04 - 03 - 2015, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
2) في سورة آل عمران المدنية يسرد قصص آل عمران مطولاً ويختمه بهذا التصريح عن آخرة المسيح لما مكر اليهود به ليقتلوه (54) : "إذ قال الله ياعيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة" (55). هذا أيضاً إقرار لا ريب فيه عن حقيقة وفاة المسيح وانبعاثه ورفعه إلي السماء. وتفسير الوفاة هنا بمعني النوم كما يريد البعض - أي رفعه الله إليه في سنة الكري - تفسير سخيف لا قرينة لفظية أو معنوية تدل عليه. وجمهور المفسرين علي أن القرآن يعني وفاة الموت كما يتضح جلياً من سورة المائدة (117) حيث الوفاة ترد معارضة للحياة. قال الرازي : "روي عن ابن عباس ومحمد بن اسحاق أنهما قالا : متوفيك أي مميتك ثم أقامه الله ورفعه إلي السماء. وقال وهب توفي ثلاث ساعات ثم رفع إلي السماء. وقال محمد بن اسحاق توفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه". وختم البيضاوي بقوله : "وقيل أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلي السماء وإليه ذهبت النصاري". لا يوجد مفسر واحد في الإسلام وغيره يستطيع أن يجزم بأن الوفاة هنا لا تعني أيضاً الموت، قال البيضاوي : "التوفي أخذ الشئ وافياً والموت نوع منه". وسياق الحديث (54 - 56) يؤيد ذلك: مكر اليهود بالمسيح وقتلوه، فمكر الله بهم فتوفاه ورفعه إليه، وهكذا "كان الله خير الماكرين". |
||||
04 - 03 - 2015, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
3) وهناك في سورة البقرة تلميح يتضمن معناه الكامل قتل المسيح: "ولقد آتينا موسي الكتاب وقفينا من بعده بالرسل، وآتينا ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوي أنفسكم استكبرتم؟ ففريقاً كذبتم ! وفريقاً تقتلون !" (87). ويذكر المفسرون من الفريق المقتول زكريا ويحيي، لا عيسي. مع أن القرآن لا يذكرهما هنا بل يسمي صراحة موسي وعيسي، ويشمل بينهما باقي الرسل بكلمة عابرة، أفلا يقع التكذيب علي موسي والقتل علي عيسي؟ 4) وتلميح آخر في آل عمران أوضح : "قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتي تأتينا بقربان تأكله النارز قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قلتلتموهم إن كنتم صادقين؟" (183) - من هو الرسول الذي جاء بالقربان "الذي قلتم" وقتلوه؟ راجع قصص القرآن كله عن الأنبياء جميعاً، فلا تري غير عيسي ابن مريم وحده قد أنزل علي تلاميذه قرباناً أو مائدة من السماء (مائدة 111 - 115). فهو إذن رسول القربان الذي قتلوه (120). وبعد سورة النساء التي ظاهرها ينفي موت المسيح وقتله يعود القرآن في آخر حياة النبي العربي يشهد بحقيقة موت المسيح في سورة المائدة التي بعدها لا ينزل شئ عن آخرة المسيح : |
||||
04 - 03 - 2015, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
"وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم = فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت علي كل شئ شهيد" (120). هذا النص هو الصخرة التي تتحطم عليها جميع محاولات الذين ينكرون شهادة القرآن بموت المسيح. فالوفاة هنا تعني الموت والموت دون سواه، ونعني الموت الحقيقي لأنها ترد معاكسة للحياة: "ما دمت فيهم = فلما توفيتني". فهي شهادة صريحة وما من شك فيها. ويريد القرآن موت المسيح في ختام رسالته، لا موته في آخر العالم قبل قيام الساعة، لأن الله يستجوبه عن عبادته بعد رسالته : "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله" (119) فينكر المسيح أن رسالته تضمنت شيئاً من ذلك (119 - 120) ويقول شهدت لهم بالتوحيد مادمت فيهم فلما توفيتني صرت أنت الرقيب عليهم (120) فالوفاة عقبت رسالته في الحال. وموت المسيح عند قيام الساعة لا يترك مجالاً لأحد كي يعبده إلهاً من دون الله. وهذه الشهادة علي لسان المسيح نفسه لا مرد لها لأنها من يوم الدين حيث ينفع الصادقين صدقهم (122). وهي شهادة نهائية لا ينسخها شئ ولا يفسرها شئ لأنها آخر شئ ورد في القرآن عن آخرة المسيح. وهكذا فقد تبين لنا بوضوح أن القرآن قبل سورة النساء في مكة والمدينة، وبعد سورة النساء، في آخر القرآن (سورة المائدة) يشهد دون التباس البتة بحقيقة موت المسيح في ختام رسالته. فإذا تمسكنا بظاهر الآية 156 من النساء "وما قتلوه وما صلبوه" بمعني إنكار موت المسيح وقتله، نجد أنفسنا أمام تناقض صريح فاضح. ثانياً : إن الطريق التي سلكوا إلي إزالة هذا التناقض الظاهر ليست بالطريق السوي: إنهم يفسرون الكل بالبعض ! يريدون أن يفهموا كل آي القرآن عن آخرة المسيح علي ضوء آية واحدة (نساء 156). لا تؤخذ نظرية أو عقيدة في كتاب منزل أو غير منزل من نص واحد، بل من مجموع النصوص الواردة في المعني ذاته. وعندنا في القرآن أربعة أو ستة نصوص عن آخرة المسيح، تشهد جميعاً إلا واحداً بموت المسيح وقتله، فهل من العقل والمنطق أن نهمل الكل لنتمسك بجزء واحد ؟! |
||||
04 - 03 - 2015, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
أنخلق بهذا الموقف الشاذ تناقضاً في القرآن بين سوره، وبين الإنجيل والقرآن، وبين تفسيرهم المخطئ والتاريخ العام عند النصاري واليهود والأمميين ؟ وقد قال القرآن عن نفسه : "أفلا يتدبرون القرآن ؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" (نساء 82). إن الطريق السوي هي في فهم آية النساء الوحيدة علي أضواء جميع آيات القرآن عن حقيقة موت المسيح وقتله. فالمنطق يقتضي فهم البعض علي نور الكل. والطريق السوي هي عكس التي سلكوا. لقد "تدبرنا" الآية 156 من سورة النساء علي أنوار ما قبلها وما بعدها فوجدناها لا تتعارض معها. وسياق الكلام في النص المشبوه يؤكد ما نحن ذاهبون إليه، فالقرآن يسفه اليهود علي زعمين: "كفرهم وقولهم علي مريم بهتاناً عظيماً ! وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم". قال البيضاوي: "وإنما ذمهم الله تعالي بما دل عليه الكلام من جرأتهم علي الله وقصدهم قتل نبيه المؤيد بالمعجزات القاهرة، وتبجحهم به، لا بقولهم هذا علي حسب حسبانهم". إنه يسفههم علي تبجحهم الفارغ، لا علي حقيقة القتل والصلب والموت لأن مكر الله بهم بإحياء المسيح ورفعه حياً إلي السماء كان أشد من مكرهم بنبيه. فقتلهم إياه ليس بالقتل الذي يتوهمون وصلبهم إياه ليس بالصلب الذي يظنون إذ مالبث إن انبعث حياً للحال وصعد إلي السماء حيث رفعه الله إليه. نقل الرازي : "أجعلك كالمتوفي في نظرهم برفعك إلي". ظنوا أنهم قضوا علي المسيح عيسي ابن مريم رسول الله قضاء مبرماً ولاشوا ذكره إلي الأبد، فلا حاجة إذن لأن يذكره النبي العربي لهم. ولكنهم قد خاب ظنهم فما قتلوه نهائياً وما قضوا عليه قضاء مبرماً أي "وما قتلوه يقيناً إذ أحياه الله في الحال ورفعه إليه وكان الله عزيزاً حكيماً، ومن ثم فلابد لهم من الإيمان به. |
||||
04 - 03 - 2015, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
ومجموع التعابير في الآية يؤيدان تبجحهم بالقضاء نهائياً علي المسيح : غرور 1) شبه لهم وخيل إليهم أنهم قضوا عليه قضاء نهائياً : فما قتلوه ذلك القتل وما صلبوه ذلك الصلب، ولكن شبه لهم، واشتبه الأمر عليهم. 2) وهم أيضاً مختلفون فيما بينهم علي زعمهم ذاك وفي شك من قولهم : "وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه". 3) تبجحهم الفارغ من باب الظن لا من باب العلم اليقين : "ما لهم به من علم إلا اتباع الظن". 4) أجل "ما قتلوه يقيناً" أي نهائياً وما قضوا عليه إلي الأبد كما يفتخرون، بل رفعه الله إليه حيث لم يزل حياً عند الله. 5) فالذي قتلوه وصلبوه ثم هو قام منبعثاً حياً ورفعه الله إليه كان كأنه لم يقتل ولم يصلب، وكان الله عزيزاً حكيماً، قادراً علي إجراء هذه المعجزة. والآية 157 التي تؤكد موت المسيح صراحة توجب علينا فهم الآية 156 كما رأيت. يقول : "وإن من اهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته". يوجد غموض في الضمائر. ولكن سياق الحديث كله من 154 - 157 يدل علي أن المقصود بها جميعاً عيسي ابن مريم : لابد لكل كتابي أن يؤمن بالمسيح قبل موته. فآمنوا بالمسيح يايهود، ولا تتبجحوا بقتله : فلا مندوحة لكم عن الإيمان به. فاستنتج أنه إذا كان ظاهر القول ينفي قتل المسيح وصلبه فإن باطنه يؤكده. وهكذا تنسجم جميع تصريحات القرآن عن آخرة المسيح، أما إذا أصر القوم علي موقفهم بأن الآية 156 من النساء تنفي قتل المسيح وصلبه، فإن التناقض بينها وبين سور مريم وآل عمران والمائدة قائم لا يزول علي الإطلاق. وعلي كل حال إن كان ثمت تطور أو تعارض فقد استقر رأي القرآن وانتهي بصراحة المائدة : فإنه لا اشكال علي شهادة القرآن بعد تصريح سورة المائدة : "وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم". (120) |
||||
04 - 03 - 2015, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
ثانياً : صعود المسيح إلي السماء
"بل رفعه الله إليه" (نساء 158) مهما يكن من مسألة موت المسيح التاريخية في القرآن فالقرآن الكريم يشهد بأن آخرة المسيح علي الأرض ختمت بمعجزة كما بدأت بمعجزة. فسواء مات المسيح وقام أم لم يمت بل ظل حياً إلي الأبد، فهذا لا يقلل من قيمة شهادة القرآن للإنجيل والمسيح ؛ فالمسيح حي "رفعه الله إليه" (نساء 158) ولا يزال حياً عند الله. وتلك ميزة انفرد بها المسيح علي جميع البشر وعلي جميع الأنبياء والمرسلين. فعيسي ابن مريم آية في مولده للعالمين، وهو آية أعظم في آخرته ؛ وهاتان المعجزتان الفريدتان هما أفضل شهادة شهد بها الله لولي أو نبي أو رسول أو مخلوق أياً كان. والقول بأن المسيح لم يمت أو لم يذق طعم الذل الأكبر كسائر البشر المحكوم عليهم بالموت لا يستثني منهم أحد، قول أعظم من الاعتراف بموته وقيامته لم فطنوا : إنه ينقل عيسي ابن مريم من صف البشر المائتين إلي صف غير البشر الخالدين. "ورفع المسيح حياً إلي الله" عقيدة راسخة في القرآن، يؤكدها في مكة والمدينة ثلاث مرات : في سورة مريم : "والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" (33) يتنبأ منذ ميلاده عن بعثه حياً، ويخاطبه الله مؤكداً رفعه إليه : "يا عيسي ابن مريم إني متوفيك ورافعك إلي" (آل عمران 55)، وقد ينكر قتله ولكن يشدد علي التأكيد رفعه : "وما قتلوه يقيناً ! بل رفعه الله إليه" !(نساء 158) : ما قتلوه نهائياً كما فعلوا بغيره من الأنبياء، لأن الله رفعه حالاً إليه فكأنه لم يقتل، وكأنه لم تسر عليه سنة الموت، فهو أقوي من الموت ! هل قال القرآن مثل هذا عن بشر ؟ هل نسب مثل هذا إلي نبي أو رسول ؟ هل أشار القرآن إلي أن محمداً، "خاتم النبيين"، قد نال شيئاً من هذا ؟ فالقرآن والحديث والتاريخ العام تشهد جميعاً بأن محمد قد مات كسائر الأنبياء، وحواه قبر في المدينة المنورة : "فما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ؟" (آل عمران 144). |
||||
04 - 03 - 2015, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موت المسيح وصلبه في القرآن
ويقول القرآن عن مصير "خاتم النبيين" : "عسي أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" : فالقرآن إذن يؤكد أن المسيح صعد في الحال حياً إلي السماء فيما ينتظر محمد أن يبعث مع سائر الناس يوم يبعثون، ويؤكد أنه "عسي" أن يبعث محمد "مقاماً محموداً"، بينما يجزم ثلاث مرات أن "الله رفع عيسي إليه" وهو عنده حي إلي الأبد "ومن المقربين". قال الرازي : "رفع عيسي عليه السلام إلي السماء ثابت بهذه الآية. ونظير هذه الآية قوله في آل عمران "رافعك إلي" ودل ذلك علي أن رفعه إليه أعظم في باب الثواب من الجنة ومن كل ما فيها من اللذات الجسمانية. وهذه الآية تفتح عليك باب معرفة السعادات الروحانية". ثم ما معني قوله "عسي"؟ ... وما مدي اليقين في هذا التمني ؟... وهكذا يشهد القرآن أن واحداً لا غير بين البشر، دون الأنبياء والمرسلين بلا استثناء، كان أقوي من الموت، فلم يكن له عليه من سلطان : ألا وهو عيسي ابن مريم. بهذه المعجزة الفريدة جعل القرآن المسيح نهائياً، فوق البشر أجمعين لا يستثني أحداً من الأنبياء والمرسلين. فكان عيسي ابن مريم في آخرته كما كان في مولده آية للعالمين. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موت السيد المسيح وصلبه في القرآن |
آلام المسيح وصلبه |
نبوات عن آلام السيد المسيح وصلبه |
آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة |
قصة القبض على المسيح وصلبه للاطفال |