27 - 06 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
مَن تقصدون بالأعداء الخفيين والظاهرين الذين نسمعكم تذكرونهم في صلواتكم؟ المجتمع: مَن تقصدون بالأعداء الخفيين والظاهرين الذين نسمعكم تذكرونهم في صلواتكم؟ المسيحي: لا تتعجب أن الله قد حدد لنا أسماء أعدائنا في الكتاب المقدس. وأول أعدائنا هو إبليس وجنوده:وأعلن الكتاب هذه العداوة في قوله "فقال الرب الإله للحية... وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها" (تك3: 15). ونسل المرأة هو المسيح والحية هي إبليس كما يقول القديس يوحنا "التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله... المشتكي علي إخوتنا. الذي كان يشتكى عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلًا" (رؤ12: 9، 10). وعداوة إبليس للمسيح هي عداوة للمؤمنين به. وقد لقبه المسيح بالعدو في مثل زوان الحقل "والزوان هو بنو الشرير والعدو الذي زرعه هو إبليس" (مت13: 38، 39). ودعاه بطرس الرسول بالخصم "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1بط5: 8). لذلك يوصينا "اصحوا واسهروا... قاوموه راسخين في الإيمان" (1بط5: 8، 9). كما يوصينا القديس يعقوب "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 4). وعدونا الثاني هو الأنا أو الذات:وتظهر عداوتها للإنسان في أنها تسبب هلاكه "من يحب نفسه يهلكها" (يو12: 25). وتتمثل الذات في الكبرياء التي تحمل أضرارًا كثيرة للإنسان، فإنها تولد العداء والخصام "الخصام إنما يصير بالكبرياء. والمنتفخ القلب يهيج الخصام" (أم13: 10، 28: 25). وتجلب له الهوان "تأتي الكبرياء فيأتي الهوان" (أم11: 2). كما تجلب له الكسر والسقوط "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم16: 18). ويبغضه الله بسببها "يبغض الرب العيون المتعالية" (أم6: 17). ويكرهه "مكرهة الرب كل متشامخ القلب" (أم16: 5). ولا يحتمله "مستكبر العينين ومنتفخ القلب لا أحتمله" (مز101: 5). ويقاومه "يقاوم الله المستكبرين" (يع4: 6). ويضعه "الأعين المرتفعة تضعها" (مز18: 27). ويشتته "شتت المستكبرين بفكر قلوبهم" (لو1: 51). وأمام كل هذه الأضرار التي تسببها الذات كعدوة للإنسان بكبريائها ينصحنا بولس الرسول: "حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم. لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه. بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا" (فى2: 3، 4). و "مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو12: 10). وعدونا الثالث هو الجسد:وتظهر عداوته في أنه: العدو الرابع هو العالم: وتظهر عداوته في أن: العدو الخامس هو الخطية: ويعلن عداوتها ميخا النبي. "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم" (مى7: 8). وتظهر عداوتها في أنها:
هؤلاء هم أعداؤنا الحقيقيون، إبليس وجنوده ثم أسلحته ضدنا وهى الذات، والجسد، ومغريات العالم، والخطية،والواضح أنهم أعداء ليسوا من البشر. أما إذا وُجد لنا أعداء من البشر بسبب إيماننا فإننا نعتبر إبليس وراء عداوتهم. وهذا ما يعلمنا به الكتاب أن "مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف6: 12). هذه القوى الروحية والنفسانية والشهوية التي تحاربنا، إن كنا نواجهها فبأسلحة من طبيعتها كما يوضح لنا الكتاب "إن كنا نسلك في الجسد لسنا حسب الجسد نحارب. إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كو10: 3-5). ثم يحدد بولس الرسول السلاح الماضي لهذه المواجهة بقوله" من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير. خذوا سيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف6: 13، 17). أما كيف نحمل سلاح كلمة الله للمواجهة فبكلامنا وأعمالنا. وذلك بأن نتمسك بوصايا الله في مواجهة التجارب والعداوات. ثم نقدم محبتنا للناس التي هي مضمون كلمة الله لنا من جميع وصاياه. أما الحكمة في مواجهة من يعادوننا بأعمال المحبة لهم ومسالمتهم فمبنية على وعود الله لنا:
وسلوك المسيحي هذا بالمحبة إزاء ما يقابله من عداوات لا يمنع من توجيهه العتاب لمن يظلمه أو يسئ إليه، أو أن يرفع تظلمه للجهات الأعلى. فالمسيح له المجد عندما لطمه أحد خدام رئيس الكهنة أجابه "إن كنتُ قد تكلمت رديًا فاشهد على الردى، وإن حسنًا فلماذا تضربني" (يو18: 23). وبولس الرسول عندما وقف للمحاكمة مظلومًا من اليهود أمام فستوس الوالي طلب منه رفع دعواه إلى قيصر فأجابه الوالي لطلبه (أع25: 11، 12). أما إذا ذكرنا من يعادوننا من البشر في صلواتنا فإننا لا نطلب لهم أذية من الله ولا أن يبتليهم بمصائب من عنده. ولكننا نطلب فقط أن يدفع الرب عنا شر أذاهم ويبطل مؤامراتهم ويظهر مجد قوته لهم. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ما رأيكم في التطرف الديني المجتمع: ما رأيكم في التطرف الديني. المسيحي: إن التطرف هو مغالاة في التمسك بعقيدة أو مذهب بعينه يصل إلى حد عدم قبول الآخر بل نبذه ومحاربته. وهو يشير إلى ضيق أفق صاحبه ونقص معرفته. والتطرف ينطوي في داخله على التعصب؛ وهو تمسك أعمى غير قابل للحوار أو التفاهم لعجز صاحبه عن الإقناع. والتعصب يختلف عن التمسك المستنير الذي حدوده اقتناع شخصي اقتناعًا كاملًا بصحة ما يعتقده الفرد، مع التسليم بحرية الآخرين فيما يعتقدون وحقهم في قبول ما يعتقد به هو أو رفضه، ثم استعداده للتفاهم سواء للإقناع أو الاقتناع. والمتطرف يطوي دائمًا في داخله أهدافًا وأطماعًا يرغب في تحقيقها بِاسم الدين ولا يريد أن يعيش معه أحدٌ. فإما أن يسيطر عليه ويتسيد وإما أن يقتله ويبيده. وينظر إلى كل من ليس من دينه على أنه كافر، وما دام كافرًا فإنه يستحق القتل. ونفس المتطرف مملوءة بالحقد والعداوة اللذيْن يملآن قلبه بالقساوة والجحود، حتى أنه لا يرحم نفوس الأبرياء ويميل إلى سفك الدماء، وهو يظن بهذا القتل أنه يرضى الله. ولا يعلم أنه بهذا يحمل في داخله روح إبليس الذي هو "قتال للناس من البدء" (يو8: 44). كما قال المسيح له المجد لليهود عندما كانوا يتآمرون عليه ليقتلوه "وقالوا له أبونا هو إبراهيم قال لهم لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني. أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" (يو8: 39، 44). والمتطرف يضع نفسه مكان الله ليخضع العالم كله لإرادته وأفكاره، بل يجعل نفسه إلهًا فوق الله لأنه يستخدم ما لم يستخدمه الله من قوة وبطش في قهر الشعوب وإخضاعهم لعقيدةٍ وإيمان بعينه. بالرغم من أن العالم يعيش على سطحه آلاف الملايين من البشر أصحاب ديانات متنوعة. وإن أراد جلت قدرته فهو قادر أن يفني ما يريد إفناءه منهم في لحظة ولكنه لم يفعل. ويظهر الوجه السيئ للمتدين المتطرف بمقارنته بالمتدين المعتدل الذي يحمل روحًا إنسانية سمحة تتخطى الحدود العنيفة في الدين. ومنهج سلوكياته مرسوم على جميع التوجهات الدينية الإيجابية التي تدعو إلى التعاون والمسالمة وحق الناس في الحياة وفي حرية ما يعتقدون. ويترك لله شئونه في خلقه. ويتحلى بفضائل العفة والقناعة فلا يستحل لنفسه أموال الغير ولا أعراض الغير، ولا يحسد أحدًا بل يطلب الخير ويفرح به لكل أحد. ويسيطر عليه في معاملاته مع الجميع صوت الضمير ومخافة الله أكثر مما تدفعه نزعات نفسانية دموية أو تصورات وأفكار لا تحمل في مضمونها سوى القتل والإبادة وسفك الدم. وله سعة من الأفق يدرك بها واقع تنوع ديانات البشر وعقائدهم بين الأمم بل التنوع المذهبي في كل دين بعينه. هذا الإدراك هو الذي يُعتبر الأساس السليم للتعامل أو الحوار مع الآخر على حد قول الدكتور محمد عمارة المؤرخ الإسلامي "إن التعددية في الخلق والتنوع في الأفكار والمذاهب والفلسفات والملل والشرائع والمناهج والثقافات والألسنة واللغات والقوميات. هذه سنة من سنن الله تبارك وتعالى التي لا تبديل لها ولا تحويل. أول شرط من شروط الحوار"(2). ولا شك أن الله له حكمته في ذلك. وقد ندرك بعضها ولا ندركها كلها. لذلك فالمتطرف بتصرفاته العدوانية نحو الآخر لا يخدم دينه ولا مجتمعه بل إنه يهدم مجتمعه ويسئ إلى سمعة دينه. وإن كان الدين في مجتمعنا مثل بقية الديانات يتضمن كثيرًا من مبادئ المودة والتسامح والمسالمة والتكافل الاجتماعي فأصحاب الديانات عامة يحتاجون إلى تنمية هذه المبادئ في معتنقيها. المتطرف لا يعي معنى الإنسان: والتطرف له فكر قيادي موجِّه والمسئولية كلها تقع عليه. هذا الفكر القيادي مهما ادعى من قيمة لتدينه لكنه لا يعي معنى الإنسان والإنسانية بالمفهوم الوجودي الذي يُرجِع كل الناس إلى الأصل الواحد النابع من الموجود الأول العقل الأول بعيدًا عن كل الفوارق العرضية بينهم. هذا المفهوم الذي يجب أن يبنى عليه الإنسان تعامله مع كل إنسان،كما يوضحه الكاتب الفيلسوف محمد سيد محمد في مقال تحت عنوان (الإنسان واللغة)(1) فيقول "في البدء كانت الكلمة، ومنها جاء الإنسان. الإنسان تلك الكلمة الملغزة والمحيرة، التي تحوِّل وتغيِّر وتُعيد التكوين حيث الوجود الأول والعقل الأول. فأنا وأنت لا نختلف كثيرًا لأن العقل هو هو والنفخة الإلهية هي هي. إنها سر الأسرار التي تذيب الفوارق والاختلافات، عندما تحدث الشرارة الأولى ويتم اللقاء فتسقط كل الأشياء العارضة ويبقى الإنسان. والإنسان هنا دونما جنس، دونما لون، دونما هوية، دونما لغة. ما أعجبها من مفارقة حيث يصبح المفتاح السحري لفك شفرات أي إنسان هو نفسه الإنسان". لذلك إذا وعى صاحب الفكر المتطرف إنسانيته لاستطاع أن يعي ويدرك أخيه الإنسان فيسقط عنه جنون التطرف. المسيحية تنبذ التطرف:والمسيحية كديانة تدعو إلى محبة جميع الناس حتى الأعداء وتدعو إلى التسامح وعدم مواجهة الشر بالشر والعين بالعين والسن بالسن حسب الشريعة الموسوية (خر21: 24). وتدعو إلى الوداعة والاتضاع وصنع السلام، لا يمكن أنها بمبادئها هذه تدعو إلى التطرف بمعنى الاعتداء على البشر أو إبادة الآخر. فالمسيحية لا تعرف التطرف، ومن يتعمق فيها يزداد اتضاعًا ومحبة ومسالمة إلى حد تقديم الذات عن الآخر، وفي هذا يختلف كثيرًا عن من يتعمق في دينه فيزداد كراهية وحقدًا وعداوة نحو الآخر إلى حد تحليل قتله. لذلك نجد الفارق عظيمًا بين المسيحي المتعمق في دينه الذي يزداد حبًا وتسامحًا وبين من يتعمق في دينه فيزداد وحشية وافتراسًا. من هو المسيحي المتعصب في نظر البعض:إلا أنه للأسف هناك توجُّهٌ خاص للبعض في وصف المسيحي بالمتعصب وأحيانًا يدعونه بالمتطرف. حيث يرى هذا البعض أن كل مسيحي يأخذ ويعطى مع زميل أو جار مسيحي آخر فهو متعصب. وكل مسيحي يُظْهِر صيامه أو يذهب إلى الكنيسة أو له أي نشاط كنسي فهو متعصب. وكل مسيحي يدافع عن مسيحي آخر مظلوم فهو متعصب، وكل مسيحي يؤاخذ مواطنًا غير مسيحي مخطئًا في عمله فهو متعصب، وكل مسيحي يوصى بتعيين أو ترقية أو تقدير مسيحي آخر يستحقه فهو متعصب، وكل مسيحي يدافع عن إيمانه أمام من يهاجمه في إيمانه فهو متعصب، وكل مسيحي يبدى أي علامة تشير إلى مسيحيته كأن لبس صليبا أو رسم علامة الصليب فهو متعصب. أما أي شخص غير مسيحي يفعل شيئًا من هذه فهى حق له وأمور طبيعية جدًا لا غبار عليها ولا مؤاخذة عليه فيها. هذا هو منهج البعض في الاتهام الباطل الذي يلصقه بالمسيحيين ولربما يلجأ هذا البعض لهذا الاتهام من أجل تغطية تعصبه هو، لأنه لا يقبل وجود إنسانٍ معه على الأرض يختلف عنه في دينه. _____ الحواشي والمراجع :(1) الأهرام في 16/11/2001 (2) الأهرام 28/6/2002 |
||||
27 - 06 - 2014, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون أعداء الحرية لأنكم تبيحون الرق والعبودية المجتمع: أنتم المسيحيون أعداء الحرية لأنكم تبيحون الرق والعبودية. المسيحي: إن المسيحية أكثر ديانة ترفض العبودية وتنادى بالحرية. وهناك نوعان من العبودية: أولًا: العبودية للناس: ويوصينا بولس الرسول برفضها في قوله "قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس" (1كو7: 23). ويقصد أن المسيحي الذي اشتراه المسيح بدمه أصبح مِلكا لله. ومن ثَمَّ لا يمكن أن يكون عبدًا لأحد. لذلك يخاطب العبيد الذين قبلوا دعوة الإيمان بالمسيح أن لا يكترثوا كثيرًا بهذا الأمر. بل إن استطاعوا أن يستغلوا إيمانهم بالمسيح لكي يحرروا أنفسهم فليسعوا إلى هذا. فيقول لهم "دُعيتَ وأنت عبد فلا يهمك. بل وإن استطعت أن تصير حرًا فاستعملها بالحري. لأن من دُعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب" (1كو7: 21-22). بل إن بولس الرسول: يكتب إلى فليمون وهو من الأشراف الأغنياء من أجل أُنِسيمُس خادمه لكي يقبله في حريته إذ كان عنده من قبل عبدًا ثم هرب وقد قَبِل الإيمان من بولس الرسول فيقول له "من أجل المحبة أطلب إليك لأجل ابني أُنِسيمُس الذي رددته إليك. اقبله لا كعبد في ما بعد. بل أفضل من عبد، أخًا محبوبًا. اقبله نظيري. وإن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين، فاحسب ذلك عليَّ. أنا أُوفىِ" (فل 9 - 19). وهنا يطلب بولس الرسول رفع صفة العبودية عن هذا العبد، ودعاه أخًا محبوبًا ونظيرًا له، كما أبدى استعداده أن يوفى عنه دينه الذي يحرره من سيده. فواضح إذًا من هذه النصوص الكتابية أن المسيحية ترفض الرق. وتطالب بحرية العبيد. هذا من جهة العبودية أو الاسترقاق للناس. ثانيًا: العبودية الروحية للخطية ولإبليس ولفرائض الناموس وحرفيته:أما من جهة هذه العبوديات فهي أكثر خطورة في المسيحية على حياة الإنسان وعلى أبديته. وقد قامت المسيحية أساسًا لتحرير وإنقاذ الإنسان من قبوعه تحت نيرها. لأن هذا كان هدف المسيح من مجيئه إلى العالم. فمن جهةعبودية الخطية قال المسيح عنها لليهود "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يو8: 34). وأكدها بولس الرسول لأهل رومية بقوله "لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحرارًا من البر" (رو6: 20). أما بطرس الرسول فيحذر من الأشرار الذين يخدعون بشهوات الجسد أولئك الذين يحاولون الهروب منها "واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد للفساد" (2بط2: 18، 19). ثم يُعبِّر عن مرارة عبودية الخطية في قوله لسيمون الساحر "تُب من شرك هذا. لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم" (أع8: 22، 23). أما عبودية إبليس فَيُعَبِّر بولس الرسول عن شراستها في قوله لتلميذه تيموثاوس "مؤدبًا بالوداعة المقاومين، فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته" (2تى2: 25، 26). كما تَظهر شراستها في ما يصيب الناس الذين يستولى عليهم إبليس من جَرَّائها حيث كان يُخَرِّب حياتهم ويهدم كيانهم. فكان يصيبهم بالجنون (مت8: 28) والخرس (مت9: 32) والعمى (مت12: 22) والصرع (مت17: 15) ويدفعهم للوقوع تارة في النار وتارة في الماء ويسبب لهم آلامًا شديدة (مت17: 18). واضح إذًا أن عبودية إبليس للناس كَمْ كانت قاسية ومدمرة وبلا رحمة! هناك أيضًا عبودية الناموس الذي ساد على الناس طوال العهد القديم بفرائضه وأحكامه وحدوده ولعناته وحرفية وصاياه. هذه عبوديات روحية تدمر الجسد والروح معًا. وقد جاء المسيح إلى العالم لكي ينقذنا منها ويرفعها عنا ويمنحنا الحرية الحقيقية كما تنبأ عنه إشعياء النبي "روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأنادى للمأسورين بالإطلاق" (إش61: 1). وكما قال المسيح له المجد "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو8: 36). وقد حررنا المسيح من عبودية إبليس بإنقاذنا من سلطانه علينا الذي كان في حكم الموت، الذي جلبه علينا بغوايتنا لعصيان الله، فأبطله المسيح بموته على الصليب نيابة عنا. وفي هذا يقول بولس الرسول "إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم في الصليب" (كو2: 15). وإذ كانت الخطية هي السبب في موتنا فالمسيح بموته أبطلها عنا كما يقول بولس الرسول: "قد أُظْهِر (المسيح) مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب9: 26). أي أبطل الموت الذي تحمله لنا، الأمر الذي يؤكده بولس الرسول أيضًا في قوله: إن المسيح "أبطل الموت بموته" (2تى1: 10). وإذ كان الناموس هو سبب معرفتنا للخطية وأوجب لعنتها علينا. فالمسيح بموته أبطل أيضًا ناموس الخطية ولعنته وحررنا من سلطانه كما يقول بولس الرسول: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا (وذلك بتعليقه على الصليب)" (غل3: 13). أما ناموس الفرائض الجسدية فقد أعتقنا منه المسيح بناموسه الروحي "ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو8: 2). وحررنا المسيح أيضًا من ناموس الظل والرمز ونقلنا إلى ناموس الحقيقة،وذلك بنور تعاليمه الإنجيلية "إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يو8: 31، 32). فبشارة الإنجيل أنارت لنا طريق الحق الذي حررنا من ظلمة الجهل ونقلنا من مرتبة العبيد إلى مرتبة الأحباء "لا أعود أسميكم عبيدًا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكنى قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى" (يو15: 15). وحررنا المسيح كذلك من روح العبودية إذ أعطانا روح التبني "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" (رو8: 15). وقد نلنا روح التبني بعمل الروح القدس في ولادتنا الجديدة و "حيث روح الرب هناك حرية" (2كو3: 17). مجد حريتنا:هذه هي حريتنا في المسيح حرية مجيدة يدعوها بولس الرسول: "حرية مجد أولاد الله" (رو8: 31). لذلك يوصينا أن نثبت فيها بقوله "فاثبتوا إذًا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها. ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبودية" (غل5: 1). ثم يوصينا أن لا نسئ استخدام حريتنا في المسيح بجعلها فرصة للجسد فيقول "فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تُصيِّروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا" (غل5: 13). ولا يصح أيضا أن نجعل حريتنا ستارًا للشر "هكذا هي مشيئة الله أن تفعلوا الخير كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله" (1بط2: 16). ويُرجِع بولس الرسول حريتنا في المسيح إلى جذورها الأولى في شخص أبينا إبراهيم أب جميع المؤمنين فيقول "كان لإبراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة. لكن الذي من الجارية وُلِد حسب الجسد. وأما الذي ولد من الحرة فبالموعد. ونحن نظير إسحق أولاد الموعد. إذًا لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة" (غل4: 21 - 33). الحرية في المسيحية بلغت أقصى مدى في احترام إرادة الإنسان:وحق الإنسان في الحرية بلغ أقصاه لدى المسيح في دعوته الكرازية للعالم. إذ وهو كلمة الله الظاهر في الجسد سيد الوجود وصانعه والذي يجب أن تتعبد له كل البريَّة ترك الحرية الكاملة لسامعيه للإيمان به وتبعيته أو عدم الإيمان به ورفضه. وقد بدا هذا في أكثر من موقف نذكر منها: عندما وجه دعوته لحمل الصليب خاطب الجمع بأسلوب التخيير تاركًا لهم الإرادة الحرة. فقال "إن أراد أحد أن يأتي ورائي" (مت16: 24). وعندما سأله الفريسيون عن السماح بالطلاق لأي سبب وأجابهم أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا ثم أجابه تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج قال لهم "من استطاع أن يقبل فليقبل" (مت19: 12). وعندما كلم الجمع عن دعوته لأكل جسده وشرب دمه وقال كثيرون من تلاميذه هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه فأجابهم "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة. ولكن منكم قوم لا يؤمنون. من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه" (يو6: 6-66). ومع ذلك لم يلزم أحدًا. والشاب الغنى الذي جاء يسأله عما يعمل ليرث الحياة الأبدية وأجابه أن يترك كل أمواله فاغتم الشاب ومضى حزينًا. تركه المسيح لحال سبيله ولم يجبره على شيء. ومن يتأمل هذه المواقف يدرك أنه ليست هناك حرية أكثر من هذه أن لا يلزم الله إنسانًا بالإيمان به أو لقبول تعاليمه. الوصايا الخاصة بالعبيد:أما وصايا الإنجيل للعبيد أن يطيعوا سادتهم فكان تماشيًا لوضع قائم بالفعل من أجل استقرار الحياة الاجتماعية وليس اعترافًا به أو إقرارًا له. وحتى لا تتسبب المسيحية في إثارة مشكلة تؤثر على الحياة الاجتماعية سلبًا وتضر بالعبيد أكثر مما تفيدهم خصوصًا لو أن المسيحية دفعتهم إلى التمرد على سادتهم والخروج عن طاعتهم. كما أنه في نفس الوقت قدمت وصاياها للسادة بخصوص معاملة جديدة كُليةً للعبيد. فقالت لهم "أيها السادة قدموا للعبيد العدل والمساواة عالمين أن لكم أنتم أيضًا سيدًا في السموَات وليس عنده محاباة" (كو4: 1، أف6: 9). ولا شك أن هذه الوصايا كانت توجيها هامًا لتحرير العبيد طالما أصبحت معاملتهم بالعدل والمساواة. خصوصًا بتذكير السادة أنهم هم أيضًا عبيد تحت سلطان الله وهم متساوون أمامه مع عبيدهم وليس عنده محاباة. كذلك الاسترقاق في الدول الغربية لم يكن منبعه مبادئ الإيمان المسيحي، وإنما يُعزى إلى نزعتها الاستعمارية مقرونة بروح وفكر الاستعلاء الجنسي أي الذي ينظر إلى الجنس الأبيض أنه أميز وأعلى من الجنس الأسمر أو الملوَّن. لذلك يلاحظ أنه بعد انحسار الاستعمار وتحرر الشعوب كادت تنعدم ظاهرة الرق. ولربما الفقر الشديد هو الذي يدفع البعض لأن يبيعوا أنفسهم مقابل لقمة العيش. العبودية في المسيحية لله وحده وليست للناس:والعبودية في المسيحية كبيع الإنسان لنفسه هي لله وحده. فالقديس بولس الذي يقول في جرأة "ألست أنا حرًا" (1كو9: 1). يدعو نفسه في رسائله "عبد يسوع المسيح" (رو1: 1، فى1: 1، تى1: 1). ويقول أيضًا "لو كنت بعد أرضى الناس لم أكن عبدًا للمسيح" (غل1: 10). والرسل كذلك دعوا أنفسهم عبيد الله وذلك في تضرعهم إليه ليبطل عنهم تهديدات اليهود قائلين "الآن يا رب امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة" (أع4: 29). إذًا المسيحية ترفض العبودية للناس كما تحمل وسائل خلاصها لإنقاذ وتحرير من هم تحت عبودية روحية سواء لإبليس أو الخطية. ولا تؤمن إلا بالعبودية لله وحده، وتنادى بالحرية وتطلب الثبات فيها. والحرية الحقيقية فيها هي حرية الروح. حتى في تقديم ذاتها للعالم لكي يؤمن بها فإنها تترك الحرية المطلقة لكل واحد ولا تلزم أحدًا. فما أعظم حريتنا التي نلناها في المسيح. لأنها حرية السعادة والخلود إذ هذه هي طبيعة حرية الروح. لأنها تنطلق بصاحبها من أسر إبليس وسلطان الخطية ونير فرائض الناموس الجسدية الثقيلة. وتحيى رجاءه في المسيح لحياة أبدية مملوءة بالنور والفرح. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون لا تعطون المرأة حقوقها وتعتبرونها دون الرجل المجتمع: أنتم المسيحيون لا تعطون المرأة حقوقها وتعتبرونها دون الرجل. المسيحي: إن المسيحية أكثر ديانة أعطت للمرأة حقوقها. ولربما يندهش المرء مما يوضحه الكتاب المقدس دستور المسيحية من حقوقٍ للمرأة نذكر منها: 1 النبوة: حيث يذكر الكتاب المقدس بعض النساء اللاتي أعطاهن الله نعمة النبوة مثل الأربع بنات العذارى بنات فيلبس المبشر (أع21: 9). وقد تنبأ يوئيل النبي عن نعمة النبوة للمرأة بقوله "إني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم" (يؤ2: 28). 2 التجند لخدمة بيت الرب والكرازة بالإنجيل: الرسول بولس يطلب في رسالته لفيلبي مساعدة أفودية وسنتيخي "اللتين جاهدتا معه في الإنجيل" (فى4: 3). كما يهدى سلامه إلى بريسكلا وزوجها أكيلا ويقول عنهما إنهما عاملان معه في المسيح يسوع، والذي ليس وحده يشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم (رو16: 3، 4). ويوحنا الرسول يكتب إلى كيرية المختارة وإلى أولادها رسالته الثانية مادحًا سلوكهم طالبًا إليهم أن يثبتوا في تعليم المسيح (2يو). ويوصى بولس الرسول أهل رومية بقبول الأخت فيبي وقيامهم لها بكل ما تحتاجه لأنها خادمة الكنيسة ومساعِدة لكثيرين وله أيضًا (رو16: 1). 3 المواهب والفضائل العليا: كذلك لم يحرم الله المرأة من حق التمتع بالمواهب والفضائل العليا مثل: أ قوة الإيمان: يذكر تاريخ الكنيسة العديد من بطلات الإيمان اللاتي قدَّمن رقابهن للسيف وعرَّضن أجسادهن للتعذيب من أجل الشهادة للإيمان وعلى رأسهن دميانة ومارينا وبربارة ويوليانا والست رفقة والأم دولاجي ومريم الأرمنية وأدروسيس ويؤانا وأربسيما وأنسطاسية وصوفيا وملاتيني وإيرائي وبيستس وهلبيس وأغابي وأخريات كثيرات. ب الطهر والقداسة والامتلاء بالنعمة: يذخر الكتاب المقدس بقديسات عفيفات مثل حنة وأليصابات وغيرهما وعلى رأس الكل العذراء كلية الطهر القديسة مريم. كما يذخر تاريخ الكنيسة بعديد من القديسات الطاهرات مثل بوتامينا العفيفة والقديسة مارينا والقديسة إيلارية والقديسة كاترين وإيريني وتاؤبستا وثاؤغنسطا وباسين وبيلاجية وغيرهن كثيرات. ج الإسهام بالعطاء لبيت الله وللخدمة الروحية: المسيح له المجد في خدمته الكرازية والتبشيرية مع تلاميذه يذكر الإنجيل أن بعض النساء كن قد شُفيْن من أرواح شريرة وأمراض... كُن يخدمنه من أموالهن (لو8: 2، 3). د العناية بالمساكين وإضافة الغرباء: يذكر سفر الأعمال تلميذة في يافا اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة يقول عنها "كانت ممتلئة أعمالًا صالحة وإحسانات كانت تعملها، ومرضت وماتت. ولما جاء إليها بطرس الرسول وقف لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثيابًا مما كانت تعمل غزالة وهى معهن. فأقامها من الموت وأحضرها حية إليهن" (أع9: 36-42). ويذكر أيضًا ليديا امرأة بياعة أرجوان من مدينة ثياتيرا متعبدة لله. فتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقوله بولس الرسول. فلما اعتمدت هي وأهل بيتها طلبت إلى بولس ومن معه أن يدخلوا بيتها ويمكثوا عندها وألزمتهم. ثم بعد ذلك عندما خرج بولس وسيلا من السجن دخلا عندها وعَزَّيا الإخوة ثم خرجا (أع16: 14، 15، 40). مساواة المرأة بالرجل: لقد كان ترتيب الله في خلقة حواء أنه لم يخلقها من قدم آدم حتى لا يدوس عليها ويحتقرها، ولم يخلقها من رأس آدم حتى لا تتعالى هي عليه،بل خلقها من أحد أضلاعه حتى تكون على قدم المساواة معه. كما سبق وقال إنه يخلقها معينة نظيره (تك2: 18). وكلمة معينة نظيره تعنى أنها معينة له وعلى قدم المساواة معه وذلك في صورة الإنسان الداخلى العاقلة الناطقة وفي عطايا الله الروحية لهما. فقد ساواها الله مع الرجل في لم شتاتها من الأمم فقال "ها إني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي. فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يُحْمَلن" (إش49: 22) كما قال أيضًا "يا يعقوب لا تخف فإني معك. من المشرق آتى بنسلك. ومن المغرب أجمعك. أقول للشمال أعط وللجنوب لا تمنع. إيت ببنيَّ من بعيد وببناتي من أقصى الأرض" (إش43: 6). وأعلن أبوته لها مع الرجل عندما يحفظون طهارتهم فقال "لا تمسوا نجسًا فأقبلكم وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون لى بنين وبنات يقول الرب" (2كو6: 17، 18). وأبدى تطلعه إلى نموها الروحي في بيت الله مثل الرجل وذلك في دعاء داود النبي من أجل نجاته من الغرباء حيث صلى "أنقذني ونجنى من أيدي الغرباء لكي يكون بنونا مثل الغروس النامية في شبيبتها. بناتنا كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بناء الهيكل" (مز144: 11، 12). كما قال أيضًا "ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعًا واحدٌ في المسيح يسوع" (غل3: 28). وفي الحقوق الاجتماعية ساوى الله المرأة مع الرجل في إكرامها وذلك في الوصية الخامسة من الوصايا العشر "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك" (خر20: 12). كما أعطاها حق مفارقة الرجل إذا أرادت بقوله "لا تفارق المرأة رجلها. وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها" (1كو7: 10، 11). لذلك فالمسيحية لا تعطى العصمة في يد الرجل على المرأة ولا في يد المرأة على الرجل. ومن حق كل منهما أن ينفصل عن الآخر بإرادته الحرة المنفردة. وكل منهما له حقوق وعليه واجبات في احترام ذاتية كل منهما على قدم المساواة. امتياز المرأة على الرجل: والمرأة في المسيحية ليس فقط لم تنقص شيئًا من حقوقها بل صارت لها كرامة عظيمة في شخص القديسة العذراء مريم. فَمَنْ من البشر نال كرامة السيدة العذراء مريم، هذه التي صارت أُمًا لله الكلمة وصارت ملكة السمائيين والأرضيين. وتحقق فيها قول المزمور "قامت الملكة عن يمينك بثوب موشَّى بالذهب. مزينة بأنواع كثيرة" (مز44: 9). لذلك نطقت العذراء بالروح القدس "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم" (لو1: 48). القيادة لِمَن تكون: أ في الحياة الكنسية: توصى الكنيسة المرأة بالالتزام بحدود معينة في انخراطها في الحياة الكنسية حيث يوصيها: أولًا: بتغطية رأسها أثناء الصلاة بقوله "كل امرأة تصلى ورأسها غير مغطى فتشين رأسها. الرجل لا ينبغي أن يغطى رأسه لكونه صورة الله ومجده. أما المرأة فهي مجد الرجل" (1كو11: 5-7). ثانيًا: بعدم الكلام في الكنيسة وعدم السماح لها بالوعظ أو التعليم بقوله "لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمن. قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة. لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت" (1كو14: 34، 35، 1تى2: 12). هذا يعنى أن الذي يقوم بالخدمة الكنسية من إقامة الذبيحة وقيادة الشعب في الصلاة والتسبيح وقراءة فصول الكتاب وسيرة قديس اليوم والوعظ والتعليم هو الرجل. وكل هذا التحذير ينطبق على المرأة بالطبع في جميع الخدمات الكنسية العامة مثل القداسات والعشيات والنهضات الروحية والاجتماعات الروحية العامة لأن جميع هذه الخدمات تضم الرجال مع النساء والشيوخ مع الأطفال أي جميع فئات الشعب كله. ولكن هناك خدمات كنسية نوعية تخص المرأة وحدها مثل اجتماع الشابات والسيدات وخدمة مدارس أحد بنات وهذه يمكن أن تقوم فيها المرأة بالوعظ والتعليم. كما تساعد المرأة في معمودية النساء والشابات الداخلات حديثًا إلى الإيمان. كما تهتم بجميع مفروشات الكنيسة مثل أطقم المذبح والستائر والمفارش والمناشف من جهة الإعداد والغسيل والكيّ وتنظيف الأواني والطشوت والدوارق... الخ. ب في الحياة العائلية: يوصى الإنجيل المرأة بأن تخضع لرجلها وأن تحفظ له هيبته وذلك بقوله "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة. كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. والمرأة فلتهب رجلها" (أف5: 22-24-33). وهذا يعنى أن القيادة في داخل الأسرة هي للرجل وليس للمرأة. وجيدٌ أن تكون القيادة لرأس واحدة لأنه لا يصلح أن يكون للجسم رأسان أو للسفينة ربَّانان، وإلا خَرُب الجسم وغرقت السفينة. أما أن تكون القيادة للرجل بصفة عامة فهي لأسباب يذكرها الإنجيل المقدس بوضوح عند كلامه عن أنه ينبغي عدم تسلط المرأة على الرجل وضرورة خضوعها وترك القيادة له: في الأحوال غير العادية: وهذا لا يمنع أن يترك الرجل القيادة أحيانًا للمرأة في بعض الأمور والمواقف وذلك لأنه أحيانًا كثيرة تكون المرأة أكثر ذكاء من الرجل. كما أن أحيانًا أخرى يكون التصرف العاطفي أكثر مناسبة من حكم العقل، والعقل في نفس الوقت يؤمِّن عليه. كذلك قد تكون أقوى شخصية من الرجل ومع قوة الشخصية توجد قوة الإرادة والقدرة على التنفيذ. وفي مثل هذه الحالات يجب أن يُفوِّض الرجل المرأة في الإنجاز والتنفيذ وذلك باعتراف وتقدير لمواهبها وقدراتها التي متعها الله بها. كما يجب أن تقبل المرأة هذا التفويض باتضاع ووداعة. وبذلك تسير الحياة في سلام وبركة بتعاون الرجل والمرأة معًا بروح المحبة والتواضع. بعد هذا العرض المستفيض لحقوق المرأة في المسيحية في العمل والكرامة، والمسئوليات التي توكل إليها والتي ساوتها بالرجل. بل قد تمايزت عليه أحيانًا في بعض المواهب والقدرات. هل تبقى هناك شكوى ضد المسيحية بانتقاصها من حقوق المرأة؟ |
||||
27 - 06 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم تظلمون كلا الزوجين بعدم سماحكم بالطلاق المجتمع: أنتم تظلمون كلا الزوجين بعدم سماحكم بالطلاق. المسيحي: عدم الطلاق في المسيحية قانون إلهي. وقد كان العهد القديم يسمح بالطلاق ولكن عندما جاء السيد المسيح منعه إلا لعلة الزنا. فقال "قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق. وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني" (مت5: 31، 32). ثم منع الزواج من المطلقة ووصف من يتزوجها بأنه يزنى "من يتزوج مطلقة فإنه يزنى" (مت5: 32). كذلك منع المُطَلِّقَ من الزواج. وإذا تزوج يكون زانيًا إذا كان طلاقه لغير علة الزنا "إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزنى" (مت19: 9). ولما تعجب اليهود من هذا التشريع أفهمهم أن هذا ليس تشريعًا جديدًا. وقال لهم "أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرًا وأنثى. وقال: مِن أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. إذًا ليسا بعد اثنين بل جسدٌ واحدٌ. فالذي جَمَعَهُ الله لا يُفرِّقُهُ إنسانٌ" (مت19: 4-6). ولما سألوه "لماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق. قال لهم إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا" (مت19: 7، 8). ونستنتج من التشريع الذي أقره السيد المسيح أن الطلاق ممنوع في المسيحية وذلك لأسباب شرعية وروحية هي:
وعندما نتأمل الغاية الأخيرة من هذه الأسباب بعدم السماح بالطلاق نجدها في حكمة الله الفائقة في حفظ كيان الأسرة وتقديسه من أجل حفظ وتقديس العالم كله. أما الطلاق فإنه يهدم الغاية من كل هذه الأسباب كما ينتج عنه أمور هدامة روحيًا واجتماعيًا وأهمها:
عدم الطلاق ليس هو سبب المشاكل: والحقيقة أن المشاكل الخاصة التي يضيق بها الزوجان وتعرقل مسيرة حياتهما، ليس السبب فيها عدم الطلاق وإنما ترجع أسبابها إلى الزوجين نفسيهما وليس إلى التشريع الإلهي. وقد ترجع بهما إلى ما قبل زواجهما وتبدأ من: 1 عدم الاختيار السليم الذي يرجع لأسباب كثيرة. 2 عدم فهم أسس الزواج المسيحي وغايته. 3 عدم الالتزام بوصايا الإنجيل التي تليت على مسامعهما. وعدم طاعتهما لها لكي يعملا بها لاستقرار حياتهما الزوجية وسعادتهما. 4 عدم لجوء الزوجين لطلب النصح والإرشاد من مرجع أكبر سنًا وأكثر خبرة فيما يقابلهما من مشاكل أو خلافات في حياتهما الزوجية. وإن حاول الزوجان علاج هذه الأسباب فلربما أمكن إصلاح حياتهما. ولكن ماذا عند تَعَذُّر علاج الأسباب؟ منافذ لمتاعب الزوجين: إن المسيحية تدعو إلى حياة الكمال ولكنها في نفس الوقت تدرك ضعف الطبيعة البشرية. لذلك إذ تتوقع حدوث خلافات أو مشاكل بين الزوجين قد تتفاقم إلى حد كبير، وقد توجد حالات يصعب فيها لدرجة كبيرة استمرار تعايش الزوجين مع بعضهما. لذلك عند احتدام الاختلاف بينهما فهناك منافذ لمحاولة عدم الإضرار براحة أيٍّ منهما: المنفذ الأول: التفاهم والحوار للوصول إلى جذور المشاكل بينهما من أجل حلها،وذلك عن طريق لجان المصالحات المشكَّلة بالكنائس لحل الخلافات الأسرية سواء المادية أو التعاملية التي تنشأ من سوء الفهم من أحد الزوجين أو من كليهما. حتى لا تستفحل تلك الخلافات وتبلغ إلى حد الخصومة الدائمة أو الدخول في قضايا أمام المحاكم أو اللجوء إلى أقسام الشرطة. كقول المسيح له المجد "كن مراضيًا لخصمك سريعًا مادمت معه في الطريق. لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي ويسلمك القاضي إلى الشرطي فتلقى في السجن" (مت5: 25). الأمر الذي تنبه إليه مجتمعنا وأخذه في اعتباره بإنشاء لجان مصالحات للمتقدمين إلى الطلاق وذلك للحد من استشراء حالاته التي تزداد يومًا بعد آخر نتيجة انحسار القيم الأخلاقية والدينية. المنفذ الثاني: عند استحكام النفور واستحالة استمرار الحياة بين الزوجين فقد سمح الإنجيل بانفصالهما وديًا كما يقول معلمنا بولس "وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها. وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها. ولا يترك الرجل امرأته" (1كو7: 10، 11). وواضح أنه يمكن الانفصال بالمفارقة ولكن على أن لا يسمح لأي من الزوجين بالزواج. أما الغرض من هذا الانفصال فهو إعطاء فرصة لكل منهما لمراجعة نفسه واكتشاف أخطائه مع الطرف الآخر حتى يمكن أن يتصالحا ويرجعا لبعضهما البعض في الوقت المناسب. المنفذ الثالث: هو بطلان الزواج من أساسه. وذلك عندما تكون أسباب الخلاف بين الزوجين تمس جوهر الحياة الزوجية وتبطلها. فإذا وجدت هذه الأسباب فيمكن للطرف المتضرر اللجوء إلى القضاء وأخذ حكم ببطلان الزواج، وهذا الحكم يختلف كلية في نتائجه بالنسبة للزوجين عن الحكم بالطلاق. المنفذ الرابع: هو إبطال الزواج من جانب أحد الزوجين بسبب زناه. فإنه إذا صار أحد الزوجين زانيا فإنه يكون قد أخلَّ بأهم شروط العقد الزيجي وهو ملكية أحدهما للآخر المتضمن في الوصية الإلهية "ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل، وكذلك الرجل أيضًا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة" (1كو7: 4). وواضح من هذه الوصية أن الملكية متبادلة بين الزوجين أي ليست المرأة فقط هي ملك لزوجها بل الرجل أيضًا هو ملك لزوجته. وكل طرف منهما مسئول عن سلامة هذه الملكية تجاه الطرف الآخر. لذلك من يقدم منهما جسده ليتحد بجسد غريب فإنه باتحاده بالغريب يكون قد نزع حق الملكية وأسقطه من الطرف الآخر. وبذلك ينحل العقد وتبطل الرابطة. ومن حق المتضرر إذا أمكنه إثبات العلة أن يأخذ حكمًا قضائيًا بهذا الإبطال. السماح بالطلاق إهانة كبيرة لسر الزيجة: الزواج في المسيحية سر عظيم لأن بولس الرسول يربط بينه وبين اتحاد المسيح بالكنيسة الذي قال عنه إنه "سر عظيم" (أف5: 32). وطابق بين السريْن في الوحدة بين الطرفين والمحبة والخضوع والتضحية والاهتمام والنقاوة والقداسة (أف5: 22- 33). كذلك الزواج له أيضًا كرامته كما يقول بولس الرسول أيضًا: "ليكن الزواج مكرمًا عند كل واحد في كل شيء والمضجع غير نجس. وأما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عب13: 4). لذلك فالسماح بالتفريق بين الزوجين بالطلاق لأى سبب ماعدا الزنا إهانة لعظمة وكرامة هذا السر. وواضح من كل المنافذ السابقة أنه ليس فيها طلاق بالمعنى المذكور. وهناك عبارة لأحد الآباء أن "الاتحاد بين الرجل والمرأة من قِبَل الله. والتطليق من الشيطان". |
||||
27 - 06 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
يعاب عليكم أنه ليس عندكم تشريع أو قوانين للميراث المجتمع: يعاب عليكم أنه ليس عندكم تشريع أو قوانين للميراث. المسيحي: لقد أعطى الله شريعة الميراث لموسى النبي عندما شكت إليه خمس بنات لصلفحاد الذي مات دون أن يكون له ابن. فحرمتهن عشيرتهن من الميراث. فقال له الله "بنات صلفحاد تعطيهن ملك نصيب بين إخوة أبيهن. وتنقل نصيب أبيهن إليهن. وأيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته. وإن لم تكن له ابنة تعطوا ملكه لإخوته. وإن لم يكن له إخوة تعطوا ملكه لإخوة أبيه. وإن لم يكن لأبيه إخوة تعطوا ملكه لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه" (عد27: 6 - 11). وواضح في هذا التشريع أن ملك الأب ينقل للبنت في حالة موته وليس له ابن. أما من جهة تقسيم الميراث بين الابن والبنت فالإنجيل ينظر بالمساواة بين الرجل والمرأة عندما يقول "الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب" (1كو11: 11). وعندما يقول أيضًا "ليس ذكر وأنثى. لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع. فإن كنتم للمسيح فأنتم إذًا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غل3: 28-29). فإن كان للمرأة حقها مثل الرجل تمامًا في ميراث الملكوت السماوي الذي لا يفنى فكم بالحري يكون لها هذا الحق في ميراث مُلك هذا العالم الفاني! والمسيحية تساوى بين نصيب الولد ونصيب البنت عند توزيع الميراث. ويقول ابن العسال "أولاد الميت الذكور والإناث بالسواء" (القوانين الباب الثاني والأربعون المواريث الفصل الثاني خامسًا وسادسًا الطبقة الأولى من الورثة ص303). وقد حذر المسيح له المجد من الطمع في الميراث. وذلك عندما شكى إليه واحد من أخيه الذي استولى على الميراث. فقال المسيح له وللجمع الواقف حوله "انظروا وتحفظوا من الطمع لأنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله" (لو12: 15). وضرب لهم مَثَل الغنى الغبي الذي أراد أن يكنز لسنين طويلة فجاءه صوت الله "يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لِمَن تكون" (لو12: 20). ثم علَّق المسيح بقوله "هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيًا لله" (لو12: 21). كما نبهنا معلمنا بولس أن حياتنا مبنية أساسًا على المحبة،والمحبة لا تطلب ما لنفسها (1كو13: 5). والمحبة لا تنظر لمصلحتها "لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا" (فى2: 4). ويجب ألا نتعلق بالوطن الأرضي لأنه "ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة" (عب13: 14). بل نرفع أنظارنا إلى الميراث السماوي لأنه حسب قول معلمنا بطرس "ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلنا" (1بط1: 4). وهذه الوصايا الروحية لا تمنع الإنسان من أخذ حقه في الميراث الأرضي أو المطالبة به. ولكنها تشجعه على السلوك الروحي بخصوص مشاكل الميراث وذلك بعدم الدخول في عداوات وأحقاد قد يطول أجلها إلى ما بعد انتهاء أجله هو. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الباب الثالث: قضايا دينية يشمل هذا الباب مجموعتين من الاتهامات والادعاءات والرد عليهما. وذلك في فصلين، الفصل الأول ادعاءات هجومية على إيمان الإنسان المسيحي. والفصل الثاني اتهامات استنكارية لسلوكيات مسيحية بحجة أنها تخالف الشرع. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنت مسيحي لا مؤاخذة المجتمع: أنت مسيحي لا مؤاخذة. المسيحي: لا داعي للا مؤاخذة فأنا أفتخر بأني مسيحي ولا أخجل من مسيحيتي. لأنها ديانة الحب لجميع الناس حتى الأعداء والمسيئين حيث شعارها "الله محبة" (1يو4: 8). وهى ديانة الكمال "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت5: 48). وهى ديانة القداسة "تكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا11: 44). وهى ديانة الحرية "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو8: 36). وهى ديانة الروح "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16). وهى ديانة المعرفة الحقيقية بالله "أيها الآباء قد عرفتم الذي من البدء (أي الكلمة). أيها الأولاد قد عرفتم الآب" (1يو2: 13). وهى ديانة الأسرار السماوية "قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات" (مت13: 11) وهى ديانة البنوة الإلهية "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بِاسمه" (يو1: 21). وهى ديانة الخلاص من الخطايا "تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21). وهى ديانة المواريث السمائية "تعالوا إلىَّ يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34). فماذا بعد كل هذه المبادئ والقيم والامتيازات! هل هناك ما هو أقوى من الحب في السماء وعلى الأرض، وما هو أبعد من الكمال، أو ما هو أغلى من الحرية لدى الإنسان، وما هو أبهى من القداسة. أو ما هو أسمى من حياة الروح، وما هو أغنى من معرفة الله الحقيقية وأسرار سماواته، أو ما هو أبقى من الملكوت الأبدي! هل هذه جميعها تخجلني من ديانتي. وهل يوجد أسمى منها أو أكثر منها روحانية ومجدًا في أي ديانة أخرى. إنني لست أفتخر بها فحسب بل أضع حياتي كلها من أجلها أيضًا. بل ما يدعوني أكثر إلى الافتخار بمسيحيتي هو أن بعض الديانات التي تعترف بسموها، بدأت تطور نفسها مجتهدة أن تتقمص روحها وتلبس ثوبها. ودليل ذلك أن أصحابها يستعيرون منها مبادئها السامية، ويقتبسون تعبيراتها الإلهية في كتبهم ومقالاتهم وأحاديثهم، ويترسمون ترتيب عبادتها وأنشطتها الروحية والاجتماعية وتكريم رجال دينها وتصنيف علومها الدينية وطرق الوعظ ووسائل التعليم فيها، ومحاكاة بعض الآداب والسلوكيات المبنية على وصاياها، والنهج على أحكامها الشرعية في تكوين الأسرة وترابطها وعدم انحلالها واقتربت من مراسم الزواج فيها وجنازات أمواتها، وطرق تسبيحها من تراتيل وترانيم وألحان. وبالحق لو لم تكن مسيحيتي بهذا الامتياز ما كان لآخرين أن يسعوا لمحاكاتها وتقمص صورتها لكي يظهروا ببهائها ومجدها. لذلك كيف يأخذ آخرون ثوبي ويتباهون به، ثم ترذلني أنت وترفضني. إن من يفعل ذلك يشبه من يقول عنهم المثقف المصري الكبير الدكتور سيد محمود القمني في ندوة صالون "وطني" (الأحد 1/12/2002) "يشبه أولئك الذين يستخدمون حضارة وتكنولوجيا أناس آخرين وفي نفس الوقت يرفضونهم ويلعنونهم. في حين أن حضارة وتكنولوجيا هؤلاء الآخرين هي ثمرة ثقافتهم وعلمهم وقيمهم ولولاها ما بلغوا ما قد بلغوه، ولولاها أيضًا ما استمتع هؤلاء الناقمون الحاقدون بمنتجات وإنجازات أولئك". وهناك من يأخذون معجزات المسيح ومعجزات قديسينا وشهدائنا وينسبونها إلى أوليائهم بل يتحدثون بتعاليم المسيح وكأنها من عندياتهم وأخذوا كل صفاته وفضائله ونسبوها لذويهم،وبعد أن سلبوا المسيح كل أمجاده احتقروه ورذلوه. وهؤلاء كيف سيواجهون المسيح في يوم الدينونة؟ ليعلم هؤلاء أنه كما أن المتضررين من السرقات الفكرية يرفعون قضايا أمام محاكم العالم ضد سارقيهم، فإن المسيح سيقاضي أمثال هؤلاء في اليوم الأخير أمام محكمة العدل الإلهي وهى محكمته وهو قاضيها. ثم إنه لغريب أيضًا أن الذين يسلبون أمجاد المسيحية لأنفسهم يتنكرون في نفس الوقت لعقائدها الأساسية وهم لا يدرون أن هذه العقائد هي حقائق إيمانية وهى سر سمو المسيحية وروحانيتها وقداستها ومجدها الأبدي. وبدون هذه الحقائق الإيمانية تنعدم النعمة ومن ثم تنعدم كل هذه الكرامات والأمجاد التي للمسيحية. فبدون الثالوث يستحيل التجسد وبدون التجسد يستحيل الخلاص. وبدون الخلاص لا يصير تمجيدٌ للمسيح إلهًا فاديًا. وبدون تمجيد المسيح لا يكون هناك عمل للروح القدس العامل في كل عطايا الخلاص والمهيئ لها من أجل نوالها. لأن الروح القدس عمل في القديم في الأنبياء من أجل المسيح. وفي العهد الجديد يعمل في عطايا الفداء الذي تمجد به المسيح. وما هي عطايا الفداء سوى أمجاد المسيحية وكراماتها التي سبق ذكرها. إذًا بدون العقائد التي يرتكز عليها الإيمان المسيحي تصبح المسيحية كلاما أجوفًا بعيدة عن أي ثمر روحي أو مجد إلهي. لذلك فكل عقيدة تلبس ثوب المسيحية بعيدًا عن حقائق إيمانها فهي تلبس ثوبًا مستعارًا يكون صاحبه حسب قول المسيح له المجد قبرًا مبيضًا من الخارج ومن الداخل مملوء عظام أموات (مت23: 27). أو يشبه ذئبًا يلبس ثوب حمل (مت7: 15). يظهر حملًا وهو يقترب إلى صيده ومتى صاده افترسه. هذه هي مسيحيتي قوتها في عقائدها، وغناها في أسرارها، ومجدها وبهاؤها في فضائلها. لذلك هي مشتهى نفوس كثيرة ونموذج مثالي يتطلع لبلوغه الراغبون في حياة الكمال والمتعلقون بالروحانيات والمشتاقون إلى السماويات. وإن كانت هناك ديانات وعقائد كثيرة في العالم يدين بها ملايين من البشر. حيث بخلاف اليهودية والمسيحية والإسلام توجد البوذية، والكونفوشيوسية، والزرادشتية، والبرَهْمانية، والجينية، والسيخية وغيرها. وبعضها يتأثر كثيرًا بالمسيحية. إلا أن شهود يهوه والسبتيين أكثر الذين يلبسون ثوب المسيحية وفي نفس الوقت يتنكرون لعقائدها. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون كفرة! الإجابة: الكُفر هو ضد الإيمان لأنه كفر بالله. والكفر atheism هو أيضًا ضد الشكر (جحود النعمة). فالكافر هو مَنْ ينكر وجود الله؛ أي ينكر أن يكون الله أصلًا للوجود وخالِقًا للعالم. وهو أيضًا من ينكر نعم الله على البشر سواء خيراته اللازمة لأجسادهم من أجل حياتهم الزمنية أو اللازمة لأرواحهم من أجل حياتهم الأبدية. ونحن المسيحيين نؤمن بأن الله خالقنا "يا رب أنت جابلنا وكلنا عمل يديك" (إش64: 8). وأنه خالق السماء والأرض "يا إلهى... من قِدمٍ أسست الأرض والسموات هي عمل يديك" (مز102: 25). وأن كل ما نتمتع به من خيرات أرضية هي من عنده "أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه" (مت7: 11). كما أنه قدم لنا عطايا روحية فائقة لأجل حياتنا الأبدية "مبارك الله... الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" (أف1: 3). وفي هذه العطايا الروحية ظهرت لنا محبته الحقيقية التي ميزنا بها عن كل الخلائق. فإن كان هذا هو إيماننا بالله واعترافنا به بأنه خالقنا ورازقنا بخيرات الدنيا والآخرة فنحن إذًا لسنا كفرة. وإن كنت تدعونى كافرًا لأني مختلف عنك في دينك فهل تقبل أن أدعوك أنت كافرًا لأنك مختلف عنى في دينى؟ وإن كان لا. فلماذا تكفرنى؟ وهل من الحكمة أن يتبادل الناس اتهام بعضهم البعض بالكفر بسبب اختلافهم في عقائدهم؟ إن التعبير العاقل أننا مختلفان في الدين ولسنا كافرين. وليت كل واحد منا يحترم ديانة وعقيدة الآخر، ونبعد عن الحقد والضغينة التي تهدم المجتمع ولا تبنيه(1). وأريد أن أسألك سؤالًا: هل يصح للمسلم الارتباط بكافرة؟ الإجابة هي لا حسب النص الصريح المكتوب في القرآن "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ" (سورة البقرة 221)! إذًا، فنحن غير كفرة أو مشركون، بدليل السماح للمسلم التزوج بمسيحية. بل بالأكثر، فقد ارتبط النبي محمد رسول الإسلام بـ"ماريا القبطية"! تحديث: أتانا بعض الردود على الإيميل حول هذا المقال، ونود أن نوضح أن الرد السابق هو لمن يريدون النظر في نقاط التلاقي والتعايش مع الآخر في هدوء.. ولم يكن الكلام يحمل نقاطًا عقائدية ولاهوتية عميقة.. بل مجرد كلام عام للمسلم المُعْتَدِل.. ولكن دعنا نضيف التالي: أخي الحبيب.. المفهوم الذي قصدناه للكفر هو الشرك بالله.. أو عدم الإيمان بالله خالق السماء والأرض وكل ما فيها.. وهو يختلف عن مبدأ التكفير الإسلام مثلًا.. فنعم غير المسيحيون لا يؤمنون بعقيدة المسيحيين.. والمسلمون لا يؤمنون بعقيدة غير المسلمون.. ولكن نقطة أن هذا غير مؤمن في المسيحية، تختلف عن أن هذا كافر في الإسلام! فردنا السابق هو رد عام للمسلم المعتدل الذي يسعى إلى مساحات مشتركة مع الآخرين في التعايش والمحبة.. ليس إلا.. أما إن أردت التحدث بالتفاصيل، فعليك البحث في موضوع التكفير في الإسلام، وموضوعات مثلًا الارتداد وغيره.. بل المهزلة ما نراه على الساحة المصرية الآن (بعد ثورة 25 يناير 2011) من تكفير الطوائف الإسلامية لبعضها البعض.. لدرجة أن شيخ الأزهر نفسه قال أن هذه الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تخرج من المسلم المعتدل، ولا الأزهري الدارِس.. حول التفكير السلفي وغيره.. فنرى الآن محاولات الوحدة الوطنية خرجت من كونها بين المسيحيون والمسلمون، ولكن مشاكل الوحدة الوطنية الحالية بالأكثر هي ما بين الأخوان المسلمون، السلفيون، المسلمون المعتدلون، الصوفيون، القرآنيون.. إلخ!! أفهمت الفرق يا عزيزي في نقطة التكفير؟ كتاب الله يقول: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4)، فهو يدعو الجميع إلى الإيمان بمحبة.. والعقاب لغير المؤمن في الأبدية حسبما يدينه الله.. أما في الإسلام فنرى لعنة للكافرين: "لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 89)، ونرى "اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ.. اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 98؛ سورة آل عمرن 32).. فمن ناحية نرى الله يدعو الناس للهداية والخلاص، وعلى الجانب الآخر نرى "اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 264).. نحن لا نقارن ولا نقلل من قيمة ما تؤمن به،ولكننا وددنا فقط توضيح الفرق بين المسيحية والإسلام في نقطة التعامل مع غير المؤمنين.. وهذا هو سبب استهتار البعض بالرد البسيط الأول الذي وضعناه في الصفحة.. المسيحية تحب الجميع، وكل إنسان له احترامه بغض النظر عن السن أو الجنس أو الدين أو التوجه العقيدي وغيره.. فالله الذي خلقك هو الذي خلقني.. ومبادئ المسيحية هذه هي التي جعلت العالم الغربي في تطوره واحترامه للإنسانية عبر العصور.. ومازال عالمنا العربي للأسف فريسة للجهل والاستبداد ومطمعًا لكل ديكتاتور يفعل به ما يريد.. فاختلاف دين الآخر في المسيحية، لا يجعلني أقلل من شأنه، أو لا أحترمه، أو لا أقبل سلطته في العلاقات الاجتماعية من العمل وغيره.. ولكن على الناحية الأخرى نرى بعض المسلمون ضد هذه الحقوق الإنسان الطبيعية، اعتمادًا على آيات مثل: "لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 28)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة النساء 144).. إلى غير ذلك من الآيات.. فالولاية هنا لها علاقة بالولاية الدينية الإسلامية لرجال الدين وغيره.. أما في السياسة والحياة العامة، فلا يصح تطبيق هذه الأمور، لأنها تعني أن أي شخص غير مسلم (أو بمعنى أصح لا يتبع طائفة الإسلام التي تتبعها بالضبط فقط)، له حقوق أقل من الإنسان العادي! ويصبح لدينا امتهان لحقوق الإنسان، وعودة إلى عصور التخلف التي رأيناها في أمريكا مثلًا من وضع الأفارقة السود في مرتبة بشرية أقل من الإنسان الأبيض، إلى غير ذلك.. فيا أخي المُقَرَّب إلى قلبي جدًا.. الله خلق جميع البشر، وللجميع حقوق متساوية.. فهو "يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" (إنجيل متى 5: 45)، وهو وحده الديّان الذي له حق دينونة البشر.. فليس من حق أي إنسان أن يحكم على أي إنسان آخر بناءً على وجهة نظره هو وحده، كأنه يحتكر الحق المطلق، وحتى هذا الحق الذي يراه لا يتفق عليه جميع البشر.. فكن حكيمًا، وخذ الأمور بهدوء وبساطة.. فلا يوجد لدينا كمسيحيون ومسلمون حربًا.. دعنا نسمو فوق الاختلافات، نعمل معًا على رفعة الوطن، ونتلاقى في الخدمات الاجتماعية والفضائل الروحية العامة، بدون الغوص في أمورًا تزيد الفوارق بهدف التفرقة.. وليكن الله معك ومعنا، وليحفظنا في جميع طرقنا.. |
||||
27 - 06 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
أنتم المسيحيون مصيركم النار المجتمع: أنتم المسيحيون مصيركم النار. المسيحي: إن النار قد أعدها الله لأصحاب الشرور والمعاصي كما يقول الإنجيل "في انقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار ويطرحونهم في أتون النار" (مت13: 49، 50). وأم الشرور والمعاصي هي الكراهية والعداوة والقتل الذي كان أول خطية يرتكبها الإنسان بعد السقوط (تك4: 8). وهو من الشيطان (مت8: 44). ومن يعمل هذه فمصيره النار التي هي من نصيب الشيطان (رؤ20: 10). ونحن المسيحيين نعيش بالمحبة وهى أم الفضائل لأنها من الله. وإن كنا نعيش بالمحبة فلا نصنع بالناس شرًا. ومن يتجنب الشر فالنار لا تعرف طريقها إليه، خصوصًا أن محبتنا هي لجميع الناس حتى لمن يخالفوننا في عقيدتنا حسب ما علمنا المسيح (لو10: 37). وإن سقط أحدنا في شر يستوجب النار فإنه يقدم توبة ويلتمس من الله المغفرة مترجيًا نوالها بشفاعة المسيح الكفارية. كما يعلمنا إنجيلنا "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1يو2: 1). وإن كان الحكم على أحد بذهابه إلى النار هو لله وحده، وسيصدر هذا الحكم في يوم الدينونة. فلماذا تحكم أنت عليَّ بالنار ولم يعطك الله توكيلًا عنه لكي تحكم علىَّ بها. وإن كنت تحكم عليَّ بالنار لأني مختلف معك في دينك، فهل تقبل أن أحكم عليك بالنار بالمثل لأنك مختلف عني في ديني؟ وهل من العقل أن نتبادل إصدار أحكام على بعضنا البعض ليست من حقنا؟ وما هو سلطان أي دين للحكم على مصير أصحاب دين آخر؟ إن الله وحده هو ديان كل الأرض (تك 18: 25). فإذا قررنا مصير بعضنا البعض من أنفسنا، فما هي وظيفة الله في يوم الدينونة! |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حرب الأفكار (القمص صليب حكيم) |
سؤال وجواب مهم |
خطاب سؤال وجواب |
كتاب معجزات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لأبونا القمص صليب متى ساويرس |
سؤال وجواب عن الاجبية |