منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 04 - 2014, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

نشر سير القديسين

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
سهلت تقنيات الطباعة الحديثة نشر التراث الرهباني مثله في ذلك مثل شتى أنواع المعارف، فطبعت مئات القصص الرهبانية وقد أعجب الشبان بالبطولات النسكية أيما إعجاب وأحبوا فلسفة الرهبان في تناول أمور الحياة والسلوك ما بين الصمت والكلام والصوم والطعام والهدوء والحركة والإدانة والمديح وما إلى ذلك، ولعل الزيف والانحلال والانحراف واختلاط المفاهيم في العالم كان من بين الأسباب التي جعلت الشبان يبحثون عن حياة تخلو مما يرونه ويعانونه.
كما أُعجب الشباب بالواقف المنسوبة إلى آباء البرية مما يستحق التسجيل، ما بين راهب يحمل ضبعة على كتفه إلى آخر يسكن مع ثعبان ضخم إلى ثالث يقف بالأربعين يومًا صائمًا مصليًا. ورابع يقهر الشياطين وغيره يبصر المسيح والملائكة والقديسين وغير ذلك مما تسبب في زيادة ولع الشباب بتلك الحياة.
ولعله من الملاحظ جيدًا في الآونة الأخيرة إقبال الشعب على ذلك النوع من الكتابات التي تتناول معجزات القديسين (وهي تحقق أعلى نسبة مبيعات من بين أنواع الكتابات المختلفة حتى لقد استغلها البعض كتجارة تدر ربحًا لا بأس به) فالشعب القبطي شعب ناسك بطبيعته، بسيط يتقبل كل شئ، الأرض منفتحة عنده على السماء، يميل إلى كل ما فيه نسك وزهد ويسعى حثيثًا لذلك سواء في بعض الشخصيات أو الكتابات أو الأصوام أو الأفلام أو الآثار.
هنا ويجب الإشارة إلى ضرورة نشر سير القديسين بمنهج وفكر إنجيلي، وليس نسكي خيالي غير واقعي، كما يجب عدم التركيز على المعجزات فقط، وإنما المنهج الذي عاشه الأب وكيف كان تدبيره الروحي.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

رهبنة مئات من المثقفين وأصحاب الدرجات العلمية العُليا

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كل شخص يترهب يترك رسالة إلى عدة مجتمعات كانت حوله (مثل العائلة والكلية والعمل والخدمة والأصدقاء) تقول هذه الرسالة، أهرب لحياتك.. اسعى فيما يخلص نفسك، وأما هو فقد مضى مستخفًا في ذلك بالمال والوظيفة وغيرها، ومن ثم فإن كثيرين ممن كانوا ضمن تلك المجتمعات يتأثرون بما فعله ويحذون حذوه ويتبعون مسلكه، كما أن رهبنته وسكناه في الدير يجتذب مئات من محبيه إلى زيارة معبده الجديد، هناك في الدير يتأثرون، ومن يعيدون تقييم حياتهم، ويتعجبون كيف واتته الشجاعة ليتخذ مثل هذا القرار الخطير، والذي لا يخلو من مغامرة قد لا تُحمد عٌقباها.
هناك معادلة تقول أن العالم ليس فيه شيء ثابت بل كل شيء فيه قابل للتغير والتطور في حين أن الحقيقة الثابتة هي الله وكل من أراد أن يضمن مصيره عليه الالتصاق بالله وأن الأفضل للإنسان أن يصنع خيرًا يجده قدامه، وهي في الواقع معادلة منطقية وصحيحة، وهي التي بموجبها قد أتخذ القديس أرسانيوس قرارًا بترك البلاط إلى أسقيط مصر.. غير أن الفرق بين القديس أرسانيوس وغيره من الشباب هو أنه دخل بالفكرة إلى حيز التنفيذ فتحولت إلى فعل قائم، أو أنه كانت له قوة الإرادة اللازمة لذلك. وأظن أنه كان من السهل على عشرات الآلاف من الشبان في جيله من المصريين أن يحذون حذوه، لاسيما وأن النقلة ما بين حياتهم البسيطة في العالم وحياة النسك في البرية لم تكن كبيرة، بالنسبة للقفزة الهائلة التي حققها هو بانتقاله من البلاط الإمبراطوري إلى مكان عرف عنه شظف العيش، - حيث يتضح ذلك جليًا من سيرته وسير الآباء في جيله من سكان الإسقيط – غير أن القديس أرسانيوس كان له من محبة السيد المسيح ما يجعله يفعل أكثر من ذلك.
ونقرأ في سيرته كيف أن كثيرًا من الشبان من وجهاء الروم جاءوا إلى الإسقيط وترهبوا فيه بعد ما سمعوا عنه، فبقراره جعلهم يقررون ذلك وبنسكه اجتذبهم إلى النسك.. وهكذا القديسان الروميان مكسيموس ودوماديوس وكذلك الأب مرقس الترمقي الذي عاش جنوب مصر في القرن الرابع الميلادي والذي كان أيضًا أحد الأمراء في أثينا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الرحلات إلى الأديرة

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كانت زيارة الأديرة حتى الستينات قاصرة على الأفراد وبعض القوافل، وكانت أول سيارات عرفت الطريق إلى الأديرة (لاسيما وادي النطرون والبرية الشرقية) هي السيارات الجيب ذات القدرة على الخوض في كثبان الرمال والطرق الوعرة غير الممهدة، وقد كان على الشباب الراغبين في زيارة تلك الأديرة والإقامة فيها سواء من المصريين أو الأجانب، أن يقطعوا مسافة طويلة سيرًا على الأقدام، وفي دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا والفيوم كان الوصول إليه يتم عن طريق العرب الخبراء بالسير في الجبال حيث تستغرق الرحلة ما يزيد عن الأربعين كيلو مترًا ذهابًا ومثلها إيابًا. فما أن عُدت الطرق إلى تلك الأديرة حتى عرفت السيارات الكبيرة والصغيرة الطريق إليها ومن ثم قام الكثير من الكهنة والخدام المحبين للأديرة والرهبنة بتنظيم الرحلات إلى الأديرة.
لتعريف النشء الجديد بالكنيسة في واحدة من أمجد صورها، وهي الرهبنة (قليلًا قليلًا تحولت زيارة الأديرة إلى نزهة وتغيير وسياحة، حيث يُفسح فيها المجال للأطفال بأن يمرحوا بألعابهم يقفزون هنا وهناك، بينما يجد ذووهم الفرصة للراحة والطعام وما هو أكثر من ذلك حيث هناك ظاهرة آخذة في الانتشار وهي عقد الخطوبات في الأديرة!! مما ولد الشكوى من زيارة العلمانيين للأديرة والمطالبة بتقنينها، غير أن هذا أيضاَ يتم داخل إطار أكبر وهو الشعور بأن الكنيسة قد أصبحت مجتمعًا آمنًا يلوذ به الأفراد والجماعات، وهكذا وبقدر ما أصبحت زيارة الأديرة عامل جذب أصبحت معرقلًا لنمو الراهب وكسرًا للهدوء والوحدة).
وكان تواجد الناس في مثل هذه الأماكن التي ارتوت بدماء الآباء ودموعهم وعرقهم سبب بركة لهم. هناك أنفاس عشرات الآلاف من أرواح القديسين تملأ المكان وتعقبه بعبق نسكي، فتتبكت ضمائر الزائرين وتلتهب فيهم الحماسة للتوبة بينما تشتعل الرغبة في الحياة النسكية بين الصغار منهم. وكانت زيارة الأديرة دائمًا عبارة عن نقطة ارتكاز للزائر يقف فوقها حيث يتسنى له النظر إلى دائرته هو التي يحيا فيها فيقيمها عن بعد..
هذا ويبلغ عدد الزائرين في اليوم الواحد بالنسبة لبعض الأديرة -في بعض الأحيان- ما يصل إلى عشرة آلاف زائر ما بين الحافلات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والسيارات الخاصة والأفراد. وفي بعض الأديرة مثل وادي النطرون قد يتطلب الأمر إلى ما يصل إلى أثنى عشر راهبًا لخدمة الزائرين وفي الإجازات الرسمية قد يتضاعف هذا العدد.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:06 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

بيوت الخلوة

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
لعل أول بيت خلوة أنشئ للشبان كان في دير السريان سنة 1952، في أيام المتنيح الأنبا ثاؤفيلس حيث كان الغرض من إنشائه هو احتضان الشباب الناضج من الخدام والقادة الروحيين والذين يتدربون على الحياة النسكية تمهيدًا لالتحاقهم بالدير، حيث يوفر الدير لمثل أولئك المرتادين بيت الخلوة، الإقامة والطعام، في حين كان الشاب قادرًا على الاستفادة من المكان والفرصة، وسط مناخ روحي هادئ يستعيد فيه عافيته الروحية ويدرس ما يعن له من قرارات، وهكذا يحتضن الدير جهاده خلال تلك الأيام القلائل التي يقضيها في رحابه.
غير أن الأمر الآن قد تغير إلى حد كبير، فقد تم إنشاء بيت للخلوة في كل دير، أحد هذه البيوت يسع لثلاث مئة شاب، وأعدت برامج للخلوة لمساعدة الشبان على الاستفادة من تواجدهم بالدير، واحتاج الأمر بضرورة الحال إلى إشراف رهباني من قبل الدير حتى يضمن لبيت الخلوة تحقيق رسالته، بل تطور الأمر إلى الحاجة إلى تعليم الشاب في الدير كيفية الصلاة ودراسة الكتاب المقدس وكيف يتدرب على الصمت والهدوء والعمل وضبط الفكر، ومن ثم يدفع الآباء الكهنة في الكنائس بالشباب إلى بيوت الخلوة بالأديرة بغية التزود بقوة روحية ونسكية.
خلال فترة الخلوة يتسنى للشاب التعامل مع رهبان الدير عن قرب من خلال الصلاة والتسبيح والعمل وملاحظة سلوكهم وسماع كلماتهم، فيعود بعد فترة الخلوة محملًا بالعديد من الانطباعات والذكريات ينقلها بدوره إلى آخرين، حيث تكون الأيام التي قضاها في الدير مشحونة بكل ما هو مختلف عن عاديات الحياة في المدينة (تغير الآن دور بيوت الخلوة من مجرد استقبال شباب ناضج روحيًا وإفساح المجال لهم ليتعبدوا في هدوء.. يصلون ويقرئون ويدرسون -دون أن يمثل وجودهم عبئًا على الدير أو إخلالًا بنظامه وهدوئه- إلى حركة منظمة لمجيء ورحيل الشبان والإشراف عليهم عن قرب وتعليمهم، وكثيرًا ما يسبب شباب الخلوة في الأديرة الضوضاء والتجاوزات، مما قد يقلق الآباء، حتى أن ذلك قد يعطل عمل بيوت الخلوة ذاتها، ولربما كان من المناسب توعيتهم من المناسب توعيتهم من قبل آباء اعترافهم أو خدامهم بطبيعة الأديرة وكيفية السلوك فيها، وذلك قبل اتجاههم إليها في خلوة).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

دور الأب البطريرك شنوده الثالث

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
عشق قداسة البابا شنوده الثالث –أطال الله حياته– الحياة النسكية وكانت وما تزال له اشتياقات في النسك والهدوء وعندما قرر ترك العالم في سنة 1954م منطلقًا إلى البرية وضع في قلبه ألا ينظر مرة أخرى الطريق الذي أتى منه، وقد قرأ وكتب الكثير عن الآداب الرهبانية وحياة الرهبنة (نشر في الستينات قصة أبونا أنسطاسي، وهي تصف بدقة الحياة الرهبانية والمشاعر التي تعمل في نفس الراهب وقد شرح فيها كيفية الموت عن العالم بالنسبة للراهب) وكذلك سجل عدة أشرطة كاسيت عن الرهبنة والسلوك الرهباني وذلك بدير القديس الأنبا بيشوي في الثمانينات، يضاف إلى ذلك أن عظاته – والتي وصلت إلى المخادع – تكاد لا تخلو إحداها من إشارة إلى راهب أو أب رهبنة أو أقوال آباء أو ذكريات رهبانية أو تعليم نسكي، مما ألهب قلوب الكثيرين بحب الرهبنة. كما اعتاد في فترة من الفترات استهلال محاضرته بعشر دقائق يقدم فيها سيرة أب من آباء الرهبنة.
يضاف إلى ذلك اهتمامه بإنشاء الأديرة الجديدة وتعمير القديم منها رهبانيًا -كما سبق- حتى وصلت الأديرة التي عمرت رهبانيًا (تضم مجامع رهبانية) في أيامه حتى الآن إلى حوالي العشرة أديرة في مصر والخارج، كما يسر بإتمام طقس الرهبنة بنفس للرهبان الجدد ويتأثر بذلك كثيرًا باعتباره إعادة ومعمودية جديدة، وهكذا لم تتحول الرهبنة فيه إلى مجرد ذكريات وتاريخ وإنما ظلت تفاعلًا داخله. ويرى كثيرون ممن يعتد بآرائهم أنه إن لم يكن قد ولج معترك الرعاية لأصبح أب رهبنة على غرار القديس أنطونيوس والقديس مكاريوس (عندما رغب أحد رهبان الدير في الخروج إلى الوحدة تقابل أولًا مع قداسته حيث حدثه كثيرًا عن الوحدة -حديث مختبر لهذه الحياة- مما بهر الراهب وأسعده في آن. ويلاحظ أن تعبيراته تميل إلى التعبيرات النسكية الرهبانية ولم تصدر كلمة واحدة علمانية) ويصل عدد الرهبان الذين ترهبنوا في فترة حبريته حتى الآن حوالي ألف ومائة (1100) راهب وراهبة، كما يقوم قداسته بالاجتماع معهم في عدة مناسبات.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

أناس ترهّبوا دون دافع معروف

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
هناك فرقٌ بين الأسباب والدوافع، فالذي جعل جميع الرهبان يترهبون هو محبتهم للمسيح ورغبتهم في تبعيته عن قرب، بينما اختلفت الدوافع المباشرة لدخولهم الدير- والعجيب أن نسبة كبيرة ممن ترهبوا لا يستطيعون تحديد السبب الحقيقي وراء مجيئهم إلى الطريق الرهباني، فبعضهم لم يكونوا من رواد وزائري الأديرة، ولم تكن لهم علاقات خاصة بأي من الرهبان بل وجدوا أنفسهم مدفوعين في هذا الطريق، وبعضهم كانت حياتهم تسير في اتجاه آخر ولم يكن في حسبانهم أن يضمهم أحد أسوار الأديرة أو يجدون أنفسهم داخل الثياب السوداء.
روى لي أحد هؤلاء (هو الآن راهب بأحد الأديرة) قال: كنت مترفًا مدللًا، علاقتي بالكنيسة سطحية، ميالًا إلى الاستخفاف بأولئك الذين يترددون كثيرًا عليها، ويكثرون من الأحاديث عن الله والقديسين، وفي يوم من الأيام زارنا راهب في المنزل كان يمت بصلة قرابة لأمي، ولم يتحدث معي بشكل شخصي بل تحدث إلى الجميع وتخلل حديثه الكثير عن الرهبنة والآباء والأديرة.. ماذا أقول؟ ربما تكون أحاديثه قد أيقظت الراهب النائم داخلي نومًا عميقًا!.
ويحكي عن القديسين يوحنا وسمعان (من آباء الروم) أنهما انطلقا يبحثان عن دير يعيشان فيه، فدخلا أحد أديرة فلسطين، وتقابلا مع رئيس الدير، وبينما كانا يكلمانه في ذلك خرج راهب كان قد تقلد الإسكيم منذ أيام فلما شاهداه هتفا على الفور نريد نحن أيضًا أن يكون لنا مثل هذا اللباس المجيد البهي والمميز، لقد انفتحت أعينهما عليه فشاهدا حقيقة الرهبنة من خلال الملابس (أصول الحياة الروحية/ ص52) قمت بسؤال آباء الدير طرفنا، وآباء كثيرين من أديرة أخرى عن ذلك، وخلصت إلى نتيجة جديرة بالملاحظة وهي أن ما يقرب من سبعين بالمئة منهم ترهبوا على هذا النحو! أي أن هناك سرًا لا يدركونه هو الذي جذبهم نحو هذا الطريق (روى لي أحد الآباء في الدير أنه لم يكن يفكر في الرهبنة مطلقًا، بل كانت له اهتمامات أخرى مثل العلم والعمل.. وحدث أن اشترك في رحلة متجهة إلى منطقة وادي النطرون، فإذا به يُسبى بالمكان ويتحول قلبه بشكل مفاجئ نحو الرهبنة، وبينما كان أفراد الرحلة مشغولين بزيارة الأديرة والحديث مع الآباء وتناول الطعام وخلافه، كان هو قد سرح بخياله في عالم آخر، فقد قرر يومها أن يترهب وترهب) غير أنه كانت هناك بدايات في العالم أكملت في الدير أو بمعنى آخر كان هناك راهب صغير في العالم احتاج إلى مناخ ملائم وطقس مواتي لكي ينمو فيه فكان الدير هو البيئة التي احتضنت ذلك الغرس الجيد، كما يجب الإشارة هنا أي أن هناك أشخاصًا لن يخلصوا إلا من خلال الحياة الرهبانية.. يقول القديس يوحنا الدرجي "أناس دعاهم الملك، وأناس خرجوا في موكب الملك، وأناس شاهدوا موكب الملك فانضموا إليه والعبرة بالنهاية؟
فإنه ليس من الضروري أن يكون للشخص تاريخ روحي مجيد في العالم والخدمة، بل يشهد تاريخ الكنيسة والحياة الرهبانية بأن كثيرين ممن كانت حياتهم قبل الرهبنة صعبة وليس في حياتهم ما يعجب به. قد سبقوا الآخرين سالكين في قداسة فائقة، أمثال موسى الأسود ومريم المصرية والأنبا بنيامين أسقف المنوفية المتنيح عام 1964م.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

عوامل دفع لا تناسب


كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كما أن هناك عوامل جذب سبق الإشارة إلى بعضها، فإن آخرين أيضا قد طرقوا أبواب الأديرة بدوافع لا تفي بشروط الرهبنة، وفي بعض الأحيان تتعارض مع متطلبات الطريق، ولعل هذا هو السبب في اعتذار القائمين على الأديرة للكثيرين، بحيث أن نسبة الذين يسمح لهم بالإقامة في الدير رهن الاختبار تمهيدا لرهبنتهم لا يتعدى الخمسة في المئة (5 %) إذ يجب ألا يسمح لشخص بالدخول للرهبنة إلا إذا كانت ظروفه عادية، ومن جهته هو يكون قد اختار هذا النوع من الحياة طوعًا، وفيما يلي بعض أمثلة ممن يعتذر لهم المسئولون:-
  1. شخص مريض بمرض مزمن
  2. الهوس الديني
  3. النذر الخاطئ
  4. الذين يعانون من متاعب زوجية أو أسرية أو معيشية
  5. الذين يحضرون عقب صدمات عاطفية
  6. الذين يرغبون في الإقامة دون رهبنة
  7. ليس صحيحًا ما يُقال عن أن الرهبنة تُغري الكسالى وراغبي الوظائف الكنسية
  8. إغراء الرفاهية والمدنية في الأديرة
  9. المشكوك في أمرهم
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

شخص مريض بمرض مزمن

هذا النوع من الشباب يفكر بطيبة قلب في أن السكنى بالدير لن تكلفه العناء الجسداني الكبير الذي يتطلبه العمل في العالم في المقابل، كما يرى ذلك الشاب أنه من الأفضل أن يهب الله السنوات المتبقية من صحته، وأن الراحة النفسية في رحاب القديسين والصحراء ونقاء الطقس وطيبة قلوب الآباء الذين سيحيا بينهم، قد تعينه بشكل أفضل على الاستمرار في الحياة بحيث يصبح معه أقل عرضه للنكبات الصحية.

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ولكن الواقع يختلف كثيرا عن ذلك، فالإقامة في الدير تحتاج -لاسيما في السنوات الأولى- إلى مجهود بدنى شاق، إذ يعمل (الأخ) كثيرا في مجالات شتى مثل المطبخ والفرن وبيت لحم وإعداد المائدة، وقد يعمل على (جرار) لنقل احتياجات بعض قطاعات الدير، وربما عمل في الزراعة أو الورش بمختلف أنواعها، وقد تضطره ظروف العمل إلى رفع مختلف أنواع الأثقال. وقد تصل عدد ساعات العمل في اليوم الواحد إلى اثنتي عشرة ساعة وقد تزيد في بعض الظروف والمناسبات، يضاف إلى ذلك الصلوات الجماعية في الكنيسة مع الآباء وصلواته الخاصة في قلايته بما في ذلك الميطانيات. وحقيقي أن هذه هي احتياجات الدير الذي سيحيا فيه، ولكن المبتدئ -من جهة أخرى- عليه أن يعمل كثيرا حتى لا تهاجمه الأفكار متى كان بلا عمل أو معتادا على قسط من الراحة أكثر مما يحتاج، هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فإن الفكرة المتوارثة عن الشيوخ هي أن الراهب الذي يعمل ويتعب كثيرا في الدير يتمسك في المقابل بالدير ويتمسك الدير به!
إذا فمتى كان مريضا أو ضعيفًا فكيف يستطيع القيام بكل تلك الأعباء، فإن هو أرهق أكثر من احتماله فقد يقضى بذلك على البقية الباقية في صحته، وثمة أمر آخر يحتسب له وهو احتمال تعرض هذا الأخ لتعب مفاجئ، أليس من الأفضل في هذه الحالة أن يكون قريبا من مراكز العلاج والأطباء والمتخصصين؟ إن كل ذلك يجعل من المناسب ألا يترهب بل يحيا في العالم مختارا بذلك العمل الذي يناسبه والمواعيد التي تتناسب أيضا مع ظروفه الصحية. عند ذلك فله مطلق الحرية في أن يتزوج أو يبقى دون زواج مختارا سبيلا آخرا.
وقد يجيب البعض بأن كثيرين من الرهبان أصيبوا بأمراض مختلفة بعد رهبنتهم، غير أن الأمر في هذه الحالة يصبح مختلفا إذ أن الدير يتعهد بعلاجه واحتمال آثار وتبعات هذا المرض في حين أنه ليس مضطرا لقبول شخص يعرف جيدا أنه مريض (يطالب الدير الآن المتقدم للرهبنة بإجراء فحص طبي شامل بمعرفة الدير حتى يتأكد من خلوه من مثل تلك الأمراض (قصور في وظائف القلب أو الكلى أو المشاكل التي تخص العمود الفقري وما شابه ذلك).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

الهوس الديني

يقول الآباء أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين ولذلك فإن الجنوح ذات اليمين أو ذات اليسار يشكل خطورة كبيرة وينبئ بكارثة (يجب أن يحتفظ الإنسان بهامش في حياته، من جهة اليمين ومن جهة اليسار، فإن تعرض لأية طفرة فإن هذا الهامش يستوعبها، وإلا فإنه يسقط كما سقط قطار عن القضبان فتحدث الكارثة ويحطم كل ما في طريقه، ويحتاج إرجاعه إلى القضبان جهدا يفوق الوصف وبالطبع فإنه لا يعود طبعا كما كان.) فإن كثيرا من الشباب يهيم حبا بالرهبنة فيما قد نسميه بـ(المراهقة الروحية) أو عدم النضج الروحي، حيث ينكب هؤلاء على الكتب النسكية ويجمعون الكثير من سير القديسين ويولعون بزيارة الأديرة وإقامة علاقات متعددة بالرهبان في مختلف الأديرة، وفي مخادعهم يحتفظون بالقناديل والبخور وعشرات من صور القديسين، يضربون مئات الميطانيات ويسلكون كما يسلك الرهبان.

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
مثل هؤلاء يحتاجون إلى مرشد مختبر، يتاجر لهم حسنا في الوزنات، وينصحهم بأن يرتدوا إلى التعقل – فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التَعَقُّل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان (رومية 12: 3)، فقد تهدأ مثل هذه المشاعر بعد رهبنتهم إن استطاعوا الالتحاق بأحد الأديرة ولم ينتبه المسئولون إلى ذلك، ومن ثم يعودون أدراجهم إلى العالم مثقلين بعبء الشعور بالفشل، تتجاذبهم تيارات في الداخل من القلق والحيرة وتساؤلات من الخارج تحاصرهم!
من أمثال أولئك شاب جاء إلى الدير ولم يكن مناسبا بحال من الأحوال ليس للالتحاق بالدير فحسب، بل ولا للتقدم إليه أصلا، فاعتذر له الأب المسئول في الدير عن قبول الأخوة ومن ثم نصحه بالعودة إلى عمله وممارسة حياته بشكل طبيعي، غير أنه اعتبر ذلك نوعا من الاختبار، ولم يرجع بل غافل الآباء ودار حول الدير حتى وصل إلى مغارة البابا كيرلس وبالقرب منها جلس يصلى ويضرب الميطانيات، ولمحه عن بعد بعض من الشبان الذين خرجوا إلى خلوة بالبرية بعد الغروب، وتقابلوا معه واستفسروا منه عن حاله ولكنه لم يجبهم على أي من أسئلتهم بل طلب من أحدهم أن يحضر له بعض الخبز والماء وأبلغ الشاب الدير بدوره فالزمه الآباء بترك المكان والسفر إلى مدينته.
ومرة ثانية حضر إلى الدير شخص ذو هيئة غريبة، كان الرجل يقارب الخمسين من عمره، رأسه خال من الشعر، وكانت ملابسه عجيبة فقد كان يرتدى جوالا من الخيش فتح فيه من أعلى فتحة نفذت منها رأسه وصنع فتحتين أخريتين للزراعيين، وكان حافي القدمين وقد ترك لحيته تنمو قليلا، وفي يده يحمل كيسا من البلاستيك وضع فيه بعض أوراق انتزعها من مجلة الكرازة وجريدة وطني، بطريقة غير مرتبة.
وعندما تقابل معه أحد الآباء في الدير سأله عن هويته فلم يفصح عنها في البداية بل تحدث طويلا عن يوحنا المعمدان وقال أنه يحمل معه بعض المقالات عنه في ذلك الكيس، وبعد قليل من النقاش أتضح أنه متزوج ومقيم بإحدى ضواحي شرق القاهرة وأن أحد أبنائه مجند في القوات المسلحة، وقد ألحت عليه فكرة ترك العالم وما فيها فجعلها موضع التنفيذ. كان منظر الرجل ملفتا بحيث يتوقف عنده كل من يمر به فيتأمله كثيرا قبل أن ينصرف، أما الآباء في الدير فقد قدموا له طعاما ولاطفوه حتى خرج من الدير وعندما أحضروا له بعض الملابس المناسبة اللائقة بدلًا من تلك التي تثير فضول الناس وسخريتهم وقد يعرضه ذلك للأذى، فلم يرد بل فاجأ الكل بأنه كان يخفى حقيبة خلف سور الدير من الخارج وفي الحقيبة كان هناك بنطلون وقميص وحذاء من الجلد الأسود، وتحول مظهره في دقائق إلى شخص عادى، وعندما ظن أن الآباء يختبرونه أسرع هؤلاء فأفهموه بأنهم لا يمتحنوه بل يصدقوه القول. وغيره كثيرون مما لا يسع المجال لذكرهم هنا (جاء شخص إلى الدير منذ 4 سنوات للرهبنة ولم يكن تناسبه تلك الحياة مطلقا بل كان في الواقع يحتاج إلى علاج نفسي وحاول معه أحد الآباء كثيرا حتى يعدل عن فكرته ولكنه أصر، وفي النهاية قال له الآباء لنختبرك إن كنت تصلح فوافق فاصطحبوه إلى بوابة الدير الخارجية وهناك قالوا له لا تفكر ثانية في الرهبنة وعليك الطاعة فأطاع وغادر الدير ولم يحضر ثانية!!.) ويجب القول هنا أن هناك فرقا بين التدقيق والوسوسة، فالأول هو الالتزام والجدية في مختلف نواحي الحياة، بينما الوسوسة هي المبالغة في البديهيات!.
جدير بالملاحظة والتسجيل أن الأديرة الآن لا تتبع أسلوب الاختبار التقليدي الوارد في الكتابات النسكية، والسبب في ذلك أن الآباء قديما كانوا يحيون كل منهم في مغارة على حدة ولا يجتمعون معا إلا ليلة الأحد وبالتالي فمن الضروري والحال هكذا اختبار القادم إلى الرهبنة بشكل مفتعل ومنظم ومقصود حتى يتأكد الآباء من أنه على درجة تسمح له باحتمال آلام البرية وقتالات الشياطين وإلا فإنهم يبقونه مع الأب الكبير لفترة يقتنى فيها أساليب التعامل مع الأفكار والحروب، وأما الآن فإن الراهب يحيا في المجمع ويتعامل مع إخوته بشكل دائم طوال اليوم أو أغلبه مما يسهل ظهور الضعفات وبالتالي يتسنى علاجها، وهكذا تبدأ الحياة الرهبانية من خلال الجماعة في الدير أولا.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 04 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,564

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

النذر الخاطئ

كتاب لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟ - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
مثل أن تنذر أم أو أب أو ابنه أو ابنته للرهبنة متجاهلين في ذلك رأى الشخص المعنى بالأمر نفسه، وقد ينذرونه وهو لا يزال رضيعا وأحيانا قبل أن يولد، لاسيما إن كانا ممن تأخرا في الإنجاب، ولكن ذلك يعد نذرا خاطئا، لأنه مبنى على أساس خاطئ، وهو استلاب لحق الشخص، بل عليهم أن يربونه حسنا في خوف الله ومحبته، أما عن الطريقة التي سوف يحيا بها أو السبيل الذي سيسلكه، فليترك للشخص ذاته عندما يصبح قادرا على اتخاذ مثل هذا القرار الهام.
يجب كذلك ألا يتسرع أي شاب في مقتبل حياته -نتيجة أي تأثير وقتي- بأن يقرر نذر نفسه. إن ذلك قد يضع عليه نيرا ثقيلا يرهقه وقد يقعده عن العمل (في جميع الحقول).
يحدث أيضا أن يكون أحد الآباء في زيارة للأسرة فيشير إلى احد الأولاد أو البنات ويقول هذا من نصيبنا أو تلك سوف تترهب وقد يأتي الكلام في البداية على هيئة دعابة أو ملاطفة. ولكن الأمر جد خطير لأنه يضع كلا من الابن وأبويه تحت هذا النير. فإن زوجا ابنهما، فعلا ذلك بكثير من التشكك كمن اعتدى على حق الله. حسبما صرح الراهب الزائر قديمًا – وان قرر الابن عندما يكبر أن يتزوج فقد يعارضه الأبوان.. وإن قرر الجميع أن الزواج هو الأمثل ترك تشككا داخليا يستمر لسنوات عديدة، لاسيما إذا كانت الأسرة بسيطة لا تتمتع باستنارة روحية كافية تجعلها قادرة على الإفراز بين ما هو فرض وما هو متروك لتقييم الشخص في حرية كاملة (منذ سنتين جاءت رحلة من الصعيد إلى الدير وكان بصحبتهم طفل لا يتجاوز الخامسة من عمره ألبسه أبواه ثياب راهب كاملة، وكان يجرى هنا وهناك بين أفراد الرحلة الذين كانوا يتلقفونه الواحد تلو الآخر يحملونه ويقبلون يديه وينادونه أبونا والطفل سعيد بهذا الحب الغامر، غير مدرك لما يجرى.إن هذين الأبوين يؤذيان الطفل أيما أذية من حيث لا يدريان.)
إن الجميع مدعوون إلى حياة القداسة والكمال سواء أكان ذلك في الأديرة من خلال الرهبنة أو الزواج أو غيرها من السبل الأخرى.
وهكذا فإن هناك أناسًا اضطروا للترهب ولم تكن الرهبنة طريقهم.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب دراما الصلب - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب فضيلة النسك - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
كتاب شبابنا وفكر الرهبنة - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب تقديس الحاضر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام
كتاب القديس القوي الأنبا موسى الأسود - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024