إلى الْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ" (مت28: 16، 17)، وظهر في العلية وأراهم جنبه ويديه وأثر الطعنات والمسامير "وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ سلاَمٌ لَكُمْ وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ" (يو20: 19، 20)، ورأوا أشياءً كثيرة جداً "الَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ" (أع1: 3). معلمنا لوقا ومعلمنا مرقس هما من السبعين رسولاً وكان مرقس موجوداً في بستان جسثيمانى وقت القبض على السيد المسيح فيقول الكتاب: "وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ. فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً" (مر14: 51، 52). فكيف يقول المشككون أن الرسل لم يروا السيد المسيح؟ وكيف يقولون أيضاً أنهم لم يروا القيامة إذا كان السيد المسيح قد ظهر لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى وقت كتابة رسالة كورنثوس (انظر 1كو15: 6). ألا يستحق السبعون رسولاً الذين اختارهم بعدما اختار التلاميذ الاثني عشر أن يكونوا من ضمن هؤلاء الخمسمائة الذين رأوا المسيح القائم؟ وقد قال الكتاب عن السبعين رسولاً "وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ" (لو10:1). عند اختيار التلاميذ لشخص بدلاً من يهوذا قال لهم بطرس: "يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِداً مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ. فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ وَمَتِّيَاسَ. وَصَلَّوْا.... ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً" (أع1: 22- 26). إذن الشهادة بالقيامة كانت شرطاً للإرسالية، وبالتالى يكون السبعون رسولاً طبعاً قد رأوا المسيح القائم. أما رؤية لحظة خروجه من القبر فهي عملية مستحيلة، لأن التلاميذ ما كانوا يستطيعون أن يروا المسيح أثناء خروجه من القبر ولا حتى المريمات كن يستطعن لأن السيد المسيح قام والحجر مختوم، وخرج والقبر مقفل.. كيف يقدر أحد أن يرى المسيح داخل القبر والحجر موضوعاً على فمه، أو وهو يخرج من القبر والحجر مختوم،لذلك فإنهم قد رأوه بعدما خرج. لو كان باب القبر هو باب عادى بمفصلات لكان يمكن أن يروه وهو يخرج من القبر، وهذا لم يحدث لأن باب القبر كان عليه حجر كبير جداً ومختوم، وهو خرج من القبر والقبر مقفل وعليه أختام فكيف يستطيع أحد أن يراه وهو يخرج من القبر حتى وإن وقفوا أمام القبر. أما الذين ذهبوا إلى القبر فقد وجدوا يسوع واقفاً أمامهم خارج القبر.... بركة القائم من الأموات قاهراً الموت والجحيم تشملكم جميعاً. آمين. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا أغاثون يصدر كتاب الرد على بدعه زواج المثليين |
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي |
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي |
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي |
كتاب هابيل و قايين - الأنبا بيشوي |