منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 07 - 2014, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

تفسير سفر يونان - المقدمة


  • كاتب السفر
  • زمن النبوة
  • نينوى
  • أقسام السفر
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** كاتب السفر:

هو يونان النبي. يونان كلمة عبرية معناها "حمامة". هو مِن جت عابر التي في ناصرة الجليل. كان يونان نبياً للرب ولكنه لمْ يكُن أميناً، وعدم أمانته جلبت عليه التأديب. فقد كان يونان يُفكر مثل باقي اليهود الذين لمْ يحتملوا أن نعمة الرب مُمكن أن تشمل الأمم مثل اليهود، كما قال بولس الرسول عنْ اليهود: "يمنعوننا عنْ أن نُكلٍم الأمم لكي يخلصوا حتى يُتمموا خطاياهم كُل حين. ولكن قد أدركهم الغضب إلى النهاية" (1تس2: 16).
وربما كان تعصُب يونان ضد نينوى لأن ملكهم "شلمناصر الثالث" 859 - 824 ق.م. ذلًل إسرائيل في أيام آخاب وياهو، إذ أنه في سجل انتصاراته المدونة على المسلة السوداء بالمتحف البريطاني يذكر أنه هزم آخاب ملك إسرائيل وبنهدد ملك آرام المتحالفين معاً في موقعة كركر (على نهر العاصي) سنة 854 ق.م.. كما هزم ياهو بن عمري، وعلى المسلة السوداء صورة لياهو راكعاً أمام شلمناصر وخلف ياهو 13 حمالاً عبرانياً يحملون الهدايا: ذهب وفضة... وأسفل الصورة مكتوب تفسير لها "تقدمة ياهو بن عمري". وربما كان إذلال الأشوريين لإسرائيل هو سبًب تعصب يونان النبي ضد نينوى، إذ كان يُريد أن الرب يقلب نينوى لا أن يعفو عنها.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** زمن النبوة:

تنبأ يونان في أيام يربعام الثاني ملك السامرة، الذي حكم مدة 41 سنة مِن سنة 836 ق.م.، وكان مُعاصراً ليونان وعاموس. وعلى ذلك كان يونان نبياً لإسرائيل "مملكة الشمال" حوالي عام 825- 784 ق.م.، وكان مُعاصراً لعاموس النبي.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
وكانت النبوة في زمن "شمش-رمون" 824- 811 ق.م.، وهو ابن شلمناصر الثالث. وقد تأثر هذا الملك بمناداة يونان، ولم يقُم بحروب نظير خلفه وسلفه.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** نينوى:

هي عاصمة المملكة الأشورية القديمة التي أسسها نمرود، الذي جاء ذكره في (تك10: 6- 11). وقد أرسل الرب يونان النبي إليها بعد 1300 سنة مِن تأسيسها لكي يُنذرها بالهلاك وكانت في ذلك الوقت "مدينة عظيمة لله" وهذا واضح أن يونان وصفها بأنها مسيرة ثلاثة أيام على الأقدام. وكان عدد سُكانها 120 ألف نسمة، وهذا العدد لا يشمل الأطفال.
كان الأشوريون قُساة جداً في معاملتهم للشعوب المغلوبة والأسرى، وقد بلغت قسوتهم أنهم سلخوا جلد ملك حماة وهو حي، وقد شهد ناحوم النبي عنْ قسوتهم هذه: "نينوى كبركة ماء منذ كانت ولكنهم الآن هاربون... الأسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لأجل لُبواته حتى ملأ مغاراته فرائس ومآويه مُفترسات" (نا2: 8، 12).
صفنيا النبي قد تنبأ عنْ كبرياء نينوى وهلاكها فقال: "وأنتم أيها الكوشيون. قتلى سيفى هُم. ويمد يده على الشمال ويُبيد أشور ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر. فتربض في وسطها القطعان كُل طوائف الحيوان. القوق أيضاً والقنفذ يأويان إلى تيجان عُمُدها. صوت ينعب في الكوى. خراب على الأعتاب لأنه قد تعرى أرزيها. هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مُطمئنة القائلة في قلبها أنا وليس غيرى. كيف صارت خراباً مربضاً للحيوان. كُل عابر بها يصفر ويهز يده" (صف2: 12- 15).
كانت نينوى قضيب غضب في يد الرب لتأديب شعبه، لكن غضب الرب على شعبه سينتهي بتحطيم الآلة التي استخدمها الرب لتأديب الشعب. إذ يذكر ديودور الصقلي المؤرخ أن الميديين المتحالفين مع البابليين حاصروا نينوى لمدة سنتين بدون جدوى لكن حدث أن فاض نهر دجلة فجأة فأكتسح جزءاً من أسوار المدينة فدخلها الميديون، وإذ يأس ملك نينوى أحرق نفسه داخل قصره. كما أن المهاجمين أحرقوا المدينة بأكملها سنة 606 ق.م.
** ترشيش: مدينة ساحلية بعيدة جداً عن أرض كنعان وقد ضاعت معالمها، ويظن البعض أنها ترتيسوس الواقعة جنوب أسبانيا، وهى المدينة التي هرب إليها يونان النبي. وإليها تُنسب السفن التي كان سليمان الملك وحيرام يُرسلانها من ميناء عصيون جابر (إيلات) على البحر الأحمر، ولبعدها كانت السفن تأتى كُل ثلاث سنين مرة، حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس، كما جاء في (1مل10: 22)، (2أخ9: 21). وكانت مدينة صور لها تبادل تجارى مع مدينة ترشيش (حز27: 12)، وكان خراب صور خراباً عليها (أش23: 1، 4).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
أقسام السفر:

1- إرسال الرب يونان إلى نينوى وهروبه منه (الأصحاح الأول).
2- صلاة يونان في بطن الحوت (الأصحاح الثاني).
3- ذهاب يونان إلى نينوى وتوبة أهل نينوى (الأصحاح الثالث).
4- معاملات الله مع يونان (الأصحاح الرابع).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يونان 1 - تفسير سفر يونان




  • إرسال الرب يونان إلى نينوى
  • البداية دائماً من عند الله
  • الخادم لا يتحرك مِن ذاته
  • دعوة الأمم
  • هروب يونان وهياج البحر
  • هياج البحر
  • حوت يونان
  • بين يونان النبي والسيد المسيح
  • صوم يونان
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
إرسال الرب يونان إلى نينوى:


"وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاى قائلاً. قُم إذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامى" (يون1: 1).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** البداية دائماً من عند الله:


الله ينظر ويلاحظ كُل الكائنات على الأرض، فهو ضابط الكُل، وهو: "الذى يُريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تى2: 4). وهو الذي: "مؤدباً بالوداعة المقاومين عسى أن يُعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا مِن فخ إبليس إذ قد إقتنصهم لإرادته" (2تى2: 25، 26).
ويقول: "أنا أرعى غنمى وأربضها يقول السيد الرب. وأطلب الضال وأسترد المطرود وأَجبر الكسير وأعصب الجريح وأُبيد السمين والقوى وأرعاها بعدل" (حز34: 15، 16).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** الخادم لا يتحرك مِن ذاته:



تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
لا بد أن تكون دعوة الخادم مِن الله، وليست من ذاته، أو تحت تأثير أي اندفاع أو تهور. فهكذا كانت إرسالية كُل الرسل والأنبياء، لا أحد يتحرك مِن نفسه. فقد نبًه الرب الرسل بعد قيامته قائلاً لهم: "وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً في أورشليم وفى كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). وهكذا صار مع صموئيل النبي وناداه ثلاثة مرات، ثم قال صموئيل: "تكلم يا رب لأن عبدك سامع" (1صم3: 9). وهكذا عمل الرسل إذ: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس أفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادى ثم أطلقوهما" (أع13: 2، 3).
والرب دائماً يسأل: "مَنْ أُرسل ومَنْ يذهب مِن أجلنا" (أش6: 8). لأن: "الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فأطلبوا مِن رب الحصاد أن يُرسل فعلة إلى حصاده" (مت9: 37، 38).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** دعوة الأمم:


"هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كُل منْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لمْ يُرسل الله إبنه ليدين العالم بل ليُخلٍص العالم" (يو3: 16، 17). الله لا يُفرق بين إنسان وإنسان، بل يشتهى أن يؤمن الكل به فيخلصون.
وقد وقع اليهود في الخطأ حينما تصوروا أنهم فقط شعب الله المختار، وأن الله يرفض الأمم. مع أن الذي حدث: "أن (المسيح) جاء إلى خاصته وخاصتهُ لم تقبله. أما الذين قبلوه فأعطاهم سُلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" (يو1: 11، 12).
وكما قال بولس الرسول: "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كُلكم الذين إعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يونانى. ليس عبد ولا حُر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع. فإن كُنتم للمسيح فأنتم إذاً نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غل3: 26- 29).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
هروب يونان وهياج البحر:


"فقام يونان ليهرب إلى ترشيش مِن وجه الرب فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش مِن وجه الرب.


تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
فأرسل الرب ريحاً شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر. فخاف الملاحون وصرخوا كُل واحد إلى إلههِ وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليُخففوا عنهم. أما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة وإضطجع ونام نوماً ثقيلاً. فجاء إليه رئيس النوتية وقال له ما بالك نائماً. قُم أصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك. وقال بعضهم لبعض هلم نُلقى قُرعاً لمعرفة بسبب منْ هذه البلية. فألقوا قرعاً فوقعت القرعة على يونان.
فقالوا له أخبرنا بسبب منْ هذه المصيبة علينا. وما هو عملك ومِن أين أتيت. ما هي أرضك ومنْ أي شعب أنت. فقال لهم أنا عبرانى وأنا خائف مِن الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر. فخاف الرجال خوفاً عظيماً وقالوا لهم لماذا فعلت هذا. فإن الرجال عرفوا أنه هارب مِن وجه الرب لأنه أخبرهم. فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكُنَ البحر عنا. لأن البحر كان يزداد إضطراباً. فقال لهم خذونى وإطرحونى في البحر فيسكُن البحر عنكم لأننى عالم أنه بسببى هذا النوء العظيم عليكم.
ولكن الرجال جدًفوا ليُرجعوا السفينة إلى البر فلم يستطيعوا لأن البحر كان يزداد إضطراباً عليهم. فصرخوا إلى الرب وقالوا آه يا رب لا نهلك مِن أجل هذا الرجل ولا تجعل علينا دماً بريئاً لأنك يا رب فعلت كما شئت. ثم أخذوا يونان وطرحوه في البحر فوقف البحر عنْ هيجانه. فخاف الرجال مِن الرب خوفاً عظيماً وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا. وأما الرب فأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلث ليالٍ" (يون1: 3- 17).
لقد كانت العثرة أمام يونان في دعوة الرب له، أنه دعاه لكي يذهب إلى مدينة مِنْ الأمم، وهو يهودي، علاوة على أنه كان يعلم تاريخ هذه الأمة وملوكها وكيف سبًبوا من الآلام لبنى اليهود، وبحسه البشرى كان يتمنى لهم الهلاك، فكيف يذهب ليُنبههم. فلم يجد حلاً إلا أن يهرب مِن وجه الرب، واختار مكاناً بعيداً جداً عنْ وطنه (ترشيش)، ولعله فكر في نفسه أنه لنْ يرى الرب هناك، مع أنه لو كان تذكر كلمات داود النبي القائل: "أين أذهب مِن روحك ومِن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح وسكنت في أقاصى البحر فهناك أيضاً تهدينى يدُك وتُمسكنى يمينُك" (مز139: 7- 10). لكان قد عرف أن الله مالئ السموات والأرض..


تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** هياج البحر:


لكن الله يُريد خلاص يونان وخلاص نينوى أيضاً، ولذلك استخدم الطبيعة ليُحاصر يونان، ويحميه مِن خطأه، ويُساعده على تتميم الرسالة التي دعاه إليها. واستخدم الرب كُل ما هو جميل مِن صفات الملاحين، بالرغم مِن أنهم أناس غير يهود، إلا أنهم كانوا ذو ضمير صالح، إذ اتجه كُل واحد إلى إلهه يستنجد به، في الوقت الذي نزل فيه يونان إلى قاع السفينة ونام نوماً ثقيلاً. وكانوا أيضاً غير مُتعصبين، إذ تركوا كُل واحد يصرخ إلى إلهه، بل وأيقظوا يونان ليصرخ هو أيضاً إلى إلهه. وكانوا أيضاً ذو قلب حنون، إذ أنهم بعد أن عرفوا أن هياج البحر عليهم كان بسبب يونان، وأن يونان أعطاهم الحَل بأن يُلقوه في البحر لكي يهدأإلا أنهم رفضوا ذلك في البداية وجدًفوا كثيراً ليُرجعوا السفينة إلى البر ولم يستطيعوا، وبعد أنْ تأكدوا أنْ ليس أمامهم طريق سوى أن يُلقوا بيونان في البحر، صرخوا إلى الله لكي لا يجعل الله عليهم دماً بريئاً، إنهم مملؤون بمخافة الله حتى وهم غير مؤمنين به. فليتنا نتعلم منهم عدم التسرع بحلول سريعة غاضبة لكي نُنجى أنفسنا، وننسى أن هناك أطرافاً أخرى قد تتأذى مِن تصرفنا، ليتنا نطلب أولاً نجاتنا ونجاة منْ معنا في طريق الحياة ولا نتصرف بأنانية تجعلنا نخسر كُل شيء.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** حوت يونان:


وما زال الرب يُحلٍق حول يونان لكي يُنجيه مِن نفسه، فأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** بين يونان النبي والسيد المسيح:


"وكان يونان في بطن الحوت ثلثة أيام وثلث ليال".
صار يونان بتمرده وهروبه مِن وجه الرب، آية للمؤمنين جميعاً، إذ قال السيد المسيح: "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلثة أيام وثلاث ليالِ. هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلثة أيام وثلاث ليالِ. رجال نينوى سيقومون في الديًن مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم مِن يونان ههُنا" (مت12: 40، 41). لقد أعلن السيد المسيح للجموع عنْ دفنه في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالِ. وكما خرج يونان من بطن الحوت حياً، هكذا قام السيد المسيح مِن بين الأموات بعد ثلاثة أيام.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** صوم يونان(1):



تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يقع صوم يونان دائماً قبل بدء الصوم المقدس الكبير بأسبوعين. مدة هذا الصوم حسب طقس الكنيستين السريانية والقبطية هو ثلاثة أيام. أما الأرمن فيصومونه خمسة أيام، ولا تعرفه الكنيسة اليونانية.
دخل هذا الصوم إلى الكنيسة القبطية في أيام البابا إبرام بن زرعة (976- 979م.) البطريرك الـ62، وذلك في القرن العاشر. وقد ورد في قطمارس الصوم الكبير katameooc هكذا: [... ومِن أمره (أي البابا إبريم) أنه لم يرغب في البداية أن يصوم أسبوع هرقل(2) الجاري مُمارسته عند الأقباط. ولكنه صامه في مُقابل كونه فرض على الشعب القبطي أن يصوموا ثلاثة أيام على اسم يونان النبي، ونظراً لتقواه قبل الأقباط ممارسة هذا الصوم بغير تردد.
وتُشير المصادر السريانية أن هذا الصوم يرجع إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي، ونستدل على ذلك مِن ميامر مار إفرام السرياني وأناشيده. وكان عدد هذا الصوم قديماً ستة أيام، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط. وقد أُهمل هذا الصوم عبر الأجيال. ويذكر مار ديونيسيوس بن الصليبي (1171 م.) أن ماروثا التكريتي (649 م.) هو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولاً. ويقول ابن العبري نقلاً عنْ الآخرين أن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في منطقة الحيرة (وباء خطير فتك بالأهالي) فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليال إتماماً لوصية أسقفهم (مار سوريشو مطران) الذي أراد تقليد أهل نينوى لعل الله يستجيب ويُخلصهم مِن الوبأ، وبالفعل نجاهم الله مِن تلك التجربة.
ومِن ثم ظلْ هذا الصوم يتأرجح حيناً مِن الوقت، إلى أن وجدناه قد صار صوماً مُستقراً في الكنيسة في قوانين ابن العسال في القرن الثالث عشر، حيث يقول: [والأصوام الزائدة على ذلك المُستقرة في البيعة القبطية. منها ما يجرى مجرى الصوم الكبير في التأكيد وهى جمعة هرقل مقدمة الصوم الكبير، وصوم أهل نينوى ثلاثة أيام].
كما ذكر هذا الصوم أيضاً ابن كبر (1324 م.) كصوم مُستقر في الكنيسة.
ولما جاء البابا غبريال الثامن (1587- 1603 م.) البطريرك 97، أمر بألا تُصام أيام نينوى الثلاثة، ولكنه لم يجد صدى لأمره مِن جهة الناس.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) أثناسيوس المقاري، "الدرة الطقسية للكنيسة القبطية": صوم نينوى والصوم المقدس الكبير، دار مجلة مرقس 2009م. ص 19- 56. وأيضاً القمص كيرلس كيرلس،:أصوامنا بين الماضي والحاضر"، كنيسة مارجرجس بخماروية، سنة 1982 م.، ص 136.
(2) جاء في كتاب قطمارس الصوم الكبير حسب طقس الكنيسة القبطية ما يلي: [والأصوام الزائدة المُستقرة في البيعة القبطية منها ما يجرى مجرى الصوم الكبير في التأكيد وهى جمعة هرقل التي صارت مُقدمة الصوم الكبير... وذلك أنه لما رجع هرقل ملك الروم على بيت المقدس فوجده خراباً وقد هدم اليهود الكنائس والقبر المقدس وغيرها وأحرقوا النصارى بالنار، وطلب منه أهل القدس قتل اليهود، اعتذر لأنه أعطاهم الأمان واليمين، أي أقسم لهم، أما الأمان فقد علمه كُل أحد منهم احتالوا عليك فيه، وأما اليمين فنحن وجميع النصارى بكُل الأقاليم نصوم عنك أسبوعاً في كُل سنة على ممر الأيام وإلى انقضاء الدهر...] وكتب البطاركة والأساقفة إلى جميع البلاد بصوم هذا الأسبوع الأول مِن الصوم الكبير.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يونان 2 - تفسير سفر يونان


  • صلاة يونان في بطن الحوت
  • إستيعاب يونان للدرس
  • الإيمان باستجابة الصلاة
  • يونان النبي يعرض حاله أمام الرب
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
صلاة يونان في بطن الحوت:

"فصلى يونان إلى الربٍ إلههِ مِن جوف الحوت وقال. دعوت مِن ضيقى الرب فإستجابنى. صرخت مِن جوف الهاوية فسمعت صوتى. لأنك طرحتنى في العمق في قلب البحار. فأحاط بى نهر. جازت فوقى تياراتك ولججك. فقلتُ قد طُردت مِن أمام عينيك. ولكننى أعود أنظر إلى هيكل قدسك. قد إكتنفتنى مياه إلى النفسِ. أحاط بى غمر. إلتف عُشب البحر برأسى. نزلت إلى أسافل الجبال. مغاليق الأرض علىً إلى الأبد. ثم أصعدت مِن الوهدة حياتى أيها الرب إلهى. حين أعيت فىً نفسي ذكرت الرب فجاءت إليك صلاتى إلى هيكل قدسك. الذين يُراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك وأوفى بما نذرته. للرب الخلاص.
وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر" (يون2).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** استيعاب يونان للدرس:

"حين أعيت فىً نفسي ذكرت الرب"، يبدو أن يونان أخيراً تذكر صلاة داود النبي القائل: "فى ضيقى دعوت الرب وإلى إلهى صرخت. فسمع مِن هيكله صوتى وصراخى قدًامه دخل أذنيه" (مز18: 6). إن الرب واقف على الباب ويقرع، مُنتظراً أن نفتح له، والضيقة تُساعدنا لكي نرفع عيوننا نحو الرب الذي منه وحده الخلاص، فقد شهِد عنه أيوب البار: "وأيضاً يقودك مِن وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه ويملأ مؤونة مائدتك دُهناً" (أى36: 16).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ليتنا نتعلم أن لا نهرب مِن وجه الرب، بل نطلب معونته التي تُدركنا في حينه، وأشعياء النبي شهِد عن تدخلات الرب الكثيرة في حياة شعبه فقال: "فى كُل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصًهم. بمحبته ورأفته هو فكًهم ورفعهم وحملهم كُل الأيام القديمة" (أش63: 9).
ويقول بطرس الرسول: "فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو مُتداخل في أمور غيره. ولكن إن كان كمسيحى فلا يخجل بل يُمجد الله مِن هذا القبيل... فإذاً الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير" (1بط4: 15، 16، 19).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** الإيمان باستجابة الصلاة:

لقد شعر يونان بأن الرب سمع صلاته واستجاب لها، وهو ما زال في بطن الحوت، فيقول: "دعوت في ضيقى الرب فإستجابنى صرخت مِن جوف الهاوية فسمعت صوتى". نحن نحتاج أن لا نخرج مِن حضرة الرب إلا ونحن شاعرين ومؤمنين أن صلاتنا دخلت إلى حضرته وأنه سيستجيب في الوقت المناسب. لا نفرض على الرب حلولاً مُعينة، ولا وقتاً مُحدداً للاستجابة. لنتعلم انتظار الرب، وإليك مثال حبقوق النبي الذي رأى مذلة شعب الله وانتصار الشرير على البار وصلى للرب وعرض عليه الأمر ووقف مُنتظراً أن يسمع صوت الرب، فقال: "على مرصدى أقف وعلى الحصن أنتصب وأُراقب لأرى ماذا يقول لى وماذا أُجيب عنْ شكواى" (حب2: 1).
دائماً هناك وقت وزمن بين إعطاء الوعد بالخلاص وبين تتميم هذا الوعد في الحاضر. يونان شعر باستجابة الرب لصلاته في الحال، ولكنه لم يخرج مِن بطن الحوت إلا بعد ثلاثة أيام. وإبراهيم أب الآباء أخذ وعداً مِن الرب بولادة إسحق، ولكن الوعد لم يتحقق إلا بعد 25 سنة، والرب أعطى لآدم الوعد بالخلاص مِن لحظة سقوطه، ولكن الخلاص لم يتم إلا في ملء الزمان. ليتنا نستودع أمورنا في يد الرب ونثق أنه سيستجيب في الوقت المُناسب، ونؤمن أن للرب الخلاص، وكما يقول المزمور: "انتظر الرب. ليتشدًد قلبك وانتظر الرب" (مز27: 14)، وأيضاً يقول: "نصيبى هو الرب قالت نفسي. مِن أجل ذلك أرجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه. جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب" (مراثى3: 24- 26).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** يونان النبي يعرض حاله أمام الرب:

لقد أقر أمام الرب بكُل ما يشعر به:" طرحتنى في العمق في قلب البحار. فأحاط بى نهر. جازت فوقى جميع تيارتك ولججك. فقُلت قد طُردت مِن أمام عينيك..... قد اكتنفتنى مياه إلى النفس. أحاط بىً غمر. إلتف عُشب البحر برأسى. نزلت إلى أسافل الجبال. مغاليق الأرض علىً إلى الأبد" حقيقة الرب يعرف كُل هذا، ولكنه يُريدنا أن نتحدث معه، فقد طلب هذا قائلاً: "هلُم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف" (أش1: 18). ويقول أيضاً: "ذكٍرنى فنتحاكم معاً. حَدٍث لكي تتبرر" (أش43: 26).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يونان 3 - تفسير سفر يونان


  • ذهاب يونان إلى نينوى
  • الله يدعو يونان ثانية ليُتمم رسالته
  • توبة أهل نينوى
  • التوبة معناها تغيير الاتجاه
  • التوبة يصحبها أعمال أخرى
  • ندم الله على الشر
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ذهاب يونان إلى نينوى:

"ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلاً: قُم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التي أنا مُكلمك بها.
فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب. أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلثة أيام. فإبتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى" (يون3: 1-4).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** الله يدعو يونان ثانية ليُتمم رسالته:

"لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه" (مراثى3: 31). "بل طوبى للرجل الذي تُؤدبه يا رب وتُعلٍمه مِن شريعتك" (مز94: 12).
بعد أن حوًط الرب يونان مِن كُل جهة، ولو بأمور مُحزنة، أبقاه ليأخذ بركة الخدمة التي سبق ودعاه إليها، فهو الذي قال "هلُم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيًض كالثلج. وإن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف" (أش1: 18). فإن أخذتك أفكارك وخططك بعيداً عن الرب، فلا تتردًد في الرجوع إليه، لأنك ستجده فاتح أحضانه ومُنتظرك بإشتياق، وستسمعه يقول لك: "أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه وإجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المُسمن واذبحوه فنأكُل ونفرح. لأن إبنى هذا كان ميتاَ فعاش وكان ضالاً فوُجد" (لو15: 22- 24).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
توبة أهل نينوى:


تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
"فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مُسوحاً مِن كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كُرسيه وخلَع رداءه عنه وتغطى بمِسح وجلس على الرماد ونودى وقيل في نينوى عنْ أمر الملك وعظمائه قائلاً لا تذُق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترعى ولا تشرب ماء. وليتغطً بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كُل واحد عنْ طريقه الرديئة وعنْ الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عنْ حُمو غضبه فلا نهلك.
فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عنْ طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون3: 5- 10).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** التوبة معناها تغيير الاتجاه:

لا بد أن يُرافق مشاعر التوبة والندم على الضعف تغيير السلوك والعادات. لذلك نادى الملك على الشعب قائلاً: "يرجعوا كُل واحد عنْ طريقه الرديئة وعنْ الظُلم الذي في أيديهم". فإن كُنت أخطأت في حق أحد، اذهب إليه واعتذر له. وإن ظلمت أحدًا، احرص أن ترفع عنه أسباب الظُلم. وإن سلبت حق أحد، أسرع برده إليه.... "لنفحص طُرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب. لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات" (مراثى3: 40، 41).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** التوبة يصحبها أعمال أخرى:

الصوم، والصراخ إلى الله، مع التذلل والخضوع، وساعتها سوف نسمع الرب يقول: "حوٍلى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى" (نش6: 5)، فالعين المملوءة دموع واتضاع تجعل قلب الرب يرحم. ألم يبكى مُتأثراً ببكاء مريم ومرثا على أخيهم لعازر، ألم يتحرك ويُدافع عنْ المرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها وغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. ألم ينظر إلى اهتمام زكا العشار وطلوعه على الشجرة مِن أجل رؤياه وتحنن عليه وقال له اليوم أكون في بيتك. ألم يستمع لصراخ المرأة نازفة الدم وأعطاها الشفاء. إن الرب قريب مِن أنات قلوبنا، فقط يُريد أن نُعلن عن احتياجنا له.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
** ندم الله على الشر:

نحن نعلم أن "الله غير مُجرٍب بالشرور وهو لا يُجرٍب أحداً. ولكن كُل واحد يُجرًب إذا إنجذب وإنخدع مِن شهوته" (يع1: 13). أما إذا سمح بالشرور، مثلما حدث مع يونان، فهو يقصد بذلك أن يحميه مِن نفسه ولكي يرده إليه. والله في محبته لبنى البشر حينما يرى رجوعهم إليه يُسرع ويتحنن عليهم، فيقول المزمور: "هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته" (مز33: 18).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

يونان 4 - تفسير سفر يونان


  • يونان النبي حزيناً
  • يونان شرقي المدينة
  • الرب يُبرٍر ليونان أسباب غفرانه لأهل نينوى
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يونان النبي حزيناً:

"فغم ذلك يونان غماً شديداً فاغتاظ وصلى إلى الرب وقال آه يا رب أليس هذا كلامى إذ كُنت بعد في أرضى. لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش لأنى علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطئ الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر. فالآن يا رب خُذ نفسي مِنى لأن موتى خير مِن حياتى. فقال الرب هل اغتظت بالصواب" (يون4: 1- 4).
لقد اغتم يونان لتوبة أهل نينوى، ولقبول الرب لتوبتهم، وهذه مشاعر مريضة لا يجب أن تكون عند خادم الرب. أما الخادم الأمين فهو يفرح لرجوع الخاطي، كما قال السيد المسيح عنْ نفسه: "أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عنْ الخراف. وأما الذي هو أجير وليس راعياً الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مُقبلاً ويترك الخراف ويهرب. فيخطف الذئب الخراف ويُبدٍدها. والأجير يهرب لأنه أجير ولا يُبالى بالخراف. أما أنا فإنى الراعى الصالح وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى" (يو10: 11- 14). فإن يونان تصرف كأجير وليس كراع صالح.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
الخادم الأمين مثل سيده يفرح برجوع الخاطي، بل يُجاهد بأصوام وصلوات ودموع كثيرة أمام الله لكي يرجع الخطاة إلى حظيرة الخراف، كما قال بولس الرسول عن نفسه: "كُنت معكم كُل الزمان أخدم الرب بكُل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتنى بمكايد اليهود. كيف لم أؤخر شيئاً مِن الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفى كُل بيت" (أع20: 19، 20)، ويقول أيضاً: "لذلك اسهروا مُتذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لمْ أفتر عنْ أن أنذر بدموع كُل واحد" (أع20: 31).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يونان شرقيّ المدينة:

"وخرج يونان مِن المدينة وجلس شرقى المدينة وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة. فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه لكي يُخلصه مِن غمٍه. ففرح يونان مِن أجل اليقطينة فرحاً عظيماً.
ثم أعدً الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحاً شرقية حارة فضربت الشمس على رأس يونان فذبُل فطلب لنفسه الموت وقال موتى خير مِن حياتى" (يون4:5- 8).
الله يُريد خلاص يونان كما فرح بتوبة نينوى، لذلك أعد له اليقطينة التي أدخلت البهجة لنفسه، ثم أعد الدودة التي أكلت اليقطينة، وسمح بهبوب الريح لتموت اليقطينة، لكي يُعلم يونان درساً مُهماً في العناية بالنفوس.
اليقطينة ما هي إلا المواقف المختلفة التي تمر بنا في حياتنا اليومية، ويستخدمها الله لكي يتكلم مِن خلالها إلينا ويُعلمنا. فليتنا نبدأ يومنا بقلب مفتوح ونقول له: "تكلم يا رب لأن عبدك سامع" (1صم3: 9).
ونقول مع داود النبي: "طريق وصاياك فهمنى فأُناجى بعجائبك... فهمنى فأُلاحظ شريعتك وأحفظها بكُل قلبى.... إلى الدهر فهمنى فأحيا" (مز119: 27، 34، 144). ودانيال النبي يقول: "الفاهمون يُضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا12: 3). وهوشع النبي يقول: "منْ هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور وفهيم حتى يعرفها. فإن طُرق الرب مُستقيمة والأبرار يسلكون فيها. وأما المُنافقون فيعثرون فيها" (هو14: 9).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
فليتنا نفتح قلوبنا للرب مع كُل صباح ونكون مُستعدين لكي نتعلم منه.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
الرب يُبرٍر ليونان أسباب غفرانه لأهل نينوى:

"فقال الله ليونان هل إغتظت بالصواب مِن أجل اليقطينة. فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب أنت شفقت على اليقطينة التي لمْ تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. أفلا أُشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر مِن اثنتى عشرة ربوة مِن الناس الذين لا يعرفون يمينهم مِن شِمالهم وبهائم كثيرة" (يون4: 9- 11).
الله يقول على نينوى أنها مدينة عظيمة قالها بعد توبتها، وقالها أيضاً قبل توبتها، لذلك اهتم أن يُرسل لها منْ يُنبهها ويرُدها إليه. أليس هو الراعي الصالح الذي قيل عنه: "الله بيًن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن مُتبررون الآن بدمه نخلُص به مِن الغضب. لأنه إن كُنًا ونحن أعداء صوُلحنا مع الله بموت إبنه فبالأولى كثيراً ونحن مُصالحون نخلُص بحياته" (رو5: 8- 19). فمهما كان حجم ضعفاتك وسقطاتك تأكد أنك عند الله مثل مدينة عظيمة، ولا تتردًد أبداً في الرجوع إليه، بل تأكد أنه ينتظرك فاتحاً أحضانه ومُستعداً للحوار معك وقادراً على تغيير كُل حياتك إلى الخير والفرح والسلام.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

تفسير سفر ميخا - المقدمة

1- النبي ميخا

ميخا النبي، وميخا هو اختصار ميخائيل، وهو اسم عبري معناه"مثل الله".
*ميخا النبي قرويًا ساذجًا من سلالة وضيعة غير معروفة، وهو من سبط يهوذا، ومن قرية لا شأن لها بين المدن، وهى مورشت جت، كما جاء في (مي1:1). لذلك لُقب "بميخا الموريشتى". وهى قرية من منبطحات اليهودية تبعد عن أورشليم، وقريبة من جت.
*كان معاصرا للأنبياء أشعياء ويوئيل وهوشع وعاموس. وأسلوبه في الكتابة يشبه اسلوب أشعياء النبي. وقد تجد ميخا وأشعياء استخدموا عبارات واحدة فمثلا: (أش 2: 2، 3) تقول:"ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى اليه كل الأمم. وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب". وتجد ميخا يقول نفس الكلمات في (مى4:1، 2). وأيضا (اش 41: 15) تقول:"هأنذا قدجعلتك نورجًا محددًا جديدًا ذا أسنان. تدرس الجبال وتسحقها وتجعل الآكام كالعصافة". وتجد ميخا يستخدم نفس المعنى في (مى 4: 13).
*نبوة اشعياء كانت عن يهوذا وأورشليم، أما نبوة ميخا فهى عن السامرة (عاصمة إسرائيل) وعن أورشليم (عاصمة يهوذا)، لأن ميخا وهو فلاح يظن أن قمة الفساد مُتركزة في العاصمة. وقد بدأ ميخا نبوته بعد نبوة أشعياء بحوالي 17 أو 18 سنة، واستمرت نبوته حوالي 60 عاما (758-698 ق. م).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
2- زمن كتابة السفر:

تنبأ ميخا في وقت يوثام وآحاز وحزقيال ملوك يهوذا، كما جاء في (مى1:1). وكان ملوك إسرائيل في ذلك الوقت هم: فقح بن رمليا وهوشع بن إيلة. ويمكنك متابعة الجدول التالي:
المملكة الشمالية وعاصمتها السامرة مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم
فقح بن رمليا حكم 16 سنة مع آخرين وحكم 4 سنين بمفرده من (734-730ق. م.).
هوشع بن ايلة حكم 9 سنين (730-722ق. م..
ثم جاءت نهاية المملكة الشمالية سنة 722ق. م. على يد شلمناصر ملك أشور.
وأحداث خراب وسبى إسرائيل جاء في (2مل17: 4- 6)، وقد تنبأ ميخا عن هذا الخراب والسبي في (مى1: 5- 7).
يوثام حكم 16 سنة (751- 736ق. م.) آحاز حكم 16 سنة (736- 721ق. م..
حزقيا حكم 29 سنة (721- 693ق. م..
سلسلة نسب يوثام وآحاز وحزقيا موجودة في (1أخ2: 1- 16، 3: 1- الخ).
ونهاية مملكة يهوذا كانت في سنة 587ق. م.
وبهذا يكون قد رأى ميخا فعلا خراب مملكة إسرائيل، وتنبأ عن خراب يهوذا.
والأحداث التي تمت وحالة إسرائيل ويهوذا في زمن ملوكهم (أى زمن كتابة سفر ميخا) تجدها مكتوبة فى: (2مل 15- 20)، (2أخ 26-32).
وتوجد اخبار عن آحاز في (أش7: 1- 16).
وتوجد أخبار عن حزقيا في (أم 25: 1)، (أش 36-39).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
3- قانونية السفر:

ما يؤيد قانونية السفر أنه تم الاستشهاد بما جاء فيه في عدة أماكن في الكتاب المقدس، فمثلا:

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ا- استشهد شيوخ الأرض في يهوذا بما قاله أرميا عن خراب يهوذا، عندما أراد رؤساء الشعب والكهنة والأنبياء أن يقتلوا أرميا لأنه تنبأ بالخراب على يهوذا. وقالوا:"ان ميخا الموريشتى تنبا في أيام حزقيا ملك يهوذا... هل قتلا قتله حزقيا... الم يَخف الرب وطلب وجه الرب عن الشر الذي تكلم به عليهم" ويمكنك قراءة القصة كاملة في (أر 26).
ب- قد تكلم سفر ميخا عن ميلاد السيد المسيح حيث قال: "أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذي يكون متسلطًا على اسرئيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى 5: 2). وقد استشهد رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ردًا على سؤال هيرودس الملك "أين يولد المسيح؟" (مت 2: 4- 6)، فأجابوا بنفس كلمات ميخا النبي، وقالوا: (لا زلنا نرى أن كل الأنبياء يشهدون له).
ج- نجد أن أشعياء النبي نطق بنفس الكلمات التي نطق بها ميخا بخصوص إسرائيل. قارن بين: (أش 2: 2، 3) مع مي 4: 1، 2)، (أش 41: 15 مع مي 4: 13).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
4- أقسام السفر:

(مى 1-3) سرد لخطايا يهوذا وإسرائيل، وقضاء الله لهم.
(مى 4، 5) الرجاء في المخلص الرب.
(مى 6، 7) عتاب الرب لشعبه.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
5- معانى الكلمات الصعبة في السفر:

  • شوامخ (مى 1: 3) : مفردها شامخ، وهو المكان العالي المرتفع.
  • أعقارها (مى 1: 7) : مفردها عُقر، الأجرة (مقتنيات، ملابس، مال) المأخوذة لقاء عمل ما. وأيضًا تقال على أجرة الزانية.
  • بنات آوى (مى 1: 8): مفردها ابن آوى: نوع من الكلاب البرية تُسميه العامة الواوى. وجاءت أيضًا في (أر 50: 39).
  • رعال (مى 1: 8): مفردها رعلة: بنت النعامة التي تسير في المقدمة. وقد جاءت أيضًا في (أر 50: 39).
  • الظالعة (مى 4: 6) : العرجاء.
  • اظلافك (مى 4: 13) : مفردها ظِلف، وهى الحافر، أسفل أطراف الحيوان أو القسم اليابس منه.
  • الوابل (مى 5: 7): المطر الغزير.
  • عائفون (مى 5: 12): السحرة.
  • إيفة (مى 6: 10): مكيال حبوب سعته 45 لتر.
  • سُلافة (مى 6:15): خمرًا جيدة.
  • خُصاصة (مى 7:1): ما يبقى في الكرمة من العنب بعد القطاف. وتُشير إلى الشيء القليل.
  • يعكشونها (مى 7:3): يُعقدونها، يُعسرونها، أي يجعل الشيء يتداخل بعضه في بعض.
  • العوسج (مى 7: 4) : شُجيرة شائكة.
  • الوعر (مى 7: 14) : البرية، غابة من الأشجار البرية.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

ميخا 1 - تفسير سفر ميخا
نبوة ميخا بالدمار على إسرائيل ويهوذا:


"قول الرب الذي صار إلى ميخا المورشتى في أيام يُوئام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا الذي رآه على السامرة وأورشليم اسمعوا أيها الشعوب جميعكم أصغى أيتها الأرض ولؤها وليكن السيد الرب شاهدًا عليكم السيد من هيكل قدسه. فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل على شوامخ الأرض. فتذوب الجبال تحته وتنشق الوديان كالشمع قدام النار كالماء المنصب في منحدر. كل هذا من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب. أليس هو السامرة. وما في مرتفعات يهوذا. أليست هى أورشليم. فأجعل السامرة خربة في البرية مغارس الكروم وأُلقى حجارتها إلى الوادى وأكشف أُسسها. وجميع تماثيلها المنحوتة تُحطم وكل أعقارها تُحرق بالنار وجميع أصنامها أجعلها خرابًا لأنها من عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود. من أجل ذلك أنوح وأولول. أمشى حافيًا وعريانًا. أصنع نحيبًا كبنات آوى ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء لأنها قد أتت إلى يهوذا وصلت إلى باب شعبى إلى أورشليم" (مى 1:1-9).
الرب يشهد بنفسه على أعمالنا:


اسمعوا أيها الشعوب جميعكم أصغى أيتها الأرض وملؤها وليكن السيد الرب شاهدًا عليكم السيد من هيكل قُدسه. فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشى على شوامخ الأرض، فتذوب الجبال تحته وتشق الوديان كالشمع قدام النار. كالماء المُنصب في منحدر" (مى 1: 2- 4).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يقول ميخا النبي أن الرب شاهدًا على الناس من هيكل قُدسه، وحينما يتحرك الرب فإن الجبال تذوب خوفًا من وجههِ، وتنشق الوديان كالشمع أمام النار، أي لا توجد.
إن موقف الرب دائمًا هو موقف الرحمة وإعطاء الفرصة بالتوبة، طالما نحن نعيش في هذا الجسد، ولكن بعد انتهاء العمر يكون الله شاهدًا على أعمالنا، ويفرز الشرير والصالح منها. وكثيرين من الأنبياء والرسل أكدوا هذا، فمثلا نجد:
*داود النبي يقول: "لك يا رب الرحمة لأنك أنت تُجازى الانسان كعمله" (مز 62: 12) ويقول أيضًا: "الشاهد في السماء أمين" (مز 89:37). وأيضا يقول عن الرب: "المصور قلوبهم جميعًا. المنتبه لكل أعمالهم" (مز 33: 15).
* أما يوحنا الحبيب فيقول:"ان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد " (1 ىو 5: 7). يقول أيضًا: "يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ورئيس ملوك الأرض" (رؤ 1: 5).
* ويستنجد أيوب بالرب من ظُلم أصدقائه، ويقول: "هوذا في السموات شهيدى وشاهدى في الأعالى" (أى 16: 19).
* وتكلم الرب يسوع ذاته بأمثال كثيرة عن أعمال الناس الصالحة والشريرة، في مثل الزارع (مت 13:1-23)، ومثل الزرع والزوان (مت 13: 24 -30). ومثل العذارى الحكيمات والجاهلات (مت:25: 1- 13)، ومثل الوزنات (مت 25: 14- 30). وتكلم عن الحساب في اليوم الأخير في: (مت 25: 31 -الخ)، حيث يَجمع الخراف عن اليمين والجداء على اليسار، ويقول للذين عن يمينه: "تعالوا يا مباركى ابي رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم"، ويقول أيضا للذين على اليسار: "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته".

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
* إن "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10)، ومن يحتفظ بمخافة الرب في قلبه، يتحفظ في كل أعماله، ويسلك بحسب المثل القائل: "الفطنة الجيدة تمنح نعمة. أما طريق الغادرين فأوعر. كُل ذكى يعمل بالمعرفة والجاهل ينشر حمقًا" (أم 13: 15، 16)، " فليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره. لأن كُل واحد سيحمل حمل نفسه" (غل 6: (4، 5).
*الكنيسة أيضًا تشهد على أعمالنا من خلال كلمة الله المقروءة علينا فيها.
فخيمة الاجتماع في العهد القديم والتي ترمز للكنيسة في العهد الجديد، سُميت بخيمة الشهادة (2 أي 24: 6).
وسُمى تابوت العهد الذي يحتوى على"لوحى الشريعة" بتابوت الشهادة، وتابوت العهد هذا هو الذي يوضع في قدس الأقداس، ويرمز للسيد المسيح على المذبح (خر 30: 6، 39: 5).
ولوحى الشريعة اللذين استلمهما موسى من الرب سُميا "لوحى الشهادة" (خر 31: 18، 32: 15، 34:29).
فكُل واحد منًا يجب عليه أن يُقَيٍم أعماله في ضوء كلمة الله ووصاياه. فلا يُقارن نفسه بالآخرين، "لنفحص طُرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله في السموات" (مراثى 3: 40، 41).
وأيضًا الله يشهد في القلب من خلال ضمائرنا وقلق أرواحنا. فهو الذي قال: "ليس سلام قال الهى للأشرار" (أش 48:22).
*ويقول ميخا النبي:"هوذا الرب يخرج من مكانه". فكثرة الشر تجعل الرب يتحرك ليفعل شيئًا. فحينما رأى الرب شر الناس قد زاد في الأرض، تحرك وأرسل الطوفان.
يوجد أناس قلوبهم قاسية، فلا يفهمون تحذيرات الله التي تأتيهم بطرق لطيفة، فيضطر الله أن يتحرك بنفسه، مثلما فعل مع شاول الطرسوسى، وسدوم وعمورة حيث أحرقها بالنار، وغضبه الشديد على شاول الملك حينما لجأ إلى العرافة لتحُضر له روح صموئيل النبي لكي يستشيره في أمور مهمة.
أصحاب هذه القلوب القاسية، إما أن يكونوا بعيدين كُل البعد عن الله، فلا يهتمون أو ينتبهون لأصوات الله الخفيفة التي تهمس لهم. وإما أنهم متدينون جدًا فلا يقبلوا التوجيه ظانين أنهم يعرفون الله أكثر من غيرهم فلا يقبلوا الإرشاد ولا يحتملوا التأنيب، مع أن روح التلمذة وقبول التعليم يجب أن تُلازمنا طول العمر.
أما "ذوبان الجبال أمام الرب"، تجعلنا نفهم أيضًا أن أي خطية مهما عظمت وأي تقصير مهما طال، إذا وُضع أمام الرب في الصلاة، فالرب قادر أن يُذيبه من داخلنا، ويمحو كُل آثاره السيئة فينا.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ميخا النبي يبكى بسبب خطايا إسرائيل ويهوذا:


"كُل هذا من أجل إثم يعقوب، ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب؟ أليس هو السامرة؟ وما هي مُرتفعات يهوذا؟ أليست هى أورشليم؟ " فأجعل السامرة خربة في البرية للكروم، وأُلقى حجارتها إلى الوادى، وأكشف أُسسها. وجميع تماثيلها المنحوتة تُحطم وكل أعقارها تُحرق بالنار، وجميع أصنامها أجعلها خراباَ لأنها من عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود". من أجل ذلك أنوح وأولول أمشى حافيًا وعريانًا. أصنع نحيبًا كبنات آوى، ونوحًا كرعال النعام. لأن جراحاتها عديمة الشفاء، لأنها قد أتت إلى يهوذا، وصلت إلى باب شعبى إلى أورشليم".

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
يخص النبي أورشليم والسامرة بالخطايا الكثيرة، لأنهما المدينتان الكبيرتان في إسرائيل ويهوذا. ولهاتين المدينتين أكبر الأثر على البلاد كلها من خلال تمركز السلطان فيهما. فقد اشتهرت السامرة بالوثنية وكثرة بنائها للتماثيل على المرتفعات، لذلك تنبأ عليها ميخا النبي قائلا: "جميع تماثيلها المنحوتة تُحطم"، "وجميع أصنامها أجعلها خرابًا"، وقد حدث ذلك بالفعل بواسطة جيش آشور، فقد أخرب سنحاريب السامرة وكل أصنامها (أش 10: 11)، وقد القى بكُل آلهتها إلى النار لأنها لم تكن آلهة (أش 37: 19).
ويبكى ميخا على يهوذا أيضًا، لأن آثام السامرة وصلت إلى يهوذا وصلت إلى باب شعبى إلى أورشليم. فقد وصلت المرتفعات إلى أورشليم أيضًا، حتى لو كانوا لم يعبدوها الا أنهم سمحوا بوجودها وسطهم، لأنها ممكن تبُعدهم عن الههم (1 مل 14: 4).
لذلك قال بولس الرسول: "المعاشرات الردىئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1 كو 15:33).
*ويقول ميخا النبي "جميع أصنامها أجعلها خرابًا لأنهامن عُقر الزانية جمعتها وإلى عُقر الزانية تعود" (مى 1: 9). ويقصد أن أورشليم والسامرة جمعوا لأنفسهم ثروة بتحالفهم مع الشعوب الوثنية الذين أغروهم لعبادة الأصنام. وكل هذه الثروة تنهبها الأمم الوثنية أيضا (المتمثلة في ملك آشور)، وبهذا تكون من عُقر الزانية جُمعت والى عُقر الزانية تعود.
*ان ميخا النبي يُعبٍر عن حزنه على حال أورشليم والسامرة بالنحيب كبنات آوى ورعال النعام، وهى حيوانات ضارية تتقابل ليلًا وتُصدر أصوتًا مزعجة، وكل ذلك لأن حالة البلاد ميؤوس منها، إذ أن
" جراحاتها عديمة الشفاء".
صلاة: يا رب لا تجعلنى أصل في بُعدى عنك إلى هذا الحال، إلى أن تصير أخطائي وعاداتي بلا شفاء من كثرة ما تأصلت فىً مع طول الزمن. قوتك يا رب تُذيب الجبال، وقادر أن تمحو كل ضعف يُبعدنى عنك، فأسرع ورُدنى إلى خلاصك.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ميخا النبي ينادى بلاد متعددة في يهوذا للنوح والبكاء:


"لا تُخبروا في جت لا تبكوا في عَكاء تَمرغى في التراب في بيت عَفرة أُعبرى يا ساكنة شافير عُريانة وخجلة الساكنة في صانان لا تخرج. نوح بيت هأيصل يأخذ عندكم مَقامة، لأن الساكنة في ماروث آغتمت لأجل خيراتها، لأن شرًا قد نزل من عِند الرب إلى باب أورشليم. شُدى المركبة بالجواد با ساكنة لاَخيش، هى أول خطية لإِبنة صهيون، لأته فيك وُجدت ذُنُوب إسرائيل. لذلك تُعطين إطلاقًا لِمُورشة جَت تصير بيوت اُكزيب كاذبة لملوك إسرائيل. آتى إليك أيضًا بالوارث يا ساكنة مَريشة يأتى إلى عَدُلام مجد إسرائيل كُونى قَرعاء وجُزى من أجل بَنى تَنعُمك. وسعى قَرعتك كالنسر، لأَنهم قد انتفوا عنك" (مى 1 10: 16).
واضح أن النبي من شدة حزنه على حال يهوذا، فهو يدعو بلادها كلها للنوح. انه يرى بعين النبوة الخراب الآتي على يهوذا بسبب خطاياه.
من كثرة الخراب، يدعو النبي يهوذا أن لا يصل بكاؤها إلى جت (جت بلدة في فلسطين) حتى لا يشمت فيهم الفلسطينيون.
"لا تُخبروا في جت، لاتبكوا في عكاء". جت وعكا هى بلاد كبيرة في فلسطين، وهاتان البلدتان سيفرحون في بلية إسرائيل، لذلك يقول لهم النبي "لا تخبروا في جت لا تبكوا في عكاء ".
يدعوا ميخا النبي يهوذا قائلا: "تمرغى في التراب"، فهو بعين النبوة يرى أنها ستُهدم كلها وتصير ترابًا. وهى دعوة للتذلل، لعل الله يُدركهم بمراحمهِ، كما فعل مع أهل نينوى حينما تابو.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
"أُعبرى يا شافير عريانة وخجلة". شافير (جبل جنوب قادش، وهى بلدة في يهوذا)، "والساكنة في صانان لاتخرج". صانان بلدة في يهوذا كثيرة السكان، وسُكانها لن تخرج لأن البلية سوف تُداهمهم، ومن كثرة الحزن على ما يحدث لها لن تخرج. وأيضًا يزداد على حزنهم، حزن هأيصل (مدينة جنوب يهوذا، وقريبة من صانان)، لذلك يقول النبي: "نوح بيت هأيصل يأخذ عندكم مقامه"، أي سكان صانان سيحزنون على ما يحدث في هأيصل.
ويدعو النبي سكان لاخيش إلى الهروب، حيث يقول لهم "شدى المركبة بالجواد"، أي أسرعى بالفرار، لأن سنحاريب ملك آشور سوف يُحاصرها (اش 36: 1، 2). وذلك لأنها أدخلت الأصنام في بلدها متمثلة بإسرائيل، لأنهم كانوا جيرانهم المباشرين. وتُحاول لاخيش أن تُعطى هدايا لمورشة جت (وهى بلدة فلسطينية) لكي تُساعدهم ضد سنحاريب، ولكن مورشة جت سوف تأخذ منهم الهدايا وتخذلهم. لذلك سوف تخرب موريشة أيضًا، حيث يقول الوحى: آتى اليك بالوارث يا ساكنة موريشة".
"يأتى إلى عدلام مجد إسرائيل". عُدلام مدينة مشهورة، واستمرت شُهرتها إلى أيام ميخا النبي، وبالرغم من هذا المجد، فإن ملك أشور سوف يصل اليها، ويزول مجد إسرائيل. ويدعو النبي عدلام قائلًا: "كونى قرعاء وجُزى من أجل بنى تنعمك. وسعى قرعتك كالنسر لأنهم قد انتفوا عنك"، أي اجلسى واحزنى وابكى لأن مجدك سوف يزول عنك.
انها دعوة للتوبة من النبي لكُل بلدان يهوذا للتذلل والاتضاع أمام الرب. دعوة للبكاء والنحيب على خطاياهم وتهاونهم.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
التوبة تحتاج قلبًا متضعًا:


"قريب هو الرب من منسحقى القلب. ويُخلص المتواضعين بالروح" (مز 34: 18) " القلب المنكسر يا الله لاتحتقره" (مز 51: 17)، ويقول سليمان الحكيم "مكرهة الرب كل متشامخ القلب" (أم 16: 5).
وقال السيد المسيح لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين مثل الفريسى والعشار (لو 18:9- 14)، وأراهم كيف أن العشار نزل إلى بيته مُبررًا دون ذاك الفريسى. وعلًق السيد المسيح قائلا:"لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع".

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ويوصينا بطرس الرسول قائلا:"تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة " (1 بط 5: 6).
ويقول صفنيا النبي: "اطلبوا التواضع. لعلكم تُسترون في يوم سخط الرب" (صف 2: 3).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
* التوبة يصحبها دموع:


الدموع نعمة يمنحها الرب للقلب التائب. الدموع تعبير صادق عن شدة احتياجنا للرب. الدموع تغسل النفس من خطاياها. الدموع أيضًا تُعبٍر عن فرحنا بالرب ونحن في حضرته. العيون المملؤة دموع يتأثر بها الرب جدًا، فهو يقول لعروس النشيد: "حَولى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى" (نش 6: 5).
-لذلك تجد ميخا النبي يبكى وينوح، ويدعوا يهوذا وإسرائيل لكي يبكوا ويضعوا أنفسهم في التراب من أجل خطاياهم الكثيرة.
-وأرميا النبي يبكى على أورشليم ويقول: "يا ليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبى" (أر 9: 1).
ويدعوا أورشليم لتبكى على نفسها قائلًا: "يا سور بنت صهيون اسكبى الدمع كنهر ليلًا ونهارًا. لا تُعطى ذاتك راحة. لا تكف حدقة عينك. قومى اهتفى في الليل في أول الهُزُع. اسكبى كمياه قلبك قُبالة وجه السيد ارفعى اليه يديك لأجل نفس أطفالك المغشى عليهم من الجوع في رأس كل شارع " (مراثى 2: 18، 19).
-نتذكر معًا المرأة الخاطئة التي علِمت أن السيد المسيح مُتكئ في بيت الفريسي، فجاءت ووقفت عند قدميه من وراءه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها. ومن أجل دموعها الكثيرة غفر لها الرب خطاياها الكثيرة (لو 7: 36-50).
- ونتذكر معًا داود النبي الذي كان يتذكر خطاياه دائمًا، ومن أجلها يقول: "أُعوم في كُل ليلة سريرى بدموعى أُذوب فراشى (مز 6: 6). ويحكى اختباره على نفع الدموع، ويقول: "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج " (مز 126: 5).
- ويُخبرنا بولس الرسول عن بكاء السيد المسيح نفسه كحامل لخطايا البشرية كلها، قائلًا: "الذى (يسوع) في أيام جسده إذ قدًم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلصه من الموت. وسُمع له من أجل تقواه " (عب 5:7).
- أما السيد الرب فلا يقف مكتوفًا أمام العيون الباكية، " يَمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه " (أش 25: 8).
- ولأن دموعنا محفوظة في زقِ عند الرب، كما يقول داود النبي (مز 6: 7)، فهو الذي سوف يمسحها بيده في أورشليم السمائية:
"بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يَعده، مِن كُل الأُمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف مُتسربلين بثياب بيض وفى أيديهم سعف النخل. وهُم يصرخون بصوت عظيم قائلين: "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف". وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة وخروا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: " أمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة إلى أبد الآبدين. أمين". وأجاب واحد من الشيوخ قائلًا لى:"هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، مَن هُم؟ ومِن أين أتوا؟ ". فقلت له" يا سيد أنت تَعلم". فقال لى: " هُم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسًلوا ثيابهم وبيًضوا ثيابهم في دم الخروف من أجل ذلك هُم أمام عرش الله ويخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله والجالس على العرش يَحِل فوقهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم" (رؤ:9-17).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

ميخا 2 - تفسير سفر ميخا
سرد لبعض أخطاء الشعب:

" ويل للمفتكرين بالبُطل والصانعين الشر على مضاجعهم في نور الصباح يفعلونه لأنه في قُدرة يدهم فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها، والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه لذلك هكذا قال الرب: "هأنذا أفتكر على هذه العشيرة بِشر لا تُزيلون منه أعناقكم ولا تسلكون بالتشامخ لأنه زمان ردىء "فى ذلك يُنطق عليكم بِهجو ويُرثى بِمرثاة ويُقال: خَربنا خرابًا بَدل نصيب شعبي كيف ينزعه عنى؟ يَقسٍم للمُرتد حُقولنا". لذلك لا يكون لك مَن يُلقى حَبلًا في نصيب بين جماعة الرب" (مى 2: 1- 5).
1- تفشى الظلم بين الناس:

"فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويَظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه ".
إنهم يُمارسون هذا الظلم "لآنه في قدرة يدهم"، أي أنهم أغنياء وأصحاب سلطان.
هكذا فعل آخاب الملك، حينما اشتهى حقل نابوت اليزرعيلى (1 مل 21: 1-16)، آخاب ملك وعنده الكثير ولكنه اشتهى هذا الحقل الصغير المجاور لحقوله، انه استخدم سُلطانه في الايقاع بنابوت حتى يرث حقله.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
وهكذا فعل داود الملك حينما اشتهى امرأة أوريا الحثى (2 صم 11). داود ملك ولديه زوجاته، ولكنه اشتهى امرأة رجل فقير من رعيته.
السُلطان يُقوى قلب الأغنياء، ويدفعهم لظلم الآخرين. مع أن الكتاب يقول: "ظالم الفقير يُعير خالقه. ويُمجده راحم المسكين" (ام 13: 31). والرسول بولس يقول: "أما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة " (كو 3: 25). ويقول أيضًا: "أم لستم تعملون أن الظالمين لايرسون ملكوت الله " (1 كو 6:9).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
*بداية الظلم تأتى في الفكر:

والحقيقة ليس بداية الظلم فقط تأتى من الفكر، بل أي خطية عادة تبدأ بالفكر، كما أوضح ميخا النبي: " ويل للمفتكرين بالبُطل والصانعين الشر على مضاجعهم". تبدأ الخطية في الفكر، حينما يشتهى الفرد ما عند الآخرين، ثم يُترجمها في الفعل ن كما يقول يعقوب الرسول: "الله غير مُجرِب بالشرور وهو لا يُجرِب أحدًا. ولكن كل واحد يُجرًب إذا انجذب وانخدع من شهوته، ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كمُلت تُنتج موتًا (يع 1 13-15). لذلك يطلب داود النبي من الرب أن يكون فكره مرضيًا أمامه: "ليكن أقوال فمى وفكر قلبى مرضية أمامك يارب صخرتى ووليى " (مز 19:14).
لذلك فإن مراجعة أفكارنا وفحصها وتنقيتها من كل شر مُهم جدًا، فأرميا النبي يقول: " لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب" (مراثى 3: 40). وسليمان الحكيم يقول:"منْ يُغمض عينيه ليُفكر في الأكاذيب ومنْ يعض شفتيه (من الغضب والغيظ) فقد أكمل شرًا" (أم 16: 30).
ليتنا نتعلم أن نفكر في الخير والصلاح لأنفسنا ولغيرنا. ليتنا نشغل فكرنا بالسيد المسيح الذي احتمل الصليب من أجلنا مُستهينًا بالخزى. فلنستمع لما يقوله الرسول "كل ما هو حق. كل ما هو جليل. كل ما هو عادل. كل ما هو طاهر. كل ما هو مُسر. كُل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح. ففى هذه افتكروا" (فى 4: 8).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
*الجرأة في فعل الشر:

فيقول ميخا النبي أن الشعوب تجرأوا جدًا في فعل الشر، لدرجة أنهم:"فى نور الصباح يفعلونه ".
إنهم يُفكرون بالشر على مضاجعهم، ومجرد أن يُشرق نور الصباح يفعلونه.
إن التعود على فعل الخطأ، يصل بالإنسان إلى أن يفعله بلا خجل على الملأ.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
الله شاهد بنفسه على أعمال الظلم ويحاسب أصحابها:

فيقول:"هأنذا أفتكر على هذه العشيرة بشرٍ". لقد لمس الرب كبرياؤهم وتعاليهم على الآخرين، ولن يعودوا يسلكون بالتشامخ بسبب الخراب الذي يحل بهم.
بل أيضًا:"سوف يَنطق عليكم بهجو"، أي أنهم سوف يكونون عُرضة للسخرية والذم، عندما يعاقبهم الله على ظلمهم لغيرهم. فحتى ما حصلوا عليه بالظلم سوف يُنزع منهم: "فيقول خربنا خرابًا. بدل نصيب شعبى. كيف ينزعه عنى". " يقسم للمرتد حقولنا"، أي يأخذ ما عندهم وما جمعوه بالظلم ويُعطيه لآخرين. بل أكثر من هذا، لا يكون لهم نصيب في أرض الله المقدسة بل يُطردون منها، " لا يكون لك من يُلقى حبلًا في نصيب بين جماعة الرب"، الحبل يُستخدم لقياس الأرض. ألم أقل لكم أن "الظالمين لا يرثون ملكوت السموات".
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
خطايا أخرى:

"يتنبأون قائلين:"لاتتنبأوا". لايتنبأون عن هذه الأمور العار. أيها المسمى بيت يعقوب هل قصرت روح الرب أهذه أفعاله؟" أليست أقوالى صالحة نحو من يسلك بالاستقامة؟ ولكن بالأمس قام شعبى كعدو تنزعون الرداء عن الثوب من المجتازين بالطمأنينه ومن الراجعين من القتال تطردون نساء شعبى من بيت تنعمهن تأخذون عن أطفالهن زينتة إلى الأبد. قُوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هى الراحة. من اجل نجاسة تُهلِك والهلاك شديد لو كان أحد وهو سالك بالريح والكذب يكذب قائلًا:أتنبأ لك عن الخمر والمسكر لكان هو نبى هذا الشعب". (مى 2:6- 11).
1- رفض النبوة:

أو رفض كلمة الله، التي تهديهم وتردهم عن طرقهم الشريرة. فهم يمنعون الأنبياء أن يتنبأوا على أعمالهم الشريرة، "يتنباون قائلين لا تتنبأوا. لا يتنبأون عن هذه الأمور لا يزول العار". انهم لا يريدون من يُنبههم على أخطائهم. لقد انطبق عليهم قول السيد المسيح:"يا أورشليم... كم مرة أردت أن أجمع فراخك تحت جناحى ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا (لو 13: 34).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
"هكذا قال الرب:قفوا على الطرق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم. ولكنهم قالوا لانسير فيه.... اسمعى أيتها الأرض هأنذا جالب شرًا على هذا الشعب ثمر أفكارهم لأنهم لم يصغوا لكلامى وشريعتى رفضوها " (أر 6: 16- 19). إنهم فعلوا مثل الفريسيين الذين قال عنهم السيد المسيح:"رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم" (مر 6:9). ويتنبأ عنهم هوشع النبي قائلًا:"يرفضهم الهى لأنهم لم يسمعوا له. فيكونون تائهين بين الأمم" (هو 9: 17). وينطبق عليهم كلمة الله على فم بولس الرسول:"كما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم. أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" (رو 1: 28). مع أن: "كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومُميزة أفكار القلب ونياته (عب 4: 12). ومنْ يستمع إلى كلمة الله في كل يوم تستنير نفسه، ويتدرب على فحص أعماله في ضوء كلمة الله الحية والفعالة.
ولكنهم لم يكتفوا بصد الأنبياء الذين يُحاولون هدايتهم بنبواتهم الصحيحة، بل تمادوا بأن تبعوا أنبياء مولعين بالربح ويتنبأوا لهم بما يُحبون أن يسمعوه، فيقول ميخا النبي: "لوكان أحد وهو سالك بالربح والكذب يكذب قائلًا أتنبأ لك عن الخمر والمُسكر لكان هو نبى هذا الشعب ". لذلك يدعوهم الرب: "أيها المسمى بيت يعقوب"، أي أنتم أبناء يعقوب أب الآباء، ولكن السيد المسيح رد عليهم قائلًا: ان الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولاد لابراهيم.
كثيرون يعتبرون أنفسهم أولاد الله، ويمكن يكونوا متواجدين دائما في الكنيسة الا أن أعمالهم بعيدة تمامًا عن وصايا الله.
2- ظلمهم لفقراء الشعب:

فكانوا يُجردون المسافرين من ثيابهم، "تنزعون الرداء عن الثوب من المجتازين بالطمأنينة ومن الراجعين من القتال ". كانوا يقومون بعمليات سلب ونهب.
وأكثر من هذا كانوا يأخذون النساء الحرائر من بيوتهن ويستعبدوهن "تطردون نساء شعبى من بيت تنعمهن". بل ويأخذون الأطفال الأبرياء من بيوتهم ويبيعونهم عبيد.
** لهذا كله قال عنهم الرب بفم النبي: "من أجل نجاسة تَهلك والهلاك شديد"، فإنهم يظنون بقسوتهم وسلطانهم يعيشون في رغد وراحة، ولكن الرب يقول لهم: "ليست هذه هى الراحة ". على مثل هؤلاء الناس الظالمين قال عاموس النبي"هل تركض الخيل على الصخر؟ أو يحرث عليه بالبقر؟ حتى حولتم الحق سُمًا وثمر البر أفسنتينًا أنتم الفرحون بالبُطل، القائلون: (أليس بقوتنا اتخذنا لأنفسنا قرونًا). (لأنى هأنذا أقيم عليكم يا بيت إسرائيل يقول الرب إله الجنود أُمة فيضايقونكم مِن مدخل حَماة إلى وادى العربة) ". (عا 6:12- 14).
فإن الغِنى والسلطان والجاه، "ليست هى الراحة"، لأنها كلها أمور زائلة بل السيد المسيح قال:"من وجد حياته يُضيعها. ومن أضاع حياته من أجلى يجدها" (مت 10- 39). هذه هى الراحة الحقيقة، أن تكون حياتنا كلها لمجد المسيح وبنيان ملكوته، "ومن لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى" (مت (10: 39)، هذا ما قاله السيد المسيح وأكده قائلًا: "إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى" (لو9: 23).
**فقوموا وإذهبوا تاركين الراحة الزائلة الكاذبة واطلبوا باب التوبة، اذهبوا بعيدا عن أماكن الإثم وأعمال الظلمة، قوموا من نوم الأفكار الخاطئة، قوموا من الكسل وعدم الجهاد، قوموا من خطاياكم واذهبوا إلى بركة سلوام واغتسلوا مع المولود أعمى فتستنير عيونكم وتتطهرون من خطاياكم.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ولكن يوجد رجاء:

"إنى أجمع جميعك يا يعقوب أضم بقية إسرائيل أضعهم معا كغنم الحظيرة، كقطيع في وسط مَرعاة يَضج مِن الناس قد صعد الفاتك أمامهم يقتحمون ويعبرون من الباب ويخرجون منه ويجتاز مَلكهم أمامهم والرب في راسهم" (مى 2: 12، 13).
إن الله لا يقف مكتوف الأيدى حينما يرى شعبه يتشتت ويضيع ويُقهر من العدو، "لأن السيد لايرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لايُذل من قلبه ولا يُحزن بتى الإنسان" (مراثى 3: 31- 33).
فهو الذي يجمع بنفسه يعقوب وإسرائيل ويردهم من الشتات، وهذا حدث بالفعل حينما رجعوا من السبى، "فقد صعد الفاتك أمامهم"، وردهم إلى أورشليم، بل وصاروا أقوياء به: "يقتحمون ويعبرون من الباب ويخرجون منه ويجتاز ملكهم أمامهم والرب في رأسهم". لقد وعدهم الرب بأن يقودهم بنفسه، لقد أعاد لهم مجد الماضى حينما "كان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلًا في عمود نار ليُضىء لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا من أمام الشعب" (خر 13: 21، 22).
هذا حدث بالفعل حسب نبوة ميخا حينما ردهم الرب من سبيهم. ولكن نبوة ميخا النبي تشير أيضًا إلى معركة الخلاص من الخطية، حينما نزل الابن "الفاتك" من السماء وتجسد، وتألم نيابة عنا، وصُلب حاملًا خطايانا عوضًا عنا، ومات وقُبر وقام، وصار باكورة الراقدين، وفتح باب النصرة لكل من يؤمن به، رد آدم وبنيه إلى الفردوس الذي سبق وطُردوا منه، وترك لنا جسده ودمه لكي نحيا بهما ونأخذهما قائدًا لحياتنا، كما يقول الرسول: "أحيا لاأنا بل المسيح يحيا فى". وأعطانا نعمة الروح القدس "لكى نستطيع أن نُجاوب كل واحد عن سبب الرجاء الذي فينا" (1 بط 3: 15). الروح القدس: "الذى يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو8: 26). الروح القدس الذي يأخذ مما للآب ويُعطينا (يو16: 15). فهو بالحقيقة: "صعد الفاتك أمامهم. يقتحمون ويعبرون من الباب ويخرجون منه ويجتاز ملكهم أمامهم والرب في رأسهم". "فشكرًا لله الذي يقودنا في موكب نُصرته في المسيح كل حين ويُظهر بنا رائحة معرفته في كُل مكان. لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفى الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة" (2 كو2: 14- 16).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

ميخا 3 - تفسير سفر ميخا
نبوات ميخا النبي على قادة الشعب وأنبيائه:

"وقلت"اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت إسرائيل أليس لكم أن تعرفوا الحق؟ المُبغضين الخير والمُحبين الشر النازعين جُلُودهم عنهم ولحمهم عن عظامهم والذين يأكلون لحم شعبى ويكشطون جلدهم عنهم ويُهشمون عظامهم ويُشققون كما في القِدر وكاللحم في وسط المِقلى"حينئذ يصرخون إلى الرب فلا يُجيبهم بل يستر وجهه عنهم في ذلك الوقت كما أساءوا أعمالهم. هكذا قال الرب على الأنبياء الذين يضلون شعبى الذين ينهشون بأسنانهم ويُنادون "سلام" والذى لا يجعل في افواههم شيئًا، يفتحون عليه حربا ً"لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا ظلام لكم بدون عِرافة وتغيب الشمس عن الأنبياء ويُظلم عليهم النهار فيخزى الراؤون ويخجل العرافون ويُغطون كلهم شواربهم لأنه ليس جواب من الله". لكننى أنا ملآن قوة روح الرب وحقا وبأسًا لأُخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته. اسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت إسرائيل الذين يكرهون الحق ويُعوجون كل مستقيم الذين يَبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم رؤسائها بالرشوة وكهنتها يُعلمون بالأُجرة وأنبيائها يعرفون بالفضة وهم يتوكلون على الرب قائلين: "أليس الرب في وسطنا؟ لا يأتى علينا شر". لذلك بسببكم تُفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم حِربا وجبل لبيت شوامخ وَعر" (مى: 3).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
هذا الأصحاح كله موجه إلى رؤساء يهوذا وأنبياؤه، والخراب الذي يقصده النبي هنا هو خراب يهوذا وكان هذا الكلام في أيام حزقيا الملك، أي بعد سبى أسباط إسرائيل العشرة إلى بابل.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
أخطاء رؤساء الشعب وقضاتهم:

1- الظلم والقسوة في التعامل: إن النبي يستغرب تصرفاتهم، فيقول: "أليس لكم أن تعرفوا الحق"، أي كان المفروض منكم أن تتصرفوا بالحق، ولكنكم سلكتم بالظلم. بل والقسوة أيضًا: "النازعين جلودهم عنهم ولحمهم عن عظامهم"، وقد حدث ذلك بأن فرضوا على الشعب جزية بالإضافة إلى غرامات وعقوبات جسدية، "ويكشطون جلودهم عنهم ويهشمون عظامهم". ظُلم وقسوة الرؤساء للشعب، ربما كانت السبب في أن يتعلم الشعب ظلم بعضهم البعض.
2- محبة المال: بدل من أن يحكم الرؤساء والقضاة بالحق، انقلبوا وصاروا يكرهون الحق ويُعوجون كل مستقيم. "الذين يبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم". رؤساؤها يقضون بالرشوة. فقد جعلوا حُكمهم متوقف على مقدار ما يُدفع، فصاروا يُعوجون كل مستقيم. لذلك السيد المسيح في عظته على الجبل قال: "لايقدر أحد أن يخدم سيدين... لاتقدرون أن تخدموا الله والمال" (مت 6: 24). لذلك يُوصى بولس الرسول في رسالته للعبرانيين قائلًا: "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك. حتى إننا نقول واثقين الرب معين لى فلا أخاف ماذا يصنع بى الإنسان" (عب 13: 5، 6).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
جزاء هذه الخطايا:

الرب يقول للرؤساء والقضاة الظالمين على فم ميخا النبي: "حينئذ يصرخون إلى الرب فلا يُجيبهم بل يستر وجهه عنهم في ذلك الوقت كما أساءوا أعمالهم".
أما الذين أحبوا الرشوة، فقال لهم: "بسببكم تُفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خِربًا وجبل البيت شوامخ وعَر". وهذا قد تم حرفيًا عند خراب أورشليم على يد الرومان.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
أخطاء الأنبياء والكهنة:

حتى الأنبياء والكهنة في يهوذا قد سلكوا طرق الضلال. فالأنبياء قد تجبروا على الشعب، "والذى لا يجعل في أفواههم شيئًا يفتحون عليه حربًا"، لذلك سوف يحرمهم الرب من الرؤى الحقيقية. "لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا. ظلام لكم بدون عرافة. وتغيب الشمس عن الأنبياء ويُظلم عليهم النهار. فيخزى الراؤون ويخجل العرافون ويُغطون كلهم شواربهم لأنه ليس جواب من الله".
هذه هى النبوات الصعبة التي قالها ميخا النبي عن أنبياء يهوذا الذين صاروا يرعون أنفسهم، فحُرموا من روح النبوة الحقيقية التي من عند الله. أما ميخا النبي فهو يقول لهم أنه مختلف عنهم لأنه ما زال روح الله معه، لأنه يسير بالإستقامة أمامه، لذلك بكل قوة يقول لهم: "لكننى أنا ملآن قوة روح الرب وحقًا وبأسًا لأُخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته".
أنبياء يهوذا لأنهم كانوا مملوئين عيوبًا، فكانوا يخافون أن يتنبأوا للشعب بالحقيقة أو يُواجهوا الشعب بعيوبه فكانوا: "ينادون بالسلام"، أي اطمئنوا. أما ميخا النبي الذي فيه قوة روح الرب استطاع أن يُخبر يهوذا بذنبه وإسرائيل بخطيته.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
وحتى كهنة يهوذا ضلوا: "كهنتها يُعلمون بالأجرة وأنبياؤها يعرفون بالفضة". لقد تاه الكل وراء محبة المال. والغريب أنهم متكلين على أن الرب في وسطهم، لأنهم الكهنة، فكانوا مطمئنين اطمئنانًا باطلًا ويظنون: "لا يأتى علينا شر". لقد قال عنهم الرب بفم حزقيال النبي: "وكان إلى كلام الرب قائلا يا ابن آدم تنبأ على رُعاة إسرائيل، تنبأ وقل لهم: هكذا قال السيد الرب للرعاة ويل لرعاة إسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم ألا يرعى الرعاة الغنم؟ تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم المريض لم تُقووه والمجروح لم تَعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وعنف تسلطتم عليهم فتشتت بلا راع وصارت مأكلًا لجميع وحوش الحقل وتشتت. ضلت غنمى في كل الجبال وعلى كل تل عال وعلى كل وجه الأرض تشتت غنمى ولم يكن مَن يسأل أويُفتش. "فلذلك أيها الرعاة اسمعوا كلام الرب حى أنا يقول السيد الرب من حيث إن غنمى صارت غنيمة وصارت غنمى مأكلًا لكل وحش الحقل إذ لم يكن راع ولا سأل رُعاتى عن غنمى ورعى الرعاة أنفسهم ولم يرعوا غنمى، فلذلك أيها الرعاة اسمعوا كلام الرب هكذا قال السيد الرب: هأنذا على الرعاة وأطلب غنمى من يدهم وأكفهم عن رعى الغنم أنفسهم بعد فأُخلص غنمى من أفواههم فلا تكون لهم مأكلًا" (حز 34: 1- 10).
أما ميخا النبي بقوة روح الله التي فيه قال لهم: "بسببكم تُفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خربًا. وجبل البيت شوامخ وعر"
أصعب تجربة تمر على شعب الله، أن يفقد قادتها من أنبياء وكهنة وخدام ضمائرهم. إذا أخطأ الشعب، فهناك أمل أن يُصلح القادة أخطاء الشعب، أما خطية القادة فهى تُدمٍر الاثنين معًا. لذلك نجد الرب يسوع يقول: "لأجلهم اُقدس أنا ذاتى ليكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو 17:19). أي يجب على الخادم أن يحفظ نفسه في طريق القداسة، اذا أراد أن تتقدس رعيته، أي عليه أن يبدأ بنفسه.

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
المطلوب خدامًا مُختبرين ومملوئين بقوة روح الرب، لكي يكونوا قدوة حقيقية صالحة أمام المخدومين. مطلوب خدامًا مملوئين سلام من الرب، سلام حقيقى، فيفيض هذا السلام الحى على المخدومين. مُحتاجين خدامًا قنوعين راضين عن حياتهم، يعرفون أن يستخلصوا الصالح من كل شيء فيروا الشر خيرًا في يد الرب. مثل هؤلاء الخدام حتى لو لم يُخبروا أحدًا بأخطاءه، فإن سيرتهم القنوعة الراضية والمملوءة سلامًا وفرحًا من عند الرب، فسوف تشد وتجذب الخطاة والمتعبين وتكرز بالإيمان العامل بالمحبة.
ونجد بولس الرسول يحث أهل فيليبى أن يكونوا قدوة للآخرين، كما كان هو قدوة لهم: " كونوا متمثلين بى معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (فى3:17).
ويوصى تلميذه تيموثاؤس لكي يكون قدوة للآخرين: "لا يستهين أحد بحداثتك بل كُن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة" (1 تى 4: 12).
ويؤكد نفس الكلام لتلميذه تيطس قائلًا: "عِظ الأحداث أن يكونوا متعقلين مقدمًا نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ومُقدمًا في التعليم نقاوة ووقارًا واخلاصًا وكلامًا صحيحًا غير ملوم لكي يُخزى المُضاد إذ ليس له شيء ردىء يقوله عنكم" (تى 2: 6- 8).
أما الفريسيين لأنهم كانوا قادة غير أمناء قال عنهم السيد المسيح: "هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (مت 5: 14).
أما المؤمنين الأمناء فعليهم ألا ينقادوا وراء أي فساد، حتى لو كان هذا الفساد من الأنبياء أو الكهنة، فالرسول بطرس يُحذرنا قائلًا: "أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم. احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم. ولكن انموا في النعمة وفى معرفة ربنا يسوع المسيح. له المجد الآن وإلى يوم الدهر آمين" (2 بط 3: 17، 18).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2014, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري

ميخا 4 - تفسير سفر ميخا

الأصحاح الرابع والخامس كله تعزيات ونبوات عن خلاص الرب الذي أعده لبقية إسرائيل ويهوذا.
*ميخا النبي يتكلم بروح الرب في الأصحاحين الثاني والثالث ويُبرز العقاب الذي سوف يقع على إسرائيل ويهوذا بسبب خطاياهم. ولكن في الأصحاحين الرابع والخامس يتحدث ميخا النبي بروح الرب أيضًا عن الخلاص الذي يُرتبه الرب للبقية الباقية من إسرائيل ويهوذا. وبهذا يوضح لنا بروح النبوة أن الرب لا يكره الخاطئ، بل يشتهى أن يحيا، لكن بعد أن يُبيد منه الخطية، فالرب يُريده نقيًا بلا عيب أمامه. لذلك تجده يُوجه كلامه إلى ملاك كنيسة اللاودكيين الذي كان يظن في نفسه أنه صالح وليس بحاجة لأى تعليم، فقال له: أشير عليك أن تشترى منى ذهبًا مُصفى بالنار لكي تستغنى. "وأكتب إلى ملاك كنيسة اللاودكيين هذا يقوله الشاهد الأمين الصادق بِداءة خليقة الله أنا عارف أعمالك أنك لست بارد أوحار هكذا لأنك فاتر ولست بارد ولا حار أنا مزمع أن أتقيأك من فمى لأنك تقول: إنى غنى وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقى والبئس وفقير وأعمى وعريان. أُشير عليك أن تشترى منى ذهبًا مُصفى بالنار لكي تستغنى وثيابًا بيضًا لكي تلبس فلا يظهر خزى عُريتك. وكحل عينيك بكُحل لكي تبصر. إنى كل من أُحبه أُوبخه وأؤدبه فكن غيورًا وتُب. هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى. من يغلب فساُعطيه أن يجلس معى في عرشى كما غلبت أنا أيضًا وجلست مع أبى في عرشه من له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 3:14- الخ).
هكذا يقول الرسول:"لأن الذي يُحبه الرب يؤدبه ويَجلد كل ابن يقبله. إن كنتم تحتملون التأديب يُعاملكم الله كالبنين فأى ابن لا يُؤدبه أبوه ولكن إن كنتم بلا تأديب. قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نُغُول لا بنون ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مُؤدبين وكنا نهابهم أفلا نخضع بالأولى جدًا لأبى الأرواح، فنحيا؟ لأن أُولئك أدبونا أيامًا قليلة حَسب استحسانهم وأما هذا فلأجعل المنفعة لكي نشترك في قداسته ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن وأما أخيرًا فيُعطى الذين يتدربون به ثمر بِر للسلام لذلك قَوموا الأيادى المسترخية والركب المُخلعة واصنعوا لأرجلكم مَسالك مستقيمة لكي لا يَعتسف الأعرج بل بالحرى يَشفى. اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 6- 14).
*ويوضح لنا ميخا النبي أيضًا في هذه الأصحاحات أنه بجانب أن الرب لم يرفض شعبه إلى النهاية، إلا أنه بخطيتهم وإذلالهم بسببها، يمكن أن يجذب نفوس الأمم الأخرى، فيقول: "تسير أمم كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب" (مى 4: 2). وكما يقول بولس الرسول: "فإنى لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا هذا السر. لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء. أن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم. وهكذا سيخلص جميع إسرائيل. كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب. وهذا هو العهد من قِبلى لهم متى نَزَعت خطاياهم... فإنه كما كنتم أنتم (إسرائيل) مرة لا تطيعون الله ولكن الآن رُحمتم بعصيان هؤلاء (الأمم). هكذا هؤلاء أيضًا الآن لم يُطيعوا لكي يُرحموا أيضًا برحمتكم. لأن الله أغلق على الجميع معًا في العصيان لكي يرحم الجميع" (رو 11: 25- 32).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ما هو الخلاص وماذا يُقدم لنا:

" ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه شعوب وتسير اُمم كثيرة ويقولون: (هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب فيُعلمنا مِن طرقه ونسلك في سبله). لأنه من صهيون تخرج الشريعة، ومن أورشليم كلمة الرب فيقضى بين شعوب كثيرين يُنصف لأُمم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سِككًا ورماحهم مَنَاجل لا ترفع أُمة على أُمة سيفًا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد بل يجلسون كل واحد تحت تينته ولا يكون مَن يُرعب لأن فم رب الجنود تكلم لأن جميع الشعوب يَسلكون كل واحد باسم إلهه. ونحن نسلك باسم الرب إلهنا إلى الدهر والأبد. (فى ذلك اليوم، يقول الرب، أجمع الظالعة وأضم المطرودة والتي أضررت بها وأجعل الظالعة بقية والمُقصاة أُمة قوية ويَملِك الرب عليهم في جبل صهيون مِن الآن إلى الأبد وأنت يا برج القطيع أكمة بنت صهيون إليك يأتى الحكم الأول مُلك بنت أورشليم" (مى4: 1- 8).

تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
*الوعد بالكنيسة كمكان للخلاص: "ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه شعوب"، ثبات بيت الرب على رأس الجبال يأتي من الإيمان بالمسيح وأنه ابن الله المتجسد الذي أتى لخلاص العالم، كَما شهد بطرس وقال: "أنت هو المسيح ابن الله الحى. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يُعلن لك لكن أبى الذي في السموات. وأنا أقول لك أيضًا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة (الإيمان) أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 16- 18).
في الكنيسة نأخذ التعليم الصحيح: "هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب فيُعلمنا من طرقه ونسلك في سبله. لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب".
فيقول الرسول: "لا تُساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة" (عب 13:9)، ويقول سليمان الحكيم: "اسمعوا أيها البنون تأديب الأب واصغوا لأجل معرفة الفهم. لأنى أعطيكم تعليمًا صالحًا فلا تتركوا شريعتى" (أم 4: 1، 2).
فتجد في الكنيسة قداس الموعوظين، ويشمل على قراءات كثيرة من الكتاب المقدس. بل وأيضًا صلاة القداس نفسها، كل جزء فيها له مرجعية من الكتاب المقدس. " فمن صهيون تخرج الشريعة".
الكنيسة تصير محط أنظار الكثيرين: "وتسير أمم كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى بيت الرب". تتسع الكنيسة لكل من يؤمن بأن يسوع المسيح هو ابن الله الحي.
ويعُم السلام على الجميع: "فيطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مَنَاجل. لا ترفع أمة على أمة سيفًا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد".
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
ويملك الرب على الكل في صهيون:

ففى الكنيسة يجمع الرب الكل العرجاء والمطرودة وكُل نفس مكسورة، فهو لا يُقصى أحدًا، فالكل مقبول عنده. فيقول بولس الرسول: "لتعلموا... ما هى عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل قوته. الذي عمله في المسيح اذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات... وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة. التي هى جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف 1: 18-23). لذلك يفرح الشعب ويقول: "لأن جميع الشعوب يسلكون كل واحد بإسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا إلى الدهر والأبد". لذلك تسمع الكاهن يُنادى على الشعب في نهاية القداس "بخرستوس بينوتى- المسيح الهنا"، والشعب يرد "آمين أساشوبى- أمين يكون" أي أننا نشهد أن المسيح الهنا الذي هو رأس الكنيسة، هو يبقى الرأس والقائد لنا في كل أمور حياتنا اليومية.
فالله هو الذي يجمع شتات النفس، مهما تعرضت لظلم، أو شعرت أن ليس لها رجاء في الحياة فالرب ينظر إلى هذه النفوس ويتذكرها جيدًا، ويحرص على أن يُفرحها. هكذا شهد ميخا النبي في الآيات 6، 7. وهكذا شهد صفنيا النبي أيضًا فقال: "ترنمى يا إبنة صهيون اهتف يا إسرائيل افرحى وابتهجى بكل قلبك يا ابنة أورشليم قد نزع الرب الأقضية عليك. أزال عدوك. ملك إسرائيل الرب في وسطك. لا تنظرين بعد شرًا. في ذلك اليوم يُقال لأورشليم: (لا تخافى يا صهيون. لا ترتخِ يداك. الرب الهك في وسطك جبار. يُخلٍص. يبتهج بك فرحًا. يسكت في محبته يبتهج بك بترنم). (أجمع المحزونين على المَوسم. كانوا مِنك حاملين عليها العار. هأنذا في ذلك اليوم أُعامل كُل مُذلليك. واُخلص الظالعة. وأجمع المنفية، وأجعلهم تسبيحة واسمًا في كل أرض خِزيهم. في الوقت الذي فيه آتى بكم وفى وقت جمعى إياكم. لأنى أُصيركم إسمًا وتسبيحة في شعوب الأرض كلها. حين أرُد مسبييكم قُدام أعينكم. قال الرب (صف 3: 14- 20). بل هكذا صلى ربنا يسوع المسيح في صلاته الأخيرة في جسثيمانى، حيث قال: "أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتنى ليكونوا واحدًا كما نحن. حين كنت معهم في العالم كنت أحفظهم في اسمك الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم أحد" (يو 17: 11، 12).
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
نبوة عن مجىء المسيح لخلاص العالم:

"وأنت يا بُرج القطيع أكمة بنت صهيون اليك يأتى. ويجىء الحكم الأول مُلك بنت أورشليم" (مى 4: 8).
برج القطيع: البرج كان يُبنى في قديم الزمان على أسوار المُدن لدفع العدو عنها عند هجومه على المدينة. ويُعتقد أن برج القطيع هذا كان مُقامًا على باب أورشليم المُسمى باب الضأن (نح 3: 27، 32)، وكانت خراف الهيكل (التي تُعد لتكون في الهيكل) كانت ترعى هناك ثلاث مرات في السنة. ويُقال أن هذا المكان هو الذي ظهرت فيه الملائكة للرعاة تُبشرهم بميلاد المسيح. ويرمز هذا البرج إلى صهيون وأورشليم، بل وإلى بيت لحم نفسها (مى 5: 2).
وفى هذه الآية يُريد النبي أن يقول أن أمجاد أورشليم سترجع حصونها وروحانياتها مرة أخرى. وهو نفس المعنى المقصود "بالحكم الأول" أي مجد أيام داود وسليمان سوف تأتى على أورشليم مرة ثانية.
ولقد تمت بالفعل نبوة ميخا هذه، وعاد المجد لأورشليم، في أيام زربابل الملك حيث رجع اليهود من السبي أول مرة بقيادته (عز 2:2)، وتم بناء المذبح، وتنظيم العبادة في الهيكل (عز 3: 1- 9)، وقد تسلم زربابل الأنية المقدسة الخاصة بالهيكل من يد كورش الملك، حيث ردها إلى أورشليم ووضع أساس الهيكل (زك 4: 6- 10)، ويرجع لزرُبابل الفضل في إعادة الطقوس الدينية للهيكل، ولذلك عُرف الهيكل بإسمه "هيكل زربابل"، وقد أكمل بناءه سنة 505 ق. م. وظل هذا الهيكل قائمًا إلى سنة 20 ق. م. وقد كانت حماسة زربابل في بناء الهيكل سببًا للنبى حجى أن يرى فيه شخصية المسيا المنتظر (حج 2: 21- 23).
ولكن كل هذا المجد الذي عاد في أيام زرُبابل، يُعتبر رمزًا لمجد المسيح الذي عشنا فيه. وقد تم فعلًا عندما أعطى الله لربنا يسوع "كرسى داود أبيه" (لو 1: 32)، وأقامه ملكًا على صهيون (مز 2: 6، 8)، والسيد المسيح قد شهد لنفسه أنه أعظم من سليمان (لو 11: 31)، وهذا كله يُشير إلى رغبة الرب أن يُعيد لنا مجدنا.
تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس - الأستاذة بولين تُدري
آلام ونصرة:

" الآن لماذا تصرخين صُراخًا؟ أليس فيك مَلك أم هلك مُشيرك حتى أخذك وجع كالوالدة لأنك الآن تخرجين من المدينة وتسكنين في البرية وتأتين إلى بابل هناك تُنقذين. هناك يفديك الرب من يد أعدائك. والآن قد اجتمعت عليك أُمم كثيرة الذين يقولون (لتتدنس ولتتفرس عيوننا في صهيون). وهم لا يعرفون أفكار الرب ولا يفهمون قصده إنه قد جمعهم كحزم إلى البيدر (قومى ودوسى يا بنت صهيون لأنى أجعل قرنك حديدًا وأظلافك أجعلها نُحاسًا فتسحقين شعوبًا كثيرين وأُحرم غنيمتهم للرب وثروتهم لسيد كل الأرض" (مى 4: 9- 13).
آلام كثيرة تعرض لها شعب يهوذا وإسرائيل، عبًر ميخا النبي عن هذه الآلام بقوله: "تصرخين صراخًا... حتى أخذك وجع الوالدة". حقيقى أن شعب إسرائيل ويهوذا كان هو نفسه سببًا لهذه الآلام، حينما ابتعد عن الرب، وعبد آلهة أخرى غريبة. إنه عمل مثل الابن الضال الذي أخذ ميراث أبيه وراح ضيعه في عيش مُسرف (لو 15:11- 31). ولكن زادت على هذه الآلام، أنها سقطت في يد سنحاريب ملك آشور وسُبيت إلى بابل. فقد خرجت من بيتها وهيكلها ومجدها (الذى سبق ورفضته) إلى الذل والعبودية والغربة في بابل، حيث عبًر الوحى قائلًا: "الآن تخرجين من المدينة وتسكنين في البرية ونأتين إلى بابل". واستمروا في هذا السبي سبعين سنة.
وقد عبر داود النبي بروح النبوة عن هذه المشاعر قائلًا: "ارحمنى يا رب لأنى في ضيق خَسفت من الغم عينى، نفسى وبطنى. لأن حياتى قد فنيت بالحزن وسنينى بالتنهد ضعفت بشقاوتى قُوتى وبليت عظامى عند كل أعدائى صرت عارًا وعند جيرانى بالكلية ورُعبًا لمعارفى الذين رأونى خارجًا هربوا عنى نُسيت من القلب مثل الميت صرت مثل إناء مُتلف. لأنى سمعت مذمة من كثيرين الخوف مُستدير بى بمؤامرتهم معًا علىً تفكروا في أخذ نفسى" (مز31:9- 13).

ونُصرة كبيرة: الغريب والغير متوقع أن تأتيهم النصرة والتعزية وهم في أرض السبي، حيث يقول: "الآن تخرجين من المدينة وتسكنين في البرية وتأتين إلى بابل. هناك تُنقذين. هناك يفديك الرب من يد أعدائك".
أليس هذا هو ما حدث مع يوسغ البار، الذي حسده إخوته، وباعوه عبدًا، ولكن في أرض الغربة والوحدة افتقده الرب وجعله الرجل الثاني في مصر بعد الفرعون، وكانت غربته سببًا في خلاص العالم كله من المجاعة.
إن كل ما يحدث في حياتنا هو بحكمة الهية عالية. فقد قال الرب بفم ميخا النبي: "قد اجتمعت عليك أمم كثيرة. الذين يقولون لتتدنس ولتتفرس عيوننا في صهيون. وهم لا يعرفون أفكار الرب ولا يفهمون قصده. إنه قد جمعهم كحزم إلى البيدر". إنه قد جمعهم ليُبيدهم، ولكن لا بد أن تتألم إسرائيل بهم فترة لكي تتطهر من خطاياها، ثم يُخلصها الرب ويفديه.
أليس هذا ما قاله بولس الرسول: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطُرقه عن الاستقصاء. لأنه منْ عرف فطر الرب أو من صار له مشيرًا" (رو 11: 33، 34).
قومى ودوسى يا بنت صهيون لأنى أجعل قرنك حديدًا وأظلافك أجعلها نحاسًا فتسحقين شعوبًا كثيرين".
لقد أدركنا المخلص وجعل لنا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوات العدو. فهو الذي رفع عنا خطايانا وحملها في جسده، كما يقول النبي: "لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها" (أش 53: 4). وحقيقى: " السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة رحمته" (مراثى 3: 32). فلنتذكر دائمًا كلمات بطرس الرسول القائلة: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولَدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم أنتم الذين بقوة الله محروسون. بإيمان لخلاص مُستعد أن يُعلن في الزمان الأخير الذي به تبتهجون مع أنكم الأن -إن كان يجب- تُحزنون يَسيرًا بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم وهى أثمن من الذهب القانى مع أنه يُمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح الذي وإن لم تروه تُحبونه ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1 بط 1: 3- 9).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح السادس عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح الثالث عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الأصحاح الحادى عشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم الاصحاح العاشر تفسير سفر اللاويين
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم


الساعة الآن 10:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024