03 - 12 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ برفيريوس إلى القسطنطينية:
واشتدّ هياج الوثنيين في غزّة لا سيما بسبب اهتداء العديدين منهم إلى المسيح. تضييقهم على المسيحيين كان في ازدياد وتماديهم في الممارسات الشائنة استفحل. كانوا يعاملون المسيحيين كالعبيد ولا يسمحون لأحد منهم أن يأخذ لنفسه وظيفة رسمية أو يفلح أرضه. الولاة كانوا وثنيين. وإذ لم تؤدّ زيارة مرقص الشمّاس إلى القسطنطينية الغرض منها، صلّى برفيريوس إلى الرب الإله وقرّر، على الأثر، أن يذهب إلى عاصمة الإمبراطورية بنفسه. فتوجّه أولاً إلى قيصرية وعرض الأمر على يوحنا، رئيس الأساقفة، وسأله مرافقته. وبعد أخذ وردّ قرّر الأسقفان السفر سويّة رغم أن الشتاء كان على الأبواب. وبعدما استكملا وصحبهما الاستعدادات غادرا بحراً في الثالث والعشرين من شهر أيلول. أول محطة كانت لهما في رودس. هناك سمعا بناسك قدّيس اسمه بروكوبيوس فقرّرا العبور به لأخذ بركته. وكان هذا الراهب منعَماً عليه بموهبة الرؤية. فلما قدما إليه استقبلهما وأكرمهما. وإذ أخبراه بما هما مسافران إلى القسطنطينية من أجله وأنهما سوف يطلبان من الإمبراطور دكّ هياكل الأوثان في غزّة صلّى لأجل نجاح مسعاهما ونصحهما بأن يضعا المسألة بين يدي يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، أي الذهبي الفم. وأضاف أن يوحنا ليس في وضع يسمح له بنقل الكلمة مباشرة إلى القصر لأن الإمبراطورة افدوكسيا غاضبة عليه. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
لهذا السبب سوف يوعز إلى رئيس التشريفات لديها، وهو رجل يخاف الله، اسمه أمانيتوس، بإيصال الخبر إلى الإمبراطورة. ثم أردف قائلاً: وأنتما متى حضرتما لديها وأبدت رغبتها في مساعدتكما فقولا لها: نرجو في المسيح، ابن الله، إن غرت لنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً. وهي متى سمعت ذلك منكما غارت بالأكثر وسعت لإنجاح مهمّتكما. وبعدما سمع الأسقفان من بروكوبيوس الناسك كلاماً من هذا النوع صدّقاه وأخذا بركته وانصرفا. وبعد حوالي عشرين يوماً من مغادرتهما غزّة وصل الأسقفان إلى القسطنطينية فاتصلا بالقدّيس يوحنا الذهبي الفم الذي أحسن استقبالها واهتم بأمرهما. وإذ اطّلع على القصد الذي أتيا من أجله رتّب من خلال رئيس التشريفات، أمانيتوس، لدى الإمبراطورة أن يُنقل خبر الأسقفين إليها ويوصلا بها. فلما أتيا إليها أبدت استعدادها لأن تعرض الأمر على الإمبراطور. وبالفعل عرضته فتلكّأ قليلاً لأن غزّة من المدن التي تمدّ الدولة بأموال ضريبية يُعتدّ بها، فإذا ما قست السلطة على السكان في شأن هياكل الأوثان فإنهم سيتفرّقون ولسوف تصيب الدولة خسارةٌ ليست بقليلة من جراء ذلك. فعادت الإمبراطورة واستدعت الأسقفين ونقلت إليهما تحفّظ الإمبراطور، لكنها أبدت أنها لن تترك الموضوع حتى تتمّمه بإذن الله. إذ ذاك قال لها برفيريوس ما سبق لبروكوبيوس الناسك أن لقنه إيّاه: إننا نرجو في المسيح، ابن الله، إن ساعدتنا في مسألتنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً سوف يحيا ويحكم وسوف تفرحين به سنين عديدة.
|
||||
03 - 12 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
هذا الكلام حرّك أحشاء الإمبراطورة بالأكثر فسألت صلاة الأسقفين ووعدت بتحقيق رغبتهما، وأضافت إنها سوف تُنشئ كنيسة في وسط غزّة، بإذن الله. أفدوكسيا كانت في شهرها التاسع وساعة وضعها وشيكة. وانتظر الأسقفان بضعة أيام كانا خلالها يذهبان إلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم وينعمان بكلامه الإلهي الذي كان أحلى من العسل. أخيراً وضعت أفدوكسيا مولوداً ذكراً أسموه ثيودوسيوس، على اسم جدّه، وقد حُسب إمبراطوراً من ساعة ولادته ولُفَّ بالأرجوان. ثم أن الأسقفين رفعا عريضة بناء لإيعاز الإمبراطورة. هذه العريضة استقرّت بين يدي من حمل الإمبراطور الصغير في يوم عمادته، واعتُبر أن ثيودوسيوس الصغير وافق على ما ورد فيها بسبب حركة أبداها من نحوها. وكان ذلك على مرأى من الإمبراطور والإمبراطورة. فلما فاتحت أفدوكسيا الإمبراطور الوالد من جديد بأمر الأسقفين والعريضة التي رفعاها وافق عليها بعد لأي. العريضة تضّمنت طلباً بدك الأوثان وهياكلها وتوفير امتيازات مالية للكنيسة والمسيحيين في غزّة لأنهم كانوا فقراء. بعد ذلك عملت أفدوكسيا على إعداد المراسيم الملكية اللازمة وعيَّنتْ بمساعدة أمانيتوس رجلاً مسيحياً تقيّاً أهلاً لتنفيذ المهمة. وإذ تكلّلت مهمة الأسقفين بالنجاح استودعا الإمبراطور والإمبراطورة عناية العليّ وقفلا عائدين إلى ديارهما مزوّدين بأموال وهدايا قيّمة. ولم تنس أفدوكسيا أن تمدّ برفيريوس بأموال خاصة لبناء الكنيسة التي وعدته بها في وسط غزّة. كانت عودة الأسقفين في نيسان من السنة التالية.
|
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ في طريق العودة:
واشتهى الأسقفان، أثناء عودتهما، أن يمرّا، في رودس، ببروكوبيوس الناسك فاعترضهما صاحب السفينة ولم يشأ أن يلبي رغبتهما بحجّة أن الأهوية كانت مؤاتية للإبحار ولا يريد أن يتأخر. وبعدما تقدّمت السفينة يومين هبّت عليها عاصفة هوجاء وأضحت في خطر. وعبثاً ابتهل الجميع إلى الرب الإله. لم تشأ العاصفة أن تستكين. وفي غفوة، بعد ليل صاخب، عاين برفيريوس بروكوبيوس الناسك يقول له: بشّر صاحب السفينة واختمه لأنه من أصحاب بدعة آريوس. أعدده ليلعن تعليم آريوس تستكين العاصفة حالاً. فلأنه آريوسي لم يشأ أن تأتيا لزيارتي في طريق عودتكما. علّمه فيقتبل منك الإيمان الصحيح. فلما صحا برفيريوس أخبر من معه بما شاهد ودعا صاحب السفينة وقال له: أتريد للعاصفة أن تهدأ؟ فأجاب: طبعاً! فقال: إذن اكفر بإيمانك وعُدْ إلى الإيمان القويم! فاندهش صاحب السفينة لأنه لم يُخبر أحداً بمذهبه وأجاب: إني أرى أن لك علماً بمكنونات القلوب، لذلك أقول لك إني من هذه الساعة أنكر هرطقة آريوس وأسألك أن تعلّمني الإيمان الصحيح. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
فأخذه الأسقفان وصلّيا عليه وختماه وكلّماه بكلام الإيمان القويم وناولاه الأسرار المقدّسة. في ذلك الوقت بالذات هدأت العاصفة فسارت السفينة في البحر أربعة أيام أخرى إلى أن وصلت إلى مايوما، مرفأ غزّة. تداعى المسيحيون هناك لاستقبال أسقفهم العائد، فانتظموا في موكب يتقدّمه الصليب وأخذوا ينشدون المزامير. الوثنيون ذابت قلوبهم لأنهم سمعوا أن الأسقفين أخذا موافقة الأباطرة على دكّ هياكل الأصنام. ولما وصل الموكب إلى المدينة مرّوا بتمثال من المرمر لأفر وديتي، إلهة الخصب. فاضطرب الروح الخبيث المقيم في التمثال من مرأى الصليب المقدّس وخرج منه. وإذ بالوثن يهوي إلى الأرض ويتحطّم من ذاته. وإن اثنين من الوثنيين كانا في الموضع يسخران من المسيحيين فهشّم التمثال رأس أحداهما وكسر كتف الثاني ومعصمه. فلما رأى وثنيون آخرون ما حدث استشعروا وانظموا إلى موكب المسيحيين ودخلوا معهم إلى كنيسة السلام واقتبلوا الختم. وقد وعظهم برفيريوس ودعاهم إلى المثابرة على صلوات الكنيسة ثم أطلقهم. كان عددهم تسعة وثلاثين شخصاً. أما يوحنا، رئيس أساقفة قيصرية، فأقام يومين في غزّة ثم عاد إلى دياره.
|
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ دكّ الهياكل:
بعد أيام قليلة باشر موظّفون مدنيون وعسكريون بتنفيذ الأمر الملكي. قبل ذلك كان قد غادر المدينة عدد من سكانها الوثنيين الذين عرفوا بما هو مزمع أن يكون، لاسيما الأغنياء. كانت في غزّة ثمانية هياكل وثنية. أهمها هيكل زفس الذي كان من أشهر هياكل المسكونة. وقد تمّ هدم الهياكل وإحراقها في عشرة أيام. فقط هيكل المرناون، أي هيكل زفس، احتار المؤمنون والجند كيف يدكّونه لأنه كانت فيه ممرّات سرّية ومخابئ والكّهان سدّوا الأبواب بحجارة ضخمة. لذا دعا برفيريوس إلى الصوم والصلاة عسى الرب الإله يكشف كيفية تطهير المكان. أخيراً، أثناء القداس الإلهي المقام مساء، تكلّم الرب يسوع بولد في السابعة من عمره وعيَّن بالتفصيل كيفية إحراق الهيكل الداخلي لأن نجاسات كثيرة مورست فيه، لاسيما تقديم ضحايا بشريّة. أما الهيكل الخارجي والساحة فُيتركان. ثم بعد تطهير المكان يُصار إلى بناء كنيسة. وقد تكلّم الولد باللغة السريانية. ولما أخذ الأسقف الولد على حدة وسأله من أين جاء بالكلام الذي تفوّه به لم يردّ. وبعدما ألحّ عليه أعاد الكلام بعينه ولكن باللغة اليونانية مع أنه لم يكن يعرف اليونانية لا هو ولا أمّه. وكما أوعز الصبي هكذا كان. كذلك أُخرجت الأوثان من البيوت وحُطّمت وأُحرقت إضافة إلى كتب السحر. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ مزيد من المهتدين:
إثر ما جرى انضم إلى الكنيسة عدد وافر من الوثنيين، بعضهم بدافع الخوف وبعضهم عن قناعة. وقد قبلهم الأسقف جميعاً واهتم بتعليمهم مؤكداً أن بعضهم ولو أتى وفي نفسه شيء من الشك فإن الأيام كفيلة بتغيير قلبه بنعمة الله. حتى ولو كان عدد منهم غرقى الآثام التي ارتكبوها في سابق عهدهم فإن الخلاص يمكن أن يطال ذريتهم. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ كنيسة جديدة: وفيما كان الأسقف والمؤمنون محتارين في شأن تحويل ما تبقّى من هيكل زفس بعد إحراقه إلى كنيسة أو إنشاء كنيسة جديدة في الموضع، وصل رسل من القسطنطينية ومعهم رسا من الملكة ورسم للكنيسة التي تريد أن يباشر الأسقف ومؤمنو غزّة ببنائها وكانت بشكل صليب. فتداعى المؤمنون، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، إلى العمل على إنشاء الكنيسة الجديدة. وقد دكّوا الرخام المتبقي من هيكل زفس وبلّطوا به الطرقات، واستعان الأسقف بمهندس إنطاكي اسمه روفينوس للإشراف على بناء الكنيسة الجديدة. وقد تمّ إرسال الأعمدة والمرمر للكنيسة من القسطنطينية، اثنين وثلاثين عموداً. كما أعدّ الغزّاويون حجارة ضخمة من إحدى التلال غربي المدينة. يُذكر أن جميع المسيحيين عملوا في بناء الكنيسة الجديدة بمن فيهم بورفيروس الأسقف. وحدث بعد قليل من مباشرة العمل أن ثلاثة أولاد دنوا من بئر في الهيكل الوثني. وإذ كانوا يسعون إلى الحصول على بعض الماء منه انكسر بهم الخشب الذي كانوا واقفين عليه وهووا في باطن الأرض. فتسارع المؤمنون إلى نجدتهم وأخذوا ينادونهم فلم يُسمع لهم صوت وكانت البئر عميقة. وحضر بورفيروس الأسقف وأخذ في الصلاة والبكاء سائلاً الرب الإله أن يحفظ الأولاد لئلا يقول الوثنيون عن المسيحيين: أين هو إلههم؟ وبعد سحابة ساعة من الزمن طلب أن يُمَدَّ حبل إلى قعر البئر ونزل أحد المؤمنين فإذا به يجد الأولاد الثلاثة على صخرة سالمين معافين وكانوا في النور فمجّدَ الله ونادى أن الأولاد بخير. ثم أنهم سُحبوا من البئر فكان فرح الكنيسة بعمل الله وشكرُهم له عظيماً. يذكر أن صليباً ارتسم على كل من الأولاد الثلاثة بلون الحمرة. استغرق بناء الكنيسة خمس سنوات وأُطلق عليها اسم أفدوكسيانا نسبة للملكة أفدوكسيا، ووُزِّعت العطاءات على الغرباء والفقراء إثر تدشينها. |
||||
03 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
+ رقاد بورفيروس:
استمرّ بورفيروس في التصدّي للوثنيين في غزّة والعمل على هدايتهم إلى النهاية. وقد رقد في الرب بعدما خدم أسقفاً أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وثمانية أيام. وأوصى بتوفير الحسنات للفقراء على نحو منتظم وضيافة الغرباء. كان رقاده في 26 شباط عام 420م. |
||||
04 - 12 - 2016, 10:48 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: القدّيس بورفيريوس أسقف غزة
بركة صلاته تكون معنا آمين
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبينا الجليل في القديسين بورفيريوس أسقف غزة (+430م) |
القدّيس بوكولوس أسقف إزمير |
القدّيس دوروثاوس أسقف غزّة |
القدّيس بورفيريوس الرَّائِي (1906-1991) |
صلاة القدّيس بورفيريوس الرّائيّ |