16 - 06 - 2014, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 111 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
موسى النبي والوقت † موسى عندما ولد ووضعته أمه في السفط (الصندوق) ورمته في النيل وتيار المياه أخذ الصندوق وسار به. وكان قصر فرعون على النيل. وذهبت بنت فرعون للاستحمام. لو لم تنزل بنت فرعون لتستحم في ذلك الوقت ماذا كان سيكون موسى؟ ولكن ترتيب الله أن تيار المياه يحمل الصندوق إلى أمام قصر فرعون في نفس الوقت الذي فيه بنت فرعون نازلة لتستحم في المياه. † لو كان تيار المياه سحب الصندوق أكثر كان الصندوق مر على القصر قبل نزولها فلا ترى الصندوق. ولو كان التيار أخره كانت بنت فرعون ستنزل وتستحم وتخرج دون أن ترى الصندوق. † ولكن كل شيء محسوب "حتم بالأوقات المحددة". † أنت عندما تقرأ القصة قد تقول أنها صدفة. ولكن الله ليس لديه صدف. الله يرتب كل شيء بدقة عجيبة. † الله رتب أن تنزل ابنة فرعون في نفس وقت مرور الصندوق أمام القصر حتى تراه حتى يتربى موسى في قصر فرعون. † فيجب ألا نتعجل الأمور في حياتنا. ويجب أن نتخلى عن طبيعة الإنسان العجولة والتي تستعجل كل الأمور. |
||||
16 - 06 - 2014, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 112 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
آدم وحواء والوقت † آدم وحواء سمعوا الحديث بين الله والحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه"، بمجرد أن أنجبت حواء، ظنت أن وعد الله قد تحقق فقالت في نفسها هذا هو النسل الذي وعدني به الله حيث قالت: "اقتنيت رجلًا من عند الله". لم تصبر. † ومرت 5500 سنة حتى جاء النسل الذي يسحق رأس الحية حسب الجدول الزمني الذي وضعه الله. كان لا بد من مجيء أنبياء ورموز للسيد المسيح. † تعلموا الصبر لأننا بطبيعتنا نحب الاستعجال ولكن عند الله ليس هناك استعجال فكل شيء في حياتنا مرتب ترتيب دقيق. |
||||
16 - 06 - 2014, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 113 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
الملك أحشويرش والوقت الملك أحشويروش عاش طوال حياته مثل سائر البشر ينام ويستيقظ وفي ليلة معينة لم يستطع النوم. هل صدفة؟ لا يوجد صدفة كل شيء مرتب بدقة عجيبة. لأن هذا هو اليوم الذي كان فيه هامان ذاهب ليستصدر أمر لإبادة إسرائيل. وفي هذا اليوم بالذات عندما ذهب النوم من عينه طلب قراءة سفر أخبار الأيام. وفتح صفحة معينة فيجد حادثة مردخاي عندما أنقذ الملك. † ترتيب إلهي. "حتم بالأوقات المحددة وبحدود مسكنهم". كل شيء مرتب بدقة عجيبة. † لو تخيلنا أن الله أرانا الجدول الزمني الذي أعده سنجد كل شخص يتعجل حدوث طلباته وحلول مشاكله ولكن الله يقول لك لو تعجلت الأمور ستفسد ما أعدته لك ولن تنفع أخوك ولن تستفيد بما أعدته لك بعد عام مثلًا لأني أنا قد رتبت كل شيء بدقة. ليتنا نخرج بهذا الإيمان أن كل أمر في حياتنا له وقت. ولا داعي للاستعجال لأن الاستعجال تسبب في مشاكل كثيرة. |
||||
16 - 06 - 2014, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 114 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
أبونا إبراهيم والوقت † ادرس حياة أبونا ابراهيم عنده 75 سنة الله قال له يا ابرآم أنا سأعطيك هذه الأرض لك ولنسلك. † ظل أبونا ابرآم حتى أصبح سنه 85 سنة دون أن يأتي بنسل. † الله يريده أن يصبر. ولكن مشكلة أبونا ابراهيم أنه لم يصبر وكان يسمع كلام سارة في كل شيء. وكان يحب الأطفال جدًا بدليل بعدما ماتت سارة تزوج من قطورة وأنجب منها 5 أبناء. † واستمع أبونا ابراهيم لكلام سارة وتزوج من هاجر وأنجب ابنه اسماعيل بعد عام واحد. تأملوا الحلول البشرية والتدخل البشري. نتائجه سريعة ولكنه يسبب مشاكل للإنسان. † وفعلًا بسبب التسرع جاء إسماعيل الذي تسبب في تعب لسارة حيث تكبرت هاجر على سارة وصغرت مولاتها في عينيها وتمردت على سارة. وأيضًا مضايقة إسماعيل لإسحق وقال الرب لإبراهيم اسمع لما تقوله لك سارة. واضطر أبونا إبراهيم لطرد هاجر وابنه اسماعيل. † وكان نتيجة الحلول البشرية أنها هي تألمت وهو تألم ونسل إبراهيم وسارة حتى اليوم ابن الجارية يضطهد بن الحرة. وحتى مجيء المسيح الثاني سنظل نعاني من نسل إسماعيل بسبب تسرع الإنسان، فلو كان إبراهيم صبر وترك الترتيب لله، كان سيتجنب المشاكل التي حدثت له من هذه الحلول البشرية. † لذلك ضع في قلبك كلمة الله "اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ (سفر إشعياء 60: 22). أنت عليك فقط أن تطلب من الله. وتنتظر عمل الرب "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه. له كل المجد". |
||||
16 - 06 - 2014, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 115 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
أربعة لقطات للثياب في الكتاب المقدس سنقرأ أربعة أجزاء من الكتاب المقدس من سفر التكوين لموسى النبي: الجزء الأول في سفر التكوين (إصحاح "3"): "وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ" (سفر التكوين 3: 1-7). "وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا" (سفر التكوين 3: 21). الجزء الثاني أيضًا في سفر التكوين (إصحاح "9"): "وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ»" (سفر التكوين 9: 20-25). الجزء الثالث أيضًا في سفر التكوين (إصحاح "39"): " ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هذَا الْوَقْتِ أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُنَاكَ فِي الْبَيْتِ. فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجعْ مَعِي!». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ. وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ، أَنَّهَا نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا، وَكَلَّمَتهُمْ قَائِلةً: «انْظُرُوا! قَدْ جَاءَ إِلَيْنَا بِرَجُل عِبْرَانِيٍّ لِيُدَاعِبَنَا! دَخَلَ إِلَيَّ لِيَضْطَجعَ مَعِي، فَصَرَخْتُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ، أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ»" (سفر التكوين 39: 11-15). الجزء الرابع من إنجيل معلمنا مرقس الرسول (إصحاح"14"): " فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ الْكُتُبُ». فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا" (إنجيل مرقس 14: 48-52). مجدًا للثالوث القدوس إلهنا، الآب والابن والروح القدس. |
||||
16 - 06 - 2014, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 116 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
أنواع كثيرة من الثياب في الكتاب المقدس † كل سنة وأنتم طيبين يا أحبائي، وكما اعتدنا أن نرتل في مديحة مارمرقس "في آخر برموده صار لنا عادة لذكرى الشهادة ماركوس بي أبسطولوس". ففي يوم 30 برمودة من كل عام الكنيسة تحتفل بعيد استشهاد القديس مارمرقس. † تكلمنا فيما سبق عن جوانب كثيرة في حياة مارمرقس، حيث سبق أن تكلمنا عن شخصه وإنجيله وعليته وكرازته، لذلك أريد أن أحدثكم اليوم عن موضوع لم يسبق لنا الحديث عنه وهو ثياب مارمرقس. وعندما أتكلم عن ثياب مارمرقس أجد أمامي الآية التي ذكرها معلمنا القديس مارمرقس في إنجيله وهي: " وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا" (إنجيل مرقس 14: 51، 52). أنواع كثيرة من الثياب في الكتاب المقدس: † لكي أتكلم عن ثياب مارمرقس بحثت في الكتاب المقدس عما ذكر عن الثياب بوجه عام فوجدت أن هناك أنواع كثيرة من الثياب ذكرت في الكتاب المقدس. النوع الأول: ثياب نزعها الشيطان: وجدت أن بعض الثياب نزعها الشيطان عن لابسيها. ناس كانوا يرتدون ثياب والشيطان سرق منهم هذه الثياب. وهناك أمثلة على هذا النوع من الثياب. وأول صورة كانت لأبونا آدم وأمنا حواء كانا يرتديا ثوب البر، ثوب البساطة، ثوب الطهارة، ثوب النقاء وكانا كلاهما عريانين ولم يخجلا واستطاع الشيطان أن يسرق هذا الثوب من أبونا آدم وأمنا حواء. فبمجرد أن دخلت الخطية بدأ أبونا آدم وأمنا حواء يشعران أنهما عريانان. ثوب سرقه الشيطان! 2- ثوب المسافر الذي خرج عليه لصوص وسرقوه: أيضًا وجدت في الكتاب المقدس مثال لثوب آخر سرقه الشيطان وذلك في المثل الذي قاله الرب يسوع: "«إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا َخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ" (إنجيل لوقا 10: 30). أي أن هذا الإنسان سرقوا ملابسه. 3- ثياب مريض كورة الجدريين: وجدت أيضًا في إنجيل مارمرقس على سبيل المثال الرجل الذي من كورة الجدريين الذي أتعبه الشيطان وأصابه بلوثة في عقله فكان جالسًا وهو عريان، وبمجرد أن خرج منه الشيطان بقوة الرب يسوع اللاجئون فإذا به لابسًا وعاقلًا. "وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِسًا وَلاَبِسًا وَعَاقِلًا، فَخَافُوا" (إنجيل مرقس 5: 15). كان الشيطان قد سرق ملابسه. النوع الثاني: ثياب صنعها الإنسان بنفسه: وجدت نوع آخر من الثياب، ثياب يصنعها الإنسان بنفسه وأردت أن أعرف موقف الله من هذه الثياب. والمثل على ذلك ما فعله آدم وحواء. آدم وحواء حاولا أن يسترا عريهما بثياب من صنعهما: فيقول الكتاب: "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ»" (سفر التكوين 3: 7-10). أي أن آدم وحواء عندما شعرا أنهما عريانان صنعا لأنفسهما مآزر (ثياب) ليسترا بها عريهما، لكن وجدنا أن الله كشف لآدم وحواء وللجنس البشري كله أن هذه الثياب غير نافعة فما أن خرجت أشعة الشمس حتى سقط ورق التين الذي كانا يغطيان به جسدهما فاكتشف آدم أنه ما زال عاريًا. فتدخل الله ليكسوا آدم. النوع الثالث: ثياب يجب أن نتركها من أجل تبعيتنا للسيد المسيح: هذا نوع آخر من الثياب، وهي ثياب يصنعها الإنسان بنفسه لكن كما نرى بلا جدوى. تكلم عنها معلمنا أشعياء النبي وقال: "خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ. أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفَعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ" (سفر إشعياء 59: 6). أي لن يستطيعوا أن يستروا عريهم. كان لا بد أن الله يتدخل. نوع آخر من الثياب. النوع الرابع: ثياب لا بد أن نتركها محبة للمسيح وجدت نوع آخر من الثياب، ثياب لا بد أن نتركها من أجل محبتنا للسيد المسيح وتندرج تحتها الآية: "وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ" (إنجيل متى 19: 29). ووجدت من هذه الثياب الثوب الذي تركه يوسف لامرأة سيده فوطيفار وهرب لأجل أن يحافظ على طهارته وعفته. بارتيماوس ترك رداء التسول ليتبع المسيح:ووجدت من هذه الثياب أيضًا ثوب أو رداء تركه "بارتيماوس" الأعمى فيقول الكتاب "كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!» فَانْتَهَرَهُ كَثِيرُونَ لِيَسْكُتَ، فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيرًا: «يَا ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!». فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: «ثِقْ! قُمْ! هُوَذَا يُنَادِيكَ» (إنجيل مرقس 10: 46-49). ثم يقول الكتاب: فَطَرَحَ رِدَاءَهُ وَقَامَ وَجَاءَ إِلَى يَسُوعَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ لَهُ الأَعْمَى: «يَا سَيِّدِي، أَنْ أُبْصِرَ!». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ، وَتَبِعَ يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ" (إنجيل مرقس 10: 50-52) طرح رداء التسول الذي كان يتغطى به. بارتيماوس كان لابد أن يترك هذا الرداء لكي يتبع المسيح. النوع الخامس: ثياب يهبها الله للإنسان ولا بد أن نرتديها: وجدت نوع آخر من الثياب، وهي ثياب يهبها الله للإنسان ولا بد أن نرتديها: من هذه الثياب ما تكلم عنه بولس الرسول: "فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 12). من هذه الثياب الثوب الجلدي الذي صنعه الرب الإله لآدم وامرأته حواء: " وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا" (سفر التكوين 3: 21) من هذه الثياب الحلة الأولى التي أخرجها الله الآب عند رجوع الابن الضال أو الابن الشاطر في لوقا 15: " فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،" (إنجيل لوقا 15: 22). الثياب التي ألبسها ملاك الرب ليهوشع: من هذه الثياب التي لا بد أن نكتسي بها أو التي يهبها الله لنا لكي نكتسي بها ما ذكر في سفر زكريا عن يهوشع الكاهن العظيم: "وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ. فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً». فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ" (سفر زكريا 3: 3-5). وملاك الرب هنا يعتبر أحد ظهورات السيد المسيح في العهد القديم وهو الذي كلم الملائكة الواقفين أمامه قائلًا انزعوا عنه ثيابه القذرة وألبسوه ثيابًا مزخرفة وقال له إني قد ألبستك ثياب مزخرفة. هذه الثياب الله هو الذي يلبسها لنا. الخلاصة: كما قلت لكم هناك أنواع كثيرة من الثياب، وقد حاولت أن أجملها انطلاقًا من الآية التي تنطبق على لباس مارمرقس: "وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا" (إنجيل مرقس 14: 51). |
||||
16 - 06 - 2014, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 117 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
ماذا حدث في الليلة الأخيرة قبل الصلب؟ † في الليلة الأخيرة التي أسلم فيها الرب يسوع ذاته جاء الجند ليقبضوا على السيد المسيح في البستان بقيادة يهوذا. قبل هذا ذهب يهوذا الى العلية لأنه كان تاركًا المسيح والتلاميذ في العلية وكان ذلك في يوم الخميس ليلًا. وعندما أحضر يهوذا الجند والعسكر من الهيكل إلى العلية لم يجد المسيح في العلية حيث كان قد خرج. وكان يهوذا يعلم خط سير السيد المسيح فذهب بالجند إلى "وادي قدرون" خارج أسوار أورشليم وذهبوا للبستان لكي يقبضوا على السيد المسيح. † كان مارمرقس في البستان وعندما سمع صوت الضجة وصوت أقدام كثيرة (صوت الذين جاءوا ليقبضوا على الرب يسوع) خرج في عجالة ليستطلع الأمر وهو لابسًا إزارًا على عريه (والإزار رداء مثل السويتر sweater). كان مارمرقس في ذلك الوقت شابًا وبه حمية الشباب واندفاعهم فخرج سريعًا قبل أن يكمل ارتداء ثيابه فوجدهم يقبضون على المسيح فسار مع الموكب ولكن عندما حاول الجند يمسكوا به ترك لهم الإزار وهرب عاريًا. |
||||
16 - 06 - 2014, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 118 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
مارمرقس لم يذكر عن نفسه إلا ضعفاته † وهنا نجد أن مارمرقس عندما دوَّن إنجيله لم يذكر عن نفسه شيء إلا ضعفاته وبالكاد يا أحبائي استطاع الدارسين أن يصلوا إلى أن مارمرقس هو الذي كتب الإنجيل وذلك من لمحات خفية. وإحدى هذه اللمحات الخفية هي أن كل الإنجيليين لم يذكروا معلومات عن "سمعان" الذي سخروه ليحمل الصليب إلا أنه "رجل قيرواني كان آتيًا من الحقل اسمه سمعان"ولكن مارمرقس وبدون قصد قال "فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (إنجيل مرقس 15: 21) فهذا الرجل قيرواني أي من نفس البلد التي ولد فيها مارمرقس وعلى ما يبدو أن ألكسندروس وروفس هؤلاء كانوا في سن متقارب مع مارمرقس فهم أصحابه لذلك ذكر عنهم هذه التفاصيل دون أن يقصد لأنه يعرفهم جيدًا. لكن معلمنا مارمرقس لم يذكر عن نفسه شيء إلا ضعفاته. † وبالنسبة للآية: "وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا" (إنجيل مرقس 14: 51، 52)، هذه الحادثة لم يذكرها أحد من الإنجيليين الآخرين (متى ولوقا ويوحنا)، الوحيد الذي ذكرها مارمرقس. مارمرقس كان له نفس طبيعتنا البشرية الضعيفة: † في الحقيقة هناك معنى رمزي لهذه القصة (قصة هروب مارمرقس عاريًا) هو أن مارمرقس يحب المسيح كما نحبه نحن جميعًا ولديه مشاعر قوية جدًا تجاه شخص المسيح, وأشعر فعلًا أني لو وُضعت في موضع القديس مرقس كنت سأقول للمسيح كما قال بطرس: "ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك"ولكن الحقيقة أن الإنسان كثيرًا ما يخطئ في حساب النفقة، كثيرًا ما يخطئ الإنسان في تقدير ثقل التجربة وضعف طبيعته. أبونا مارمرقس اندفع وراء المسيح أثناء القبض عليه من شدة حبه له ولكن أمام عمق التجربة وضغطها ظهر الضعف الداخلي الذي في حياته. ففي انطلاقه وراء المسيح كان كأنه يصرخ: "ولو اضطررت أن أموت معك لا أتركك" وإذا به وقت الضيقة (وقت أن أمسك به الجنود) يهرب حتى لو اضطره الأمر أن يترك ملابسه ويهرب عاريًا لينقذ نفسه. مارمرقس الذي هرب في الضيقة يتحول إلى كارز باسم المسيح: † هذه التجربة عرت مارمرقس ونزعت ثيابه منه، وكشفت لمارمرقس الضعف الذي في طبيعته. ونحن نرى طبيعتنا وضعفنا في ضعفات القديسين مثل مارمرقس، نفرح بضعفاتهم لأن بها ننال النعمة، لأن محبة المسيح الفائقة ونعمته الغنية جدًا غيرت أبونا مارمرقس حتى أن معلمنا بولس الرسول كارز المسيحية الأول ورسول الأمم يكتب في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس وهي آخر رسالة كتبها معلمنا بولس الرسول يقول: "خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11) وكأن بولس الرسول يقول: أنا محتاج لهذا الرجل إلى جواري لأنه سيؤدي خدمات لن يستطيع غيره أن يؤديها. لقد كان بولس الرسول في ذلك الوقت في السجن مكبلًا فرأى أن مارمرقس هو الوحيد القادر أن يتمم خططه الكرازية. |
||||
16 - 06 - 2014, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 119 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
نعمة المسيح الغنية تحول ضعفنا إلى قوة وتتعجب! هل هذا هو مارمرقس الذي تعرى؟! هل هذا هو مارمرقس الذي ترك إزاره والذي فرَّ ضعيفًا هاربًا؟! أجل. نعمة المسيح الغنية قادرة أن تحول الضعف إلى قوة. ومن خلال هذا المحور سأتناول ثلاثة نقاط في موضوع الثياب: 1- فئة من الناس عراها الشيطان من ثيابها وسنرى موقف المسيح مع هذه الفئة ممثلة في آدم وحواء. 2- فئة أخرى عرت نفسها من ثوب النعمة وسنرى أيضًا موقف المسيح كيف سيستر هذا العري ممثل في نوح. 3- فئة ثالثة نزعت الثياب عنا وعن قديسيه ممثلين في يوسف الذي نزعوا عنه ثيابه. وسنرى أيضًا موقف المسيح منه. ثلاثة فئات يا أحبائي سنمر عليها في عجالة ونتلمس منها دروس ببركة مارمرقس، وبصلاته تكون نافعة لحياتنا. |
||||
16 - 06 - 2014, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 120 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عظات عن القديس مارمرقس للقس مرقس ميلاد
آدم وحواء قبل وبعد السقوط أولًا: آدم وحواء مثالًا لمن عراهم الشيطان من ثوب النعمة: † أول مرة يا أحبائي سمعنا عن الثياب والعري في الكتاب المقدس كان في سفر التكوين الإصحاح الثاني. حيث خلق الرب آدم وحواء وقال الكتاب عنهما: "وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ" (سفر التكوين 2: 25). هذه هي حالة أبونا آدم وأمنا حواء قبل الخطيئة. وعندما نقول حالة أبونا آدم وأمنا حواء قبل الخطيئة أي هذه هي صورتهما التي أرادها لهما الله (أو التي كانت في ذهن الله للإنسان). أي أن الله عندما خلق الإنسان كان يرى أن الصورة المثلى للإنسان هي صورة آدم قبل السقوط. كل ما ذكر في "تكوين 1" و "تكوين 2" عن آدم وحواء هي الصورة المثلى للإنسان والتي هي في فكر الله (صورة آدم وحواء قبل السقوط) بينما "تكوين 3" تكلم عن آدم بعد السقوط. صورة آدم وحواء قبل السقوط: 1- الله جبل الإنسان ليعمل: † وإذا تأملنا في صورة آدم وحواء قبل السقوط نجد أن الله جبل آدم ووضعه في الجنة ليعملها ويحفظها. إذًا في فكر الله أن الإنسان لا بد أن يعمل. فالعمل من طبيعة تكوين آدم وهو أمر غير متعلق بالخطيئة والسقوط. فنجد الكتاب المقدس يقول: "وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا" (سفر التكوين 2: 15)أي الله وضعه في الجنة ليعملها ويحفظها (فلاح)). ولكن بعد السقوط أصبح آدم يتعب ويعرق في العمل حيث قال الله له: " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ" (سفر التكوين 3: 17) " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (سفر التكوين 3: 19) 2- خلق الله آدم وحواء ليتناسلا ويتكاثرا: † أيضًا من الصورة التي في فكر الله للإنسان أنه عندما خلق آدم وحواء باركهما وقال لهما: "أكثرا وأثمرا واملآ الأرض" وكان هذا قبل السقوط. إذن كان في فكر الله قبل سقوط آدم وحواء أن آدم وحواء سيتناسلا لا نعرف الطريقة. ولكن في فكر الله أنهما سيثمرا. 3- النباتات كانت هي طعام آدم وحواء: † آدم وحواء قبل السقوط كان طعامهما النباتات البقل والعشب إذًا هذه هي الصورة المثالية للإنسان في فكر الله. البعض يعتب على الكنيسة منتقدًا الطعام النباتي الذي نأكله في الصيام متعللين بالآية: "فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 16)، وهم مخطئين في انتقادهم هذا لأن الكنيسة كأم من حقها أن تحكم أولادها لأجل خلاص نفوسهم (كأم تؤدب أولادها). كما أن الكنيسة في اتخاذها الطعام النباتي طعامًا لأبنائها إنما تعود بهم إلى الطبيعة والصورة التي كانت في فكر الله عندما خلق آدم وحواء وهي في ذلك تنهج نهج المسيح عندما سأله الفريسيون: "هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟" (إنجيل متى 19: 3) أي أن السيد المسيح أرادهم أن يتخذوا الصورة التي في فكر الله لآدم وحواء مثلًا يقتدوا به. هكذا أيضًا الكنيسة بتعاليمها كأم توجهنا أن نرجع للصورة التي في فكر الله، كما علمنا السيد المسيح. 4- آدم وحواء في بساطتهما وبراءتهما كانا عريانين دون أن يخجلا: † من ضمن الصورة التي في فكر الله للإنسان أن آدم وحواء كانا عريانين، يقول لنا الكتاب المقدس "وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ" (سفر التكوين 2: 25). فنحن مشكلتنا أن ذهننا تلوث بالخطيئة، مرات كثيرة ذهني يرتبك عندما أتخيل منظرهما! كيف كانا عريانين تمامًا هكذا؟! السبب أنه كان لديهما صلح كامل بين النفس والجسد لم يكن هناك خطيئة. كان آدم بارًا ولديه بساطه وطهارة وكانت حواء معين نظيره لا يرى فيها غير هذا. فكان كلاهما عريانين وهم لا يخجلان. ترى ما هي الصورة التي سنكون عليها في السماء، هل سنكون مرتدين ملابس؟! لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال هذا السؤال، وإنما المؤكد أننا سنعود إلى حالة البساطة وحالة البراءة الأولى لأن الله لم يخلق أي شيء قبيح لنغطيه بالثياب، ولكن القبح دخل بسبب الخطيئة. والدليل على ذلك أن الطفل في بساطته لا يهتم إذا كان عاريًا أم مرتديًا ثيابًا، لا يعنيه ذلك بالمرة. هذه البساطة والبراءة كانت الصورة التي في فكر الله عن آدم وحواء. لو كان الله يريد أن يرتدي آدم وحواء ثيابًا لكان خلقهما مرتدين ثياب، ولكن الحقيقة أنهما عاشا عريانين دون أي خجل، حالة من النقاء، حالة من التسامي، حالة من الصلح ما بين النفس والجسد. † فالصورة التي في فكر الله إن الإنسان لن يحتاج ملبس فهكذا عاش أبانا آدم وأمنا حواء. ماذا حدث لآدم وحواء بعد السقوط؟! † إذا كانت هذه هي صورة آدم وحواء قبل الخطية، فما هي صورتهما بعد السقوط في الخطيئة؟! سنتكلم عن ذلك أيضًا حتى ندرك مقدار الهوة السحيقة التي انحدرنا لها. نحن نصلي في القداس قائلين (وسقطنا من الحياة الأبدية). كلمة "وسقطنا" هي التعبير الدقيق لما حدث للإنسان. أحيانًا وأنا أقول كلمة "وسقطنا" في القداس أشعر وكأني أهبط في بئر عميق أو كأني أسقط من ارتفاع شاهق إلى هوة سحيقة. سقطنا من ارتفاع وعلو وسمو النعمة (من الحياة الأبدية) ونفينا من فردوس النعيم (إلى عمق وهوة الخطيئة). وماذا حدث بعد الخطيئة؟! آدم وحواء شعرا بالعري بسبب الخطيئة: † بعد الخطية، انفتحت أعين آدم وحواء وعلما أنهما عريانان وبدأ آدم يشعر بالخجل، وأراد أن يخفي عريه، فاختار أكبر ورق شجر (أوراق التين) لكي يكسو بها نفسه. صنع آدم وحواء لأنفسهما مآزر (وفي بعض الترجمات صنعا لأنفسهما مناطق، وكلمة منطقة تعني مجرد أنه يغطي وسطه هو وحواء). † لقد سرق لباس البساطة ولباس الطهارة والنعمة من أبونا آدم وأمنا حواء. فهما مثالًا لفئة من الناس سرق الشيطان ثوب النعمة منهم. وحاول آدم أن يستر عريه، كما هو الحال عندما يشعر بني البشر بضعفهم وخطيئتهم فيحاولوا أن يستروا عريهم وخطيئتهم بمحاولات فاشلة. ولكن ماذا حدث لآدم؟ بمجرد ظهور الشمس جفت هذه الأوراق (أوراق التين التي ستر بها عريه) وسقطت. وعندما ناداه الرب رد قائلًا: "سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ" (سفر التكوين 3: 10) لم تفلح طريقته البشرية في تغطيته من عريه! لازال يشعر بالعري. الإنسان الصادق مع نفسه يعرف تمام المعرفة أن: "خارج دائرة المسيح سيظل يشعر بعريه مهما عمل من أعمال بر وأعمال صلاح" أي انه "سيظل الإنسان يشعر بعريه طالما هو خارج الصليب". الرب ستر عري آدم وحواء بذبيحة لكي تصير رمزًا للمسيح: † يقول الكتاب: "وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا" (سفر التكوين 3: 21). ويجب أن نعلم جيدًا يا أحبائي أن الوحي المقدس يقصد كل كلمة قيلت في الكتاب المقدس. فالكتاب يقول "صنع الرب" ولم يقل "خلق الرب" ما كان أسهل على الله الذي خلق هذا الكون كله أن يخلق جلد. ولكن كلمة "صنع" تعني أن الجلد كان موجودًا والله صنع هذه الأقمصة منه. والجلد في الطبيعة لا يوجد إلا على أجساد الحيوانات، فكلمة صنع الرب أقمصة من جلد تفسيرها الوحيد أن الرب ذبح ذبيحة وأخذ جلد الذبيحة ليغطي به عري آدم. وقد رأى آدم الله وهو يفعل هذا. وكان هذا أول إشارة للفداء وأول ذبيحة، وبدأ الإنسان يدرك أن هناك نفس تموت عوض عنه هو وعن حواء حتى تستر عريهما. † وأود أن أقول لمن يخشون على أولادهم من الصوم أن الله ذبح هذه الذبيحة فقط لأخذ جلد الذبيحة وليس لأكل لحمها. فالله لم يصرح للإنسان بأكل اللحم إلا بعد الطوفان وكان ذلك بسبب زيغان الإنسان. فمن المعروف طبيًا أن الطعام النباتي هو الوضع المثالي والأفضل لصحة الإنسان. † والدليل على أن آدم تعلم تقديم الذبائح من الرب الإله نفسه، أن هابيل عندما أراد أن يقدم ذبيحة لله، قدم ذبيحة من أبكار غنمه ومن سمانها. "وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا" (سفر التكوين 4: 4). أي أن آدم علم أولاده ما تعلمه من الله. لقد سار هابيل في طريق الرب بينما سار قايين بفكره البشري. فهذه يا أحبائي أول حالة عري في الكتاب المقدس وكيف أن الرب سترها بذبيحة لكي تصير رمز للسيد المسيح. السيد المسيح (آدم الثاني) تعرى ليستر عري آدم الأول والبشرية كلها: † ليس هناك جدال على أن المسيح هو آدم الثاني كما قال بولس الرسول في رسالته إلى رومية: "الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 47-49) فكما في آدم الأول مات الجميع كذلك في المسيح أيضًا سيحيا الجميع. † هناك يا أحبائي توافق بديع بين آدم الأول الذي تعرى في البستان في جنة عدن وبين السيد المسيح (آدم الثاني). فآدم الأول كان في البستان عريان وسرق الشيطان منه الثوب. فجاء المسيح آدم الثاني وفي البستان أيضًا حيث قبر المسيح منحوت في البستان قام السيد المسيح تاركًا ثيابه التي هي (الأكفان) ويقول نص الكتاب: "فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّبًا فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ" (إنجيل لوقا 24: 12). وترك الأكفان يشير إلى أنه بعد الموت يرجع الإنسان لحالة البرارة الأولى. فالصورة التي سنعيش بها في السماء ستكون كما كان آدم قبل السقوط بغير ثياب حيث أن السيد المسيح بتركه الأكفان قد ستر عري آدم الأول. † لذلك أقول لك أنه ليس من الغريب أن مريم المجدلية عندما رأت المسيح ظنت أنه البستاني (لم تعرفه) وفي خطئها هذا شيء من الصحة لأنه إشارة إلى أن يسوع (آدم الثاني) يعمل بستانى كأدم الأول ويقوم بتجديد الخليقة أي أعاد صورة البرارة الأولى للإنسان. فقيام السيد المسيح وتركه للثياب (الأكفان) يعنى أن السيد المسيح تعرى كما تتعرى الذبيحة عند سلخها من جلدها الذي يغطيها. وكأن خلع ثياب السيد المسيح في الصليب (سلخ) إشارة لسلخ الذبيحة. لقد تعرى السيد المسيح على الصليب ليستر عري أبونا آدم. الخلاصة: الخلاصة يا أحبائي أن آدم وحواء اللذان سرق الشيطان منهما ثوب البرارة، تعرى السيد المسيح لكي يستر عريهما وعري البشرية كلها مرة أخرى. وعندما نرجع لأبونا مارمرقس نجد أنه في هروبه أثناء القبض على السيد المسيح قد عراه الشيطان وأظهر ضعف طبيعته البشرية وقد فرح مارمرقس وفرحنا معه جميعًا بصليب يسوع المسيح الذي سترنا مرة أخرى بعريه. ضعفاتنا في المسيح يسوع قال لا أعود أذكرها. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البيت الذي تربى فيه مارمرقس للقس مرقس ميلاد |
الصلاة للقس مرقس ميلاد |
ستنالون قوة - للقس مرقس ميلاد |
قوة الصعود - للقس مرقس ميلاد |
عظات عيد القيامة / للأطفال - للقس مرقس ميلاد |