كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد المسيح
النقطة الثانية: كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد المسيح:
الرب يسوع أطلق اسم "موضع راحتي" على علية مارمرقس:
† لذلك يا أحبائي لا نتعجب أن السيد المسيح قال عن علية مارمرقس "موضع راحتي". حيث يحكي لنا مارمرقس أن السيد المسيح عندما أرسل أثنين من تلاميذه وهما بطرس ويوحنا لكي يعدا الفصح سألا قائلين: "المعلم يقول إن وقتي قد حضر أين موضع راحتي حيث آكل الفصح مع تلاميذي" وكلمة "موضع راحتي هذه ذكرت في "مرقس 14" وفي "لوقا 22" ولكن في الترجمة القبطي فقط (أي لم تُذكر في الترجمة البيروتية التي بين أيادينا). فإذا رجعنا وقرءنا "دلال أسبوع الآلام" المأخوذ من الترجمة السبعينية (الترجمة القبطي) سنجد في أحداث يوم الخميس أن السيد المسيح يقول "أين موضع راحتي حيث آكل الفصح مع تلاميذي". ونحن نعلم أن السيد المسيح ذبح الفصح في علية مارمرقس، إذًا أصبح السيد المسيح يعتبر علية مارمرقس هذه مكان راحته.
كنيسة الإسكندرية موضع راحة السيد المسيح:
† كنيسة الإسكندرية هي علية مارمرقس الجديدة التي ورثت كل ميراث علية صهيون فأصبحت كنيسة مارمرقس هي موضع راحة السيد المسيح.
مصر موضع راحة السيد المسيح منذ القدم:
† ومصر يا أحبائي ليست فقط موضع راحة للسيد المسيح بعد أن أسس مارمرقس الكنيسة لكن منذ القدم، فالسيد المسيح رأى بعينه الإلهية كيف ستصير مصر للرب ولمسيحه، ورأى كيف سيكون بها كنيسة. فمنذ القدم عندما ولد وهاج عليه هيرودس وشعب إسرائيل ترك السيد المسيح اليهودية ووجد موضع راحته هنا في مصر.
مصر موضع راحة السيد المسيح في وقت ظهور الهرطقات:
† كنيسة الإسكندرية هي موضع راحة السيد المسيح ليس فقط في مهد المسيحية عند ميلاد المسيح لكن أيضًا في شباب المسيحية في عصورها الأولي عندما بدأ الإيمان المسيحي ينتشر وبدأت تظهر هرطقات كثيرة ضد الإيمان المسيحي، كانت أيضًا كنيسة مارمرقس (كنيسة الإسكندرية) هي موضع راحة السيد المسيح. وهناك مثل واضح هو وقوف الكنيسة ضد بدعة آريوس.
كنيسة الإسكندرية دافعت عن الإيمان الصحيح ضد آريوس:
† فعندما ظهر آريوس وبدأ ينكر لاهوت السيد المسيح، البابا ألكسندروس رأى في حلم أن ثوب السيد المسيح مشقوق وعندما سأله "يا سيد من الذي شق ثوبك؟!" أجابه الرب يسوع: "آريوس فصلني عن الآب". والذي وقف ودافع عن لاهوت السيد المسيح هو البابا أثناسيوس من علية مارمرقس فصارت هي موضع راحة المسيح.
كنيسة الإسكندرية ستظل موضع راحة المسيح حتى المجيء الثاني:
† أيضًا يا أحبائي ستظل كنيسة الإسكندرية موضع راحة السيد المسيح حتى مجيئه الثاني. أنا لا أقول هذا الكلام لأننا أقباط لكن هذه هي الحقيقة. هناك في الغرب الآن حنين للأرثوذكسية، فالكنيسة تغربت كثيرًا عن الكنيسة الأولي، وعندما أرادت الكنيسة في الغرب الرجوع للكنيسة الأولي وجدوا أنه لا يوجد كنيسة حافظت على العقيدة كما حافظت عليها كنيسة الإسكندرية.
كنا نتكلم في أسبوع الآلام عن ألحان الكنيسة وكيف أن كنيستنا احتفظت بكل هذه الألحان وبعضها به الكثير من الهزات كما هي بدون تغيير منذ ألفين سنة تقريبًا! رغم عدم وجود نوته موسيقية مكتوبة! فالكنيسة التي حافظت علي هزات لحن ألا تحافظ على الطقس وعلى العقيدة وعلى الإيمان. الكنيسة التي سلمت هذه الألحان تسليم فم لفم ويد ليد بذات الأسلوب وبذات الأمانة وبذات الحرص حافظت أيضًا علي طقس الكنيسة الأولي. إذا أردت أن تعرف كيف كان الآباء الرسل يصلون فاحضر القداس فقد كانوا يصلون كما نصلي الآن في القداس. لذلك صارت الكنيسة هي بيت مارمرقس وهي موضع راحة المسيح كما سبق وقال: "موضع راحتي حيث آكل الفصح مع تلاميذي".
† الأكثر عجبًا أن السيد المسيح لكي يؤكد لنا أن كنيسة مارمرقس هي موضع راحته بالحق هو أن الحجر الذي سند عليه السيد المسيح رأسه في القبر صار مذبح للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفيما يلي توضيح لذلك:
† فعندما وضع جسد السيد المسيح في القبر كان ممددًا رأسه ناحية الغرب ورجليه ناحية الشرق بحيث عندما يقوم يكون ناظرًا إلي الشرق. والقبر المقدس الذي دفن فيه السيد المسيح - وهو موجود إلي اليوم كما نعرف ويتبع الروم الأرثوزكس (اليونان) - مكانه بالضبط هو مكان كنيسة الروم الأرثوزكس. وفي الجهة الغربية من القبر (أي إذا تخيلنا أن القبر هو الكنيسة من الجهة الغربية أي من عند الباب) هناك كنيسة صغيرة (مساحتها حوالي أثنين متر في أثنين متر) هذه الكنيسة تتبع الأقباط تتبع كنيسة مارمرقس، والحجر الذي كانت عليه رأس السيد المسيح هو المذبح الخاص بالكنيسة القبطية.
الروم عندما جددوا الكنيسة الخاصة بهم كسوها كلها بالرخام فالحجر الذي كان مسجى عليه جسد السيد المسيح مغطى بالرخام عند كنيسة الروم الأرثوزكس.
† أما في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الخاصة بنا فالحجر الذي أراح السيد المسيح رأسه عليه كما هو حتى هذا اليوم. فالسيد المسيح الذي قال عن نفسه في حياته: "ابن الإنسان ليس له مكان يسند رأسه" سند رأسه في القبر والحجر الذي سندت رأسك عليه يا يسوع هو مذبح كنيسة الإسكندرية فهي موضع راحته.
الخلاصة:
كم هو قدر اعتزازنا بكنيسة مارمرقس، فقد ورثنا منه طقس أسبوع الآلام وسلم لنا الكنيسة التي شهد لها المسيح أنها موضع راحته.