15 - 04 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل يأتي المزمور الكبير (119) الذي هو مختص بكلمة الله بمرادفاتها المختلفة مثل وصايا وأقوال وناموس وحقوق أحكام وغير ذلك، ويوصى هذا المزمور في كل قطعة من قطعة الاثنتين والعشرين (حسب عدد حروف الأبجدية العبرية) على وجوب الاهتمام بحفظ وصايا الله ووضعها موضع التنفيذ في الحياة العملية المعاشة حتى نصلح طرقنا ونقوم سبلنا بحسب أحكام إلهنا. ثم يقابلنا إنجيل العشر عذراى، والغرض منه حث المؤمنين على السهر والاستعداد لاستقبال الختن الحقيقي ربنا يسوع المسيح حسب قوله: "فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان" (مت13:25). وهذا السهر في دراسة الوصية والاستعداد لمجيء الختن السماوي كالعذارى الحكيمات يقودنا إلى حياة التوبة والنقاوة. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل نجد مزامير صلاة الغروب ما عدا المزمورين الأولين، لأنهما جاءا ضمن مزامير الخاطئة التي أحبت يسوع كثيرًا، وجاهدت بدموع غزيرة حتى نالت غفران خطاياها (لو36:7 – 50). وتقودنا هذه المزامير مع أنجيلها إلى التوبة التي هي هدف كل مؤمن، وأن نتشبه بتلك المرأة في توبتها، ونقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية (عب4:12). وبالتوبة وثمارها الصالحة يتحول المؤمن إلى خادم أمين وعامل في كرم الرب ويصبح مستعدًا لملاقاة الرب يسوع في مجيئه الثاني حتى ينال الجعالة ويبلغ الهدف وهو أن يملك مع الرب في ملكوته الأبدي. وهذا هو هدف الخدمة الثالثة. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل نجد مزامير صلاة النوم، وفيها الكثير من مزامير التسبيح والتهليل لقرب مجيء الرب ليكافئ عبيده الأمناء والساهرين العاملين. وفي الإنجيل يطمئننا الرب بقوله: "لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، ولكنه لا يعطي الملكوت إلا للعبيد الأمناء في مال سيدهم والمنفذين لوصاياه الساهرين على خلاص نفوسهم ونفوس العبيد رفقائهم، أما العبيد المتهاونون المهتمون بملذات هذا العالم فقط المهملون في واجباتهم الروحية فيأتي سيدهم فجأة فيقطعهم من خاصته وينفيهم من ملكوته ويجعل نصيبهم مع الشياطين والأشرار. ولذلك ينبه المؤمن نفسه في قطع الخدمة الثالثة قائلا: بما أن الديان العادل حاضر فاهتمي يا نفسي وتيقظي وتفهمي تلك الساعة المخوفة لأنه ليس رحمة في الدينونة لمن لم ينصع رحمة. وهكذا تنتهي صلوات اليوم بسلام. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
إطالة الوجود في حضرة الله الذي اختبر جمال وعمق الصلاة بالأجبية يستطيع أن يتعرف على بركاتها وفوائدها الكثيرة، ونورد هنا بعض هذه البركات والفوائد. 1- إطالة الوجود في حضرة الله كم من شخص جرب صلواته الخاصة (الارتجالية) فما كانت تستمر سوى دقائق معدودة ثم لا يجد شيئا يقوله فيختمها ولا يكون قد وقف في حضرة الله سوى لحظات بسيطة. أما صلوات الأجبية فتعطى للإنسان فرصة أطول للوجود في حضرة الله والتلذذ بالعشرة معه حسب قول المرنم, تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك (مز 37: 4) وتقدم له مادة غزيرة ليقولها في هذه العشرة المقدسة. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
تشمل كل أنواع الصلاة قد يقتصر الإنسان العادي في صلاته على عنصر الطلب, أما الذي يصلى بالأجبية فإن صلاته تشمل كل أنواع الصلاة من شكر وانسحاق وتسبيح وتمجيد وطلب وغيرها حسب قول الرسول " فأول كل شيء أطلب أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس" (1 تى 2:1). (أ) عنصر الشكر (ب) عنصر التوبة والانسحاق ( ج) عنصر التمجيد والتسبيح (د) عنصر الطلب |
||||
15 - 04 - 2014, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
عنصر الشكر له صلاة خاصة في المقدمة الأجبية هى صلاة الشكر، نشكر فيها الله على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال على بركاته الكثيرة لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا وأتى بنا إلى هذه الساعة. ونكرر هذه الصلاة في بداية صلاة كل ساعة من صلوات الأجبية وغيرها من الصلوات، هذا إلى جانب عبارات شكر متعددة داخل المزامير والطلبات بالأجبية فيها الاعتراف لله بحسناته الكثيرة وبركاته الغزيرة علينا ومن أمثلتها: 1- في صلاة باكر: + مقدمة مزمور الرب نورى وخلاصي ممن أخاف. + مزمور الرب يرعاني فلا يعوزني شيء. + مزمور أعظمك يا رب لأنك احتضنتي. + مزمور فاض قلبي بكلام صالح. 3- في الساعة السادسة: + مزمور رضيت يا رب. + مزمور أساساته في الجبال المقدسة. 4 – في الساعة التاسعة: + مزمور هللوا للرب يا كل الأرض. + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبي. + مزمور أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعي. + مزمور آمنت لذلك تكلمت. 5- في صلاة الغروب: + مزمور سبحوا الرب يا جميع الأمم. + مزمور اعترفوا للرب فإنه صالح. + مزمور لولا أن الرب كان معنا. + مزمور مرارا كثيرة حاربوني منذ صباي. 6 - في صلاة النوم: + مزمور اعترف لك يا رب من كل قلبي. + مزمور سبحي الرب يا أورشليم. 7 – في صلاة نصف الليل: عبارات لا تحصى من المزمور الكبير مثل: + في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك. + خيرا صنعت يا رب مع عبدك حسب قولك. + لو لم تكن شريعتك تلاوتي لهلكت حينئذ في مذلتي. + محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي. + علمتني وصاياك أفضل من أعدائي. + أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة. + هذا إلى جانب عبارات الشكر والحمد في الطلبات والتحليل في جميع صلوات السواعي. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
عنصر التوبة والانسحاق له في مقدمة كل صلاة مزمور هو المزمور الخمسون "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك ومثل كثرة رأفتك", إلى جانب عدد كبير من مزامير التوبة والانسحاق في السواعي المختلفة: 1- باكر: + يا رب لا تبكتني بغضبك ولا برجزك تؤدبني. + ارحمني يا رب فإني ضعيف. + حتى متى تنساني يا رب إلى الانقضاء. حتى متى تصرف وجهك عنى. + ليتراءف الله علينا ويباركنا وليظهر وجهه علينا ويرحمنا. 2- الثالثة : + نق قلبي وكليتي لأن رحمتك أمام عيني. 3- السادسة : + ارحمني يا الله ارحمني فإنه عليك توكلت نفسي. 4- التاسعة : + رحمة وحكما أسبحك يا رب. 5- الغروب : + اعترفوا للرب فإنه صالح وأن إلى الأبد رحمته. إليك يا رب صرخت في حزني فاستجب لي. + رفعت عيني إليك يا رب ساكن السماء... كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا. حتى يترأف علينا... ارحمنا يا الله ارحمنا. 6- النوم : + من الأعماق صرخت إليك يا رب. + على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكرنا صهيون. + يا رب إليك صرخت فاستمع لي. 7- نصف الليل : + لصقت بالتراب نفسي فأحيني ككلمتك. + لتأت على رحمتك يا رب وخلاصك كقولك. + تاقَت نفسي إلى خلاصك يا رب. + أنظر إلى تواضعي (مذلتي) وأنقذني. + إنجيل الخدمة الثانية عن المرأة التائبة التي بلت قدمي المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها فنالت غفران خطاياها. كذلك قطع الخدمة الثانية كلها عن التوبة والدموع والغفران. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
عنصر التمجيد والتسبيح هناك قطع في الأجبية مليئة بالتمجيد والتسبيح مثل الثلاث تقديسات وتسبحة الملائكة ومزامير كثيرة منها: 1- في باكر : + السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه. + سبحوا الرب أيها الفتيان سبحوا اسم الرب. 2- الثالثة : + يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا لله بصوت الابتهاج. 3- السادسة : + الساكن في عون العلى يستريح في ظل اله السماء. 4- التاسعة : + سبحوا الرب تسبيحا جديدا. سبحي الرب يا كل الأرض. + الرب قد ملك فلتتهلَّل الأرض. + سبحوا الرب تسبيحا جديدا لأن الرب قد صنع أعمالا عجيبة. + الرب قد ملك فلترتعد الشعوب. + هللوا للرب يا كل الأرض. أعبدوا الرب بالفرح. 5- الغروب: + سبحوا الرب يا جميع الأمم ولتباركه كافة الشعوب. 6- النوم : + سبحي يا نفسي الرب. أسبح الرب في حياتي. + سبحي الرب فان المزمور جيد ولإلهنا يلذ التسبيح. + سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون. 7- نصف الليل: + صالح أنت يا رب فبصلاحك علمني حقوقك. + كل الأشياء متعبدة لك يا رب. + عادل أنت يا رب وقضاؤك مستقيم. أوصيت كثيرا بالعدل والحق. وهكذا نرى صلوات الأجبية مملوءة من عنصر التسبيح والتمجيد الذي هو لغة السمائيين. وهو الذي يندر أن يهتم به الإنسان في صلواته الخاصة الارتجالية، بينما التسبيح هو أعلى مراتب الصلاة وهو عمل الملائكة والروحانيين. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
عنصر الطلب تشمل صلوات الأجبية كل طلبات الإنسان واحتياجاته في كل الظروف، ولا تغفل منها شيئًا، كما تتميز بتفاصيل دقيقة لهذه الطلبات لا يمكن أن يذكرها إنسان يصلى صلاة خاصة ارتجالية ويتركز عنصر الطلب في الأجبية على شيئيين أساسيين هما طلب المغفرة وطلب المعونة. نطلب من الله أن يغفر لنا خطايانا وآثامنا وزلاتنا، وأن يصفح عن سيئاتنا، التي صنعناها بإرادتنا والتي صنعناها بغير إرادتنا، التي فعلناها بمعرفة، والتي فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة، بالفعل أو بالقول أو بالفكر، أو بجميع الحواس. من ذا الذي يصلى في صلواته الخاصة من أجل الخطايا الخفية وغير الإرادية والتي فعلها بغير علم؟! 2- في طلب المعونة: نطلب من الرب أن يرفع عنا وعن كل الناس كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرات الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين. وفى تحليل النوم نطلب من الله أن يحفظنا من كل قلق وكل شر وكل تجربة العدو. وفى طلبة "ارحمنا يا الله ثم ارحمنا" التي تقال في نهاية كل صلاة من صلوات الأجبية نجد مجموعة من الطلبات المتنوعة التي يندر أن يجمعها مصل واحد في صلاة واحدة، مثل: "يا رب اقبل منا في هذه الساعة وكل ساعة طلباتنا. سهل حياتنا. أرشدنا إلى العمل بوصاياك. قدس أرواحنا. طهر أجسادنا. قوم أفكارنا. نق نياتنا. اشف أمراضنا. اغفر خطايانا. نجنا من كل حزن رديء ووجع قلب. أحطنا بملائكتك القديسين لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين". نذكر هذا كمجرد مثال نثبت به أن صلواتنا الخاصة جدا إذا قيست بصلوات الأجبية التي صلاها الآباء بعمق وفهم وبإرشاد إلهي سواء كانت مزامير أو أناجيل أو قطع وتحاليل. |
||||
15 - 04 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب روحانية الصلاة بالأجبية - الأنبا متاؤس
حفظ تذكارات مقدسة 1- في صلاة باكر : الذي يصلى بالأجبية يضع أمامه حياة السيد المسيح كل يوم يتأملها ويتغذى بها روحيا فيشبع ويرتوى وتنطبع فيه صورة الرب يسوع واضحة جلية: يتذكر ميلاد السيد المسيح الأزلي من الآب قبل كل الدهور، كما يتذكر تجسده من العذراء مريم وميلاده البتول وحلوله بيننا كنور حقيقي أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي ينير لهم السبيل إلى الحياة الأفضل كما تنير الشمس للناس. كما يتذكر قيامة الرب يسوع في فجر الأحد منتصرا على الموت وظلمة القبر. وقد قام بقوة وهدوء كشعاع الشمس الذي يمزق ظلمة الليل بقوة وهدوء. 2- في الساعة الثالثة: 3- وفي الساعة السادسة: يتذكر الفداء العجيب الذي صنعه الرب على الصليب فيفيض قلبه بالشكر والامتنان والحب لذاك الذي أحبنا فضلا وبذل ذاته لأجلنا راضيا. 4- وفي الساعة التاسعة : يتذكر موت الرب من فرط حبه لنا "لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13 ) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). كما يتذكر وعد الرب يسوع للص اليمين التائب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) في هذه الساعة صرخ الرب قائلا "الهي الهي لماذا تركتني؟"(مت 27:46) وفيها اشتد العطش فطلب أن يشرب فسقوه خلا (يو 19: 28، 29) ثم قال " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح (يو 19: 30). يتذكر المصلى أيضا أن الرب في هذه الساعة قد طعن في جنبه بالحربة بعد موته فنزل منه دم وماء تكفير وتطهير لخطايا كل العالم (يو 19: 34). وعندما مات الرب على الصليب في الساعة التاسعة "إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل" (مت 27: 51). علامة على فتح الطريق بين الله والإنسان ونقض الحاجز المتوسط وإتمام الصلح بدم المسيح وموته الكفاري عن الإنسان. وفى هذه الساعة أيضا انقشعت الظلمة التي سادت الأرض كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة (مت 27: 45) وهذا دليل على ابتعاد غضب الله عن الإنسان وعودة رضاه عليه بعد أن أوفى المسيح العدل الإلهي حقه وأتم فداء الإنسان بصلبه وموته المحيى على عود الصليب. أعلن الله غضبه بالظلمة كنبوة عاموس "ويكون في ذلك اليوم السيد الرب أنى أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9). وعندما رفع الرب غضبه وأعلن رضاه انقشعت الظلمة وحل محلها النور حسب قول المرنم "رضيت يا رب عن أرضك. رددت سبى يعقوب.غفرت آثام شعبك. سترت جميع خطاياهم. حللت كل رجزك. رجعت عن سخط غضبك" (مز 85: 1 – 3) "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب. أعطيت سرورا لقلبي" (مز 4: 6). لو تذكر المصلى كل هذه الحوادث أثناء صلاة الساعة التاسعة لامتلأ قلبه بالشكر لفادى ولتعمق في محبة الله كثيرًا جدًا. 5 - أما في صلاة الغروب: فيتذكر المصلى إنزال الرب عن الصليب وتكفينه بواسطة يوسف ونيقوديموس بعد وضع الحنوط والأطياب على جسده الطاهر. ويحاول المصلى أن يقدم للرب عطر فضائله وطيب دموعه يسكبها عند قدميه في توبة وخشوع فيأخذ نصيب المرأة التي سكبت الطيب على قدميّ المخلص فمدحها قائلًا "قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكار لها" (مر 14: 8، 9). كذلك يتذكر أصحاب الساعة الحادية عشر الذين قبلهم الرب وعملوا بجد واجتهاد فأعطاهم أجرا كاملا كالذين عملوا من أول النهار (مت 20: 12) فلا يصيبه اليأس من مراحم الله ومحبته وحنانه. 6- في صلاة النوم: يتذكر الموت والدفن في القبر، تلك الساعة الرهيبة المخوفة التي قال القديس أرسانيوس "إني منذ جئت إلى الرهبنة وذكر ساعة الموت لم يفارق عقلي"، وبذلك يكون الإنسان مستعدًا دائمًا لهذه الساعة بالتوبة والنقاوة، ويكون مثل مار اسحق الذي كان يخاطب فراشه كل ليلة عند النوم قائلًا: "أيها الفراش لعلك في هذه الليلة تصير قبرا لي". 7 - في الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل: يتذكر مجيء المسيح الثاني وكيف يجب أن يستعد له بالسهر والجهاد ويستقبله فرحا مثل الخمس عذراى الحكيمات. وفى الخدمة الثانية: يتذكر المرأة التائبة التي بلت قدميّ المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ويطلب إليه أن يعطيه ينابيع دموع كثيرة وغفران خطاياه مثلها. وفي الخدمة الثالثة: يتذكر العبد الحكيم والوكيل الأمين الذي جاء سيده فوجده يقوم بواجبه خير قيام فيقيمه على جميع ماله قائلا له "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا على القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 21) ويحذر لئلا يتوانى في حياته الروحية كالعبد الكسول غير الأمين فيحرم من الميراث الأبدي ويكون نصيبه مع عديمي الأيمان" (لو 12: 46). تضع الكنيسة كل هذه التذكارات المقدسة أمام أبنائها كل يوم عن طريق صلوات الأجبية حتى يتصور المسيح فيهم حسب قول معلمنا بولس الرسول "يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم" ( غل 4: 19) وهكذا تصير صورة المسيح مرسومة في أذهانهم وحوادث وأقوال وأعمال مخلصنا الصالح حية دائما في ذاكرتهم فيصدق عليهم قول الرائي "لهم اسم الله مكتوب على جباههم" (رؤ 14: 1). "وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم" (رؤ 22: 4). أليس من الخطأ في حق أنفسنا أن نحرم ذواتنا من مثل هذه التذكارات المقدسة حينما نهمل الصلاة بالأجبية، ونظن أنه يمكن أن نقدم لله صلوات خاصة أعمق وأشمل مما وضعه الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، ناسين تواضع معلمينا الرسل الذين على الرغم من معرفتهم وروحانيتهم صرخوا قائلين "يا رب علمنا أن نصلى" (لو 11: 1) . |
||||
|