منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 01 - 2014, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 151 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 132 (131 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هذا المزمور يتكلم عن إقامة المسيح ملكًا، فبعد أن رأيناه في المزمور السابق متضعًا نراه يجلس ملكًا على كرسي داود (آية 11) وأعداؤه يلبسون الخزي (آية 18).
من ناحية المصاعد، فهذا المزمور يرتفع درجة عن المزمور السابق، الذي اتضعت فيه النفس تمامًا فسكن الرب فيها وعندها (أش15:57) فيقول المرنم هنا الرب اختار صهيون، اشتهاها مسكنًا له.
ونصلي هذا المزمور في النوم لنذكر أننا يجب أن نجد مكانًا للرب في قلوبنا قبل أن ننام.
يقال أن داود هو الذي كتب المزمور معبرًا عن اشتهائه أن يبني بيتا للرب. أو حين نقل تابوت العهد في حفل ورقص. ويقال أيضًا أن الذي أنشده سليمان حين نقل التابوت إلى الهيكل، وربما هذا هو الأدق، إذ نجد بعض آيات هذا المزمور في صلاة سليمان (2أي41:6، 42).
الآيات (1-5): "أذكر يا رب داود كل ذله. كيف حلف للرب نذر لعزيز يعقوب. لا أدخل خيمة بيتي لا أصعد على سرير فراشي. لا أعطى وسنًا لعيني ولا نومًا لأجفاني. أو أجد مقامًا للرب مسكنًا لعزيز يعقوب."
لم يجد المرتل فضيلة في داود أثمن من ذله ووداعته وتواضعه. فحيثما يوجد التواضع نجد الله ساكنًا. وكل نفس مؤمنة لا تستريح ولا تهدأ، إلا إذا صارت هيكلًا لله، والله يرتاح فيها كمسكن له. والمرتل يذكر أن داود حينما بنى بيته لم يهدأ لأنه لم يكن قد بنى بيتًا للرب يستريح فيه الرب. أو أجد مقامًا للرب = أي أنه لن يستطيع أن ينام في قصره إن لم يجد مسكنًا يقيم فيه إله يعقوب، هكذا نذر داود للرب ولكن الرب طلب من داود أن يبني سليمان البيت، فابن داود أي سليمان الملك يرمز للمسيح ابن داود الذي سيبني الهيكل أي جسده (يو21:2). وسليمان هنا لو كان هو مرتل هذا المزمور، نجده بعد أن أتم بناء الهيكل يرتل بهذه الكلمات بمعنى أنه وفي نذر أبيه.
آية (6): "هوذا قد سمعنا به في أفراته. وجدناه في حقول الوعر."
هوذا قد سمعنا به في أفراثه = عندما عزم داود أن ينقل تابوت الرب إلى أورشليم أخذ يسأل عن مكانه فقيل له أنه في أفراته وهي بيت لحم (تك19:35) وجدناه في حقول الوعر= وهم وجدوا تابوت العهد في قرية يعاريم (1أي5:13) وهي تبعد عن أورشليم 11 ميل من جهة جنوب الغرب. وسميت موضع الغابة لأن المنطقة مقاطعة مملوءة بالأشجار. وكلمة يعاريم تعني لغويًا غابات أو وعر (قاموس الكتاب) والكنيسة تفسر هذه الآية عن اجتهاد داود في البحث عن التابوت في بيت لحم وتعبه في إعداد مكان مناسب له يضعه فيه على تجسد ربنا يسوع المسيح من القديسة العذراء حيث ولدته في بيت لحم. ونلاحظ معاني الكلمات. بيت لحم = بيت الخبز، إفراتة = مثمر. فالمسيح قدم جسده لنا خبزًا نأكله، وبعد أن كنا غير مثمرين كشجر الوعر صرنا مثمرين. وهو موجود وسط كنيسته يعمل دائما ليحول كل من كان وعرا غير مثمر فى شعبه إلى شخص مثمر.
آية (7): "لندخل إلى مساكنه لنسجد عند موطئ قدميه."
المعنى المباشر، لندخل إلى الهيكل مسكن الله وموطئ قدميه. وهذه كانت نبوة فالرعاة ذهبوا وسبحوا لمولود بيت لحم. والمجوس سمعوا عنه وأتوا ليسجدوا له.
آية (8): "قم يا رب إلى راحتك أنت وتابوت عزك."
هذه قيلت غالبًا عند نقل التابوت إلى الهيكل، عوضًا عن التنقل مع الخيمة، فصار الهيكل مكان راحة واستقرار. ولقد وجد السيد المسيح راحته في بطن العذراء مريم لذلك شبهت الكنيسة في تسابيحها العذراء مريم بالتابوت. وتعتبر الآية نبوة عن قيامة الرب يسوع بجسده الممجد (كان التابوت من خشب مغشى بذهب رمز لاتحاد اللاهوت بالناسوت) ثم صعوده بهذا الجسد إلى السموات وجلوسه وراحته عن يمين أبيه. والكنيسة المقدسة هي مكان راحته. وبهذا نصلي قم وإظهر أن الكنيسة هي مكان راحتك وإظهر مجدك فيها.
آية (9): "كهنتك يلبسون البر وأتقياؤك يهتفون."
هنا المرنم يتطلع إلى واجب الكهنة إذ حل الله بمجده وسط هيكله بدخول تابوت عهد الله، ويوصي الكهنة بأن يلبسوا البر. والشعب الأتقياء يهتفون ويسبحون لوجود الله وسطهم. وهذه الصورة يجب أن تكون في الكنيسة، كهنة قديسين وشعب مسبح ولكن يلبسون البر= البر الذي بالمسيح، وليس البر الشخصي. فنحن تبررنا بدمه. والكنيسة كلها تبررت بدم المسيح، وعليها أن تحيا حياة الشكر والتسبيح.
آية (10): "من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك."
سليمان هنا يتشفع بأبيه داود المحبوب جدًا عند الله (عقيدة الشفاعة) أن يرضى عليه ويسمع له ويبارك الهيكل الذي بناه ويسكن فيه ويتقبل صلواتهم فيه، ولقد استجاب الله بنزول نار من السماء وأكلت المحرقة (2أي1:7) ويصلي سليمان أيضًا أن يستجيب الله له بشفاعة داود أبيه أن يجلس على كرسي داود أبناء سليمان دائمًا، كما وعد الله داود بذلك.
الآيات (11، 12): "أقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه. من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك. إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أعلمهم إياها فبنوهم أيضًا إلى الأبد يجلسون على كرسيك."
راجع وعد الله لداود في (2صم12:7-16). وتحقق وعد الله جزئيًا في ملك سليمان وابن سليمان ونسله لفترة طويلة حتى سبي بابل. وتحققت هذه النبوة في المسيح فعلًا الذي سيملك على كنيسته إلى الأبد.
الآيات (13، 14): "لأن الرب قد اختار صهيون اشتهاها مسكنًا له. هذه هي راحتي إلى الأبد ههنا أسكن لأني اشتهيتها."
الله أحب صهيون أي أورشليم لأن عبادته في الهيكل كانت فيها، وهناك يذكر اسمه بالتسبيح وبالحب. ولكن قوله إلى الأبد= يجعلنا نفهم أن المقصود ليس أورشليم نفسها فأورشليم خربت أثناء سبي بابل، ثم عادوا وبنوها. وخربت نهائياً بعد سنة 70م على يد تيطس. أما صهيون التي أحبها الله ويرتاح فيها للأبد هي الكنيسة هنا على الأرض وفىأورشليم السمائية حيث "مسكن الله مع الناس" (رؤ21 : 3) وهذا سيكون للأبد.
الآيات (15، 16): "طعامها أبارك بركة مساكينها أشبع خبزًا. كهنتها ألبس خلاصًا وأتقياؤها يهتفون هتافًا."
حين يسكن الله وسط جماعة أو كنيسة يباركها (تث2:28-6) = طعامها أبارك بركة. ومساكينها أشبع خبزًا= هنا يتكلم عن الخبز الروحي أي التناول من جسد المسيح ودمه، فنجد في هذه الآية أن الله يبارك بركة مادية وبركة روحية لمن يسكن عنده. ومن يشبع هم المساكين أي المتضعين ، فهؤلاء يسكن الله عندهم (اش 57: 15).
كهنتها ألبس خلاصًا= هذا رد على آية (9) للتأكيد. فالله سينفذ وعده ويخلص ويبرر.
الآيات (17، 18): "هناك أنبت قرنًا لداود. رتبت سراجًا لمسيحي. أعداءه ألبس خزيًا وعليه يزهر إكليله."
هذه نبوة صريحة عن المسيح (لو68:1-72) فالمسيح هو القَرْن إشارة لقوة عمله. وهو السِرَاج فهو نور العالم. والله هيأ جسداً لمسيحه من بطن العذراء= رَتَّبْتُ سِرَاجًا لِمَسِيحِي = وهذا الجسد كان سراجاً، ينير للعالم بل يضئ لكل من يقترب منه فيصير أيضاً نوراً للعالم. والمسيح ألبس أعداءه الخزي= فإبليس إندحر واليهود قد تشتتوا في العالم كله. وملك هو على كنيسته= عَلَيْهِ يُزْهِرُ إِكْلِيلُهُ. وجاءت العبارة في السبعينية "عليه يزهرقدسي" وفي الإنجليزية "لكن عليه هو نفسه تاج يشع منه بريق مجده" وبهذا نفهم المعنى أن جسد المسيح صار يشع منه مجده وقداسته التي إزدادت إزدهاراً أو وضوحاً وأصبحنا ندركها بعد قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب، وإنتصاره القوى على إبليس وعلى الموت وعلى الخطية. وهذه العبارة جاءت بعدما تكلم عن جسد المسيح الذي ظهر في إتضاع أولاً، ثم ظهر أنه يهوه نفسه، خاصة بعد قيامته. وهذا ما كان يعنيه بولس الرسول بقوله "تعين إبن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو4:1). وهذا ما رأي التلاميذ الثلاثة قبساً منه في التجلي، وهذا ما رآه يوحنا من صورة المسيح في (رؤ1). إِكْلِيلُهُ = فهو ملك الملوك .
قدسى (سبعينية) فهو القدوس وحده.
وكلما تأملنا في عمل المسيح وتجسده وفداءه وعظم محبته يزداد اكليله لمعانا واشراقا وبهاءاً ، إكليله الذي علي رأسه الذي هو علامة ملكه علينا . ونحن نملكه علينا ليس بالإجبار ولكن بهذا الحب الذي ملأ قلوبنا.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 152 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 133 (132 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
في المزمور السابق رأينا عمل المسيح الخلاصي لكنيسته، وهنا نرى الكنيسة كشعب يحيا في حب فينسكب الروح القدس على هذه الكنيسة. رأينا في المزمور السابق المسيح يرتاح في كنيسته لذلك فالروح القدس الذي انسكب عليه وهو رأس الكنيسة، ينسكب على كل الكنيسة. ولكن الروح القدس ينسكب إذا توافر شرط المحبة، فهذا المزمور دعوة للمحبة بيننا جميعًا.
· هناك رأيان في المناسبة التي كتب فيها هذا المزمور:
الأول: أنه كُتب ليصلوا به في الأعياد السنوية التي يجتمع فيها كل الشعب (3 مرات سنويًا) في الأعياد الكبيرة في أورشليم.
الثاني: أنه كتب لتشجيع العائدين من السبي. ليسكنوا في أورشليم.
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي · كان رئيس الكهنة يُمسَح بسكب زيت المسحة على رأسه وكان هذا الزيت من زيت الزيتون (رمز للروح القدس) مخلوطًا ببعض العطور. وكل هذه العطور تشير لشخص السيد المسيح. وحين ينسكب الزيت على رأس هرون رئيس الكهنة (رمز للمسيح رئيس كهنتنا) ينسكب على لحيته (اللحية ترمز بشعرها الكثيف حول الرأس للكنيسة الملتفة حول المسيح رأسها) فيفيح من اللحية (الكنيسة) رائحة المسيح الزكية. فالكنيسة رائحة المسيح الزكية (2كو15:2). والروح القدس حين يملأ شخص مؤمن يحوله إلى صورة المسيح (غل19:4). وبشرط أن نسكن في محبة.
آية (1): "هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا."
الإخوة حين يسكنون في محبة يشبهون بثمرة التين. ففيها بذور كثيرة تسكن متآلفة بجانب بعضها داخل غلاف واحد. وطعمها حلو. فالله يحب أن نسكن في محبة في الكنيسة.
آية (2): "مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية لحية هرون النازل إلى طرف ثيابه."
انسكاب الدهن رمز للروح القدس (1صم13:16). وقد حل الروح القدس على المسيح يوم عماده، وكان ذلك لحساب الكنيسة (اللحية= الشعر الكثير يشير للمؤمنين) الدهن الطيب= الزيت + العطور. وهذه اللحية نازلة على طرف ثيابه. وثياب المسيح هي كنيسته. فلا انفصال بين جماعة المؤمنين والكنيسة. ولا معنى لوجود جماعة منشقة على الكنيسة.
آية (3): "مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون لأنه هناك أمر الرب بالبركة حيوة إلى الأبد."
هذه الجماعة التي إنسكب عليها الروح القدس تغمرها البركات. نَدَى حَرْمُونَ النَّازِلِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ = والندى ينعش النبات ويحافظ عليه من حرارة الشمس (التجارب). وهذا عمل الروح القدس المعزي للنفس المتألمة. ونلاحظ أن الندى يأتي من على جبل حَرْمُونَ الشاهق العلو وينزل على التلال المجاورة مثل جَبَلِ صهيون(صهيون ترجمة غير دقيقة والأصح سيئون وهو جبل منخفض بجانب جبل حرمون وحينما تذوب الثلوج على قمم حرمون تنزل المياه على سيئون فجبل صهيون فى أورشليم أى فى الجنوب أما جبل حرمون ففى الشمال ولا يمكن أن ندى حرمون ينزل على جبل صهيون فالمسافة بينهم عشرات الكيلومترات) وهكذا تنهمر البركات من السماء على الكنيسة التي تسكن في محبة. فحيثما كانت المحبة تنزل بركات الله ويكون هناك حياة.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 153 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 134 (133 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هذا المزمور هو آخر مزامير المصاعد. وما هي آخر درجة لإنسان امتلأ من الروح فملأه الروح محبة لله ولإخوته ؟ لا يوجد سوى أن هذا الإنسان يحيا مسبحاً مباركاً الرب كل أيام حياته. ونصلي هذا المزمور في صلاة النوم ونقول باركوا الرب.. بالليالي. فنذكر أن هذا هو عملنا الروحي. فبالنهار نعمل لحاجة الجسد والليالي هي لله لنسبحه ونخلو معه في هدوء الليل. المزمور السابق حدثنا عن إمتلاء شعب الله من الروح القدس. وعلامة الامتلاء من الروح هو التسبيح وهذا ما نراه في هذا المزمور الذي يأتي بعد (مز133) مباشرة. وهذا رأيناه مع زكريا وأليصابات فهما سبحا الله حينما امتلأ كلاهما من الروح (لو1). والتسبيح ناشئ عن الفرح الداخلي. والفرح الداخلي من ثمار الروح (غل22:5) ومن هو في حالة فرح روحي بالله نجده يسبح الله العمر كله.
آية (1): "هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب الواقفين في بيت الرب بالليالي."
عبيد الرب= أي خدامه الحقيقيين، الذين يعبدونه بأمانه، وملكوا الرب عليهم.
آية (2): "ارفعوا أيديكم نحو القدس وباركوا الرب."
ارفعوا أيديكم= كما فعل موسى في أثناء حرب يشوع مع عماليق، ورفع أيدينا يجعلنا في هيئة الصليب فترتاع الشياطين من علامة الصليب التي كسرت شوكتهم.
آية (3): "يباركك الرب من صهيون الصانع السموات والأرض."
صهيون= هي السماء حيث صعد المسيح، وهي الكنيسة بيت المسيح على الأرض.
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 154 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 135 - تفسير سفر المزامير
هو مزمور تسبيح لله. يبدأ وينتهي بهللويا. فذبيحة التسبيح هي التي يسر بها الرب (يع13:5).
آية (2): "الواقفين في بيت الرب في ديار بيت إلهنا."
الواقفين= المنتصبين، المستقيمي الإيمان، المعترفين لله بأعمال رحمته. في بيت الرب في العهد القديم كان الله يطلب أن تكون الصلوات في الهيكل في أورشليم، حتى لا يقدموا ذبائح في أي مكان فينحرفوا إلى العبادة الوثنية، وحتى يجتمعوا في وحدة ومحبة وعبادة أمامه،
آية (4): "لأن الرب قد اختار يعقوب لذاته وإسرائيل لخاصته."
فلنسبح الرب الذي جعلنا نعرف الإيمان المسيحي، ونفهم أسرار الخلاص.
الآيات (5-12): "لأني أنا قد عرفت أن الرب عظيم وربنا فوق جميع الآلهة. كل ما شاء الرب صنع في السموات وفي الأرض في البحار وفي كل اللجج. المصعد السحاب من أقاصي الأرض. الصانع بروقا للمطر. المخرج الريح من خزائنه. الذي ضرب أبكار مصر من الناس إلى البهائم. أرسل آيات وعجائب في وسطك يا مصر على فرعون وعلى كل عبيده. الذي ضرب أممًا كثيرة وقتل ملوكا أعزاء. سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان وكل ممالك كنعان. وأعطى أرضهم ميراثا. ميراثا لإسرائيل شعبه."
نسبح الرب القادر على كل شيء، والمسيطر على كل شئ. وهو يضرب أعداء شعبه ويخلصهم، فهو المدافع عن شعبه. وهو الذي أسكن شعبه في أرضهم في سلام.
الآيات (13-21): "يا رب اسمك إلى الدهر. يا رب ذكرك إلى دور فدور. لأن الرب يدين شعبه وعلى عبيده يشفق. أصنام الأمم فضة وذهب عمل أيدي الناس. لها أفواه ولا تتكلم. لها أعين ولا تبصر. لها آذان ولا تسمع. كذلك ليس في أفواهها نفس. مثلها يكون صانعوها وكل من يتكل عليها. يا بيت إسرائيل باركوا الرب. يا بيت هرون باركوا الرب. يا بيت لاوي باركوا الرب. يا خائفي الرب باركوا الرب. مبارك الرب من صهيون الساكن في أورشليم. هللويا."
آلهة الأمم هي لا شئ، أما إلهنا فهو إله قادر فليسبحه كل واحد. وعمليا الآن فلنسأل أنفسنا على من نعتمد ، هل على أموالنا أو على أقربائنا الأقوياء أو على أى إنسان عموما ... أو أن إتكالنا هو على الرب فقط .
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 155 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 136 - تفسير سفر المزامير
هو مزمور حمد تتكرر فيه عبارة لأن إلى الأبد رحمته (26) مرة. بحسب عدد آياته. فكل آية تذكر سببًا للحمد ثم نقول المقطع المتكرر "لأن إلى الأبد رحمته" وهو من مزايمر التسبحة اليومية. وتكرار هذا المقطع يشير لأن الله يكرر لنا أعمال رحمته للأبد. ومن أعمال رحمته التي يذكرها المرنم أن إلهنا عظيم (1-3) وصالح. وهو خالق العالم (4-9). ولأنه مخلص إسرائيل (10-22). وهو فادينا كلنا (23-24). وهو المهتم بكل إنسان، المحسن لكل البشر (25-26).
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 156 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 137 (136 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هذا المزمور كتب في بابل أثناء فترة السبي، والشعب في ذل، والبابليين يهزأون بهم في صلف وكبرياء السادة الذين يذلون عبيدهم. وربما قيل هذا المزمور بعد سقوط بابل بيد كورش، لأن المرنم هنا يقول يا بنت بابل المخربة (آية 8)، أو ربما دعاها كذلك بسبب خطاياها ونجاساتها، فتوقع خرابها كما خربت أورشليم بسبب خطاياها والسبعينية تنسب هذا المزمور لأرمياء.
وهذا المزمور يعبر عن حال كل خاطئ مستعبد لخطيته، فهو غير قادر على التسبيح طالما هو مستعبد. ومن تحرر من خطيته يسبح، فالشعب حين خرجوا من عبودية فرعون، كان أول ما عملوه هو أنهم سبحوا (خروج 15). ويعبر هذا أيضًا عن أننا في السماء سيكون فرحنا فرحًا حقيقيًا كاملًا، حين نخرج من هذا العالم ونخلع هذا الجسد. لذلك نجد في السماء الـ144000 (الذين خلصوا من العهد القديم والعهد الجديد) يرنمون (رؤ1:14-5). ولذلك في ترنيمنا لهذا المزمور نذكر كل إخوتنا الذين مازالوا مستعبدين للخطية ونطلب لأجلهم أن يتحرروا. ونذكر أنفسنا وأننا مازلنا في آلام هذا العالم معرضين لتجارب وخداعات إبليس ومعرضين لاضطهاد أتباعه ونشتاق لمجيء المسيح الثاني لنسبح للأبد.
لذلك نرنم هذا المزمور في صلاة النوم للتعبير عن أننا نشتاق للسماء بعد نهاية عمرنا. قمة الحياة الروحية ظهرت في المزمور السابق، وهو الامتلاء من الروح والتسبيح. وهنا العكس تمامًا فمن لا يزال في عبودية الخطية نجده عاجزًا عن التسبيح.
آية (1): "على أنهار بابل هناك جلسنا."
ناح اليهود المسبيين عند أنهار دجلة والفرات في بابل. وأنهار بابل ترمز لأمور هذا العالم إذا شغلتنا عن الله، فننجرف للفتور ثم للخطية وبالتالي العبودية. وكل مؤمن حقيقي حين يذكر إخوته الذين مازالوا في هذه العبودية يبكي مصليًا ليعودوا للكنيسة (أورشليم).
آية (2): "على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا."
الصفصاف = شجرة تنبت على مجاري المياه وهي شجرة عديمة الثمر، شأن كل من ينغمس في ملذات العالم (أنهار بابل). وهناك علقوا قيثاراتهم (أعواد بحسب النص العبري) والعود أو القيثارة هي لعزف أنغام الفرح، وكيف يفرحون وهم مستعبدين. ويذكر أنهم لم يكسروا أعوادهم كرمز لليأس، بل علقوها على رجاء استخدامها في المستقبل حين يعودون إلى أورشليم، حيث الثمار والأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا.
ملحوظة: بابل في الكتاب المقدس ترمز لمملكة الشر من بداية الكتاب المقدس حتى نهايته ففيها تمرد الناس على الله فبلبل ألسنتهم (تك9:11). ومنها خرج نمرود الذي تجبر أمام الله (تك9:10، 10). وهي الزانية العظيمة في (رؤ1:17-6).
آية (3): "لأنه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة ومعذبونا سألونا فرحًا قائلين رنموا لنا من ترنيمات صهيون."
حين رآهم البابليين على الأنهار سألوهم في سخرية أن يغنوا لهم أغنية على أعوادهم، وهل يمكن أن يشهد أحد لله أو يسبحه وهو في أرض عبوديته؟! هل نتصوَّر أن خاطئ في وسط مجلس مستهزئين يستطيع أو يقدر أن يفتح فمه بالشهادة لله أو تسبيح الله؟!
آية (4): "كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة."
هم رفضوا إذ تذكروا أن هذه الترانيم كانوا ينشدونها وهم في الهيكل في قداسة فهل تستخدم الآن لتسلية البابليين، في هذا إهانة لتلك التسابيح "لا تعطوا القدس للكلاب". وبنفس المفهوم نجد أن المستعبد للخطية هو في أرض غريبة عن مكان أولاد الله ، فلا يقدر أن يسبح.
الآيات (5، 6): "إن نسيتك يا أورشليم تنسي يميني. ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي."
تنسى يميني= أي يُشَّل ذراعي وتنتهي قوتي. لو إنساني العالم بأنهاره ولذاته أورشليم. ويلتصق لساني بحنكي= ليخرس لساني إن مدحت غيرك يا أورشليم. وهكذا ينبغي أن يكون ولاؤنا لكنيستنا واشتياقنا لوطننا السمائي، فلا نفضل أي شيء عليهما. وهكذا ينبغي أن ننظر لخلاص نفوسنا أن له الأولوية على أي شيء.
الآيات (7-9): "أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها. يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة."
بابل استعبدت يهوذا، شعب الرب وسبتهم إلى هناك، أما أدوم فقد كان لها موقفًا شامتًا لكل الآلام التي وقعت للشعب، حقًا كان الله يؤدب شعبه بعصا تأديب هي بابل، لكن الله لا يحب شماتة أحد في الشرور التي تصيب أولاده. بل إن أدوم كان لها موقفًا معاديًا بالأكثر فقد كانوا ينتظرون الهاربين من يهوذا أثناء ضرب البابليين لهم ويمسكونهم ويقتلونهم أو يبيعونهم عبيدًا (نبوة عوبديا) وأدوم له عداوة تقليدية بينه وبين يعقوب من البطن. فأدوم هو عيسو.
ومن هنا نفهم أن بابل تمثل إبليس الذي يسقطنا في الخطية فنسقط، وإذا سقطنا يؤدبنا الله، ونفهم أن أدوم هي الشياطين التي تشمت في بليتنا. وكلمة أدوم تعني أحمر، والشيطان "كان قتالاً للناس منذ البدء" (يو44:8).
وفي (7) يذكر المرنم أن أدوم يوم كانت بابل تمزق أورشليم ،أن أدوم هذه كانت تشجع في شماتة البابليين على أفعالهم، بل كانوا يطلبون هدم أورشليم حتى الأساس. وهنا المرتل يطلب الانتقام من أدوم على ما فعلته، فشريعة العهد القديم عين بعين وسن بسن وأما في العهد الجديد فنفهم هذا عن إبليس عدونا الذي يريد هلاكنا. والمرتل يسمى أدوم هنا بنت بابل لأنها شابهت بابل في تخريبها وشرها. وفي (9) يشير لحادثتين سابقتين، قتل فيهما الملوك المنتصرون شبان أدوم وأبطالها بأن يلقيهم الملوك من فوق الصخور العالية فينزلون مهشمين (1أي12:18) ويقول المفسرون أن أبيشاي قائد الجيش كان يسوق بني أدوم إلى صخرة عالية في وادي الملح، ومن هناك يطرحهم إلى أسفل. وهناك حادثة أخرى أيام أمصيا الملك، إذ ذهب إلى وادي الملح وضرب من أدوم 10,000، وسبا 10,000 آخرين وأتى بهم إلى رأس سالع وطرحهم من عليها فتكسروا (2أي11:25، 12) والمعنى الروحي لطوبى من يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة= ممكن أن نفهمه إذ فهمنا أن الصخرة هي المسيح (1كو4:10). فطوبى لمن يضرب بنات بابل (الزانية العظيمة) وهن الخطايا والشهوات(*) في هذه الصخرة الأبدية (رؤ5:17). طوبى لمن يدفن شهواته أي أطفال بابل تحت الصخرة الثابتة أي يسوع المسيح، وذلك بالتوبة الدائمة والاعتراف والتناول. وحين تدفن النفس هذه البنات سيكون لها بنون صالحين هم الفضائل المكتسبة. ومن له هؤلاء الأولاد (الفضائل) لا يخزى إذا كلَّم أعداءه في الأبواب (مز127 : 5).

(*) وقد تكون بنات بابل هي الخطايا الصغيرة = الثعالب الصغيرة (نش 2: 15).
يُرجَى مراجعة شرح مزمور 127 لاستكمال شرح المعنى.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 157 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 138 (137 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
داود شعر بعمل الله معه خلال حياته إذ اختاره ولدًا صغيرًا وراعيًا فقيرًا للأغنام وأجلسه على كرسي مملكة إسرائيل ونصره على كل أعدائه، وربما رتل داود هذا المزمور في أواخر حياته إذ كان يتأمل في عطايا الله معه خلال رحلة عمره، فلم يجد ما يقوله سوى كلمات الحمد والشكر. وعبر هنا عن اشتياقه الدائم للسجود والاعتراف لله في هيكل قدسه.
وما أجمل أن نصلي هذا المزمور في صلاة النوم، إذ نتأمل في عطايا الله وإحساناته علينا طول اليوم بل فيما مضى من عمرنا ونحمده ونشكره، مشتاقين أن يخرج علينا الصبح بنوره لنذهب إلى بيت الله ونسجد أمام الملائكة، عربونًا لذلك اليوم الذي سيأتي فيه المسيح على السحاب ليأخذنا إلى السماء مع الملائكة، وهناك نعترف له ونسبحه للأبد في صحبة الملائكة.
آية (1): "أحمدك من كل قلبي. قدام الآلهة أرنم لك."
أحمدك من كل قلبي = نرى هنا أهمية حياة الشكر. قدام الآلهة أرتل لك = هذه يمكن فهمها أنني أعترف لك يا رب قدام كل الشعوب الوثنية بآلهتها، ولن أخشى أن أعترف لك أمامهم، بل سأفتخر بك أمامهم. وقد تفهم الآلهة أنها تشير للقضاة والملوك والرؤساء ولكن الترجمة السبعينية ترجمتها الملائكة. بمعنى الاشتراك مع الملائكة في تسبيح الله وعبادته. ونحن نعترف له ونسجد له وهم يروننا فيفرحون بعبادتنا وشركتنا معهم في عبادة الله وتسبيحه فهم يعرفون الله ويحبونه ويفرحون بمن يحب الله مثلهم. والكنيسة تسمى بيت الملائكة، فنحن نصلي في الكنيسة والملائكة حولنا، هي شركة السمائيين مع الأرضيين.
آية (2): "أسجد في هيكل قدسك وأحمد اسمك على رحمتك وحقك لأنك قد عظمت كلمتك على كل اسمك."
أحمد اسمك على رحمتك = أنا مستحق كل عقوبة، ولكنك رحمتني ولذلك أشكرك. أسجد في هيكل قدسك = أنا مستحق أن لا تقبلني في بيتك، ولكنك بمراحمك سمحت لي أن أدخل وأسجد أنا الغير المستحق لذلك أحمدك. على رحمتك وحقك = قد يقصد بالحق أن الله نصره على أعدائه فأظهر الحق. ولكننا نرى الرحمة والحق قد ظهرا على الصليب. عظمت كلمتك على كل اسمك = الاسم يشير للشخص بصفاته وإمكانياته، والله أعلن لنا عن نفسه بأشياء متعددة، مثلًا بالخليقة، وبتدبيراته، ثم بكلمته وناموسه. وداود يرى أن كلمة الله وناموسه وشريعته أعظم من كل ما استخدمه الله سابقًا في الإعلان عن نفسه. وإذا فهمنا أن كلمة الله هو المسيح، فهذه نبوة عن المسيح الذي عظمه الآب، و"أعطاه اسمًا فوق كل اسم" (في9:2). فلقد صار المسيح بعمله الفدائي هو أعظم ما عرفناه من الله في كل أعمال عنايته السابقة ومراحمه السابقة. فليس حب أعظم من هذا الذي صنعه المسيح على الصليب. والسبعينية ترجمت هذه الآية "عظمت اسمك على الكل".
آية (3): "في يوم دعوتك أجبتني. شجعتني قوة في نفسي."
داود يذكر لله أنه استجاب له في كل مرة دعاه، بل أعطاه قوة خاصة تشجعه داخل نفسه.
الآيات (4، 5): "يحمدك يا رب كل ملوك الأرض إذا سمعوا كلمات فمك. ويرنمون في طرق الرب لأن مجد الرب عظيم."
نبوة عن إيمان ملوك الأمم الوثنية.
آية (6): "لأن الرب عالٍ ويرى المتواضع أما المتكبر فيعرفه من بعيد."

(مز18:34 + أش15:57). أما المتكبر فيعرفه من بعيد= أي لا يسانده ولا يعضده.
الآيات (7-8):- "إِنْ سَلَكْتُ فِي وَسَطِ الضِّيْقِ تُحْيِنِي. عَلَى غَضَبِ أَعْدَائِي تَمُدُّ يَدَكَ، وَتُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ. الرَّبُّ يُحَامِي عَنِّي. يَا رَبُّ، رَحْمَتُكَ إِلَى الأَبَدِ. عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ لاَ تَتَخَلَّ".
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 158 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 139 - تفسير سفر المزامير
داود هنا يحدثنا مرنمًا عن الله اللامتناهي في المعرفة، الذي لا يحده زمان ولا مكان. فهو موجود في كل زمان، موجود في كل مكان، يعرف كل شيء، هو الذي خلقني، فهو يعرف أعماقي. كل شيء مكشوف أمامه. داود أمام اكتشافه هذا يقف مبهورًا (17، 18) ويجد نفسه غير مستطيع أن يحصي أعمال الله العجيبة وإحساناته التي لا نهاية لها. وفي دهشة بجمال وجلال الله يتعجب من الذين لا يخضعون له بل يتمردون عليه، فيتكلم عنهم باحتقار شاعرًا أنه لا يستطيع أن يتعامل مع هؤلاء. وينطق بروح النبوة بحكم عليهم، فالموت ينتظر مثل هؤلاء.
الآيات (1-3): "يا رب قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت."
الله فاحص القلوب والكلى كل شيء مكشوف أمامه، حتى أعماق فكر الإنسان فهمت فكري من بعيد = معرفة الله ليست كالبشر مبنية على الاختبار والمعاشرة. ولأن الله يعرف كل شيء فهو سيدين بالعدل. والله يعرف كل حركاتنا وسكناتنا = عرفت جلوسي وقيامي بل تعرف ما أنوي فعله قبل أن أقوم وأعمله، فأنت تعرف فكري من بعيد. ذريت مربضي ومسلكي = أنت تعرف تمامًا وتحيط بكل شيء مهما كان صغيرًا في مسلكي وفي مكان نومي.
الآيات (4-6): "لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها. من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت عليّ يدك. عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها."
معرفة الله كأن الله يحاصر الإنسان من كل جهة، ويعرف عنه كل شيء، وكل كلمة ومعرفة الله هذه عجيبة، لا يستطيع إنسان أن يدركها = فوقي ارتفعت. من خلف ومن قدام = إن ذهبت للوراء أو تقدمت للأمام فأنت هناك تعرف كل اتجاهاتي، عينك عليَّ بل ويدك علىّ = جعلت يدك علىّ = لتمنعني من قرار خاطئ يضرني، ولتؤدبني إن تعوجت.
الآيات (7، 8): "أين اذهب من روحك ومن وجهك أين اهرب. أن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وأن فرشت في الهاوية فها أنت."
الله موجود في كل مكان وبالتالي فهو يعرف كل شيء، لا يخفي عنه شيء. وفي آية (7) نرى الثالوث. روحك = هو الروح القدس. وجهك = المسيح بهاء مجد الله ورسم جوهره. ولأن الله غير محدود فهو موجود في السماء، بل وموجود في الهاوية. فرشت في الهاوية = رقدت في الهاوية. فهي إشارة لنوم القبر الأبدي وكانوا يذهبون للهاوية. فإن قلنا أن الله لا يوجد في الهاوية (الجحيم مكان الموتى) فهو محدود. هو في السماء حيث عرش مجده، حيث الأفراح الدائمة والمجد المستعلن. وهو في الهاوية حيث قداسة الله وعدله قد استعلنا في دينونة الأشرار. إن صعدت إلى السماء = هذا فعله المرنم عقليًا وليس جسديًا، فهو فكر في السماء وكيف أن الله هناك مسبح من الملائكة. ولعله اشتياق المرنم لذلك. ولكنه بروح النبوة رأي نصيب المؤمنين بعد فداء المسيح ونصيبنا السماوي.
الآيات (9، 10): "أن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضًا تهديني يدك وتمسكني يمينك."
إن توجهت وبأقصى سرعة على جَنَاحَيِ الصُّبْحِ (اللذان يفرشان نور الصبح على كل الأرض والجناح يشير للسرعة) إلى أقاصي الأرض، فلن أهرب منك. بل سأجدك هناك راعياً لي تمسك بيدي لتردني. ونلاحظ في قوله السماوات (آية8) أى العلو ، وقولهالبحريقصد به الهاوية العميقة، وبهذا هو ينظر للبعد الرأسي. وبقوله هناأقاصي البحر فهو نظر للبعد الطولي. والمسيح جمع بصليبه (خشبة طولية وخشبة عرضية) الكل سمائيين وأرضيين. جعل الكل واحداً.
لقد حدث هذا مع يونان، فهو ظن أنه هرب من الله، ولكن الله رده بيمينه وهداه.
الآيات (11، 12): "فقلت إنما الظلمة تغشاني. فالليل يضيء حولي. الظلمة أيضًا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضيء. كالظلمة هكذا النور."
وإذا فكرت أن الظلمة هي ساتر لي، يمكنني أن أختبأ بالظلمة منك. فهذا أيضًا غير ممكن فالظلمة بالنسبة لك نور، فأنت يمكنك يا رب أن ترى كل شيء في الظلمة.
وفي تأمل في هذه الآية، إن أحاطت بي التجارب والآلام كظلمة، فتعزياتك تضئ لي طريقي.
الآيات (13، 14): "لأنك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمي. أحمدك من اجل أنى قد امتزت عجبًا. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا."
اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ = أي تعرف أعماقي، فأنت خلقتني بالكامل= نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. وحينما تأمل في خلقة الله للإنسان، رأي أن الإنسان إمتاز بخلقته عجباً. فالإنسان بروحه، نفخة الله، وعقله، وإمكانياته يفوق أي خليقة وهو تاج المخلوقات، بل أن الله خلق العالم لأجل الإنسان "السبت جعل للإنسان وليس الإنسان لأجل السبت"(مر2 : 27) .
الآيات (15، 16): "لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في أعماق الأرض. رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها."
لله صوَّرني في فكره أولًا، ثم نسجني في رحم أمي = صنعت في الخفاء. لم تختف عنك عظامي.. ورقمت في أعماق الأرض= الله صمم هذه العظام في فكره ورقمها أي كأنه عدَّها ورسمها، كما يرسم المهندس منزلًا على الورق قبل أن ينفذ. والله أخذ عظامي هذه وكل جسمي من أعماق الأرض، فأنا من تراب مأخوذ، ولكنني كنت في فكر الله. وهكذا أعد الله كل أعضائي وصورني قبل أن أتكون في الرحم. وطالما أن الله هو الذي خلق كل جزء فيَّ وصوره فهو يعرف دقائق أموري، وهو الذي يحييني متى يشاء ويميتني متى يشاء. هو يعرف كل شيء عني.
الآيات (17، 18): "ما اكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها. أن أحصها فهي اكثر من الرمل. استيقظت وأنا بعد معك."
هنا يقف المرنم مبهورًا بإحسانات الله عليه. يقدم له الشكر على اهتمامه به في خلقته وتصويره، ثم عنايته به في بطن أمه، وحمايته له. فكل أفكار الله تجاهه هي أفكار حب، وإحسان، بل حتى ما نظنه شرًا فالله يسمح به لخيرنا. ما أكرم أفكارك كم هي عميقة لا أستطيع فهمها، ولكن كلها محبة، لذلك نقف أمام تدبيرك بمنتهى الحمد والوقار والتسبيح حتى إن لم نفهمه. استيقظت وأنا بعد معك = حينما استيقظ فأنا تحت بصرك ورعايتك من أول لحظة في النهار، فأنا في أمان في نومي لأني مسلم كل الأمر لك. ولكن متى أستيقظ يكون قراري في يدي ومع هذا فأنت عينك عليَّ ويدك عليَّ وستنقذني حتى من قراراتي الخاطئة. ولذلك ينصح كثير من الآباء أنه بمجرد أن نفتح عيوننا صباحًا أن نصلي مزمور أو اثنين، لنبدأ من أول لحظات النهار الاعتماد على الله، وهكذا نحيا اليوم كله في خوف الله، نضعه دائمًا أمام أعيننا.
الآيات (19-22): "ليتك تقتل الأشرار يا الله. فيا رجال الدماء ابعدوا عني. الذين يكلمونك بالمكر ناطقين بالكذب هم أعداؤك. ألا ابغض مبغضيك يا رب وامقت مقاوميك. بغضا تاما أبغضتهم. صاروا لي أعداء.."
بعد أن اشتعل قلب المرنم حبًا لله على كل تدبيراته وعنايته. يتعجب أنه مازال هناك أشرار عميان يكرهون الله. ولقد اعتبر أن أعداء الله هم أعداؤه فهو أحب الله بكل قلبه. ونحن لا نكره البشر بل نصلي لهم لكي يتوبوا فلا يهلكوا. لكن نبغض الشياطين. أما داود هنا فهو ينطق بروح النبوة ضد من يستمر في عدائه لله. وهو كملك لا يحمل السيف عبثًا عليه أن يضرب ويؤدب من يخالف (رو4:13).
الآيات (23، 24): "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري. وانظر أن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقا أبديًا."
المرنم هنا يلجأ لله فهو اكتشف أن الله يعرف كل شيء عنه، وهو لا يعرف شيء عن نفسه، فهناك خطايا دفينة وميول رديئة فيه لا يراها ولا يعرفها سوى الله. وهو يلجأ لله ليؤدبه بالتجارب والتأديبات المتعددة، ليهديه ويرده من كل طريق باطل، فلا يهلك. وبنفس المفهوم علينا أن نسلم لله في كل ما يسمح به فهو الطبيب الذي عرف دواء وعلاج نفوسنا وأرواحنا، هو وحده الذي يعرف ويداوي بمحبة عجيبة.
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 159 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 140 - تفسير سفر المزامير
هو مزمور استغاثة لداود من الأعداء الذين يشبهون الحيات في مكرهم ولدغاتهم السامة. هو فيه كان في حالة مؤلمة ربما من اضطهاد شاول.
الآيات (1-7): "أنقذني يا رب من أهل الشر. من رجل الظلم احفظني. الذين يتفكرون بشرور في قلوبهم. اليوم كله يجتمعون للقتال. سنوا ألسنتهم كحية حمة الافعوان تحت شفاههم. سلاه. احفظني يا رب من يدي الشرير. من رجل الظلم أنقذني. الذين تفكروا في تعثير خطواتي. أخفى لي المستكبرون فخا وحبالا. مدوا شبكة بجانب الطريق. وضعوا لي اشراكا. سلاه. قلت للرب أنت الهي. أصغ يا رب إلى صوت تضرعاتي. يا رب السيد قوة خلاصي ظللت رأسي في يوم القتال."
المرنم يلجأ لله لينقذه من الأشرار المحيطين به، وليحفظه من مؤامراتهم. وهو يذكر لله إحساناته السابقة، فالله ظلل رأسه يوم القتال، فإذا كان قد حفظه من قبل فسوف يحفظه اليوم "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13 : 8). ونلاحظ أن أعداؤه غير واضحين فهم يتفكرون بشرور في قلوبهم وداود لا يرى ما في قلوبهم. وهم كالحيات مخادعين ويحملون سمًا تحت شفاههم. وهم أعدوا فخاخًا ليسقط فيها وشراكًا وشبكة. ولذلك هو يلجأ لله كلي المعرفة والرؤية لينقذه من مؤامراتهم التي لا يراها ولا يعرفها.
الآيات (8-13): "لا تعط يا رب شهوات الشرير. لا تنجح مقاصده. يترفعون. سلاه. أما رؤوس المحيطين بي فشقاء شفاهِهِم يغطيهم. ليسقط عليهم جمر. ليسقطوا في النار وفي غمرات فلا يقوموا. رجل لسان لا يثبت في الأرض. رجل الظلم يصيده الشر إلى هلاكه. قد علمت أن الرب يجري حكما للمساكين وحقا للبائسين. إنما الصديقون يحمدون اسمك. المستقيمون يجلسون في حضرتك‏."
هنا نسمع المرنم يخبرنا بمصير الأشرار. وفي المقابل فأولاد الله المساكين فالله هو الذي يجري لهم حكمًا= أي ينقذهم من يد الأشرار وينجيهم. ويحكم ضد ظالميهم ويرى الصديقون هذا ويحمدون أسمك يا رب.. ويجلسون في حضرتك فرحين بك، لا يجدون لهم فرحًا بعيدًا عنك. أما الأشرار فالله لا ينجح مقاصدهم. هم يترفعون= أي ينتفخون بقوتهم، متكبرين يظنون أنهم قادرين أن يفعلوا ما يشاءون. ولكن الله لن يسمح بأن يحققوا شهواتهم ضد المساكين البائسين. بل يصير هؤلاء الأشرار في شقاء= رؤوس المحيطين بي فشقاء شفاههم يغطيهم= هم دبروا مؤامرات بشفاههم ضد الأبرياء. لكن الله حول مؤامراتهم إلى شقاء يغطي رؤوسهم. وغضب الله يسقط عليهم مثل جمر مشتعل ليسقطوا في النار= وهذا عقابهم الأبدي (رؤ10:20). لذلك يكمل. وَفِي غَمَرَاتٍ فَلاَ يَقُومُوا= أي في حفر عميقة فهى جاءت فى الإنجليزية deep pits، إذاً يكون عقابهم فى نار أبدية. ولعل قوله ليسقطوا في النار وليسقط عليهم جمر يشير إلى سقوط نار من السماء على سدوم عمورة. وقوله وفي غمرات يشير لهلاك قورح وداثان وأبيرام. وكلاهما كان بسبب غضب الله. رَجُلُ لِسَانٍ لاَ يَثْبُتُ فِي الأَرْضِ = أي رجل يغش ويدبر مؤامرات بلسانه، هذا قد ينجح إلى حين ولكن الله لا يدعه يثبت، بل يفسد الله مؤامراته ولا يدعها تنجح.
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 01 - 2014, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 160 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 141 (140 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
كتب داود هذا المزمور في أثناء فترة ضيقه وآلامه، ربما حين كان شاول يريد قتله فنجده هنا يصلي ويتوسل إلى الله ليعطيه عزاء ويرفع عنه ضيقته.
نصلي هذا المزمور في صلاة النوم، ليقبل الله صلواتنا كذبيحة مسائية مقبولة وتكون صلواتنا كرفع بخور أمام الله، لها رائحة مقبولة. بالإضافة إلى أننا نذكر المسيح الذي قُدِّمَ ذبيحة مسائية عنا ورفع يديه على الصليب لنصير نحن مقبولين لدى الآب.
آية (1): "يا رب إليك صرخت. أسرع إلىَّ. أصغ إلى صوتي عندما أصرخ إليك."
الصراخ في الصلاة هو الصلاة من القلب بحماس، ولكن ليس بصوت عالٍ.
آية (2): "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية."
المؤمنين كلهم كهنة بمفهوم الكهنوت العام، فالمؤمن يقدم ذبائح التسبيح وذبائح العطاء والتوزيع (عب15:13، 16) ويقدم نفسه ذبيحة حيَّة (رو1:12) والروح المنكسرة (مز17:51)...... أما الكهنوت الخاص في الكنيسة فهو سر من الأسرار السبعة، والكاهن يُسام ليخدم خدمة الأسرار، (عب4:5). فخدمة الأسرار يقوم بها كاهن شرعي وليست لكل مؤمن. وفي هذه الآية نرى صورة لهذا الكهنوت العام. ونرى داود هنا يرفع يديه، وهكذا نرى أن رفع اليدين مهم في الصلاة لنشبه وضع الصليب. والله يَشتَّم صلواتنا كرائحة بخور لو كانت من قلب نقي وبإيمان قوي (هذا معنى الصراخ). ذبيحة مسائية= فكانت الشريعة تحتم تقديم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية. والمسيح قٌدِّم على الصليب كذبيحة مسائية (فهو مات على الصليب وقت تقديم الذبيحة المسائية). والعجيب في هذه النبوة الإشارة لرفع اليد فهكذا صلب المسيح فالنبوة إذًا قدمت لنا الطريقة التي سيقدم بها المسيح ذبيحة ووقت تقديمها في المساء.
وفي رفع يدينا عند الصلاة نذكر هذه النبوة وكأننا نذكر أنه حتى تكون صلواتنا مقبولة كما قبلت ذبيحة المسيح علينا أن نقدم أنفسنا ذبائح حيَّة فنصلب أهوائنا مع شهواتنا حينئذ تكون صلواتنا كرائحة بخور صاعدة إلى فوق، أما صلوات الخطاة فهي لا تصعد إلى فوق.
الآيات (3، 4): "أجعل يا رب حارسًا لفمي. أحفظ باب شفتي. لا تمل قلبي إلى أمر رديء لأتعلل بعلل الشر مع أناس فاعلي إثم ولا آكل من نفائسهم."
هنا داود يصلي ليحفظ الله شفتيه، وفي هذا يتفق مع (يع3) أن اللسان يقود الإنسان كلهأو طريق الحياة كلها، فلو تقدس اللسان يقود الحياة كلها للقداسة، ويصلي حتى لا يميل إلى الأشرار ويشترك في ولائمهم المملوءة فساداً، وحينما يتنقى يقبل الله صلواته كرائحة بخور. لاَ تُمِلْ قَلْبِي إِلَى أَمْرٍ رَدِيءٍ = "فالقلب أخدع من كل شئ" (إر9:17). وهو منبع الشر. فيا رب لا تجعل قلبي يميل وراء نداء الأشرار. لأَتَعَلَّلَ بِعِلَلِ الشَّرِّ = الشرير دائماً يعطي لنفسه أعذاراً في شروره. وهكذا فعل آدم وحواء ولم يعترفا مباشرة بخطيتهما.
آية (5): "ليضربني الصديق فرحمة وليوبخني فزيت للرأس. لا يأبى رأسي. لأن صلاتي بعد في مصائبهم."
القلب دائماً معرض للخداع. ومن خداعات إبليس أنه يجعلنا نرفض نصائح الأصدقاء المخلصين، ونفرح برياء الأشرار. وداود هنا يصلي حتى يحفظه الله من هذا الخداع فيستمع لمشورات الأصدقاء المخلصين، إن أخطأ يرجع وأن أصاب يتشجع. أما المنافقين الأشرار الذين ريائهم مثل الزيت فعليه أن لا يقبل ريائهم (وكان القدماء يدهنون بزيت معطَّر في أفراحهم). لِيَضْرِبْنِي الصِّدِّيقُ فَرَحْمَةٌ = المرتل لا يقبل التأديب من يد الله فقط، بل هو يقبل التأديب من يد كل صديق مخلص تقي، ويعتبر توبيخه له رحمة. وسفر الأمثال مملوء من الآيات التي تشرح هذه الفكرة وما ينطبق علي هذه الآية تماماً (أم6:27). ولقد طبق داود هذه الفكرة تماماً حين قال "الله قال لشمعي بن جيرا إشتم داود" فهو قبل التأديب على أنه من الله، وإعتبر أن الله يؤدبه بواسطة شمعي الشرير، فإن كان قد قبل توبيخ الشرير، أفلا يقبل توبيخ الصديق. فَزَيْتٌ لِلرَّأْسِ. لاَ يَأْبَى رَأْسِي = أي أنه اعتبر أن توبيخات الصديق هي كزيت يشفي جروحه الناشئة عن خطاياه، وأنه سيقبل هذه التوبيخات ولن يرفضها رأسه، بل ستصير له كزيت للرأس. أما السبعينية فترجمت الآية "أما زيت الخاطئ فلا يدهن رأسي". وهذا تم شرحه بأن داود يرفض الكلمات اللينة من الأشرار المخادعين الذين يشجعونه على ممارسة الخطأ. والترجمة السبعينية أقرب للصحة فهي متمشية مع باقي الآية لأَنَّ صَلاَتِي بَعْدُ فِي مَصَائِبِهِمْ = "لأن صلاتي أيضاًضد رغباتهم الشريرة" = أي هو يصلي حتى يعينه الله في مكائد وخداعات المرائين الأشرار ورغبتهم أن يسقطوه في الشر ويسمى هذا مصائبهم. وبصلاته يحفظه الله من هذه المصائب.
آية (6): "قد انطرح قضاتهم من على الصخرة. وسمعوا كلماتي لأنها لذيذة."
هذه قد تنطبق على شاول الذي اضطهد داود جدًا. وحين أتت الفرصة لداود أن ينتقم لم يمد يده إلى مسيح الرب بل عفا عنه وعاتبه عتابًا رقيقًا (كلماتي لذيذة) جعلته يبكي. وقد انتهت حياة شاول بمأساة هو وكل قادته= إنطرح قضاتهم من على الصخرة= وهذه نهاية كل من يقف موقف عداء مع الله صخرتنا، أو مع شعب الله.
وقد تشير الآية لعدو الكنيسة، إبليس، الذي انطرح أمام المسيح صخرتنا (لو18:10، 19) وكل اليهود والوثنيين الذين أقاموا من أنفسهم قضاة للكنيسة انطرحوا من على الصخرة بينما استمرت الكنيسة تردد كلماتها اللذيذة (كرازة وتسابيح وإيمان).
آية (7): "كمن يفلح ويشق الأرض تبددت عظامنا عند فم الهاوية."
قد تشير الآية إلى التجارب الأليمة التي وقعت لداود ورجاله أثناء هروبهم وأن بعضاً منهم مات وتناثرت عظامهم، وكانت الضربة شديدة. كمثل الفلاح حين يحرث الأرض هكذا إنشقوا، فمنهم من مات فعلاً ومنهم من كان قاب قوسين أو أدنى من فم الهاوية أو القبر. وقد تشير إلى أن النهاية المؤكدة لكل منا أنه سيدفن وتتناثر عظامه كنتيجة لنجاح مؤامرة إبليس ضد آدم أبينا والحكم الصادر ضده بالموت (ونجد الرجاء في آية 8) على أن الترجمة السبعينية ترجمت هذه الآية "تبددت عظامهم عند الجحيم"= أي عظام الأشرار. والترجمة السبعينية هي الأكثر إتساقاً مع بقية كلمات المزمور. وهذه هي نفس كلمات الترجمة الإنجليزية التي ترجمت الآية هكذا "مثل من يتسلق صخرة فيقع وتنتثرعظامه على الأرض"، فإن هؤلاء الأشرار تتبدد عظامهم عند الجحيم.
الآيات (8-10): "لأنه إليك يا سيد يا رب عيناي. بك احتميت لا تفرغ نفسي. احفظني من الفخ الذي قد نصبوه لي ومن أشراك فاعلي الإثم. ليسقط الأشرار في شباكهم حتى أنجو أنا بالكلية."
من يرفع عينيه إلى الله يحفظه من الأشراك المنصوبة له، بل يقع الأشرار فيها.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - مقدمة في سفر الملوك الأول "Kings 1"
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - مقدمة في سفر راعوث " Ruth "
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم -مقدمة في سفر القضاة " Judges "


الساعة الآن 01:17 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024