105 - الوسطاء
احيانا يخطىء شخص ولا يعتذر عن خطئه،
بل لا يعترف بأنه قد أخطأ...
فأن وقع بسبب الخطأ في مسئولية
يظل صامدا في مكانه ويتدخل الوسطاء يلتمسون له العفو
بينما يصر هو في كبرياء على انه لم يخطىء...!
وكلما يخطىء المخطىء،
يوجد من يتوسط له ويدافع عنه، تقوى شوكته بهؤلاء المدافعين،
ويستمر في الخطأ، يستمر الدفاع، بعد إصلاح للموقف، وبلا تغيير للحالة...!
وقد يصل الوضع الى تسيب نتيجة لبقاء الخطأ وعدم العقوبة ودوام الدفاع والتوسط...
وخلال كل ذلك تضيع القيم ويضيع الانضباط ويستاء محبو الخير ويحتجون
ويبدو انه لابد من تدخل الحزم وفرض عقوبة رادعة.
والعجيب ان الوسطاء المدافعين
يبررون موقفهم،
بأنهم يعملون بدافع الحب ورغبة في السلام...
وهم في كل ذلك لا يعرفون معنى الحب على حقيقته.
فالدفاع عن الخاطىء يضره روحيا ويضر بالصالح العام ويضر بالقدوة الحسنة.
محبتك للخاطىء هى انقاذه من خطئه،
ليس من العقوبة.
محبتك له هى في دفعه الى التوبة ليس في الدفاع عنه. هى في اقناعه انه قد أخطأ ويجب ان يغير مسلكه.
فإن لم يفعل وعوقب فالذين يحبونه يقنعونه بأنه يستحق العقوبة ولا يحتجون على عقوبته.
ولا يجوز ان دفاعهم عنه يحوله الى العناد والاصرار على الخطأ والانتقال من سىء الى أسوأ...
وليضع هؤلاء الوسطاء امامهم قول الكتاب:
" مبرىء المذنب، ومذنب البرىء، كلاهما مكرهة للرب"
(أم17: 15) .
ونلاحظ هنا بالنسبة الى المكرهة للرب،
وضع مبرىء المذنب اولا...
ان الذي يبرأ المذنب لا يضع الحق امامه والحق هو اسم من اسماء الله (يو14: 6) ...
ولا يصح ان يدافع إنسان عن المخطىء اكثر مما يدافع عن الحق.
ان الذي يبرىء المذنب، يشترك معه في ذنبه.
اما القول بأن التوسط هو من اجل السلام في الكنيسة فلا يجوز ان يبنى السلام على بقاء الخطأ.
السلام الحقيقى لا يكون في الدفاع عن الباطل وانما في ان يسود البر لانه
" لا سلام قال الرب للاشرار"
(اش57: 21) .
ويسألنى البعض: هل من الخطأ اذن ان اتوسط؟
واجيب: ان التوسط ليس خطأ. ولكنه لا يكون على حساب الحق. توسط اذن، دون ان تجامل الباطل ودون ان تتجاهل الحق...