( كتاب خبرات في الحياة) للقديس المثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

[Magdy Monir]

142 - الكاهن والشعب

كنت دائما اقول في امور الرعاية:

ان الكاهن من اجل الشعب.

وليس الشعب من اجل الكاهن.

مثلما نقول:

إن الراعى قد جُعِلَ لاجل الخراف.

وليست الخراف من اجل الراعى.

ولهذا يقال عن الكاهن انه خادم:

خادم للشعب وخادم للاسرار من اجل الشعب.

ولولا الشعب ما كنا نقوم بسيامة كاهن.

[Magdy Monir]

143 - المشاكل والبكاء

جاءنى يبكى بسبب مشكلة حلت به.

فقلت له:

أهدأ ودعنا نفكر ونصلى.

فالمشاكل لا تحل بالبكاء وانما بالحلول العملية التي يمكن تنفيذها.

اما البكاء فقد يشل العقل ولا يعطيه فرصة للتفكير...

[Magdy Monir]

144 - أعتذار

احيانا يعتذر إنسان عن أخطاء قد ارتكبها.

ويظن ان الامر قد انتهى.

ولكن اعتذاره لا يكون مقبولا...

وذلك لانه يعتذر بأسلوب،

يكون فيه حجم الاعتذار اصغر بكثير جدا من حجم الخطأ.

وهذا الاعتذار البسيط الشكلى لا يرضى قلب المُساء اليه

ولا يستطيع ان يغطى الاخطاء السابقة.

وايضا مجرد الاعتذار لا يكفى.

ينبغى معه معالجة نتائج الخطأ.

[Magdy Monir]

145 - متى ؟ ومتى ؟

لاحظت وانا سائر في طريق الحياة،

ان الناس لا يتكلمون في الغالب عن القيم والمثل

الا في مناسبات تريحهم هم...!

فمثلا متى يتكلم الناس عن العدل؟

يتكلمون عن العدل حينما يكونون مظلومين.

ويندر ان يتكلم إنسان عن اهمية العدل حينما يكون ظالم لان الحديث عنه وقتذاك يتعب ضميره.

ومتى يتكلم الناس عن الرحمة؟

تكلمون عنها حينما يكونون مسحوقين من غيرهم.

ويندر ان يتكلم إنسان عن الرحمة وهو في مركز السلطة!

انما الرجل النبيل،

فهو الذي يتذكر العدل والرحمة،

لا حينما يكون محتاجا اليها

انما حينما يكون غيره محتاجا الى ذلك...

ولو منه.

ان الدهر دوٌار ولا يثبت على حال.

وقد ينعكس الوضع فيصير القوى ضعيفا

ويصير القاسى المحطم لغيره مسحوقا من الغير.

وحينئذ يذكر ماضيه...

نبيل وحكيم هو الإنسان الذي يقرض غده من واقع يومه.
ويعمل اليوم خيرا فينتظره هذا الخير في غده.

[Magdy Monir]

146 - منبر الكنيسة

منبر الكنيسة له رسالة واحدة هى خدمة الكلمة:

كلمة الايمان،

كلمة الروح،

كلمة المحبة،

كلمة العزاء،

كلمة المصالحة بين الله والناس...

أو قل كلمة الله الى الناس...

ولا يجوز استخدام منبر الكنيسة في أي غرض آخر.

ليس هو مجالا لاى غرض شخصى

ولا لأى تعليم خاص ولا للدعاية

ولا للدفاع عن النفس ولا للتشهير بالآخرين

أو انتقادهم ولا للحديث عن النفس.

ان الناس يحضرون الى الكنيسة

لكى يسمعوا كلمة روحية لبناء انفسهم.

فأن رأوا خروجا عن هذا الخط الروحى،

يعثرون في الكنيسة وخدامها.

لذلك يجب على الوعاظ وكل رتب الكهنوت،
الالتزام برسالة منبر الكنيسة
وعدم الخروج عن هدفها الروحى واسلوبها الروحى .

[Magdy Monir]

147 - أستعمال مرة واحدة

هناك اشياء يستعملها الإنسان مرة واحدة ثم يمكنه الاستغناء عنها. فماذا يمنع من إعطائها للآخرين لكي ينتفعوا بها دون ان يخسر شيئا...

مثال ذلك بعض الكتب الدراسية التي يستخدمها الطالب لعام واحد...

وهذه يمكن تسليمها بعد النجاح الى مكتب الخدمة الاجتماعية بالكنيسة لتوزيعها على الطلبة المحتاجين.

ومثال ذلك ايضا فستان الزفاف.

ان العروس تستخدمه مرة في يوم زفافها فقط

وتأخذ به صورة تذكارية

ثم لا تعود تلبسه بعد ذلك مطلقا.

فماذا يمنع من تسليمه لمكتب الخدمة الاجتماعية لتلبسه عرائس كثيرات ربما لا يقدرن على شراء فستان جديد؟

وبالمثل ملابس الأطفال الذين يكبرون

وليس لهم أخوة اصغر منهم...

ما اكثر الأشياء التي نملكها ولا نستخدمها،

بينما يكون غيرنا فى مسيس الحاجة إليها...!

ان تركناها عندنا، ألا تدخل في
" مال الظلم "؟!

[Magdy Monir]

148 - قرارات أنفعالية

القرارات الانفعالية في الحياة الروحية،

وما اسهل الرجوع عنها.

وبالمثل التعهدات والنذور التي تصدر عفوا،

دون ان يفكر قائلها في مدى إمكانية التنفيذ.

[Magdy Monir]

149 - اليوم والغد









هناك امور لا يستطيع اليوم ان يحكم عليها وانما يحكم عليها الغد.
فاليوم قد يكون مقيدا بتأثرات وانفعالات واعتبارات متعددة.

بينما قد يكون الغد طليقا من كل هذا،
يذكر الحق كما هو...
لذلك فالتاريخ عموما لا يكُتب في زمنه.
انما يكتبونه غالبا بعد حين حينما يحاول العلماء

ان يجردوه من تأثير الزمان والمكان.
ويبحثون عن معلوماته من شتى المصادر على اختلاف اتجاهاتها

وكل ذلك من عمل الغد...
سعيد هو الإنسان الذي يكون الغد شاهدا له لا عليه.
ويحتفظ له الغد بذكرى طيبة
يجمع عليها الكل مجردين من كل تأثيرات المكان والزمان والظروف.
وسعيد هو الإنسان الذي يعمل لغده من الآن.
لا من اجل مجرد سمعته في نظر الناس،
انما بالاكثر من اجل الضمير وحكم الله.

[Magdy Monir]

150 - القبلية

كما كان اهل القبيلة يفتخرون بقبيلتهم،

ولا يعرفون الانتماء العام الى وطن يضم كل القبائل،

هكذا البعض في الكنيسة ايضا يقعون في نفس الخطأ:

كنيستنا،

جمعيتنا،

فرع التربية الكنسية الذي نخدمه،

بلدنا...

انه انتماء في مجال ضيق جدا...

أما طقس الكنيسة فيعلمنا في قداساتها
ان نصلى من اجل
"هذه الكائنة من اقاصى المسكونة الى اقصائها".

[Magdy Monir]

151 - شكل هرمى

كنت دائما اعزى الذين يعانون من مشاكل متعبة واقول لهم:

ان المشاكل دائما لها شكل هرمى.

ترتفع حتى تصل الى قمتها، ثم تنحدر الى الوجه الآخر.

ولا توجد مشكلة تظل تتصاعد الى ما لا نهاية.

حتى تجربة ايوب الصديق نفسه، وصلت الى قمتها ثم انتهت.

وكذلك تجربة يوسف الصديق...

كلها مشاكل محدودة بوقت،
وتنتهى بعده...