01 - 08 - 2017, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
يوسف، هذا الرجل الذي لم يسجِّل لنا الإنجيل أية عبارة نطق بها، أي الذي يمكن أن نطلق عليه لقب "الرجل الهادئ" أو "الرجل الصامت"، أحب خطيبته وأراد أن يظهر لها الرحمة لمن ظنّ أنها لا تستحق الرحمة بسبب خيانتها وحبلها قبل الزواج. تماماً كما يظهر الله لنا الرحمة بسبب خيانتنا له وعدم طاعتنا له وارتكابنا لأبشع الخطايا مثل الكذب والنفاق والحسد ومحبة المال وغيرها من الخطايا البشعة. كره يوسف الخطية الظاهرة له، ومع ذلك كان رحيماً ومحباً لمريم، علماً بأن مريم لم ترتكب خطية في حبلها، بل أن كل شيء قد تم بحسب مشيئة الله وبقوة الروح القدس. لقد انتصرت المحبة على الدينونة لمن لا يستحق الرحمة، وما قام به يوسف يجسد موقف الله منا نحن البشر الخطاة. أجل: كان يوسف باراً ومحباً ورحيماً. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
ثانياً: كان يوسف رجلاً مطيعاً: من خلال قراءتنا في متى 19:1 نستنتج أن القديسة مريم لم تخبر يوسف عن زيارة الملاك جبريل لها، وعن حبلها وهي عذراء بقوة الروح القدس. ويؤكد هذه الحقيقة ما جاء في الآية 20، حيث لم يقل الملاك ليوسف: "عليك أن تصدق ما قالته مريم"، بل قال له حقيقة الذي جرى بالضبط. وعندما اكتشف يوسف أن مريم كانت حاملا، لم تظهر منه علامات العصبية والتسرع والغضب. حتى بعدما أراد تخليتها سراً، بل بقي يفكر في الأمر حتى وهو في سرير نومه. نكتشف في استجابة يوسف لكلام ملاك الرب أنه كان مثالاً للرجل التقي الذي يخاف الله. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
في الآية 20-23 استمع يوسف بحرص إلى كلمات الله من خلال الملاك في حلم ليلي، وأخذ كلامه بشكل جدي. لم يعلق على ما سمعه في الحلم، بل استمع وآمن بكلمة الله وصدّق كل ما قيل له عن القديسة المباركة مريم العذراء وحبلها بشخص يسوع، ابن الله، عمانوئيل، الله معنا. لقد وثق القديس يوسف بأن كلمة الله صادقة بالرغم من أن ما حدث يفوق العقل البشري ويصعب تصديقه باستخدام لغة المنطق، ولكن بعقل وعيون الإنسان المؤمن، فإن يوسف صدّق ما قيل له من قبل ملاك الرب. لم يكن من الطبيعي أن يولد طفل بدون وجود أب بشري له، ولربما لو كان إنسان آخر بدل يوسف لما صدّق ما سمعه، ولكن يوسف صدق ما قيل له من قبل الرب. أي أن يوسف كان رجل إيمان، رجل وثق بالله، وآمن بما حدث مع القديسة مريم بالرغم من أن منطق العلم والعالم لا يقبل هذا الحق الإلهي. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
بعد أن استمع وصدق ما سمعه، أطاع القديس يوسف كلمة الله، وألغى فكرة ترك القديسة مريم، أي طلاقها، وقام رأساً بإتمام مراسم الزواج بها كما نقرأ في الآية 24 "فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ". أجل استمع يوسف لكلام الله وأطاعه وأخذ مريم امرأةً له خضوعاً لمشيئة الله. وهنا يظهر إيمان يوسف ومحبته لله بشكل عملي. فقد قبل أن يأخذ مريم زوجة له، وتنازل عن حقه الطبيعي والشرعي في ممارسة العشرة الزوجية معها، ووفر لها البيت والرعاية والحماية من ألسنة المجتمع القاتلة. وهكذا ظن الناس أن حبل القديسة مريم كان من يوسف رجلها، في حين أن هذا الحبل كان بقوة الله الفائقة للطبيعة. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
عندما يكلمنا الله من خلال الكتاب المقدس أو حتى من خلال إعلان معين بالروح القدس، فإن علينا أن نطيع، ولو كان ذلك مكلفاً لنا، كما كان بالتأكيد مكلفاً ليوسف. لقد استمع هذا الرجل البار لكلمة الله، وآمن بهذه الكلمة، وعمل طائعاً للكلمة. وهكذا فإن استماع يوسف وإيمانه وطاعته لكلمة الله تعطينا مثالاً عظيماً لما يجب عليه أن يكون المؤمن والمؤمنة في أيامنا هذه: كان يوسف مطيعاً لله، وليتنا جميعاً نجعل من طاعة الله أسلوباً في حياتنا اليومية. فهل نستمع لكلمة الله كما استمع يوسف؟ وهل نؤمن حقاً بكل كلمة نسمعها من الله كما آمن يوسف؟ وهل نطيع الله ونتصرف بحسب كلمته كما أطاع يوسف؟ |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
ثالثاً: كان يوسف رجلاً مسئولاً ومصدر ثقة: أهم المميزات التي يتصف بها الأبرار هي الإستجابة بمسئولية لكلمة الله وذلك كما نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 2:4 "ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِيناً". لقد أطاع القديس يوسف البار كلمة الله بكل إيمان، و "فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ". (آية 24). ثم عاد الرب وكلّم يوسف بعد زيارة المجوس للطفل يسوع كما نقرأ في متى 13:2-14 حين أمره الرب أن يأخذ مريم والطفل يسوع ويهرب إلى مصر حتى لا يُقْتَلْ على أيدي جيش هيرودس. وقد استجاب يوسف في الحال وبدون تردد، ونفذ الأمر بسرعة، وأخذ القديسة مريم وطفلها الرب يسوع، وسافر ليلاً دون انتظار نور الصباح، وذهب إلى مصر. فالأمر كان عاجلاً جداً، ولا مجال للتروّي. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
لم يفكر يوسف بتكاليف الإقامة في مصر، أو أين سيسكنون، وماذا سيفعلون هناك، وكيف أنهم سيصبحون لاجئين وغرباء في مصر. أطاع يوسف كلمة الله بإيمان وثقة بأن الله لن يتركهم في مصر، وسيوفر لهم كل احتياجاتهم. لقد حذّر الله القديس يوسف من خطة هيرودس الإجرامية، وأمّن الله لهم ما سيحتاجونه في وقت غربتهم في مصر عن طريق الهدايا التي استلموها من المجوس، أي بواسطة الذهب واللبان والمر. لم يعرف القديس يوسف لماذا أراد هيرودس قتل الطفل يسوع، ولكن ما عرفه هو أنه كان عليه واجب توفير الحماية للطفل وأمه، وهذا ما عمله بالضبط، غير عالمٍ أنه بعمله هذا قد تمم النبوة الواردة في هوشع 1:11 "مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي". لم يعلم يوسف أن الله قد اختاره ليتمم مقاصده والنبوات، ولكن علم بالتأكيد أن ما قام به كان من أجل سلامة أفراد أسرته. لقد كان مسئولاً أمام الله في طاعته له، وكان مسئولاً تجاه أسرته في توفير الحماية للقديسة مريم وللطفل يسوع. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
لا نعرف بالضبط المدة الزمنية التي مضت على يوسف ومريم والطفل يسوع في مصر. ولكن عندما كلّم ملاك الرب القديس يوسف للمرة الثالثة في متى 19:2-23، أطاع يوسف كلمة الله كعادته وبدون تردد، وعاد إلى وطنه. وبسبب حرصه على مريم وطفلها يسوع، لم يذهب يوسف إلى بيت لحم لقربها من القدس حيث أصبح أرخيلاوس ملكاً خلفاً لأبيه، بل توجه إلى الناصرة بعيداً عن الخطر حيث يستطيع أن يوفر الحماية للقديسة مريم وابنه بالتبني دون قلق. بعد ذلك لم يُذْكَر يوسف إلا مرة واحدة وأخيرة وهي مرافقته لمريم ويسوع في زيارة القدس، عندما كان عمر يسوع 12 عاماً. بعد ذلك ينتهي ذكر يوسف نهائياً، فقد أدى دوره بأمانة، وبعدها صمت الوحي المقدس عن ذكره نهائياً. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
في عالمنا المليء بالخطية، يكرّم الناس الأغنياء والمشهورين مع أن الكثيرين منهم يعيشون في الرذيلة ولا يقدمون شيئاً للبشرية، أما أشخاص بسطاء وفقراء مثل يوسف النجار فإنهم لا يلتفتون إليهم. ولكن مثل هؤلاء الرجال الأبرار والمطيعين هم الذين يعطيهم الله مسئوليات عظاما، مثل حماية إبنه الوحيد من القتل على يد الملك الطاغية هيرودس، وحماية أمه القديسة المباركة مريم العذراء وتوفير أسباب الراحة لها. يوسف النجار البسيط تلقى وحياً من السماء، ليس مرة واحدة فقط بل ثلاث مرات. يحتاج مجتمعنا اليوم مثل هؤلاء الرجال. صحيح أن التاريخ المسيحي والتاريخ العام للبشرية لم يذكر يوسف إلا في سطور قليلة في الإنجيل المقدس، ومع ذلك فهذه السطور خلّدت لنا ذكرى رجل أحب الله وأحب زوجته، وأطاع الله مصغياً لكلامه ومنفّذاً كل كلمة سمعها من الرب. |
||||
01 - 08 - 2017, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار يوسف النجار
هذا هو القدّيس يوسف: رجل خدوم: خدم القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع. رجل مضحي: ضحى من أجل القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع رجل مجتهد في عمله: عمل نجاراً ليوفر أسباب الحياة لأسرته المقدسة رجل مسئول: تحمل مسئولية القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع. رجل مفكر: فكر بأمر القدّيسة مريم العذراء قبل أن يتخذ أي خطوة، فلم يكن متسرعاً بل أعطى مكاناً للعقل إلى جانب عواطفه وأحاسيسه البشرية رجل مطيع: أطاع الله عندما أخذ القدّيسة مريم زوجة له أطاع الله عندما ذهب إلى مصر أطاع الله عندما عاد من مصر إلى الناصرة رجل بار: كل خطواته كانت متفقة مع مشيئة الله |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار الشيخ يوسف النجار |
تصميم | القديس يوسف النجار البار |
القديس البار يوسف النجار❤️ |
القديس يوسف البار ( يوسف النجار ) |
القديس البار يوسف النجار |