25 - 10 - 2012, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
لماذا لم يصرح يسوع علانية عن هويته؟ 1. لماذا لم يقل على الملأ: "أنا هو المسيح فآمنوا بي."؟ (قالها بصورة خاصة في يوحنا 4: 28). لقد طلب إليه اليهود أن يعلن صراحةً ما إذا كان هو المسيح (لوقا 22: 67-70) 2. لماذا كان نادرا ما يطلق على نفسه إسم "ابن الله"؟ (يوحنا 5:25 ؛ 10: 36 ؛ 11: 4) بالرغم من إن ذلك يفهم ضمنا من تسميته الله: "أبى" (متى 27: 43). ولكن استمر اليهود يطلبون إليه أن يقولها صراحةً (لوقا 22: 70). إن مسمى "ابن الله" يساوى عند اليهود المسيا. 3. وفى المقابل، لماذا كان غالبا ما يطلق على نفسه اسم "ابن الإنسان"؟ 4. وبالإضافة إلى ذلك لماذا منع الذين عرفوا حقيقته أن يخبروا عنه؟ أ. تلاميذه : " فقال لهم و أنتم من تقولون إنى أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحى... حينئذ أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد أنه يسوع المسيح" (متى 16: 15، 16، 20 و أيضا مرقس 8: 29، 30) ب. الشياطين: "واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه" (مرقس 1: 34 و 24، 25). "والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة إنك أنت ابن الله وأوصاهم كثيرا أن لا يظهروه." (مرقس 3: 11، 12). "وكانت شياطين أيضا تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول أنت ابن الله فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح" (لوقا 4: 41) ج. الذين شفاهم: "شفى جميع مرضاهم وأوصاهم أن لا يظهروه." (متى 12: 15، 16). "وللوقت طهر برصه فقال له يسوع أنظر أن لا تقول لأحد." (متى 8: 3،4). " وللوقت قامت الصبية (الميتة) ومشت. فبهتوا بهتا عظيما. فأوصاهم كثيرا أن لا يعلم أحد بذلك." (مرقس 5: 42،43) 5. لماذا رفض التحدى لإثبات هويته؟ أ. من الشيطان: "إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا... إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل..." (متى 4: 3،6) ب. من العامة: "وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين... خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب." (متى 27: 39،40) ج. من رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ: "خلص آخرين أما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به... لأنه قال أنا ابن الله." (متى 27: 41-43) 6. لماذا كان دائما يتحدث إلى الجموع بأمثلة؟ " فتقدم التلاميذ و قالوا له لماذا تكلمهم بأمثال؟ فأجاب و قال لأنه قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات وأما لأولئك فلم يعط... من أجل هذا أكلمهم بأمثال . لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة أشعيا القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون..." "هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال. وبدون مثل لم يكلمهم. لكى يتم ما قيل بالنبى القائل سأفتح بأمثال فمى وأنطق بمكتومات منذ تأسيس العالم." (متى 13: 10،11، 12،13 و 34،35) "كان فى العالم والعالم به كان والعالم لم يعرفه" (يوحنا 1: 10) لأنها حقيقة روحانية و ليست بشرية: 1. فيما يخص يسوع هناك شيئان لا يستطيع الإنسان أن يفهمهما بذاته: أ. من هو يسوع: "أنت هو المسيح أبن الله الحى فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك ذلك لكن أبى الذى فى السموات" (متى 16: 15-17) ب. الكفارة التى يعطيها المسيح: " فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ... لكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه أنما يحكم فيه روحيا." (كورنثوس الأولى 1: 18 و 2: 14) 2. لأننا نعرف أسرار حكمة الله فقط بالوحى: "السرائر للرب والمعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة" (تثنية 29: 29) "وأبرز الخفيات إلى النور" (أيوب 28: 11) "حقا أنت إله محتجب يا إله إسرائيل" (أشعياء 45: 15) "قد أنبأتك بحديثات منذ الآن وبمخفيات لم تعرفها" (أشعياء 48: 6) "أدعنى فأجيبك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها" (أرميا 33: 3) "هو يكشف العمائق والأسرار ويعلم ما هو فى الظلمة وعنده يسكن النور" (دانيال 2: 22) "إنه مكتوب فى الأنبياء ويكون الجميع متعلمين من الله" (يوحنا 6: 45) "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديا لكم بشهادة الله. لأنى لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا... وكلامى وكرازتى لما يكونا بكلام حكيم ومقنع... ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر... بل نتكلم بحكمة الله فى سر الحكمة المكتومة." (كورنثوس الأولى 2: 1- 8) "لمعرفة سر الله الآب والمسيح المذخر فيه كنوز الحكمة والعلم لنتكلم بسر المسيح" (كولوسى 2: 2،3 و 4: 3 و أيضا 1: 26،27) 3. لا يستطيع إنسان أن يؤمن بالمسيح إلا: أ. إذا كان منجذبا إلى الآب: "كل ما يعطينى الآب فإلى يقبل... لا يقدر أحد أن يقبل إلى إن لم يجتذبه الآب الذى أرسلنى... لهذا قلت لكم أنه لا يقدر أحد أن يأتى إلى إن لم يعط من أبى." (يوحنا 6: 37، 44، 65) ب. إذا كشف له الروح القدس عن المسيح: "ما لم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه... ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله." (كورنثوس الأولى 2: 9- 13) ج. إذا عرفه من الكتب: "وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه." (يوحنا 20: 31) وأيضا (يوحنا 5: 39،40 و رومية 16: 25،26 و أفسس 3: 4،5) 4. لأن الشيطان قد أعمى عقول البشر: "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة الإنجيل بمجد المسيح..." (كورنثوس الثانية 4 : 4) |
||||
25 - 10 - 2012, 08:06 PM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
ساختم كلامى باحلى ختام قانون الايمان المسيحى (بدء قانون الإيمان | مقدمة قانون الإيمان)
|
||||
25 - 10 - 2012, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
المــــــــسيح مثـــــــال الرعاة
حينما نتكلم عن الرعاية، فإننا نتحدث عن رب المجد يسوع نفسه. فهو الراعى الحقيقى، وهو الراعى الأول، وهو راعى الرعاة. ولايمكن أن توجد رعاية حقيقية وصادقة خارج شخص رب المجد يسوع. والسيد المسيح لم يكلمنا عن مثاليات غير قابلة للتنفيذ، ولكن كل ما طلبه منا قام هو شخصيًا بتنفيذه. ولأنه هو الراعى الحقيقى، قفد قال عن نفسه: "أنا هو الراعى الصالح."(يو11:10) ودعاه بولس الرسول "راعى الخراف الأعظم."(عب20:13) ونـــــاداه داود النبى "الرب راعى فلا يعوزنى شئ." (مز 1:23) 1. السيد المسيح مثال فى الرعاية الحقيقية: والراعى الحقيقى هو الذى يتعب من أجل الخراف؛ يترك التسعة وتسعين ويبحث عن الضال، وعندما يجده يحمله على منكبيه فرحاً. لذلك عندما نستعرض حبه العجيب وفداؤه – منذ نزوله من السماء وتجسده من العذراء مريم ومشاركتنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، يتحد بنا ويأخذ جسد طبيعتنا ويخلصنا من أسر العدو بالفداء الذى أتمه على الصليب، حيث جاز الموت من أجل خلاصنا – فإننا نجد أن التجسد هو افتقاد رعوى حقيقى، والفداء بذل رعوى حقيقى. كانت هناك فجوة بين الله والإنسان؛ فما هو إلهى كان إلى فوق، وما هو إنسانى إلى أسفل. وفى تجسـُّــدِه أصلح السمائيين مع الأرضيين وجعل الإثنين واحدًا. وكما يقال فى القــداس الغريغورى: "كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال. كأبٍ حقيقى تعبت معى أنا الذى سقط . . . . " ويقول عن نفسه فى سفر حزقيال: "أنا أرعى غنمى وأربضها، يقول السيد الرب. وأطلب الضال وأسترد المــــــطرود وأجبر الكــــسير، وأعصب الجريح، وأبيد الســــمين والقـــوى وأرعـــاها بـــــعدل." (حز 34: 15- 16) وفى الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر حزقيال، كما فى الإصحاح العاشر من سفر معلمنا يوحنا، حديث تفصيلى عن الرعاية تقرأه الكنيسة ضمن مراسم سيامة البطاركة والأساقفة. فى الجزء الأول من سفر الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر حزقيال يعاتب فيه الرعاة الذين يقصرون فى حق الرعية، مقارنا بين الراعى المتفانى الباذل والراعى المتهاون والمستهتر فى عمل الرعاية التى ائتمنه الرب عليها، مؤكدًا أن الرعاية الحقيقية هى عمل الله نفسه. ويؤكد معلمنا بطرس الرسول نفس المعنى فى قوله: "لأنكم كنتم خرافــًـا ضالة، لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها." (1بط 25:2) ويقول القديس أغسطينوس: "إنى أرى الكنيسة كقطيع يسير خلف راعيه." فالله هو الراعى الحقيقى نستمد منه المعونة والمثال ونخدم بقوته، واضعين أمامنا شخص المسيح القدوس. والكنيسة تسير وراءه كقطيع يسير وراء راعى الغنم. وكلمة "راعى" تطلق على رب المجد يسوع وعلى الرسل الأطهار، والأساقفة، والخدام، والخادمات، والآباء، والأمهات. ويسمى الكهنة أيضا "رعاة" عندما يشار إلى العمل الكهنوتى. 2. السيد المسيح مثال فى البذل: قدم لنا السيد المسيح مثالاً فى البذل بأن قدم ذاته على خشبة الصليب. وقد أشار معلمنا يسوع إلى هذا بوضوح عندما قال: "أنا هو الراعى الصالح، والراعى الصـــالح يبذل نفســه عن الخــراف." (يو 11:10) إن البذل علامة حب. والسيد المسيح لم يشفق على نفسه فى أمور كثيرة كان يتفانى فيها من أجل الآخرين. 3. السيد المسيح مثال فى التعب: وفى هذا يقول: "ابن الإنســـان ما جاء ليــُـخدَم، بل ليـَـخدِم ويبــــذل نفسه فديــة عـــن كثيرين." (مت 28:20) كان رب المجد يسوع يطوف القرى والمدن كلها على قدميه يكرز ببشارة الملكوت. لم يشفق على نفسه. مشى نصف يوم ليصل إلى السامرة من أجل خلاص نفس واحدة. 4. السيد المسيح مثال فى الحكمة: السيد المسيح هو نفسه أقنوم الحكمة، وهو أرانا كيف أنه أخفى ألوهيته عن الشيطان بحكمة إلهيه عجيبة لكى يتمم خلاصنا. وهذه الحكمة حيـَّــرت الشيطان، إذ جــرَّبه قائــــلاً: "إن كنت أنت ابن الله . . . " وهكذا حتى وصل إلى الصليب وأضاع على الشيطان فرصة تعطيل عمل الله الذى أتمه على الصليب. 5. السيد المسيح مثال فى التعليم: كان التلاميذ دائمًا ينادونه: "يامعلم" ويسألونه: "يارب علــِّــمنا". وقيل عن السيد المسيح: "فتح فاه وعلـَّــمهم قائلاً". (مت 2:5) وهذا مبدأ هام يعلــِّـمنا إيـَّـاه قداسة البابا، مناديــًا: "إمح الذنب بالتعليم". فقبل أن تعاقب على الخطأ، إشرح الصواب أولأً. كان السيد المسيح يبكــِّـــت الكتبة والفريسيين على جفاف تعليمهم وحرفيــَّـته، وأرسَى مبدأ أن يكون التعليم بالروح وليس بالحرف. أعطانا السيد المسيح ألا نكون عثرة للأخرين، وأن يكون عطاؤنا فى الخفاء (فلسَى الأرملة). كان السيد المسيح مثالاً فى التعليم بشخصه وبكلامه وسلوكه. وعندما كان يعلمنا أن نحب أعداءنا، نادَى على الصليب من أجل صالبيه: "ياأبتاه اغفر لهم". 6. السيد المسيح مثال فى العمل الفردى: فى أثناء خدمته على الأرض، أعطى ربنا يسوع أهميةً خاصة لكل إنسان؛ فقيرًا أو غنيًا، صحيحًا أو مريضًا، خاطئـًا أو بارًا، متعلمًا أو جاهلاً، رجلاً أو امرأةً، طفلاً أو شيخًا. كان يهتم بأى إنسان، وبكل إنسان، ، وبكل الإنسان. اهتم بالعمل الفردى مع المرأة السامرية، والمرأة الخاطئة، ومع زكــَّـا. فوسط اهتماماته بالعمل العام وعمل الفداء، لم ينس العمل الفردى. 7. السيد المسيح مثال فى الصلاة: لا يستطيع الراعى أن يخدم دون أن يصَلــِّـى. والمسألة ليست فى مَدى عــِـلم الخادم ولا كثرته، ولكنها فى الرُكــَـب منحنية تصلــِّـى باتضاع أمام الله. كان ربنا يسوع يقضى نهاره فى الخدمة وليله فى الصلاة، فهل كان محتاجًا إلى الصلاة؟ بل كان يعطينا مثالاً كيف نخدم، وكيف يكون الراعى الأمين محب للصلاه. إن الصلاة هى مكوِّن أساسى من مكونات الخدمة، وبدونها فالعمل غير متكامل. 8. السيد الميسح مثال فى إعداد الخادم: فى أثناء خدمته على الأرض، لم ينفرد الرب يسوع – ولم يكتفى – بالعمل وحده. أعدَّ الإثنى عشر تلميذًا والسبعين رسولاً، ثم قال لهم: "اذهبوا . . . اكرزوا . . . علموهم . . . عمدوهم." 9. السيد المسيح مثال للدعوة: الله يدعو أولاده دائمــًـا للخدمة، كل واحد حسب إمكانياته وبحسب ما أعطاهم من مواهب. فالكنيسة الناجحة ليست الكنيسة التى يخدم فيها الأسقف أو الكاهن بمفرده. ولكن هى الكنيسة التى يخدم فيها الشعب كله. ولذلك فالعمل الناجح له شِقـَّــين: عمل الله مع الإنسان؛ إذ يعطيه مواهب وإمكانيات، وعمل الإنسان؛ حيث يجعل نفسه أداه فى يد الله. 10. السيد المسيح يعمل فى الرعاة ومعهم: لا يمكن لأى عمل رعوى أن ينجح دون أن يعمل الله فيه، لأن الله هو الخادم الحقيقى. هو يعمل معنا وبنا ويتمجــَّــد اسمه فى كل مكان وزمان. هو راعى نفوسنا وأسقـُـــفها. هو يعمل فى الرعاة فتصير قلوبهم كقلبه ممتلئة حبـًـا وبذلاً. أحيانًا نجد خادمًا يعمل لعشرين سنة ولا يوجد تقدُّم فى حياته؛ فهو يكرِّر خدمة سنة واحدة عشرين مرَّة. هذا الخادم لم يضع حياته بين يدَى المسيح. وهو لم يترك الله يعمل فيه ومعه ليغيَّرَه، ويملأ قلبه حبًا وينمو فى حياته وأفكاره ومفاهيمه وتعاليمه. وهذا الخادم لم يسمع إلى وصية الرسول بطرس، "أنتم أيها الأحباء، إذ قد سبقتم فعرفتم، احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم. ولكن انموا فى النعمة وفى معرفة يسوع المسيح." (2 بط 17:3) من سِمات الخادم الناجح أنه يعرف أن يد الله معه دائمًا، فلا تتحول الخدمة إلى "روتين". ولكن يصير قلبه ممتلئــًا حبـــًا وكلماته كـَكـَلِـمات سيــِّـده: "أنت تلميذ ذاك،" (يو 28:9) ويكون حضور الله ظاهرًا جليًا فى العمل، إذ أن "لغتك تظهرك." (مت 73:26) وهكذا يكون الله هو نــَــسمة حياة الخدمة، وشمسها الدافئة، وحيويتها المتدفقة. فإذا غاب المسيح غاب كل شئ، لكن فى حضوره يكون الحصاد وفيرًا. إن جهاد الخادم الأساسى فى أن يكون أداه طيــِّــعة فى يد المسيح، لأنه "إن لم يبن الرب البيت، فباطلاً يتعب البنــــَّـاؤُون. وإن لم يحرس الــــــرب المدينة، فبـــــاطلاً سهر الحراس." (مز 1:127) وهو الذى قال: "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئـًا." (يو 5:15) إن الخدمة الناجحة لا تبدأ من المنبر، بل من المخدع. موسى أولاً، ثم يشوع؛ موسى يرفع يديه فينتصر يشوع. لذلك يجب على الخادم – قبل أن ينضم إلى مجموع الخدام – أن يدخل الى المخدع لطلب المعونة. وقبل أن يبدأ الافتقاد، يجب أن يدخل الى الكنيسة. ويؤكد بطرس الرسول على ضرورة أن ترعى رعاية الله نظــــَّــارًا، لا عن اضطرار بل عن اختيار، صـــــائرين أمثلة للرعيـــة: "ومتى ظهر رئيس الرعية، تنالون إكليل المجد الذى لا يــــَــبـلــَى." (1 بط 2:5) ويأمر الكتاب المقدَّس الرعاة بأن "احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه." (أع 28:20) والخادم الذى لايهتم بنفسه، ينطبق عليه قول الكتاب المقدس: "جَعـَـــلـُونى ناطـُــورة (حارس) الكروم، أمــَّـا كرمــِـى فلـــَـم أنطره." (تث 6:1) وهو الأمر الذى جعل بولـــــس الرسول يقول: "أقمِع جسـَـــدى وأستعبـــِـده، حتى بعدما كـَــرَزتُ للآخرين لا أصــــير أنا نفسى مرفوضــًا." (1 كو 27:9) وخلاصة الأمر أن الله هو الراعى الحقيقى. هو الذى أســـَّس الرعاية، وهو مصدرها. ولا نستطيع أن نقبل أى عمل رعوى من دون الله. فهو المثال، وهو الراعى، وهو الســـَّــند. أما مـَـن ينظر إلى الرعاية على أنها عمل "أكاديمى" بحت ويفصل بينها وبين الله، فإنه يتحول إلى مدرِّس وليس راع. وهناك فرق كبير بين الاثنين. |
||||
25 - 10 - 2012, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النبوات عن السيد المسيح
دعــــائم العمـــــل الرعـــــــوى
يرتكز العمل الرعوى على ثلاثة أعمدة هى الحب، والحكمة، والاتضاع. أولا: الحــــبلخــَّــص السيد المسيح الكتاب المقدس كله فى، "الله محبة." وقد وضع لنا الأساس القوى فى عدم وجود عمل رعوى بدون محبة متبادلة بين الراعى والرعية. بعض ســِــمات المحبة: وعندما سأل السيد السيح سمعان بن يونا: "أتحبنى. . .؟" أجاب سمعان: "أنت تعلم يارب أنى أحبك." فقال له يسوع: "ارع غنمى." وتكرر هذا الحديث ثلاث مرات لأنه لا توجد رعاية بلا حب متبادل، إذ أننا "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا." (1 يو 19:4) والله الذى أحبنا أولا ترجم محبته لنا بأعمال كثيرة وليس بالأقوال، فهو يقول لنا: "لا أتركـَكـُــم يَـتامَى." (يو 18:14) لذلك فإن الخادم يتقدم للخدمة لأنه مديون لله بالمحبة. الخادم لا يتفضل على الخدمة بمواهبه وإمكانياته، لكنه يسدد جزء بسيط من دَين محبة الله له. وعلى قدر إدراك الخادم لمحبة الله يحاول أن يعبــِّــر عن هذا الحب بالعمل، لأن معلمنا يوحنا يقول: "يا اولادي لا نحب بالكلام و لا باللسان بل بالعمل و الحق." (1 يو 18:3) إن الرب يسوع أجاب عندما سئل عن أعظم الوصايا: "تحب الرب الـَــهك من كل قلبك و من كل نــَـفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك و قريبك مثل نــَـفسك." (لو 10: 27) وهذا هو العمل الرعوى؛ أن تحب بالعمل وليس باكلام. ويقول قداسة الباب شنودة الثالث عن ضرورة اقتران العمل بالحب: "إن الله قبل أن يــَـــقبل العمل المُقــَـدَّم، لابد وأن ينظر إلى قدر الحب الذى فى قلبك." حينما قــَــدَّم حـَـنانيا وسَـــــفِـيرَة ثمن البيت، كان قلبهما خال من المحبة، لذلك كان عملهما بلا قيمة ولم يقبله الله. وعندما تـُـــقـَـدَّم الخدمة عن حب، فإنها تفرح قلب الله ولو كانت خدمة بسيطة (فلسَــى الأرملة، المرأة ساكـِــبة الطِـــيب، إلخ.) "من يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه." (1 يو 16:4) وبعبارة أخرى، فإن العمل الرعوى ينمو بالمحبة. كلما ازدادت محبتك له ولأولاده، كلما ازداد العمل الرعوى فى حياتك. وفى حديثه لتلميذه تيموثاؤس، يحدد بولس الرسول صفات الراعى فيقول: "غير مدمن الخمر و لا ضرَّاب و لا طامع بالربح القبيح بل حليمًا غير مخاصم و لا محب للمال" (1 تى 3:3) فهو إنسان محب للكل، مجامل للكل، وخدوم للكل، وقلبه مفتوح بالمحبة للكل. ويتحدث بولس الرسول فى الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس عن المحبة ، والتى تصل إلى البذل والصليب والاستشهاد، فيقول: "وإن سلـَّــمت جسدى حتى أحترق ولكن ليست لى محبة فلا أنتفع شيئــًا." (1 كو 3:13) وهو يقصد بالمحبة أن يحمل آلام الناس ويتفانـَى من أجلهم ويبذل نفسه من أجلهم، وفى كل هذا لا يتذمــَّـر أبدًا. وهو أيضــًـا ينسب لنفسه أخطاء الآخرين، مثلما يتكلم دانيال بصفة الجـَـمع قائلا: "أخطانا و أثــِــمنا و عمـَــلنا الشـَّــر و تمرَّدنا وحــِــدنا عن وصاياك وعن أحكامك." (دا 9 : 5) وصلـَّــى وصام ووضع نفسه مع الخطاة وتوســَّـل لله عنهم رغم أنــَّـه لم يفعل شيئــًا. 1. الأبوَّة الروحية للجميع ثانيًا: الحــِـكمةفالإنسان الذى يمتلئ قلبه بالحب يشعر بالأبوة نحو الآخرين، ويمتلئ قلبه بالإحساس بالمسئولية نحو الخطاة والمحتاجين، ويشعر بالحب والأبوة للجميع دون تفرقة. 2. الحنان والرفق بالخطاة القلب الممتلئ بالمحبة يترفــَّـــق بالخطاة، ويشفق عليهم، ويراعى ظروفهم، ويتأثر بضعفاتهم، ويقف إلى جانبهم، ولا يحتقرهم. ترَفــَّـق السيد المسيح بالمرأة الخاطِئة وبالزانية، لأنه مـَــن مِنـــَّـا بلا خطية؟ إننا كلنا تحت الضعف؛ يخطئ أخى اليوم ويتوب، وأخطئ أنا غدًا وقد لا أجد فرصة للتوبة. إن مشاعر المحبة كثيرًا ما تكون سببًا لجذب الآخرين، مثلما جذب السيد السميح الســـامِريــَّـة وزكــَّـا ومتــَّـى العشــَّــار، فتابوا ورجعوا. ويقول قداسة الباب شنودة الثالث: "إذا كنت تذهب لخدمة القديسين، فلا فائدة. نحن نخدم الجميع، وأولا الخطاة." 3. السهر على حراسة القطيع الخادم المُحِـــب يبحث عن المخدومين ويسهر عليهم لكى لا يهلك منهم أحد. الخادم الساهر على حراسة القطيع يستطيع أن يقول: "الذين أعطيتنى إياهم لم يهلك منهم أحد." (يو 12:17) 4. البذل والتضحية فى الجـَـهد، والوقت، والإمكانيات لا يبخل الإنسان المحب أن يتمم عمل الله بكل الإمكانيات التى أعطاها الله له. وهو يعرف أن هذه الإمكانيات هى أمانة عنده، ويفرح جدًا عندما يقدمها لله ولا يبخل بشئ منها. 5. إحتمال الإساءة والحروب القلب المحب يحتمل الإساءة والحروب من داخل الكنيسة ومن خارجها، من الأصدقاء والأعداء، من المحبين والكارهين، إذ أننا "من أجلك نـُـمات كل النهار." (رو 36:8) وكذلك فإننا "نـُـشتم فنـُـبارك، نــُـضطـَهد فنــَـحتـَمل، يـُـفترى علينا فنــَـعـِـظ." (1 كو 12:4) 6. إحتمال الأتعاب تسـَــمـِّى الكنيسة العمل الرعوى "تعب المحبة"، فهو مفرح جدًا للقلب المملوء حبًا، ومتعـِـب جدًا للقلب الخالى من المحبة. 7. الجهاد الروحى أنت تـُـمارس أصوامك، وصلواتك، وقراءة الكتاب المقدس، وتحضير الموضوعات، وحضور القداسات من أجل المحبة. ولكن بدون المحبة تشعر أنها واجب عليك، وحِمل ثقيل من الأفضل ألا تــُـمارسه. القلب الممتلئ بالحب يقول: "ومعك لا أريد شيئــًا." (مز 25:73) الحكمة هى الأساس القوى الثانى للعمل للعمل الرعوى، وغياب الحكمة يمكن أن يتسبب فى هلاك نفوس كثيرة. وعدم الحكمة فى اختيار الآية المناسبة أو العبارة المناسبة يمكن أن يضيع حياة إنسان. بعض علامات الحكمة: الحكمة هى سر نجاح الأنسان، وهى التى تجعل الراعى يبحث عن النفوس ليربحها. ويقول الكتاب المقدس: "رابح النفوس حكيم." (أم 30:11) عندما سأل الله سـُــليمان الحكيم عن بــُـغيــَـته قال: "اعط عبدك قلبـًـا حكيمًا فهـِــيــمًا لأحكم على شعبك وأميــِّـز بين الخير والشر. لأنه مَن يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا؟" (1 مل 9:3) لذلك قال له الله: "قد أعطيتك أيضا ما لم تسأله غنــَـى وكرامة حتى أنه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل أيامك." (1 مل 13:3) ولذلك فإننا حتى الآن نحتذى حكمة سُــلــَـيمان. وسفر الأمثال هو أكبر مثال للنعمة الإلـَـهية الخاصة التى أعطاها الله لسليمان الذى لم يطلب غير الحكمة. والله مستعد أن يعطى الحكمة لكل مَـن يسأله حسَـب وَعده: "لأنى أنا أعطيكم فمــًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها." (لو 15:21) والحكمة مطلوبة فى الكنيسة للخدام على كافــَّة مستوياتهم. فالبطريرك غير الحكيم سيصبح مثل "نسطور"، والكاهن غير الحكيم سيصبح مثل "أريوس"، لذلك فإن "رأس الحكمة مخافة الله." (مز 10:111) حددت الكنيسة صفات الشمامسة عندما عــَّـينـَت سبعة شمامسة أولا، ويذكر سفر الأعمال أن هؤلاء الشمامسة كانوا "مملوئين من الروح القدس وحكمة." (أع 3:6) وقيل عن موسى النبى أنه "تأدَّب بكل حكمة المصريين." (أع 22:7) وتعتبر الكنيسة أن الأسرار السبعة المقدسة هى نبع الحكمة فى حياة الخادم "الحكمة بـَــنـَـت بيتها. نحتت أعمدتها السبعة." (أم 1:9) والإنسان الحكيم يتقبــَّـل التوبيخ، والنصح، والإرشاد، والتوجيه. أمـَّـا غير الحكيم فيرفضها جميعــَّـا. ولذلك يقول سفر الأمثال: "لا تــوَبــِّـخ مستهزئا لئلا يبغضك. وبـــِّـخ حكيمًا فيحبك." (أم 8:9) وعندما كان السيد المسيح (أقنوم الحكمة) يتعامل مع الناس كانوا يتعجـَّـبون ويسألون من أين أتت هذه الحكمة. والحكمة عطيـَّـة إلـَـهية يعطيها الله للبسطاء والمتواضعين، فهو يختار الجهـَّـال ويعطيهم حكمة، إذ قال بولس الرسول: "بل اختار الله جُهـَّال العالم ليخزى الحكماء." (1 كو 27:1) كان التلاميذ من جهال هذا العالم، لكنه وعدهم أن "أعطيكم فمًا وحـــــكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها." (لو 15:21) وبحكمة تــَـبدأ خدمتك، بأن تسأل وتطلب الإرشاد من الآخرين و "لا تكن حكيمـــًـا في عينــَـي نفسك." (أم 7:3) عندما وصل بولس الرسول إلى أثينا، لم يكن فيها مسيحى واحد، وبحكمة الله الذى استخدمه فى الخدمة، خرج منها ولم يكن فيها وثـــنى واحد. وكثيرًا ما يثور أمامنا سؤال حول قول الرب فى أن نكون "حكماء كالحيــَّـات." (مت 16:10) وفى هذا يقول قداسة البابا شنودة الثالث: "الحكمة فى المسيحية بسيطة. والبساطة فى المسيحية حكيمة." وهنا يثبت قول بولس الرسول: "لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح." (1 كو 17:1) فالحكمة البسيطة هى من الله وليست من الإنسان، وهى ليست أداة بلاغة، ولا هى للكبرياء ولا لضرر الآخرين. وفى الرعاية توجد علامات كثيرة للحكمة، نختار بعضها لكى نوضح التطبيق العملى للحكمة فى العمل الرعوى ثالثا: الإتضاع: 1. إجادة التعامل مع الناس من الخطأ أن يتعامل الخادم بأسلوب ثابت مع كل الناس. يجب أن يختار الأسلوب المناسب لكل ســِـن، وجنس، وطبع. وكما قال بولس الرسول: " فصرت لليهود كيهودى . . . و للذين تحت الناموس كأنى تحت الناموس . . للذين بلا ناموس كأنى بلا ناموس . . . . للضعفاء كضعيف . . . صرت للكل كل شئ لأخلــِّـص على كل حال قومًا." (1 كو 20:9-22) فالخادم الحكيم يتكيــَّـف مع الطبيعة مع الاحتفاظ بالعمق مع الله فى كل شئ. 2. اللباقة فى الكلام والتصرف الخادم يجب أن يعرف كيف يتكلم وكيف يعلم التعليم الصحيح وأن يختار المدخل المناسب. عندما ذهب بولس الرسول إلى "أثينا"، دخل اليها من مدخل الإلـَـه المجهول. وعندما صرخ الإسكافى: "يا الله الواحد!"، انتهزمرقص الرسول الفرصة لأن يبشره بالإله الواحد. 3. حسن انتهاز الفرص إذا جاءت فرصة لكسب نفس للمسيح فى أثناء رحلة أو جولة، فانتهزها ولا تتركها. 4. التوقيت المناسب لكل عمل وقته المناسب؛ فللصلاة وقت، وللإفتقاد وقت آخر. إن حسن اختيار الوقت المناسب يساعد على نجاح العمل الرعوى. 5. حسن الجمع بين المتناقضات يجب أن يجيد الخادم الجمع بين المتناقضات، "فرحــًـا مع الفرحين، وبكاءًا مع الباكين." وعلى سبيل المثال، فهو قادر أن يجمع بين عدة مشاعر متناقضة، بينها: أ. الفرح والحزن: يتمتع الخادم بسلام وفرح داخليين فى صلواته، ومزاميره، وميطانياته، وقدَّاساته. وهو أيضًا يشعر بالحزن على الخطاة، والأشرار، والنفوس التى هلكت. ب. الإحساس بالمسئولية وعدم القلق: إذا قلق الخادم بسبب إحساسه بالمسئولية فقد يصل الأمر إلى إصابته بالأمراض الجسدية، لكن الحكمة التى يعطيها الله إياه تذكــِّـره بأن مشاكل الرعاية بين يدَى من لا يغفل ولا ينام. ج. طول الأناة والحماس: قد يتعــَّـين على الخادم أن يكون طويل الأناة عندما يستدعى الموقف ذلك. وفى بعض الأحيان، فإن التأجيل قد يكون مضرّا. الخادم الحكيم هو مــَـن يستطيع أن يفرِّق بين هذا وذاك، ويعرف متــَى يسرع ومتى يتأنـَــى ليعمل كل عمل فى حينه. د. الأبوة والقيادة والرئاسة: لابد للراعى من أن يسلك كأب، لكن فى نفس الوقت يحمل روح الرئاسة فلا يسكت على خطأ قائم. وهو يعرف متى يستعمل السلطة الرئاسية ("بيتى بيت الصلاة يدعى." مت 13:21) ومتى يستعمل حنان الأبوة ("أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى." مت 18:16) ه. الحب والحزم: فى العمل الرعوى ينبغى أن بقدم الحب لكل إنسان؛ لكل المحتاجين. ولكن نحتاج للحزم عندما يوجد خطر يهدد الكنيسة، فالسيد المسيح الذى قال لبطرس الرســـول: "أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى." (مت 18:16) هو الذى قال لبطرس نفسه: "إذهب عنى ياشيطان. أنت معثرة لى." (مت 23:16) و. الخدمة والخلوة: يحتاج الخادم دائمًا إلى وقت للخلوة، ولا يتعارض هذا مع وقت الخدمة والرعاية. ز. الصلاة والعمل: الحكمة تقود الخادم ليعرف متى يغلق بابه ويتفرغ للصلاة، ومتى يخرج للخدمة والعمل الرعوى. ح. البساطة والعمق: البساطة لا تعنى السطحية، والعمق لا يعنى المكر أو الخبث. إن البساطة المسيحية فى الحكمة، والعمق فى الإيمان والعلاقة الله. ط. الرحمة والعدل: إن الــهنا رحيم وعادل، وهو يعلمنا أن للرحمة وقت وللعدل وقت آخر. والحكمة هى أن نختار الوقت المناسب لكل منهما. ي. السلام والنشاط: الخادم الحكيم يجمع بين السلام الداخلى واهتمامه بالخدمة واحتياجاتها بدون أن يفقد سلامه. أخيرًا ياأحبائى نتذكر قول الوحى الإلـَهىعلى لسان يعقوب الرسول: "من هو حكيم و عالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع 13:3) فالذى يسلك فى الحكمة يسلك فى النور، والذى يسلك فى الجهل يسلك فى الظلام. والذى يسلك فى الظلام هو أعمى، وإن قاد الأعمى أعمى فكلاهما يسقطان فى حفرة. طلب رب المجد أن نتعلم منه الاتضاع بقوله: "تعلموا منى لانى وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم." (مت 29:11) وقد قدم مثالا عمليًا فى الإتضاع فى خدمة غسل الأرجل. وهو علمنا أن ابن الإنسان جاء ليــَــخدِم ويبذل نفسه فدية عن آخرين من المرضى والحزانـَـى المحتاجين. وهو الذى شَـفـَــى مجنون أعمى أخرس، ثم قيل عنه أنه مجنون. لم يطلب كلمة شكر، ولم ينتظرها، مقدِمًا مثالاً فى الإتضاع. والإنسان المتضع لا يطلب كرامة لنفسه، عملا بقول الرب: "مجدًا من الناس لست أقبل." (يو 41:5) وفى رحلة الصليب قيل عنه: "كشاة تساق إلى الذبح." (أش 53:7، أع 32:8) وهو لم يتذمر من آلام الصليب، وكذلك الخادم لا يتذمر من ثقل الخدمة، ولكن يقبل آلام الخدمة باتضاع حتى يسمع ما قاله السيد المسيح للأنبا بيشوى: "كـَـفاك تعبـــًا ياحبيبى بيشوى." مفهوم الإتضاع: وفى اتضاعه، ينسب الله أعماله إلى البشر؛ فــناموسه أصبح "ناموس موسى". وهو الذى علمنا أن "مــَـن أراد أن يصير فيكم عظيمـًا يكون لكم خادمــًا." (مر 43:10) فالعظمة ليست فى المراكز، ولكن فى أن نأخذ بركة خدمة أولاد الله. 1. الوداعة فى المعاملة علامات الكبرياء: كان السيد المسيح وديعــًا فى معاملته مع المرأة السامرية. لم يكن عنيفــًا ولا قاسيـــًا فى كلامه ولا حتى مع مـَـن شــَـتـَموه وعيـَّـرُوه، بل كان يرد عليهم فى وداعة. 2. عـَـدم التسرُّع الإنسان المتضع لا يتسرع فى اتخاذ قرارته، بل "ليكن كل إنسان مسرعـــًا فى الاستماع مبطئـــا فى التكلم مبطئا فى الغضب." (يع 19:1) 3. عـَـدم الانتقام إذا أهـِــين الخادم من أحد المخدومين وحاول أن يرد الإهانة، فهو يفقد هدوئه، ووداعته، واتضاعه. لا تنتقم لنفسك، بل قل: "من أجلك نــُــمات كل النهار." (مز 22:44، رو 36:8) 4. قــَـمع الذات الإنسان المتــَّــضِع يقمع ذاته ولا يتذمر على شئ. هناك مــَــن يشكر الله فى الظروف الحسنة، لكن عندما تصبح الأوضاع غير مواتية، يتغيــَّـر، ويتذمـَّـر ويفقد هدوئه وسلامه. تذكــَّـر أن الله أخرَج شعب إسرائيل من أرض العبودية، لكن عندما تذمــَّـروا، حرَمــَـهم من دخول أرض الموعد. الخادم الحقيقى يقمع ذاته ويتحكــَّـم فى نفسه. وهو يحمل الصليب بفرح، عارفــًا أنه "إن أراد أحد أن يأتى ورائى، فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعنى." (مت 24:16، مر 34:8، لو 23:9) 5. عدم الإدانة ما أكثر ما يقع الخادم فى خطيــَّــة الإدانة ويفقد سلامه. إن الإدانة هى ضربــَـة كبرياء، وكثيرا ما تتضمـَّــن تعــدِّى على وجود الله؛ فمـَــن أنت أيها الإنسان حتى تدين الآخرين؟ من منكم بلا خطية؟ من أقامك قاضيــًا؟ إذا لم تقل كلامـًا حسنـًا، فلا تقل كلامـًا رديئـًا، لأن هذا يقودك إلى الإدانة. 6. لا يطلب ما لنفسه الإنسان المتضع لا يفكـِّـر فى كرامته ولا وقته، لكنه بيحث عن الآخرين. الخادم لا يشفق على نفسه، بل يتعب ليربح الآخرين، ولا يسمح لنفسه أن يستريح ليتعب الناس. الراعى الحقيقى لا يعتبر نفسه رئيسـًا أو متسلـِّـطًا، لذلك يصلـِّى القديس أغـُسْــطـِـينوس: "أذكر يارب سادَتى عبيدك." وإذا كنـَّـا ندعو الفقراء "إخوة الرب" فلابد أن نعطيهم الكرامة التى تليق بهذا الاسم. إنه هو نفسه الذى قال: "وبــِّـخ، انتهر، عـِـظ"، وقال: "بكل أناة وتعليم." (2تى 2:4) ومن تعاليم البابا شنودة الثالث للكـَـهـَنة: "كن أبــًا وسط أخوتك، وأخــًا وسط أولادك." إن الناس لا يستريحون لمـَـن يكلــِّمهم بكبرياء أو تعالِـى، لأن الراعى الحقيقى لا يتكبر فى مظهره، ولا فى كلامه، ولا بعمله، ولا بروحانياته. لا يشعر بعض الخدام بأن سلوكهم قد يشير إلى الكبرياء. إلا أن وجود بعض الظواهر قد يشير إلى إحساس الخادم بالكبرياء حتى لو لم يكن الخادم نفسه يفطن لذلك. ومن هذه الظواهر: 1. يتكلم مع الآخرين بدون احترام 2. يتكلم بحدة وبوجه غير مبتسم 3. يتكلم بصوت عال بدون مبرر 4. دائمــًا يفتخر بخدمته وبمجال رعايته 5. يظهر غير محتشم ويتحلــَّـى بالزينات 6. متمســِّـك برأيه |
||||
|