منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 03 - 2014, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 111 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

الباب الضيق

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
أكمل السيد المسيح تعليمه على الجبل فقال: "ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدى إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدى إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه" (مت7: 13، 14).
هناك أناس يُطَمئِنون أنفسهم بمن حولهم. يقولون طالما أن كثير من معارفنا يسلكون بهذا الأسلوب فليس من المعقول أن يهلك كل هؤلاء الذين يمثلون غالبية من نعرفهم.
ولكن السيد المسيح حذّر من البداية من الاطمئنان إلى سلوك الغالبية ومحاكاتهم. لأن تنفيذ الوصية هو الذي يحدد مصير الإنسان، وليس مقدار من لا يلتزمون بها، وليس عذرًا على الإطلاق أن نقول للرب أن غالبية الناس لم يلتزموا بتنفيذ وصاياك. بل إن السيد المسيح قال: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبى، وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" (يو14: 21).
وبالرغم من أن تنفيذ الوصية يستدعى الدخول من الباب الضيق، إلا أن الباب الضيق يمنحنا شرف الاشتراك مع المسيح في آلامه، كما أنه يؤهلنا لاختبار حضور المسيح في حياتنا.
من أراد أن يرى الرب وعمله فعليه أن يختار الباب الضيق والطريق الكرب وهناك يختبر عمل الله ومعونته.
فمثلًا من يحرص على الصلاة والسهر ويتعب فيهما، يحصد ثمر صلاته وسهره وينال نعمة من عند الرب.
ومن يجاهد بالصوم والصلاة والميطانيات، يحصد ثمرة جهاده في اقتناء الفضائل الروحية ويمتلئ من الروح القدس.
ومن يحرص على قراءة الأسفار المقدسة بروح الخشوع والتضرع والاستماع إلى صوت الرب. يفتح الرب ذهنه ليفهم الكتب والمقاصد الإلهية ويمتلئ من الحكمة بفعل الروح القدس.
ومن يواظب على الحضور إلى الكنيسة ويشارك في التسابيح والصلوات والقداسات ويتقرب من الأسرار المقدسة، يحصد ثمرة تعبه بالثبات في المسيح والامتلاء من الروح القدس.
ومن يذلل نفسه في التوبة وممارسة سر الاعتراف بروح الانسحاق والندم على الخطية والرغبة الصادقة في حياة القداسة، يؤهل للتناول من الأسرار المقدسة وينال غفران خطاياه ويحصل على السلام القلبي بالمصالحة مع الله.
لهذا يقول المرنم: "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. سيرًا كانوا يسيرون وهم باكون حاملين بذارهم، ويعودون بالفرح حاملين أغمارهم" (مز125: 5، 6).
الذين يتعبون في الخدمة ويبذلون أنفسهم من أجل الآخرين بروح المحبة الصادقة، يكافئهم الرب بالمواهب الروحية، ويمنحهم الآب كرامة سمائية، ويأخذون جزاءً حسنًا في ملكوت السماوات،لأن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه. إنه لشرف عظيم أن يشترك الإنسان في خدمة ملكوت الله وهو يشعر أنه غير مستحق لهذه الخدمة ولهذه الكرامة. وهكذا أيضًا الشهداء والمعترفين قد استحقوا كرامة عظيمة بعد الآلام التي احتملوها وصار لأسمائهم قوة للشفاء ولإخراج الشياطين. وبنيت الكنائس والأديرة على أسمائهم واستحقوا الأكاليل السمائية.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 03 - 2014, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 112 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

الباب الواسع

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
أما الباب الواسع فهو طريق إشباع الشهوات والملذات العالمية بطريقة تكسر فيها الوصايا الإلهية والقيم الروحية.
والباب الواسع هو السعي في طلب الكرامة والعظمة بأي ثمن مهما كان ذلك على حساب المبادئ.
والباب الواسع هو السعي لاكتناز الأموال بلا داع، والنفس لا تشبع من محبة المال الذي هو مثل عبادة الأوثان المحرمة.
والباب الواسع هو الانسياق وراء رغبات الجسد الذي مصيره الفساد في القبر وإهمال رغبات الروح التي لا يشبعها إلا الحياة مع الله والاستماع إلى كلامه المحيى.
والباب الواسع هو المناداة بحرية زائفة يصنع فيها الإنسان كل ما يشتهيه من أمور باطلة بينما هو مستعبد لخطايا وشرور كثيرة.
والباب الواسع هو تجاهل محبة القريب واحتياجاته والانعطاف على إرضاء الذات في أنانية قاتلة. فالغنى الذي لا يشعر بمعاناة الفقراء وعوزهم وبؤسهم؛ يسلك من الباب الواسع والطريق الرحب المؤدى إلى الهلاك مثلما حدث في مثل لعازر والغنى الذي تكلّم عنه السيد المسيح.
والباب الواسع هو تجاهل تبكيت الروح القدس للإنسان وهو يدعوه إلى التوبة ولكنه يفضل ألا يتعبه ضميره، فلا يحاسب نفسه على خطاياه ويتهرب من محاسبة النفس وتبكيت الضمير بأن يستغرق في ملاهي العالم الباطلة ويضيع عمره وتضيع نفسه،و"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه؟" (مت16: 26).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 02:58 PM   رقم المشاركة : ( 113 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

احترزوا من الأنبياء الكذبة

بدأ السيد المسيح يحذّر تلاميذه من البدع والهرطقات التي يحاول الشيطان بها تضليل العالم فقال: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارًا ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار. فإذًا من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 15-20).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
المظاهر الخارقة للطبيعة

اعتاد عدد كبير من شعبنا أن يندفع وراء المظاهر الخارقة للطبيعة والتي قد تكون نتيجة قوى السحر أو الشعوذة أو بعمل الشيطان الذي يحاول تقليد أعمال الله الحقيقية.
وقد أورد الكتاب المقدس أمثلة لهذه الأمور. ففي سفر أيوب نرى أن الشيطان قد قام -بسماح من الله- بأعمال خارقة للطبيعة في تخريب ممتلكات أيوب جميعها، وفي قتل كل أبنائه في وقت واحد. استطاع أن يُنزل نارًا من السماء لحرق كل حقوله ومواشيه، وأن يهدم البيت حيث كان أبناؤه كلهم مجتمعين فقتلهم معًا.
واستطاع أكثر من ذلك -أيضًا بسماح من الله- أن يضرب جسد أيوب كله بقرح رديء. وكان بإمكانه إمعانًا في الخداع أن يرفع هذا القرح الرديء الذي ضربه به.
لذلك حذّر معلمنا بولس الرسول من إنسان الخطية ابن الهلاك الذي سيأتي في بداية عصر الارتداد ويدعى أنه هو المسيح "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 9، 10). وسيصل الأمر إلى عبادة هذا المضل الذي سيصنع كثيرًا جدًا من المعجزات ويهلك الكثيرين، كما أنه سيضطهد المؤمنين الحقيقيين اضطهادًا مريعًا، ويقتل النبيين أخنوخ وإيليا في جبال أورشليم.
لذلك فليست المعجزات وحدها هي التي تدلنا على صدق صاحب النبوة. وليست الأمور الخارقة للطبيعة وحدها هي التي تدلنا على من هو مؤيد من الله أو من يعمل روح الله بواسطته.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
المسألة تحتاج إلى فحص عقيدة الشخص وما ورد عنه من نبوات سابقة وما ينادى به من تعاليم إن كانت أرثوذكسية مستقيمة أم لا. وكذلك فحص سيرته وما يعمله في حياته الخاصة وفي علاقته بالآخرين. لهذا قال السيد المسيح: "من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 20).
فعلى سبيل المثال إذا فحصنا حركة شهود يهوه التي ظهرت سنة 1876 م. في الولايات المتحدة نرى أن مؤسسها هو "تشالز رصل" من بنسلفانيا. ولد سنة 1854م، وكان ينتمي أولًا إلى الكنيسة البروتستانتية، وبدأ من سن 16 سنة ينحرف في أفكاره، ثم تتلمذ على السبتيين عندما كان عمره 24 عامًا. وقد ادعى معرفة اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية. ثم ظهر جهله بها جميعًا. وأنه لم يتلق أي تعليم. كما أنه لم ينل أية درجة كنسية.
ادعى أن الله يوحى إليه ما يقوله في تفسير الكتاب المقدس. ثم قال بحضور المسيح سنة 1874، وأن الحصاد قد بدأ سنة 1878 وأن يهوه قد أجلس المسيح على العرش سنة 1914م ليبدأ الدينونة.
رُفعت ضده بعض قضايا، منها قضية من امرأته تطالب بنفقة في خلافه معها. وقضية من المزارعين الذين خدعهم وباع لهم ما أسماه بالقمح العجائبي (كبذور).
وقد توفى تشالز رصل سنة 1916 وخلفه القاضي رزفورد.
وقد أصدر كتبًا كثيرة. وتنبأ بمجيء إبراهيم أبى الآباء، ومعه مجموعة من الأنبياء! وبنى لهم قصرًا في كاليفورنيا كلّفه 75 ألف دولار وقتذاك. ولم يحضر أولئك الأنبياء فتعبت نفسيته.
وقد أصدر شهود يهوه كثيرًا من الكتب والنبذات.. وأسسوا لذلك جمعية الكتب والكراريس. ثم برج المراقبة Watch Tower وترجموا مؤلفاتهم إلى عشرات اللغات (انظر مقال "في اللاهوت المقارن - شهود يهوه - بدعة مركبة تضم العديد من البدع" مجلة الكرازة بتاريخ 14 مارس 1997).
أنكر شهود يهوه السيد المسيح وانطبق عليهم قول معلمنا بطرس الرسول: "ولكن، كان أيضًا في الشعب أنبياء كذبة. كما سيكون فيكم أيضًا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يُجَدَّف على طريق الحق. وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس" (2بط2: 1-3).
وإذا لاحظنا سيرة مؤسس هذه البدعة الشيطانية التي تنكر الرب الذي اشترانا، نرى أن حياته ممتلئة من الأضاليل والحيل، ولم يسلك لا في الحق العقائدي، ولا في الحق في سلوكه مع الناس، بل كانت حياته كلها كذبًا.
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
إيلين هوايت

يعتبر السبتيون أن السيدة إيلين هوايت Ellen G.White هي نبيتهم، صاحبة الرؤى والأحلام والإعلانات السمائية. ويضعون كتاباتها في مرتبة الكتب المقدسة، ويعتبرون أن ما ادعته من رؤى وأحلام هي إلهام وإعلان من الله لجماعة مجيئيو اليوم السابع Seventh - day Adventists وكان ويليام ميللر William Miller المولود في الولايات المتحدة الأمريكية في 15 فبراير سنة 1782م في ولاية ماساتشوسيتس قد استنتج في سنة 1818م بعد دراسة للكتاب المقدس لمدة عامين أن نهاية العالم ستكون في سنة 1843م، واستمر ينشر فكره حتى انتهت سنة 1843م، ولم يأت المسيح لنهاية العالم، واستنتج أحد أتباعه ويدعى صموئيل سنو Samuel Snow أن المسيح بالحساب الأدق سوف يأتي في يوم الكفارة العظيم في الشهر السابع اليهودي من سنة 1844م، وبالتحديد في يوم 22 أكتوبر، ولما لم يتحقق أيضًا مجيء السيد المسيح في ذلك التاريخ أصيبت حركة ويليام ميللر بالإحباط الشديد، وأطلقوا على ذلك اليوم اسم "الإحباط الكبير" The Great Disappointment (انظر كتاب Seventh-Day Adventist By Antony A. Hoekema طبعة سنة 1990م- الناشر Eerdmans Michigan).
بعد ذلك ادعت الآنسة ايلين هارمون Ellen Gould Harmon في يناير سنة 1845م وسنها وقتئذ 17 سنة أن الرب قد أراها في حلم أن المسيح سوف يأتي في المستقبل الفوري،ولما لم يتحقق ذلك ادعى أحد قيادات الحركة أن المسيح في 22 أكتوبر سنة 1844م قد انتقل من القدس السماوي إلى قدس الأقداس، وبهذا بدأ "الكفارة النهائية" للخطاة.
وفى الفترة ما بين سنة 1840م وسنة 1850م دخل تعليم "تقديس يوم السبت" إلى هذه الجماعة حيث أدخل هذا التعليم جوزيف باتس Joseph Bates واقنع الجماعة به وكان منتميًا إلى جماعة "معمدانيو اليوم السابع" Seventh-Day Baptists من قبل. وقد ادعت إيلين هارمون هوايت التي تزوجت جيمس هوايت James White أنها قد رأت حلمًا يؤكّد حتمية حفظ السبت اليهودي بالنسبة للمسيحيين.
وكانت إيلين هوايت قد أصيبت برمية حجر أثناء وجودها في المدرسة في الجانب الأيسر من جبهتها كاد يودى بحياتها، وأصاب مخها بتدمير سيئ حتى أنها لم تتمكن من استكمال دراستها الرسمية بالمدرسة، ولكنها اعتبرت رسولة من الله إلى جماعة ويليام ميللر.
وفى سنة 1861م تم تسجيل هذه الجماعة باسم كنيسة مجيئيو اليوم السابع Seventh-Day Adventist Church وتوفيت السيدة إيلين هوايت سنة 1915م عن عمر 87 عام، ولكنها لم تحضر المجيء الثاني للسيد المسيح، ومع ذلك فهي مكرمة بطريقة عالية في جماعة السبتيين. وكانت إيلين هوايت قد استبدلت أسلوب الأحلام بادعاء زيارات في الساعة الثالثة صباحًا لملائكة كانوا يخبرونها بما ينبغي أن تكتبه. وغالبًا كانت تؤكد برؤاها ما سبق أن بحثته الجماعة وأقرته من عقائد، ولكن كتاباتها احتوت على كثير من الأخطاء والمغالطات العلمية. ففي كتابها عن "الهبات الروحية" Spiritual Gifts ادعت أن السبب الرئيسي في تدمير العالم بالطوفان كان هو التلاحم (أي التزاوج والإنجاب) بين البشر والحيوانات، وقالت أن الأنواع المختلطة التي لم يخلقها الله لم يأخذها نوح معه إلى الفلك لأنها خليط بين البشر والحيوانات، بينما أثبت العِلم استحالة التزاوج للإنجاب بين البشر والحيوانات.
وقد سببت أخطاء إيلين هوايت التعليمية مشاكل كثيرة لجماعة السبتيين. فهل تصلح أن تكون نبية؟
(كتاب Seventh-Day Adventists - False Prophets لمؤلفه Wallace D. Stattery وهو عضو سابق في جماعة السبتيين خرج عليهم وألّف هذا الكتاب).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
كيف نميز الأرواح

من المهم جدًا أن نميز الأرواح هل هي من الله "لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1يو4: 1). هؤلاء يدسون بدع هلاك. لهذا قال يوحنا الرسول: "لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح، هل هي من الله؟" (1يو4: 1).
ونرى مثلًا التيار الخمسيني الذي يدّعى عمل المعجزات والتكلم بالألسنة، كما نرى السبتيون وشهود يهوه والمورمون يدّسون بدع هلاك. ونرى "حركة الدهر الجديد" New Age Movement وما فيها من تعاليم خطرة جدًا على المسيحية. إلى جوار ما ظهر من بدع متعددة في تاريخ المسيحية مثل البدعة الأريوسية والبدعة النسطورية وكثير غيرها.
يلزمنا إذًا أن نعرف كيف نميز الأرواح ونتدرب على ذلك.
قال السيد المسيح: "كل من هو من الحق يسمع صوتي" (يو18: 37). وقال أيضًا: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6).
لذلك يلزمنا أن نطلب إرشاد وقيادة روح المسيح لنا، لأنه هو "روح الحق" الذي يرشدنا إلى جميع الحق (انظر يو16: 13).
يلزمنا أن نتضع جدًا أمام الله ونطلب الامتلاء من الروح القدس، ليعمل روح الله فينا، ويرشدنا إلى الحق الذي في المسيح -بشرط أن يكون ذلك بعيدًا عن روح الغرور وحب الظهور.
ويلزمنا أن نطلب بلجاجة الحكمة التي من الله، وأن نكون ثابتين في التعليم الرسولي الآبائي، ولا يحملنا كل ريح تعليم (انظر أف4: 14). ولا نعتمد على فهمنا الخاص، ولا نفرح بكل ما هو جديد ومخالف لما تعلمناه من الآباء الكبار معلمي البيعة.
لذلك قال معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلّموا آخرين أيضًا" (2تى2: 2). وقال له أيضًا: "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى1: 14). ويلاحظ هنا أهمية الروح الواحد الذي يجمعنا مع الآباء الذين تسلّمنا منهم الإيمان المسلّم مرة للقديسين. فالذين يتهمون الكنائس الأرثوذكسية المحافظة بالجمود؛ عليهم أن يتذكروا أن الثبات هو وصية رسولية (انظر 2تى3: 14، 2بط1: 19).
فلننظر إلى ما آل إليه حال الكنائس أو الجماعات التي لم تحفظ أرثوذكسية التعليم والتقليد الرسولي والالتزام بالكتب المقدسة، وكيف صارت حاليًا تدافع عن أو تبارك زيجات الجنس المثيل وتبيح العلاقات السابقة للزواج، كما أنها تقبل خلط العقائد المسيحية بالعقائد الوثنية مثلما يحدث في ديانة العصر الجديد New Age Religion.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 114 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

ختام الموعظة على الجبل

"ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السماوات" (مت7: 21).
في ختام الموعظة على الجبل أوضح السيد المسيح أن محبة الله وطاعة وصاياه والامتلاء من ثمار الروح القدس هو الذي يخلّص الإنسان.
أما المواهب الروحية مثل النبوة، وإخراج الشياطين، وصنع المعجزات فهي تمنح من الروح القدس للأفراد في الكنيسة من أجل مجد الله وبنيان الكنيسة، ولا تعتبر دليلًا على دخول ملكوت السماوات لمن يجريها باسم الرب يسوع المسيح. أما ثمار الروح القدس التي هي: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف، فهي لازمة لدخول ملكوت السماوات لأنها هي علامة القداسة الحقيقية.
لهذا قال السيد المسيح: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (مت7: 22، 23).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
بيت الصخر وبيت الرمل

أشار السيد المسيح في ختام الموعظة على الجبل إلى أهمية العمل بوصاياه وليس الإعجاب بها فقط أو تجاهلها.
فالحياة المسيحية ليست هي مجرد الإيمان بالمسيح، ولا حتى الإيمان وقبول العماد باسم المسيح فقط.بل هي إلى جوار ذلك كله الالتزام بوصاياه بروح الطاعة والإيمان.
وابتدأ السيد المسيح يشبّه الحياة بالبيت الذي يبنيه الإنسان ليسكن فيه.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
فالإنسان سيكون مسئولًا عن نوعية البناء وما سوف يتعرّض له على مر السنين.
من أراد أن يصل إلى الحياة الأبدية، عليه أن يبنى بناءً قويًا سليمًا مؤسسًا على الصخر. أي مؤسسًا بطريقة قوية متينة وليس مبنيًا بطريقة سطحية.
البناء الروحي السليم هو المؤسس على الالتزام بالوصية مهما بدت غريبة أو صعبة في تطبيقها.
إن الله يعرف ما هو لصالحنا، أكثر مما نعرف نحن. وهو أيضًا سوف يمنحنا العون إذا اتكلنا عليه وسلكنا بالإيمان في طاعة وصاياه.
ونظرًا لأن الأمين في القليل، أمين أيضًا في الكثير، كما قال السيد المسيح في (لو16: 10). لذلك فإن الله سوف يتدخل بقوة لمعونة حافظي وصاياه حينما تهب عليهم رياح التجارب العنيفة من قبل الشيطان الشرير.
إن أمانة الإنسان في تنفيذ الوصية هي إلزام حقيقي للرب أن يتدخل لمعونة أولاده بصورة تفوق الوصف والتصور، كما حدث في حياة الشهداء في وسط آلامهم العجيبة التي احتملوها من أجل الشهادة للمسيح.
فمن ينفذ وصية الرب القائل: "لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا" (مت5: 39). هو الذي سيعينه الرب بصورة أقوى إذا تعرض لآلام الاستشهاد.
أما من يتجاهل الوصية، فسوف يضعف في وقت التجربة ويعثر ويسقط ويكون سقوطه عظيمًا، كما قال الرب: "كل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيمًا" (مت7: 26، 27).
إن سلوك الشهيد مار جرجس في حياة العفة التي أوصى بها السيد المسيح "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت5: 28)، هو الذي جعله يصمد أمام المرأة الخليعة التي أدخلوها إليه في السجن لتسقطه في الخطية،فاجتذبها هو إلى الإيمان والتوبة. فهو سلك كشاب عادى في حياة العفة، وعندما تعرض للإغراء الإجباري استطاع أن يصمد بصورة مشرّفة كشاب طاهر حقيقي.
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
رد فعل الجموع

"فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت7: 28، 29).
لقد ملّ الناس الاستماع إلى تعاليم الكتبة والفريسيين التي لم تقدر أن تغيّرهم من العمق من الداخل.
أما تعليم السيد المسيح فقد حرك قلوبهم واجتذبهم نحو تنفيذ الوصية بفرح. ولذلك بهتت الجموع من تعليمه السامي الفائق للطبيعة البشرية العادية.
إنها تعاليم العهد الجديد، عهد النعمة والخلاص، عهد القداسة والتبرير، عهد حياة البنوة لله. وهى تعاليم تحمل معها قوة تنفيذها أو هي كلمات ممسوحة بالروح القدس لتؤثر في قلوب السامعين.
لذلك قال المرنم في المزمور: "انسكبت النعمة على شفتيك" (مز44: 2).
حقًا إن الموعظة على الجبل هي خطاب العرش الخالد للسيد المسيح المعلم الأعظم وراعي الخراف العظيم.
ومهما كتبنا في هذه التأملات في حياة وخدمة السيد المسيح فسوف نبقى محتاجين إلى المزيد، لنعرف كيف فهم الآباء القديسون هذه الوصايا الرائعة، وغاصوا في أعماقها وأخرجوا لنا جددًا وعتقاء من التعاليم النافعة لخلاص أنفسنا.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 115 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

التجلي

بعد قيامة السيد المسيح من الأموات قال لتلاميذه: "هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو24: 44).
وقبل الصلب بأيام معدودة أراد السيد المسيح أن يؤكد لنا العلاقة الوثيقة بين ناموس موسى والأنبياء والمزامير. وأن يظهر أهمية ما تكلم به الأنبياء في الكتب المقدسة عن تجسده وصلبه وقيامته أي عن الخلاص "الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء.. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (1بط1: 10، 11).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 116 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

على جبل التجلي

* التقى الناموس والأنبياء مع ابن داود صاحب المزامير، أو مع الملك الحقيقي ابن داود الذي قال عنه الملاك: "ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 32، 33).
* التقى موسى كاتب الناموس، وإيليا النبي العظيم مع المسيا مخلّص العالم. فما أروعه لِقاء.
* التقى مَنْ رقد ميتًا على الرجاء، ومعه مَنْ صعد حيًا إلى السماء مع مَن مات وقام وصعد إلى أعلى السماوات بعد أن قهر الموت، وحرر البشر من سلطانه.
* التقى الناموس والأنبياء مع مشتهى الأجيال، فوق كل حواجز الزمان والمكان.. في لقاء يحوطه مجد الآب.. في سيمفونية الخلاص والفداء.. في حديث ملئه الرجاء، عن خروج الكلمة المرسل من السماء، ليصنع خلاصًا كاملًا في أورشليم. حسب ما ذكره القديس لوقا في إنجيله عن واقعة التجلي إذ قال: "وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا. اللذان ظهرا بمجدٍ وتكلّما عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمله في أورشليم" (لو9: 30، 31). والمقصود "بخروجه" أي أنه "خرج وهو حامل صليبه" (يو19: 17) في طريقه من أورشليم إلى الجلجثة لإتمام الفداء. وبهذا يتضح أن الحديث الذي دار بين موسى وإيليا وبين السيد المسيح على جبل التجلي كان بشأن الصليب.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
على جبل التجلي أظهر السيد المسيح كيف يمكن أن يجتمع الكل حول شخصه باعتباره الرب الفادي والمخلّص. وكيف يتقوى الجديد "الرسل" بالقديم "الأنبياء". وكيف تجتمع الأزمنة انطلاقًا نحو الأبدية بمعرفة يسوع المسيح ابن الله الوحيد.
لهذا جاء إعلان الآب من المجد الأسنى فوق الجبل عن ابنه "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، له اسمعوا" (مت17: 5).
كل هذه الإعلانات المختصة بالفداء والأبدية أراد الرب أن يتركها لنا، ولكنه مع ذلك أوصى تلاميذه الذين عاينوا مجد التجلي قائلًا: "لا تعلموا أحدًا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات" (مت17: 9).
كان الرب يصنع الكثير لأجلنا، ولأجل ثباتنا في الإيمان، ولكنه لم يرغب في هذه الأمور إطلاقًا بدافع التباهي أو التظاهر.
لقد صُلب السيد المسيح على مرأى من الجميع بكل ما في الصلب من هوان وعار. ولكنه آثر أن يقوم ويدخل إلى مجد القيامة في هدوء ولا يراه قائمًا إلا تلاميذه المؤمنون به فقط. فكان متضعًا في قيامته كما علّمنا قداسة البابا شنودة الثالث.
وهكذا أيضًا لم يشاهد واقعة التجلي سوى ثلاثة من تلاميذ السيد المسيح ليكونوا شهودًا على ما جرى مثلما صاروا شهودًا للقيامة فيما بعد.
وحتى حينما اعترف بطرس والتلاميذ بألوهية السيد المسيح "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (مت16: 16)،فإن السيد المسيح قد أوصى تلاميذه: "أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح" (مت16: 20) "من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم" (مت16: 21) وكأن السيد المسيح لا يرغب في تعطيل الصليب، لأن معرفة ألوهيته سوف تتأكد بالأكثر حينما يقهر الموت بالصليب، منتصرًا عليه في قيامته المحيية.
وقد صعد السيد المسيح إلى جبل التجلي بعد ستة أيام فقط من حديثه للتلاميذ عن صلبه وآلامه، ليؤكد لهم صدق كلام الأنبياء الذين تنبأوا عن تفاصيل كثيرة تخص هذه الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها.
في كل ذلك كان حريصًا أن يحتفظ بأسرار أمجاده الإلهية، فلا تُعلَن للناس إلا بعد إتمامه الفداء، وذهابه إلى أبيه السماوي بتركه لهذا العالم الحاضر، الذي لم يطلب فيه مجدًا من الناس لأن مجده الحقيقي هو عند الآب الذي أرسله.
عجيب أنت يا رب في تواضعك من يقدر أن يصفه!
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 117 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

هل أخفى السيد المسيح مجده الإلهي؟

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
أخفى السيد المسيح مجده الإلهي المنظور عن غالبية الناس حتى يتم الفداء. ولذلك فحينما تجلى على الجبل، أوصى تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين شاهدوا منظر التجلي، أن لا يخبروا أحدًا بما رأوه إلى أن يقوم من الأموات بعد إتمام فداء الصليب، وذلك لكي لا يتعطل خلاص البشرية. وقد روى القديس متى الرسول الإنجيلي هذه الواقعة كما يلي:
"أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه فجعل بطرس يقول ليسوع: يا رب جيد أن نكون ههنا، فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة. وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا. ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدًا،فجاء يسوع ولمسهم وقال: قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلًا: لا تُعلِموا أحد بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات" (مت17: 1-9).
وكان من الضروري لإتمام الفداء، أن يخفي حقيقة لاهوته عن الشيطان.. وأن يخفى مجده الإلهي عن عظماء هذا الدهر. لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن الحكمة المكتومة منذ الدهور: "التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8).
ربما يعتقد البعض أن عدم إعلان السيد المسيح لمجده الإلهي الكامل (ملء مجده)، هو تجزئة لهذا المجد. ولكن الحقيقة أن السيد المسيح يعلن مجده بحسب مقتضيات الحال في إتمام رسالته الخلاصية وبدرجات متفاوتة. فمثلًا حادثة التجلي سمح لثلاثة فقط من تلاميذه الرسل القديسين أن يعاينوها كما ذكرنا وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. وأمرهم أن لا يُعلِموا أحدًا بما رأوه حتى يقوم من الأموات.
وأشار القديس بطرس إلى هذه الرؤية التي كشف فيها السيد المسيح عن شعاع من مجده بحيث يحتمله هؤلاء التلاميذ "إذ عرّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته، لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدًا إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به، ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلًا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس" (2بط1: 16-18).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 118 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

ملء مجد المسيح

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
حدثت واقعة على جبل سيناء طلب فيها موسى النبي من السيد المسيح أن يريه ملء مجده فقال له: إن الإنسان لا يستطيع أن يراه ويعيش، وقال له يمكنك أن ترى ورائي فقط أما وجهي فلا يُرى. بمعنى أنه يمكنه أن يرى مستوى من مجده لا يصل إلى مجده الكامل. وفي كل الأحوال لا يعنى تجزئة المجد الإلهي بل إعلانه للبشر بالمستوى الذي يحتملونه.
وقد روى موسى النبي في التوراة في سفر الخروج هذه الواقعة في حوار بينه وبين الابن الوحيد إذ قال موسى للرب: "فإنه بماذا يُعلم أنى وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك أليس بمسيرك معنا؟ فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. فقال الرب لموسى: هذا الأمر أيضًا الذي تكلّمت عنه أفعله لأنك وجدت نعمة في عيني وعرفتك باسمك. فقال: أرني مجدك. فقال: أجيز كل جودتي قدامك وأنادى باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم. وقال: لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب: هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي أنى أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا يرى" (خر33: 16-23).
وحينما قال الرب لموسى: "الإنسان لا يراني ويعيش" كان بكل وضوح يتكلم عن مجده الكامل لأن موسى طلب من الرب كما ورد في النص "أرني مجدك" (خر33: 18). ولهذا قال له الرب: "متى اجتاز مجدي.. تنظر ورائي أما وجهي فلا يرى" (خر33: 22، 23).
إن الإنسان لا يستطيع أن يرى مجد الرب الكامل، أي ملء مجده ويعيش. لأن الملائكة نفسها تستر وجوهها من بهاء عظمة مجده، كما أن الإنسان الذي لا يزال تحت الآلام في جسد الموت لا يمكن أن يرى مجد الله الفائق ويعيش؛ لأنه لم يأخذ جسد القيامة الروحاني الممجد،أما في الأبدية فهناك أمجاد لا يعبر عنها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم عنها ولا نستطيع أن نحدد أبعادها لأن أسرارها لم تعلن بعد.
ليت الرب يعطينا فهمًا لمعنى إخلاء السيد المسيح لنفسه حينما تجسد وأخفى مجده المنظور "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاسًا، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذا وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 6-8).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 119 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

أخفاء المجد المنظور

حينما أخلى الابن الوحيد الجنس نفسه آخذًا صورة عبد، فإنه قد أخفى مجده المنظور. لأنه سبق أن قال لموسى في الجبل حينما طلب أن يرى مجده الكامل: "لا تقدر أن ترى وجهي. لأن الإنسان لا يراني ويعيش.." (خر33: 20-23).
لقد أظهر السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا شعاعًا من مجده على جبل التجلي. ولكنه أثناء نزولهم من على الجبل أوصاهم ألا يخبروا أحدًا بما رأوه إلى ما بعد إتمام الفداء على الصليب وقيامته المجيدة من الأموات (انظر مت17: 1-9، مر9: 1-9).
وحتى هذا المجد على جبل التجلي لم يكن إلاّ قدر ضئيل من مجده. لأن الإنسان قبل أن يلبس جسد القيامة الممجد لا يستطيع أن يرى المسيح في ملء مجده ويعيش.
لقد أخفى السيد المسيح مجده في التجسد، لكي يمكن أن يتم الفداء. وإلا لما استطاع أن يقترب منه أي إنسان، أو يمد يده عليه بالجلد والصلب وكل ما كان. وعن هذا قال معلمنا بولس الرسول: "لأن لو عرفوا لَما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8).
وفى مناجاة السيد المسيح للآب في ليلة آلامه قال له: "أيها الآب قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا.. أنا مجدّتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته. والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 1، 4، 5). وقال أيضًا: "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24).

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
إذن لقد أخفى السيد المسيح مجده المنظور أثناء وجوده في الجسد على الأرض لكي يكون من الممكن أن يتم الفداء.
ولكنه أظهر قدرًا من هذا المجد لبعض تلاميذه على جبل التجلي ليبرهن لهم أنه قد أخفى هذا المجد بإرادته، ولم يفقده على الإطلاق. إذ هو خاص بجوهره الإلهي الذي هو واحد فيه مع أبيه السماوي من حيث لاهوته. فالابن له نفس الجوهر مع الآب وهو مساوٍ له في المجد الإلهي والربوبية، وممجد مع أبيه الصالح والروح القدس المساوي.
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
مجدًا من الناس لست أقبل

لماذا قال السيد المسيح هذه العبارة في إنجيل يوحنا (يو5: 41) مع أن تمجيده هو من أهم أساسات العبادة المسيحية.
فنحن نعطى المجد (الذوكصا) للثالوث قائلين في كل صلاة: (المجد للآب والابن والروح القدس).
ويكلّمنا الكتاب المقدس عن مجد المسيح في كثير من المواضع وعلى سبيل المثال:
"كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين" (1بط4: 13).
"كل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف (للمسيح) البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (رؤ5: 13).
"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء" (مت25: 31، 32).
"كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده" (لو24: 26).
كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
نوعان من المجد

هناك نوعان من المجد: المجد الحقيقي، والمجد الباطل.
المجد الحقيقي: هو المجد الممنوح من الله.
والمجد الباطل: هو الذي يفتعله البشر بدون أساس حقيقي.. وهو مجد زائل قال عنه السيد المسيح: "كيف تقدرون أن تؤمنوا، وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو5: 44).
هذا المجد الباطل هو الذي قال عنه السيد المسيح: "مجدًا من الناس لست أقبل" (يو5: 41) وهو نوع المجد الذي يمنع الناس من الإيمان بالمسيح أو يمنعهم من الاعتراف بهذا الإيمان بسبب خوفهم من ضياع مجد الناس كما هو مكتوب عن السيد المسيح "ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضًا غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع،لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله" (يو12: 42، 43).
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 03 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 120 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي

بين التجلي والصليب

كان اللقاء بين التجلي والصليب، هو مقدمة التجلي فوق الصليب.
ولكن التجلي المنظور على جبل تابور، كان في الخفاء بعيدًا عن أعين الناس. فلم يبصره سوى ثلاثة من التلاميذ، هم أنفسهم الذين أبصروا الجهاد في البستان.
أما الصليب فقد رآه كثيرون. لأن موضع الجلجثة كان قريبًا من أورشليم. ولكن التجلي فوق الصليب لم تلحظه إلا أعين الإيمان، وسوف يبقى الصليب تجليًا مخفيًا، لا تراه إلا الأعين الأمينة في تطلعها نحو السماء.
على الصليب تألق الحب في أجلى معانيه.. الحب الذي يتألم بكل الفرح من أجل من يحب.. والذي يغفر بكل حب.. والذي يعطى بلا حدود، وإلى المنتهى "أحبهم إلى المنتهى" (يو13: 1).. الحب الذي احتمل العار، لأنه حب بلا افتخار.

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي الأنبا بيشوي
وعلى الصليب تألق العدل، مُعلنًا قداسة الله الكاملة، الرافضة للشر والخطية، فالله لم يشفق على ابنه حينما حمل خطايانا في جسده، ليعلن الله رفضه للخطية في حياة الإنسان، ولتظهر الخطية في بشاعتها: خاطئة جدًا "فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد" (رو8: 3).
على الصليب تألق الابن في طاعته الكاملة لأبيه السماوي، معلنًا أن الطاعة هي الطريق إلى الانتصار على كل قوى الظلمة والشر الروحية.
وعلى الصليب تألق الكاهن الأعظم وهو يصلى من أجل غفران خطايا كثيرين، مقدمًا الذبيحة التي بلا عيب "الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب" (عب9: 14).
على الصليب تجلى الاتضاع، الذي هو سر الغلبة الحقيقية على الشيطان.
فبالاتضاع (إخلاء الذات) صار التجسد الإلهي ممكنًا للابن الوحيد الحبيب..
وبالاتضاع أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان الذي ملأ الحقد قلبه بشكل رهيب.
وبالاتضاع أرضي السيد المسيح قلب أبيه السماوي بسر عجيب.
وبالاتضاع قَبِل الآلام والتعيير وعار الصليب..
وبالاتضاع قَبِل الموت عنا ودخل القبر في سكون مهيب..
لقد تصور إبليس في حماقته وكبريائه أنه قد انتصر حينما عُلق السيد المسيح على الصليب، وحينما ذاق الموت.
وكان السيد المسيح قد وضع نفسه، حتى أنه قَبِل الموت في صورة المهزوم من أعدائه.
ولكنه في الحقيقة قد سحق الشيطان بموته، وبقوة صليبه المحيى،وداس الموت بقيامته من الأموات منتصرًا.
كان الموت بالنسبة للسيد المسيح هو الطريق إلى الفداء والكفارة، والمصالحة بين الله والإنسان، ودينونة الخطية في الجسد، وإعلان حب الله كاملًا على الصليب.. فكان في حقيقته انتصارًا، وفي ظاهره هزيمة.
هكذا دائمًا الاتضاع يسلك من خلال التخلي عن مظهر القوة، لكي يحقق جوهرها الذي يستطيع أن يتألق (يتجلى) كحق أبدى لا يزول، تفهمه عقول قد استنارت بالرب، مصدر الحق والحياة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب مشتهى الأجيال: صعود المسيح
من كتاب مشتهى الأجيال: من القدس إلى قدس الأقداس
من كتاب مشتهى الأجيال: التجربة على الجبل
من كتاب مشتهى الأجيال: مصير العالم يتأرجح
من كتاب مشتهى الأجيال: يأس المخلص


الساعة الآن 06:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024