19 - 01 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 101 (100 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير نسمع هنا من داود عن المبادئ التي كان مزمعًا أن يتممها في مملكته، لتكون مملكة طاهرة. وداود الملك كرمز للمسيح الملك، والمسيح بعد أن أسس مملكته وكنيسته يريدها طاهرة بلا عيب ولا غضن ولا دنس، هو طهرها (اف25:5-27) ويريدها أن تجاهد لتستمر طاهرة. وهذه الفكرة شُرِحت في العهد القديم، إذ كانوا بعد الفصح يأكلون الفطير أسبوعًا كاملًا، والمسيح فصحنا قد ذبح لنقضي عمرنا في غربتنا بلا خطية (الأسبوع يرمز لكل حياتنا على الأرض) (والخمير رمز للشر) (1كو7:5، 8). نصلي هذا المزمور في الساعة التاسعة لنرى مفاعيل الصليب في تنقية الكنيسة ولنعرف واجبنا. الآيات (1، 2): "رحمة وحكمًا أغنى. لك يا رب أرنم. أتعقل في طريق كامل. متى تأتي إلىَّ." رحمة وحكمًا أغنى= لاحظ أن الرحمة تسبق الحكم، وهذا ما يجعلني أسبح أن رحمتك شملتني. وأما الحكم فكان على أعدائي (إبليس وأتباعه) "لرحمتك وحكمك أسبحك يا رب" (سبعينية). وقد يسمح الله لأولاده ببعض الأحكام والتجارب في هذا العالم ليرحمهم في اليوم الأخير، فهو يؤدب أولاده الذين يحبهم في هذا العالم. ونحن نسبح الله لأنه رحمنا إذ نفذ حكمه في ابنه ليخلصنا نحن. والرحمة تعطينا رجاء وفرح والحكم يعطينا خوف مقدس فلا نتهور في طريق الخطية وهذا التوازن يساعدنا في طريقنا. أتعقل في طريق كامل= أسلك في وصايا الله. متى تأتي إلىَّ= حين قال داود أنه يسلك في طريق كامل ذكر خطاياه وضعفه فقال متى تعينني يا رب، وبروح النبوة رأي المسيح الكامل الذي سيعطي الكمال لكنيسته فقال متى تأتي إليَّ. ونحن في العهد الجديد، لنا نفس المنطق، متى نخلع هذا الجسد الذي تسكن فيه الخطية (رو23:7، 24). في وسط بيتي (آية 7) المرائي يسلك بكمال أمام الناس، أما داود فيسلك بكمال حتى وهو في بيته، لأنه يشعر دائمًا حتى وهو وحده أنه أمام الله فيخشى أن يغضبه. الآيات (3-8): "لا أضع قدام عيني أمرًا رديئًا عمل الزيغان أبغضت. لا يلصق بي. قلب معوج يبعد عني. الشرير لا أعرفه. الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا أقطعه. مستكبر العين ومنتفخ القلب لا احتمله. عيناي على أمناء الأرض لكي أجلسهم معي. السالك طريقًا كاملًا هو يخدمني. لا يسكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني. باكرًا أبيد جميع أشرار الأرض لا قطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم." لا أضع قدام عيني أمرًا رديئًا= أي قد أخطئ سهوًا أو ضعفًا ولكنني لا أخطط للشر، ولا أصنعه بتعمد. وكان لا يريد أن يعرف ويلتصق بالأشرار (مز 1) فلا شركة للنور مع الظلمة. وتاريخ داود في الكتاب المقدس يشهد بهذا فهو كان يرفض الأشرار، بل كان يحب أن يحيط نفسه بالأمناء مع الله= أمناء الأرض. ونجد أن صديق داود كان يوناثان القديس الحلو. باكرًا أبيد جميع أشرار الأرض= أي سريعًا وعاجلًا. وعلى كل منا أن يفعل هذا في أرضه أي جسده فنبيد كل أفكار الشر وكل خطايانا وشهواتنا وأعمالنا الشريرة. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 102 - تفسير سفر المزامير يرى بعض الدارسين أن داود كتب هذا المزمور عند هروبه أمام إبشالوم. والمرنم يعبر فيه عن حالة محزنة وصل إليها، ثم نجد نغمة تعزية وكلمات إيمان وثقة بالله الذي لن يترك شعبه في محنتهم. والآيات (25، 26) من المزمور طبقها بولس الرسول على المسيح (عب10:1-12) ولذلك نفهم أن المزمور يتنبأ عن آلام المسيح، أو آلام كنيسة المسيح لأجل اسمه. ولأن المزمور يتكلم عن آلام المؤمن في العالم بصورة عامة نجد المزمور معنون باسم صلاة المسكين، يصلي به كل مسكين بالروح، وأيضًا نبوة عن المسيح الذي صار مسكينًا وأخلى ذاته آخذًا صورة عبد لأجلنا. وهكذا صلى المسيح ليلة القبض عليه. الآيات (1، 2): "يا رب استمع صلاتي وليدخل إليك صراخي. لا تحجب وجهك عني في يوم ضيقي. أمل إليّ أذنك في يوم أدعوك. استجب لي سريعًا." هي صرخة لله، ولمن غيره نصرخ في ضيقتنا. قارن لا تحجب وجهك عني بقول السيد المسيح إلهي إلهي لماذا تركتني. أمل أذنك= تواضع يا رب واسمعنى أنا الذليل. الآيات (3-11): "لأن أيامي قد فنيت في دخان وعظامي مثل وقيد قد يبست. ملفوح كالعشب ويابس قلبي حتى سهوت عن اكل خبزي. من صوت تنهدي لصق عظمي بلحمي. أشبهت قوق البرية. صرت مثل بومة الخرب. سهدت وصرت كعصفور منفرد على السطح. اليوم كله عيّرني أعدائي. الحنقون عليّ حلفوا عليّ. أنى قد أكلت الرماد مثل الخبز ومزجت شرابي بدموع. بسبب غضبك وسخطك لأنك حملتني وطرحتني. أيامي كظل مائل وأنا مثل العشب يبست." وصف مؤلم للحالة التي وصل لها المرنم وبكائه المستمر. أيامي فنيت في دخان= فنيت سريعًا كما يفنى الدخان ويتلاشى سريعًا في الجو. وعن ضعفه العام يقول عظامي مثل وقيد قد يبست= فالعظام هي التي تشدد الجسد وصارت كحطب محروق. وصار كعشب ملفوح بريح ساخنة جففته ففقد خضرته وحيويته. وصار دائم البكاء مثل القوق والبوم. وكيف تكون هذه نبوة عن المسيح والقوق والبوم من الطيور النجسة؟! المسيح الذي بلا خطية صار خطية لأجلنا. وكان يبكي على حالنا، فهو بكى على أورشليم وبكي على قبر لعازر. صرت كعصفور منفرد= حين يعتدي أحد على عش العصفور ويقتلوا صغاره يطير وحده باكيًا ومصدرًا أصوات مؤلمة. وهكذا قال المسيح "تأتي ساعة تتركوني وحدي" وقد تركه الكل وقت الصليب، وكان هو يبكي على هلاك صالبيه. أكلت الرماد مثل الخبز= هذه يقولها داود في محنته، إذ يقدم توبة عن خطية أوريا الحثي فهو يشعر أن كل مصائبه سببها خطيته. لذلك يكمل لأنك حملتني وطرحتني= فالله بعد أن حمله إلى كرسي المملكة، عاد وطرحه من على كرسيه بسبب الخطية. أيامي كظلٍ مائل هنا نرى المسيح الذي مات عنا وكانت حياته بالجسد على الأرض قصيرة ثم يكمل في (12). آية (12): " أما أنت يا رب فإلى الدهر جالس وذكرك إلى دور فدور." بالرغم من موتك يا رب فأنت إلى الدهر جالس على عرشك. آية (13): "أنت تقوم وترحم صهيون لأنه وقت الرأفة لأنه جاء الميعاد." والموت لن يسود عليك يا رب بل أنت تقوم وترحم صهيون. وهذه نبوة عن القيامة. آية (14): "لأن عبيدك قد سرّوا بحجارتها وحنّوا إلى ترابها." عبيدك = رسلك الذي أرسلتهم للكرازة. قد سروا بحجارتها = المؤمنين هم الحجارة الحية في هيكل الله (1بط5:2) وإيمان هؤلاء جعل الرسل فى فرح. وَحَنُّوا إِلَى تُرَابِهَا = لهم اشتياق في توبة من لهم حياة أرضية وشفائه من الكبرياء فينسحق فى التراب فيقبله الله ويفرح به (أى42 : 6). آية (15): "فتخشى الأمم اسم الرب وكل ملوك الأرض مجدك." الأمم الذين لم يعرفوا الله آمنوا وصاروا يخشونه. ويعرفون مجده ويخشون غضبه. آية (16): "إذا بنى الرب صهيون يرى بمجده." الرب بنى كنيسته بعد أن كانت قد خربت، والرب يُرَى ويعرف عمله حينما نرى مجده في كنيسته. آية (17): "التفت إلى صلاة المضطر ولم يرذل دعاءهم." المضطر= المسكين المتواضع الذي يلجأ لله وهو فى ضيقة. والله لا يرذل من يلتجئ إليه. آية (18): "يكتب هذا للدور الآخر وشعب سوف يخلق يسبح الرب." المرنم بروح النبوة قد رأى الكنيسة التي خلقها، وجدد خلقتها المسيح، ويقول أنه يكتب هذا شهادة منه قبل أن يصنع المسيح هذا، لنعرف أن هذا كان في فكر الله وتحقق في ملء الزمان. وأن شعوب الأرض الغارقة في وثنيتها ستخلق منها كنيسة تسبح اسم الرب. الآيات (19-22): "لأنه اشرف من علو قدسه الرب من السماء إلى الأرض نظر. ليسمع أنين الأسير ليطلق بني الموت. لكي يحدث في صهيون باسم الرب وبتسبيحه في أورشليم. عند اجتماع الشعوب معا والممالك لعبادة الرب." لأنه أشرف من علو قدسه.. إلى الأرض نظر = قد تعني أن الله نظر لصلاة المساكين، وقد تشير لتجسد المسيح الذي من السماء ونزوله إلى الأرض. وجاء المسيح ليحيي من كانوا قد ماتوا وصاروا أسرى إبليس، وليعيدهم للحياة = يسبحوا الرب في الكنيسة = أورشليم. والكنيسة ستكون اجتماع كل الشعوب والممالك لعبادة الرب. الآيات (23، 24): "ضَعَّفَ في الطريق قوتي قَصَّرَ أيامي. أقول يا الهي لا تقبضني في نصف أيامي. إلى دهر الدهور سنوك." بالرغم من الخلاص الذي قدَّمه المسيح لكنيسته، إلا أن المؤمنين مازالوا يموتون ويمرضون وتضعف قوتهم بالأمراض. والإنسان يخاف الموت، لذلك يصرخ لله.. لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي = أي لا تجعلني أموت في شبابي، بل أريد أن أعيش فترة طويلة والمرنم يبني رجاؤه في حياة طويلة على أن الله حي وهو حي إلى دهر الدهور. وهذا ما عمله المسيح لنا، فهو أعطانا حياته حتى لا نموت أبدياً. بل لقد صار موتنا بالجسد الآن هو بداية حياتنا الأبدية فى الراحة من ألام العالم . فنحن حصلنا على الحياة الأبدية فى المعمودية حينما إتحدنا مع المسيح ، لكننا ما زلنا على الأرض ونعانى من ضيق هذا العالم . وهذا الضيق سينتهى بإنطلاق الروح من هذا الجسد . وصار المرض تأديباً لنا حتى لا نرتد عن الله، بل في ضعف جسدنا أثناء المرض ينكسر كبريائنا.. حقاً كما نقول في القداس "حولت لي العقوبة خلاصاً". الآيات (25، 28): "من قدم أسست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيّرهنّ فتتغيّر. وأنت هو وسنوك لن تنتهي. أبناء عبيدك يسكنون وذريتهم تثبت أمامك." الله الأزلي الأبدي، في مقارنة مع العالم البالي، الذي ستنتهي صورته الحالية. السماء والأرض تزولان، ليأتي مكانهما سماء جديدة وأرض جديدة. وصورة جسدنا الحالي ستزول ونأخذ عوضًا عنها الجسد الممجد. فبعد أن يؤدي الجسد وظيفته الحالية يصير كثوب يبلي ويدفن ونأخذ أو نلبس ثوبًا جديدًا= كرداء تغيرهن فتتغير. فالأرض الحالية والسماء الحالية أيضًا لها دور كثوب مؤقت حينما يبلى نطويه ونرميه لنلبس ثوبًا جديدًا. وصورة الحياة الجديدة. أجسادنا النورانية التي سنحصل عليها ونعيش بها في الأرض الجديدة والسماء الجديدة هذه الصورة ستكون أبدية= أبناء عبيدك يسكنون وذريتهم تثبت أمامك. راجع الآيات (رؤ1:21 + 1يو2:3 + في21:3 + 1كو35:15-58). |
||||
19 - 01 - 2014, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 103 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور والمزمور الذي يليه يكونان ترنيمة مزدوجة للحمد والتسبيح. ويبدأ كل منهما وينتهي بعبارة "باركي يا نفسي الرب" وإذا كان هذا المزمور قد نسب لداود فالأغلب أن المزمور التالي أيضًا قد كتبه داود. ولكن هناك فرق بين المزمورين. فمزمور (103) فيه يسبح المرنم الله على إحساناته الخاصة للمرنم، وبالتالي هو مزمور يتحدث عن خبرات شخصية، أما المزمور (104) فيسبح المرنم الله على أعماله في الخليقة عمومًا. في مزمور (103) نسمع عن إله النعمة وفي مزمور (104) عن إله الطبيعة خالق الكل. الآيات (1، 2): "باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته." بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ = الإنسان هو عبارة عن جسد ونفس وروح. والنفس هي عواطف الإنسان وغرائزه، بينما الجسد هو مأخوذ من تراب. أما الروح فهي نفخة الله. أما المقصود هنا كما قال بولس الرسول في (رو9:1) "الله الذي أعبده بروحي" أن نخضع بأرواحنا لنداء الروح القدس فينا ولا نقاومه، وهو يقود عبادتنا وتسبيحنا لله فنكون أناس روحيين. أما من يقاوم صوت الروح القدس يصير إنسان جسداني فهو سيكون خاضعاً لشهواته وغرائزه الجسدانية. (غل16:5-26). ومن يسلك بالروح فهو يبارك الرب أي تمجده نفسه بفضائلها وفي ثمارها الروحية، ويرى الناس هذه الثمار ويمجدوا أبانا الذي في السموات. وإذا أردنا أن نشكر الرب ويكون لنا روح التسبيح، علينا أن نذكر جميع حسناته علينا = وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس هذه مثل "تحب الربإلهك من كل نفسك ومن كل قلبك ومن كل قوتك ومن كل إرادتك ومن كل نفسك" (راجع مت37:22). الآيات (3-5): "الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك." نجد هنا بعض الأسباب التي نشكر عليها الرب ونباركه. فالله أعطانا بفدائه قوة للمعمودية بها نولد جديداً وتغفر كل خطايانا السابقة. وأعطى قوة لسر الاعتراف وبه يمسح الله كل ذنوبنا. دمه أعطى القوة والسلطان للأسرارليَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ.. يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ فالأمراض التي كانت بسبب الخطية تشفي حين يتوب الإنسان وتغفر خطاياه (يع15:5). الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ = هذا ما قدمه المسيح لنا، أعطانا حياة عوضاً عن الموت بل هويُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ = ولذلك نحن نشكر الله دائماً فهو صانع خيرات. والخطية تسبب الشيخوخة الروحية للإنسان، وحين يغفر الله يَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُ النفس= وتطير وتحلق في السماويات مثل النسر. والألام وهموم العالم تحنى ظهر الإنسان فيصير كالشيخ، والمسيح يقول "تعالوا يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمالوأنا أريحكم" ، هو يحمل عنا فنعود بأكتاف غير منحنية كالشيوخ، نعود بأكتاف مرفوعة كالشباب. الآيات (6-18): "الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. عرف موسى طرقه وبني إسرائيل أفعاله. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة. لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن. الإنسان مثل العشب أيامه. كزهر الحقل كذلك يزهر. لأن ريحا تعبر عليه فلا يكون ولا يعرفه موضعه بعد. أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين. لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها." نرى صورة لعمل المسيح الكفاري الذي به رفع ذنوبنا "فدم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو7:1). الرب مجري العدل= لقد نفذ القضاء والعدل في المسيح نفسه بدلًا منا. عرف موسى طرقه= كما أرسل موسى ليخلص الشعب هكذا جاء المسيح ليحررنا من إبليس ومن الموت. وكما تعمد الشعب مع موسى في البحر، هكذا نموت مع المسيح ونقوم في المعمودية (قصة الخروج من مصر ودخول كنعان هي نفسها قصة الخلاص). وآية (8) هي نفسها ما سمعه موسى في والله أعلن عن نفسه لموسى بأنه كثير الرحمة، ورحمته تجلت في أنه لم يذكر للإنسان خطأه للأبد وتركه يموت ويهلك، فهو يعرف ضعف طبيعتنا، وضعفنا. ولذلك أتى وفدى الإنسان. ولكن من الذي سيستفيد من هذا الدم المسفوك= لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها. الآيات (19-22): "الرب في السموات ثبت كرسيه ومملكته على الكل تسود. باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه. باركوا الرب يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته. باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه باركي يا نفسي الرب." الله القدوس المتعالي عن الأرضيات= في السموات ثبت كرسيه= إشارة لملكه وعرشه الطاهر المنزه عن الأرضيات والنجاسات. ولكنه يحكم كضابط للكل= مملكته على الكل تسود. ولأن المسيح وحَّد السمائيين والأرضيين. يطلب المرتل من الكل ملائكة وبشر أن يباركوا الرب. فلقد أصبحنا جميعًا جنوده الواقفين أمامه، الكل واقف أمام كرسيه السمائي معترفًا بحسناته وجوده وقدرته. نحن في تسبيحنا نشارك الملائكة عملهم. باركوا الرب يا جميع أعماله= كل أعمال الله، خليقته وتدبيراته، هي عجيبة يجب أن نسبحه عليها. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 104 - تفسير سفر المزامير سبق موسى وقال في خلقة العالم أن الله وجد كل شيء أنه حسن جدًا. وداود هنا يترنم ويسبح الله على خليقته التي أبدعها وكانت حسنة جدًا. آية (1): "باركي يا نفسي الرب. يا رب الهي قد عظمت جدًا مجدًا وجلالًا لبست." قَدْ عَظُمْتَ جِدًّا = ليس معناها أن الله قد زادت عظمته، بل معناها أن المرنم شعر بعظمته إذ استنارت عينيه ورأى عظمة الله فنطق بها. والله يتعظم بإيمان وتوبة الناس، فمن يتوب يتنقي قلبه فيعاين الرب ، وحينئذ يدرك وتنكشف له عظمة الله ، وكلما يتنقى بالأكثر تنفتح عيناه بالأكثر ويدرك عظمة الله بالأكثر ، فيزداد انسحاقًا وخشوعا أمام الله ، وعند مثل هذا المنسحق يسكن الله (إش57 : 15) ، وهنا يزداد الشعور بعظمة الله ، ولكن المعرفة هنا تكون أعمق من واقع حالة إعلان إلهى للنفس التى فى حالة ثبات وإتحاد مع الله. آية (2): "اللابس النور كثوب الباسط السموات كشقّة." "الله ساكن في نور لا يدني منه" (1تي16:16 + يع17:1). "والله نور" (يو9:1) وأول خلقة الله في اليوم الأول كانت النور. والنور يشير لمعرفة الله فلا شئ يستتر أمامه. والسموات بسطها الله كشقة (خيمة أو ستارة) حتى لا نرى نوره فنموت. هذا فضلا عن أن الله خلق السموات وزينها بالكواكب فصارت كَشُقَّةٍ ( ستارة ) جميلة . آية (3): "المسقف علاليه بالمياه الجاعل السحاب مركبته الماشي على أجنحة الريح." هنا نرى أن الله يدبر السحاب والمطر والرياح لخدمة البشر؟ الجاعل السحاب مركبته= كما يحجب السحاب نور الشمس، نفهم أن نور الله ومجده محتجبين عنا. فالله قال لموسى "لا يراني الإنسان ويعيش"، إذ لا يحتمل الإنسان بجسده الحالي أن يرى الله. لذلك كان السحاب يظهر دائمًا مع ظهورات الله "سواء في خيمة الاجتماع أو في الهيكل، وقد حجبت سحابة المسيح عند صعوده. المسقف علاليه بالمياه= إشارة لوجود مياه المطر في السحاب. فالجلد يفصل بين مياه ومياه. آية (4): "الصانع ملائكته رياحًا وخدامه نارًا ملتهبة." ملائكته رياحًا= نشعر بعملهم دون أن نراهم، وهم في تنفيذ أوامر الله في منتهى السرعة كالريح. وخدامه نارًا ملتهبة= لهم طبيعة روحية، وكما أن الله نار آكلة هكذا ملائكته، قلبهم ملتهب فيهم كنار حبًا لله. آية (5): "المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد." أي أن الله ثبت الأرض فلا تتزعزع. الآيات (6-9): "كسوتها الغمر كثوب. فوق الجبال تقف المياه. من انتهارك تهرب من صوت رعدك تفر. تصعد إلى الجبال. تنزل إلى البقاع إلى الموضع الذي أسسته لها. وضعت لها تخما لا تتعداه. لا ترجع لتغطي الأرض." في بداية الخليقة كانت المياه تغمر كل الأرض بل تغمر الجبال حتى حدد الله مكانًا للمياه ومكانًا لليابسة في اليوم الثالث (تك9:1). ولم تتعدى المياه الموضع الذي حدده الله إلا مرة واحدة حين غضب الله على العالم فأغرقه بالطوفان. من انتهارك يا رب تهرب من صوت رعدك تفر= من صوت غضب الله غيرت المياه أماكنها من قاع البحار وصعدت لتغطى الجبال= تصعد إلى الجبال لتفنى النسل الخاطئ ثم تعود إلى المكان الذي حدده الله لها= تنزل إلى البقاع. وبحسب وعدك يا رب أنك لا تعود تغرق العالم بالطوفان = لا ترجع المياه لتغطي الأرض. الآيات (10-12): "المفجر عيونا في الاودية. بين الجبال تجري. تسقي كل حيوان البر. تكسر الفراء ظمأها. فوقها طيور السماء تسكن. من بين الاغصان تسمع صوتا." نرى الله المهتم بكل خليقته، فالله يفجر المياه في كل مكان ليروي كل خليقته. آية (13): "الساقي الجبال من علاليه. من ثمر أعمالك تشبع الأرض." الجبال العالية تستقي من علالي الله أي من مطر الغيم. ونفهم أن الجبال تشير إلى القديسين وهؤلاء يرويهم الله ويملأهم من الروح القدس. آية (14): "المنبت عشبا للبهائم وخضرة لخدمة الإنسان لإخراج خبز من الأرض." هنا نجد الله يعطي العشب للحيوان. والخبز للإنسان. والإنسان لا يحيا فقط بالخبز بل بكل كلمة تخرج من فم الله. والكلمة صار جسدًا وصار خبزًا ليعطي لمن يأكله حياة. آية (15): "وخمر تفرح قلب الإنسان لإلماع وجهه أكثر من الزيت وخبز يسند قلب الإنسان." هنا نجد الخبز والخمر إشارة لجسد المسيح ودمه. والخمر إشارة للفرح. فالله يعطي فرحًا لعبيده يلمع وجوههم أكثر من الزيت= الزيت إشارة لعطور العالم. آية (16): "تشبع أشجار الرب أرز لبنان الذي نصبه." أشجار الرب والأرز إشارة لشعب الله المثمر الذي "كالنخلة يزهو وكالأرز" (مز12:92). آية (17): "حيث تعشش هناك العصافير أما اللقلق فالسرو بيته." المؤمنين الذين صاروا كالأرز في قامتهم الروحية تأتي لهم العصافير أي صغار المؤمنين (المؤمنين حديثًا) ويتتلمذون عندهم، ويسمعون منهم كلمة الله لتعزيهم كما يستظل إنسان بظل شجرة من حرارة الشمس. أما اللقلق فالسرو بيته= الله يعول كل الطيور والحيوانات ويجد لها مأوى. واللقلق طائر نجس رائحته كريهة ويشير للإنسان قبل المسيح، ولكن حتى الإنسان النجس وجد له مكانًا في المسيح ليستريح. والسرو يشير للمسيح بالجسد فهو من نبت الأرض، طيب الرائحة، لا يأكله السوس. آية (18): "الجبال العالية للوعول الصخور ملجأ للوبار." الوعول (الأيائل) تدوس الحيات. هذه تسكن الجبال. إشارة للقديسين الذين يهزمون الشياطين. والوبار هو حيوان ضعيف ونجس (في العهد القديم) وهو غير قادر أن يحفر له جحرًا لذلك يحتمي بالصخور. ففي المسيح حتى أضعف الخطاة يجدون لهم ملجأ. آية (19): "صنع القمر للمواقيت الشمس تعرف مغربها." الله خلق الكواكب ويضبطها ويحكم مواعيدها. صَنَعَ الْقَمَرَ لِلْمَوَاقِيتِ = التوقيت العبرانى حسب الشهور القمرية . آية (20): "تجعل ظلمة فيصير ليل. فيه يدبّ كل حيوان الوعر." تفهم أن الله جعل الظلمة لراحة الإنسان. ولخروج الوحوش تبحث عن طعامها. وهناك من تأمل في الآية ورأي فيها إشارة للظلمة التي حدثت وقت الصليب. وكان اليهود هم حيوان الوعر الذي خرج يدب ويا للأسى فلقد افترسوا المسيح، وهكذا كل شرير ينتظر الليل ليخرج ويلتهم الأبرياء. آية (21): "الأشبال تزمجر لتخطف ولتلتمس من الله طعامها." الله يرزق حتى الحيوانات المتوحشة. وروحيًا فالأسد يرمز لإبليس ومعنى أنه يلتمس من الله طعامه، أنه يشتكي القديسين كما عمل في حالة أيوب ليؤذيهم بسماح من الله. آية (22): "تشرق الشمس فتجتمع وفي مآويها تربض." حين أشرق المسيح شمس البر رجعت الشياطين إلى مرابضها لأن المسيح قيدها. آية (23): "الإنسان يخرج إلى عمله والى شغله إلى المساء." حين قيد المسيح الشياطين، صارت هناك فرصة للعمل فانتشرت الكرازة. الآيات (25-30): "ما اعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمة صنعت. ملآنة الأرض من غناك. هذا البحر الكبير الواسع الأطراف. هناك دبابات بلا عدد. صغار حيوان مع كبار. هناك تجري السفن. لوياثان هذا خلقته ليلعب فيه. كلها إياك تترجى لترزقها قوتها في حينه. تعطيها فتلتقط. تفتح يدك فتشبع خيرًا. تحجب وجهك فترتاع. تنزع أرواحها فتموت والى ترابها تعود. ترسل روحك فتخلق. وتجدد وجه الأرض." البحر الكبير يشير للعالم. والدبابات تشير للإنسان الغارق في خطايا العالم هناك تجري السفن= مراكب التجار السالكين في البحر إشارة لحياة الناس في العالم. لكن هناكلوياثان= قد يشير للمخلوقات البحرية الضخمة كالتمساح والحوت. ولكنه هو من اسمه، ومعناه الحية، إشارة للشيطان الذي هو في العالم ويسبب بلعبه أي بخداعاته سقوط الناس في الشر. وكان لوياثان قبل المسيح طليقًا يلعب كما يشاء وبعد المسيح قيدت حركته. والمخلوقات كلها تترجي الله ويرزقها أبرارًا وأشرار. وحين تخطئ يحجب وجهه فترتاع. في يد الله أرواح كل الخليقة ينزعها حين يريد. وكما كان روح الله قديمًا يرف على المياه فخرجت الخليقة. هكذا مازال روح الله يعمل في المعمودية ليعطي خليقة جديدة ليجدد وجه الأرض. ويخرج من الفساد عدم فساد. آية (31): "يكون مجد الرب إلى الدهر. يفرح الرب بأعماله." الرب يفرح بأعماله. وكما وجد الخليقة حسنة جدًا عند خلقتها، فهو بعد الفداء وتجديد الخلقة فرح جدًا بفدائه وتجديد أولاده وأنهم سيمجدونه إلى الدهر. آية (32): "الناظر إلى الأرض فترتعد. يمسّ الجبال فتدخن." ماذا كان مصير الإنسان بدون الفداء؟ نرى الإجابة في هذه الآية. فإن كانت الأرض ترتعد بنظرة من الله، والجبال تدخن بلمسة منه، فماذا لو غضب الله على الإنسان الضعيف. وهذا ما سيكون عليه الأشرار يوم الدينونة. آية (33): "اغني للرب في حياتي. أرنم لإلهي ما دمت موجودًا." بعد أن تأمل المرنم في عطايا الله وقدرته أخذ يسبحه، كما سنفعل حين نراه في السماء. آيات (34 ، 35): "فيلذ له نشيدي وأنا افرح بالرب. لتبد الخطاة من الأرض والأشرار لايكونوا بعدباركي يا نفسي الرب. هللويا" بينما يسبح الأبرار في السماء سيكون نصيب الأشرار محزنًا. هللويا= سبحًا لله. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 105 - تفسير سفر المزامير هو مزمور تسبيح لله. ولكن الموضوع هنا حول العجائب التي صنعها الله مع شعبه في دخولهم مصر وخروجهم منها، وكيف كان في كل هذا أمينًا في وعوده لآبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب. الآيات (1-7): "احمدوا الرب ادعوا باسمه. عرفوا بين الأمم بأعماله. غنوا له رنموا له. انشدوا بكل عجائبه. افتخروا باسمه القدوس. لتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب. اطلبوا الرب وقدرته. التمسوا وجهه دائما. اذكروا عجائبه التي صنع. آياته وأحكام فيه. يا ذرية إبراهيم عبده يا بني يعقوب مختاريه. هو الرب إلهنا في كل الأرض أحكامه." دعوة للتسبيح والشكر. ودعوة لنشهد لعمل الله وسط كل الناس. ودعوة لكي نفتخر بالرب ونفرح به. وأن نطلبه وحده ففيه كل الكفاية. فقط نذكر عجائبه السابقة وكيف أنه كان أمينًا في وعوده لشعبه، ونطلب منه دائمًا واثقين أنه لن يخذل عبيده. أولاد الله لا يفتخرون بذهب أو مجد أرضي، بل يفتخرون بأن الله إلههم، إذا طلبوه يستجيب. وهذا ما قاله بطرس للمقعد (أع6:3). بني يعقوب مختاريه = فالله ترك نسل عيسو والسيد المسيح يقول لتلاميذه "أنا اخترتكم من العالم" (يو19:15). الآيات (8-12): "ذكر إلى الدهر عهده كلاما أوصى به إلى ألف دور. الذي عاهد به إبراهيم وقسمه لاسحق. فثبته ليعقوب فريضة ولإسرائيل عهدا أبديا. قائلًا لك أعطى ارض كنعان حبل ميراثكم. إذ كانوا عددا يحصى قليلين وغرباء فيها." الله وعد الآباء بأن تكون أرض كنعان ميراثًا لهم وقد فعل. وبينما كان يعقوب وأولاده عدد قليل (70 نفس) إلا أن الله نفذ وعده بطريقة عجيبة. وبعد أن كانوا غرباء في أرض كنعان صاروا سادة فيها وباركهم وقسموها بالحبل بيشوع. الآيات (13-15): "ذهبوا من أمة إلى أمة من مملكة إلى شعب آخر. فلم يدع إنسانًا يظلمهم. بل وبخ ملوكا من أجلهم. قائلًا لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا إلى أنبيائي." إبراهيم انتقل من أرض الكلدانيين إلى كنعان. ونزل إلى مصر. والله حافظ عليه وعلى سارة امرأته. ووبخ فرعون وأبيمالك لأجلهما. الآيات (16-22): "دعا بالجوع على الأرض كسر قوام الخبز كله. أرسل أمامهم رجلا. بيع يوسف عبدًا. آذوا بالقيد رجليه. في الحديد دخلت نفسه. إلى وقت مجيء كلمته. قول الرب امتحنه. أرسل الملك فحله. أرسل سلطان الشعب فأطلقه. أقامه سيدا على بيته ومسلطا على كل ملكه. ليأسر رؤساءه حسب إرادته ويعلم مشايخه حكمة." الله يبدأ خطته في عزل نسل يعقوب في مصر ليؤسس منهم شعبًا مختارًا وكان هذا بواسطة المجاعة وبها ارتفع نجم يوسف لحكمته= ويعلم مشايخه حكمة= أي يعلم مشايخ فرعون. إلى وقت مجيء كلمته= الله حدد ميعادًا لنزول يعقوب وبنيه إلى مصر. وحتى هذا الوقت قول الرب امتحنه= وضع الله يوسف في تجربة شديدة بها أعده للمنصب العالي الذي صار فيه. وفي الوقت المحدد من الله. أرسل الملك فحله. ويقيم منه رئيسًا عظيمًا. وبعدها تمت خطة الله في نزول الشعب إلى مصر. الآيات (23-25): "فجاء إسرائيل إلى مصر ويعقوب تغرب في ارض حام. جعل شعبه مثمرا جدًا واعزه على أعدائه. حول قلوبهم ليبغضوا شعبه ليحتالوا على عبيده." بالرغم من بغضة المصريين جعل الله شعبه ينمو. حول قلوبهم ليبغضوا شعبه كانت كراهية المصريين لليهود سببًا في عزلة الشعب فلم يندمجوا في العبادة الوثنية. الآيات (26-38): "أرسل موسى عبده وهرون الذي اختاره. أقاما بينهم كلام آياته وعجائب في ارض حام. أرسل ظلمة فأظلمت ولم يعصوا كلامه. حول مياههم إلى دم وقتل أسماكهم. أفاضت أرضهم ضفادع. حتى في مخادع ملوكهم. أمر فجاء الذبان والبعوض في كل تخومهم. جعل امطارهم بردا ونارا ملتهبة في أرضهم. ضرب كرومهم وتينهم وكسر كل أشجار تخومهم. أمر فجاء الجراد وغوغاء بلا عدد. فأكل كل عشب في بلادهم. وأكل أثمار أرضهم. قتل كل بكر في أرضهم. أوائل كل قوتهم. فاخرجهم بفضة وذهب ولم يكن في أسباطهم عاثر. فرحت مصر بخروجهم لأن رعبهم سقط عليهم." نجد هنا ضربات الله بيد موسى وهرون ضد مصر. ولم يعصوا كلامه= أطاع موسى وهرون الله في كل ما أمر ولم يفعلا مثل يونان. والطبيعة كلها أطاعت الله في ضرباته ضد مصر ولم تعصي كلامه. غوغاء= جراد صغير. فرحت مصر بخروجهم= فهم استراحوا من الضربات. الآيات (39-45): "بسط سحابا سجفا ونارا لتضيء الليل. سألوا فاتاهم بالسلوى وخبز السماء أشبعهم. شق الصخرة فانفجرت المياه. جرت في اليابسة نهرا. لأنه ذكر كلمة قدسه مع إبراهيم عبده. فاخرج شعبه بابتهاج ومختاريه بترنم. وأعطاهم أراضى الأمم. وتعب الشعوب ورثوه. لكي يحفظوا فرائضه ويطيعوا شرائعه. هللويا." نرى هنا قيادة الله لشعبه في البرية بعمود سحاب وعمود نار وكيف أطعمهم المن والسلوى، وكيف حفظهم حتى مَلَكَّهُم أرضهم، ولم يطلب في مقابل هذا كله سوى شيئًا واحدًا. أن يحفظوا فرائضه ويطيعوا شرائعه. وكان هذا أيضًا لمصلحتهم حتى لا يستعبدهم إبليس بعد أن خلصهم الله من فرعون. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 106 - تفسير سفر المزامير في المزامير السابقة تعلمنا تسبيح الله بسبب الفداء الذي قدمه والغفران الذي حصلنا عليه ثم تسبيحه من أجل أعماله في الطبيعة والخليقة. ثم تسبيحه لأجل أعماله العجيبة في خروج شعبه من مصر. وهنا نجد تسبيح من نوع آخر، فالمرنم يعترف بخطايا شعبه وتمردهم وتذمرهم. هو يعطي المجد لله ليس فقط بسب صلاحه ولكن أيضاً بالاعتراف بسوء حالة الشعب، وبالرغم من سوء حالة الشعب وخطاياهم كان الله ينقذهم من أعدائهم، لكنه كأب لشعبه كان يؤدبهم. فمحبة الله التى تجعله يحتمل سوء حالة الشعب وينقذهم ويحميهم وكأب يؤدبهم تستحق التسبيح منا، إذ أنه ما زال يفعل نفس الشئ معنا.والإعتراف بفسادنا يجعل قداسةالله تزداد ظهوراً وإشراقاً مع غفرانه ومحبته وطول أناته معنا. وتأديبه لنا يظهر قداسته وعدم قبوله للخطية . لذلك فنحن حين نتأمل في قداسة الله تظهر بشاعة خطايانا. ومع أن هذا المزمور فيه إعتراف بخطايا الشعب إلا أنه يبدأ وينتهي بكلمة هللويا. فالخطية يجب ألا تمنعنا عن تسبيح الله. ومن المعتقد أنه كتب في فترة السبي بسبب آية (47)إجمعنا منبين الأمم. ولكن هناك من ينسبه أيضاً لداود فالآية الأولى والآيتين الأخيرتين نجدهما في المزمور الذي كتبه داود وسلمه إلى أساف (1أي34:16-36). وبالتالي يكون قوله إجمعنا من بين الأمم إشارة لفترة هروب داود لجت. وبالطبع كان هناك كثير من الأتقياء قد هربوا إلى الأمم أيضاً ونتعلم من هذا المزمور كيف نقف أمام الله معترفين بخطايانا الشخصية وخطايا الأقرباء.. نقف لنعترف بخطايانا دون أن نلقي اللوم على أحد بل نعطي المجد والقداسة لله وهذا ما عمله دانيال ونحميا (دا 9 + نح 1) . آية (1): "هللويا. احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته." لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ = إذا تذكرنا خطايانا واعترفنا بها يرحمنا الله "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بهاويتركهايرحم"(أم28 : 13) وهنا فلنسبح الله الذي مازال يقبلنا برحمته ولم يرفضنا حتى الآن. الآيات (2، 3): "من يتكلم بجبروت الرب من يخبر بكل تسابيحه. طوبى للحافظين الحق وللصانع البر في كل حين." في (2) يتساءل من يستطيع أن يسبح الرب ويتكلم عن جبروته وإقتداره وفي (3) يجيب بأنه هو الحافظ الحق والصانع البر. فطوبى لمثل هذا الإنسان الذي يسبح الله. والمعنى أنه لن يستطيع أن يتكلم عن الرب إلا من يعرفه حقيقة ، ولن يستطيع أن يسبحه إلا من إنفتحت عيناه وعرفه فأحبه . ومن هو الذى يعرفه ؟ هو من يحفظ الحق ويصنع البر وهؤلاء هم أنقياء القلب الذين تنفتح عيونهم فيروا الله ويعرفونه فيسبحنه . الآيات (4، 5): "اذكرني يا رب برضا شعبك. تعهدني بخلاصك. لأرى خير مختاريك. لأفرح بفرح أمتك. لأفتخر مع ميراثك." حين قال المرنم أن الحافظ الحق في كل حين هو الذي يستطيع أن يسبح الله، شعر بأنه غير قادر على حفظ الحق دائماً فهو ضعيف ومتقلب والعدو يحاربه دائماً فصرخ لله اذْكُرْنِي يَا رَبُّ بِرِضَا شَعْبِكَ = أي إذكرني بحسب المحبة والرضا اللذان في قلبك نحو شعبك. تَعَهَّدْنِي بِخَلاَصِكَ = أنا وحدي لا أستطيع دون معونة منك . لأَرَى خَيْرَ مُخْتَارِيكَ = لكي يكون لي نصيب في الخير الذي سيكون لهم. ولكن هذه الآيات هي صرخة العهد القديم لتجسد المسيح ليأتي بالخلاص، وكأن المرنم يشتهي أن يرى هذه الأيام ويرى خير مختاري الله المؤمنين بالمسيح ويفتخر مع ميراث الله أي المؤمنين . الآيات (6-38): "أخطأنا مع آبائنا أسأنا وأذنبنا. آباؤنا في مصر لم يفهموا عجائبك لم يذكروا كثرة مراحمك فتمردوا عند البحر عند بحر سوف. فخلصهم من اجل اسمه ليعرف بجبروته. وانتهر بحر سوف فيبس وسيرهم في اللجج كالبرية. وخلّصهم من يد المبغض وفداهم من يد العدو. وغطت المياه مضايقيهم واحد منهم لم يبق. فآمنوا بكلامه. غنوا بتسبيحه. أسرعوا فنسوا أعماله. لم ينتظروا مشورته. بل اشتهوا شهوة في البرية وجربوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالا في أنفسهم. وحسدوا موسى في المحلّة وهرون قدوس الرب. فتحت الأرض وابتلعت داثان وطبقت على جماعة ابيرام. واشتعلت نار في جماعتهم. اللهيب احرق الأشرار. صنعوا عجلا في حوريب وسجدوا لتمثال مسبوك. وأبدلوا مجدهم بمثال ثور آكل عشب. نسوا الله مخلصهم الصانع عظائم في مصر. وعجائب في ارض حام ومخاوف على بحر سوف. فقال بإهلاكهم لولا موسى مختاره وقف في الثغر قدامه ليصرف غضبه عن اتلافهم. ورذلوا الأرض الشهية. لم يؤمنوا بكلمته. بل تمرمروا في خيامهم. لم يسمعوا لصوت الرب. فرفع يده عليهم ليسقطهم في البرية. وليسقط نسلهم بين الأمم وليبددهم في الأراضي. وتعلقوا ببعل فغور واكلوا ذبائح الموتى. وأغاظوه بأعمالهم فأقتحمهم الوبأ. فوقف فينحاس ودان فامتنع الوبأ. فحسب له ذلك برا إلى دور فدور إلى الأبد. واسخطوه على ماء مريبة حتى تأذى موسى بسببهم. لأنهم أمرّوا روحه حتى فرط بشفتيه. لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم. بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم. وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركا. وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان. واهرقوا دما زكيا دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان وتدنست الأرض بالدماء." هنا يبدأ المرنم في ذكر خطايا الشعب وتمرده. وهنا يذكر تمردهم، ويذكر خلاص الرب لهم مع أنهم تمردوا عند كل ضيقة تواجههم. وأنه في بعض الأحيان كان الرب مضطرًا كأب حكيم أن يؤدبهم كأولاده. ومن أمثلة التأديب حين اشتهى الشعب أن يأكل لحمًا وتذمروا أعطاهم الله فأكلوا، وحينما أكلوا بوحشية وبشهوة، لم ينفعهم ما أكلوه بل صار نقمة عليهم وقبلوا جزاء شهوتهم الرديئة هزالًا في أنفسهم. وحينما تمردوا على موسى وهرون فتحت الأرض وابتلعت داثان.. ومع ازدياد تذمرهم وبالذات حين أرسلوا الجواسيس لأرض الميعاد، وصدقوا كلام الجواسيس ورذلوا الأرض الشهية كان قرار الرب أن لا يدخل هذا الشعب أرض الميعاد = فرفع يده عليهم ليسقطهم في البرية. وتعلقوا ببعل فغور. وأكلوا ذبائح الموتى = بعل فغور أي سيد الفجور والذبائح. وبنات موآب ذهبن للشعب وأسقطوهم في الزنى معهن ثم في تقديم الذبائح لإلههن بعل فغور. وكان الشعب لحبه في خطية الزنى، يزنون مع بنات موآب ثم يقدمن الذبائح للآلهة الميتة ويأكلوا من هذه الذبائح، ليشتركوا في مائدة الشياطين (1كو15:10-22)، ومن يفعل هذا فهو يتحد بالشياطين الميتة ويحكم على نفسه بالموت، أما من يشترك في مائدة الرب فتكون له حياة. وآية (30) بسبب الخطية ضرب الله الشعب بالوبأ. حتى وقف فينحاس ودان = فينحاس وهو من سبط لاوي. ودان فِعْلْ وليس اسم شخص ومعناه قضى وحكم على المذنب. لا عن كراهية له بل غيرة على مقدس الرب قتل المذنب فامتنع الوبأ.وجاءت الكلمة دان في الانجليزية بمعني يتدخل بالقوة لتسوية نزاع. الآيات (39-46): "وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم. فحمي غضب الرب على شعبه وكره ميراثه. وأسلمهم ليد الأمم وتسلط عليهم مبغضوهم. وضغطهم أعداؤهم فذلوا تحت يدهم. مرات كثيرة أنقذهم. أما هم فعصوه بمشورتهم وانحطوا بإثمهم. فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم. وذكر لهم عهده وندم حسب كثرة رحمته. وأعطاهم نعمة قدام كل الذين سبوهم." نرى صورة الشعب ملخصة في تنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم. ونرى أيضًا تأديب الرب وأسلمهم ليد الأمم. فصرخوا. فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم ونرى صورة حية لله الرحوم الذي بحسب كثرة رحمته كان يغفر لشعبه. بل كان يعطيهم نعمة قدام كل الذين سبوهم (كما حدث مع دانيال) حتى لا يفنيهم أعداؤهم. الآيات (47، 48): "خلّصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من بين الأمم لنحمد اسم قدسك ونتفاخر بتسبيحك. مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل والى الأبد. ويقول كل الشعب آمين. هللويا." هي صرخة الشعب المسبي في آلامه ليردهم من السبي سواء سبي بابل أو غيره. وهي صرخة العهد القديم ليأتي المسيح ويخلص. وصرختنا نحن ليظهر المسيح في مجيئه الثاني. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 107 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور يشير لمعاملات الله مع البشر عموماً. وملخص المزمور أن الله قد يسمح بالضيقات تحيط بالبشر في حالة عصيانهم وتمردهم على الله مثل (توهانهم في برية وجوعهم وعطشهم / الجلوس في الظلمة وظلال الموت في ذل القيود/ المرض وكراهية الطعام/ في ركوب البحر يهيج البحر عليهم كما حدث مع يونان/ الأنهار تجف وتصبح قفاراً وبالتالي لا يجدون أكلاً ولا شرباً ولا رزقاً). ونغمة المزمور التي يرددها دائماً أن الذي يقع تحت تأديب الرب حين يصرخ إلى الرب يرفع عنه ضيقته فمثلاً من تاه في البرية يرده ويشبعه ويرويه.. الخ. وطالما كانت الألام هي طريقة للتأديب لنرجع للرب، وطالما كانت الخيرات علامة على بركات الرب فلنسبح الرب دائماً وليسبحه شعبه في كل حين. فكل الأشياء تعمل معاً للخير. وهناك معنى رمزي يمكن ملاحظته في المزمور. فالألام التي نقع تحتها من سبي وذل تشير للحالة قبل المسيح والخلاص يشير لما بعد المسيح. الآيات (1-3): "احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته. ليقل مفديو الرب الذين فداهم من يد العدو. ومن البلدان جمعهم من المشرق ومن المغرب من الشمال ومن البحر." يبدأ بطلب أن نسبح الرب الذي أنقذنا من ضيقاتنا السابقة، كما أرجع الشعب من مصر أو من سبي بابل، أو بالمسيح تحررنا من سبي إبليس حين فدانا. الآيات (4، 5): "تاهوا في البرية في قفر بلا طريق. لم يجدوا مدينة سكن. جياع عطاش أيضًا أعيت أنفسهم فيهم." هذا حال كل من كان بعيدًا عن الرب. ولكن ما الذي عمل فيهم هذا؟ الخطية سببت توهانهم في برية هذا العالم، فجاعوا وعطشوا ولم يجدوا مدينة سكن. أي كانوا بلا راحة، بلا سلام، بلا اطمئنان، كما تاه قايين حين ترك الرب. الآيات (6-9): "فصرخوا إلى الرب في ضيقهم فأنقذهم من شدائدهم. وهداهم طريقا مستقيما ليذهبوا إلى مدينة سكن. فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. لأنه اشبع نفسًا مشتهية وملأ نفسًا جائعة خبزًا." طريق العودة من آلامهم كان عندما صرخوا لله فأنقذهم. هذه هي نفس نغمة وطريقة سفر القضاة. ثم يدعوهم المرنم لتسبيح الله الذي خلصهم وشكره على خيراته. "كل عطية بلا شكر هي بلا زيادة". بل التسبيح والصلاة يعطياننا أن نلتصق بالله فلا نعود نرتد للخطية فنتعرض لمزيد من التأديبات والضربات. الآيات (10-16): "الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد. لأنهم عصوا كلام الله وأهانوا مشورة العلي. فأذل قلوبهم بتعب. عثروا ولا معين. ثم صرخوا إلى الرب في ضيقهم فخلصهم من شدائدهم. أخرجهم من الظلمة وظلال الموت وقطع قيودهم. فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. لأنه كسر مصاريع نحاس وقطع عوارض حديد." كما ظل الإنسان قبل المسيح تحت عبودية إبليس، يموت منفصلاً عن الله ويذهب للجحيم الذي لا خروج منه حتى أتى المسيح وكَسَّلما عادوا للخطيةولأنهم عَصَوْا كَلاَمَ اللهِأرسلهم الله في سبي محزن =الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ = رَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ ( اشارة للجحيم ) وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ والظلمة أيضاً تشير للظلمة العقلية الداخلية وحالة اليأس والتخبط بلا استنارة. وحين خلص الله هؤلاء المتألمين يدعوهم المرنم ليسبحوه. الآيات (17-22): "والجهال من طريق معصيتهم ومن آثامهم يذلون. كرهت أنفسهم كل طعام واقتربوا إلى أبواب الموت. فصرخوا إلى الرب في ضيقهم فخلّصهم من شدائدهم. أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم. فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. وليذبحوا له ذبائح الحمد وليعدوا أعماله بترنم." الجهال= الذين لا يدركون أن طريق المعصية نتيجته مؤلمة فهؤلاء يخطئون فيذلون. وتصيبهم الأمراض= كرهت أنفسهم كل طعام.. واقتربوا إلى أبواب الموت. وحين يصرخون لله يشفيهم. والمرنم يدعوهم ليسبحوا الله وقتها. الآيات (23-32): "النازلون إلى البحر في السفن العاملون عملا في المياه الكثيرة. هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق. أمر فأهاج ريحا عاصفة فرفعت أمواجه. يصعدون إلى السموات يهبطون إلى الأعماق. ذابت أنفسهم بالشقاء. يتمايلون ويترنحون مثل السكران وكل حكمتهم ابتلعت. فيصرخون إلى الرب في ضيقهم ومن شدائدهم يخلصهم. يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه. فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. وليرفعوه في مجمع الشعب وليسبحوه في مجلس المشايخ." ربما تشير هذه الآيات لمن يعمل في البحر ويركب السفن ويذهب ليتاجر، مثل هؤلاء يرون هيجان البحر وأنهم في أحيان كثيرة يكادوا أن يغرقوا وينقذهم الله. ولكن إذا فهمنا أن البحر يشير للعالم. ومن يركب السفينة هو كل منا في عملنا وفي رحلة حياتنا. وخلال رحلة حياتنا هناك أحداث كثيرة منها ما هو مؤلم ومنها ما هو مفرح والمرنم يشير لأن أحداث حياتنا في يد الله، إن حفظنا وصاياه يكون البحر هادئًا أمامنا وأن عصينا أوامره تهيج أمواج البحر أمامنا (حدث هذا مع يونان) فإذا ما صرخوا لله تهدأ العاصفة ويهدأ البحر. ويفرحون وعليهم أن يسبحوا الله. الآيات (33-43): "يجعل الأنهار قفارًا ومجاري المياه معطشة. والأرض المثمرة سبخة من شر الساكنين فيها. يجعل القفر غدير مياه وارضًا يبسا ينابيع مياه. ويسكن هناك الجياع فيهيئون مدينة سكن. ويزرعون حقولا ويغرسون كروما فتصنع ثمر غلة. ويباركهم فيكثرون جدًا ولا يقلل بهائمهم. ثم يقلون وينحنون من ضغط الشر والحزن. يسكب هوانا على رؤساء ويضلهم في تيه بلا طريق. ويعلي المسكين من الذل ويجعل القبائل مثل قطعان الغنم. يرى ذلك المستقيمون فيفرحون وكل إثم يسد فاه. من كان حكيما يحفظ هذا ويتعقل مراحم الرب." الأنهار تحمل معها مصادر الخير والرزق والحياة، فإن أخطأ الإنسان فالله قادر أن يجفف أنهار حياته فيضيق رزقه وتقفر الأرض التي يزرعها. والعكس حين يرجع الإنسان لله، يرجع الله له ويحول له القفر غدير مياه. وإذا عاد الإنسان لخطيته = يقلون وينحنون من ضغط الشر والحزن= ولاحظ ارتباط الشر بالحزن. ثم يختم مزموره بهذا من كان حكيما يحفظ هذا= الحكيم يفهم أن البركة هي لمن يحفظ وصايا الرب. والبركة تشمل (الصحة، الرزق، أحداث الحياة تصير في سلام..) والعكس فالهوان للخاطئ. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 108 - تفسير سفر المزامير رتل داود بهذا المزمور عندما قامت أدوم وموآب بغزو جنوب يهوذا، حينما كان يحارب هو أرام، فأرسل لهم يوآب وهزمهم. فسبح داود بهذه الكلمات. وكلمات المزمور مأخوذة من (مز7:57-11 + مز5:60-12). والمزمور يبدأ بالتسبيح وينتهي بالصلاة على النصرة التي أعطاها الله لشعبه |
||||
19 - 01 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 109 - تفسير سفر المزامير ربما كتب داود هذا المزمور وهو متألم من خيانة شاول أو أحد رجال شاول (دواغ) أو بسبب خيانة أخيتوفل، هذا غير واضح، إنما الواضح أنه بروح النبوة كتبه وعينه على خيانة يهوذا والأمة اليهودية كلها للمسيح،ونبوته عن الخراب الذي سيلحقهم بعد هذه الخيانة. ونفهم أن المزمور عن المسيح، فهكذا طبق بطرس آية (8) من المزمور في (أع20:1). وكل المصير الصعب الذي قيل عن الخائن كان نبوة ضد يهوذا واليهود كشعب. الآيات (1-5): "يا إله تسبيحي لا تسكت. لأنه قد انفتح عليّ فم الشرير وفم الغش. تكلموا معي بلسان كذب. بكلام بغض أحاطوا بي وقاتلوني بلا سبب. بدل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلاة. وضعوا علي شرا بدل خير وبغضا بدل حبي." يظهر هنا داود المحب كرمز للمسيح الذي كان يجول يصنع خيرًا. وأعداء داود تآمروا عليه ولفقوا ضده التهم، وهكذا حدث مع المسيح. فم الشرير وفم الغش= إبليس الذي تكلم على فم يهوذا وعلى فم الفريسيين والكهنة.. أو كرمز لذلك دواغ أو أخيتوفل. أما أنا فصلاة= ماذا يفعل الإنسان أمام مؤامرات الأعداء الغاشة، كيف يتعزى أو يشعر باطمئنان إن لم يلتصق بالله في صلاة بلا انقطاع. وإذا استجاب الله وأنقذه ماذا يفعل إلا أن يسبحه ويشكره ويستمر في صلاته حتى لا ينجح الأشرار في إيذائه. وهكذا نلاحظ فالتلاميذ كانوا لا يكفون عن الصلاة (أع4:6) وكانوا حين يصلون بنفس واحدة يمتلئوا من الروح القدس. وصموئيل النبي اعتبر أنه لو كف عن الصلاة لأجل الشعب فهذه خطية (1صم23:12). أما أنا فصلاة = تشير لأن الفكر والقلب في صلة مع الله بلا انقطاع خلال العمل وخلال الفراغ، خلال اليقظة وخلال النوم. الآيات (6-15): "فاقم أنت عليه شريرا وليقف شيطان عن يمينه. إذا حوكم فليخرج مذنبا وصلاته فلتكن خطية. لتكن أيامه قليلة ووظيفته ليأخذها آخر. ليكن بنوه أيتاما وامرأته أرملة. ليته بنوه تيهانا ويستعطوا. ويلتمسوا خبزا من خربهم. ليصطد المرابي كل ما له ولينهب الغرباء تعبه. لا يكن له باسط رحمة ولا يكن مترأف على يتاماه. لتنقرض ذريته. في الجيل القادم ليمح اسمهم. ليذكر إثم آبائه لدى الرب ولا تمح خطية أمه. لتكن أمام الرب دائمًا وليقرض من الأرض ذكرهم." هي نبوة ضد من خان داود أو ضد يهوذا الخائن أو ضد شعب اليهود. وهذه الآيات لا تحسب دعاء على شخص، بل هي بوحي من الروح القدس قالها داود كنبوة، والرسل فهموها هكذا وطبقوا الآية ووظيفته ليأخذها آخر حرفيًا فانتخبوا متياس عوضًا عن يهوذا. لأن يهوذا انتحر= وكانت أيامه قليلة. وهكذا بعد أن صلب اليهود الرب، قَلَّت أيام دولتهم، بل انتهت، ووظيفتهم كشعب لله أخذها المسيحيين وفي خراب دولتهم على يد تيطس ترملت نساؤهم وصار أولادهم يتامي (9) وتشتتوا بعد ذلك في كل الأرض (10). كل هذا الخراب لأنهم أسلموا أنفسهم للشيطان (اليهود أو يهوذا) فتركهم الله في يده= فأقم أنت عليه شريرًا. وليقف شيطان عن يمينه= وهذا معناه تسليمهم في يد الشيطان. فإن كان أيوب بكل محبته لله، حينما أراد الله أن يؤدبه سمح للشيطان أن يؤذيه ففعل به ما كان مضربًا للأمثال. فماذا يحدث لشعب اليهود وليهوذا الخائن فاقدي القداسة والحب حين يسلمهم الله ليد إبليس. يقال أن تيطس الروماني في سنة 70 م. حين أحرق أورشليم قتل 1,5 مليون وصلب 120,000 وأشعل فيهم النيران. وإذا حوكم فليخرج مذنبًا= إذا حوكم يوم الدينونة دنه يا الله ولا تبرره. وصلاته فلتكن خطية= وهل يقبل الله صلاة من إنسان امتلأ قلبه شرًا وخبثًا. مثل هذا صلاته تعتبر خطية. والله ذكر لهم خطايا وتمرد أبائهم في مصر وفي البرية وفي أرض الميعاد، فالله يذكر خطايا الآباء في حالة عدم توبة الأبناء. واستمرارهم فى خطايا أبائهم = " أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ" (خر20 : 5 ) ، فقوله من مبغضيَّ يقصد به لو استمرت خطايا الآباء فى الأبناء. وعوضًا عن أن يكونوا مثمرين يقرض الرب من الأرض ذكرهم. الآيات (16-20): "من اجل أنه لم يذكر أن يصنع رحمة بل طرد إنسانًا مسكينًا وفقيراً والمنسحق القلب ليميته. واحب اللعنة فأتته ولم يسر بالبركة فتباعدت عنه. ولبس اللعنة مثل ثوبه فدخلت كمياه في حشاه وكزيت في عظامه. لتكن له كثوب يتعطف به وكمنطقة يتنطق بها دائما. هذه أجرة مبغضيّ من عند الرب وأجرة المتكلمين شرًا على نفسي." سبب هذه الضربات أنهم لم يصنعوا رحمة بل طردوا إنسانًا مسكينًا وفقيرًا ومنسحق القلب وأماتوه = هو المسيح الوديع والمتواضع القلب، الذي ليس له أين يسند رأسه الذي افتقر لأجلنا وهو غني (2كو9:8 + لو58:9 + مت29:11 + مت38:26 + 1بط23:2). وأحب اللعنة= من يختار طريق الخطية والمعصية فهو اختار وأحب طريق اللعنة. ومثل هذا تحيط به اللعنات = لبس اللعنة مثل ثوبه. كل ما تمتد إليه يده فهو ملعون. وتتسلل اللعنة إلى حياته الداخلية فيشعر بأنه ملعون = دخلت كمياه في حشاه = يشعر بها في نفسه داخليًا وفي أفكاره ومشاعره. وكزيت في عظامه = حتى في صحته تجد اللعنة قد تسللت كما يتسلل الزيت من خلال ثقوب القماش للداخل. وكمنطقة يتمنطق بها = الإنسان يتمنطق حينما يقوم ليعمل. ولنتصور أنه في كل عمله يتمنطق باللعنة. واللعنة تكون في كل ما تمتد يده إليه. الآيات (21-31): "أما أنت يا رب السيد فاصنع معي من اجل اسمك. لأن رحمتك طيبة نجني. فأني فقير ومسكين أنا وقلبي مجروح في داخلي. كظل عند ميله ذهبت. انتفضت كجرادة. ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمي هزل عن سمن. وأنا صرت عارا عندهم. ينظرون إليّ وينغضون رؤوسهم. أعنّي يا رب الهي. خلّصني حسب رحمتك. وليعلموا أن هذه هي يدك. أنت يا رب فعلت هذا. أما هم فيلعنون. وأما أنت فتبارك. قاموا وخزوا. أما عبدك فيفرح. ليلبس خصمائي خجلا وليتعطفوا بخزيهم كالرداء. احمد الرب جدًا بفمي وفي وسط كثيرين أسبحه. لأنه يقوم عن يمين المسكين ليخلّصه من القاضين على نفسه." هنا تعبير عن آلام داود رمز لألام المسيح = قَلْبِي مَجْرُوحٌ من الخيانة. وداود اقترب من الموت ونجاه الله، أما المسيح فمات فعلاً = كَظِلّ عِنْدَ مَيْلِهِ ذَهَبْتُ. انْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ = من الآلام النفسية. رُكْبَتَايَ ارْتَعَشَتَا مِنَ الصَّوْمِ = داود صام فعلاً في حزنه. أما المسيح فعاش فترة قصيرة على الأرض ولم يعشها ليأكل ويشرب. وَأَنَا صِرْتُ عَارًا عِنْدَهُمْ وهذه نبوة عن الصلب + أَمَّا هُمْ فَيَلْعَنُونَ. وأما أنت فتبارك = بينما دَبَّر اليهود الصليب للمسيح ليلعنوه قَبِل المسيح بإرادته هذا العار ليباركهم ويبارك العالم كله . فالكتاب يقول ملعون كل من علق على خشبة (تث23:21). وَيُنْغِضُونَ رُؤُوسَهُمْ = تحققت في (مت40:27 + مر29:15). وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ هذِهِ هِيَ يَدُكَ = ليعلم الناس يا رب أنك أنت دبرت كل هذا لأجل خلاصهم. هذه تتفق مع قول يوسف لإخوته "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله قصد به خيراً" (تك20:50) هم قصدوا أن يلحقوا اللعنة بالمسيح، والرب قصد بهذا بركة للعالم كله (آية 28). أَحْمَدُ الرَّبَّ جِدًّا بِفَمِي = فم المسيح هو المؤمنين الذي يسبحون الله على خلاصه. أَنَّهُ يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْمَسْكِينِ لِيُخَلِّصَهُ = والآب كان عن يمين المسكين حتى أقامه من الموت. والمسيح يكون عن يمين كل مسكين في شعبه ليعطيه الخلاص. |
||||
19 - 01 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 110 (109 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذا المزمور إنجيلي بحت، قد يكون داود كتبه بعد انتصاره على بعض الأعداء ومن ثم استتباب الأمن والسلام في مملكته، ولكن بروح النبوة، نطق الروح القدس على لسان داود فأخرج نبوة رائعة عن عمل المسيح العجيب، بل هذا المزمور كله عن المسيح الذي انتظره الآباء ووعدهم الله به. واليهود دائمًا اعتبروا هذا المزمور أنه عن المسيح المنتظر. ولذلك حيَّر المسيح الفريسيين في (مت41:22-46)، فهم يعرفون أن المسيح سيكون ابن داود، والمسيح سألهم وكيف يكون ابن داود ويدعوه داود ربًا فتحيروا فهم يعلمون أن هذا المزمور يتكلم عن المسيح (مر35:12-37 + لو41:20-44). والمزمور يتكلم عن انتصار المسيح النهائي على أعدائه حينما يجلس عن يمين العظمة في الأعالي (أع34:2 + 1كو25:5 + عب13:1 + عب13:10). وقد يقول اليهود أن اليمين إشارة للقوة، وأن الله أقام من داود ملكًا وأعطاه قوة، ولكن كيف يُسَمَّي داود ربًا. لذلك فهذا المزمور يتكلم عن المسيح وليس سواه. الذي صار الشيطان تحت قدميه (1كو24:15-26). هنا المزمور يتنبأ عن أن المسيح سيكون ملكًا وكاهنًا (على رتبة ملكي صادق). (عب6:5 + 17:7، 21). ونفهم من هذا انتهاء الكهنوت اليهودي ليبدأ الكهنوت المسيحي وتبطل الذبائح الدموية ليبدأ الكهنوت المسيحي وتقديم ذبيحة الافخارستيا من خبز وخمر. وانتهاء الكهنوت اليهودي أعلن عنه في شق حجاب الهيكل. ولكل هذه المفاهيم النبوية. نصلي هذا المزمور في الساعة التاسعة، ففيه انتصر المسيح على الشيطان نهائيًا. نرى في هذا المزمور المسيح متجسدًا وفي هيئة متواضعة بالجسد، ونرى ملكه ونرى امتداد كنيسته وهو يحكم فيها كملك وهو رئيس كهنتها. ونراه وقد صعد ليجلس عن يمين الآب. آية (1): "قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك." الفكر البشري لا يمكنه أن يعرف مساواة الآب للابن إن لم يعلن الروح القدس لنا هذه الحقيقة. والسيد المسيح كشف هذا أن الروح القدس هو الذي أعلن ذلك لداود (مت43:22). قال= تشير لمسرة الآب بعمل الابن. الرب لربي= تشير لمساواة الآب للابن، فالابن سيجلس على نفس المستوى مع الآب. والابن بلاهوته مُلكه أزلي أبدي. ولكننا هنا نفهم أن الكلام عن الناسوت، فبعد أن أكمل تدبير تجسده الخلاصي وقام وصعد للسموات جلس عن يمين العظمة (عب3:1). وكلمة اليمين= تشير للقوة والكرامة والمجد الذي حصل عليهما المسيح بجسده. فالناسوت المتحد باللاهوت صار في كرامة فنسجد له بلاهوته غير المنفصل عن ناسوته. أما المسيح بلاهوته فمجده أزلي ابدي. راجع تفسير (يو 17 : 5). آية (2): "يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك." قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك= لقد ملك المسيح ابتداء من صهيون ثم تسلط على العالم، الذين كانوا أعداء فآمنوا وجعلوا المسيح ملكًا عليهم. والقضيب يشير للملك، يعني صولجان الملك. والملك المسيح ملك بعز بصليبه (قضيبه) وكان انتشار ملكوت المسيح بالكرازة وسط الشعوب وليس بالقوة والسيف. آية (3): "شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طل حداثتك." شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ = شعب المسيح الملك سيكونون له شعباً، فهو اشتراهم بدمه وهم سيخدموه ويسبحوه ويكرسون أنفسهم لهبإرادتهم الحرةواختيارهم =مُنْتَدَبٌ، فهم أحبوه لأنه أحبهم أولاً وأدركوا أنه صلب لأجل خلاصهم. وهم صاروا له جنوداً يحاربون مملكة الشيطان بقوة، وستظهر فيهم قوة المسيح= فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ. وسيكون شعبه مقدساً في فضائل= زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ فالمسيح هو رأس لكنيسته المقدسة ويعطيها قوة ويزينها. وجاءت الآية فىالسبعينية"معكالرياسة في يوم قوتك في بهاء القديسين". فهو رب الجنود، هو الذيغلب ويغلب فينا وهو الرئيس الذى يقود شعبه ويسندهم.مِنْ رَحِمِ الْفَجْر ،ِ لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ = الفجر علامة إشراق نور الشمس، والمسيح هو شمس برنا. حين أشرق بنوره كان المؤمنين في بداية الكنيسة من الكثرة كأنهم الطل من السماء. هذه الكنيسة التي آمنت هي كنيسة قوية =حَدَاثَتِكَ أى كأنها في عنفوان الشباب، وهي سماوية فالطَلّينزل من السماء، وهى كنيسة تحارب بقوة، تحمل صليبها كما حمل رأسها صليبه في يوم قوته (يوم الصليب) يوم فتح أبواب الجحيم وأبواب الفردوس. وقوته ستظهر تماماً يوم الدينونة. والجزء الأخير من الآية تترجمه السبعينية "من البطن قبلكوكب الصبح ولدتك" = هنا يتكلم عن ميلاد المسيح الأزلي من الآب "نور من نور" وحينما ننسب لله أعضاء بشرية فيكون ذلك لشرح معنى ما. فاليد تشير لقوته وهكذا. والابن يولد من بطن الآب فهذا يعني مساواته له في الجوهر وهذه تساوى تماما قول المسيح ،"الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خَبَّر" (يو1 : 18) وتمييزاً للإبن الوحيد عن الكنيسة التي تبناها الله. وقال أحد الأباء أن قوله من البطن يشير لولادته من العذراء بالجسد. وقوله قبل كوكب الصبح يشير لولادته أزلياً من الآب. والمعنى واحد فى السبعينية وترجمة بيروت ، فكوكب الصبح يظهر قبل الفجرمباشرة ، وهذا يناظر ترجمة بيروتمِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ أى قبل ظهور الشمس فى الفجر . وقوله رحم يناظر القول ولدتك فى السبعينية . آية (4): "أقسم الرب ولن يندم. أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق." لم يجتمع الملك والكهنوت عند اليهود أبداً (حدث هذا فقط لفترة بسيطة مع المكابيين ولكن المكابيين كانوا كهنة من سبط لاوى وأخذوا الملك فترة قليلة بعد أن هزموا ملوكاليونان. ولكن المكابيين كانوا من سبط لاوى ولكن داود هو من وعده الله بالملك ، أى سبط يهوذا كان هو سبط الملك)، فالملك من يهوذا والكهنوت من لاوي أما طقس ملكي صادق فيشير لملكي صادق الملك والكاهن، والمسيح هو الذي جمع كلا الوظيفتين. وأعطى لكنيسته الكهنوت على طقس ملكي صادق (ذبيحة الخبز والخمر) فملكي صادق كان رمزًا للمسيح. والله أقسم، أي ليظهر للبشر اهتمامه وجديته في أمر الخلاص (عب16:6) فالقسم هو الطريقة التي يفهمها البشر لإظهار الجدية. الآيات (5، 6): "الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكًا. يدين بين الأمم. ملأ جثثًا أرضًا واسعة سحق رؤوسها." قال في آية (1) أن الرب قال لربي اجلس عن يميني. وهنا يقول الرَّبُّ عَنْ يَمِينِكَ = لنفهم أن اليمين ليس مكان بل يشير للقوة والكرامة. وفي يوم الدينونة سيحطم كل القوات المقاومة (تمثال نبوخذ نصر تناثر فى الهواء كغبار). والمسيح بصليبه دان إبليس وجنوده في هذه المعركة، وانتصاره كان كانتصار ملك حَوَّلَ جيش أعدائه لجُثَثً. وهو قد تلوثت ثيابه من دم أعدائه (إش3:63). وهذا ما سيتكرر في اليوم الأخير. وبالنسبة لفترة وجود المسيح بجسده علي الأرض ، فالقول الرَّبُّ عَنْ يَمِينِكَ = أن الله حفظ المسيح من كل محاولات قتله حتي حانت ساعة الصليب ( يو 8 : 59) . آية (7): "من النهر يشرب في الطريق لذلك يرفع الرأس." هنا نرى المسيح في أيام جسده وآلامه، واحتياجه لأن يشرب من النهر كما حدث لداود حين عطش في معركته (1صم9:30 ، 10 + 1أي17:11). والمسيح عطش على الصليب وقال أنا عطشان. وشمشون عطش وأرسل له الله ماءً ليشرب (قض18:15 ، 19) والمسيح حين صلي في بستان جثسيماني ليلة صلبه أرسل له الله ملاكاً ليقويه (لو43:22) فنفسه كانت حزينة جداً حتى الموت (مر34:14)، بل في ضعفه الجسدي جاع وعطش واضطربت نفسه وطلب أن يجيز الآب عنه هذه الكأس، واحتاج لأن يأتي له ملاك ليقويه ويعزيه. فالمسيح كان كإنسان مشابها لنا فى كل شئ ، وكل منا في ألامه يحتاج أن يشرب من نهر تعزيات الروح القدس لكي يرفع رأسه ولا تنحني نفسه فيه. لقد اختبر المسيح ألامنا وإذ تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين (عب18:2). ولكن بعد انتهاء تجربته رفع رأسه ووطأ أعداءه، إذ قام وداس الموت والشيطان. |
||||
|