![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 181 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح الخادم | مرقس الخادم النعمة اختارت مارمرقس ليقدم لنا المسيح الخادم: † فالنعمة اختارت مارمرقس ليتكلم عن جانب المسيح الخادم والمسيح العبد، وذلك لأن شخصية مارمرقس كانت تتمتع بروح الخدمة فهي تتناسب مع هذه الصفة في المسيح. † بمعنى آخر مارمرقس إنسان يحب الخدمة بطبيعته وعنده حمية وغيرة على الخدمة مما جذبه لشخص المسيح الذي تظهر فيه صورة الخادم في كمالها المطلق. ولذلك أيضًا اهتم مارمرقس أن يظهر في إنجيله المسيح الخادم، (النقطة التي توافقت فيها شخصية مارمرقس مع شخص المسيح). ![]() ![]() † قد رأينا روح الخدمة في حياة مارمرقس في أحداث كثيرة سنوضح بعض منها فيما يلي: 1) مارمرقس "إنسان حامل جرة ماء" (مر14: 13):† السيد المسيح بنفسه شهد بمحبة مارمرقس للخدمة فيما ذكره لنا الكتاب المقدس في الآية التالية: "فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ" (إنجيل مرقس 14: 13) هذا الإنسان الذي كان يحمل جرة الماء هو مارمرقس. ومعروف أن عائلة مارمرقس كانت عائلة غنية. كانت مريم أمه تستضيف المسيح والتلاميذ الاثنى عشر في أي وقت يأتون هم ومن معهم أيضًا. أيضًا الكنيسة كانت تقيم في علية مارمرقس بعد القيامة. والعائلات الغنية كان لديها عبيد وإماء وجواري. كان من الممكن لمارمرقس أن يرسل أي من الإماء والخدام لملء جرة المياه. وخصوصًا أن هذا العمل كانت تقوم به المرأة. لكن مارمرقس كان لديه روح الخدمة، ولهذا قام بحمل جرة الماء بنفسه وذهب ليملأها. هذه المياه التي استخدم منها السيد المسيح في غسل أرجل التلاميذ. ![]() † أيضًا ظهرت لنا روح الخدمة التي لمارمرقس في قيامه بإعداد العلية حيث أكل المسيح وتلاميذه الفصح ويظهر ذلك من الوصف الذي كتبه في إنجيله عن العلية حيث قال: "عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً" (إنجيل مرقس 14: 15) هذه التفاصيل تدل أن مارمرقس هو الذي فرش وأعد هذه العلية بنفسه. هو الذي جهز العلية التي سيمكث بها المسيح. كان مارمرقس يستطيع أن يسند هذا العمل لأحد الخدام أو العبيد. ولكن روح الخدمة التي كانت لديه كانت تدفعه إلى القيام بهذه الأشياء بنفسه ولا يسندها لأحد. ![]() † كذلك تظهر روح الخدمة التي لمارمرقس فيما كتبه القديس لوقا في أعمال الرسل إصحاح 13، ففي كنيسة أنطاكيا نجد الروح القدس يختار برنابا وشاول للخدمة في الرحلة التبشيرية الأولى: ![]() "وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ، قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا" (سفر أعمال الرسل 13: 2-3) ولكن مارمرقس بما لديه من روح الغيرة على الخدمة طلب أن يذهب معهما فنجد الكتاب المقدس يقول لنا في الآية الخامسة من نفس الإصحاح: "وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِمًا" (سفر أعمال الرسل 13: 5). أي أن مارمرقس بالرغم من عدم دعوة الروح القدس له إلا أنه ذهب مع بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى. † سبق أن قلت لكم أن مارمرقس لم يكمل هذه الرحلة مع بولس وبرنابا وتركهما من بمفيلية: "ثُمَّ أَقْلَعَ مِنْ بَافُوسَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةِ بَمْفِيلِيَّةَ. وَأَمَّا يُوحَنَّا فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (سفر أعمال الرسل 13: 13). وقلنا أن الآراء اختلفت في سبب الرجوع، ولكن أبونا بيشوي كامل المتنيح قال ببساطة مامرقس رجع ولم يكمل هذه الرحلة لأنه لم يكن مدعوًا لهذه الخدمة من الروح القدس، كان السبب الوحيد يا إخوتي الذي دفع مارمرقس للذهاب مع بولس وبرنابا هو غيرته وحبه الشديد للخدمة "فكان معهما خادمًا". ![]() † بولس الرسول بشخصيته القوية المتحمسة لم يكتشف محبة الخدمة هذه في مارمرقس إلا بعد حين. لذلك رفض اصطحابه معهم في الرحلة التبشيرية الثانية كما يحكي لنا الكتاب: "وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا" (سفر أعمال الرسل 15: 38). ولكن عندما صار بولس الرسول الذي هو شعلة متقدة بالنشاط في الخدمة مكبلًا ومقيدًا في السجن وغير قادر على تحقيق مآربه لم يفكر إلا في مارمرقس ليقوم بالخدمة بدلًا منه فنجده يشهد لمارمرقس في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس قائلًا: "لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11). أي أنه لم يجد في تلاميذه الكثيرين من هو نافع له للخدمة أكثر من مارمرقس لذلك طلبه قائلًا "لأنه نافع لي للخدمة". وكان ذلك قبل استشهاد بولس الرسول بفترة بسيطة. †إن كانت الشوكة التي أصابت بولس في برجة هي الملاريا فالشوكة الرمزية هي رفضه لمارمرقس، كلاهما حدثا في نفس التوقيت تقريبًا ولازما بولس الرسول حتى نهاية حياته. فقد ظلت الشوكة الجسدية مصاحبة لبولس حتى انتهت معاناته منها باستشهاده، كما أن رفضه لمارمرقس انتهى باعترافه قبل استشهاده بفترة بسيطة بشخص مارمرقس قائلًا في رسالته الثانية لتيموثاوس "خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 182 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح الغصن في النبوات ثانيًا: أربعة مواضع في النبوات دعي فيها السيد المسيح "غصن" (ناصريًا) † جاء في العهد الجديد الآية التالية: "وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا" (إنجيل متى 2: 23). ![]() † ومن المعروف أنه لم يذكر في النبوات أن المسيح ناصري أي من مدينة الناصرة (من الناحية الحرفية). ولكن الذي ذكر في النبوات كلمة "غصن". وكلمة "غصن" تعنى "ناصرة". والسيد المسيح دعي غصن في أربعة مواضع في العهد القديم ترمز للمسيح بحسب البشائر الأربعة. ![]() "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَفِي ذلِكَ الزَّمَانِ أُنْبِتُ لِدَاوُدَ غُصْنَ الْبِرِّ، فَيُجْرِي عَدْلًا وَبِرًّا فِي الأَرْضِ" (سفر إرميا 33: 15). فالذي يجري العدل والبر في الأرض هو الملك. والذي كلمنا عن المسيح الملك هو البشير متى. ![]() "لأَنِّي هأَنَذَا آتِي بِعَبْدِي «الْغُصْنِ»" (سفر زكريا 3: 8) فالعبد هو الخادم، ومارمرقس هو الذي قدم لنا المسيح الخادم. ![]() "هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ" (سفر زكريا 6: 12) فكلمة الرجل تعني إنسان الله الكامل والذي كلمني عن ذلك هو القديس لوقا. ![]() "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ غُصْنُ الرَّبِّ بَهَاءً وَمَجْدًا، وَثَمَرُ الأَرْضِ فَخْرًا وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (سفر إشعياء 4: 2) كلمة البهاء والمجد تشير إلى لاهوت المسيح والذي كلمنا عن لاهوت المسيح هو القديس يوحنا. † ويجب لنا هنا أن نتذوق روعة الكتاب المقدس وننتبه إلى مدى التوافق والتناغم الموجود في النبوات، فالكتاب المقدسكله فكر واحد وروح واحدة هي فكر وروح الله فكما قال معلمنا بطرس: "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 183 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة التاريخ | وقت كتابة إنجيل مرقس † تكلمنا عن مسيح مارمرقس من جهة الرموز. † تكلمنا عن مسيح مارمرقس من جهة النبوات. † وسنتكلم الآن عن مسيح مارمرقس من جهة الزمن. ![]() † وأقصد بذلك زمن تدوين إنجيل مارمرقس أو زمن كتابة مارمرقس عن شخص المسيح. أي متى كتب مارمرقس إنجيله؟ ولمن كتبه؟ مسيح مارمرقس من جهة التاريخ. متى؟ ولمن؟ † متى كتب مارمرقس إنجيله؟ اختلفت الآراء حول متى كتب مارمرقس إنجيله. ![]() † المؤرخ المصري عزيز سوريال من رأيه أن مارمرقس كتب إنجيله ما بين سنة 40 وسنة 45 ميلاديًا، وأنه جاء مصر حاملًا إنجيله. † القديس يوحنا ذهبي الفم له رأي واضح وصريح أن مارمرقس كتب إنجيله سنة 61م. في مصر وكتبه للمصريين. ![]() † وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية تميل إلى أن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة بين عام 61 م – 62م. أو 63 م. على أقصى تقدير. وسنوضح سبب ذلك فيما يلي: † المسيح ولد سنة 4 ق.م. وصلب سنة 30 ميلاديًا. † ومن المعروف أن مارمرقس ظل يخدم مع القديس بطرس في أورشليم حتى دخوله السجن ومن سفر الأعمال إصحاح 12 يتضح أن القديس بطرس سجن في نفس السنة التي استشهد فيها القديس يعقوب (أول من أستشهد من الرسل) وهي نفس السنة التي ضرب فيها الدود هيرودس الملك ومات واتفق المؤرخون أن ذلك كان عام 44م. (أعمال 12) وبعد خروج بطرس من السجن عام 44م. لم يخدم مرة أخرى في أورشليم حتى لا يتم القبض عليه مرة أخرى. أي أن مارمرقس ظل في أورشليم يخدم مع القديس بطرس حتى عام 44م. ومن البديهي أن مارمرقس لم يكتب إنجيله خلال هذه الفترة لأنه كان تابعًا للقديس بطرس وملازمًا له في الخدمة وتلميذًا له. أي مارمرقس لم يكتب إنجيله حتى عام 44م. † بعد ذلك خرج مارمرقس مع بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكان ذلك ما بين عامي 46-48م. ويؤكد ذلك أن بولس في رحلته التبشيرية الأولى واجه مشكلة التهود في غلاطية وآسيا الصغرى ولم يكن المجمع عقد بعد – المجمع عقد سنة 50م. وهذا أمر متفق عليه ولا جدال فيه وأقر بعدم التهود - لأن إذا كان المجمع قد عقد كان بولس الرسول سيستطيع حسم الموقف بقرارات المجمع، إذًا الرحلة التبشيرية الأولى كانت قبل مجمع أورشليم بين عامي 46-48م وكان مارمرقس مع بولس وبرنابا في هذه الرحلة. ![]() "ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، كَيْفَ هُمْ فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضًا يُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ، وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ" (سفر أعمال الرسل 15: 36-39). ومعنى هذا أن مارمرقس كان حاضرًا المجمع في أوشليم سنة 50م. ثم ذهب بعد ذلك مع برنابا إلى قبرص، فبرنابا هو خال مارمرقس وهو قبرسي الجنسية. † وقد خدم مارمرقس مع برنابا في قبرس (قبرص) من سنة 50م. إلى سنة 60م. إذًا حتى عام 60م. لم يكن لمارمرقس كرازة منفردة. فقد تتلمذ فترة لبطرس، تتلمذ فترة لبولس، تتلمذ فترة لبرنابا، فحتى عام 60م. لم يكن له كرازة منفردة أوشعب يكتب له الإنجيل إذًا لمن سيكتب إنجيله؟! نستنتج مما سبق أن من المؤكد أن مارمرقس حتى عام 60 لم يكتب إنجيله. † أول خدمة منفردة لمارمرقس كانت بعد نياحة برنابا بعد عام 60م. حيث نهج نهج برنابا، فكما كرز برنابا في البلد التي ولد فيها (قبرس)، كذلك جاء مارمرقس ليكرز في القيروان (مسقط رأسه) ثم اتجه من القيروان إلى الإسكندرية حيث دخلها من الناحية الغربية وكان الطريق من القيروان إلى الإسكندرية مناطق سكنية وليست صحراء قاحلة كما هي الآن، فكان مارمرقس يكرز في طريقه من القيروان حتى دخل الإسكندرية سنة 61م. † لذلك من المرجح أن يكون مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 61-62م أو 63م. على الأكثر. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 184 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مارمرقس كتب إنجيله في الستينات من القرن الميلادي الأول لا يمكن التسليم بأن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40-45م. لا يمكن التسليم بالرأي القائل أن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40- 45م. لأسباب عديدة منها: 1) حتى عام 60 م. لم يكن لمارمرقس كرازة أو خدمة منفردة.† حتى سنة 60م. لم يكن لمارمرقس شعب فقد كان لا يزال في مرحلة التلمذة على يد الآباء الرسل. والتلمذة شيء رائع في شخصية مارمرقس. تتلمذ على يد بولس وتتلمذ على يد بطرس وتتلمذ على يد برنابا فكان كالنحلة الصقلية كما قيل عن القديس أنطونيوس يأخذ من كل زهرة رحيق، فخرج شخص مارمرقس الغني والثري، فمارمرقس غني في روحياته وفي خبرته وفي حكمته. (وقد سبق لي أن أفردت عظة عن التلمذة في حياة مارمرقس). وأريد أن أتوقف قليلًا هنا لأتكلم عن شخصية مارمرقس الثرية وفكره الثاقب. ![]() ![]() عندما دخل مارمرقسالإسكندرية واجه مشاكل عديدة فقد وجد الإسكندرية مليئة بالثقافات والحضارات المختلفة ولكل منها عبادتها وطقوسها وأفكارها. لذلك اتجه اتجه مارمرقس بفكره الثاقب والواعي إلى عمل مدرسة لاهوتية لمقابلة هذه الثقافات والحضارات المتعددة التي كانت موجودة في مصر. لم يقابل مارمرقس هذه الحضارات والديانات الأخرى بطمس العقول والحط من شأن هذه الحضارات وإنما قابلها بتأسيس مدرسة لاهوتية للرد على هذه الأفكار الموجودة ومناقشتها. وكانت لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية الريادة في الكنيسة. وطوال فترة ازدهار مدرسة الإسكندرية عاشت الكنيسة أزهى عصور إزدهارها وفي فترات ضعف المدرسة ضعفت الكنيسة. يجب أن تعلموا يا إخوتي أن كنيستنا هي التي أسست المدارس اللاهوتية. فلا بد أن يكون أولاد مارمرقس مثل أبوهم مامرقس في عمق الدراسة والفهم. ![]() † لو قبلنا رأي الأستاذ عزيز سوريال - وهو مؤرخ عظيم - الذي يقول أن مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 40-45 م، نكون قد سلمنا بما تقوله الطوائف الأخرى من أن مارمرقس كان مجرد مدون أو كاتب لما كرز به بطرس لأن حتى عام 44م. كان مارمرقس ملازمًا للقديس بطرس في الخدمة وتلميذًا له. وهذا لم يحدث. ![]() † لقد تبع مارمرقس المسيح وهو شاب، هذا صحيح. لكن عندما كتب إنجيله لم يكن شابًا على الإطلاق. † فلو افترضنا أن مارمرقس كتب إنجيله يوم دخوله مصر أي سنة 61م. (وهذا على أقل تقدير)، يكون مارمرقس قد كتب إنجيله وهو يبلغ من العمر 51 سنة على الأقل. لأن مارمرقس وقت أن اختاره الرب يسوع ليكون أحد السبعين رسول كان شابًا، فلو افترضنا أن سنه وقت صلب السيد المسيح (أي سنة30م.) كان 20 سنة - وهذا أقل تقدير أيضًا فلا يمكن أن يكون مقبولًا أن يختار السيد المسيح تلاميذ أقل من هذا السن – وحيث أن مارمرقس دخل مصر عام 61م. أي بعد 31 عام من صلب السيد المسيح. فبهذا الافتراض يكون مارمرقس كتب إنجيله وهو يبلغ من العمر 51 سنة (20 سنة + 31 سنة). ولا يمكن أن نقبل أن يكون مارمرقس كتب إنجيله خلال الفترة من 41-45م. لأن في هذه الحالة سيكون قد كتب إنجيله وهو في عمر 31-36سنة أي وهو شاب صغير السن. وإذ1 قبلنا هذ1 الافتراض نكون قد قبلنا قول الطوائف الأخرى أن مارمرقس كتب مذكرات بطرس. وهذا لم يحدث. ![]() مارمرقس تبع السيد المسيح وهو شاب ولكن كتب إنجيله سنة 61 م. تقريبًا وكان شيخًا يبلغ من العمر 51 سنة على أقل تقدير. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 185 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مامرقس كتب إنجيله للرومان مارمرقس كتب إنجيله للرومان: † لم يهتم مارمرقس في إنجيله بالنبوات لأنه كان يكتب للرومان، والرومان لا يعرفون شيئًا عن النبوات. والرجل الروماني رجل حرب، لا يهتم بالبحث والدراسة. (عكس اليونانيين الذين يهتمون بالبحث والدراسة والفلسفة والمجادلة كما قال عنهم الكتاب "أَمَّا الأَثِينِوِيُّونَ أَجْمَعُونَ وَالْغُرَبَاءُ الْمُسْتَوْطِنُونَ، فَلاَ يَتَفَرَّغُونَ لِشَيْءٍ آخَرَ، إِلاَّ لأَنْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَسْمَعُوا شَيْئًا حَديثًا" (سفر أعمال الرسل 17: 21) † لذلك الأحداث في إنجيل مارمرقس متلاحقة وركز فيها مارمرقس على المعجزات أكثر من التعليم. لقد ذكر مارمرقس في إنجيله 18 معجزة ولو اعتبرنا قيامة المسيح معجزة يكون عدد المعجزات التي كتبها مارمرقس 19 معجزة (8 شفاء مرضى - 5 سلطان على الطبيعة - 4 أرواح شريرة - 1 إقامة ميت ابنة يايرس). ![]() ![]() † مارمرقس كان يتمتع بالذكاء والفطنة لذلك اهتم في إنجيله الذي كتبه للرومان أن يترجم جميع العبارات الآرامية – التي كتبها كما نطقها السيد المسيح لأنها مطبوعة في وجدانه بلغة السيد المسيح – وذلك حتى يسهل عليهم فهم كلام الإنجيل. وفيما يلي بعض الأمثلة حول شرح الكلمات الغريبة للرومان. ![]() "نهر الأردن" ما أن يذكر نهر الأردن في أي من الأناجيل الثلاثة ألأخرى يقال "الأردن" ولكن مارمرقس حرص أن يذكر للرومان أنه يتكلم عن "نهر الأردن" لأن الروماني لن يفهم ما هو الأردن. "وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ" (إنجيل مرقس 1: 5). ![]() كذلك عندما قال في إنجيله عن السيد المسيح: "وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تُجَاهَ الْهَيْكَلِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ عَلَى انْفِرَادٍ" (إنجيل مرقس 13: 3). وضع في اعتباره أن الشخص الروماني غير متخيل أورشليم، فقال "تجاه الهيكل". ![]() † كان مارمرقس وهو يكتب للرومان حريص على تفسير كلماته بالطريقة التي يفهمها الرومان ويتقبلوا بها الإيمان. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 186 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية في التجسد ![]() الأعمال الخلاصية أي: التجسد – الصليب – القيامة - الصعود. † سنركز كلامنا على مارمرقس مع العبور سريعًا على باقي البشائر. ![]() البشير متى القديس متى تكلم عن المسيح الملك. لذلك حرص على ذكر سلسلة نسب السيد المسيح. فسلسلة أنساب الملك يجب أن تكون معروفة. كذلك الملك يستحق الإكرام لذلك تكلم متى عن زيارة المجوس وسجودهم للسيد المسيح. أحداث تتناسب مع المسيح الملك. ![]() البشير لوقا قدم لنا المسيح إنسان الله الكامل/أو الكاهن لذلك اهتم بذكر ميلاد السيد المسيح في مزود وأنه رغم هذه النشأة الوضيعة لكنه إنسان الله الكامل. ولأنه قدم لنا المسيح الكاهن اهتم بذكر نسب السيد المسيح فمن المهم أن يكون نسب الكاهن معروف ويتناسب مع عمله الكهنوتي. فاهتم لوقا بالميلاد وبالنسب. ![]() يوحنا كلمنا عن لاهوت السيد المسيح، فالمسيح ابن الله ليس له بداية أيام ولا نهاية حياة، بلا نسب بلا أب بلا أم كما قيل عن ملكي صادق (كمشبه بابن الله) فلكي يقدم المسيح في لاهوته يقول أنه لم يولد من جهة لاهوته. لذلك تجاوز النسب والميلاد. ![]() أبونا الغالي مارمرقس قدم المسيح الخادم و/أو المسيح النبي. ولذلك لم يهتم بميلاده أو بنسبه. لأن لا أحد يهتم بنسب الخادم. فكل الذي يهمني في الخادم هي خدمته، كذلك قدم مارمرقس المسيح النبي. والنبي أيضًا لا أحد يهتم بنسبه. فأنبياء العهد القديم باستثناء موسى وصموئيل لا نعرف ميلادهم أو عائلاتهم أو نسبهم. فنجد الكتاب المقدس يقول لنا: "صارت كلمة الله إلى أشعياء بن اموص"، "كانت كلمة الله إلى أرميا". دون أن نعلم شيء عن نسبهم. لأن النبي لا نهتم بنسبه. ولكن الذي نهتم به أنه الإناء الذي يحمل لنا كلمة الله. فهذا ما ركز عليه مارمرقس لذلك تجاوز النسب وتفاصيل ميلاد المسيح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 187 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية في الصليب وذبائح الاثم والخطية ثانيًا: بالنسبة للصليب هناك 4 ذبائح دموية عند إسرائيل: ذبيحة المحرقة (إنجيل يوحنا) ذبيحة السلامة (إنجيل لوقا) ذبيحة الخطية (إنجيل مرقس) ذبيحة الإثم (إنجيل متى) ![]() ![]() (يوجد بعض التداخل بينهما) ذبيحة الإثم:عندما يرتكب الإنسان خطيئة ضد الله. إنجيل متى قدم ذبيحة الإثم لأنه أظهر خطيئة الإنسان ضد الله حيث تكلم عن المسيا الملك الذي أرسله الله لنا ونحن رفضناه ورفضنا أن يملك علينا. ![]() عندما يرتكب الإنسان خطيئة ضد الناس. † إنجيل مارمرقس قدم المسيح ذبيحة الخطية. لأنها خطية ضد الناس. † فمارمرقس تكلم عن المسيح الخادم الذي جاء ليخدمنا. وقدم لنا كل خير، شفى مرضى وأشبع جياع، وأخرج شياطين، وهدأ بحار. ولكننا في النهاية رفضناه فخطيئتنا ضد شخص. † وكما ورد بالنبوة في سفر زكريا: "فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ" (سفر زكريا 11: 12). أي أن المسيح الخادم بعد خدمته قال لقد رأيتم خدمتي فأعطوني أجرة خدمتي وإلا فامتنعوا فتشاور رؤساء الكهنة وقالوا أن خدمته لا تساوي أكثر من 30 من الفضة. فوزنوا أجرتي. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ" (سفر زكريا 11: 13). فذهب لله وقال له أعطوني 30 من الفضة،فقال له الرب اذهب وألقها لهم لا نريد هذه الأجرة. فهذه خطية ضد الإنسان الخادم الذي جاء يخدمنا ورفضناه. ماذا وجدتم فيه حتى ترذلوه؟ الصليب في ذبيحة مارمرقس ذبيحة الخطية. لذلك مرقس ومتى فقط من البشيرين الأربعة الذين ذكروا كلمة الصليب: إلهي إلهي لماذا تركتني. لأن المسيح هنا ذبيحة خطية وذبيحة إثم. لم يذكرها يوحنا لأنه المسيح ذبيحة محرقة. ولم يذكرها لوقا لأنه تكلم عن ذبيحة السلامة (صلح) ولكن الذي ذكرها متى ومرقس لأن الإثنين قدموا الصليب ذبيحة خطية وذبيحة إثم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 188 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية في القيامة ![]() القديس متى: † ركز القديس متى على 2 شهود للقيامة مريم المجدلية ومريم الأخرى (أم يعقوب ويوسي ويهوذا) أولاد خالة المسيح. لأن متى كان يكتب لليهود واليهود عندهم الوصية على فم شاهدين أو ثلاثة ستقوم كل كلمة. فكان لا بد أن يقدم 2 شهود للقيامة. ![]() نظرًا لأن القديس مرقس كان يكتب للرومان، ذكر 3 سيدات في القيامة. مريم المجدلية ومريم الأخرى وسالومة. واختار مريم المجدلية لتشهد للقيامة لأنها ليست من أقارب السيد المسيح. بينما "مريم الأخرى" أخت العذراء مريم، وسالومة ابنة خالتها. لأن الرومان لا يعترفون بشهادة الأقارب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 189 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية في الصعود رابعًا: بالنسبة للصعود † متى ويوحنا فقط من البشيرين الأربعة هم الذين رأوا حادثة الصعود لأن الذين رأوا حادثة الصعود الإثنى عشر تلميذًا فقط. وقد أعلمهم السيد المسيح بذلك من قبل حيث قال لهم في يوحنا 6: " فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا!" (إنجيل يوحنا 6: 62). وقد حدث ذلك عندما ارتد الكثير من التلاميذ فكما يقول الكتاب المقدس: "مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟»" (إنجيل يوحنا 6: 62). فكان الرب يسوع يكلم الاثنى عشر تلميذًا فقط عندما قال "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا". إذن الذي سيرى الصعود الاثنى عشر تلميذًا فقط. ![]() † أيضًا في أعمال 1 يقول الكتاب: وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (سفر أعمال الرسل 1: 10)؟ نلاحظ كلمة "أيها الرجال الجليليون" ومعروف أن الاثنى عشر تلميذًا كانوا من الجليل فيما عدا يهوذا الإسخريوطي. ولكن أتباع المسيح ليسوا جميعًا من الجليل. فنيقوديموس ويوسف الرامي غير جليليين كانوا من اتباع المسيح وهم ليسوا جليليين. والملاكين كانا يكلمان أناس جليليين إذًا لم يرى الصعود إلا الاثنى عشر تلميذ. † بالرغم من هذا نجد أن متى ويوحنا اللذان رأيا واقعة الصعود لم يكتبا عنها في إنجيليهما. وتتعجب عندما تعرف أن اثنين من السبعين رسولًا هما مرقس ولوقا، لم يريا الصعود ومع ذلك هما اللذين دونا هذه الواقعة (الصعود). ولكن فيما العجب يا أحبائي فهذا فكر الله. "تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس". وأريد أن أوضح لكم سبب عدم كتابة متى ويوحنا عن حادثة الصعود: ![]() متى كتب إنجيله عن المسيا الذي جاء يقيم مملكة إسرائيل. وهذا المسيا سيبقى إلى الأبد في وسط إسرائيل. فحتى في حادثة الصعود رغم أنه صعد بالجسد ولكنه في سيظل في وسط إسرائيل. ولأنه أراد أن يقدم لليهود المسيا الذي في وسط إسرائيل، تجنب أن يذكر واقعة الصعود نهائيًا. لماذا لم يكتب يوحنا عن واقعة الصعود؟يوحنا لم يتكلم عن الصعود لأنه قدم المسيح الإله الذي لم يترك السماء. ابن الإنسان الذي هو في السماء. هذا لاهوته. ولذلك أيضًا تجنب الكلام عن واقعة الصعود. † هناك اعتقاد خاطئ من البعض أن يوحنا حرص على كتابة ما لم يكتبه (متى ومرقس ولوقا)، فهذا التفكير بشري وخاطئ، بينما الواقع، يوحنا كتب ما ساقه الوحي لكتابته "تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس". ![]() لأنه قدم المسيح الإنسان الكامل وينبغى أن تقبله السماء. فقد صعد السيد المسيح ليمارس العمل الكهنوتي. لذلك تكلم البشير لوقا عن الصعود. ![]() مارمرقس تكلم عن المسيح الخادم. وذكر واقعة الصعود. ولكن هل انتهت خدمة السيد المسيح بواقعة الصعود؟! للرد على هذا السؤال نجد مارمرقس يقول لنا في إنجيله: "وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ" (إنجيل مرقس 16: 20). أي أنه صعد ولا يزال يمارس عمله كخادم، حتى بعد صعوده. فالرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 190 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مسيح مارمرقس من جهة ترتيب الأحداث رأينا مسيح مارمرقس من جهة الرمز رأينا ميسح مارمرقس من جهة النبوات رأينا مسيح مارمرقس من جهة التاريخ. (متى كتب إنجيله ولمن) رأينا مسيح مارمرقس من جهة أعماله الخلاصية. وسنتكلم فيما يلي عن مسيح مارمرقس من جهة ترتيب الأحداث. ![]() † من المعروف أن البشير متى والبشير لوقا لم يهتما بالترتيب الزمني للأحداث. أي عندما نقرأ إنجيل متى ليس بالضرورة أن تكون الأحداث الموجودة في إنجيل متى "إصحاح 14" مثلًا حدثت بعد الأحداث الموجودة في إنجيل متى "إصحاح 13". ![]() † إنجيل متى إنجيل تدبيري لا يهتم بالترتيب الزمني. وكلمة "تدبيري" تعني أن هناك فكر معين لدى القديس متى يريد أن يعلنه. لذلك قام القديس متى بتجميع الأحداث بحيث تحقق ما يريد أن ينقله إلينا من أفكار. † فمثلًا عندما كان يحدثنا عن تعاليم السيد المسيح قام بتجميع تعاليم السيد المسيح كلها في "الموعظة على الجبل" في "الإصحاحات 5، 6، 7" بالرغم من أن السيد المسيح لم يقل كل هذه التعاليم دفعة واحدة. فمعظم الآباء اتفقوا على أن السيد المسيح على الجبل ذكر "التطويبات" فقط. ولكن القديس متى أراد أن يجمع دستور الملك. كذلك المعجزات المذكورة في إنجيل متى "إصحاح 8" وعددها 8 معجزات. هذه المعجزات لم تحدث متتالية كما ذكرها البشير متى ولكنه قام بتجميعها عندما أراد أن يتكلم عن قيام السيد المسيح بعمل العديد من المعجزات. ![]() † أيضًا البشير لوقا لم يهتم بالترتيب الزمني للأحداث، لأن القديس لوقا مؤرخ وطريقته أنه يركز على القصة التي يكتبها وحسن تسلسل الأحداث بها حتى لا يشتت فكر القارئ فعندما يبدأ قصة ينهيها. † فمثلًا في إنجيل القديس لوقا إصحاح 3: نجده يتكلم عن يوحنا المعمدان ويحكى قصته في تسلسل (بدأ بـ"صار كلام الله ليوحنا بن زكريا" – قصته – توبيخه لهيرودس) ثم أنهى قصة يوحنا المعمدان بالآية التالية التي تفيد قيام هيرودس بحبسه: "زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ" (إنجيل لوقا 3: 20). ثم نجده بعد ذلك مباشرة يبدأ قصة جديدة هي قصة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان بالآية التالية: ![]() "وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ" (إنجيل لوقا 3: 21). الذي لا يعرف اسلوب لوقا القصصي يتساءل كيف اعتمد يسوع من يوحنا بعد أن وضع يوحنا في السجن؟! ولكن الواقع أنه بدأ قصة يوحنا المعمدان وأنهاها كما حدثت حيث انتهت بوضع يوحنا المعمدان في السجن، ثم أراد أن يتكلم بعد ذلك عن موضوع عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. فلوقا رجل قصصي يكتب قصة، فينهيها حتى لا يشتت القارئ. † أيضًا في إنجيل لوقا إصحاح 22 نجد القديس لوقا يقول: "وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا مَعَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ». ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ.وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!». فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟». (إنجيل لوقا 22: 14). الذي يقرأ هذه القصة من إنجيل لوقا يعتقد أن يهوذا كان حاضرًا معهم في كسر الخبز. ولكن هذا لم يحدث لأن يهوذا خرج قبل كسر الخبز. ولكن لأن لوقا رجل قصصي لم يقطع روايته بحدث خروج يهوذا حتى لا يشتت القارئ. ![]() اهتم القديس يوحنا بالترتيب الزمني للأحداث. ولكنه تجاهل تمامًا خدمة السيد المسيح خارج أورشليم فلم يذكر عنها شيء. ولكنه ركز على خدمة السيد المسيح في أورشليم وذكرها بالترتيب: السنة الأولى – السنة الثانية – السنة الثالثة – سنة الصلب. ![]() † أما أبونا الحبيب مارمرقس فهو رجل منظم ويحب النظام والترتيب وقد اهتم جدًا بالترتيب الزمني للأحداث. وتكلم عن حياة السيد المسيح مرتبة ترتيب زمني دقيق. فالأحداث التي نقرأها في إنجيل مارمرقس إصحاح 4 مثلًا لا بد أن تكون حدثت قبل الأحداث المذكورة في إنجيل مارمرقس إصحاح 5، يجب أن نفهم هذا تلقائيًا. |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البيت الذي تربى فيه مارمرقس للقس مرقس ميلاد |
الصلاة للقس مرقس ميلاد |
ستنالون قوة - للقس مرقس ميلاد |
قوة الصعود - للقس مرقس ميلاد |
عظات عيد القيامة / للأطفال - للقس مرقس ميلاد |